1-عَالَمٌ مِن زُجَاجٍ
2-وَلِيمَةٌ لَذِيذةٌ
3-نَاني مَكْفي
1-عَالَمٌ مِن زُجَاجٍ
اعتبروني سماءً وابعثو لي النجوم تُضيءُ عُتمَتي🌟 اعتبروني تائها و زِدوني نقداً يُرشدُني 💬💛




تحت تلك الاجواء الكئيبه والازياء السوداء الذي يرتديها معظم الحاضرين وضوء الغسق الذي ساد السماء ارتفع القس بصليبه يتلي بعض الصلوات والترانيم للروح التي رقدت تحت الترابِ تأمل ان ترقد في سلام.

كادت مراسم العزاء تنتهي في دار المناسبات

فتلك الديار لا تتخصص الا في تلك المناسبات المشؤمه

فكم من شخص ودع رفيق قلبه هنا
وكم من شخص ودع من كان سببه في الحياةِ هنا
وكم من شخص ودع تؤم روحه
وكم من شخص ودع صديق ، رفيق ، اخ ، اخت ،عائلة في نفس المكان.

فلا ينفك ذلك المكان الا واقشعر بدن كل من زاره
خشيه من الوقوف مكان ذلك الفاقد
الذي فقد شخص عزيز عنده

فمراره الفراق تأتي مع ملابس الحداد

كانت تحدق بذلك الاطار الذي يتوسطه صوره لرجل في اواخر عقده السابع ذات الشريطة السوداء الذي تصل بين الضلع الايمن مع الضلع الاعلي له

تجدحه بنظرات ساد عليها الاشتياق واللوم اكثر من الحزن
فلقد فارقها اخر شخص من عائلتها
اخر شخص اعطى لحياتها معنى
هي الان كما يقولون كُسِر غصنُها
الذي كان يعتبر غصن في شجره ذابله من الاساس

مر الوقت حتى اصبحت وحيدة الدار
لم يفقها من شرودها الا صوت العامل الذي يحثها علي الذهاب كون وقت الحداد انتهى هنا ولم تسلم طبعا من كلامه الذي يحثها علي بقاءها قويه

~~

تهنيده تليها اخرى بينما تسير في الشوارعِ الرئيسية وسط ضجة البشر من حولِها الذي لا تقارن بما داخلها

لا تقدر على اطلاق صراح دموعها كونها جفت بالفعل

ولكن ما يرهقها بالفعل انها كانت وحيدة في الحداد
لا خال لا عمة لا اصدقاء سوى اصدقاء جدها وبعض اقاربها التي لم تعرفهم بالفعل الا البعض

فبجانب انها فارقت من تبقى لها من سلسلة عائلة والدتها الا وانها وحيده من قبل الجميع لا يجد حتى طفل رضيع يهرول اليها في وقت الشده.

اليس هذا مبكرا عليها جدا؟

فبرغم عمرها الثامن عشر الا وانها بالفعل طفله
ولدت دون اب يُعرف قط كون والدتها او جدها لم يفصحو عنه حيث ان والدتها كانت ام عذباء رفضت اي صله به

وبالحديث عن امها فهي كانت صاحبه مرض انتصر عليها تاركه ابنتها بعمر صغير جدا مع جدها خلفها

هل اصبحت مشرده الان دون عائلة ؟

ارتمت بجزعها علي اقرب رصيف تتكور حول نفسها جاذبه ساقيها الي حضنها محاوطه بهما يديها لتدس في وسطها رأسها عاتمه الصوره امامها

اخرجت رأسها بعد ان شعرت بيد توكز كتفها لترمق ذلك الشاب الذي اخذ المكان بجانبها مكانا له

"مرحبا تستموني" نبسها بابتسامه واسعة لتعقد حاجبيها في ريبه عن ماهيه ذلك الشخص الذي يعرفها دون ان تعرفه قط

"اه انتِ لا تتذكريني فهمت الان" ليتنهد بعمق قبل ان يعقب
"انا بارك جيمين زميلكِ في الصف ، مرحبا" نبسها بأبتسامه اوسع من قبلها بعد ان مد يده ليصافحها

بارك جيمين؟
لم تكن هي من النوع المكترث لزملائها من الجنس الاخر او من جنسها حتي لتتذكر شخص يدعى بارك جيمين معها في صفها

لطالما كانت وحيده انطوائيه زكيه وطموحه لم يشغلها اي شيء في حياتها او يجذبها شيء

لم يشعر بها احد كما هي ايضا لم تشعر
لم تكن متقوفة في صفها رغم زكائها
ولم تكون في مكانة عالية رغم طموحها
وكأنها غير مرأية في عالم من زجاج

ولكن الذي تكترث له بالفعل هو الظهور بالثبات والقوه امام الجميع وان لا يرى احد ما بداخلها فهذا اهم شيء تعلمته من جدها وبرعت في فعله

