قبل العاصفة
----------------------
Enjoy sweeties🌟💞
----------------
كدوامة..
كإعصار أخذ الكون كله بداخله ليحوله إلى أشلاء .. ليسلبه كل معاني الحياة
ثم ينتهى فقط ليقذفني خارجه...
ليخبرني بأن وقت العذاب قد حان
شعرت بأنني قد جئت من المجهول ..أو أن الحياة بدأت فقط من الآن ... بلا ماضي أو مستقبل فقط تلك الثواني التي استطعت فيها تمييز ضوضاء تلك السيارات ... أقدام تتسابق كأنها تهرب من الموت.. أحسست بوجودي.. أنا فقط وكل شئ حولي فراغ لم يُطرب أي حس بداخلي
تمنيت لو أُغلقت عيني للأبد .. تمنيت لو أُبتلعت روحي لتتوه في هذا الإعصار ...
لماذا كان يجب عليها أن تجد الطريق إلي؟
لقد أصبح فتح عيناي لأواجه ذلك العالم أصعب من حفر أعمق الخنادق
تحركت جفوني ببطئ مثقلة بهموم ذلك العالم الأسود.. و النوم مازال يسكنها
لقد تحفز جسدي قليلا.. شعرت بخصلات شعري تهم بالوقوف
لمعت بداخلي شرارة الحماسة لثواني وانا أتسأل أين انا الآن
الحديقة !
لقد أصبح الأمر مملا قليلاً
لثواني ظللت تائهاً بين الذكريات لا أتعرف عليها.. ظلت عيناي تحضنان ذلك الليل البعيد الذي ملاء السماء وهو يجهز نفسه للنهوض
وبحركة واحدة هممت بالجلوس وكأن شيئا طارئاً قد حدث وبظهر مستقيم وكتفان مشدودتان و بعينانين يظلهما الرعب .. بشعر أصفر كالقش ووجنتات لا يصلهما الدماء
سُلط عمود الإنارة الأضواء علي ملامحه في مشهد مرعب وكأننه قد استيقظ للتو من الموت
ولكن حتى الموت لم يستطع أن يمحو عن وجهه علامت الوسامة الشدية التي امتلكها
كشبح هارب يستطلع المكان من حوله...
ثم يقرر أخيرا أن يقف على قدميه
لينفض كل ذلك التراب العالق على ثيابه الذي يتصاعد حوله كما يتصاعد الدخان بعد خمود اللهب
لم يبدو أي شئ من هذا غريباً لذلك الشاب المجنون
يبدو بأنه اعتاد الإستيقاظ بالعديد من الأماكن دون أن يتذكر أي شئ
أكاد أجزم بأنه قد وجد نفسه بأماكن أشد إثارة من هذا
يرفع يديه ليمسك بتلك القلنسوة ويضعها على راسه ليخفي كل ملامحه الحاده
ينفض يديه ثم يضعهما في جيبي سترته كمن ينفض يديه عن قذارة العالم ليقف ويشاهد فقط
وبخطوات واسعة وخفيفة كخطوت لص محترف
أو كرجلاً هارب يتمنى في كل خطوة لو إنشقت الأرض و ابتلعته
واصل زين المشي متثاقلاً ليعبر الشارع متجها نحو شقته
وهو يمسح كل ما حوله بجهاز الإستشعار خاصته
ذلك الرجل المسرع وهو يحمل بيديه حقيبة للدواء
يبدو أن شبح المرض قد زار بيته
ذلك الشاب المريب الذي بقي مختبئا خلف تلك الشجرة لابد و أن تاجر المخدرات خاصته تأخر عن الميعاد لقد بدأت عروقه تحكه وهو بإنتظار الجرعة الجديده
كل ذلك رُسم في ذهنه بطريقة مثالية
عدد هائل من التفاصيل التي يستوعبها عقله
معزوفة متكاملة الأجزاء لعب فيها القدر الدور الرئيسي وخيم فيها الفقر على كل أنحاء المدينه
دوت تلك المعزوفة في أذنه وهو يتارجح بين الطرقات مستمتعاً بسماع الحقيقة وهي تهمس في أذنه
فليحترق هذا العالم البالي وليمت كل هؤلاء البشر الهمجيون ...
تشققت انسيابية ذلك اللحن أمام صوت تحطم الزجاج يقتحم الأرجاء
ليسمع أصوات الزجاج و هي تتناثر في الهواء ثم تتساقط الواحدة تلو الأخرى كما تتساقط بلورات الثلج من السماء
وفي مشهد يفتح فيه الجحيم أبوابه
ليقذف إليه القدر بدليل آخر على صدق اعتقاده
ليعلو وجه زين إبتسامة مجنونة
كانت الضوضاء عاليه للغاية .. الإتهامات العنصرية ، شتائم تعلو في الجو ....لقد حطموا واجهة ذلك المتجر من جديد ...
لثانية رفعت عيناي لأتفحص الموقف من حولي..
لأجد خمسة شباب يبدون في بداية العشرينات يقذفون المتجر الصغير بالحجارة بإصرار كبير على إلحاق اكبر قدر من الخسائر
أووووه يالمتعة يبدو بأن احدهم يستعد لقذف بعض زجاجات الملوتوف على المتجر
لقد كانت معركة من طرف واحد.. لم يسمع فيها أي صوت يرد الهجوم
ربما علي أن اغير من طريقي حتى أتجنب المتاعب ...أووه فات الآوان لقد اصطادتني أعينهم
أكمل زين طريقه بلا أي تغيير ...حتى خطواته لم تطل ولو قليلا بل يبدو بأنه استمتع بالعبور اكثر من أمام ذلك المتجر وهو على وشك أن يتحول الي كتلة من اللهب
" مهلا ماذا تفعلون أيها الحمقى "
"من الافضل لكم أن تذهبوا من هنا "
ظهر ذلك الصوت فجأة من العدم ...يبدو وكأن أحدهم قد قرر التدخل
أُضيئت بعض الأضواء في المبني القريب من المتجر الذي أصبح كومة من الخراب الآن
ظهر ذلك الرجل وهو يواصل الصراخ
كان لديه مظهر قوي للغاية ساعدان قويان وأكتاف مشدودة ..طويل القامة مع شعر أصفر وعينان زرقاوتان لم يظهرا كثيراً بسبب الظلام ولكنهما كانتا واضحتين بمجرد عبوره أمام عمود الإنارة
بالنسبة لأولئك الشباب انتهت المعركة بالفعل و دمروا المتجر وليس من مصلحتهم كسب المزيد من العداوات
تفوه احدهم ...
" حسنا يا شباب لقد نالوا بما فيه الكفاية ، هيا لنرحل .."
لقد بدأ الوضع لي أكثر أماناً الآن..
تابعت مسيري بهدوء أكثر لكني كنت قريباً جداً بحيث لم أستطع أن أحول بين أذني وبين سماع تلك الكلمات التي تبادلها ذلك الرجل الشجاع وصاحب هذا المتجر..
" ما بك يا عمار أين كنت؟ لماذا لم تطلب المساعدة ؟ هل كنت بداخل المتجر كل هذا الوقت ألم تخف من أن يحل بك أي ضرر؟
لا اعلم إلى متى سيستمر كل هذا؟
هل سنظل دائماً خائفين على أعمالنا من أولئك الشباب "
حسنا لقد كان يقصد مخبزه الذي يوجد في البناية المجاورة .
وأخيراً ظهر صاحب المتجر من الداخل لتظهر بعض من ملامحه التي غلفها الليل
لقد كان قصير القامة قليلاً مع بشرة سمراء داكنة ولمعة أسفل جبهته عينان بيضاوتان كبيرتان و يحف وجهه لحيه فوضوية
يجبر نفسه ليتفوه بأي كلمة ليرد بها على صديقه هذا ..
" حسنا يا مايكل ..انت تعلم أنهم لن يتوقفوا أبداً إلا بعد أن أخذ عائلتي وانتقل من هذه المدينة كلها ..وانت تدرك أيضاً انهم لن يؤذوك أبداً
لا أعلم هل علي أن ألوم أولئك الشباب حتى ..فبعد تلك الأحداث الإرهابية المؤسفة التي جلبت علينا جميعاً نذور الشؤم لقد مات ما يقارب الثمانين شخصاً في ذلك الحادث الذي تفجر فيه الباص المسئول عن النقل العام ... أو الكنيسة التي أصبحت رماداً الآن أياً يكن..أن لم تكن ستساعدني على تنظيف المكان ..فيمكنك الرحيل .."
قال تلك الكلمات وهو يتناول مكنسته بعزم كبير وملامح جادة حازمة على إنجاز الكثير
وقف مايكل مذهولاً من ثبات ذلك الرجل لم يبدو عليه أي خوف ، أي غضب كان هادئاً تماماً لم تتغير نبرة صوته طوال الحديث ... اتسعت عيناه أمام استيعاب الكلمات التي خرجت من فمه...كان حازماً جداً وكأنه كان يقول
له لا أحتاج لشفقتك تلك ..
انتهت تلك المحادثة بين هذين الإثنين بهذه الطريقة وتابع كل سكان المجرة ما كانوا يفعلونه قبل أن تندلع تلك الحرب المحتدمة ...وكأن هناك من يهتم أصلاً ...
لم تعني تلك المحادثة أي شئ لأي أحد بإستثناء من كانوا طرفاً فيها و أنا أعني بذلك عمار ذلك الرجل المسلم وزوجته هما فقط ...
لقد بديا لي وحيدين جداً في تلك اللحظة على العموم
كان زين أيضا غير مهتم بتلك المحادثة وكان يفضل لو اخفضا صوتيهما حتى لا تصل إلى سمعه ريثما يصل إلى صومعته ويغلق ذلك الباب عليه ليستريح
وصل زين لمدخل العمارة السكنية العتيقة بمظهرها الستيني المعهود .... ذلك القرميد الأحمر والسقف المثلث الابيض.. كل شئ هنا قديم للغايه حتى مقبض الباب مُتداعي
احتضن زين ذلك المقبض بين أنامله كمن يتحسس وجه حبيبته الغاليه بعد غياب ليفتحه و يعبر بجسده إلي مدخل هذا البيت المتهالك
لم يكترث زين بذلك الغبار الذي غطى كل شئ في المدخل لم يكترث بذلك العنكبوت الي إعتاد السكن فوق صناديق الخشبية المخصصة للبريد لقد استمتع بالصعود فقط على درجات ذلك السلم المتهالك وكأنه يصعد السلم الموسيقي على مفاتيح بيانو عتيق للغاية ...بينما يردد في ذهنه
" يالا هذه المدينة الممتعة ...برمنغهام في لندن لقد اعتادت المدينة أن تضم الكثير من الطوائف والأديان وشهدت الكثير من العمليات الإرهابية ناهيك عن عدد تجار المخدرات الكبير الذي تعج بهم المدينة بالنسبة لي برمنغهام قطعة كبيرة من الحلوة يحوم حولها الكثير من الذباب ليس من الغريب ان تكون هي مقر مهمتي التاليه لننتظر ونرى "
وفق انتهاء تلك المحادثة وصول إلي باب الشقة و أغلقه بعد أن وضع نفسه بداخلها
لقد كانت هذه أكثر اللحظات التي يشعر فيها بالهدوء
أكثر من كل تلك الساعات التي قضاها في التحدث مع طبيبه النفسي المعتوه
في مكان آخر في مدينة لندن الشاسعة يُفتح الباب ليعبر من خلاله روح أخرى يُصخب العالم ترحيباً برؤياها تمايلت خطواتها ريثما تقطع ذلك الطريق القصير لتصل إلي سيارة الأجرة تلك التي طلبتها
ملامحها حادة وجريئة وجمالها ظاهر كجمال آخر قبلة قبل الفراق كجمال السماء قبل أن تفارق الحياة
لقد إستمع العالم لصوت خطواتها كما يستمع الطفل الصغير لقصة بداية الكون
بشعر أحمر ملتهب وعينان زرقاوتان كالبحر وشفاه ممتلئة ظهرت لنا ذلك الملاك في وضح النهار لتتحدى الكون
و قد بدأ عليها الانضباط الشديد
كل شعرة من شعرها تتخذ مساراً محدداً كل إنش من ملابسها لزم هيئته الاولى
وبخطواتها المتسارعة تلك ركبت سيارة الأجرة ليصل بها إلى مكانها المفضل
" مرحبا أيتها المحققة جوين "
" أهلاً ليام "
"هلأ بدأنا "
" هيا بنا "
بدأ الإثنان في مبارة الملاكمة بملامح متاهبة وقبضات متحفزة لم تبدو أبداً كمباراة ملاكمة عادية بين إثنين من الزملاء فقد اشتعلت نيران التحدي في كل مكان وتطايرات القبضات هنا وهناك باحثة عن هدفها
راوغ كل منهما الاخر بخطوات سريعة ويدان مترددتان
حتى اشتعلت الامور بينهما و انتهي المطاف بلكمة من جوين توجهها مباشرة الي وجه ليام الصلب ليكون متأخراً جدًا عن تفاديها لكنه ينجح بتعديل وضعية جسده ليوقع بتلك الفاتنة على أرضية الحلبة ليستعد لتوجيه الضربة القاضيه
يبدو و كأن الأمر خرج عن نطاق مباراة ملاكمة وبدأ كبرياء كل منهما بالظهور على حلبة المصارعة
و قبل أن تكأد يداه تقبل تلك الوجنتين الجميلتين
" مهلا أيها المتفاخران ألم تنتهي تلك اللعبة بعد "
إلتفت ليام خلفه في تلك اللحظة ليجد صديقه العزيز
جورج ستيوارت
و بتلك الإبتسامة البلهاء نوعاً ما ليعدل من وضعه ويفك الحزام من على قبضته
إبتسمت جوين بتعالي و هي تعدل من وضعيتها
" أعتقد أنها انتهت بمجرد وصولك "
قالتها وهي تمر بجوار ليام مانحة إياه دفعة خفيفة ليصطدم كتفيهما و كأنها تخبره بأن المعركة لم تنتهي بعد
" أهلاً جورج .. لماذا تواصل دائما مقاطعة مباراتنا"
قالتها بنبرة ساخرة وعينان هادئتان على الرغم من تلك الأنفاس المتقطعة
خرجت تلك الكلمات من بين شفتيها
" حسنا لم أقصد ذلك ولكني أردت أن أبلغكما بأنكما مدعوان الليلة في منزلي بمناسبة عيد ميلاد مارك سيببلغ عامه الأول اليوم "
" بالطبع سنح..."
قاطعهم رنين هاتف جورج
مظهراً علامات القلق علي وجهه...
" حسنا يا أصدقاء...أخبار سيئة حان وقت العمل "
تنقطع الأحداث ليظهر الثلاثة مرة أخرى أمام مبنى قديم يحاوطهم صوت صفير سيارات الشرطة..
