بِياتّريس ٢ / كابُوسٌ لعِينّ
رجاءاً إذا نالتّ القصة إعجابَك لا تبخَل عليّ بتعلِيق وقلبٍ صغِير ليِشجعني ، شُكرا قُرائِي الأعزاء ❤
تذكِير؛ أشهدُ أن لا إله إلا الله و أن مُحمداً رسُول اللّٰه
جمّعتكُم مُباركة
إنجويّ 〽
__________________
"حتىٰ سُخريتُكِ جمِيلة ، رِفقاً بقلّبِي" سخّر دِيلانّ واضِعاً يدَهُ علىٰ قلبّه بدّرامِية
"أحمَق" قلبتُ عينايّ
"معكِ العمِيل R1D " تحدَث مُدعِياً الجِدية
"جمِيل علىٰ الأقلّ لنّ أُمَثِل علىٰ أحدِهِم" سخرتُ لأكمَل "ما إسمُك الحقيقة إذاً ؟"
"اسرارُ المِهنة ، أنا دِيلان وفقطّ" قالَ لأقلب عينايّ
"أياً يكُن ، ماذا عنّ أخاك ؟"
"هُوا لا يعلمّ شيء ، فقطّ لا تُخبريه"
"حسناً ، أنا سأذهب الآن كمَا تعلمّ وقتُ النومّ" تحدثت مُودعةً إياهّ
"إنتظّرِي أردتُ أن أعطِيكِ هذا" قالّ وهُوا يُعطِيني قُرصاً مضغُوط "بعضُ المَعلومَاتّ ستُساعِدُك"
"شكّراً" أخذتُه وسِرتُ إلىٰ البابّ قائلة "غيرُ آسفةٍ لضربّك"
"لا تقلقي كُل شيءٍ مِنك جمِيل" هذهِ كانتّ آخر سُخرية أسمعُها مِنه قبّل أنا أخرُج ..
ألقيتُ بجسدِي على السرِير مُتثائبةّ أنا مُتعبةٌ كثيراً ، نظرتُ إلىٰ القُرص لعدة ثوانٍ قبلَ أن أمُد يدِي لأجلُب الحاسِب المحمُول ، فتحتُه وأدخلتُ القُرص بالمَكانّ المُخصصِ لهّ
إنتظَرتُ قليلاً حتىٰ فُتِح ، المَعلُومات التّي بِه كانت عنّ إيڤان بعض المَعلوماتّ كُنت أعلمُها والبَعض الآخر كان جدِيداً عليّ ..
الإسم : إيڤان هارلُود بلـاك
العُمر : ثلاثُون عاماً
غطاء المِهنة : رجل أعمال ومالِك شركاتّ بلـاك لتصنِيعّ الصُلبّ
المهنة : رئِيس المافيا المعرُوفة بـ 'الرصاصةُ الفضِية' وهِي أكبَر مافيَا بوِلاية نيويُورك والوِلاياتّ المُجاورة لَها
التُهم الموجها لهّ : تبييضّ الأموال ، الرشوة ، القتّل ، السرقةّ ، إفلاس العديد من الشركات و تزوير الأوراق .
لقدّ كُتب الكثير والكثِير عنّه ، عنّ حياتّه الشخصية وكونّه يمّلُك مخطُوبةً تُدعىٰ 'ميليسَا جِينكِيزّ' مثلمَا كُتب هُنا فـ هُوا جوازُ مَصلحةٍ مُتبادلة ، يبدُو أن السيّد جنكِيز قدّ ضحىٰ بإبنتِه وجُزءٌ كبِير من أرباحِه كيّ لا يخسَر شرِكاته وأموالِه وهذا لمّ يُكتب بالطبع ، ولكِن المعلوماتُ هُنا تُظهر ذالِك كوُضُوح الشمّس .
أباهُ مَيتّ وأُمُه تُدعىٰ إليزَا لدَيه أُختانّ فقطّ ، روزالِيندا و كاتّرِين والغَرِيبُ انهنّ يعّشنَ بألمانيا أقصدّ هذا غريبٌ بعض الشيء ولكنّ يبدُوا أنّه لا يُريد إدخالهُن بلعنتّه
كُتب عنّ المَشكُوكِين بِهم ، مِثل 'مايكِيل رانّج' و 'فرُوست كِينجّ'
يبدُو أنهُما صدِيقاه وقدّ شُوهِدا مَعه كثيراً لذالِك مَشكُوكٌ بِهم
لا شيءَ مُثيرٌ للإهتمَام هُنا ، كُل المَعلومَاتّ مُكررةٌ وقدّ قرأتُها مُسبقاً عدا بعض التفاصِيل المُثيرة للإهتمام بالواقع !
أقصد بالتأكيد معلُومة كونّ فصيلة دِمائه B- مثيرةٌ للإهتمام ، أليس كذالك ؟
لا ؟ هذا مُحبط
حسناً يكفِيني سُخريةً مِن نفسِي يجِب عليّ أن أنامّ غداً لدَيّ يومٌ حافِل ، أغلقتُ حاسُوبِي و خبأتُ القُرص جيداً ، لمّ أكسِرهُ لأننِي لمّ أُكمل قرائتَهُ كامِلاً هُوا طويلٌ جداً
يجعلّك تشعُر بأنَ هذا الرجُل قدّ عاش لقُرون ..
بدَلتُ ملابِسي سريعاً لأُلقِي بجسدِي المُنهك على السرِير ، مُزيحةً كُل فِكرةً ليسَ لها علاقةً بالراحَة ..
وبعدَ ثوانٍ لم أشعُر إلا بالسَوادّ القاتِم يُغلِف عالمِي ..
-
توغلتُ بتِلّك الغابَة ذاتّ الأشجَار الكثِيفة المُتشابِكة وأنا أشعُر بأننِي مُراقبةٌ مِن قبَلّ أحدَهُم ، شددّتُ قبضَتِي علىٰ ذاكَ السِلاح الذِي أمنتُه علىٰ حياتِي وأكمَلتُ شقَ طرِيقِي إلىٰ المَجهُول
فزَعتُ بسببّ صرخةٍ ألمٍ مِن المَجهُول ، لقدّ كانتّ عالِيَةً وملِيئةً بالألَمّ لدَرجةّ أنّ قدَمايّ قدّ خارتّ قواهُمَا وتركتُ المُسدِسَ منّ يدِي ليقَعّ وأقعَ أنا مُرافِقةً لهّ كُنت أُغمِض عينايّ بِشدةٍ واضِعة يدايّ علىٰ أذنايّ بمُحاوَلة فاشلةٍ منِي لرَدّع ذاكَ الصوتِ مِن الوُلُوج إلىٰ أُذنايّ ، نظرتُ إلى السماء لأُلاحِظَ كمِية الطُيور المُنبثقة لكثرتِها تبدُو وكأنّها غشاءٌ للسماء ، كُلها تطِير بإتجاهٍ واحِد مُعاكِسٍ لإتجاهّ تِلك الصيحة ..
تماسَكتُ ولملمتُ شُتاتّ ذاتِي مُواجِهةً أياً ما كُنتُ فِيهِ الآن ، مددتُ يدِيّ لمَكانّ وقُوع مُسدِسِي ولكِن لروعةِ حظِي لمّ يكن موجُود لمّ أعِر للأمّر أهمِية ووجهتُ كامِل تفكِيري وجسدِي لمَكانّ تِلك الصرخة ، ظللتُ أركضّ و أركُض بصعُوبةٍ مُبعدةً كُل ما يعتَرِض طرِيقي مِن نباتٍ لمّ أُدّرك نفسِي إلا عندَمَا خرجتُ مِن تِلك الغابةِ بالكَامِل ، نظَرتُ سرِيعاً إلىٰ الصحّراء التّي أُلقِيتُ بِها ، لفتَ نظَرِي ذاكَ الجَسد المُلقىٰ على الرمَال الحارِقة .
فغرَ فاهِي كاشِفاً عنّ بسمتِي فأخِيراً وجدّتُ رفِيقاً لِي بهذا الخَلاء ، ركَضتُ بإتجاهّ ذاكَ الجسد بسرعة وضحت الرُؤية لِي لتُعدَم بسمتِي مِن ذاكَ المَظهَر الدامِي ، جسدٌ شاحِبٌ أبيض لفتاة مُغطاةٍ باللونّ الأحمَر الدامِي وتِلك الفُجوة عِند صدّرِها وذاكَ القلبّ المُنتزعّ مِنّها بوحشِيةٍ يتوَسطُ الرِمَالّ
إرتجَفتّ أطرافِي عندَ إدراكِي لهوِيةِ تِلك الفتاة إنهَا أُختِي كامِيلا ، أختِي المُتوفاة مُنذ أكثر مِن خمّس سنِينّ.