ان لا تدع احد يرى نقطه ضعفها او وهي في حالة انهيارها

لم تكن تعلم ان الحظ بالفعل يكرهها ليبعث لها اول شخص يتحدث معها من زملائها في اكثر وقت منهاره به

نظرت اليه ثم الي يده الممتده للحظات لتشيح بنظرها للجهه الاخرى

فتختفي البسمه من علي وجه الاخر جاذباً يده اليه ليأخذ نفسً عميق كي يهدأ من الشعور المريع الذي اصابه
ألا وهو الاحراج

"سمعتُ ما حدث لجدكِ ، تعازيا الحارة"
زم شفتيه بينما يصنع دوائر علي التراب اسفله قبل ان يشعر بأهتزازات طفيفه تحت تهنيدات متقطعه ليلتفت الي القابعه جانبه التي انهارات بالفعل

فلا بأس ان تخلت عن مبادئها لبعض الوقت

اقترب منها قليلا يحيطُها بذراعه في عناق دافيء مُمسح علي كتفها برفق لينبس

"اتعلمين لقد شعرت بنفس الشعور عندما رحلت امي ، ولكني ايقنتُ فيما بعد انها معي بكل مكان بل وبعثت ملكاً حارساً لي حين كدتُ ان اموت ، قد ابدو طفولياً ولكن هذه الحقيقه التي ايقنتها، فمن نحب لا يتركونا هكذا بل يتربصون لنا حتى نكون افضل ويحمونا كما وانهم علي قيد الحياة ولكن على طريقتهم ، فقط انتظري ملاك جدكِ الحارس فهو لن يترُككِ وحيدة"

تعالت شهقاتها بين كل كلمة ينبسها وكأنه بركان انفجر حمم الالم ولهيب الاشتياق وشظايا الوحده

فهي لن تنكر ابدا انها احتاجت مثل هذا العناق ليونسها
شعور انها ليست وحيده حتي ولو كان بضع دقائق

"هيا سأوصلكِ للمنزل فهو في طريقي"
نبسها بعد ان شرعت في الابتعاد عنه ماسحه دموعها لينتصب من مكانه ساحب يدها خلفه

***

فتحت باب بيتها الصغير لتستقبل نسيم هواء بارد وموحش كونه اصبح وحيداً كحالها ، ترمق كل انش به تلمح طيفه الذي غادر وتركها

تلمح ذلك الكرسي الذي كان مميز عن غيره يشبه العرش ولكن يتميز بكونه قابل للتأرجُحِ حيث اعتاد جدها الجلوس عليه ينتظرها في ذلك الوقت حين تعود من مدرستها

ولكن هل الكرسي معتم بشكل كبير ام ان دموعها هي من اضللت عليها الرؤيه؟

وكأنه يموت قهرا علي فراقه كحالها

صعدت الي الطابق الاعلى حيث غرفتها وغرفه جدها الراحل تشرع في الذهاب لغرفتها قبل ان تلمح ضوء منبعث من اسفل فجوات الباب داخل الغرفه

هلعت في البدايه قبل ان تقترب برفق من مقبض الباب تديره برفق حتى فُتح لتهدأ من روعها كونه كان ضوء منبعث من المصباح الصغير الذي يلي السرير

تنهدت مقبله عليه كي تغلقه ولكن سرعان ما اُغلق قبل ان تمس مفاتيح الاناره حتى

"ءيوجد به عيبٌ ما؟" نبستها تحدث نفسها لعلها تخفف من توترها او ذلك الجو المشحوم

حولت فتحه مرة اخرى ولكن لا شيء
كررت تلك العمليه عدة مرات علي امل ان ينير المصباح
ولكن لا شيء
لتتنهد بعمق كي تقوم بفتحه لاخر مرة
مهلا ...
لقد فُتح

"انه مجرد عطل بسيط لا بأس" نبست لنفسها هامسه لتنتصب قاصده الباب كي تهرول الي غرفتها حتى استوقفها ما ازاح تلك الفكره للحظة رؤيتها لذلك التوهج المنبعث من اسفل قميصها

لتدس يدها اسفل القميص من فوق مخرجه قلادتها

او بالادقِ قلادة أمها التي لم تعد تتذكر ملامحها
لولا تلك الصور التي وجدتها لطفولتها مع جدها
لاقسمت انها عميت في طفولتها عن ملامح والدتها

قطبت حاجبيها لرؤيه ذلك التوهج الغير مبرر قط
تُمعن النظر داخل الماسة التي تتوسط حلقه من الذهب

كانت الماسه صغيره جدا ولكن ما تشكل داخلها كان كفيل لرؤية وتميز ذلك الوجه وكأنه رُسم للتو

"جدي؟!"