يتجمع بعض الناس حول ذلك المبنى يتهامسون وهم يشاهدون عبور تلك الجثة المغطاة لتصل الى سيارة الإسعاف
وعلت وجوههم نظرات الفضول عوضاً عن الشفقة
بدا الجو عاديا للغاية
|| بداخل المبنى||
اُستبدلت أضواء الشمس بتلك الأنوار داخل المبنى مع ومضات كاميرات التصوير تلك التي واصلت التقاط الصور للأدلة وملئت الشقة بأصوات أقدام تجولت بكل شبر في داخل الشقة
" لقد تم ذبحها يا سيدي "
قالها أحد رجال الشرطة موجهاً كلماته إلي جورج رئيس فريق التحرير
بينما كانت جوين تستطلع المكان بداخل حمام منزلها لتشاهد بإمعان نمط تلك الدماء الغزيرة التي صبغت حوض استحمامها
كان مظهرا بشعاً لا يقوى على تحمله العامة ولكن بالنسبة لهؤلاء البشر لقد أثار المشهد بداخلهم دفعات الأدرينالين وقام ذلك الجو الغامض بداخل الشقة بإشعال حماسهم لسماع قصة إيجاد تلك الجثة
بعد أن بلغ ساعي البريد بانه لاحظ بأن البريد لم يتم إستلامه ليومين بالإضافة إلي أنه عندما جرب الطرق علي الباب وجده مفتوحاً مسبقاً
"فلتحضروا لي كل كاميرات المراقبة الموجودة في هذا الشارع والشوارع المجاورة "
"حاضر يا سيدي "
" وانت يا ليام فلتقم بالتحدث مع الجيران لتعلم اذا ما كانوا قد رأوا شيئا غريبا "
قاطعت جوين جورج
بعد أن عادت للتو من جولتها داخل المنزل
" لن يضطر لفعل هذا يبدو بأن هذه الفتاة كانت على علاقة بشخص ما ويبدو أيضاً بأنها كانت على خلاف معه، وجدت بغرفتها بعض الملابس الرجولية والتي يبدو بأنها كانت على وشك جمعها والتخلص منها لقد لاحظت أيضاً عند وصولي وجود زوج من الأحذية الرجولية في سلة المهملات أعتقد بأن الجيران سيأكدون كلامي
يبدو بأن هذا الحي إعتاد على مثل هذه الحوادث بالنظر إلى عدد الناس القليل الذي تجمع خارجا
يالا عار لما وصل له"
قالت تلك الكلمات وهي تلوح برأسها ناحية اليمين وشعرها الأحمر القصير يتطاير معها
وبنبرة صوتها ظهرت فيها بعض ملامح الأسى ..
" على أي حال سيد بريل انا سوف أساعد في تفقد أشرطة الفيديو لكاميرات المراقبة "
،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،
" افتح زين لقد وعدتني "
طرقات عشوائية و دندنه بأغاني للاطفال
لم تبدو بذلك الشئ الكبير الذي قد يجعل راشداً في الرابعة والعشرين من عمره يقفز مخترقاً الظلام الذي خيم على الشقة
ليصل مسرعاً نحو الباب
كما لو كان ينتظر الشرطة للقبض عليه
أو كأنه جاني في قضية ما
ينظر من خلال الباب ليستطلع من يقبع خلفه
لتصطدم عينيه بصورة ذلك الطفل القصير من الشقة المجاورة
يفتح الباب ببطء ليعلو صوت صريره في المكان
ولا يكاد الباب يفتح بالكامل حتى يقتحم ذلك الصغير الشقة
لقد اخترق الباب بلا أي إنذار
و كأن تلك الشقة الصغيرة هي بيته
لثانيه نظر الصبي من حوله بفضول ليتأكد بأن كل شئ كما هو
ذلك السرير المبعثر تلك النافذة المغلقة في وضح النهار ...لطالما كانت كذلك
غطى الظلام أغلب ملامح الشقة فلم يظهر أجزاء الحائط التي سقط عنها الطلاء ... وتلك العناكب التي بنت اعشاشها في سقف الغرفة
سخان المياه على الموقد كالعادة و صنبور المياه مازال يسرب
كل شئ على حاله قلب الفتى عينيه بداخل الشقة لتنهي جولتها بالسقوط على جسد ذلك الكائن الغريب الذي تقلصت كتفاه وتراجعت قدماه للوراء و كأنه يدافع عن نفسه أمام إقتحام ذلك الغريب المنزل
وهو يتكلم بصخب وعلى وجهه ذلك التعبير المتجهم واضعاً يديه على خصره كمن أمسك أحدهم بالجرم المشهود
" لماذا تاخرت لقد انتظرتك طويلاً "
لم يبدو أن لكلام ذلك الصبي أي معنى على وجه زين فقط تردى صوته في المكان وحيداً
" ألا تتذكر ... كنت ستلعب معنا اليوم بالكرة "
" لا عليك هيا بنا "
قال الفتى تلك الكلمات قاطعا بعض الخطوات القليله و يهم بالإمساك بيده وكأنها حق مُكتسب
حصل الفتي علي دفعة قوية من قبل زين المذعور لترميه أمام تلك الثلاجة البالية
" ماذا بك لقد وعدتني ايها الاحمق؟
هل جننت لماذا تدفعني؟ "
إحتدت المحادثة التي بدأت من طرف واحد فلم ينطق زين باي كلمه و واصل الإختباء فقط في الظلام وعلى وجهه علامات التعجب
تراجع زين عدة خطوات إلي الوراء ريثما تمسح قدميه طبقات الغبار من على الارضية التي يبدو وكانه لم يطأها أي أحد
حتى وصل الي سريره ليصعد إليه
نهض الفتى الصغير مرة أخرى و كأن شيئاً لم يحدث
" إذا لم تكن ستخرج معي فعلى الأقل يجب عليك تعويضي "
استدار الفتي ليفتح الثلاجه ليحضر لنفسه مشروباً بارداً
ليجد ملحوظة على البراد
" لقد قمت بدفع الايجار ، لاتقم بدفعه "
"ما هذا ألا تعيش بمفردك؟!..من ترك لك هذه الملحوظة "
إستمر الفتي في الحديث مع نفسه ليسحب إحدى تلك الكراسي بالقرب من طاولة الطعام ويهم بالجلوس
لقد بدأ وأنه يبعثر ترتيب كل شئ من حوله يخل بذلك الترتيب العبقري الي يجعل الشقة تبدو كالمهجورة
"يااا زين لتأتي و تتناول العشاء معنا و العب مع في المنزل ما رائك؟"
قالها و هو يضع قدميه الصغيرة علي الطاولة و ينظر لزين بإزدراء
"اريد ان اسالك سؤالاً زين؟"
نظر له زين و هو يبدو انه لن يجاوب حتي لو عرض عليه أموال العالم
"هل تستحم؟"
قالها و هو يضع يديه علي أنفه
صمت زين و قام بإدارة وجهه للجهه الآخر
"اليس لديك عائلة ؟
لماذا تعيش وحدك في هذا الظلام
أحياناً تكون هادئاً و وديعاً وأحيانا تكون متغطرسًا
لو كنت مكان عائلتك لهربت منك"
وقعت تلك الجملة علي مسامع زين و كأن الصاعقة أصابته
صراخ..
آلام...
ذكريات أليمة بدات في إجتياح أفكاره
صرخ لكي يبعد تلك الأفكار....الصداع يفتك بخلايا دماغه لا يستطيع المقاومة
أتاه صوت حنون في مخيلته
"عزيزي..هل تناولت الدواء"
"هاي ماذا بك؟"
هل انت بخير؟
"زين...زين"
و كأن ذلك النداء سوف ينقذه من الغرق في ذكرياته
ظل يكرر تلك الكلمة و هو يتكور حول نفسه و يقوم بالشد علي يديه حتي تحولت قبضة يده الى اللون الأبيض
انتفض زين من علي السرير
يبحث و يفتش و يبعثر في المنزل عن دوائه
ارتعب الفتي الصغير و أغرورقت عينيه بالدموع
"زين لم اقصد صدقني"
قالها و هو يبكي ظننا انه السبب في ما حدث لزين
"الدواء...اين هو؟"
أنفاسه منقطعه و فقد تحكمه في نفسه يداه ملطخة بدمائها اثر تكسير الأشياء
الفتي الصغير قام بتغطية عينيه و هو يبكي في الزاوية خوفا من زين
و بعد كل تلك الصرخات و كأنه يستغيث بشخص ليخلصه من ما كان فيه و يساعده و قع مغشياُ عليه من كثرت التعب و الصراخ
"زين...استيقظ ...أنا أسف لن أضايقك مرة ثانية ....استيقظ أرجوك"
قالها الفتي و هو يربت علي وجه زين لكي يستيقظ و كأنه خائف من أن يموت
ركض الفتي للمنزلهم لكي يخبر و الدته عما حدث لزين
"اااا...ام..امي للل...قدد مرض زين أمي لقد وقع و لا يستيقظ امي..ساعديني "
قالها الفتي و فكيه يرتعشان من كثرة البكاء و يديه ترتجفان
"ماذا حدث لزين؟"
أسرعت السيدة الصغيرة لتري ماذا حدث
و صوت شهقة لاحت في الأرجاء عندما رأت ما حل بالمنزل
زجاج مبعثر
قطرات دماء علي الأرض
الماء يغطي الأرضية
و جثة شاحبة مُلقاه علي الأرض و كأن الروح خرجت منها
"يا اللهي"
تقدمت نحوه تتقفده هل هو علي قيد الحياة أم ماذا؟
"أمي...أمي لقد كان يردد دواء و يبحث عنه "
"دواء؟!"
قالتها باستنكار و همت بالبحث عنه
وجدت الدواء ملقي علي الأرضية
قرأت ما مكتوب علي العبوة
"Diazepam هذا الدواء هل لديه مرض عضال؟!!"
علامات التعجب تعلو وجهها لا تعلم ما هو هذا الدواء هل هو دواء حقا أم نوع جديد من المخدرات؟!
أعطته الدواء و قامت بحمله هي و طفلها الصغير لشقتهم ريثما يستيقظ
،،،،، ،،،،،
أرتجلت من السيارة
أضواء
أصوات موسيقى تنبعث من داخل المنزل
تنظر الى إنعكاس وجهها على زجاج الباب
ربما إبتسامة أكبر ستفي بالغرض
يفتح الباب
" أهلا سيدة ستيوارت كيف حالك "
الكثير من القبلات والأحضان للتهنئة بعيد ميلاد ابنها مارك
" اااووووه أنسة جوووين"
يركض إليها الصبي مارك وهو يصرخ سريعاً لتنخفض بركبتيها لتحتضنه
" أهلا بك يا صاح انظر جلبت لك هديه "
إتسعت عيناها وتكلمت بحماسه
" القطار الالي الذي كنت تريده "
" اااااه هذا رائع "
طبع مارك على وجنتها قبلة سريعة وخطف تلك اللعبة سريعاُ كي لا يضيع المزبد من الوقت
"أهلا بكم يا رفاق هل انتظرتوني طويلاً" قالتها وهي تسحب كرسياً لتجلس على طاولة الطعام مديرة رأسها بين الحاضرين
"لا لم تتأخري أبداً يا جوين كنا على وشك البدأ"
قالها جورج وهو يمد يديه ترحيباً بقدومها و كان يعرفها على طبقها لتتناول العشاء
بدأ كل الحضور مُرحباً بكلمات جورج ماعدا ليام الذي عقد يديه إلي صدره وهو ينظر بعيداً ليتفادى تلاقي أعينهما ليعلن عدم رضاه عن تلك المخلوقة المتعجرفة
"ربما كان عليك التاخر قليلا بعد حتى لا نراكي"
" عذرا ماذا قلت"
بدون أي إهتمام ردت جوين على ليام وهي تضع في طبقها ما اشتهت من الطعام وهي تلعق شفتيها من جمال منظر الطعام
ملئت اصوات تناول الطعام الغرفة ريثما يتناول الكل الطعام ليقطعها صوت ليام
"صحيح ما الجديد في تلك القضية"
ليرد عليه جورج متداركاً يريد إنهاء الحوار سريعاً
واضعاً الشوكة من يديه " ظهرت شاهدة جديدة سنقوم باستجوابها غدً"
ظهرت عيون حوين الزرقاوتان وهي تحدق بلوحه جميلة معلقة على جدار غرفة الإستقبال وهي تمسك بيدها كأس النبيذ وتضم شفتيها كنوع من التعجب من أمر هذه اللوحه
"لوحة جميلة يا جورج"
قال ليام سارقاً الكلمات من فم جوين ليسرق هو منها الأضواء
وجه شيطاني غاضب وبقرنين صغيرين وملامح مجعدة مع ابتسامة مرعبة يُزاح قليلاً ليظهر أسفله وجه مبتسم جميل ينم عن الطيبة
تلك كانت اللوحة التي آثارت الجدل لعدة دقائق في غرفة المعيشة
"آه تلك اللوحة ما بها ؟"
قال جورج متعجباً وهو يخفض كأس النبيذ ليسنده على ركبته لينهي جملته بنصف أبتسامة متكلفة
"بعد كل تلك السنين من العمل مع المجرمين مازلت متمسكاً بمثل هذه السخافات الوردية"
قال ليام مستدركاً حديثه المتذاكي ريثما يجلس على الأريكة المريحة واضعاً إحدى قدميه فوق الآخرى ليتسأل بشدة عن سر الثقة الشديدة التي احتلت قلب جورج
"نعم وبكل فخر تلك السخافات الوردية هي من جعلت العالم يستمر حتى الآن، الامر يتوقف فقط على الزاوية التي تنظر منها"
ألقى جورج بتلك الكلمات وهو يرفع كأس النبيذ في وجه ليام مستهزءًا ليعلن فوزه في النقاش
ليوافقه الجميع على رائيه
قابل ليام كلمات جورج بإبتسامة صغيرة ، يضرب بكفه على ركبته مسلماً لحقيقة خسارته الجدال بشهادة الجميع وهو ينظر الي الأرض
ملامح مبهمة، عينان حادتان يخترقان كل شئ ليحدقا فقط بجورج
لفت هذا التعبير على وجه جوين انتباه ليام
يبدو بأنها استغرقت في التفكيرعلى الرغم من كل جمالها إلا أن عقلها كان متفوقاً تعودت أن تُضئ الحديث دوما بعينايها المستكشفتين وصمتها المستمر
بضع دقات تداعب قلبه فجأةً اثناء تحديقه بها
يجف حلقه ويبتلع ريقه في حركة مباغته متظاهراً بأن كل شئ طبيعي وهو يحاول النظر في كل مكان ماعدا عينيها
Zayn poV
إقتحمت أضواء الغرفة مجال رؤيتي عندما هممت بفتح عيناي
طلاء جديد.....
أنوار كثيرة.....
أين أنا...؟!!
لا أستطيع تذكر أي شئ
ماذا حدث؟
هممت بالجلوس لأرى أين أنا
باغتته ذكريات ما حدث
أصوت تكسير زجاج...
بكاء ذلك الطفل...
لايهم أياً يكن عليا إخراج نفسي من هذا المكان القذر
أمسكت برأسي لأحاول أيقاف ذلك الصداع الرهيب..رفعت عيناي لأبصر هذا الصبي ينام علي الكرسي بجواري وبكل سلام يالا سذاجة الأطفال....أنه مستغرق في النوم يرسل حوله أصوات غريبة
نهضت من على السرير لأعطي مارك ظهري متجهاً نحو الباب توقفت للحظة ليضايق ضميري صوت الصغير وهو يتقلب على الكرسي متمتاً...
تراجعت لأحمله الي السرير متاففاً لا أصدق اني أفعل مثل هذه الأشياء !!
هل علي تغطيته أيضا تتسع عيناه متضايقا لكنه يجذب الغطاء عليه سريعاً قبل ان يراه احد..
صوت تحطم شئ على الأرض
حركة غريبة بالمنزل
ثم خطوات سريعة وصوت رجولي يعلو
إتجهت سريعاُ نحو باب الغرفة لأشاهد ما يحدث
لتشمئز عيناي لرؤية صاحب المبنى القذر ممسكاً بوالدة لوكاس بين يديه الملعونتين يحاوطها من كل إتجاه يتحسس جسدها الملئ بالأنوثة ليتفوه من فمه ببعض القذارات ...