خانتنِي عبّراتِي لتتساقَط قهّراً علىٰ ذالِك المَشهدّ الدامِي ، إلتفتُ مُقرِرَتاً العودَة إلى الغابة اللعينة فهِيَ رحِيمة عليَّ مُقارنةً بهذا !
ولكِن لسُخرِيةِ القَدَر أنا لمّ أجدّ شيئاً سِوىٰ الرِمال وكُثبانِها وكأنّ الغابةَ الكثِيفةَ تبخَرتّ بطرفةِ عينّ .
أجهشتُ بالبُكاء مُتذكِرةً مَظّهرَ أُختِي الراقِدة ورائِي بِجوارّ قلبِها ، فجأةّ شعَرتُ بإرتطامّ أنفاسٍ بارِدة علىٰ جِلدُ رقبتِي لأقشَعِر مِن بُرودَتّه ، ليسَ وكأننِي بصحراءٍ قاحِلة !
إلتفتُ ببطئ مُمِيتّ لمّ ألبثّ ثوانٍ حتىٰ أطلقتُ صرخةّ فزعٍ بسببّ منظَر جُثةّ أُختِي واقِفةً بشمُوخٍ مُمسِكةً بقلبِها بينَ يداها لقدّ كانتّ وراءَ ظهرِي تماماً ، أخذتُ خطوةً إلىٰ الخَلفّ ذُعراً مِن المَشهَد .
"أختِي فلنَلعبّ معاً" قالتّها بإبتسامةٍ دموِية بَثَتّ الرُعب بِداخِلي
"مـ م مـاذا !" تلعثمّتُ خوفاً وبُكاءاً
"ما بِكِ ؟ " مدتّ يدَها المُدّمِية لتمسحَ على وجنتِي وتُردّف "ألا تعّرِفِين لُعبة القُلوب ! قواعِدُها بسيطة ، منّ يخسَر يمُوتّ" قالتّها ببساطة لتُردِفّ فجأة بصُراخّ
"فلتمُوتِي أيتُها الحَقِيرة !" لمّ أشعُر سِوىٰ بمَخالِبٍ غُرِزَت بصدّرِي مُخرِجَةً قلبِي ، أُختِي المَيتة قتلَتنِي !
ثوانٍ معدُودة لأشعُر برُوحِي تطِيرُ بعِيداً عنّ جسدِي مُستقبلةً عالَمّ الأرواحّ
رفرفَتّ رُوحِي عالِياً بدُونّ قُدرةً منِي علىٰ فِعل أي شيءّ فقَط أنظُر ، لأشعُر فجأةً بشيءٍ يسحبُنِي بقُوة إلىٰ الأرض ، لمّ أُدرّك سِوىٰ كونِي بأعمَاق البحّر ، لمّ أستطِع التنَفس بسببّ المَاء~ لحظة ! أولستُ رُوحاً والأرواحُ لا تتنَفسّ !
إذاً لمَا أختنِقّ ؟
فتحتُ عينايّ بصُعوبة مُحاوِلةَ إستعادة رباطّ جأشِي ، أخرّ ما رأيتُه هُوا ذالِك الجَسدَ المُثبةَ فوقِي بأعماق البحر !
عينانّ سوداوِيتانّ تلمَعانّ بشِدة .
وهِيَ جِدُ جمِيلة ! ، هذا فقط ما إستطّعتُ رؤيتّه
وأخر شيئ سمعتُه هِيٰ كلِمَاتُه التِي أشبَه بكَونِها دَخلتّ رُوحِي لا أُذنَايّ ولسببٍ ما ، لقدّ تمزَقتّ رُوحِي جرائَهَا
"خائنة ! ، لقدّ أحببتُك ، تستحِقِين المَوتّ"
وآخر شيئٍ شعرتُ بِه هُوا ذاكَ السكِين الذِي إختَرقَ قلبِي ..
أولستُ مَيتَةً مِن الأساس !
-
إنتفَض جسدِي منّ على فوق سرِيرِي مُتعرِقاً ، شلالُ دُموعٍ أخذَ مجراهُ علىٰ وجنتاي ، إنتفاضاتٌ مُتكَررةَ صاحبَت أجزاء جسدِي بعثرتُ شعرِي برجفة حاولتُ محّيَ تِلك الدُموع بيدَاي المُرتجِفتَين ولكِنها كانتّ وكأنَها تأبِي الرحِيل
إعتدَلتُ بجلستِي لأَحُط بقدمايّ على الأرض ، كفكفتُ دُموعِي مجدداً ولكِنِي شعَرتُ بالإختنَاقّ ‚ نظرتُ إلىٰ الساعة ولقد كانت الثانِية بعد مُنتصف الليّل إرتدَيتُ معطفِي الخفِيفّ ولملمتُ خصلاتَ شعّرِي الشقراءّ بفوضوِية وسرِيعاً خطوتُ بهُدوء خارِج غُرفتي مُحاوِلةً عدَم إصدار أيّ ضجِيج .
فحسبَ مَا أتذكَر لقدّ كانت هُنالِك قاعِدة تنصُ بعدَم خُروجّ الخَدم مِن غُرفهم بعّد مُنتصف الليل ولكِن وحسبَ مَا أتذكَر أيضاً لاطالمَا كُنت أحب خَرقَ القواعِد !
إنّها إحدىٰ هواياتِي .
ترجلتُ إلىٰ الطابَقِ الرئِيسِي ومِن ثُم خارِج هذا القصّر الخانّق فبالرُغمِ مِن كبر مساحتُه وجماله إلا أنّ شيئاً بِه يجعلُنِي أرتاب ، رُبما !
ولكِنِي أظّن بأنّ 'أرتابّ' ليستّ الكلمة الصحيحة
بالطَبّع خرجتُ مِن البابّ الخلفِي فلا أُريد مِن أحدٍ أن يرانِي ، تسللتُ إلىٰ الحدِيقة الخلفِية المُطلة على المَسبَحّ المُتلئلئ بأنوارّه أطلقتُ زفِيراً لمّ أكنّ أعلمُ بأننِي أحبِسُه
إنّهُ لحُلمٌ أو بالأصّح لَكابُوسٌ لعِينٌ ومُرِيب بالفِعل فأنا لستُ مِن ذاك النوعّ الذِي تزوره الأحلام والكوابِيس
وبالفِعل لا أُريد أن أكون -مِن ذاك النوّع-
أقصد أختِي العزِيزة قدّ ماتتّ بحادِثٍ وليسَ بقلبٍ مقلُوع !
يبدُو أننّي أشاهِد أفلامَ الرُعب كثِيراً يجِب عليّ تخفِيف ذالِك
أنا واللعنة لا أريد التفكِير حتىٰ بمَظهرِها أو أيّ لعنةٍ تتعلَقُ باللعنة !
مسحتُ دمعةً لمّ أكنّ أعلمُ بأمّر هُطولِها سرِيعا ، يجِبُ عليّ التقلِيل مِن اللّعنّ إنّهُ يجعلُنِي حساسةً جدًا !
هبتّ رياحٌ خفِيفةّ وعلىٰ إثرِها أنا أحكمّتُ المِعطفَ حولِي ، إلتفتُ لشُعورِي بأنّ أحدَهُم يُراقِبُنِي نظرتُ إلىٰ الأعلىٰ لألمَح إيڤان عندّ الشُرفةّ
لقدّ كانّ ينظُر لِي !
مُرتدِيا السوادّ وشارِباً النَبِيذ
يالَهُ مِن وضعٍ رُومانّسيّ حيثُ أن البطلة تلتَفِت فجأة لترىٰ البطَل وهُوا يُراقِبُها وكأنّها كنزُ المِليارّ دُولار !
وبمَا أننَا لسنَا كذالِك فلمّ أُلقِي لعنةً لهّ وأرجعتُ نظَرِي إلىٰ منظَر المسبَح المُتلئلئ كتلئلئِ النُجومِ فوقَه
معَ شُعورِي لنظَراتّه الحارِقة لظهّرِي لمّ أستَطِع أخذ راحتِي ، فعُدتُ أدراجِي مُعطِيةً إياهُ ظهّري
وإنّ كُنتكم تتسائلُون 'لمَا فعلتُ ذالِك؟' فأنا بالطَبعّ لا أُرِيد أن أُطّرد قبّل أن أبدأ حتىٰ !