لم تلبث حتى انطفأت انوار الغرفه لبضع ثواني قبل ان تعود مره اخره لتجد نفسها في غير مكانها و لكن امام مكتب جدها حيث يوجد عليه دفتر فرت صفحاته وحدها حتى استقرت علي واحده تبرز كلمات بخط جدها

وضعت هلعها بعيدا لبضع الوقت بينما تمرر عسليتها علي تلك الاسطر الذي سُردت امامها

حفيدتي العزيزه
بينما تقرأين هذه الكلمات سأكون قد غادرت الحياة تاركاً اياكِ هنا تُكافحين وحدكِ لاستكمال حياتكِ التي انا واثق انكِ ستُبلين حسناً بها

واعلمي ان النجمة الاكثر سطوعا فوقكِ ستكون والدتكِ والاقل منها بقليل ستكون انا

أينما ذهبتي سنكون معكِ فوقكِ لذا اطمئني حبيبتي

فالسماء خُلقت لتُصبح حلقه نراقبُكِ منها ، فأذا اشتقتي لنا تأملينا فوقكِ فنحن سنظلُ دائما وللابد هنا لاجلك عزيزتي

انهمرت دمعه بالتزامن مع اخر سطر نبسته هامسه بين نفسها ،فهي واخيرا شعرت بالطمئنيه رغم انها طمئنينه مزيفه ولكنها ستصدقها

سرعان ما تقلبت الصفحه وحدها مجددا لتظهر اخرى خاليه من اي ذره حبر قبل ان تتجمع خطوط ظهرت من العدم تتشكل لتصبح كلمات يستطيع العقل استيعابها

اعلم انكِ تعانين واعلم اني بقربكِ تُلحين فقط دندني خلفي وسيصبح كل شيء بخير
اعدُكِ

قلب تحطم وتدمر
ترجو القرب المتبعثر
وسط شهقاتي وانيني
اطلبُ من ملاك جدي ان يُخاويي
من السقوط والانهيار يحميني
فالقلب تحطم وتدمر
يا ملاكي الناطور
اتيتُ لك أرجوك
لترى معي الشروق
فالشمس قد اصابت الارض بالشقوق
دعني انظرُ للسماء لا الارض
كي لا تصيب قدمي بالشروخ
الدهرُ غدر وقد كُتب المكتوب
و أذني بُكِمت لسماعها المسموع
احميني وصونني حتى لا انهار منبوذ
ساعدني وكن معي ارجوك

بمجرد ان نبست الكلمات بهمسها انغلق الدفتر وارتعشت الاضواء من حولها مصاحبا لتوهج ماسه قلادتها

لترتجف تلقي نظرها علي كل شيء حولها في هلع وكأنها ضحيه فلم رعب اتى الدور عليها لتتلاشي

ظهر طيف خفيف خلفها ليكتمل حتى ظهر هيئه بشرية كامله تشعر بظله اذا تمركز خلفك كما شعرت بالضبط

التفتت برفق تحت جسد مرتجف وعيوناً غرغرها دموع الخوف ترمق ذلك القابع امامها الذي اخذ جلسه القرفصاء وضعيةً له

اخذت تجر قدمها خطوات للخلف حتى اصطدم ظهرها بحافه المكتب

رفع رأسه لها منتصباً من مكانه حتى التقت عسليتها بسودوياته

"مرحباً، انا تاتا"
نبسها بعد ان ارتسمت علي وجهه ابتسامه مربعيه ملوحا بيده يمينا ويسارا بشده كتحيه حاره منه للقابعه امامه التي اختل توازنها بالفعل جعل كل ما تراه قاتم اللون
صدر صوت اصطدام جسدها بالارض كونها فقدت الوعي بالفعل ليعقب دون محي ابتسامته

"وانا أيضا تشرفتُ بمعرفتكِ"




~~يتبع

هذا الفصل اهداء الي جدي العزيز رحمه الله
  • ~
© مِنّة ,
книга «ناطور || KTH».
2-وَلِيمَةٌ لَذِيذةٌ
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (20)
مِنّة
1-عَالَمٌ مِن زُجَاجٍ
@Jona's Novels اسفة بجد علي الازعاج وقطع المود بس هي تقريبا كاملة على الوتباد وانا نفسي توصل ل 2الف فممكن تقوأيها هناك 😅 لو حبيتي هبعتلك اللينك 💜
Відповісти
2020-08-04 00:46:27
1
Salma Eltahan
1-عَالَمٌ مِن زُجَاجٍ
اعععا جيت من عند نور و مندمتش
Відповісти
2020-08-15 15:59:08
Подобається
Salma Eltahan
1-عَالَمٌ مِن زُجَاجٍ
اتحمست جدااا
Відповісти
2020-08-15 15:59:13
Подобається