مقدمة
ماضي
حالة خاصة
لست جميله..
لم ننتهي بعد..
لم ننتهي بعد..
دخلت سهى لتخبرني بوصول نيره وهذا ما جعلني استفيق من شرودي الذي اصبح ملازم لي هذه الفتره بكثره واعتدل في جلستي منتظره دخول نيره ولم تمر دقيقه ووجدتها تدخل رأسها من الباب وتستأذن للدخول....

ابتسمت داخلياً على طريقتها ونظرتها فهي تبدو مثل الأطفال الصغار اللطيفين وسمحت لها بالدخول وشبكت اصابعي ببعضهم ونظرت لها بإهتمام وسألتها....

ميساء: كيف حالك نيره اتمنى ان تكوني بخير

نيره بإبتسامه بسيطه: اجل انا بخير شكرا لكي

ميساء بهدوء: اذن هل تحبين التحدث الآن ام بعد ان تشربي شيء

نيره: شكرا أيتها الطبيبه افضل التحدث مباشرةً

اخذت نيره نفساً عميقاً ونظرت للفراغ وتحدثت بخفوت كأنها لم تعد هنا وكأن عقلها اخذها لمكان اخر اخذها لسنين بعيده وذكريات كثيره...

خرجت نيره من تحت السرير وفتحت الباب فوجدت خط دماء طويل فتتبعته بخوف ونزلت سلالم المنزل لتجد جثه والدتها ملقاه على الارض غارقه في دمائها....جثت نيره بجانبها بهدوء واخذت تنظر لمعالم وجهها وتلمس وجهها برقه وتقول...

نيره: امي انهضي سنذهب مع ابي إلى المدينه هيا امي لما لا تجيبين الم تقولي انكي لن تتركيني امي ارجوكي انهضي معي

ظلت نيره تحدث والدتها غير مصدقه انها فارقت هذا العالم وتركتها بمفردها طفله صغيره حرمت من حنان والدتها في سن مبكر ولم تعي نيره لما حولها وانها كانت تبكي وتصرخ إلا عندما وجدت ابيها يحضنها بقوه ويأخذها راكضاً خارج المنزل وهو يقول الكثير من الكلمات المهدئه التي لم تفهم او تسمع اغلبها ومن كثره البكاء وتذكر لشكل والدتها وسط الدماء نامت نيره في السياره التي احضرها والدها وكأنها تحاول الهروب من حزنها ووجع قلبها بالنوم....

استيقظت نيره ووجدت نفسها نائمه في غرفه غير غرفتها وهي التي كانت تظن ان ما مرت به لم يكن سوا كابوس مخيف ونهضت على صوت صراخ انثوي من الخارج ففتحت الباب بهدوء ونزلت السلالم لتسترق السمع والنظر....

إيناس بصراخ: انا لم اعد ارغب بك لقد مللت منك اوهمتني انني الزوجه الوحيده في حياتك وانت لديك اخرى وطفله ايضا كيف تفعل هذا بي اظنك نسيت من اكون وابنه من وماذا يمكنني ان افعل لهذا اعتبر ما حدث اليوم رد لكبريائي وخذ طفلتك اللعينه واذهب من هنا

حمزه بإستعطاف: ارجوكي إيناس انتي تعلمين انني احبك انتي ولم احب غيرك وسعاد كانت غلطه في حياتي لا اكثر ارجوكي لا تتركيني ليس لي مكان الآن وها انتي انتقمتي وارسلتي من قتلوا سعاد ماذا تريدين ايضا ارجوكي اجعليني انا ونيره نبقى هنا ليس لنا مكان اخر

إيناس بغضب: هل جننت يا هذا اتريد ان ابقي هذه اللعينه هنا لتذكرني بوالدتها وخيانتك لي هذا مستحيل

حمزه بيأس: سنشرد في الشوارع اهذا ما تريدين الست انا حمزه حبيبك وزوجك ستتركيني الآن

إيناس بشر: لم اجبرك على الزواج بغيري وخيانتي ولكن ان اردت البقاء سيكون هذا بشرط

حمزه بسعاده: سأفعل اي شيء تريدينه فقد اعفي عني غلطتي

إيناس بخبث: حسنا اما ان تبقى بمفردك او ان تغادر انت وطفلتك الحمقاء وتشرد بالشوارع

حمزه بصدمه: ماذا واين ستذهب نيره لا يمكنني تركها

إيناس بحقد: يمكننا ان نضعها في دار ايتام جيد ونوصي بمعاملتها بشكل لائق

حمزه بتردد: ولكن

إيناس: لا يوجد لكن هذا ما عندي اما ان تفعل ما اقول او اغرب عن وجهي

حمزه بيأس: حسنا

ركضت نيره إلى الغرفه عندما وجدت اباها يصعد السلالم متجه نحوها وصعدت الفراش مره اخرى منتظره دخوله بقلب خائف مذعور من الخذلان والفقد...

حمزه بإبتسامه: كيف حال صغيرتي هل انتي بخير

ظلت نيره تنظر له بصمت ولم تتحدث فتحرك حمزه وجلس بجانبها على الفراش وامسك بيدها قائلا...

حمزه: صغيرتي والدتك لم تعد هنا هي اصبحت في مكان اخر الآن في مكان جيد وسعيده اريد منكي ان تنسي ما رأيتيه سابقاً

نيره بهدوء: هل ستتركني مثل امي

صمت حمزه بإنكسار ونظر لنيره وعينها مليئه بالدموع وقال..

حمزه: لقد سمعتي كل شيء اليس كذلك لا تقلقي بنيتي سأزورك كل يوم وسأحرص ان تكونين في مكان جيد وهذا سيكون افضل لكي ان بقيتي هنا فلن تترككي إيناس بدون اذيه

صمتت نيره تنظر لوالدها بغصه في حلقها ودموع في عينيها وقالت له كلمه واحده وهي الموافقه  قبل ان تعطيه ظهرها وتمثل النوم مغلقه عينيها عن هذا العالم القاسي....

في صباح اليوم التالي نهضت نيره ولبست ثيابها بمساعده الخادمه ونزلت لوالدها الذي كان منتظر لها في الاسفل مع إيناس حتى يأخذها إلى دار الايتام...شردت نيره بحزن في حالها هي مازالت صغيره لما توجعها الحياه بشكل قاسي هكذا اولا فراق والدتها وبعدها خذلان والدها لها وضعفه هل كتب عليها ان تصبح يتيمه في وجود اب لها؟ نظرت إلى إيناس الواقفه بجانب ابيها تأمره بكل برود وتكبر ووالدها فقد يهز رأسه موافق على كل شيء وبعدها نظرت لها إيناس بحقد واخر ما سمعته نيره من إيناس قبل خروجها برفقه ابيها (فلتذهبي للجحيم)

ركبت نيره السياره واخدت تفكر وهي ممسكه بقلاده اهدتها لها والدتها في عيد مولدها الاخير ونظرت للطريق بنظرات شارده فقدت بريق الطفوله والأمل وتنهدت بإحساس قلق مما سيحدث غدا....

اليس غريب ما تفعله بنا الحياه...اليس غريب ان تقسو علينا في هذا السن الصغير دون شفقه....فبالامس كانت طفله تلعب وتلهو ولا تفكر بغدا واليوم اصبحت تفكر في كل دقيقه تمر عليها...



© Q ,
книга «لعنة الحرمان».
Коментарі