في شقه جلست الطبيبه ميساء تفكر في ما حدث طيله اليوم من مرضى ومشاكل والطرق المناسبه للتعامل معهم وتذكرت نيره وماذا حدث في جلستها....

نيره ببكاء: اعتذر ولكن مازلت لا استطيع نسيان هذه الذكرايات المأساويه

ميساء بهدوء: لا داعي للاعتذار اهدئي ولنتحدث بشأن هذا في وقت لاحق ما رأيك ان نكمل حديثنا في مكان افضل المره القادمه

مسحت نيره دموعها ونظرت للطبيبه بعينيها الخضراء وقالت

نيره:حسنا سأتحدث مع السكرتاريه الخاصه بكي لتحديد موعدنا القادم واعتذر مره اخرى

شكرت نيره الطبيبه وخرجت من عيادتها وذهبت وبقيت ميساء تكتب في مذكرتها السوداء العديد من الاشياء وبعدها حملت حقيبتها وعادت إلى منزلها

ظلت ميساء تفكر كثيرا حول نيره وماذا ستكون الخطوه القادمه في جلستهم واثناء تفكيرها الشديد نامت ولم تنتبه للوقت واستيقظت في اليوم الثاني لتذهب إلى المشفى التي تعمل بها صباحا وعند دخولها

ميساء: صباح الخير

طارق: صباح الخير يا ميساء لما تأخرتي اليوم ليس من عادتكي التأخر على مرضاكي

قال هذا وهو يمد يده لها بكوب قهوتها الصباحيه وينظر لملامح وجهها

ميساء: اولا اشكرك على كوب القهوه ثانيا انت تعلم العياده تأخذ كل وقتي حتى الليل وقد استغرق وقتا طويلا في التفكير بشأن المرضى ولا اشعر بالعالم المحيط

طارق بإبتسامه لطيفه: اجل اعلم ولكن اريدك الا ترهقي نفسك كثيرا والان اذهبي لمكتب المدير فقد جائت حالات جديده ويريد ان يعطيكي ملف الحاله الخاصه بكي

ميساء بحماس: حسنا سأذهب له فورا

وما ان انهت جملتها حتى ذهبت مسرعه نحو غرفه المدير وتركت الواقف ينظر لطيفها بإبتسامه ويذهب ليرى اعماله

استأذنت ميساء للدخول عند المدير وسمح لها واشار لها لتجلس على المقعد المقابل له

المدير بجديه: تعلمين انني اثق بكي لهذا سأعطيكي ملف مريضه في غايه الاهميه فجميع عائلتها من مراكز عاليه ومشرفه في المجتمع ووجودها هنا في غايه السريه لذا لم اجد اكثر منكي امانه ومصداقية للتعامل معها

قال المدير اثناء اعطائها الملف الذي يحتوي على معلومات المريضه لتتفحصه...اخذت ميساء الملف بإبتسامه وقالت

ميساء: لا تقلق سأكون عند حسن ظنك

خرجت ميساء من غرفه المدير واخذت الملف وذهبت لمكتبها وجلست تتفحصه كان ملف رمادي اللون يحتوي من الداخل على صوره المريضه ومعلومات عنها

ميساء: اوه انها حقا جميله لديها ملامح لطيفه كيف انتهى بها المطاف هنا

كانت الفتاه تدعى مرام ذات بشره بيضاء وعيون بنيه واسعه وملامح لطيفه وهادئه وتبلغ من العمر 18 سنه

تفحصت ميساء الملف بتروي واستقامت واقفه وذهبت لغرفه مرام لتعرفها بنفسها وتتحدث معها....طرقت الباب ودخلت وجدتها ترتدي زي المشفى وتجلس على طرف الفراش وتنظر إلى اسفل....تنهدت ميساء وذهبت لتجلس على الكرسي المقابل لها وابتسمت بهدوء وقالت

ميساء: مرحبا انا ادعى ميساء الطبيبه التي ستشرف على حالتك ويمكنك اعتباري صديقتك هنا

لم تبدي الفتاه اي رده فعل ولم ترمش حتى وظلت على وضعيتها فعاودت ميساء التحدث مره اخرى لعلها تستجيب لها

ميساء: ان لم ترغبي في التحدث الان فلا بأس ولكن لتعلمي اني هنا من اجلك انتي لستي وحيده فقد ثقي بي لاستطيع مساعدتك واخراجك من هنا معافاه

وللمره الثانيه لم تبدي الفتاه ردت فعل لمده دقائق وبعدها تحدثت بصوت هادئ وقالت

مرام: لا اريد احد حتى نفسي لا اريدها ولا تتصنعي الاهتمام ونتحدث فقد اغربي عن وجهي فلا فرق بينكم جميعا

قالت الفتاه هذا الحديث القصير والقت نظره خاطفه على ميساء واستلقت على فراشها واغلقت عينيها لتجبر ميساء على الخروج وتركها وما كان من ميساء سوى انها فعلت كما تريد الفتاه مؤقتا حتى تجد طريقه للتحدث معها في المره المقبله وخرجت من الغرفه واثناء سيرها في الممر شارده الذهن سمعت صوت صراخ قادم من غرفه في نهايه الممر....اجل انها غرفه رقم 250 ركضت ميساء بسرعه وذهبت إلى هناك وعندما فتحت الباب توقفت مندهشه من هول ما رأته وهو....