00 : I.N.T.R.O
° Lacuna ~ My missing part °
℘
أقِفُ بِمنَتَصَفِ الطَّرِيقِ بَينَ يَأسٍ وَ أمَل ، أُحَدِّقُ بشُرُودٍ بمَا حَولِي ، فيُمسِكنِي الحَنِينُ مِن يَدِي مُبتَسمًا يَقُودُنِي نَحوَ أبْوَابٍ كَثِيرَة، يَدفَعُنِي نَحو إحْدَاهَا ثُمّ يَركُضُ مبتَعدًا.
بتَرَدُّدٍ أقتَرِب لِأَطْرُق البَاب ، أتَفآجَأ بإِنفِتَاحِه البَطِيء ، فَأُغمِضُ عَينَاي بِضُعْفٍ أستَشْعِر الرّيحَ القَاسِحَة التِي تهُبّ مِن خِلَالِه .. مُتَخَلِّلَة خُصُلَات شَعرِي. بصُعُوبَة أقْتَرِب مُتَفَحّصًا مَا يَقبَع خَلْفَ القِطعَة الخَشبِيّة الرَثّة .. أورَاق بَيضَاء تَنَاثَرَت بإِهْمَال علَى الأرْضِيّة الخَشَبيّة..
دَنَوْتُ مِنْهَا أقلِبُها بهُدُوءٍ مُتفَحّصًا إيّاهَا. بخَطّ متوَسّط الحَجمِ و بلَونٍ غَرِيبٍ لَم أرَى لَه مَثِيلًا سُطِّرَت بَعضُ العِبَارَات..
أَقرَأهَا بِصَوتٍ مُهْتَزّ و بِعَقلٍ مُشَوّش، أَشْعُرّ أنّي أَعرِفُها، كأنّها تتَحَدَّثُ عنِّي و عَن شَخْصٍ آخَر..
أسْتَمِر بالقِرَاءَة بإرتِجَاف ، و مَع كلّ كَلمَة أقْرَأُها الأمَانِي تَنمُو بِدَاخِلي و الهَوَاجِس تُهَاجِمُنِي .. لِأقُوم بتَرتِيبِ الأورَاق التّي أنْهَيتُها و أَحْمِلُ أُخرَى حَتَّى أفعَل المِثْل.
بِبطْءٍ ادرُسُ تَفَاصِيلَ مَا كُتِب لأُدرِک...
أنّي أتَصَفَّح المَاضِي بَينَ يَدَايْ~
حيثُ بلَونٍ بَالٍ دوّنَت بِصَفحَاتِه كُلّ ذِكرَى قَدِيمَة عِشتُهَا، كُلّ ذِكْرَى كَانَت يَومًا سَعِيدَة .. مُغتَرِسَة لِنْفسِهَا مَكَانًا بثَنَايَا عَقلِي و قَلبِي..
بِلَحظَة أَغَضَب لِأنُثُر الأوْرَاقَ التِي قُمْتُ بِتَرتِيبِهَا فِي الأَرْجَاء ، وَ باللَّحْظَة التَالِيَة أعُودُ لتَكوِيمِهَا بَينَ ذِرَاعَي.
يُرَاقِبُنِي الحَنِين حَزِينًا مِن بَعِيد ، يَتَفَحَّصُ مَلَامِحِي المُبَعثَرَةِ كدَوَاخِلِي ، يَنْظُرُ لحَالِي البَائِسَة التِّي لَم تَجِد سَبِيلًا لرَاحَتِهَا سِوَى إحتِضَانِ تِلكَ الأَورَاقِ بضِيقٍ.
يَتَقدَّمُ الحَنِينُ نَحْوِي بِخُطُواتٍ حَذِرَةٍ لِيَنقُرَ علَى كَتِفِي جَاذِبًا إنْتِبَاهِي ، فَأستَقِيمُ مُطِيعًا تَاركًا مَا بِيَدِي ليَسقُط ، و أتّبِع خُطوَاتِه كَمَا يَأمُرُنِي..