تنفَستُ الصُعداء بعدَ أن دلفتُ إلىٰ غُرفتِي ، نزعتُ ذاك المِعطَف لأستلقِي علىٰ السرير واضِعتاً يدايّ وراء رأسِي ، أغمضتُ عينايّ بهُدوء مُعِيدةً مظّهره إلى ثنايا عقلِي .
مُتكئاً علىٰ حدِيد الشُرفةِ ينظُر لِي بسوداوَتَيه ، لقدّ كانّ مُمسِكاً بكأسِ النَبِيذ الأحمَر وكأنّ العالمَ بدُون ذاك الكأس لا شيء
بالحقيقة إنّهُ وسيمٌ جِداً ، بالطبّع هِيَ ليستّ أول مرةٍ لِي أراهُ بِها ولكِنّها المَرةُ الأُولىٰ علىٰ أرضِ الواقّع .
وهُوا أوسمُ مِمَا كانّ بالصوّر .
بالطبّع أعلمّ أنّ الذِي أُفكِر بِه غباءّ !
ولكِنِي أعلمُ أيضاً أننِي لا أُحبّ كبتَ ما أِفكِر بِهّ مُدعِيةً أننّي لمّ أفعلّ .
هِيَ أفكارِي وبالطَبّع لنّ أُقيّدَ بِها أيضاً
-صباحُ اليومّ التالِي-
"إسمِي آمبّر ، و أنتِ ؟" قالتّ الفتاةُ الصهباء مادةً يدَها بإبتسامة لأصافِحها بالمِثلّ قائلة
"ليديا"
"إسمُ جمِيل" تمتمتّ بإعجابّ
"شُكراً" رددّتُ بِهُدوء ونحنُ ندّلفّ إلىٰ غُرفةِ الإستقبالّ فوِفقَ كَلامّ السيدة إيزابِيل يجبُ عليّ تنظِيفُها برفقةّ آمبّر يومِياً لشهّرٍ كامِل ، ويبدُو أن هذِه الآمبّر ستُرافِقنِي لشهّرٍ كامِل لأنّ ورقةَ أعمَالِها لهذا الشّهر مُطابِقةً لخاصتِي .
لقدّ كانتّ غُرفة الإستقبال نظيفةً بعض الشيء ولكِنها تحتاجّ إلى الترتِيب .
"أنتِ جدِيدَةٌ أليس كذالِك ؟ إنها المَرة الأولىٰ التّي ألمَحُكِ بِها هُنا !" وهاهِيَ تنطُق بالكَلمة التّي إعتدّتُ علىٰ سماعِها مُنذ أن خطوتُ داخِل المنزِل
"أجلّ أنا كذالِك" رددتُ بإبتسامةٍ ودودة لأُردف مُشيرةً لجُزءٍ بالغرفة " أنتِ إبدئِي بذاكَ الجُزء وأنا سأُلمِع الزُجاج ، حسناً !"
"أنتِ الأفضل ، أكرهُ التلمِيع" قالتّها بطفُولية لأُقهقه على ذالِك
هذهِ الفتاةُ ذاتّ رُوحٍ مَرحةٍ جداً ولقدّ أفادَنِي هذا بالتنظِيف ففعلاً مَعهَا لمّ أشعُر بأن الوقتّ قدّ مَرّ سريعاً ، لأننَا الآن بإستراحة الغداء
أخذتُ صحنِي سريعاً بعدَ مُفارقتِي لآمبّر لأذهَب للمَكان حيثُ يأكُل الرِجال ، لمحتُ براندُون جالِسٌ علىٰ أحدّ المقاعِد يتناوّل الطعامّ بنهمٍ لأُقهقه علىٰ مظهره اللطيف .
لا أحبّ قولَ ذالك ولكن نظراتُ الذُكور هُنا لِي تجعلُنِي أريد ضربهمّ فعلياً ، مُقززِين !
وقفتُ إلىٰ جانبّ مقعدّه ليرفعَ رأسهُ إليّ ، إبتسمّ بلطافةٍ ماداً يدهُ لأُصافحه
"مرحباً مُجدداً دِيا الجمِيلة" غمزَ بآخر كلامّه مُقلداً دِيلانّ أو أياً كانّ إسمُه بطريقة مُضحكة وبالطبّع لمّ أمنع نفسِي مِن ذالِك
"مرحباً برادّ ، كُنت أفكّر بأنه لربّما تُعجبك فكرة مشاركتِي الغداء" قلتُ بهمهة مُشيرةً إلى صحنِي
"بالتأكيد" إبتسم أثراً لحديثي مُشيراً لِي للجُلوس بجانبه
جسلتُ لأفتتح الحدِيث "المَكان هُنا مُمِلٌ جداً أنا حتىٰ لمّ أستطع تكوينّ صداقاتٍ غيركّ أنتَ ودِيلان"
قهقه لكلامِي "سوفَ تعتادِين الأمر صدّقِيني الكُل هُنا مصنُوعون من الجلِيد ، عدايّ بالطَبع" سخر لأقهقه ويُكمل "ولكِن ستعتادِين ، إذن ما الذي دَفع بِك إلى هذا المكان؟"
"الحاجة إلىٰ المال" كذبتُ بإبتسامة صادِقة
"مثلَ الكُل هُنا تقريباً" تمتم مُشيحاً بنظره عنّي إلىٰ طعامه
"ماذا عنّ أخاك ! كيف بدأتُم بالعمَل هُنا ، وأين عائلتكما ؟" قلتُ بفضول ليُجيب
"إنّها قصةٌ طويلة ولكِن لا بأس ، أبِي وأُمي إنفصلا مُنذ أنّ كُنت أنا ودِيلانّ طفلانّ أنا أخذنِي أبِي وأُمِي أخذت دِيلان أمِي ذهبتّ إلىٰ واشنّطنّ وبقِيتُ أنا وأبِي هُنا ، وبسببّ تدَهور أحوالِنا المادِية لمّ استَطِع الدِراسة لأنّهُ وببساطة راتِبُه هُنا لمّ يستطع توفِير سوىٰ الطعامّ والمَلبَسَ لِي وأنا شاكِرٌ لذالِك ، ومُنذُ خمّس سنِينّ تُوفىٰ أبِي بنوبةٍ قلبيةّ " صمَتّ قليل لأضعَ يدِي علىٰ كتِفه مُواسيةً
"آسفةٌ لفضُولِي إنّ لمّ تستطَعّ الإكمال فلا بأس ، أنا أتفهمُ ذالِك" إبتسمتُ بخفةٍ لهّ أنا لا أحبّ أن أعمَل مع شخصٍ مجهُول بالنسبة لٍي ولأن دِيلان لا يُرِيد أنّ يقُول شيئاً عنّه ، إلتجئتُ لأخاه !
"لا فقط ، لا تقلقي أنا بخَير ‚ أجل ومِن ثُم لمّ أجدّ مكاناً لأشتَغِل بِه سوىٰ هذا لكونّ أبّي معرُوفٌ هُنا بعض الشيء ومنّذُ سنتانّ تعرفتُ إلىٰ أخي دِيلان صُدفة ولقدّ إكتشفتُ وفاتَ أُمِي وأنّه كانَ يبحثُ عنِي مُنذ مُدة وبعدَ مُدة إستَطعتّ أن أَحصُل لَهُ علىٰ عمَلٍ هُنا وها نحنُ ذا" قال أخر كلماته بطفولية لأُقهقه
"أتعلمّ لقدّ إنتهتّ فترةُ الغذاء يجِبُ عليّ الذهابّ حتىٰ لا أتعرض للقتّل" مزحتُ ليضحكّ وأُشارِكه ، وقفت من مكاني ولكِنه إستوقفنِي قائلا
"تعلمين بالساعة الثانية عشّر بعد مُنتصف الليل لاقِينِي عندَ الإسطبّل أرِيد أن أُريكِي شيئاً سيُعجِبُك"
"خارِقُوا القواعِد" ضحكتُ لأكُمل "لا بأسّ ، إلى اللقاء براد"
-
مَرّ يومِي سرِيعاً بينَ التنظِيف والضحكّ والتعارُف علىٰ آمبر كذالِك ولمّ ألتقِي بدِيلان لليومّ ، بالحقيقة لولا التشابُه الكَبِير بينهُما لظننتُ أنّها مُجردُ خدعةٍ وأنهما ليسَا بأخوينّ البتة ، أو كون دِيلان إحتال علىٰ برادّ ليُقنِعه بذالك ولكن الشبهُ بينَهُما حَطمَ كُل مُعتقداتِي البلهاء ..