إستمعي لي أيتها الحقيرة...سوف تدفعين لي النقود غداً و إلا سوف اجعلكِ تدفعينه بطريقتي
امسك هذا الخنزير فكيها بين يده الضخمة مثبتا إياها وهو يحاول تقبيلها ، قاومت بشدة مديرةً رأسها يميناً و يساراً و هي تدفعه عنها و دموع القهرة تندفع من عينيها أمسكها من ياقة ردائها و شدها ناحيته إندفعت للخلف فتمزق ردائها ليظهر بعض مفاتن جسدها بشكل مغري و سقطت علي الأرض تحاول أن تلمم ما تبقي من الرداء لستر نفسها
إندفعت من وراء الباب وبنبرة حاده صرخت به
"ما الذي يحدث؟ " لأقفز في المنتصف بينهما مانعاً إياه من استكمال جريمته
ثبت عيناي علي هذا القذر و هو يتراجع للوراء
لتلتقط عيناي هذا الكرسي الخشبي ، حملته سريعا وهرولت نحوه صارخاً يتطاير من عيناي الشر
كنت أنوي تحطيم رأسه حرفياً
فجأة يدان تحاوطان خصري من الخلف تمنعاني من الفتك به
تمسكت بي بشدة باكيةً وهي تحتضنني لتتجمد مشاعري وكذلك قدماي
"ارجوك توقف توسلت باكية دعه يذهب "
اتسعت عيناي وأحمرت وهي مثبته على ذلك القذر الذي سقط على الأرضيه من الرعب
رميت الكرسي بعيداً ليرتطم بالحائط لتسقط بعض الكؤوس الزجاجية أثر الرجه
أبعدتها عني بإحدي يداي دون النظر لوجهها
قطعت بضع خطوات قليله غاضبة نحو ذلك الوغد لأمسكه من ياقته كالحثالة...
تطايرت إحدى أسنانه في الهواء ومعها بعض الدماء من لكمتي التي وجهتها له ليرتطم رأسه بالارض وأنا أحاول تمالك نفسي من القرف الذي شعرت به عندما لطخت دمائه قبضتي
كنت علي وشك توجيه المزيد من الضربات لولا صوت البكاء والصراخ الذي إنفجر من خلفي
" ااااه ارجوكي توقف ستقتله "
ظل ذلك الوغد مرمياً على الأرض ليرفع طرف عينيه وهو ينظر الي يترجاني للتوقف
كبحت غضبي وأنا أشد على قبضتي
اذهب و إلا حولتك الى كتلة من الدماء
صرخت و أنا أتفادى النظر إليه حتى لا أحطم عنقه
حبا ذلك الأحمق على ركبتيه زاحفاً نحو الباب كالبهيمة تمكن من فتح الباب ، وفرت عليه المجهود ومنحته ركله من قدمي خارج الباب ثم رطمت الباب خلفه بعنف شديد
وقفت متجمداً من شدة الغضب بعد أن غلا الدم في عروقي .. خطفت الأنفاس الواحد تلو الاخر ريثما أنظر الي الأرض وأصوات بكائها وتنهدها مازالت تحاوطني
استدرت بجسدي لأبصرها دفنت رأسها بين يديها وهي مرمية على الأرض تبكي بعنف وتصرخ "أرجوك توقف لااا لا أريد"
ظلت هكذا لعدة دقائق تواصل النحيب
أمسكت كتفيها بين ذراعي لأرجها بقوة اندلع الجحيم بداخلي لاصرخ بوجهها
"كم مرة ؟ هيا تكلمي "
تابعت و أنا اضغط علي ذراعيها من شدة إمساكي بها
صعقت من الصدمة عندما رأيتها توقفت عن النحيب ،لترفع رأسها بالتدريج، أصبح وجهها خالياً تماماً من أي تعابير فقط تلك الدموع تواصل الإنهمار الواحده تلو الأخرى في صمت مؤلم.
استدارت الحياة لتلطمني على وجهي أمام الحقيقة
تراجعت يداي عن الإحكام على ذراعيها و فقد لساني القدرة على النطق
علمت كل شئ عندها تراجعت للوراء عدة خطوات ثم ..
امي ما هذه الضوضاء
ظهر لوكاس من داخل الغرفة من خلفنا وهو يحك بكفه في كلتا عينيه ليحول أنظارنا إليه
" اوه زين لقد استيقظت ... "
يقلب عينيه ومعه يقلب تفكيره
صوت شهقة ليجري نحو أمه فاتحاً ذراعيه وهو يهم بالبكاء
"من يفعل بك هذا يا امي "
يقول تلك الكلمات ريثما يدفن نفسه بحضن أمه ويبدا النحيب بصوت عال
لقد بدأ لي بأنه يعرف من فعل هذا...
اشتطت غضباً
شعرت بالشفقة على هذان الإثنان وأنا أعطيهما ظهري لأتجه سريعاً نحو الباب لتلحق بي عيناها وكأنها تحاول شكري لكني لم اكترث كثيراً لما أرادت قوله، رطمت الباب خلفي تاركاً المنزل بحالة من الفوضى بعد العراك العنيف
أقسمت إنني سوف أُذيقه الجحيم بعينه
لماذا العالم حقير هكذا ؟
لما كل هذا الظلم؟ هذه الأرض أصبحت جحيماً يعيش فيها الحيوانات ينهشون لحم الآخرين ، مللت كل شئ ربما علي حرق كل شئ فقط لا أحد هنا يستحق الحياة الكل سيموت..
ضحكات شريرة جلجلت في الظلام وأنا أخفي ملامحي بيدي..
حاولت تمالك نفسي لأمنع كل هذا من الظهور لكن الأمر ليس بيدي سقطت على الدرج والنيران تلتهم ما تبقى من إنسايتي وتسحق أفكار الإيمان عديم الفائدة، أعتقد بأن صورة المسيح المعلقة على حائط منزلها لم تمنع أي شئ من الحدوث.
اقتحمت كل هذه الافكار رأسئ بعد أن ضممت قدماي الي صدري وأنا احتضن نفسي بين يدياي
ارتجفت يميناً ويساراً
رفعت بأحدى يدياي لأتمسك بباب المدخل ارتجفت قدماي و أنا أحاول الوقوف من شدة السخط
أجبرت رأسي على النظر الي أعلى ، صرخت من كل جزء بروحي و نجوم السماء تلمع في عيناي
" لمااااذااا هل تسمعني لمااذاااا "
حتى أنا أعيش بنصف روح أتجول هنا وهناك كالمجنون وذلك الأحمق يعيش بداخلي
لم يكن أحد أبداً عادلاً معي حتى أنت
على أي حال سأواصل عيش هذه المسرحية السخيفة لأخذ معي أكبر عدد من الضحايا.
اعتدل جسدي وقوت قدماي، انزلت القلنسوة على وجهي لأعود من جديد الي ذلك الوجه البارد وابتلع كل الحنق بداخلي
تمشيت كعادتي في الظلام إنه الوقت الوحيد المسموح به وجدت نفس الشباب كالعادة يرمون المتجر بالحجارة حقاً هؤلاءالبشر لا يضيعون فرصة لجعلي أشعر بالغثيان
وقفت بملل انتظر هذا المشهد المكرر أن ينتهي
خطوت نحو المتجر
ظهر ذلك الرجل من آخر المتجر فجأة وهو يدعس الزجاج المتحطم على الأرض ، رمقني بنظرة غريبة
دخلت المتجر حذراً من دخول إحدى قطع الزجاج بعيني
وبهدوء
أخبرته بما أردت شراءه و أنا أتفادى النظر بوجهه
غير مهتم بأي شئ سوا أخذ أشيائي والرحيل
بالفعل أمسكت بالكيس وهممت بالرحيل
"مهلاً انت دائماً ما تشتري من هنا ؟ هل انت تسكن بالقرب من هنا"
تسأل رافعاً حاجبيه بترقب
أدرت له رأسي لأومئ له بحركه متعرجفه بأنه
"نعم"
تابع ذلك الرجل متعجبا وهو يبحث عن بعض الكؤوس
"مزاجك يكون أفضل بالصباح تساءلت لماذا لم تزرني اليوم في الصباح هل كنت مريضاً ؟"
نظرت له من طرف عيني وأنا أرفع إحدي حاجبي مستنكراً
"ربما يمكنك الجلوس معي وتناول القليل من الشاي "
أثارت دعوته السخرية بالنسبة لي، من سمح لهذا المهرج بالتجرأ لدعوتي للجلوس معه
للحظة كان الأمر من سابع المستحيلات أن ألوث سمعي بالحديث معه لكنه بدا ممتعاً نوعاً ما بإبتسامته تلك ربما عليا الجلوس والإستماع لهذا المهرج ريثما يقوم بأضحاكي
،،،،،، ،،،،،،
Guin pov.
الإنتقام ، الخوف لطالما حرك البشر للقيام بأبشع الجرائم
القصة القديمة المعتادة حبيبها الغاضب يقوم بذبحها بعد أن همت بقطع علاقتها به
كل ذلك كان بمثابة موسيقى لأذني جزء مني أحب سماع القصص الدموية
واصلت الفتاة قص ما رائته في ليل يوم الأثنين الموافق السادس من حزيران
رأيت رجلاً ضخماً أصلعاً ولديه وشم غريب على رأسه يلتفت يميناً و يساراً وهو يغادر مسرعاً من ذلك المبني
"متى كان ذلك"
"كان في تمام الساعة الثانية صباحًا
ككك..كنت أأأمر.. من أمام المبنى لأصل الي المتجر على بداي..ةة الشارع "
قالت الفتاه بتردد وهي تضم يديها بين قدميها وتنظر الي الأسفل بخوف شديد
راقبت بملل الأستجواب ، إنه أكثر جزء ممل في عملي.. واصلت صورة الدماء وهي تتناثر في المكان وهو يقوم بذبحها إقتحام مخيلتي لتثيرني كثيراً
حاولت أن أخبء شغفي بكل تلك الأمور كما فعل البقية تماماً بدين مقوضتبن الي صدري وظهر مستقيم مع أن المكان كان ينقصه بعض الفشار ..
كانت في بداية العشرينات بمظهر رث وشعر بني طويل ونبرة صوت مرتعدة ، بدت ضعيفة الشخصية لا تقوى على دعس نملة
ملف أصفر مغلق يلقى على طاولة الأستجواب
أومئ جورج لتقوم بفتحه
أمسكته وهي ترتجف لتفتحه ببطئ
"آاااااااااااااه"
ألقت الملف من يدها
تعرقت بشدة وقلبت جفنيها، إنها على وشك الإغماء
وضعت يدها على فمها تقاوم ذلك الإحساس بالغثيان
صوت مستهزا من الخلف يقاطع صريخها
"لما كل هذا الرعب أنها ماري والتر بعد أن ذُبحت "
"سسييدتي إنها أول مرة ادخل فيها قسم الشرطة"
"أنا آسفة إذا كنت أسبب أي مشكلة"
تابعت كلامها بصعوبة محاولة تمالك أعصابها
أدرت رأسي بعيداً بإزدراء
على أي حال هل يمكنكي التعرف على صورة ذلك الشخص إذا رأيتها ؟
تهز راسها موافقه وهي تهمهم ننعم وراسها مازال مطاطاً للأسفل
قلبت الصورة بين أصابعي لأريها إياهم ريثما اقتربت منها متكأةً على الطاولة
"هل هذه هي .."
نظرة إليه نظرة خاطفة لم يأخذ الأمر منها الكثير لتجزم بأن هذا هو الرجل الذي رأته
وقف الجميع فجأة كصدمة كهربية قفزوا من على كراسيهم
انتظرت هذه اللحظة طويلاً كدت أفقد أعصابي من الملل هيا لنجعل بعض الرصاص يتطاير بالأرجاء
خطف كل من ليام وجورج سترة بدلتهم ويخترقوا باب غرفة الإستجواب
تبعتهم بعد أن رمقت تلك الفتاة بنظرة تفحص أخيرة
أصوات إنذار عربات الشرطة صوت الأسلحة وهي تصطدم بواقي الرصاص
تأهب الجميع أمام ذلك المخبأ المعتاد لذلك الغبي ينتظرون إشارة البدء من جورج في المقدمة
ااوووه يا له من ذوق في اختيار الراجل
بائع مخدرات ، متهم في حادثتبن اغتصاب وصاحب مستودع حقير يديره للدعارة مثير للاهتمام نوعا ما
قلبت تلك الجمل في عقلي وانا اختبأ خلف الجدار رافعة مسدسي وعلى أهبة الإستعداد لأي مقاومة
ركل جورج الباب بقدميه ليفتحه على مصرعيه ليقفز إلى الداخل وخلفه خمسة من رجال الشرطة المسلحين
وجه مسدسه للداخل وهو يمسح المكان
تخترق الرصاصات المكان لتبحث عن بعض الدماء
"استسلم ماثيو لا طريق للهروب "
صرخ جورج مهدداً بعد أن اختبأ ليحمي نفسه من الرصاص المتطاير
و فجأة اقتحمت الصفوف من خلال الرصاصات لأصل لداخل المستودع وأطلق المزيد من الرصاصات نحو ماثيو .. رآني ماثيو ليحاول الركض نحو النافذة للهرب بعد أن ألقى بفتاة معه إلي وسط النيران
"توقفوا لا تطلقوا النار صرخ جورج "
قفز ماثيو بثقل جسده على النافذة ليخترق الزجاج حامياً عينيه بذراعه
لحقت به لاقفز خلفه من خلال النافذة وأسقط على الأرض وأنا اتدحرج لابصره يهرب من بعيد ثبت أصابعي على الزناد و قمت بالتصويب عليه
صرخ من شدة الألم
أُصيب في مفصل كاحله ليتلوى على الارض كالفرخ المبلل
اقتربت منه بعد أن وضعت السلاح خلف ظهري وأخرجت الأصفاد لأدوس على ظهره بقدمي ريثما أجذب يديه بعنف نحوي واكبلهما
تابعت فقرتي الممتعه لأدوس بإحدى قدماي على جرحه لتعلو صرخه مدوية مرة أخرى
لحق بي ليام ثم جورج وبقيه الفريق ليرونى وأنا أُنهي عملي ليتلو ليام عليه حقوقه ريثما ينقله بقيه الفرقه إلي عربة الشرطة
لا تتحرك أنت رهن الإعتقال بتهمة قتل ماري والتر لديك الحق بإلتزام الصمت و أي كلمة ستقولها ستؤخذ عليك بالمحكمة وسنوكل إليك محامي من أجل الدفاع عنك
أعطيت الكل ظهري و مشيت بثقة تاركة خلفي ذلك الوغد يكمل وعيده وسبه علت وجهي إبتسامة جانبة ريثما بدت كشكر له على بعض المرح
Zayn pov.
حدقت نحو الرجل بعينين حازمتين
وهو يصب الشاي في فنجانه
بدأ الحوار يأخذ جانبه الطبيعي من الثرثرة الفارغة ألتي إعتاد عليها البشر لذلك قطعت الصمت بيننا
"لما عليك ان تكون جبانا الى هذه الدرجة "
تسأل زين بنبرة صوت ساخرة نوعا ما
أبتسم الرجل بخفة ووضع الفنجان جانب ليعتدل بجلسته ليسأل بتعجب
"و لما أنا جبان
آااه أنت تقصد لماذا لا أرد على هؤلاء الطائشين؟ لقد رأيتك عدة مرات وأنت تمر من أمام متجري وهم يهجمون علي و رأيت في عينك نفس النظرات التي توجهها نحوي الآن
أنهم مجرد أطفال مساكين ملئهم العالم بالكره أنا أشعر بالشفقة عليهم وأدعو الله أن يهديهم ويعوضني" قال هذه الكلمات بنبرة صوته الهادئة كعادته ليظهر على صوته بعض علامات التألم البسيطة
"ألا تمل من الدعاء
الا تشعر بالسخط ودعائك لا يستجاب "
تساءلت والسخرية تعتري كلماتي
رد علي ذلك الرجل بحزم وبنفس الإبتسامة المتسامحه
" لا "
"ألا يعني ذلك أن إيمانك مجرد خدعة
أثبت لي الآن عكس ذلك وأدعو ربك أن ينقذك من هذا المكان وأن يحرق كل أولئك الحثالة بدلاً من تركك هنا تختنق حتى الموت"
احتدت المناقشة بين الإثنين ليتطاير الشرار من أعين زين
"حسنا ربما دعواتي لن تستجاب فورا، ربما حياتي فعلا جحيم لكن أتعلم بالرغم من كل هذا مازلت أسعد منك"
تغيرت نبرة صوت الرجل واتسعت عيناه ليقول تلك الكلمات وهو ينظر مباشرة في عيني وقد علت وجهه إبتسامة جانبية مخيفة.