يَقُودُنِي نَحوَ صُندُوقٍ خَشبِِيّ أبيَضَ ضَئِيل الحَجْم، بقُفلٍ ذهَبِي ، مَوضُوعًا بَعِيدًا عَن فَوضَى المَاضِي. يُوَدِّعنِي بإِبتِسَامَة قَبلَ أنْ يَقتَرِب مِن الأورَاقِ التِّي تَركتُهَا خَلفِي ليُرَتّبهَـا لِأجلِي، ثُمّ يُغَادِر.
بإِرتِبَاكٍ أَقتَرِبُ مِنَ الصّندُوق ، أَجلِس أمَامَه مُحاوِلًا فَكّ القُفل ، و الذِي بسُهولَة غَيرِ مُتوَقّعةٍ إنفَتَح مُفرِجًا عَن مُحتَوَى الصُّندُوق.
بَعضُ القُصَاصَاتِ الوَرَقيّة و أَشيَاءٍ قَديمَة عَدِيمَة الفَائِدَة ، أُبعِدهَا بقِلّة صَبرٍ بَاحِثًا عَن شَيءٍ ممَيّزٍ قَد يَكُون مُتضَمّنًا بالدّاخِل.. شَيءٌ قَد يُشفِي رُوحِي التِي تَغدُو أَكثَر هَشَاشَة مَع الأيَام .
أخرَجتُ صُورَة بَالِيّة تآكَلت أطرَافُها ، حَاصِلةً علَى قَدرٍ كَبيرٍ مِن الإنكِمَاشِ وَ البَلَل. المُفَآجِئُ أنّي كُنتُ بِهَا مَع شَخصٍ آخَر ، شَابٌ بآذَانٍ كَبِيرَة و إِبتِسَامَة بَلْهَاء.. إبتَسمْت لَها تِلقَائِيًا.
بَدَوتُ سَعِيدًا فِي الصُّورَة أَيضًا ، كَمَا لَو انّي أَمتَلِك العَالَم . إِبتِسَامَتي فِي الصُورَة .. هِيَ أمرٌ إفتَقَدتُه.
”بَارْك تشَانْيُولْ وَ بيُونْ بِيكْهيُونْ ~ لِلأَبدَ..“
قَرَأتُ مَا كُتِبَ أسْفَل الصُّورَة ، لِأدرِك هُوِيَّة الشّابِ الذِي بِجَانِبِي ، وَ الذِي فِي الوَاقع لَم أنسَاهُ مِن البِدَايَة، بَل كَان تَلاعُبَ ذَاتِي بِذَاتِي..
بِغَيرِ إدرَاك ضَممتُهَا لِصَدرِي ، لِأشعُر بلَسعٍ بعَينَاي .. مُنذِرَة بِتَمَرّد دَمعِي..
و بقِلّة حِيلَة بدَأتُ إنتِحَابِي..
تِلْكَ الذّكرِيَات.. هِيَ كُلّ مَا تَبقّى..~'
❞ هَل يَا تُرَى .. شَغَلتُ يَومًا قَلبَك ؟ بَارْك تشَانيُول ؟ عَلَى الأقَلّ تَفْكِيرَك .. رُبّمَا ؟ ❝
• • • •
حَدسُه كَانَ محِقًّا لِأوّل مرّة علَى الإِطلَاق..
هُو لَم يتَمكّن مِن النّومِ ليلَة أَمسٍ..
بسَبب وَزنٍ أَثقَل قَلبَه..
شَيء مَا خـاطِئ سَيحدُث..
إهتزَاز هاتِفـه بَينَ يَديهِ لَم يتوَقّف لحظَة، بسَبب الرَسائِل الهائلَة التِي ترِده . بَعضٌ مِنها فَقـط تَسألُه عَن حالِه ، و الكَثير الآخر يَرِد مِن مجمُوعَة دردَشَة.
أَسوَأ قَرار.. كَان الخوضُ فِي مَجمُوعَة دَردشَة الصفّ تِلک..
”لَقد عَاد ، بَارك عَاد“..
لَقَد عَاد..
بَعدَ ثَلَاثِ سنَوَات..
