مدخل
Ch1"فتاة القرن الواحد والعشرين"
Ch2 "من أنا"
Ch1"فتاة القرن الواحد والعشرين"

قبل أن تصبح النار ،هي كانت الماء
تروي ضمأ كل مخلوق محتضر
أعطت وأعطت ...

إلى أن تحول البحر إلى صحراء
لكن بدل الموت من الحرارة ،هي جمعت كل الحزن
وتخلصت من جميع ألامها
ومن رمادها ...هي أصبحت النار

نيكيثا جيل



.
.
.
.
.

الفصل الأول 'فتاة القرن الواحد والعشرين'


الحديقة كانت مكسوة بطبقة سميكة من الثلج بينما توسط المكان تلك الشجرة الضخمة التي تفتحت بتلات زهورها الزرقاء وتساقط بعضها أرضا،الدماء لطخت الثلج لتتناثر البقع الحمراء القانية على الغطاء شديد البيضاء ...اللعنة قد إنكسرت ذلك الصوت صدى بقوة برأسي.

"جايد ...جايد إستيقضي "
إستيقضت فجأة على الصوت المألوف لأجد أعينه السوداء تقابلني ،أنفاسي كانت متسارعة و قلبي كان ينبض ضعف ما يفعله في العادة .

اللعنة ...رقبتي تؤلم بسبب وضعية نومي على المكتب .

نفس الحلم الذي ينعاد يوميا في هذه الأونة ،لقد كان سابقا يزورني في فترات متباعدة ولكن مؤخرا ،أصبحت كل ما أغمض عيناي يمر في ذاكرتي مجددا لدرجة أصبحت تقلقني

"إليك قليلا من القهوة ،لا بد من أنك في غاية الإرهاق"
قال وهو يضع كوب القهوة أمامي ويتخذ من المقعد الذي بجانب المكتب مكان له
"ويا ترى لمن يعود هذا ...؟نعم لنفس الشخص الذي وضع لي مناوبة نهارية وليلية متتالية " قلت بحقد وأنا أتثاءب بتعب شديد

"هيا جايد لا تكوني حقودة ،تعرفين أنني إضطريت لهذا كريس لا يزال في عطلة مرضية ولا يمكننا ترك الإستعجالات تقل عن خمسة أطباء "

إرتشفت من تلك القهوة الساخنة لأشعر بأن الحياة تعود لداخلي مجددا

"تبدين مريعة "
قال وهو يشير ناحية وجهي لأطالع إنعكاسي في زجاج النافذة ،شعري الكسثنائي الذي جمعته كذيل حصان كان في حالة فوضى بينما الهالات السوداء أصبحت ملحوظة أكثر أسفل عيناي
"كأنني أأبه لهذا "

"الأمير الوسيم سيهرب في هذه الحالة "
قهقهة صغيرة خرجت مني وأنا أشرب القهوة مجددا ثم رددت " لا تقلق إيان رأني وأنا في حالات أسوء بكثير من هذا ،أتتذكر كيف كنت أصبح عند إمتحانات الجامعة "

هو ضحك بقوة كمن إسترجع ذكريات قديمة لتوه ،دانيال أرجع ظهره للخلف وهو يستند على الكرسي ثم أضاف " لقد كنت تصبحين كارثة ،لكنك مقابل ذلك دائما ما تتصدرين القائمة "

قلبت عيناي لأرد عليه"وأنظر لي الأن أنا أعمل تحت إشرافك ،أليس هذا مثيرا للسخرية "

"هاي ...أنا المسؤول فقط بسبب أقدميتي في المشفى إمنحي نفسك أشهر أخرى وستجدين نفسك في القمة كالعادة "

إبتسمت له بإمتنان وأنا أعيد كوب القهوة فوق المكتب وأرد
"أنا لا أريد القمة بعد الأن دانيال ،أريد فقط حياة هادئة ،حسنا حياتي لن تكون هادئة بما أنني طبيبة في الإستعجالات ولكن على الأقل أريد التخلص من الدراما اليومية التي أواجهها كل يوم في المنزل "

"تشجعي قليلا ،حفل زفافكِ إقترب وستتخلصين من زوجة والدك "
هو وضع يده على كتفي بتشجيع لأجيبه
"وهل تظن حقا أنها ستتركني بحالي بعد زواجي ، إزعاجي أصبح هواية لها"

"لا تتشاءمي لهذه الدرجة جايد ،إتركِ الأمور للوقت فقط وستتحسن تلقائيا "

"أمل هذا ،دانيال "
"بالمناسبة لقد تخطت الساعة السادسة صباحا،مناوبتك إنتهت ولا تقلقي لن أخبر المدير أنكِ نمت ساعتكِ الأخيرة  "
أنا نهضت مسرعة من مكاني لتلتقط عيناي الساعة المعلقة
"الحمد لله لما لم تخبرني بهذا فقط ،أنا أود العودة للمنزل بدل الدردشة معك "
"أوتش هذا جارح جايد ،لقد كسرت قلب صديقكِ المفضل "
"ألصقه بالصمغ "
نزعت مأزري الأبيض والسماعات التي كانت حول رقبتني بسرعة حملت معطفي وحقيبتي متوجهة للخارج .

