أكبر بكثير
اليوم خصيصًا ، كانت الغيوم ملبدة
الطقس عسير و قاتم جدًا ، الشمس متوارية من شدة الخوف
مما يا ترى ؟ لأنها تعلم أن اليوم سيء بحق على هؤلاء المنطفئين هنا ، بفضل هبوطِ تلك الشمعة
ذلكَ الفتيل الذي احترق من أجل أن ينيروا حياتهم
مرةً أخرى قد هبطَ وذاب كلّ الشمع من حوله
بشكلٍ ما ، هم قد استهلكوا انفسهم خلال السنة الماضية ، انفقوا كل مافيها كي يحاولوا أن لا يناموا في عتمةٍ لن يجدوا منها أي مفر
منذ سنة قد مضت ، كان هذا اليوم هو اليوم المشؤوم و الذي استبدلت فيه طيور الحسّون زقزقتها بالنحيب
صوتُ الناي الحادّ والكئيب قد اخترقَ أذاني الكل دفعةً واحدة
ثم أكمل التشيللو مهمة المواساة طوال اليوم ، ميون كانت عاشقة للموسيقى لذا كانت تربط كل حدثٍ يجري معها بعزف آلةٍ موسيقية
لذا ، هو أصبح يتخيل الأمر هكذا
ثم يتبسم متهكمًّا ، لأنه لم يعد يستمع للموسيقى
يطلّ على مشغل الاسطوانات القديم الذي جلبته هي من حيث لا يعلم ! ، فقط كي تعيش تلكَ الأجواء الكلاسيكية التي تحبها
ثم تجبره على التمايل معها على أنغامها !
كان يتذمر وقتها ثم يلبي طلبها دون أي حيلة
الآن هو يندب نفسه على اللحظة التي تردد فيها دون أن ينفذ لها المرغوب
كل نفس يتنفسه الآن ، يشعره بذنبٍ أشبه باقتحام السكاكين لجوفه ، لا يظن أنه يحق له المضي قدمًا من بعدها
أبدًا !..
الأمر يبدو كما لو أنها اقتصت جزءً من حياتها وأضافته إليه ، هذه الفكرة الجنونية تراوده على الدوام ، لذا يستمر بمقت نفسه زيادة
ويظلّ يشعر أنه السبب هكذا دون أي سبب
طوال الوقت !
" سيد مين ..سيد مين !"
كانت تلك أختها الصغرى من تناديه هذا الغائب الفار العاجز المنتكس في سريره ، يمسك بإطار صورتها في محيطه الرمادي هذا أحادي الألوان
يحدق في من تمتلك الصورة بابتسامتها ثم للشخص الذي يقف بجانبها والذي كان هو ، كان يبدو مختلفًا بحق
" يااه .."
أختها لم تكن تشبهها في كلّ شيء ، لكنها تشبهها حينما تفقد رباطة جأشها وتغضب فجأة ثم تثور هكذا مندفعة
تعلم أن فرق السن بينهما جلي لكن انظروا كيف هي تحذف كلّ لظف احترام بينما تكلمه
" مالذي تفعله هنا ؟! هيا عليك أن تأتي معنا وتوقف عن أخذ دور هذا الذي يعيش حزنه وحيدًا بينما جميعنا هنا معك ، جميعنا هنا نشاركك هذا الحزن لمَ تشعرني أنك الوحيد الذي يعاني من فقدها؟"
هذا السؤال تحديدًا ، يحيره دائمًا
لماذا هم قد تعايشوا مع الأمر ؟ وقد مضت السنة بطولها وبمرّها الذي لا يستساغ
لكن هو يبدو عالقًا في ذات الحفرة التي هوى فيها من بعدها ، ربما هم لم يغرقوا مثله !
هنا الفرق !