℘
21 جوَان~... 🔮
℘
أقِفُ بِمنَتَصَفِ الطَّرِيقِ بَينَ يَأسٍ وَ أمَل ، أُحَدِّقُ بشُرُودٍ بمَا حَولِي ، فيُمسِكنِي الحَنِينُ مِن يَدِي مُبتَسمًا يَقُودُنِي نَحوَ أبْوَابٍ كَثِيرَة، يَدفَعُنِي نَحو إحْدَاهَا ثُمّ يَركُضُ مبتَعدًا.
بتَرَدُّدٍ أقتَرِب لِأَطْرُق البَاب ، أتَفآجَأ بإِنفِتَاحِه البَطِيء ، فَأُغمِضُ عَينَاي بِضُعْفٍ أستَشْعِر الرّيحَ القَاسِحَة التِي تهُبّ مِن خِلَالِه .. مُتَخَلِّلَة خُصُلَات شَعرِي. بصُعُوبَة أقْتَرِب مُتَفَحّصًا مَا يَقبَع خَلْفَ القِطعَة الخَشبِيّة الرَثّة .. أورَاق بَيضَاء تَنَاثَرَت بإِهْمَال علَى الأرْضِيّة الخَشَبيّة..
دَنَوْتُ مِنْهَا أقلِبُها بهُدُوءٍ مُتفَحّصًا إيّاهَا. بخَطّ متوَسّط الحَجمِ و بلَونٍ غَرِيبٍ لَم أرَى لَه مَثِيلًا سُطِّرَت بَعضُ العِبَارَات..
أَقرَأهَا بِصَوتٍ مُهْتَزّ و بِعَقلٍ مُشَوّش، أَشْعُرّ أنّي أَعرِفُها، كأنّها تتَحَدَّثُ عنِّي و عَن شَخْصٍ آخَر..
أسْتَمِر بالقِرَاءَة بإرتِجَاف ، و مَع كلّ كَلمَة أقْرَأُها الأمَانِي تَنمُو بِدَاخِلي و الهَوَاجِس تُهَاجِمُنِي .. لِأقُوم بتَرتِيبِ الأورَاق التّي أنْهَيتُها و أَحْمِلُ أُخرَى حَتَّى أفعَل المِثْل.
بِبطْءٍ ادرُسُ تَفَاصِيلَ مَا كُتِب لأُدرِک...
أنّي أتَصَفَّح المَاضِي بَينَ يَدَايْ~
حيثُ بلَونٍ بَالٍ دوّنَت بِصَفحَاتِه كُلّ ذِكرَى قَدِيمَة عِشتُهَا، كُلّ ذِكْرَى كَانَت يَومًا سَعِيدَة .. مُغتَرِسَة لِنْفسِهَا مَكَانًا بثَنَايَا عَقلِي و قَلبِي..
بِلَحظَة أَغَضَب لِأنُثُر الأوْرَاقَ التِي قُمْتُ بِتَرتِيبِهَا فِي الأَرْجَاء ، وَ باللَّحْظَة التَالِيَة أعُودُ لتَكوِيمِهَا بَينَ ذِرَاعَي.
يُرَاقِبُنِي الحَنِين حَزِينًا مِن بَعِيد ، يَتَفَحَّصُ مَلَامِحِي المُبَعثَرَةِ كدَوَاخِلِي ، يَنْظُرُ لحَالِي البَائِسَة التِّي لَم تَجِد سَبِيلًا لرَاحَتِهَا سِوَى إحتِضَانِ تِلكَ الأَورَاقِ بضِيقٍ.
يَتَقدَّمُ الحَنِينُ نَحْوِي بِخُطُواتٍ حَذِرَةٍ لِيَنقُرَ علَى كَتِفِي جَاذِبًا إنْتِبَاهِي ، فَأستَقِيمُ مُطِيعًا تَاركًا مَا بِيَدِي ليَسقُط ، و أتّبِع خُطوَاتِه كَمَا يَأمُرُنِي..
يَقُودُنِي نَحوَ صُندُوقٍ خَشبِِيّ أبيَضَ ضَئِيل الحَجْم، بقُفلٍ ذهَبِي ، مَوضُوعًا بَعِيدًا عَن فَوضَى المَاضِي. يُوَدِّعنِي بإِبتِسَامَة قَبلَ أنْ يَقتَرِب مِن الأورَاقِ التِّي تَركتُهَا خَلفِي ليُرَتّبهَـا لِأجلِي، ثُمّ يُغَادِر.