سأصلح قلب الأخر غدا لأن الأن كل ما أريده هو نوم سالم في فراشي الدافئ .
لكن رنين هاتفي وإسم إيان الذي ظهر فيه حطم أمالي وأحلامي الجميلة في النوم
"جايد أمل أن مناوبتكِ قد إنتهت "
صوته جعلني أشعر بالغرابة ،هل كان متوترا أم ماذا ؟ أنا لم أتمكن من تحديد الأمر بالضبط
"نعم أنا الأن بجانب قسم الأطفال "
"جيد أنا أنتظرك بمقهى المشفى ،يتوجب علينا الحديث حالا "
"حسنا لكن ..." لم أتمكن من إكمال جملتي حتى لكونه قد قطع الخط مباشرة ،مالذي يحدث بالضبط ليس من عادته التصرف بهذه الطريقة

كنت قد وصلت لمقهى المشفى ،عيناي أجرت فحصا شاملا حول الوجوه عسى أن أجد إيان إلى أن نجحت أخيرا في إلتقاطه ،لقد كانت أصابع يداه متشابك تسند دقنه ،قدماه كانتا تتحركان بتسارع وكل هذه العلامات كانت دليلا على التوتر ،لم يسعني سوى الشعور بالقلق وعقلي يرسم جميع السيناريوات التي يمكن حدوثها .

سحبت كرسيا لأجلس مقابلة له ،إبتسامة صغيرة رسمتها على وجهي ليفع هو خاصته
"جايد ...لقد تأخرتي  "

"إضطررت لتفقد بعض المرضى قبل مجيئي ،مالشيء المهم لهذه الدرجة والذي لا يمكن الحديث عنه في الهاتف "

لقد كنت أتفقده طوال الوقت ،كما توقعت هو شديد التوتر ،لكن الغريب في الأمر هو أنني أعرف إيان منذ أربعة سنوات ولم يسبق لي رأيته على هذا الحال .

"إيان ..." تحدثت بصوت مرتفع لأخرجه من شروده وبالفعل عيناه سقطت على خاصتي ليقول
"جايد ...إن الأمر صعب جدا بالنسبة لي ولكن أظن أنه يجب علينا إنهاء علاقتنا "
تلك الجملة كانت كالصاعقة التي سقطت على أذناي ،رمشت عدت مرات عسى أن أجد نفسي في حلم أو بالأحرى كابوس
"أنتِ فتاة أكثر من رائعة جايد ،جميلة جدا ،ذات حياة عملية ممتازة ومستقبل باهر ولكنني لا أريد الإستمرار في علاقة أصبحت جافة هكذا "

كلما كنت أستمع إليه كان نبضات قلبي المتسارعة ،كنت أحس بالدموع في عيناي ،لكنها لم تأبى النزول بأي شكل
"أنتَ قلت أنك ستحبني دائما "

تحدثت بصوت منخفظ ،لا أعرف حقا إن كانت نبرتي الباكية مسموعة له لكنني أمل أنها لم تكن كذلك .

"الحب مجرد مشاعر تحل علينا وسرعان ما ترحل ليأتي بعدها مشاعر أخرى ،الحب الأبدي الذي تؤمنين به لا وجود له في الواقع لذلك أعتذر إن كنت جعلتك تعيشين أمال زائفة طوال تلك الفترة "

"لكن ..."