-الثانيةَ عشرّ بعد مُنتصف الليلّ-
تسللتُ ببطئٍ إلىٰ الخارج أنا مُتأكدةٌ أنّ هذا سيسببُ بطردِي يوماً ، وصلتُ إلىٰ الإسطبلّ لأدخُله باحِثةً عنّ برادّ هذا الأحمَق يبدُو أنّهُ لمّ يأتِي بعدّ ، ذهبتُ إلىٰ لُوسيڤر الجمِيل لأُلقِي عليّه التحيةّ بدأتُ بالمَسحِ علىٰ رأسِه وهُوا مُستجِيب لذالِك لأقهقهَ على ظرافته
'بوووو' صرخَ أحدَهم بجانِبّ أُذنِي لأقفزَ رُعباً ووقعتُ أرضاً مِن شدةِ الخوف ، إلتفتُ بفزعٍ لأرىٰ براندُون مُستلقِياً علىٰ الأرض مِن شدّة الضحك مُتجاهِلاً كونّه سببَ لِي بنوبةٍ قلبِية
"أحمقّ لعِينّ !" قلبتُ عينايّ مُمسِكتاً صدّرِي مكانَ قلبِي في مُحاوَلةٍ لأن أُهدِئه
"ليت-كِ ر-أي-تِي وج-ج-هك" قالها بتقطُعٍ مِن شدة الضحكّ لألكُمه علىٰ كتفه بخفة وأُصابَ بعدوىٰ ضحكاتِه
فكمىٰ يقُولون الضحكُ عدّوىٰ حتىٰ وإن كانّ علىٰ نفسك !
"يكفِي أيها الأحمقّ" مددتُ يدِي لهّ لأُساعِده على النُهوض
"كانّ يجِبُ عليّك رؤيةَ مظهرِك بحقّ" سخِر وهُوا يمسح دمعتَهُ التي ظهرت مِن شدة الضحِك
"ماذا كُنت ترِيدُ أنّ تُرينِي؟" قلتُها مُغيرةً مجرىٰ الحدِيث الساخِر
"يالَكِ مِن مُفسدةٍ للمُتع ، أُوه~ حسناً بالحقيقة ليسَ شيئاً مُهماً فقطّ أردتُ أن أطرُد عنّك المَللّ ونلتَقِي فأولسنا أصدقاء !"
"بالطبعِ نحنُ كذالِك" إبتسمتُ نحياتَهُ ليتحَركَ ناحِية لُوسِيڤر ويفتَح لهُ البابَ ويُخرجِه
"ماذا تفعَل ؟ أولم تقلّ بأنّهُ خاصٌ بالسيّد إيڤان !"
"أجلّ ولكِن لا بأس إنّ كانّ هذا سيُفرِحُكّ" إبتسم لأبتسِمَ أنا أيضاً
"شكّراً لكَ برادِي" إحتضنتُه مُسببتاً عودَةً جسدِه إلىٰ الخلفِ قليلاً قبّل أن يُبادِلني
"هلّ تُجِيدِين رُكوب الخَيّل ؟"
"بالحقيقة أجَل ، أبِي كانَ يُحِب الخُيول جداً لدَرجةِ أنّهُ كان دائماً عنّد وقتّ فراغِه ما يصطحِبُني إلىٰ الإصطبلّ ومِنذ صغَرِي تعلمتّ" جاوبتُ علىٰ أي تسائُلاتٍ يُمكن لهَا أن تتدَرج تحتَ طياتِ عقلهّ ، فخادِمةٌ فقِيرة لايُمكن لها أن تتعَلم ركُوب الخيل أو هذا ما يظُنه على الأقل .
"جمِيل ، أنتِ تُثيرِين إعجابِي يافتاة" قهقهَ لأقهقه برفقته
خرجنَا مِن الإصطَبل برفقةِ لُوسِيڤر وذهبنَا إلىٰ تِلك الساحة الكبيرة والمُمتدة ، لففتُ الوِشاحَ الخفِيف علىٰ شعرِي ورقبتِي بخفةّ فالجوُ هُنا قارِصٌ رُغم كونِنَا بمُنتصفِ الخَرِيف ولكِنّها نيُويُورك !
إمتطَيتُ الخَيل بمُساعدةٍ مِن برادّ .
"هذا إحساسٌ رائِع !" قهقتُ بعدَ جُلوسي فوق لُوسِيڤر ، فضوءُ القمَر والنَسِيمُ الخفيفّ العلِيل قدّ دبَ بقلبِي طمأنِينَةً مِن نوعٍ آخر
"جداً" تمتمَ بها برادّ مُبتسماً وشارِدا بعض الشيء
"ألنّ تركَب الخيّل أنت أيضاً؟" سألتُه وأنا أداعِب لُوسِيڤر
"لا سأكتفِي بمُشاهدتِك" قالها لأرفع كتفاي علامةً على 'حسناً'
بدأتُ أتحركُ ببطئٍ ومِن ثُم أسرعّ وأسرعّ ، فكبَر هذا المضمار يُساعد شقتّ الإبتسامةُ مكانها على مبسمِي لتتحوَل لقهقهاتٍ نُشِرت بالجو ..
هذا مُنعِش !
لا أعلمُ كمّ مضىٰ مِن الوقت وأنا على هذا الحال ولكِنه كفِيلٌ بأنّ يُضِيف أحدَهُم إلىٰ جانِب برادّ وكمَا لمِحتُ فإنّه ذا مكَانٍ رفِيع ، إنّهُ إيڤان !
لففتُ الوِشاحَ علىٰ وجهِي لكَي لا يظهَر مِنّهُ سوىٰ عينايّ ، وصلتُ بلوسيڤر إلىٰ جانِبِهِم ونزلتُ ببطئٍ من على الفَرس كانَ يجِب أن أعلم عواقِب ذالك ..
وقبلَ أن يتفَوهَ أحدُهم بكلمَة قُلتُ أنا بخفُوت "آسفةٌ سيدّ إيڤان لقدّ تعديتُ على مُملكاتِك ، أرجُو مِنك أن تغفر لِي خطأي فبراندُون لا علاقة لهُ بالأمّر" تأسفتُ فأنا أعلمُ أن هذا الأمر لنّ يمُر مُرور الكِرامّ علىٰ حياةِ برادّ مِن نظراتّ إيڤان الحادة .
"لا- لابأسّ" تفوهَ بهذا مُتلعثماً لسببٍ أجهَلُه
"هلّ تأذنُ لِي ؟" إستئذنتُ بالرَحِيل بعدَ أن إطمئننتُ علىٰ برادّ ، أومئ لِي لأُنزل رأسي بعدَ أن أرسلتُ إلىٰ براندُون إبتسامة أنا اعلم أنه لن يراهَا ولكِن أثرها سيشعُر به وبالفِعل لقدّ إبتسم ..
خطَوتُ إلىٰ الداخِل جارتاً أذيالَ الخيبة ، فحتىٰ أوقاتِي الجمِيلة قُطعتّ مِن قبَل الأحمَق لقدّ سلبَ منِي الكثِير !
-
لمّ أكنّ أعلمّ بأنّ حياتِي ستنقلبُ مُنذ تِلك الليلةّ .
أنا حتىٰ لمّ أكن أُريدك أن تُلاحظنِي فمُنذ دُخولِي لمنزِلك كُنت أُريد أن أكون جاسُوسةً لا تعلمُ حتىٰ بأمّرِها
لمّ أكنّ أعلمُ أنّك قدّ لاحظتنِي مُسبقاً أو حتىٰ كونَك قدّ رُمِيتَ بِسهامّ عينايّ بتلكّ الليلة .
أنا حتىٰ لا أعلمُ إن كنتَ صادِقاً ولكِنِي لمّ أنسىٰ قولَك هذا أبداً ..
.
.
.
.
________________
هُولا جايزّ ❤
شو عامّلِين بحياتكُم يا مُزز .