كان جاهزًا ويرتدي بذلته ، كان في أتم هندامه للذهاب ومقابلتها هناكَ حيث رقدت بسلام
لكنه لم يكن جاهزًا لأن يجثو أرضًا ويستوعب أنه لن يستطيع لمسها و ضمها إليه من شدّة التوق
" حسنًا...لن أتأخر ، آسف "
نطقها ولم يحرّك طرفًا من جسده البالي ، يتكأ بظهره المنتكس على عارضة السرير والصورة في حجره تبكي حرقةً على من لا يبكي لأن الدموع لم تعد توفي حزنه حقه
" ياه ليس لدينا وقت !!"
أغلق عينيه ، يكفيه ما يعيشه من تلاطم داخلي
لكن هذه التي هنا تزيده ضعفين
طفقت تجرّ الصورة منه وهو متعلق بها بشدة
" هات ..توقف يونغي ..أقصد سيد يونغي ، أرجوك توقف عليك أن تصمد أنت تنهار وهي لن تكون سعيدة برؤيتك هكذا !!"
حينها تفرّقت أصابعه بعجز يرى أن الصورة لم تعد في يديه بل في يديها
كما لو أنها ..
بالفعل رحلت !
رحلت من بين يديه كما حدث الآن بالضبط ! لم يتمسك بها بشكلٍ كاف ! لم يصارع كل شيء كي يبقيها في حجره كما حدث مع هذه الصورة تمامًا !
أكلته تلكَ الأفكار كأكل الدود للرفاتِ في التربة
فجأة ، طفرت الدمعة من جفنيه
ثم غطى وجهه يمتأق باكيًا
حينها رقّ قلب تلكَ الواقفة وأحست بخطئها الفادح ، اقتربت منه ثم ربتت عليه
" كنتُ سأصبح أبًا ..ألا تفهمين ؟"
قالها بين صوته المتحشرج ونحيبه المؤلم ، هي إلتزمت الصمت وأكملت ما بدأته
أن تخمدَ هذا الاحتراق الذي شبّ فيه بفضلها ، احتضنه وهذا قد أبكاه زيادة
لأنه تذكر حضن أختها الكبرى ، يشبه حضنِ هذه لكنه كان أكبر بكثير..
بكثير~
الطقس عسير و قاتم جدًا ، الشمس متوارية من شدة الخوف
مما يا ترى ؟ لأنها تعلم أن اليوم سيء بحق على هؤلاء المنطفئين هنا ، بفضل هبوطِ تلك الشمعة
ذلكَ الفتيل الذي احترق من أجل أن ينيروا حياتهم
مرةً أخرى قد هبطَ وذاب كلّ الشمع من حوله
بشكلٍ ما ، هم قد استهلكوا انفسهم خلال السنة الماضية ، انفقوا كل مافيها كي يحاولوا أن لا يناموا في عتمةٍ لن يجدوا منها أي مفر
منذ سنة قد مضت ، كان هذا اليوم هو اليوم المشؤوم و الذي استبدلت فيه طيور الحسّون زقزقتها بالنحيب
صوتُ الناي الحادّ والكئيب قد اخترقَ أذاني الكل دفعةً واحدة
ثم أكمل التشيللو مهمة المواساة طوال اليوم ، ميون كانت عاشقة للموسيقى لذا كانت تربط كل حدثٍ يجري معها بعزف آلةٍ موسيقية
لذا ، هو أصبح يتخيل الأمر هكذا
ثم يتبسم متهكمًّا ، لأنه لم يعد يستمع للموسيقى
يطلّ على مشغل الاسطوانات القديم الذي جلبته هي من حيث لا يعلم ! ، فقط كي تعيش تلكَ الأجواء الكلاسيكية التي تحبها
ثم تجبره على التمايل معها على أنغامها !
كان يتذمر وقتها ثم يلبي طلبها دون أي حيلة
الآن هو يندب نفسه على اللحظة التي تردد فيها دون أن ينفذ لها المرغوب
كل نفس يتنفسه الآن ، يشعره بذنبٍ أشبه باقتحام السكاكين لجوفه ، لا يظن أنه يحق له المضي قدمًا من بعدها
أبدًا !..