"جايد رجاء لا تجعلي الأمر أصعب ،الحب ليس كافيا أحيانا عندما تصعب الطريق "
"أهذا هو السبب فقط ؟"

أعينه توسعت فجأة بسبب سؤالي ،أنا أعرف إيان كباطن يدي ،أعرف عندما يحاول التحجج وصنع الأعذار وأعرف أيضا أنه لا يتخلى عن الأمور إلا إذا كان لديه البديل
كرسيا أخر سحب لتجلس بجانبه الشقراء ،الفتاة التي تعتبر صديقتي الوحيدة ، بياتريس أفلون
"جايد أنا أعتذر حقا لكن ...المرء لا يمكنه التحكم بمشاعره أحيانا "
شعرت بوخزة داخل صدري ،أهذا هو القلب المفطور الذي كُتب عنه ألاف الكتب ومئات الأغاني ؟

"منذ متى ؟" كانت هذه هي الجملة الوحيدة التي تفوهت بها ،كنت أود أن أصرخ بهما ،أقلب الطاولة وأجعل جميع الأعين تتجه لنا والأفواه تتهامس حيالنا ولكن لم تكن لي أي طاقة للقيام بهذا
"ثلاثة أشهر " بياتريس أجابت وهي تشيح النظر بعينيها ،في أعماقي كنت أريد أن أعتقد أنها حقا تشعر بالأسف لكنني أكرر ،هذه الفتاة التي كنت أفترض أنها صديقتي لا تشعر بالأسف حيال أي شيء ولا تقدم بالقيام بشيء إلا إذا كانت متأكدة من نتائجه .

هه...مثير للسخرية ثلاثة أشهر ...قبل ثلاثة أشهر بياتريس عادة من باريس بعد غياب سنوات لأعرفها على إيان حينها ...ثلاثة أشهر وأنا كالغبية .

أنا نهضت من مكاني ويدي توجهت نحو بنصري لأنزع الخاتم الألماسي وأضعه على الطاولة .

"أتمنى لكما السعادة "
سرت ناحية المخرج لكنني توقف لأستدير تحديدا ناحية بياتريس " هاه ..نسيت أن أقول شيء لكِ بياتريس ...كوني حذرة ،الذي يخون مرة سيخون ثانية وثالثة وحتى رابعة "
هي فهمت رسالتي التي كانت 'كما خانني معكِ سيخونكِ مع غيركِ'
أمي لم تخطئ حين قالت أن الخائن يبقى دائما خائنا ...
تماما كوالدي ...
وبهذا أنا غادرت المكان ،شعرت أن دموعي تكاد تنساب لأسارع بخطواتي للحمام
حدقت بإنعكاسي في المرأة ،أعين حمراء ومقلتان خضراوتنان تشعر بالتعب، أكياس سوداء توضعت أسفلهما ،بشرة بيضاء شاحبة.
هل بياتريس كانت أجمل مني لهذه الدرجة ،أم أنني أهملته كثيرا بسبب عملي المتواصل ؟

قدماي خدلتني ولم تعد لي القدرة كي أقف  أكثر لذلك جلست على البلاط البارد وأنا أسند رأسي على الحائط  ،الدموع لم تتوقف رغم أنني حاولت إيقافها .
الحب يصبح غير كافي عندما تصعب الطريق ،لم يكن هذا ما أخبرتني به من قبل إيان .

أنا لم أبكي من قبل ...طوال حياتي وأكره ان تكون أول لمرة لأنه تم هجري من الشخص الذي كنت أهيم به .

أمي ...أنا أشعر بالتعب من كل شيء ،أنا أشتاق إليك ،لقد أخبرتني أنني حين أجد الحب هو سيجعلني أصمد ولكنني أشعر بأن نفسي تنهار تدريجيا من كل هذا ،ألا يحق لي أنا أيضا أن أعيش السعادة ؟

أمي ...أنا أشتاق إليكِ يدكِ التي تربت بلطف على كتفي وتخبرني أن كل شيء سيكون بخير لم تعد موجودة ،أنا لاأريد العيش أنا أريد أن أكون بجانبك مجددا أمي .

في تلك اللحظة الباب الذي فتح فجأة جعلني أفزع لأتدارك نفسي وأنهض بسرعة وأنا اجفف عيناي .

"أنسة هل أنتِ بخير ؟" أعينها الزرقاء تفحصتني بقلق ويدها مُدت لشعري لكنني سرعان ما رسمت إبتسامة صغيرة على وجهي
"أنا بخير "
وسرعان مارفعت حقيبتي لأخرج من دون أن أردف بكلمة أخرى .

.....

نظرت المرأة للمرآة ليتغير إنعكاس أعينها في المرأة للبنفسجي ،رسمت إبتسامة خبيثة على وجهها لتقول

" أملك الأن شعرة لها وكذلك لا هي تملك رغبة في التمسك بالحياة ...مثالي "

.....