شو رايكُم بالأحداث مبدإياً ؟
هل هيا مُتسرِعةّ بعض الشيء أو بطِيئة في طورها ؟
شخصية ليديا ؟
برادّ ودِيلان ؟
إيڤان مبدإياً ؟
أي مُلاحظة إملائية أو نحوية أو حتىٰ تعبِيرية ؟
شو رايكم بالجُزء الأخير ؟ وهل نكثر منه أو لأ م عجبكوش ؟
آرائكُم بالتشجعني والله ❤
وترا زِر الفُوت ما بيكهرب والله 😂
سلامّ نلتقِي بفصّل جدِيد 〽
تذكِير؛ أشهدُ أن لا إله إلا الله و أن مُحمداً رسُول اللّٰه
جمّعتكُم مُباركة
إنجويّ 〽
__________________
"حتىٰ سُخريتُكِ جمِيلة ، رِفقاً بقلّبِي" سخّر دِيلانّ واضِعاً يدَهُ علىٰ قلبّه بدّرامِية
"أحمَق" قلبتُ عينايّ
"معكِ العمِيل R1D " تحدَث مُدعِياً الجِدية
"جمِيل علىٰ الأقلّ لنّ أُمَثِل علىٰ أحدِهِم" سخرتُ لأكمَل "ما إسمُك الحقيقة إذاً ؟"
"اسرارُ المِهنة ، أنا دِيلان وفقطّ" قالَ لأقلب عينايّ
"أياً يكُن ، ماذا عنّ أخاك ؟"
"هُوا لا يعلمّ شيء ، فقطّ لا تُخبريه"
"حسناً ، أنا سأذهب الآن كمَا تعلمّ وقتُ النومّ" تحدثت مُودعةً إياهّ
"إنتظّرِي أردتُ أن أعطِيكِ هذا" قالّ وهُوا يُعطِيني قُرصاً مضغُوط "بعضُ المَعلومَاتّ ستُساعِدُك"
"شكّراً" أخذتُه وسِرتُ إلىٰ البابّ قائلة "غيرُ آسفةٍ لضربّك"
"لا تقلقي كُل شيءٍ مِنك جمِيل" هذهِ كانتّ آخر سُخرية أسمعُها مِنه قبّل أنا أخرُج ..
ألقيتُ بجسدِي على السرِير مُتثائبةّ أنا مُتعبةٌ كثيراً ، نظرتُ إلىٰ القُرص لعدة ثوانٍ قبلَ أن أمُد يدِي لأجلُب الحاسِب المحمُول ، فتحتُه وأدخلتُ القُرص بالمَكانّ المُخصصِ لهّ
إنتظَرتُ قليلاً حتىٰ فُتِح ، المَعلُومات التّي بِه كانت عنّ إيڤان بعض المَعلوماتّ كُنت أعلمُها والبَعض الآخر كان جدِيداً عليّ ..
الإسم : إيڤان هارلُود بلـاك
العُمر : ثلاثُون عاماً
غطاء المِهنة : رجل أعمال ومالِك شركاتّ بلـاك لتصنِيعّ الصُلبّ
المهنة : رئِيس المافيا المعرُوفة بـ 'الرصاصةُ الفضِية' وهِي أكبَر مافيَا بوِلاية نيويُورك والوِلاياتّ المُجاورة لَها
التُهم الموجها لهّ : تبييضّ الأموال ، الرشوة ، القتّل ، السرقةّ ، إفلاس العديد من الشركات و تزوير الأوراق .
لقدّ كُتب الكثير والكثِير عنّه ، عنّ حياتّه الشخصية وكونّه يمّلُك مخطُوبةً تُدعىٰ 'ميليسَا جِينكِيزّ' مثلمَا كُتب هُنا فـ هُوا جوازُ مَصلحةٍ مُتبادلة ، يبدُو أن السيّد جنكِيز قدّ ضحىٰ بإبنتِه وجُزءٌ كبِير من أرباحِه كيّ لا يخسَر شرِكاته وأموالِه وهذا لمّ يُكتب بالطبع ، ولكِن المعلوماتُ هُنا تُظهر ذالِك كوُضُوح الشمّس .
أباهُ مَيتّ وأُمُه تُدعىٰ إليزَا لدَيه أُختانّ فقطّ ، روزالِيندا و كاتّرِين والغَرِيبُ انهنّ يعّشنَ بألمانيا أقصدّ هذا غريبٌ بعض الشيء ولكنّ يبدُوا أنّه لا يُريد إدخالهُن بلعنتّه
كُتب عنّ المَشكُوكِين بِهم ، مِثل 'مايكِيل رانّج' و 'فرُوست كِينجّ'
يبدُو أنهُما صدِيقاه وقدّ شُوهِدا مَعه كثيراً لذالِك مَشكُوكٌ بِهم
لا شيءَ مُثيرٌ للإهتمَام هُنا ، كُل المَعلومَاتّ مُكررةٌ وقدّ قرأتُها مُسبقاً عدا بعض التفاصِيل المُثيرة للإهتمام بالواقع !
أقصد بالتأكيد معلُومة كونّ فصيلة دِمائه B- مثيرةٌ للإهتمام ، أليس كذالك ؟
لا ؟ هذا مُحبط
حسناً يكفِيني سُخريةً مِن نفسِي يجِب عليّ أن أنامّ غداً لدَيّ يومٌ حافِل ، أغلقتُ حاسُوبِي و خبأتُ القُرص جيداً ، لمّ أكسِرهُ لأننِي لمّ أُكمل قرائتَهُ كامِلاً هُوا طويلٌ جداً
يجعلّك تشعُر بأنَ هذا الرجُل قدّ عاش لقُرون ..
بدَلتُ ملابِسي سريعاً لأُلقِي بجسدِي المُنهك على السرِير ، مُزيحةً كُل فِكرةً ليسَ لها علاقةً بالراحَة ..
وبعدَ ثوانٍ لم أشعُر إلا بالسَوادّ القاتِم يُغلِف عالمِي ..
-
توغلتُ بتِلّك الغابَة ذاتّ الأشجَار الكثِيفة المُتشابِكة وأنا أشعُر بأننِي مُراقبةٌ مِن قبَلّ أحدَهُم ، شددّتُ قبضَتِي علىٰ ذاكَ السِلاح الذِي أمنتُه علىٰ حياتِي وأكمَلتُ شقَ طرِيقِي إلىٰ المَجهُول
فزَعتُ بسببّ صرخةٍ ألمٍ مِن المَجهُول ، لقدّ كانتّ عالِيَةً وملِيئةً بالألَمّ لدَرجةّ أنّ قدَمايّ قدّ خارتّ قواهُمَا وتركتُ المُسدِسَ منّ يدِي ليقَعّ وأقعَ أنا مُرافِقةً لهّ كُنت أُغمِض عينايّ بِشدةٍ واضِعة يدايّ علىٰ أذنايّ بمُحاوَلة فاشلةٍ منِي لرَدّع ذاكَ الصوتِ مِن الوُلُوج إلىٰ أُذنايّ ، نظرتُ إلى السماء لأُلاحِظَ كمِية الطُيور المُنبثقة لكثرتِها تبدُو وكأنّها غشاءٌ للسماء ، كُلها تطِير بإتجاهٍ واحِد مُعاكِسٍ لإتجاهّ تِلك الصيحة ..
تماسَكتُ ولملمتُ شُتاتّ ذاتِي مُواجِهةً أياً ما كُنتُ فِيهِ الآن ، مددتُ يدِيّ لمَكانّ وقُوع مُسدِسِي ولكِن لروعةِ حظِي لمّ يكن موجُود لمّ أعِر للأمّر أهمِية ووجهتُ كامِل تفكِيري وجسدِي لمَكانّ تِلك الصرخة ، ظللتُ أركضّ و أركُض بصعُوبةٍ مُبعدةً كُل ما يعتَرِض طرِيقي مِن نباتٍ لمّ أُدّرك نفسِي إلا عندَمَا خرجتُ مِن تِلك الغابةِ بالكَامِل ، نظَرتُ سرِيعاً إلىٰ الصحّراء التّي أُلقِيتُ بِها ، لفتَ نظَرِي ذاكَ الجَسد المُلقىٰ على الرمَال الحارِقة .
فغرَ فاهِي كاشِفاً عنّ بسمتِي فأخِيراً وجدّتُ رفِيقاً لِي بهذا الخَلاء ، ركَضتُ بإتجاهّ ذاكَ الجسد بسرعة وضحت الرُؤية لِي لتُعدَم بسمتِي مِن ذاكَ المَظهَر الدامِي ، جسدٌ شاحِبٌ أبيض لفتاة مُغطاةٍ باللونّ الأحمَر الدامِي وتِلك الفُجوة عِند صدّرِها وذاكَ القلبّ المُنتزعّ مِنّها بوحشِيةٍ يتوَسطُ الرِمَالّ
إرتجَفتّ أطرافِي عندَ إدراكِي لهوِيةِ تِلك الفتاة إنهَا أُختِي كامِيلا ، أختِي المُتوفاة مُنذ أكثر مِن خمّس سنِينّ.