"مازلت أقوى منك ..مازلت أستطيع الإبتسام على الرغم من كل شئ، عندما توفى ابني العام الماضي بسبب السرطان،
عندما علمت أن زوجتي لديها مرض عضال ولن تستطيع الحركة بقيت حياتها... عندما يأتي أولئك الأطفال كل يوم لتدمير متجري شكرت الله
نعم شكرته ، عرفت بأن هذا قدري وأن حكمة الله فوق الجميع سأخذ نصيبي من الدنيا وأنا راضي وأعلم بأن الله سيعوضني يوماً ما وأن لم تكن على هذه الأرض فسيكون في السماء
هل تظن بأنك تستطيع فعل هذا ؟
سأل الرجل زين بنبرة ساخرة وهو يعلم الإجابة مسبقًا
أترى! لهذا أنا أقوى فأنا استند على ربي أما أنت فعلى ماذا تستند ؟
نفسك؟!... انت وحيد وضعيف للغاية ستسقط أرضًا إن لم تكن بالفعل قد سقطت
ربما أنت ترى بأن هذا الخيال بداخلي فقط ولكنه قوي جدا يشعرني بأنني لست وحيداً...حتى لو لم أرى أي أحد ، حتى لو لم أسمع صوت أي أحد
أنظر حولك و سترى الله في كل بسمة طفل ، في كل نعمة لديك ، في سمعك ، في عينيك
لقد أخذت بالفعل بما فيه الكفايه هل أنت طماع لتطلب المزيد "
سقطت تلك الكلمات عليّ كالصاعقة
شعرت بأن شيئاً بداخلي قد اهتز ... وكأن الأرض سُحبت من تحت قدمي لأقف مترنحاً في الفضاء
صدمتني تلك الكلمات لم أعرف كيف أرد لقد كان بداخله شئ من الحقيقة ...كل كلمة خرجت من فمه كانت في ثبات الجبال ، وقوة الصواعق يالا هذا الرجل .. ماذا يحمل بداخله
تعثرت الكلمات في حلقي لأبلع ريقي وأنا أحاول أن أبدو صامداً أمامه هممت بالحديث
"لكن...."
Guin pov.
من وراء زجاج غرفة الإستجواب
وقفت أراقب ذلك الوغد وهو يُستجوب بعد أنهى علاجه
كان ضخماً فارع الطول بكتفان عريضان وعضلات مفتولة ، بشرة سمراء وملامح لاتينية
لديه رأس أصلع يطوقه وشم ينتهي طرفه خلف أذنيه
كان وشم أفعى مخيفة بعينين حمراوتين
"هل يمكنك التعرف على هذه الصور"
سأله ليام وهو يظهر صور تلك الفتاة المذبوحة
وضع ماثيو يديه على الصور وجعدها بعنف بين قبضته ، ريثما يلقيها بعيدا وضحكاته تخترق أذان الكل.
"هل انت من فعلت هذا؟ "
سأله ليام ليرد عليه بالبصق في وجهه
أخرج ليام منديلاً ومسح وجهه بهدوء .. وقف بوقار يشمر عن ساعديه
وبسرعة البرق وجد ماثيو عنقه بين يدي ليام القويتين
تصاعد الدم في وجه ماثيو...كادت مقلتيه علي وشك الخروج من مكانهما .. لم يستطع الكلام و تحشرجت أنفاسه وهو يطلب المساعدة
حاول إبعاد يدي ليام عن رقبته متوسلاً
أخذ يجرحه بأضافره
قفز الجميع ليبعدوه من تحت يدي ليام
أنه على وشك قتل ذلك الرجل
إبتسمت جوين وهي تشاهد بشغف
يبدو بأن ليام ليس مملاً على أي حال
دفع الزملاء ماثيو بعيداً ، اصطدم بالحاجز الزجاجي ووقف يلتقط انفاسه بصعوبه،
وقفت تماما أمامه بينما أراه يلهث ، لا أعرف كيف لكنه استدار فجأة لتصطدم أعيننا بحدة، أبتسم لي وكأنه يراني ،أثارتني نظرته كثيرا، إتسعت عيناي وتدفق المزيد من الدماء إلى خلايا عقلي ،رغبت بالدخول واستكمال اللعب معه لكن كبحت نفسي بصعوبة
لا ليس الآن
رددت بداخلي وانا أواصل الابتسام...
اُستكمل التحقيق واستمر ماثيو في نفي كل التهم الموجهة إليه متابعاً إثارة المزيد من المتاعب، على كل حال لم نحتج أي أدلة أخرى لإثبات أي شئ، تم التحفظ على ماثيو لحين نقله إلى المحكمة
قضي بضع ليالي في الحجز في قسم الشرطة حتى يوم الاربعاء الموافق الخامس عشر من شهر حزيران
صوت اصطدم السيارات ببعضها البعض، ازدحم الطريق بالعديد من السيارات القادمة من الإتجاه المعاكس
صوت رشاشات تدك الأرجاء
صريخ العامة وهم ينزلون من سياراتهم سريعاً
أُصيب البعض منهم بالرصاص ليسقط في وسط المعركة
فتح كريس رادكليف أحد زملائنا في فريق التحقيق باب السيارة سريعاً ليقفز خارجها ساحباً وراءه ماثيو مُطئطين رأسيهما ليحتموا من الرصاص
أطلق كريس العديد من الرصاصات نحو هؤلاء الملثمين وهو ينسحب خلفنا بينما قمت بفتح الباب لأحتمي ورائه و أنا أطلق النار عدة مرات لتغطيته
أسقطت احدهم واصبت الآخر بذراعه
تفاديت بصعوبة إحدى الرصاصات قبل أن تخترق عيني أنقذني ليام في اللحظة الاخيرة ليُسقط الضحية الثانية.
ترجل جورج من السيارة زاحفاً ليلحق بكريس ، أطلق عدة طلقات في الجو قبل أن يختفي راكضاً
نظرت إلي ليام لأصنع معه تواصلاً بصرياً ، هززت رأسي كعلامة بأن يتولى زمام الأمر هو
تدرحرجت لأعبر الشارع لأقف مجدداً على قدمي وأنا أركض بسرعة
كل ذلك تحت غطاء من الرصاص من قبل ليام
ركضت سريعاً.... انتابني إحساس سئ ملاء الجو من حولي
إتسعت عيناي وتوقفت عن الركض عندما لمحت كريس مرمياً على الأرض ، هرعت اليه سريعا أتفقد نبضه ، صعقت عندما وجدت علامات الاصفاد الحديدة على رقبته
وضعت أصابعي عى عنقه
"مازال على قيد الحياه حمدا لله "
تنفست الصعداء ، تفقدت سلاحه فلم أجده
شعرت بالخوف قليلاً وأنا ابتلع ريقي لأحاول الحفاظ على ثباتي تابعت الركض وأنا ألهث
طلقتين إختراقتا الجو
انفجرت الحمم بداخلي ركضت كالمجنونة نحو صوت تلك الطلقات لم أستطع تذكر أي شئ انقطعت الذكرى عند هذا الحد
إمتزجت الالوان من حولي مع لون السماء لأسقط على ركبتي لم أُميز إلا صوت ليام وهو يركض نحو صارخاً
صمت كل شئ حولي ولم أستوعب أي شئ
فقط أنا على الأرض أمسك بمسدسي
مهلا أنه يتجه نحو شخص ما لا أفهم ماذا يقول
وضعت يدي على الارض
دماء إنها دماء
تلطخت يدي بالدماء لكن من أين
استجمعت كامل قوتي ودققت النظر حولي
"لااااااااا "
أصوات أبواق عسكرية
علم إنجلترا مثبت على تابوت ما ريثما يقومون بدفنه
يفرقنا الموت ليختبرنا ، يبلونا المسيح ليُهْدينا في نهاية الطريق وردة ستزهر في قلوب الجميع
أنار جورج الطريق لنا جميعاً وسنظل نتذكره دائماً هكذا الموت لا يأخذ إلا أفضلنا.
كلمات جميلة تلاها القسيس على رأس قبره ، مع الكثير من الأزهار البيضاء هذا كل ما في الأمر هكذا هي الجنازة... وينتهي كل شئ.
لا يبقى وحيدا في تابوته إلا ذلك المسكين الذي غادرنا... لا يتألم إلا عائلته ، الباقي يرتدون الملابس السوداء فقط من الخارج لكن الحزن لم يصل الي قلوبهم
ميلينا زوجة جورج إنها تبكي ممسكة بذارع والدها
و مارك الصغير يتمسك بطرف ثوبها
الكل يبكي ، ليام عاقد ذراعيه ، وهو ينظر إلى الأرض
وأنا أقف من بعيد وبردائي الأسود اتقدم عدة خطوات لأُهدي السيدة ستيوارت عناقاً صغيراً .
ربت على كتفها ، ازدادت بالنحيب بمجرد أن رأتني ، حاولت إستجماع قوتها وهي تتمتم قائلة ..
"شكراً جوين لن أنسي لك ما فعلته"
أصابت تلك الكلمات هدفها مباشرة
تماماً إلي قلبي ألمتني كثيراً ، زدت من شدة عناقي لها لتسقط من عيناي الدموع
علا صوتي بالنحيب وأنا أردد
" أنا آسفة .. أنا آسفة لم استطع انقاذه من ذلك الوغد ...لو كنت فقط وصلت بالوقت المناسب "
تابعت البكاء بشدة لأسقط على ركبتي من فرط الصدمة ضربت الأرض عدة مرات بقبضاتي وأنا أرسل آهاتي إلى السماء ولساني لا يردد سوى
انا آسفة.... انا آسفة
تقدم ليام نحوي بعينين دامعتين ليمسك بيدي
" لا عليكي يا جوين لقد انتقمتي له"
قالها وهو ينظر إلي عيني ويحتضنني بين ذراعيه
" هيا بنا لنرحل "
ساعدني بالوقوف على قدمي و أوصلني إلى سيارتي ليرمقني بتلك النظرات القلقه بينما تلألأت في عينيه الدموع
سأكون بخير، دعني أريد البقاء وحيدة
قلت هذا وأنا أسند رأسي على مقبض القيادة و أُخفي بقيت ملامحي بيدي
نزل ليام من السيارة
و أغلق الباب من خلفه . . .
Zayn pov.
للحظة لم أعلم ما حدث شئ ساخن كالجمرة شعرت به يعبر بجوار عنقي
ألم شديد دماء دافئة إنفجرت من كل مكان سقطت على الأرض لأحتمي من وابل الرصاص الذي أُمطر علي
دماء تحاوطني من كل مكان أسرعت لأختبئ خلف خزينة النقود ..
لكن لحظة من أين تأتي كل هذه الدماء !
لدقيقة لم يتحرك عقلي فقط تجمد مكانه
إنه صاحب المتجر
ممدد على الارض بعد أن أصابته عدة رصاصات، بحر من الدماء يتدفق من جسده أنه يفارق الحياة ركضت نحوه غير مهتم بكل تلك الرصاصات التي اخترقت المتجر
وقفت أعلى جسده أراه يحاول رفع يده
يحاول رفع إصبع السبابة عالياً في الهواء بدا مستميتاً جداً وهو يفعل ذلك
وعيناه معلقتان بي فقط بي!!
أستطيع سماع روحه وهي تخرج من حلقه بدا صوتاً كالحشرجه .. سالت الدماء من فمه ليُسقط رأسه جانباً وتغلق عيناه للأبد بنفس تلك الملامح ، بنفس تلك الإبتسامة ألتي إعتاد توجيهها إلي
يااللهي ما هذا لم يسمح لي القدر بإلتقاط أنفاسي رمى أحدهم بزجاجة مولوتوف من الخارج، واشتعلت النيران بالمتجر لتبدأ بمحاصرتي من كل مكان لكن مازلت متسمراً أمام منظر هذا الرجل وهو يفارق الحياة
لم أعلم ما الذي يجب علي فعله؟!!
لم أفهم حتى ما شعرت به ؟ بالتاكيد لم يكن حزناً
تلك النيران ألتي إشتعلت حولي إشتعل ما هو أسوء منها بداخلي
من بين كل تلك النيران خرجت حاملاً جثة ذلك الرجل على ظهري ليراني الجيران وأنا بهذا المظهر ويتقطر مني الدماء ويفوح مني رائحة الموت
لقد سيطرت تلك الرائحة على حواسي رائحة الدماء المحترقة انها بشعة.
خرجت من المتجر لاظل أحمل جثته على ظهري لم أرد حتى إنزالها حتى جائت الإسعاف لتستلمه مني جثة هامدة
لم أشعر بالحزن عليه ، لم أتعاطف معه ، لم أبكي لكني فقط شعرت بالإهدار !
موت هذا الرجل كان إهداراً للبشرية ... لكن يبدو حقاً بأن الله لديه العديد من الخطط له
لقد بدا لي بانه أراد رؤيته
لقد كان مشتاقاً لرؤيته لهذا كان يجب عليه الموت في تلك اللحظة ... إن موته هو إمتداد للحياة في مكان آخر أفضل بكثير ...
ق
طع الصمت عدة رنات من الهاتف
ليعلن عن وصول رسالة
تغيرت ملامح زين كثيرا عندما وقعت عينيه عليها
"فلتدع الخبز يُصبغ بلون الدماء ولتسمع موسيقى النهاية تدوي بالارجاء "
||BM||
يبدو بأن القدر قد قرر أخيراً التحرك .
تحت غطا الليل
في غرفه نصف مضاءة وسط المجهول ظهرت جوين يعلو وجهها تلك الإبتسامة الجانبيه المتغطرسة لكن تلك العيون كانت مختلفة ، وكانها شخص مختلف تماماً
"تم تنفيذ المهمه بنجاح
لقد قمت بما طلبته مني.. "
أنهت تلك الجملة و الظلال تتراقص من حولها
ترحيباً بضحيتها الجديدة
تلك الهالة الشيطانية
ذلك الوجه الآخر الذي امتلكته لم يره أحد من قبل
خرج فقط تحت ظل هذا السقف
وجهت جوين تلك الكلمات لشخص ما ظل جالسًا في الظلام و الابتسامة تعلو وجهه
لتظهر مرة اخرى وهي تدير ظهرها الى الباب
بعد ان أُضيئت عيناها بشده تحت هذا الظلام لتتمتم.
"اشرب نخب الخيانة ريثما يحرق اللهب سيد الشياطين"
||BM||
إبتسامة مجنونة ارتسمت علي وجهها في ذلك الظلام إثر تلك الرسالة
خصلات شعرها الحمراء تطايرت حولها، يبدو أن سيد القدر عاد ثانيةً
''''''''''''''''''''"""""
ستووووب حاسب كدعاااا😎📢📢📢
مين كاتبه ناو😎💞
7K
مش مصدقة انها سبعة تلاف كلمة عااااا😭😭😭😭💞💞💞
ايه ده الموضوع طلع متعب اوي مش متخيلة الكتابه صعبة كده هووف😫😥
ادوا الشابتر كل الحب 💞💞💞
و اسحقوا التصقيف دهه🌟💞
مش عايزة يبانلها ملامح خالص😂💞
طبعاً شبتر تمهيدي لسه اللعب هيشتغل الحلقة القادمة انتظرونا علي ام بي سي تو😈
مش هتقدر تغمض عنيك😎😎
ايه رائكم في
زين؟
تحسوه متوحده كدهون😂😂😂💔
جوين
بنت الكلب دهه مالها تحولت كده ليه في ايهه😂😂😂💔
ليام
بيموت في جوين يالهوي و لسه هيموت فيها كمان😂😂😂😂💔
مين الى بعت الرسالتين دول؟
اي تخمينات
مين BMده؟؟
في مخيلتكم ايه إلى هيحصل الشابتر الجاي؟؟
----------------
كدوامة..
