مدخل
Ch1"فتاة القرن الواحد والعشرين"
Ch2 "من أنا"
مدخل
الظلام كان يحيط بكل شبر من تلك الغابة ، السماء كانت داكنة وبائسة من شدة الغيوم التي حجبت كليا ضوء القمر والنجوم ، صوت الغربان كان مرتفعا بينما مخلوقات الليل  راقبت الأرجاء بصمت .

واد الغربان ،هذا ما كانت تلك المنطقة تعرف به ،الجزء الذي كان الجميع يخشى أن تدوسه قدمه بسبب القصص والحكايا المرعبة التي إنتشرت حوله كونه موطن أرواح الساحرات التي تم حرقهن فسكنت أرواحهن  المكان وهي الأن تصطاد من يقتحم تلك المنطقة  .

إرتفع صوت الخطوات التي كان تدوس بعنف على الأغصان وهي تتقدم بخطوات واثقة بدون أي خوف أو تراجع عكس خادمتها التي كانت ترتجف رعبا وهي تحمل قنديلا ينير طريق سيرهم .

إستمرتا بالسير إلى أن وصلتا إلى كوخ صغير لتنزع المرأة قلنسوة ردائها وتثبت أعينها الزرقاء الباردة ناحيته
"إبقي هنا ،سأعود بسرعة "
تحدثت بنبرة أمرة لا نقاش فيها ،كادت الخادمة أن تعترض بسبب وحشية المكان التي كانت ستترك فيه بمفردها ولكن ملامح سيدتها جعلتها لا تملك فرصة الإحتجاج حتى .

لم تتح لها الفرصة  لتدق الباب حتى لكونه إنفتح لها تلقائيا ،الدهشة رسمت على ملامحها ،لكنها سرعان ما خبأتها تحت ملامحها الجامدة والباردة ثم تقدمت داخل ذاك الكوخ .

العديد من الرفوف التي توضعت عليها  مئات الكتب ،علب و قارورات زجاجية تبعثرت في كل مكان ،جماجم وشموع توضعت في كل الزوايا جعلت المرأة تستطلعهم لكنها سرعان ما ثبتت أنظارها ناحية المرأة التي قابلتها بظهرها .

"جلالة الملكة ،وأخيرا حصل شرف زيارتك ،لقد كنت أتوقعك "

إستدارت المرأة الأخرى ناحيتها وهي تعدل في جلستها لتقابلها " كيف علمتي بمجيئي؟"

رفعت المرأة حاجبا وهي ترسم إبتسامة عريضة على وجهها " سيرافين ،هل نسيت أنني أستطيع رؤية لمحات من المستقبل "
أعينها البنفسجية تثبتت على الأخرى لتكمل قائلة " لكن الذي لا أستطيع رؤيته هو لما أنتِ هنا ؟" هي لعبت بخصلاتها البيضاء وراقبت جواب الأخرى

"أريد مساعدتك " ردت وهي تحافظ على ثباتها وجمودها رغم أنها هي الطرف الذي يطلب المساعدة
" تؤ تؤ تؤ ،ماذا سيقول جلالة الإمبراطور إن عرف أن زوجته تطلب المساعدة من الساحرة التي أراد حرقها "

"كلوتيانا ،لا داعي للإلتفاف والدوران ،أنا قدمت طلبي ،أنتِ الأن قولي ما تريدينه بالمقابل "

"أود أن أعرف في البداية ما تريدينه مني"