خانتنِي عبّراتِي لتتساقَط قهّراً علىٰ ذالِك المَشهدّ الدامِي ، إلتفتُ مُقرِرَتاً العودَة إلى الغابة اللعينة فهِيَ رحِيمة عليَّ مُقارنةً بهذا !
ولكِن لسُخرِيةِ القَدَر أنا لمّ أجدّ شيئاً سِوىٰ الرِمال وكُثبانِها وكأنّ الغابةَ الكثِيفةَ تبخَرتّ بطرفةِ عينّ .
أجهشتُ بالبُكاء مُتذكِرةً مَظّهرَ أُختِي الراقِدة ورائِي بِجوارّ قلبِها ، فجأةّ شعَرتُ بإرتطامّ أنفاسٍ بارِدة علىٰ جِلدُ رقبتِي لأقشَعِر مِن بُرودَتّه ، ليسَ وكأننِي بصحراءٍ قاحِلة !
إلتفتُ ببطئ مُمِيتّ لمّ ألبثّ ثوانٍ حتىٰ أطلقتُ صرخةّ فزعٍ بسببّ منظَر جُثةّ أُختِي واقِفةً بشمُوخٍ مُمسِكةً بقلبِها بينَ يداها لقدّ كانتّ وراءَ ظهرِي تماماً ، أخذتُ خطوةً إلىٰ الخَلفّ ذُعراً مِن المَشهَد .
"أختِي فلنَلعبّ معاً" قالتّها بإبتسامةٍ دموِية بَثَتّ الرُعب بِداخِلي
"مـ م مـاذا !" تلعثمّتُ خوفاً وبُكاءاً
"ما بِكِ ؟ " مدتّ يدَها المُدّمِية لتمسحَ على وجنتِي وتُردّف "ألا تعّرِفِين لُعبة القُلوب ! قواعِدُها بسيطة ، منّ يخسَر يمُوتّ" قالتّها ببساطة لتُردِفّ فجأة بصُراخّ
"فلتمُوتِي أيتُها الحَقِيرة !" لمّ أشعُر سِوىٰ بمَخالِبٍ غُرِزَت بصدّرِي مُخرِجَةً قلبِي ، أُختِي المَيتة قتلَتنِي !
ثوانٍ معدُودة لأشعُر برُوحِي تطِيرُ بعِيداً عنّ جسدِي مُستقبلةً عالَمّ الأرواحّ
رفرفَتّ رُوحِي عالِياً بدُونّ قُدرةً منِي علىٰ فِعل أي شيءّ فقَط أنظُر ، لأشعُر فجأةً بشيءٍ يسحبُنِي بقُوة إلىٰ الأرض ، لمّ أُدرّك سِوىٰ كونِي بأعمَاق البحّر ، لمّ أستطِع التنَفس بسببّ المَاء~ لحظة ! أولستُ رُوحاً والأرواحُ لا تتنَفسّ !
إذاً لمَا أختنِقّ ؟
فتحتُ عينايّ بصُعوبة مُحاوِلةَ إستعادة رباطّ جأشِي ، أخرّ ما رأيتُه هُوا ذالِك الجَسدَ المُثبةَ فوقِي بأعماق البحر !
عينانّ سوداوِيتانّ تلمَعانّ بشِدة .
وهِيَ جِدُ جمِيلة ! ، هذا فقط ما إستطّعتُ رؤيتّه
وأخر شيئ سمعتُه هِيٰ كلِمَاتُه التِي أشبَه بكَونِها دَخلتّ رُوحِي لا أُذنَايّ ولسببٍ ما ، لقدّ تمزَقتّ رُوحِي جرائَهَا
"خائنة ! ، لقدّ أحببتُك ، تستحِقِين المَوتّ"
وآخر شيئٍ شعرتُ بِه هُوا ذاكَ السكِين الذِي إختَرقَ قلبِي ..
أولستُ مَيتَةً مِن الأساس !
-
إنتفَض جسدِي منّ على فوق سرِيرِي مُتعرِقاً ، شلالُ دُموعٍ أخذَ مجراهُ علىٰ وجنتاي ، إنتفاضاتٌ مُتكَررةَ صاحبَت أجزاء جسدِي بعثرتُ شعرِي برجفة حاولتُ محّيَ تِلك الدُموع بيدَاي المُرتجِفتَين ولكِنها كانتّ وكأنَها تأبِي الرحِيل
إعتدَلتُ بجلستِي لأَحُط بقدمايّ على الأرض ، كفكفتُ دُموعِي مجدداً ولكِنِي شعَرتُ بالإختنَاقّ ‚ نظرتُ إلىٰ الساعة ولقد كانت الثانِية بعد مُنتصف الليّل إرتدَيتُ معطفِي الخفِيفّ ولملمتُ خصلاتَ شعّرِي الشقراءّ بفوضوِية وسرِيعاً خطوتُ بهُدوء خارِج غُرفتي مُحاوِلةً عدَم إصدار أيّ ضجِيج .
فحسبَ مَا أتذكَر لقدّ كانت هُنالِك قاعِدة تنصُ بعدَم خُروجّ الخَدم مِن غُرفهم بعّد مُنتصف الليل ولكِن وحسبَ مَا أتذكَر أيضاً لاطالمَا كُنت أحب خَرقَ القواعِد !
إنّها إحدىٰ هواياتِي .
ترجلتُ إلىٰ الطابَقِ الرئِيسِي ومِن ثُم خارِج هذا القصّر الخانّق فبالرُغمِ مِن كبر مساحتُه وجماله إلا أنّ شيئاً بِه يجعلُنِي أرتاب ، رُبما !
ولكِنِي أظّن بأنّ 'أرتابّ' ليستّ الكلمة الصحيحة
بالطَبّع خرجتُ مِن البابّ الخلفِي فلا أُريد مِن أحدٍ أن يرانِي ، تسللتُ إلىٰ الحدِيقة الخلفِية المُطلة على المَسبَحّ المُتلئلئ بأنوارّه أطلقتُ زفِيراً لمّ أكنّ أعلمُ بأننِي أحبِسُه
إنّهُ لحُلمٌ أو بالأصّح لَكابُوسٌ لعِينٌ ومُرِيب بالفِعل فأنا لستُ مِن ذاك النوعّ الذِي تزوره الأحلام والكوابِيس
وبالفِعل لا أُريد أن أكون -مِن ذاك النوّع-
أقصد أختِي العزِيزة قدّ ماتتّ بحادِثٍ وليسَ بقلبٍ مقلُوع !
يبدُو أننّي أشاهِد أفلامَ الرُعب كثِيراً يجِب عليّ تخفِيف ذالِك
أنا واللعنة لا أريد التفكِير حتىٰ بمَظهرِها أو أيّ لعنةٍ تتعلَقُ باللعنة !
مسحتُ دمعةً لمّ أكنّ أعلمُ بأمّر هُطولِها سرِيعا ، يجِبُ عليّ التقلِيل مِن اللّعنّ إنّهُ يجعلُنِي حساسةً جدًا !
هبتّ رياحٌ خفِيفةّ وعلىٰ إثرِها أنا أحكمّتُ المِعطفَ حولِي ، إلتفتُ لشُعورِي بأنّ أحدَهُم يُراقِبُنِي نظرتُ إلىٰ الأعلىٰ لألمَح إيڤان عندّ الشُرفةّ
لقدّ كانّ ينظُر لِي !
مُرتدِيا السوادّ وشارِباً النَبِيذ
يالَهُ مِن وضعٍ رُومانّسيّ حيثُ أن البطلة تلتَفِت فجأة لترىٰ البطَل وهُوا يُراقِبُها وكأنّها كنزُ المِليارّ دُولار !
وبمَا أننَا لسنَا كذالِك فلمّ أُلقِي لعنةً لهّ وأرجعتُ نظَرِي إلىٰ منظَر المسبَح المُتلئلئ كتلئلئِ النُجومِ فوقَه
معَ شُعورِي لنظَراتّه الحارِقة لظهّرِي لمّ أستَطِع أخذ راحتِي ، فعُدتُ أدراجِي مُعطِيةً إياهُ ظهّري
وإنّ كُنتكم تتسائلُون 'لمَا فعلتُ ذالِك؟' فأنا بالطَبعّ لا أُرِيد أن أُطّرد قبّل أن أبدأ حتىٰ !