كإعصار أخذ الكون كله بداخله ليحوله إلى أشلاء .. ليسلبه كل معاني الحياة
ثم ينتهى فقط ليقذفني خارجه...
ليخبرني بأن وقت العذاب قد حان
شعرت بأنني قد جئت من المجهول ..أو أن الحياة بدأت فقط من الآن ... بلا ماضي أو مستقبل فقط تلك الثواني التي استطعت فيها تمييز ضوضاء تلك السيارات ... أقدام تتسابق كأنها تهرب من الموت.. أحسست بوجودي.. أنا فقط وكل شئ حولي فراغ لم يُطرب أي حس بداخلي
تمنيت لو أُغلقت عيني للأبد .. تمنيت لو أُبتلعت روحي لتتوه في هذا الإعصار ...
لماذا كان يجب عليها أن تجد الطريق إلي؟
لقد أصبح فتح عيناي لأواجه ذلك العالم أصعب من حفر أعمق الخنادق
تحركت جفوني ببطئ مثقلة بهموم ذلك العالم الأسود.. و النوم مازال يسكنها
لقد تحفز جسدي قليلا.. شعرت بخصلات شعري تهم بالوقوف
لمعت بداخلي شرارة الحماسة لثواني وانا أتسأل أين انا الآن
الحديقة !
لقد أصبح الأمر مملا قليلاً
لثواني ظللت تائهاً بين الذكريات لا أتعرف عليها.. ظلت عيناي تحضنان ذلك الليل البعيد الذي ملاء السماء وهو يجهز نفسه للنهوض
وبحركة واحدة هممت بالجلوس وكأن شيئا طارئاً قد حدث وبظهر مستقيم وكتفان مشدودتان و بعينانين يظلهما الرعب .. بشعر أصفر كالقش ووجنتات لا يصلهما الدماء
سُلط عمود الإنارة الأضواء علي ملامحه في مشهد مرعب وكأننه قد استيقظ للتو من الموت
ولكن حتى الموت لم يستطع أن يمحو عن وجهه علامت الوسامة الشدية التي امتلكها
كشبح هارب يستطلع المكان من حوله...
ثم يقرر أخيرا أن يقف على قدميه
لينفض كل ذلك التراب العالق على ثيابه الذي يتصاعد حوله كما يتصاعد الدخان بعد خمود اللهب
لم يبدو أي شئ من هذا غريباً لذلك الشاب المجنون
يبدو بأنه اعتاد الإستيقاظ بالعديد من الأماكن دون أن يتذكر أي شئ
أكاد أجزم بأنه قد وجد نفسه بأماكن أشد إثارة من هذا
يرفع يديه ليمسك بتلك القلنسوة ويضعها على راسه ليخفي كل ملامحه الحاده
ينفض يديه ثم يضعهما في جيبي سترته كمن ينفض يديه عن قذارة العالم ليقف ويشاهد فقط
وبخطوات واسعة وخفيفة كخطوت لص محترف
أو كرجلاً هارب يتمنى في كل خطوة لو إنشقت الأرض و ابتلعته
واصل زين المشي متثاقلاً ليعبر الشارع متجها نحو شقته
وهو يمسح كل ما حوله بجهاز الإستشعار خاصته
ذلك الرجل المسرع وهو يحمل بيديه حقيبة للدواء
يبدو أن شبح المرض قد زار بيته
ذلك الشاب المريب الذي بقي مختبئا خلف تلك الشجرة لابد و أن تاجر المخدرات خاصته تأخر عن الميعاد لقد بدأت عروقه تحكه وهو بإنتظار الجرعة الجديده
كل ذلك رُسم في ذهنه بطريقة مثالية
عدد هائل من التفاصيل التي يستوعبها عقله
معزوفة متكاملة الأجزاء لعب فيها القدر الدور الرئيسي وخيم فيها الفقر على كل أنحاء المدينه
دوت تلك المعزوفة في أذنه وهو يتارجح بين الطرقات مستمتعاً بسماع الحقيقة وهي تهمس في أذنه
فليحترق هذا العالم البالي وليمت كل هؤلاء البشر الهمجيون ...
تشققت انسيابية ذلك اللحن أمام صوت تحطم الزجاج يقتحم الأرجاء
ليسمع أصوات الزجاج و هي تتناثر في الهواء ثم تتساقط الواحدة تلو الأخرى كما تتساقط بلورات الثلج من السماء
وفي مشهد يفتح فيه الجحيم أبوابه
ليقذف إليه القدر بدليل آخر على صدق اعتقاده
ليعلو وجه زين إبتسامة مجنونة
كانت الضوضاء عاليه للغاية .. الإتهامات العنصرية ، شتائم تعلو في الجو ....لقد حطموا واجهة ذلك المتجر من جديد ...
لثانية رفعت عيناي لأتفحص الموقف من حولي..
لأجد خمسة شباب يبدون في بداية العشرينات يقذفون المتجر الصغير بالحجارة بإصرار كبير على إلحاق اكبر قدر من الخسائر
أووووه يالمتعة يبدو بأن احدهم يستعد لقذف بعض زجاجات الملوتوف على المتجر
لقد كانت معركة من طرف واحد.. لم يسمع فيها أي صوت يرد الهجوم
ربما علي أن اغير من طريقي حتى أتجنب المتاعب ...أووه فات الآوان لقد اصطادتني أعينهم
أكمل زين طريقه بلا أي تغيير ...حتى خطواته لم تطل ولو قليلا بل يبدو بأنه استمتع بالعبور اكثر من أمام ذلك المتجر وهو على وشك أن يتحول الي كتلة من اللهب
" مهلا ماذا تفعلون أيها الحمقى "
"من الافضل لكم أن تذهبوا من هنا "
ظهر ذلك الصوت فجأة من العدم ...يبدو وكأن أحدهم قد قرر التدخل
أُضيئت بعض الأضواء في المبني القريب من المتجر الذي أصبح كومة من الخراب الآن
ظهر ذلك الرجل وهو يواصل الصراخ
كان لديه مظهر قوي للغاية ساعدان قويان وأكتاف مشدودة ..طويل القامة مع شعر أصفر وعينان زرقاوتان لم يظهرا كثيراً بسبب الظلام ولكنهما كانتا واضحتين بمجرد عبوره أمام عمود الإنارة
بالنسبة لأولئك الشباب انتهت المعركة بالفعل و دمروا المتجر وليس من مصلحتهم كسب المزيد من العداوات
تفوه احدهم ...
" حسنا يا شباب لقد نالوا بما فيه الكفاية ، هيا لنرحل .."
لقد بدأ الوضع لي أكثر أماناً الآن..
تابعت مسيري بهدوء أكثر لكني كنت قريباً جداً بحيث لم أستطع أن أحول بين أذني وبين سماع تلك الكلمات التي تبادلها ذلك الرجل الشجاع وصاحب هذا المتجر..
" ما بك يا عمار أين كنت؟ لماذا لم تطلب المساعدة ؟ هل كنت بداخل المتجر كل هذا الوقت ألم تخف من أن يحل بك أي ضرر؟
لا اعلم إلى متى سيستمر كل هذا؟
هل سنظل دائماً خائفين على أعمالنا من أولئك الشباب "
حسنا لقد كان يقصد مخبزه الذي يوجد في البناية المجاورة .
وأخيراً ظهر صاحب المتجر من الداخل لتظهر بعض من ملامحه التي غلفها الليل
لقد كان قصير القامة قليلاً مع بشرة سمراء داكنة ولمعة أسفل جبهته عينان بيضاوتان كبيرتان و يحف وجهه لحيه فوضوية
يجبر نفسه ليتفوه بأي كلمة ليرد بها على صديقه هذا ..
" حسنا يا مايكل ..انت تعلم أنهم لن يتوقفوا أبداً إلا بعد أن أخذ عائلتي وانتقل من هذه المدينة كلها ..وانت تدرك أيضاً انهم لن يؤذوك أبداً
لا أعلم هل علي أن ألوم أولئك الشباب حتى ..فبعد تلك الأحداث الإرهابية المؤسفة التي جلبت علينا جميعاً نذور الشؤم لقد مات ما يقارب الثمانين شخصاً في ذلك الحادث الذي تفجر فيه الباص المسئول عن النقل العام ... أو الكنيسة التي أصبحت رماداً الآن أياً يكن..أن لم تكن ستساعدني على تنظيف المكان ..فيمكنك الرحيل .."
قال تلك الكلمات وهو يتناول مكنسته بعزم كبير وملامح جادة حازمة على إنجاز الكثير
وقف مايكل مذهولاً من ثبات ذلك الرجل لم يبدو عليه أي خوف ، أي غضب كان هادئاً تماماً لم تتغير نبرة صوته طوال الحديث ... اتسعت عيناه أمام استيعاب الكلمات التي خرجت من فمه...كان حازماً جداً وكأنه كان يقول
له لا أحتاج لشفقتك تلك ..
انتهت تلك المحادثة بين هذين الإثنين بهذه الطريقة وتابع كل سكان المجرة ما كانوا يفعلونه قبل أن تندلع تلك الحرب المحتدمة ...وكأن هناك من يهتم أصلاً ...
لم تعني تلك المحادثة أي شئ لأي أحد بإستثناء من كانوا طرفاً فيها و أنا أعني بذلك عمار ذلك الرجل المسلم وزوجته هما فقط ...
لقد بديا لي وحيدين جداً في تلك اللحظة على العموم
كان زين أيضا غير مهتم بتلك المحادثة وكان يفضل لو اخفضا صوتيهما حتى لا تصل إلى سمعه ريثما يصل إلى صومعته ويغلق ذلك الباب عليه ليستريح
وصل زين لمدخل العمارة السكنية العتيقة بمظهرها الستيني المعهود .... ذلك القرميد الأحمر والسقف المثلث الابيض.. كل شئ هنا قديم للغايه حتى مقبض الباب مُتداعي
احتضن زين ذلك المقبض بين أنامله كمن يتحسس وجه حبيبته الغاليه بعد غياب ليفتحه و يعبر بجسده إلي مدخل هذا البيت المتهالك
لم يكترث زين بذلك الغبار الذي غطى كل شئ في المدخل لم يكترث بذلك العنكبوت الي إعتاد السكن فوق صناديق الخشبية المخصصة للبريد لقد استمتع بالصعود فقط على درجات ذلك السلم المتهالك وكأنه يصعد السلم الموسيقي على مفاتيح بيانو عتيق للغاية ...بينما يردد في ذهنه
" يالا هذه المدينة الممتعة ...برمنغهام في لندن لقد اعتادت المدينة أن تضم الكثير من الطوائف والأديان وشهدت الكثير من العمليات الإرهابية ناهيك عن عدد تجار المخدرات الكبير الذي تعج بهم المدينة بالنسبة لي برمنغهام قطعة كبيرة من الحلوة يحوم حولها الكثير من الذباب ليس من الغريب ان تكون هي مقر مهمتي التاليه لننتظر ونرى "
وفق انتهاء تلك المحادثة وصول إلي باب الشقة و أغلقه بعد أن وضع نفسه بداخلها
لقد كانت هذه أكثر اللحظات التي يشعر فيها بالهدوء
أكثر من كل تلك الساعات التي قضاها في التحدث مع طبيبه النفسي المعتوه
في مكان آخر في مدينة لندن الشاسعة يُفتح الباب ليعبر من خلاله روح أخرى يُصخب العالم ترحيباً برؤياها تمايلت خطواتها ريثما تقطع ذلك الطريق القصير لتصل إلي سيارة الأجرة تلك التي طلبتها
ملامحها حادة وجريئة وجمالها ظاهر كجمال آخر قبلة قبل الفراق كجمال السماء قبل أن تفارق الحياة
لقد إستمع العالم لصوت خطواتها كما يستمع الطفل الصغير لقصة بداية الكون
بشعر أحمر ملتهب وعينان زرقاوتان كالبحر وشفاه ممتلئة ظهرت لنا ذلك الملاك في وضح النهار لتتحدى الكون
و قد بدأ عليها الانضباط الشديد
كل شعرة من شعرها تتخذ مساراً محدداً كل إنش من ملابسها لزم هيئته الاولى
وبخطواتها المتسارعة تلك ركبت سيارة الأجرة ليصل بها إلى مكانها المفضل
" مرحبا أيتها المحققة جوين "
" أهلاً ليام "
"هلأ بدأنا "
" هيا بنا "
بدأ الإثنان في مبارة الملاكمة بملامح متاهبة وقبضات متحفزة لم تبدو أبداً كمباراة ملاكمة عادية بين إثنين من الزملاء فقد اشتعلت نيران التحدي في كل مكان وتطايرات القبضات هنا وهناك باحثة عن هدفها
راوغ كل منهما الاخر بخطوات سريعة ويدان مترددتان
حتى اشتعلت الامور بينهما و انتهي المطاف بلكمة من جوين توجهها مباشرة الي وجه ليام الصلب ليكون متأخراً جدًا عن تفاديها لكنه ينجح بتعديل وضعية جسده ليوقع بتلك الفاتنة على أرضية الحلبة ليستعد لتوجيه الضربة القاضيه
يبدو و كأن الأمر خرج عن نطاق مباراة ملاكمة وبدأ كبرياء كل منهما بالظهور على حلبة المصارعة
و قبل أن تكأد يداه تقبل تلك الوجنتين الجميلتين
" مهلا أيها المتفاخران ألم تنتهي تلك اللعبة بعد "
إلتفت ليام خلفه في تلك اللحظة ليجد صديقه العزيز
جورج ستيوارت
و بتلك الإبتسامة البلهاء نوعاً ما ليعدل من وضعه ويفك الحزام من على قبضته
إبتسمت جوين بتعالي و هي تعدل من وضعيتها
" أعتقد أنها انتهت بمجرد وصولك "
قالتها وهي تمر بجوار ليام مانحة إياه دفعة خفيفة ليصطدم كتفيهما و كأنها تخبره بأن المعركة لم تنتهي بعد
" أهلاً جورج .. لماذا تواصل دائما مقاطعة مباراتنا"
قالتها بنبرة ساخرة وعينان هادئتان على الرغم من تلك الأنفاس المتقطعة
خرجت تلك الكلمات من بين شفتيها
" حسنا لم أقصد ذلك ولكني أردت أن أبلغكما بأنكما مدعوان الليلة في منزلي بمناسبة عيد ميلاد مارك سيببلغ عامه الأول اليوم "
" بالطبع سنح..."
قاطعهم رنين هاتف جورج
مظهراً علامات القلق علي وجهه...
" حسنا يا أصدقاء...أخبار سيئة حان وقت العمل "
تنقطع الأحداث ليظهر الثلاثة مرة أخرى أمام مبنى قديم يحاوطهم صوت صفير سيارات الشرطة..