الأمر يبدو كما لو أنها اقتصت جزءً من حياتها وأضافته إليه ، هذه الفكرة الجنونية تراوده على الدوام ، لذا يستمر بمقت نفسه زيادة
ويظلّ يشعر أنه السبب هكذا دون أي سبب
طوال الوقت !
" سيد مين ..سيد مين !"
كانت تلك أختها الصغرى من تناديه هذا الغائب الفار العاجز المنتكس في سريره ، يمسك بإطار صورتها في محيطه الرمادي هذا أحادي الألوان
يحدق في من تمتلك الصورة بابتسامتها ثم للشخص الذي يقف بجانبها والذي كان هو ، كان يبدو مختلفًا بحق
" يااه .."
أختها لم تكن تشبهها في كلّ شيء ، لكنها تشبهها حينما تفقد رباطة جأشها وتغضب فجأة ثم تثور هكذا مندفعة
تعلم أن فرق السن بينهما جلي لكن انظروا كيف هي تحذف كلّ لظف احترام بينما تكلمه
" مالذي تفعله هنا ؟! هيا عليك أن تأتي معنا وتوقف عن أخذ دور هذا الذي يعيش حزنه وحيدًا بينما جميعنا هنا معك ، جميعنا هنا نشاركك هذا الحزن لمَ تشعرني أنك الوحيد الذي يعاني من فقدها؟"
هذا السؤال تحديدًا ، يحيره دائمًا
لماذا هم قد تعايشوا مع الأمر ؟ وقد مضت السنة بطولها وبمرّها الذي لا يستساغ
لكن هو يبدو عالقًا في ذات الحفرة التي هوى فيها من بعدها ، ربما هم لم يغرقوا مثله !
هنا الفرق !
كان جاهزًا ويرتدي بذلته ، كان في أتم هندامه للذهاب ومقابلتها هناكَ حيث رقدت بسلام
لكنه لم يكن جاهزًا لأن يجثو أرضًا ويستوعب أنه لن يستطيع لمسها و ضمها إليه من شدّة التوق
" حسنًا...لن أتأخر ، آسف "
نطقها ولم يحرّك طرفًا من جسده البالي ، يتكأ بظهره المنتكس على عارضة السرير والصورة في حجره تبكي حرقةً على من لا يبكي لأن الدموع لم تعد توفي حزنه حقه
" ياه ليس لدينا وقت !!"
أغلق عينيه ، يكفيه ما يعيشه من تلاطم داخلي
لكن هذه التي هنا تزيده ضعفين
طفقت تجرّ الصورة منه وهو متعلق بها بشدة
" هات ..توقف يونغي ..أقصد سيد يونغي ، أرجوك توقف عليك أن تصمد أنت تنهار وهي لن تكون سعيدة برؤيتك هكذا !!"
حينها تفرّقت أصابعه بعجز يرى أن الصورة لم تعد في يديه بل في يديها
كما لو أنها ..
بالفعل رحلت !
رحلت من بين يديه كما حدث الآن بالضبط ! لم يتمسك بها بشكلٍ كاف ! لم يصارع كل شيء كي يبقيها في حجره كما حدث مع هذه الصورة تمامًا !
أكلته تلكَ الأفكار كأكل الدود للرفاتِ في التربة
فجأة ، طفرت الدمعة من جفنيه
ثم غطى وجهه يمتأق باكيًا
حينها رقّ قلب تلكَ الواقفة وأحست بخطئها الفادح ، اقتربت منه ثم ربتت عليه
" كنتُ سأصبح أبًا ..ألا تفهمين ؟"
قالها بين صوته المتحشرج ونحيبه المؤلم ، هي إلتزمت الصمت وأكملت ما بدأته
أن تخمدَ هذا الاحتراق الذي شبّ فيه بفضلها ، احتضنه وهذا قد أبكاه زيادة
لأنه تذكر حضن أختها الكبرى ، يشبه حضنِ هذه لكنه كان أكبر بكثير..
بكثير~
Коментарі