تنفَستُ الصُعداء بعدَ أن دلفتُ إلىٰ غُرفتِي ، نزعتُ ذاك المِعطَف لأستلقِي علىٰ السرير واضِعتاً يدايّ وراء رأسِي ، أغمضتُ عينايّ بهُدوء مُعِيدةً مظّهره إلى ثنايا عقلِي .
مُتكئاً علىٰ حدِيد الشُرفةِ ينظُر لِي بسوداوَتَيه ، لقدّ كانّ مُمسِكاً بكأسِ النَبِيذ الأحمَر وكأنّ العالمَ بدُون ذاك الكأس لا شيء
بالحقيقة إنّهُ وسيمٌ جِداً ، بالطبّع هِيَ ليستّ أول مرةٍ لِي أراهُ بِها ولكِنّها المَرةُ الأُولىٰ علىٰ أرضِ الواقّع .
وهُوا أوسمُ مِمَا كانّ بالصوّر .
بالطبّع أعلمّ أنّ الذِي أُفكِر بِه غباءّ !
ولكِنِي أعلمُ أيضاً أننِي لا أُحبّ كبتَ ما أِفكِر بِهّ مُدعِيةً أننّي لمّ أفعلّ .
هِيَ أفكارِي وبالطَبّع لنّ أُقيّدَ بِها أيضاً
-صباحُ اليومّ التالِي-
"إسمِي آمبّر ، و أنتِ ؟" قالتّ الفتاةُ الصهباء مادةً يدَها بإبتسامة لأصافِحها بالمِثلّ قائلة
"ليديا"
"إسمُ جمِيل" تمتمتّ بإعجابّ
"شُكراً" رددّتُ بِهُدوء ونحنُ ندّلفّ إلىٰ غُرفةِ الإستقبالّ فوِفقَ كَلامّ السيدة إيزابِيل يجبُ عليّ تنظِيفُها برفقةّ آمبّر يومِياً لشهّرٍ كامِل ، ويبدُو أن هذِه الآمبّر ستُرافِقنِي لشهّرٍ كامِل لأنّ ورقةَ أعمَالِها لهذا الشّهر مُطابِقةً لخاصتِي .
لقدّ كانتّ غُرفة الإستقبال نظيفةً بعض الشيء ولكِنها تحتاجّ إلى الترتِيب .
"أنتِ جدِيدَةٌ أليس كذالِك ؟ إنها المَرة الأولىٰ التّي ألمَحُكِ بِها هُنا !" وهاهِيَ تنطُق بالكَلمة التّي إعتدّتُ علىٰ سماعِها مُنذ أن خطوتُ داخِل المنزِل
"أجلّ أنا كذالِك" رددتُ بإبتسامةٍ ودودة لأُردف مُشيرةً لجُزءٍ بالغرفة " أنتِ إبدئِي بذاكَ الجُزء وأنا سأُلمِع الزُجاج ، حسناً !"
"أنتِ الأفضل ، أكرهُ التلمِيع" قالتّها بطفُولية لأُقهقه على ذالِك
هذهِ الفتاةُ ذاتّ رُوحٍ مَرحةٍ جداً ولقدّ أفادَنِي هذا بالتنظِيف ففعلاً مَعهَا لمّ أشعُر بأن الوقتّ قدّ مَرّ سريعاً ، لأننَا الآن بإستراحة الغداء
أخذتُ صحنِي سريعاً بعدَ مُفارقتِي لآمبّر لأذهَب للمَكان حيثُ يأكُل الرِجال ، لمحتُ براندُون جالِسٌ علىٰ أحدّ المقاعِد يتناوّل الطعامّ بنهمٍ لأُقهقه علىٰ مظهره اللطيف .
لا أحبّ قولَ ذالك ولكن نظراتُ الذُكور هُنا لِي تجعلُنِي أريد ضربهمّ فعلياً ، مُقززِين !
وقفتُ إلىٰ جانبّ مقعدّه ليرفعَ رأسهُ إليّ ، إبتسمّ بلطافةٍ ماداً يدهُ لأُصافحه
"مرحباً مُجدداً دِيا الجمِيلة" غمزَ بآخر كلامّه مُقلداً دِيلانّ أو أياً كانّ إسمُه بطريقة مُضحكة وبالطبّع لمّ أمنع نفسِي مِن ذالِك
"مرحباً برادّ ، كُنت أفكّر بأنه لربّما تُعجبك فكرة مشاركتِي الغداء" قلتُ بهمهة مُشيرةً إلى صحنِي
"بالتأكيد" إبتسم أثراً لحديثي مُشيراً لِي للجُلوس بجانبه
جسلتُ لأفتتح الحدِيث "المَكان هُنا مُمِلٌ جداً أنا حتىٰ لمّ أستطع تكوينّ صداقاتٍ غيركّ أنتَ ودِيلان"
قهقه لكلامِي "سوفَ تعتادِين الأمر صدّقِيني الكُل هُنا مصنُوعون من الجلِيد ، عدايّ بالطَبع" سخر لأقهقه ويُكمل "ولكِن ستعتادِين ، إذن ما الذي دَفع بِك إلى هذا المكان؟"
"الحاجة إلىٰ المال" كذبتُ بإبتسامة صادِقة
"مثلَ الكُل هُنا تقريباً" تمتم مُشيحاً بنظره عنّي إلىٰ طعامه
"ماذا عنّ أخاك ! كيف بدأتُم بالعمَل هُنا ، وأين عائلتكما ؟" قلتُ بفضول ليُجيب
"إنّها قصةٌ طويلة ولكِن لا بأس ، أبِي وأُمي إنفصلا مُنذ أنّ كُنت أنا ودِيلانّ طفلانّ أنا أخذنِي أبِي وأُمِي أخذت دِيلان أمِي ذهبتّ إلىٰ واشنّطنّ وبقِيتُ أنا وأبِي هُنا ، وبسببّ تدَهور أحوالِنا المادِية لمّ استَطِع الدِراسة لأنّهُ وببساطة راتِبُه هُنا لمّ يستطع توفِير سوىٰ الطعامّ والمَلبَسَ لِي وأنا شاكِرٌ لذالِك ، ومُنذُ خمّس سنِينّ تُوفىٰ أبِي بنوبةٍ قلبيةّ " صمَتّ قليل لأضعَ يدِي علىٰ كتِفه مُواسيةً
"آسفةٌ لفضُولِي إنّ لمّ تستطَعّ الإكمال فلا بأس ، أنا أتفهمُ ذالِك" إبتسمتُ بخفةٍ لهّ أنا لا أحبّ أن أعمَل مع شخصٍ مجهُول بالنسبة لٍي ولأن دِيلان لا يُرِيد أنّ يقُول شيئاً عنّه ، إلتجئتُ لأخاه !
"لا فقط ، لا تقلقي أنا بخَير ‚ أجل ومِن ثُم لمّ أجدّ مكاناً لأشتَغِل بِه سوىٰ هذا لكونّ أبّي معرُوفٌ هُنا بعض الشيء ومنّذُ سنتانّ تعرفتُ إلىٰ أخي دِيلان صُدفة ولقدّ إكتشفتُ وفاتَ أُمِي وأنّه كانَ يبحثُ عنِي مُنذ مُدة وبعدَ مُدة إستَطعتّ أن أَحصُل لَهُ علىٰ عمَلٍ هُنا وها نحنُ ذا" قال أخر كلماته بطفولية لأُقهقه
"أتعلمّ لقدّ إنتهتّ فترةُ الغذاء يجِبُ عليّ الذهابّ حتىٰ لا أتعرض للقتّل" مزحتُ ليضحكّ وأُشارِكه ، وقفت من مكاني ولكِنه إستوقفنِي قائلا
"تعلمين بالساعة الثانية عشّر بعد مُنتصف الليل لاقِينِي عندَ الإسطبّل أرِيد أن أُريكِي شيئاً سيُعجِبُك"
"خارِقُوا القواعِد" ضحكتُ لأكُمل "لا بأسّ ، إلى اللقاء براد"
-
مَرّ يومِي سرِيعاً بينَ التنظِيف والضحكّ والتعارُف علىٰ آمبر كذالِك ولمّ ألتقِي بدِيلان لليومّ ، بالحقيقة لولا التشابُه الكَبِير بينهُما لظننتُ أنّها مُجردُ خدعةٍ وأنهما ليسَا بأخوينّ البتة ، أو كون دِيلان إحتال علىٰ برادّ ليُقنِعه بذالك ولكن الشبهُ بينَهُما حَطمَ كُل مُعتقداتِي البلهاء ..