يتجمع بعض الناس حول ذلك المبنى يتهامسون وهم يشاهدون عبور تلك الجثة المغطاة لتصل الى سيارة الإسعاف
وعلت وجوههم نظرات الفضول عوضاً عن الشفقة
بدا الجو عاديا للغاية
|| بداخل المبنى||
اُستبدلت أضواء الشمس بتلك الأنوار داخل المبنى مع ومضات كاميرات التصوير تلك التي واصلت التقاط الصور للأدلة وملئت الشقة بأصوات أقدام تجولت بكل شبر في داخل الشقة
" لقد تم ذبحها يا سيدي "
قالها أحد رجال الشرطة موجهاً كلماته إلي جورج رئيس فريق التحرير
بينما كانت جوين تستطلع المكان بداخل حمام منزلها لتشاهد بإمعان نمط تلك الدماء الغزيرة التي صبغت حوض استحمامها
كان مظهرا بشعاً لا يقوى على تحمله العامة ولكن بالنسبة لهؤلاء البشر لقد أثار المشهد بداخلهم دفعات الأدرينالين وقام ذلك الجو الغامض بداخل الشقة بإشعال حماسهم لسماع قصة إيجاد تلك الجثة
بعد أن بلغ ساعي البريد بانه لاحظ بأن البريد لم يتم إستلامه ليومين بالإضافة إلي أنه عندما جرب الطرق علي الباب وجده مفتوحاً مسبقاً
"فلتحضروا لي كل كاميرات المراقبة الموجودة في هذا الشارع والشوارع المجاورة "
"حاضر يا سيدي "
" وانت يا ليام فلتقم بالتحدث مع الجيران لتعلم اذا ما كانوا قد رأوا شيئا غريبا "
قاطعت جوين جورج
بعد أن عادت للتو من جولتها داخل المنزل
" لن يضطر لفعل هذا يبدو بأن هذه الفتاة كانت على علاقة بشخص ما ويبدو أيضاً بأنها كانت على خلاف معه، وجدت بغرفتها بعض الملابس الرجولية والتي يبدو بأنها كانت على وشك جمعها والتخلص منها لقد لاحظت أيضاً عند وصولي وجود زوج من الأحذية الرجولية في سلة المهملات أعتقد بأن الجيران سيأكدون كلامي
يبدو بأن هذا الحي إعتاد على مثل هذه الحوادث بالنظر إلى عدد الناس القليل الذي تجمع خارجا
يالا عار لما وصل له"
قالت تلك الكلمات وهي تلوح برأسها ناحية اليمين وشعرها الأحمر القصير يتطاير معها
وبنبرة صوتها ظهرت فيها بعض ملامح الأسى ..
" على أي حال سيد بريل انا سوف أساعد في تفقد أشرطة الفيديو لكاميرات المراقبة "
،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،
" افتح زين لقد وعدتني "
طرقات عشوائية و دندنه بأغاني للاطفال
لم تبدو بذلك الشئ الكبير الذي قد يجعل راشداً في الرابعة والعشرين من عمره يقفز مخترقاً الظلام الذي خيم على الشقة
ليصل مسرعاً نحو الباب
كما لو كان ينتظر الشرطة للقبض عليه
أو كأنه جاني في قضية ما
ينظر من خلال الباب ليستطلع من يقبع خلفه
لتصطدم عينيه بصورة ذلك الطفل القصير من الشقة المجاورة
يفتح الباب ببطء ليعلو صوت صريره في المكان
ولا يكاد الباب يفتح بالكامل حتى يقتحم ذلك الصغير الشقة
لقد اخترق الباب بلا أي إنذار
و كأن تلك الشقة الصغيرة هي بيته
لثانيه نظر الصبي من حوله بفضول ليتأكد بأن كل شئ كما هو
ذلك السرير المبعثر تلك النافذة المغلقة في وضح النهار ...لطالما كانت كذلك
غطى الظلام أغلب ملامح الشقة فلم يظهر أجزاء الحائط التي سقط عنها الطلاء ... وتلك العناكب التي بنت اعشاشها في سقف الغرفة
سخان المياه على الموقد كالعادة و صنبور المياه مازال يسرب
كل شئ على حاله قلب الفتى عينيه بداخل الشقة لتنهي جولتها بالسقوط على جسد ذلك الكائن الغريب الذي تقلصت كتفاه وتراجعت قدماه للوراء و كأنه يدافع عن نفسه أمام إقتحام ذلك الغريب المنزل
وهو يتكلم بصخب وعلى وجهه ذلك التعبير المتجهم واضعاً يديه على خصره كمن أمسك أحدهم بالجرم المشهود
" لماذا تاخرت لقد انتظرتك طويلاً "
لم يبدو أن لكلام ذلك الصبي أي معنى على وجه زين فقط تردى صوته في المكان وحيداً
" ألا تتذكر ... كنت ستلعب معنا اليوم بالكرة "
" لا عليك هيا بنا "
قال الفتى تلك الكلمات قاطعا بعض الخطوات القليله و يهم بالإمساك بيده وكأنها حق مُكتسب
حصل الفتي علي دفعة قوية من قبل زين المذعور لترميه أمام تلك الثلاجة البالية
" ماذا بك لقد وعدتني ايها الاحمق؟
هل جننت لماذا تدفعني؟ "
إحتدت المحادثة التي بدأت من طرف واحد فلم ينطق زين باي كلمه و واصل الإختباء فقط في الظلام وعلى وجهه علامات التعجب
تراجع زين عدة خطوات إلي الوراء ريثما تمسح قدميه طبقات الغبار من على الارضية التي يبدو وكانه لم يطأها أي أحد
حتى وصل الي سريره ليصعد إليه
نهض الفتى الصغير مرة أخرى و كأن شيئاً لم يحدث
" إذا لم تكن ستخرج معي فعلى الأقل يجب عليك تعويضي "
استدار الفتي ليفتح الثلاجه ليحضر لنفسه مشروباً بارداً
ليجد ملحوظة على البراد
" لقد قمت بدفع الايجار ، لاتقم بدفعه "
"ما هذا ألا تعيش بمفردك؟!..من ترك لك هذه الملحوظة "
إستمر الفتي في الحديث مع نفسه ليسحب إحدى تلك الكراسي بالقرب من طاولة الطعام ويهم بالجلوس
لقد بدأ وأنه يبعثر ترتيب كل شئ من حوله يخل بذلك الترتيب العبقري الي يجعل الشقة تبدو كالمهجورة
"يااا زين لتأتي و تتناول العشاء معنا و العب مع في المنزل ما رائك؟"
قالها و هو يضع قدميه الصغيرة علي الطاولة و ينظر لزين بإزدراء
"اريد ان اسالك سؤالاً زين؟"
نظر له زين و هو يبدو انه لن يجاوب حتي لو عرض عليه أموال العالم
"هل تستحم؟"
قالها و هو يضع يديه علي أنفه
صمت زين و قام بإدارة وجهه للجهه الآخر
"اليس لديك عائلة ؟
لماذا تعيش وحدك في هذا الظلام
أحياناً تكون هادئاً و وديعاً وأحيانا تكون متغطرسًا
لو كنت مكان عائلتك لهربت منك"
وقعت تلك الجملة علي مسامع زين و كأن الصاعقة أصابته
صراخ..
آلام...
ذكريات أليمة بدات في إجتياح أفكاره
صرخ لكي يبعد تلك الأفكار....الصداع يفتك بخلايا دماغه لا يستطيع المقاومة
أتاه صوت حنون في مخيلته
"عزيزي..هل تناولت الدواء"
"هاي ماذا بك؟"
هل انت بخير؟
"زين...زين"
و كأن ذلك النداء سوف ينقذه من الغرق في ذكرياته
ظل يكرر تلك الكلمة و هو يتكور حول نفسه و يقوم بالشد علي يديه حتي تحولت قبضة يده الى اللون الأبيض
انتفض زين من علي السرير
يبحث و يفتش و يبعثر في المنزل عن دوائه
ارتعب الفتي الصغير و أغرورقت عينيه بالدموع
"زين لم اقصد صدقني"
قالها و هو يبكي ظننا انه السبب في ما حدث لزين
"الدواء...اين هو؟"
أنفاسه منقطعه و فقد تحكمه في نفسه يداه ملطخة بدمائها اثر تكسير الأشياء
الفتي الصغير قام بتغطية عينيه و هو يبكي في الزاوية خوفا من زين
و بعد كل تلك الصرخات و كأنه يستغيث بشخص ليخلصه من ما كان فيه و يساعده و قع مغشياُ عليه من كثرت التعب و الصراخ
"زين...استيقظ ...أنا أسف لن أضايقك مرة ثانية ....استيقظ أرجوك"
قالها الفتي و هو يربت علي وجه زين لكي يستيقظ و كأنه خائف من أن يموت
ركض الفتي للمنزلهم لكي يخبر و الدته عما حدث لزين
"اااا...ام..امي للل...قدد مرض زين أمي لقد وقع و لا يستيقظ امي..ساعديني "
قالها الفتي و فكيه يرتعشان من كثرة البكاء و يديه ترتجفان
"ماذا حدث لزين؟"
أسرعت السيدة الصغيرة لتري ماذا حدث
و صوت شهقة لاحت في الأرجاء عندما رأت ما حل بالمنزل
زجاج مبعثر
قطرات دماء علي الأرض
الماء يغطي الأرضية
و جثة شاحبة مُلقاه علي الأرض و كأن الروح خرجت منها
"يا اللهي"
تقدمت نحوه تتقفده هل هو علي قيد الحياة أم ماذا؟
"أمي...أمي لقد كان يردد دواء و يبحث عنه "
"دواء؟!"
قالتها باستنكار و همت بالبحث عنه
وجدت الدواء ملقي علي الأرضية
قرأت ما مكتوب علي العبوة
"Diazepam هذا الدواء هل لديه مرض عضال؟!!"
علامات التعجب تعلو وجهها لا تعلم ما هو هذا الدواء هل هو دواء حقا أم نوع جديد من المخدرات؟!
أعطته الدواء و قامت بحمله هي و طفلها الصغير لشقتهم ريثما يستيقظ
،،،،، ،،،،،
أرتجلت من السيارة
أضواء
أصوات موسيقى تنبعث من داخل المنزل
تنظر الى إنعكاس وجهها على زجاج الباب
ربما إبتسامة أكبر ستفي بالغرض
يفتح الباب
" أهلا سيدة ستيوارت كيف حالك "
الكثير من القبلات والأحضان للتهنئة بعيد ميلاد ابنها مارك
" اااووووه أنسة جوووين"
يركض إليها الصبي مارك وهو يصرخ سريعاً لتنخفض بركبتيها لتحتضنه
" أهلا بك يا صاح انظر جلبت لك هديه "
إتسعت عيناها وتكلمت بحماسه
" القطار الالي الذي كنت تريده "
" اااااه هذا رائع "
طبع مارك على وجنتها قبلة سريعة وخطف تلك اللعبة سريعاُ كي لا يضيع المزبد من الوقت
"أهلا بكم يا رفاق هل انتظرتوني طويلاً" قالتها وهي تسحب كرسياً لتجلس على طاولة الطعام مديرة رأسها بين الحاضرين
"لا لم تتأخري أبداً يا جوين كنا على وشك البدأ"
قالها جورج وهو يمد يديه ترحيباً بقدومها و كان يعرفها على طبقها لتتناول العشاء
بدأ كل الحضور مُرحباً بكلمات جورج ماعدا ليام الذي عقد يديه إلي صدره وهو ينظر بعيداً ليتفادى تلاقي أعينهما ليعلن عدم رضاه عن تلك المخلوقة المتعجرفة
"ربما كان عليك التاخر قليلا بعد حتى لا نراكي"
" عذرا ماذا قلت"
بدون أي إهتمام ردت جوين على ليام وهي تضع في طبقها ما اشتهت من الطعام وهي تلعق شفتيها من جمال منظر الطعام
ملئت اصوات تناول الطعام الغرفة ريثما يتناول الكل الطعام ليقطعها صوت ليام
"صحيح ما الجديد في تلك القضية"
ليرد عليه جورج متداركاً يريد إنهاء الحوار سريعاً
واضعاً الشوكة من يديه " ظهرت شاهدة جديدة سنقوم باستجوابها غدً"
ظهرت عيون حوين الزرقاوتان وهي تحدق بلوحه جميلة معلقة على جدار غرفة الإستقبال وهي تمسك بيدها كأس النبيذ وتضم شفتيها كنوع من التعجب من أمر هذه اللوحه
"لوحة جميلة يا جورج"
قال ليام سارقاً الكلمات من فم جوين ليسرق هو منها الأضواء
وجه شيطاني غاضب وبقرنين صغيرين وملامح مجعدة مع ابتسامة مرعبة يُزاح قليلاً ليظهر أسفله وجه مبتسم جميل ينم عن الطيبة
تلك كانت اللوحة التي آثارت الجدل لعدة دقائق في غرفة المعيشة
"آه تلك اللوحة ما بها ؟"
قال جورج متعجباً وهو يخفض كأس النبيذ ليسنده على ركبته لينهي جملته بنصف أبتسامة متكلفة
"بعد كل تلك السنين من العمل مع المجرمين مازلت متمسكاً بمثل هذه السخافات الوردية"
قال ليام مستدركاً حديثه المتذاكي ريثما يجلس على الأريكة المريحة واضعاً إحدى قدميه فوق الآخرى ليتسأل بشدة عن سر الثقة الشديدة التي احتلت قلب جورج
"نعم وبكل فخر تلك السخافات الوردية هي من جعلت العالم يستمر حتى الآن، الامر يتوقف فقط على الزاوية التي تنظر منها"
ألقى جورج بتلك الكلمات وهو يرفع كأس النبيذ في وجه ليام مستهزءًا ليعلن فوزه في النقاش
ليوافقه الجميع على رائيه
قابل ليام كلمات جورج بإبتسامة صغيرة ، يضرب بكفه على ركبته مسلماً لحقيقة خسارته الجدال بشهادة الجميع وهو ينظر الي الأرض
ملامح مبهمة، عينان حادتان يخترقان كل شئ ليحدقا فقط بجورج
لفت هذا التعبير على وجه جوين انتباه ليام
يبدو بأنها استغرقت في التفكيرعلى الرغم من كل جمالها إلا أن عقلها كان متفوقاً تعودت أن تُضئ الحديث دوما بعينايها المستكشفتين وصمتها المستمر
بضع دقات تداعب قلبه فجأةً اثناء تحديقه بها
يجف حلقه ويبتلع ريقه في حركة مباغته متظاهراً بأن كل شئ طبيعي وهو يحاول النظر في كل مكان ماعدا عينيها
Zayn poV
إقتحمت أضواء الغرفة مجال رؤيتي عندما هممت بفتح عيناي
طلاء جديد.....
أنوار كثيرة.....
أين أنا...؟!!
لا أستطيع تذكر أي شئ
ماذا حدث؟
هممت بالجلوس لأرى أين أنا
باغتته ذكريات ما حدث
أصوت تكسير زجاج...
بكاء ذلك الطفل...
لايهم أياً يكن عليا إخراج نفسي من هذا المكان القذر
أمسكت برأسي لأحاول أيقاف ذلك الصداع الرهيب..رفعت عيناي لأبصر هذا الصبي ينام علي الكرسي بجواري وبكل سلام يالا سذاجة الأطفال....أنه مستغرق في النوم يرسل حوله أصوات غريبة
نهضت من على السرير لأعطي مارك ظهري متجهاً نحو الباب توقفت للحظة ليضايق ضميري صوت الصغير وهو يتقلب على الكرسي متمتاً...
تراجعت لأحمله الي السرير متاففاً لا أصدق اني أفعل مثل هذه الأشياء !!
هل علي تغطيته أيضا تتسع عيناه متضايقا لكنه يجذب الغطاء عليه سريعاً قبل ان يراه احد..
صوت تحطم شئ على الأرض
حركة غريبة بالمنزل
ثم خطوات سريعة وصوت رجولي يعلو
إتجهت سريعاُ نحو باب الغرفة لأشاهد ما يحدث
لتشمئز عيناي لرؤية صاحب المبنى القذر ممسكاً بوالدة لوكاس بين يديه الملعونتين يحاوطها من كل إتجاه يتحسس جسدها الملئ بالأنوثة ليتفوه من فمه ببعض القذارات ...