بإِرتِبَاكٍ أَقتَرِبُ مِنَ الصّندُوق ، أَجلِس أمَامَه مُحاوِلًا فَكّ القُفل ، و الذِي بسُهولَة غَيرِ مُتوَقّعةٍ إنفَتَح مُفرِجًا عَن مُحتَوَى الصُّندُوق.
بَعضُ القُصَاصَاتِ الوَرَقيّة و أَشيَاءٍ قَديمَة عَدِيمَة الفَائِدَة ، أُبعِدهَا بقِلّة صَبرٍ بَاحِثًا عَن شَيءٍ ممَيّزٍ قَد يَكُون مُتضَمّنًا بالدّاخِل.. شَيءٌ قَد يُشفِي رُوحِي التِي تَغدُو أَكثَر هَشَاشَة مَع الأيَام .
أخرَجتُ صُورَة بَالِيّة تآكَلت أطرَافُها ، حَاصِلةً علَى قَدرٍ كَبيرٍ مِن الإنكِمَاشِ وَ البَلَل. المُفَآجِئُ أنّي كُنتُ بِهَا مَع شَخصٍ آخَر ، شَابٌ بآذَانٍ كَبِيرَة و إِبتِسَامَة بَلْهَاء.. إبتَسمْت لَها تِلقَائِيًا.
بَدَوتُ سَعِيدًا فِي الصُّورَة أَيضًا ، كَمَا لَو انّي أَمتَلِك العَالَم . إِبتِسَامَتي فِي الصُورَة .. هِيَ أمرٌ إفتَقَدتُه.
”بَارْك تشَانْيُولْ وَ بيُونْ بِيكْهيُونْ ~ لِلأَبدَ..“
قَرَأتُ مَا كُتِبَ أسْفَل الصُّورَة ، لِأدرِك هُوِيَّة الشّابِ الذِي بِجَانِبِي ، وَ الذِي فِي الوَاقع لَم أنسَاهُ مِن البِدَايَة، بَل كَان تَلاعُبَ ذَاتِي بِذَاتِي..
بِغَيرِ إدرَاك ضَممتُهَا لِصَدرِي ، لِأشعُر بلَسعٍ بعَينَاي .. مُنذِرَة بِتَمَرّد دَمعِي..
و بقِلّة حِيلَة بدَأتُ إنتِحَابِي..
تِلْكَ الذّكرِيَات.. هِيَ كُلّ مَا تَبقّى..~'
❞ هَل يَا تُرَى .. شَغَلتُ يَومًا قَلبَك ؟ بَارْك تشَانيُول ؟ عَلَى الأقَلّ تَفْكِيرَك .. رُبّمَا ؟ ❝
• • • •
حَدسُه كَانَ محِقًّا لِأوّل مرّة علَى الإِطلَاق..
هُو لَم يتَمكّن مِن النّومِ ليلَة أَمسٍ..
بسَبب وَزنٍ أَثقَل قَلبَه..
شَيء مَا خـاطِئ سَيحدُث..
إهتزَاز هاتِفـه بَينَ يَديهِ لَم يتوَقّف لحظَة، بسَبب الرَسائِل الهائلَة التِي ترِده . بَعضٌ مِنها فَقـط تَسألُه عَن حالِه ، و الكَثير الآخر يَرِد مِن مجمُوعَة دردَشَة.
أَسوَأ قَرار.. كَان الخوضُ فِي مَجمُوعَة دَردشَة الصفّ تِلک..
”لَقد عَاد ، بَارك عَاد“..
لَقَد عَاد..
بَعدَ ثَلَاثِ سنَوَات..
℘
21 جوَان~... 🔮
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(2)
00 : I.N.T.R.O
جميل..... أنتظر البارت الاول
Відповісти
2018-05-27 10:26:49
1
00 : I.N.T.R.O
🌚 انا قرأها بالواتباد و الانترو يجنن استمري عزيزتي.. فايتينغ
Відповісти
2018-05-29 07:25:47
1