أخرجت سيرافين ورقة من أسفل ردائها الأسود ووضعتها أمام الساحرة لتقول "أريد التخلص من هذه الفتاة "
كلوتيانا حدقت برسمة الفتاة التي توضعت أمامها و التي كانت في غاية الجمال والمثالية رغم أنها كانت مجرد رسمة بقلم الرصاص
"إذا بدأتِ اللعب بقذارة ؟"
تساءلت كلوتيانا بخبث وهي تضع يديها أسفل لحيتها
أخذت سيرافين نفسا طويلا وأضافت "مالذي تريدينه في المقابل "
"تعرفين ...كل شيء في السحر لديه ثمن ،وأخذ حياة شخص من المفترض أنه لن يموت إلى بعد سنوات أخرى ستؤدي إلى إختلال التوازن ،أنا لا أستطيع أخذ روح لم تطالب الأرض بها بعد "
"إفعلي أي شيء لها ،إجعليها خرساء أو مجنونة أي شيء ..."
الساحرة رفعت حاجب وهي تحدق بها بإبتسامة جانبية خبيثة
"جلالة الملكة بائسة لهذه الدرجة ؟
في الواقع يمكنني فعل شيء لكن الثمن سيكون غاليا"
"وهو ؟"
"زهرة الأوركيد السوداء "
أعين سيرافين توسعت لوهلة قبل أن تشيح ناظريها بعيدا
"طلبكِ مستحيل "
"كما تريدين إذا ،دعي الفتاة تفضح سركِ الصغير "

تسارعت أنفاس الأخرى ،كلوتيانا بالفعل كانت تعرف ما تخبئه والذي يكون نفس سبب رغبتها في التخلص من تلك الفتاة .

"حسنا ،حسنا سأعطيك زهرة الأوركيد "
أعين كلوتيانا توسعت بإبتهاج لقد نجحت خطتها .

العبث مع الساحرات خاطئ هن يأخذن ما يريدن ويتسببن في فوضى لا حل لها ... سيرافين كانت عاجزة لدرجة أنها لم تنتبه لهذا

"أريد زهرة الأوركيد وخصلة من شعر الفتاة أو دماءها أو حتى أضافرها ،أي شيء يتعلق بجسدها  وكذلك ما إسمها"

"جيزال كريستوبال ،سأعطيك ما تريدينه ولكن إن لم تنفذي إتفاقنا فتأكدي أنني أنا من ستحرقك هذه المرة ولن تجدي أي وسيلة للهروب "

"لا داعي لتهديدات فارغة ،الساحرات لا يخلفن بإتفاقياتهن خاصة عندما يكون هناك مقابل " ردت بحاجب مرفوع ويدان معقودتان

سيرافين وجدت طريقها خارج الكوخ لتعيد قلنسوتها السوداء فوق رأسها  لكن قبل خروجها صوت الساحرة جعلها تتوقف
"تعرفين أنني لا أستطيع أن أضمن لك النتائج وما سيحدث لاحقا ،كوني على إستعداد لما سيحل عليكِ جلالة الملكة سيرافين "

"وماذا سيحدث ،هل رأيت شيء ؟"
ضحكت كلوتيانا وأجابت " رأيت ...رأيت الكثير ولكن فمي لن يتمكن من التفوه بشيء ،أنا لن أتسبب في كارثة كونية تؤدي إلى إختلال الأحداث التي نظمها القدر"
حدقت بها سيرافين للحظات ،هي كانت تعلم أنه من المستحيل أن تخبرها بشيء لكن على الأقل هي بإمكانها أخذ حيطتها والإستعداد .
"والأن إلى أين سيدتي ؟"
تساءلت الخادمة لتجيبها الأخرى "مباشرة للقصر "

داخل كوخ كانت كلوتيانا تطالع صورة الفتاة
"مسكينة ،شابة جميلة وقعت في مصدية الأرملة السوداء ، لكن اللعبة ستكون ممتعة ...أو على الأقل بالنسبة لي جلالة الملكة نست بأن كل شيء له ثمن ،ليس في السحر فقط بل حتى في الأفعال والتصرفات ...وأخيرا اللعنة إقترب موعد إنكسارها و القدر سيعيد نفسه مجددا "

© Persephone ,
книга «Before the sunset |قبل غروب الشمس».
Ch1"فتاة القرن الواحد والعشرين"
Коментарі