أنا فتحت الباب بقوة لتتوجه أعين دانيال لي بقلق وفور رؤيتي لوجهه أنا إنفجرت بالبكاء ،هو نهض بفزع ناحيتي لأرمي نفسي لصدره وأنا أعانقه .
هو لم يسأل بل فقط ربت على شعري برفق ووضع لحيته أعلى رأسي
"لا تبكي ،كل شيء سيكون بخير "

لقد كنت في منزل دانيال ألف نفسي بعشرات البطانيات الدافئة ولا رغبة لي في الخروج من أسفلها
"حبا في الله جايد أخرجي ،أنظري لقد أعددت لك مشروب الورد الذي تحبينه "
بالفعل الرائحة بدت لي مألوفة في البداية ولكنني لم أتعرف إليها نزعت جزء صغيرا فقط يسمح لعيني اليسرى بتفقد المكان "ضعه وإذهب "

هو زفر بقوة لأشعر بتلك الأغطية تسحب من أسفلي
"دانيال أيها اللعين أتركني"

"هيا إنهضي ،أنتِ لن تقضي كامل عمركِ بسبب ذلك الأحمق ،جايد يوجد ألف رجل غيره"

"لكن هم ليسوا إيان ،لا أحد كإيان ،دانيال أنا لا أستطيع حتى كرهه ،أريد أن أكرهه"

"هذا أحسن ،أن لا تشعر بشيء إتجاه شخصا أفضل من أن تشعر بإحساس إتجاهه سواء كان ذلك كراهية أو حب أو غيرهما "

"أنت محق ،هذا صحيح جدا ،دانيل ..."

"ماذا ؟" أعينه تفقدتني بإستغراب لأقول
"أريد أن إخرج ،أريد أن أذهب للبحر "
"إنها الرابعة ونصف جايد ساعة ونصف ستغرب الشمس "
"لا يهم هيا فقط لنذهب للبحر "
"حسنا هيا بنا "

لا يوجد شيء في هذا العالم بأكمله يجعلني أشعر بالإرتخاء والراحة كصوت تلاطم الأمواج بالصخور في البحر ولونه الأزرق الهادئ .

بالفعل الشمس بدأت تغرب كما قال دانيال وسرعان ما سيحل الظلام .
"هل تريدين أكل شيء ؟ "
"نعم رجاء ،شيء حلو "
"سأذهب لأعثر لكِ على شيء ما أبقي هنا ولا تتحركي"
هو ربت على رأسي كأنني جرو صغير وودعني بأبتسامة كبيرة ،هذا الفتى أحسن شيء حدث لي ،الحمد للإله أنني أملك صديقا مقربا مثله .

شيء ما شد فستاني لأجد أنه فتى صغير يقابلني بأعينه العسلية الكبيرة وهو يحمل حلوى التفاح بيده ليقول لي بصوته الطفولي
"تلك المرأة تريدكِ "
قال مشير ناحية عجوز كانت تجلس قريبا مني ويمكنني أن أخمن أنها تقرأ الطالع من الطاولة التي وضعت فيها أوراق التاروت.

وبالفعل أنا سرت إتجاه تلك المرأة بسبب الفضول الذي أكلني ،لما سألت عني أنا من بين الجميع ؟
أعينها الزرقاء بدت مألوفة بطريقة غريبة ولكن التجاعيد التي كانت في وجهها أخفت ملامحها التي تبدو جميلة
"لقد طلبتني هل لي أن أعرف السبب "
"لقد رأيت الانسة بمفردها فتساءلت إن كانت تريد قراءة أوراق التاروت ؟"
أنا قهقهت بخفة وقلت بينما أجلس مقابلة لها " رغم أنني لا أؤمن بهذه الأمور ولكن لا مانع من تضييع بعض الوقت "
"جيد جيد جدا " هي إبتسمت لي بينما جعلت أوراقه تصطف أمامي
"إختاري ثلاثة "
وبالفعل أنا عينت ثلاثة لتبعدهم وتجمع بقية الأوراق عيناي تأملت الأوراق الثلاثة المقلوبة بفضول لتسحب الورقة الأولى وتبتسمت وهي ترفع حاجبها ثم سرعان ما أدارتها ناحيتي
"ملكة ؟"
قلت بتساءل فور وقوع أعيني على الصورة لتقهقه وتجيب
"ليست حتما ملكة بل يمكن أن تكون فردا من عائلة نبيلة جدا "
"وماذا من المفترض أن يعني هذا ،ألن تفسري لي "
"صغيرتي ،أنا لا أقرأ أوراق التاروت بل هي التي تقرأ من إختارها ،أنت لن تحتاجي لتفسير ،كل شيء سيكون مفهوما مع الوقت "
رفعت حاجبي بتعجب أنا لم أفهم معنى هذا وهي أيضا لا تنوي أن  تشرح لي الأمر وسرعان  ما قلبت الورقة الثانية والذي كان فيها قلب لتضحك وهي تقول " أيتها الأن ،حب جديد ينتظركِ كوني مترقبة "
هي أجابت بإختصار لتسحب الورقة الثالثة والأخيرة والتي حملت صورة بحر فيه غروب للشمس لتقول
"قبل غروب الشمس  ،الكثير من الأمور ستتغير في حياتك ،سيحدث تغيير جدري لكِ جايد "
"كيف تعرفين إسمي " هي ضحكت وردت
"أنا أعرف أسماء جميع زبائني ...إسحبي مجددا"
نفذت ماقالته لي وأنا أطالعها بتعجب ،لماذا أستمر بفعل هذا في الأساس ؟
هي قلبت الورقة الأولى والتي كانت تحتوي على شجرة متجمدة ،الورقة الثانية كانت مرسوم فيها صورة حاصد الأرواح والذي يشير للموت أم الثالثة ...فكان شخصا مشنوقا من أعلى البرج 