إستمعي لي أيتها الحقيرة...سوف تدفعين لي النقود غداً و إلا سوف اجعلكِ تدفعينه بطريقتي
امسك هذا الخنزير فكيها بين يده الضخمة مثبتا إياها وهو يحاول تقبيلها ، قاومت بشدة مديرةً رأسها يميناً و يساراً و هي تدفعه عنها و دموع القهرة تندفع من عينيها أمسكها من ياقة ردائها و شدها ناحيته إندفعت للخلف فتمزق ردائها ليظهر بعض مفاتن جسدها بشكل مغري و سقطت علي الأرض تحاول أن تلمم ما تبقي من الرداء لستر نفسها
إندفعت من وراء الباب وبنبرة حاده صرخت به
"ما الذي يحدث؟ " لأقفز في المنتصف بينهما مانعاً إياه من استكمال جريمته
ثبت عيناي علي هذا القذر و هو يتراجع للوراء
لتلتقط عيناي هذا الكرسي الخشبي ، حملته سريعا وهرولت نحوه صارخاً يتطاير من عيناي الشر
كنت أنوي تحطيم رأسه حرفياً
فجأة يدان تحاوطان خصري من الخلف تمنعاني من الفتك به
تمسكت بي بشدة باكيةً وهي تحتضنني لتتجمد مشاعري وكذلك قدماي
"ارجوك توقف توسلت باكية دعه يذهب "
اتسعت عيناي وأحمرت وهي مثبته على ذلك القذر الذي سقط على الأرضيه من الرعب
رميت الكرسي بعيداً ليرتطم بالحائط لتسقط بعض الكؤوس الزجاجية أثر الرجه
أبعدتها عني بإحدي يداي دون النظر لوجهها
قطعت بضع خطوات قليله غاضبة نحو ذلك الوغد لأمسكه من ياقته كالحثالة...
تطايرت إحدى أسنانه في الهواء ومعها بعض الدماء من لكمتي التي وجهتها له ليرتطم رأسه بالارض وأنا أحاول تمالك نفسي من القرف الذي شعرت به عندما لطخت دمائه قبضتي
كنت علي وشك توجيه المزيد من الضربات لولا صوت البكاء والصراخ الذي إنفجر من خلفي
" ااااه ارجوكي توقف ستقتله "
ظل ذلك الوغد مرمياً على الأرض ليرفع طرف عينيه وهو ينظر الي يترجاني للتوقف
كبحت غضبي وأنا أشد على قبضتي
اذهب و إلا حولتك الى كتلة من الدماء
صرخت و أنا أتفادى النظر إليه حتى لا أحطم عنقه
حبا ذلك الأحمق على ركبتيه زاحفاً نحو الباب كالبهيمة تمكن من فتح الباب ، وفرت عليه المجهود ومنحته ركله من قدمي خارج الباب ثم رطمت الباب خلفه بعنف شديد
وقفت متجمداً من شدة الغضب بعد أن غلا الدم في عروقي .. خطفت الأنفاس الواحد تلو الاخر ريثما أنظر الي الأرض وأصوات بكائها وتنهدها مازالت تحاوطني
استدرت بجسدي لأبصرها دفنت رأسها بين يديها وهي مرمية على الأرض تبكي بعنف وتصرخ "أرجوك توقف لااا لا أريد"
ظلت هكذا لعدة دقائق تواصل النحيب
أمسكت كتفيها بين ذراعي لأرجها بقوة اندلع الجحيم بداخلي لاصرخ بوجهها
"كم مرة ؟ هيا تكلمي "
تابعت و أنا اضغط علي ذراعيها من شدة إمساكي بها
صعقت من الصدمة عندما رأيتها توقفت عن النحيب ،لترفع رأسها بالتدريج، أصبح وجهها خالياً تماماً من أي تعابير فقط تلك الدموع تواصل الإنهمار الواحده تلو الأخرى في صمت مؤلم.
استدارت الحياة لتلطمني على وجهي أمام الحقيقة
تراجعت يداي عن الإحكام على ذراعيها و فقد لساني القدرة على النطق
علمت كل شئ عندها تراجعت للوراء عدة خطوات ثم ..
امي ما هذه الضوضاء
ظهر لوكاس من داخل الغرفة من خلفنا وهو يحك بكفه في كلتا عينيه ليحول أنظارنا إليه
" اوه زين لقد استيقظت ... "
يقلب عينيه ومعه يقلب تفكيره
صوت شهقة ليجري نحو أمه فاتحاً ذراعيه وهو يهم بالبكاء
"من يفعل بك هذا يا امي "
يقول تلك الكلمات ريثما يدفن نفسه بحضن أمه ويبدا النحيب بصوت عال
لقد بدأ لي بأنه يعرف من فعل هذا...
اشتطت غضباً
شعرت بالشفقة على هذان الإثنان وأنا أعطيهما ظهري لأتجه سريعاً نحو الباب لتلحق بي عيناها وكأنها تحاول شكري لكني لم اكترث كثيراً لما أرادت قوله، رطمت الباب خلفي تاركاً المنزل بحالة من الفوضى بعد العراك العنيف
أقسمت إنني سوف أُذيقه الجحيم بعينه
لماذا العالم حقير هكذا ؟
لما كل هذا الظلم؟ هذه الأرض أصبحت جحيماً يعيش فيها الحيوانات ينهشون لحم الآخرين ، مللت كل شئ ربما علي حرق كل شئ فقط لا أحد هنا يستحق الحياة الكل سيموت..
ضحكات شريرة جلجلت في الظلام وأنا أخفي ملامحي بيدي..
حاولت تمالك نفسي لأمنع كل هذا من الظهور لكن الأمر ليس بيدي سقطت على الدرج والنيران تلتهم ما تبقى من إنسايتي وتسحق أفكار الإيمان عديم الفائدة، أعتقد بأن صورة المسيح المعلقة على حائط منزلها لم تمنع أي شئ من الحدوث.
اقتحمت كل هذه الافكار رأسئ بعد أن ضممت قدماي الي صدري وأنا احتضن نفسي بين يدياي
ارتجفت يميناً ويساراً
رفعت بأحدى يدياي لأتمسك بباب المدخل ارتجفت قدماي و أنا أحاول الوقوف من شدة السخط
أجبرت رأسي على النظر الي أعلى ، صرخت من كل جزء بروحي و نجوم السماء تلمع في عيناي
" لمااااذااا هل تسمعني لمااذاااا "
حتى أنا أعيش بنصف روح أتجول هنا وهناك كالمجنون وذلك الأحمق يعيش بداخلي
لم يكن أحد أبداً عادلاً معي حتى أنت
على أي حال سأواصل عيش هذه المسرحية السخيفة لأخذ معي أكبر عدد من الضحايا.
اعتدل جسدي وقوت قدماي، انزلت القلنسوة على وجهي لأعود من جديد الي ذلك الوجه البارد وابتلع كل الحنق بداخلي
تمشيت كعادتي في الظلام إنه الوقت الوحيد المسموح به وجدت نفس الشباب كالعادة يرمون المتجر بالحجارة حقاً هؤلاءالبشر لا يضيعون فرصة لجعلي أشعر بالغثيان
وقفت بملل انتظر هذا المشهد المكرر أن ينتهي
خطوت نحو المتجر
ظهر ذلك الرجل من آخر المتجر فجأة وهو يدعس الزجاج المتحطم على الأرض ، رمقني بنظرة غريبة
دخلت المتجر حذراً من دخول إحدى قطع الزجاج بعيني
وبهدوء
أخبرته بما أردت شراءه و أنا أتفادى النظر بوجهه
غير مهتم بأي شئ سوا أخذ أشيائي والرحيل
بالفعل أمسكت بالكيس وهممت بالرحيل
"مهلاً انت دائماً ما تشتري من هنا ؟ هل انت تسكن بالقرب من هنا"
تسأل رافعاً حاجبيه بترقب
أدرت له رأسي لأومئ له بحركه متعرجفه بأنه
"نعم"
تابع ذلك الرجل متعجبا وهو يبحث عن بعض الكؤوس
"مزاجك يكون أفضل بالصباح تساءلت لماذا لم تزرني اليوم في الصباح هل كنت مريضاً ؟"
نظرت له من طرف عيني وأنا أرفع إحدي حاجبي مستنكراً
"ربما يمكنك الجلوس معي وتناول القليل من الشاي "
أثارت دعوته السخرية بالنسبة لي، من سمح لهذا المهرج بالتجرأ لدعوتي للجلوس معه
للحظة كان الأمر من سابع المستحيلات أن ألوث سمعي بالحديث معه لكنه بدا ممتعاً نوعاً ما بإبتسامته تلك ربما عليا الجلوس والإستماع لهذا المهرج ريثما يقوم بأضحاكي
،،،،،، ،،،،،،
Guin pov.
الإنتقام ، الخوف لطالما حرك البشر للقيام بأبشع الجرائم
القصة القديمة المعتادة حبيبها الغاضب يقوم بذبحها بعد أن همت بقطع علاقتها به
كل ذلك كان بمثابة موسيقى لأذني جزء مني أحب سماع القصص الدموية
واصلت الفتاة قص ما رائته في ليل يوم الأثنين الموافق السادس من حزيران
رأيت رجلاً ضخماً أصلعاً ولديه وشم غريب على رأسه يلتفت يميناً و يساراً وهو يغادر مسرعاً من ذلك المبني
"متى كان ذلك"
"كان في تمام الساعة الثانية صباحًا
ككك..كنت أأأمر.. من أمام المبنى لأصل الي المتجر على بداي..ةة الشارع "
قالت الفتاه بتردد وهي تضم يديها بين قدميها وتنظر الي الأسفل بخوف شديد
راقبت بملل الأستجواب ، إنه أكثر جزء ممل في عملي.. واصلت صورة الدماء وهي تتناثر في المكان وهو يقوم بذبحها إقتحام مخيلتي لتثيرني كثيراً
حاولت أن أخبء شغفي بكل تلك الأمور كما فعل البقية تماماً بدين مقوضتبن الي صدري وظهر مستقيم مع أن المكان كان ينقصه بعض الفشار ..
كانت في بداية العشرينات بمظهر رث وشعر بني طويل ونبرة صوت مرتعدة ، بدت ضعيفة الشخصية لا تقوى على دعس نملة
ملف أصفر مغلق يلقى على طاولة الأستجواب
أومئ جورج لتقوم بفتحه
أمسكته وهي ترتجف لتفتحه ببطئ
"آاااااااااااااه"
ألقت الملف من يدها
تعرقت بشدة وقلبت جفنيها، إنها على وشك الإغماء
وضعت يدها على فمها تقاوم ذلك الإحساس بالغثيان
صوت مستهزا من الخلف يقاطع صريخها
"لما كل هذا الرعب أنها ماري والتر بعد أن ذُبحت "
"سسييدتي إنها أول مرة ادخل فيها قسم الشرطة"
"أنا آسفة إذا كنت أسبب أي مشكلة"
تابعت كلامها بصعوبة محاولة تمالك أعصابها
أدرت رأسي بعيداً بإزدراء
على أي حال هل يمكنكي التعرف على صورة ذلك الشخص إذا رأيتها ؟
تهز راسها موافقه وهي تهمهم ننعم وراسها مازال مطاطاً للأسفل
قلبت الصورة بين أصابعي لأريها إياهم ريثما اقتربت منها متكأةً على الطاولة
"هل هذه هي .."
نظرة إليه نظرة خاطفة لم يأخذ الأمر منها الكثير لتجزم بأن هذا هو الرجل الذي رأته
وقف الجميع فجأة كصدمة كهربية قفزوا من على كراسيهم
انتظرت هذه اللحظة طويلاً كدت أفقد أعصابي من الملل هيا لنجعل بعض الرصاص يتطاير بالأرجاء
خطف كل من ليام وجورج سترة بدلتهم ويخترقوا باب غرفة الإستجواب
تبعتهم بعد أن رمقت تلك الفتاة بنظرة تفحص أخيرة
أصوات إنذار عربات الشرطة صوت الأسلحة وهي تصطدم بواقي الرصاص
تأهب الجميع أمام ذلك المخبأ المعتاد لذلك الغبي ينتظرون إشارة البدء من جورج في المقدمة
ااوووه يا له من ذوق في اختيار الراجل
بائع مخدرات ، متهم في حادثتبن اغتصاب وصاحب مستودع حقير يديره للدعارة مثير للاهتمام نوعا ما
قلبت تلك الجمل في عقلي وانا اختبأ خلف الجدار رافعة مسدسي وعلى أهبة الإستعداد لأي مقاومة
ركل جورج الباب بقدميه ليفتحه على مصرعيه ليقفز إلى الداخل وخلفه خمسة من رجال الشرطة المسلحين
وجه مسدسه للداخل وهو يمسح المكان
تخترق الرصاصات المكان لتبحث عن بعض الدماء
"استسلم ماثيو لا طريق للهروب "
صرخ جورج مهدداً بعد أن اختبأ ليحمي نفسه من الرصاص المتطاير
و فجأة اقتحمت الصفوف من خلال الرصاصات لأصل لداخل المستودع وأطلق المزيد من الرصاصات نحو ماثيو .. رآني ماثيو ليحاول الركض نحو النافذة للهرب بعد أن ألقى بفتاة معه إلي وسط النيران
"توقفوا لا تطلقوا النار صرخ جورج "
قفز ماثيو بثقل جسده على النافذة ليخترق الزجاج حامياً عينيه بذراعه
لحقت به لاقفز خلفه من خلال النافذة وأسقط على الأرض وأنا اتدحرج لابصره يهرب من بعيد ثبت أصابعي على الزناد و قمت بالتصويب عليه
صرخ من شدة الألم
أُصيب في مفصل كاحله ليتلوى على الارض كالفرخ المبلل
اقتربت منه بعد أن وضعت السلاح خلف ظهري وأخرجت الأصفاد لأدوس على ظهره بقدمي ريثما أجذب يديه بعنف نحوي واكبلهما
تابعت فقرتي الممتعه لأدوس بإحدى قدماي على جرحه لتعلو صرخه مدوية مرة أخرى
لحق بي ليام ثم جورج وبقيه الفريق ليرونى وأنا أُنهي عملي ليتلو ليام عليه حقوقه ريثما ينقله بقيه الفرقه إلي عربة الشرطة
لا تتحرك أنت رهن الإعتقال بتهمة قتل ماري والتر لديك الحق بإلتزام الصمت و أي كلمة ستقولها ستؤخذ عليك بالمحكمة وسنوكل إليك محامي من أجل الدفاع عنك
أعطيت الكل ظهري و مشيت بثقة تاركة خلفي ذلك الوغد يكمل وعيده وسبه علت وجهي إبتسامة جانبة ريثما بدت كشكر له على بعض المرح
Zayn pov.
حدقت نحو الرجل بعينين حازمتين
وهو يصب الشاي في فنجانه
بدأ الحوار يأخذ جانبه الطبيعي من الثرثرة الفارغة ألتي إعتاد عليها البشر لذلك قطعت الصمت بيننا
"لما عليك ان تكون جبانا الى هذه الدرجة "
تسأل زين بنبرة صوت ساخرة نوعا ما
أبتسم الرجل بخفة ووضع الفنجان جانب ليعتدل بجلسته ليسأل بتعجب
"و لما أنا جبان
آااه أنت تقصد لماذا لا أرد على هؤلاء الطائشين؟ لقد رأيتك عدة مرات وأنت تمر من أمام متجري وهم يهجمون علي و رأيت في عينك نفس النظرات التي توجهها نحوي الآن
أنهم مجرد أطفال مساكين ملئهم العالم بالكره أنا أشعر بالشفقة عليهم وأدعو الله أن يهديهم ويعوضني" قال هذه الكلمات بنبرة صوته الهادئة كعادته ليظهر على صوته بعض علامات التألم البسيطة
"ألا تمل من الدعاء
الا تشعر بالسخط ودعائك لا يستجاب "
تساءلت والسخرية تعتري كلماتي
رد علي ذلك الرجل بحزم وبنفس الإبتسامة المتسامحه
" لا "
"ألا يعني ذلك أن إيمانك مجرد خدعة
أثبت لي الآن عكس ذلك وأدعو ربك أن ينقذك من هذا المكان وأن يحرق كل أولئك الحثالة بدلاً من تركك هنا تختنق حتى الموت"
احتدت المناقشة بين الإثنين ليتطاير الشرار من أعين زين
"حسنا ربما دعواتي لن تستجاب فورا، ربما حياتي فعلا جحيم لكن أتعلم بالرغم من كل هذا مازلت أسعد منك"
تغيرت نبرة صوت الرجل واتسعت عيناه ليقول تلك الكلمات وهو ينظر مباشرة في عيني وقد علت وجهه إبتسامة جانبية مخيفة.