-الثانيةَ عشرّ بعد مُنتصف الليلّ-
تسللتُ ببطئٍ إلىٰ الخارج أنا مُتأكدةٌ أنّ هذا سيسببُ بطردِي يوماً ، وصلتُ إلىٰ الإسطبلّ لأدخُله باحِثةً عنّ برادّ هذا الأحمَق يبدُو أنّهُ لمّ يأتِي بعدّ ، ذهبتُ إلىٰ لُوسيڤر الجمِيل لأُلقِي عليّه التحيةّ بدأتُ بالمَسحِ علىٰ رأسِه وهُوا مُستجِيب لذالِك لأقهقهَ على ظرافته
'بوووو' صرخَ أحدَهم بجانِبّ أُذنِي لأقفزَ رُعباً ووقعتُ أرضاً مِن شدةِ الخوف ، إلتفتُ بفزعٍ لأرىٰ براندُون مُستلقِياً علىٰ الأرض مِن شدّة الضحك مُتجاهِلاً كونّه سببَ لِي بنوبةٍ قلبِية
"أحمقّ لعِينّ !" قلبتُ عينايّ مُمسِكتاً صدّرِي مكانَ قلبِي في مُحاوَلةٍ لأن أُهدِئه
"ليت-كِ ر-أي-تِي وج-ج-هك" قالها بتقطُعٍ مِن شدة الضحكّ لألكُمه علىٰ كتفه بخفة وأُصابَ بعدوىٰ ضحكاتِه
فكمىٰ يقُولون الضحكُ عدّوىٰ حتىٰ وإن كانّ علىٰ نفسك !
"يكفِي أيها الأحمقّ" مددتُ يدِي لهّ لأُساعِده على النُهوض
"كانّ يجِبُ عليّك رؤيةَ مظهرِك بحقّ" سخِر وهُوا يمسح دمعتَهُ التي ظهرت مِن شدة الضحِك
"ماذا كُنت ترِيدُ أنّ تُرينِي؟" قلتُها مُغيرةً مجرىٰ الحدِيث الساخِر
"يالَكِ مِن مُفسدةٍ للمُتع ، أُوه~ حسناً بالحقيقة ليسَ شيئاً مُهماً فقطّ أردتُ أن أطرُد عنّك المَللّ ونلتَقِي فأولسنا أصدقاء !"
"بالطبعِ نحنُ كذالِك" إبتسمتُ نحياتَهُ ليتحَركَ ناحِية لُوسِيڤر ويفتَح لهُ البابَ ويُخرجِه
"ماذا تفعَل ؟ أولم تقلّ بأنّهُ خاصٌ بالسيّد إيڤان !"
"أجلّ ولكِن لا بأس إنّ كانّ هذا سيُفرِحُكّ" إبتسم لأبتسِمَ أنا أيضاً
"شكّراً لكَ برادِي" إحتضنتُه مُسببتاً عودَةً جسدِه إلىٰ الخلفِ قليلاً قبّل أن يُبادِلني
"هلّ تُجِيدِين رُكوب الخَيّل ؟"
"بالحقيقة أجَل ، أبِي كانَ يُحِب الخُيول جداً لدَرجةِ أنّهُ كان دائماً عنّد وقتّ فراغِه ما يصطحِبُني إلىٰ الإصطبلّ ومِنذ صغَرِي تعلمتّ" جاوبتُ علىٰ أي تسائُلاتٍ يُمكن لهَا أن تتدَرج تحتَ طياتِ عقلهّ ، فخادِمةٌ فقِيرة لايُمكن لها أن تتعَلم ركُوب الخيل أو هذا ما يظُنه على الأقل .
"جمِيل ، أنتِ تُثيرِين إعجابِي يافتاة" قهقهَ لأقهقه برفقته
خرجنَا مِن الإصطَبل برفقةِ لُوسِيڤر وذهبنَا إلىٰ تِلك الساحة الكبيرة والمُمتدة ، لففتُ الوِشاحَ الخفِيف علىٰ شعرِي ورقبتِي بخفةّ فالجوُ هُنا قارِصٌ رُغم كونِنَا بمُنتصفِ الخَرِيف ولكِنّها نيُويُورك !
إمتطَيتُ الخَيل بمُساعدةٍ مِن برادّ .
"هذا إحساسٌ رائِع !" قهقتُ بعدَ جُلوسي فوق لُوسِيڤر ، فضوءُ القمَر والنَسِيمُ الخفيفّ العلِيل قدّ دبَ بقلبِي طمأنِينَةً مِن نوعٍ آخر
"جداً" تمتمَ بها برادّ مُبتسماً وشارِدا بعض الشيء
"ألنّ تركَب الخيّل أنت أيضاً؟" سألتُه وأنا أداعِب لُوسِيڤر
"لا سأكتفِي بمُشاهدتِك" قالها لأرفع كتفاي علامةً على 'حسناً'
بدأتُ أتحركُ ببطئٍ ومِن ثُم أسرعّ وأسرعّ ، فكبَر هذا المضمار يُساعد شقتّ الإبتسامةُ مكانها على مبسمِي لتتحوَل لقهقهاتٍ نُشِرت بالجو ..
هذا مُنعِش !
لا أعلمُ كمّ مضىٰ مِن الوقت وأنا على هذا الحال ولكِنه كفِيلٌ بأنّ يُضِيف أحدَهُم إلىٰ جانِب برادّ وكمَا لمِحتُ فإنّه ذا مكَانٍ رفِيع ، إنّهُ إيڤان !
لففتُ الوِشاحَ علىٰ وجهِي لكَي لا يظهَر مِنّهُ سوىٰ عينايّ ، وصلتُ بلوسيڤر إلىٰ جانِبِهِم ونزلتُ ببطئٍ من على الفَرس كانَ يجِب أن أعلم عواقِب ذالك ..
وقبلَ أن يتفَوهَ أحدُهم بكلمَة قُلتُ أنا بخفُوت "آسفةٌ سيدّ إيڤان لقدّ تعديتُ على مُملكاتِك ، أرجُو مِنك أن تغفر لِي خطأي فبراندُون لا علاقة لهُ بالأمّر" تأسفتُ فأنا أعلمُ أن هذا الأمر لنّ يمُر مُرور الكِرامّ علىٰ حياةِ برادّ مِن نظراتّ إيڤان الحادة .
"لا- لابأسّ" تفوهَ بهذا مُتلعثماً لسببٍ أجهَلُه
"هلّ تأذنُ لِي ؟" إستئذنتُ بالرَحِيل بعدَ أن إطمئننتُ علىٰ برادّ ، أومئ لِي لأُنزل رأسي بعدَ أن أرسلتُ إلىٰ براندُون إبتسامة أنا اعلم أنه لن يراهَا ولكِن أثرها سيشعُر به وبالفِعل لقدّ إبتسم ..
خطَوتُ إلىٰ الداخِل جارتاً أذيالَ الخيبة ، فحتىٰ أوقاتِي الجمِيلة قُطعتّ مِن قبَل الأحمَق لقدّ سلبَ منِي الكثِير !
-
لمّ أكنّ أعلمّ بأنّ حياتِي ستنقلبُ مُنذ تِلك الليلةّ .
أنا حتىٰ لمّ أكن أُريدك أن تُلاحظنِي فمُنذ دُخولِي لمنزِلك كُنت أُريد أن أكون جاسُوسةً لا تعلمُ حتىٰ بأمّرِها
لمّ أكنّ أعلمُ أنّك قدّ لاحظتنِي مُسبقاً أو حتىٰ كونَك قدّ رُمِيتَ بِسهامّ عينايّ بتلكّ الليلة .
أنا حتىٰ لا أعلمُ إن كنتَ صادِقاً ولكِنِي لمّ أنسىٰ قولَك هذا أبداً ..
.
.
.
.
________________
هُولا جايزّ ❤
شو عامّلِين بحياتكُم يا مُزز .
شو رايكُم بالأحداث مبدإياً ؟
هل هيا مُتسرِعةّ بعض الشيء أو بطِيئة في طورها ؟
شخصية ليديا ؟
برادّ ودِيلان ؟
إيڤان مبدإياً ؟
أي مُلاحظة إملائية أو نحوية أو حتىٰ تعبِيرية ؟
شو رايكم بالجُزء الأخير ؟ وهل نكثر منه أو لأ م عجبكوش ؟
آرائكُم بالتشجعني والله ❤
وترا زِر الفُوت ما بيكهرب والله 😂
سلامّ نلتقِي بفصّل جدِيد 〽
Коментарі