"مازلت أقوى منك ..مازلت أستطيع الإبتسام على الرغم من كل شئ، عندما توفى ابني العام الماضي بسبب السرطان،
عندما علمت أن زوجتي لديها مرض عضال ولن تستطيع الحركة بقيت حياتها... عندما يأتي أولئك الأطفال كل يوم لتدمير متجري شكرت الله
نعم شكرته ، عرفت بأن هذا قدري وأن حكمة الله فوق الجميع سأخذ نصيبي من الدنيا وأنا راضي وأعلم بأن الله سيعوضني يوماً ما وأن لم تكن على هذه الأرض فسيكون في السماء
هل تظن بأنك تستطيع فعل هذا ؟
سأل الرجل زين بنبرة ساخرة وهو يعلم الإجابة مسبقًا
أترى! لهذا أنا أقوى فأنا استند على ربي أما أنت فعلى ماذا تستند ؟
نفسك؟!... انت وحيد وضعيف للغاية ستسقط أرضًا إن لم تكن بالفعل قد سقطت
ربما أنت ترى بأن هذا الخيال بداخلي فقط ولكنه قوي جدا يشعرني بأنني لست وحيداً...حتى لو لم أرى أي أحد ، حتى لو لم أسمع صوت أي أحد
أنظر حولك و سترى الله في كل بسمة طفل ، في كل نعمة لديك ، في سمعك ، في عينيك
لقد أخذت بالفعل بما فيه الكفايه هل أنت طماع لتطلب المزيد "
سقطت تلك الكلمات عليّ كالصاعقة
شعرت بأن شيئاً بداخلي قد اهتز ... وكأن الأرض سُحبت من تحت قدمي لأقف مترنحاً في الفضاء
صدمتني تلك الكلمات لم أعرف كيف أرد لقد كان بداخله شئ من الحقيقة ...كل كلمة خرجت من فمه كانت في ثبات الجبال ، وقوة الصواعق يالا هذا الرجل .. ماذا يحمل بداخله
تعثرت الكلمات في حلقي لأبلع ريقي وأنا أحاول أن أبدو صامداً أمامه هممت بالحديث
"لكن...."
Guin pov.
من وراء زجاج غرفة الإستجواب
وقفت أراقب ذلك الوغد وهو يُستجوب بعد أنهى علاجه
كان ضخماً فارع الطول بكتفان عريضان وعضلات مفتولة ، بشرة سمراء وملامح لاتينية
لديه رأس أصلع يطوقه وشم ينتهي طرفه خلف أذنيه
كان وشم أفعى مخيفة بعينين حمراوتين
"هل يمكنك التعرف على هذه الصور"
سأله ليام وهو يظهر صور تلك الفتاة المذبوحة
وضع ماثيو يديه على الصور وجعدها بعنف بين قبضته ، ريثما يلقيها بعيدا وضحكاته تخترق أذان الكل.
"هل انت من فعلت هذا؟ "
سأله ليام ليرد عليه بالبصق في وجهه
أخرج ليام منديلاً ومسح وجهه بهدوء .. وقف بوقار يشمر عن ساعديه
وبسرعة البرق وجد ماثيو عنقه بين يدي ليام القويتين
تصاعد الدم في وجه ماثيو...كادت مقلتيه علي وشك الخروج من مكانهما .. لم يستطع الكلام و تحشرجت أنفاسه وهو يطلب المساعدة
حاول إبعاد يدي ليام عن رقبته متوسلاً
أخذ يجرحه بأضافره
قفز الجميع ليبعدوه من تحت يدي ليام
أنه على وشك قتل ذلك الرجل
إبتسمت جوين وهي تشاهد بشغف
يبدو بأن ليام ليس مملاً على أي حال
دفع الزملاء ماثيو بعيداً ، اصطدم بالحاجز الزجاجي ووقف يلتقط انفاسه بصعوبه،
وقفت تماما أمامه بينما أراه يلهث ، لا أعرف كيف لكنه استدار فجأة لتصطدم أعيننا بحدة، أبتسم لي وكأنه يراني ،أثارتني نظرته كثيرا، إتسعت عيناي وتدفق المزيد من الدماء إلى خلايا عقلي ،رغبت بالدخول واستكمال اللعب معه لكن كبحت نفسي بصعوبة
لا ليس الآن
رددت بداخلي وانا أواصل الابتسام...
اُستكمل التحقيق واستمر ماثيو في نفي كل التهم الموجهة إليه متابعاً إثارة المزيد من المتاعب، على كل حال لم نحتج أي أدلة أخرى لإثبات أي شئ، تم التحفظ على ماثيو لحين نقله إلى المحكمة
قضي بضع ليالي في الحجز في قسم الشرطة حتى يوم الاربعاء الموافق الخامس عشر من شهر حزيران
صوت اصطدم السيارات ببعضها البعض، ازدحم الطريق بالعديد من السيارات القادمة من الإتجاه المعاكس
صوت رشاشات تدك الأرجاء
صريخ العامة وهم ينزلون من سياراتهم سريعاً
أُصيب البعض منهم بالرصاص ليسقط في وسط المعركة
فتح كريس رادكليف أحد زملائنا في فريق التحقيق باب السيارة سريعاً ليقفز خارجها ساحباً وراءه ماثيو مُطئطين رأسيهما ليحتموا من الرصاص
أطلق كريس العديد من الرصاصات نحو هؤلاء الملثمين وهو ينسحب خلفنا بينما قمت بفتح الباب لأحتمي ورائه و أنا أطلق النار عدة مرات لتغطيته
أسقطت احدهم واصبت الآخر بذراعه
تفاديت بصعوبة إحدى الرصاصات قبل أن تخترق عيني أنقذني ليام في اللحظة الاخيرة ليُسقط الضحية الثانية.
ترجل جورج من السيارة زاحفاً ليلحق بكريس ، أطلق عدة طلقات في الجو قبل أن يختفي راكضاً
نظرت إلي ليام لأصنع معه تواصلاً بصرياً ، هززت رأسي كعلامة بأن يتولى زمام الأمر هو
تدرحرجت لأعبر الشارع لأقف مجدداً على قدمي وأنا أركض بسرعة
كل ذلك تحت غطاء من الرصاص من قبل ليام
ركضت سريعاً.... انتابني إحساس سئ ملاء الجو من حولي
إتسعت عيناي وتوقفت عن الركض عندما لمحت كريس مرمياً على الأرض ، هرعت اليه سريعا أتفقد نبضه ، صعقت عندما وجدت علامات الاصفاد الحديدة على رقبته
وضعت أصابعي عى عنقه
"مازال على قيد الحياه حمدا لله "
تنفست الصعداء ، تفقدت سلاحه فلم أجده
شعرت بالخوف قليلاً وأنا ابتلع ريقي لأحاول الحفاظ على ثباتي تابعت الركض وأنا ألهث
طلقتين إختراقتا الجو
انفجرت الحمم بداخلي ركضت كالمجنونة نحو صوت تلك الطلقات لم أستطع تذكر أي شئ انقطعت الذكرى عند هذا الحد
إمتزجت الالوان من حولي مع لون السماء لأسقط على ركبتي لم أُميز إلا صوت ليام وهو يركض نحو صارخاً
صمت كل شئ حولي ولم أستوعب أي شئ
فقط أنا على الأرض أمسك بمسدسي
مهلا أنه يتجه نحو شخص ما لا أفهم ماذا يقول
وضعت يدي على الارض
دماء إنها دماء
تلطخت يدي بالدماء لكن من أين
استجمعت كامل قوتي ودققت النظر حولي
"لااااااااا "
أصوات أبواق عسكرية
علم إنجلترا مثبت على تابوت ما ريثما يقومون بدفنه
يفرقنا الموت ليختبرنا ، يبلونا المسيح ليُهْدينا في نهاية الطريق وردة ستزهر في قلوب الجميع
أنار جورج الطريق لنا جميعاً وسنظل نتذكره دائماً هكذا الموت لا يأخذ إلا أفضلنا.
كلمات جميلة تلاها القسيس على رأس قبره ، مع الكثير من الأزهار البيضاء هذا كل ما في الأمر هكذا هي الجنازة... وينتهي كل شئ.
لا يبقى وحيدا في تابوته إلا ذلك المسكين الذي غادرنا... لا يتألم إلا عائلته ، الباقي يرتدون الملابس السوداء فقط من الخارج لكن الحزن لم يصل الي قلوبهم
ميلينا زوجة جورج إنها تبكي ممسكة بذارع والدها
و مارك الصغير يتمسك بطرف ثوبها
الكل يبكي ، ليام عاقد ذراعيه ، وهو ينظر إلى الأرض
وأنا أقف من بعيد وبردائي الأسود اتقدم عدة خطوات لأُهدي السيدة ستيوارت عناقاً صغيراً .
ربت على كتفها ، ازدادت بالنحيب بمجرد أن رأتني ، حاولت إستجماع قوتها وهي تتمتم قائلة ..
"شكراً جوين لن أنسي لك ما فعلته"
أصابت تلك الكلمات هدفها مباشرة
تماماً إلي قلبي ألمتني كثيراً ، زدت من شدة عناقي لها لتسقط من عيناي الدموع
علا صوتي بالنحيب وأنا أردد
" أنا آسفة .. أنا آسفة لم استطع انقاذه من ذلك الوغد ...لو كنت فقط وصلت بالوقت المناسب "
تابعت البكاء بشدة لأسقط على ركبتي من فرط الصدمة ضربت الأرض عدة مرات بقبضاتي وأنا أرسل آهاتي إلى السماء ولساني لا يردد سوى
انا آسفة.... انا آسفة
تقدم ليام نحوي بعينين دامعتين ليمسك بيدي
" لا عليكي يا جوين لقد انتقمتي له"
قالها وهو ينظر إلي عيني ويحتضنني بين ذراعيه
" هيا بنا لنرحل "
ساعدني بالوقوف على قدمي و أوصلني إلى سيارتي ليرمقني بتلك النظرات القلقه بينما تلألأت في عينيه الدموع
سأكون بخير، دعني أريد البقاء وحيدة
قلت هذا وأنا أسند رأسي على مقبض القيادة و أُخفي بقيت ملامحي بيدي
نزل ليام من السيارة
و أغلق الباب من خلفه . . .
Zayn pov.
للحظة لم أعلم ما حدث شئ ساخن كالجمرة شعرت به يعبر بجوار عنقي
ألم شديد دماء دافئة إنفجرت من كل مكان سقطت على الأرض لأحتمي من وابل الرصاص الذي أُمطر علي
دماء تحاوطني من كل مكان أسرعت لأختبئ خلف خزينة النقود ..
لكن لحظة من أين تأتي كل هذه الدماء !
لدقيقة لم يتحرك عقلي فقط تجمد مكانه
إنه صاحب المتجر
ممدد على الارض بعد أن أصابته عدة رصاصات، بحر من الدماء يتدفق من جسده أنه يفارق الحياة ركضت نحوه غير مهتم بكل تلك الرصاصات التي اخترقت المتجر
وقفت أعلى جسده أراه يحاول رفع يده
يحاول رفع إصبع السبابة عالياً في الهواء بدا مستميتاً جداً وهو يفعل ذلك
وعيناه معلقتان بي فقط بي!!
أستطيع سماع روحه وهي تخرج من حلقه بدا صوتاً كالحشرجه .. سالت الدماء من فمه ليُسقط رأسه جانباً وتغلق عيناه للأبد بنفس تلك الملامح ، بنفس تلك الإبتسامة ألتي إعتاد توجيهها إلي
يااللهي ما هذا لم يسمح لي القدر بإلتقاط أنفاسي رمى أحدهم بزجاجة مولوتوف من الخارج، واشتعلت النيران بالمتجر لتبدأ بمحاصرتي من كل مكان لكن مازلت متسمراً أمام منظر هذا الرجل وهو يفارق الحياة
لم أعلم ما الذي يجب علي فعله؟!!
لم أفهم حتى ما شعرت به ؟ بالتاكيد لم يكن حزناً
تلك النيران ألتي إشتعلت حولي إشتعل ما هو أسوء منها بداخلي
من بين كل تلك النيران خرجت حاملاً جثة ذلك الرجل على ظهري ليراني الجيران وأنا بهذا المظهر ويتقطر مني الدماء ويفوح مني رائحة الموت
لقد سيطرت تلك الرائحة على حواسي رائحة الدماء المحترقة انها بشعة.
خرجت من المتجر لاظل أحمل جثته على ظهري لم أرد حتى إنزالها حتى جائت الإسعاف لتستلمه مني جثة هامدة
لم أشعر بالحزن عليه ، لم أتعاطف معه ، لم أبكي لكني فقط شعرت بالإهدار !
موت هذا الرجل كان إهداراً للبشرية ... لكن يبدو حقاً بأن الله لديه العديد من الخطط له
لقد بدا لي بانه أراد رؤيته
لقد كان مشتاقاً لرؤيته لهذا كان يجب عليه الموت في تلك اللحظة ... إن موته هو إمتداد للحياة في مكان آخر أفضل بكثير ...
ق
طع الصمت عدة رنات من الهاتف
ليعلن عن وصول رسالة
تغيرت ملامح زين كثيرا عندما وقعت عينيه عليها
"فلتدع الخبز يُصبغ بلون الدماء ولتسمع موسيقى النهاية تدوي بالارجاء "
||BM||
يبدو بأن القدر قد قرر أخيراً التحرك .
تحت غطا الليل
في غرفه نصف مضاءة وسط المجهول ظهرت جوين يعلو وجهها تلك الإبتسامة الجانبيه المتغطرسة لكن تلك العيون كانت مختلفة ، وكانها شخص مختلف تماماً
"تم تنفيذ المهمه بنجاح
لقد قمت بما طلبته مني.. "
أنهت تلك الجملة و الظلال تتراقص من حولها
ترحيباً بضحيتها الجديدة
تلك الهالة الشيطانية
ذلك الوجه الآخر الذي امتلكته لم يره أحد من قبل
خرج فقط تحت ظل هذا السقف
وجهت جوين تلك الكلمات لشخص ما ظل جالسًا في الظلام و الابتسامة تعلو وجهه
لتظهر مرة اخرى وهي تدير ظهرها الى الباب
بعد ان أُضيئت عيناها بشده تحت هذا الظلام لتتمتم.
"اشرب نخب الخيانة ريثما يحرق اللهب سيد الشياطين"
||BM||
إبتسامة مجنونة ارتسمت علي وجهها في ذلك الظلام إثر تلك الرسالة
خصلات شعرها الحمراء تطايرت حولها، يبدو أن سيد القدر عاد ثانيةً
''''''''''''''''''''"""""
ستووووب حاسب كدعاااا😎📢📢📢
مين كاتبه ناو😎💞
7K
مش مصدقة انها سبعة تلاف كلمة عااااا😭😭😭😭💞💞💞
ايه ده الموضوع طلع متعب اوي مش متخيلة الكتابه صعبة كده هووف😫😥
ادوا الشابتر كل الحب 💞💞💞
و اسحقوا التصقيف دهه🌟💞
مش عايزة يبانلها ملامح خالص😂💞
طبعاً شبتر تمهيدي لسه اللعب هيشتغل الحلقة القادمة انتظرونا علي ام بي سي تو😈
مش هتقدر تغمض عنيك😎😎
ايه رائكم في
زين؟
تحسوه متوحده كدهون😂😂😂💔
جوين
بنت الكلب دهه مالها تحولت كده ليه في ايهه😂😂😂💔
ليام
بيموت في جوين يالهوي و لسه هيموت فيها كمان😂😂😂😂💔
مين الى بعت الرسالتين دول؟
اي تخمينات
مين BMده؟؟
في مخيلتكم ايه إلى هيحصل الشابتر الجاي؟؟
Коментарі