"الموت ...الكثير من الموت يقترب ..."
تحدثت بيننما ثبثت أعينها العميقة على خاصتي ،
يا إلاهي الأمر يزداد غرابة بسبب هذه المرأة وأنا أشعر بالذعر أمامها
"كم تريدين " قلت وأنا أفتح حقيبتي ولا أملك أي نية في البقاء أكثر من هذا .
"لا أريد شيء ،أنتِ فتاة مميزة لدرجة لا تتصورينها وما ينتظرك لهو شيء مبهر وخارق ،أنتِ ستصنعين مجدا لم يشهده أي أحد ....كل هذا سيكون إنطلاقا من غروب الشمس
عيناي تفحصتها بحيرة ،شيء حيالها كان يجعلني أشعر بالقلق أكثر ،طريقة كلامها ،تحديقها الغريب بي ومعرفتها لإسمي
أنا فقط نهضت من مكاني لأجد دانيال يقترب ناحيتي وهو يحمل حلوى التفاح بيده ...المفضلة عندي .

"من حسن حظكِ أنني تمكنت من الحصول على الأخيرة "

"شكرا لك ،هل يمكننا العودة الأن ؟"
"بالطبع إنتظري هنا سأجلب السيارة من الجهة الأخرى"

"حسنا ،أسرع لقد بدأت أشعر بالتعب"
لا اعرف كيف ولكن كلمات تلك المرأة تمكنت من التأثير بي إستدرت ناحية البحر لأجد أنه الشمس بالفعل قد بدات تغرب
هي قالت قبل غروب الشمس ...أهذا يفترض أنه الأن ؟
إستدرت للجهة الأخرى لأجد طفل صغير يحدق بمنتصف الطريقة غيرت ناظراي لما كان يتأمله لأجد لوح تزلجه الذي كان في الطريقة ،هو كان يكاد يبكي ،لا بد من أنه يريد إستعادته ولكنه خائف من قطع الطريق بمفرده ،أنا كنت مثله يوما ما أخشى قطع الطريق بمفردي إلا إذا كانت أمي معي .

لذلك قدماي تقدمتا بشكل لا إرادي ناحية منتصف الطريق لأجلب لوح التزل له إستدرت وأنا أبتسم ناحيته ولكن قبل أن أتقدم خطوة واحدة شعرت بالجسم الحديدي الصلب يصدم بي بقوة لأسقط أرضا ،لم أتمكن من رؤية شيء ،كل ما حولي مشوش ،ألم فضيع غزى جسدي وشيء سائل لامس جلدي أجزم أنها دمائي،صراخ حولي ،هيئة دانيال كانت مشوشة  لكنني لم أتمكن بسببها من تحديد  أي شيء لحظات بعد ذلك وسمحت للظلام أن يتسرب لي بشكل كلي .

هل أنا ميتة ؟
هل أنا في الجنة أم في الجحيم ،على الأغلب الجنة فأنا قمت بالعديد من الأشياء الجيدة في حياتي.

عيناي تفتحت بهدوء ،توقعت أن أشعر بألم في كامل جسدي لكنني لم أفعل لكن ...لحظة فقط ما كل هذه الذكريات الغريبة التي تمر على عقلي أنا في جميعها لكنني لم أعش ولا واحدة فيها ...
سقف السرير الذي قابلني بدى غريبا بسبب اللوحة الثمينة التي عُلِقت أعلاه ،أخر ما أتذكره كان حادثة السيارة لكن المشافي لا تملك أسرة بهذه الفخامة.

"يا إلاهي ...اللايدي إستيقضت ،سارعي ونادي الدوق والدوقة "

تلك المرأة عانقتني بشدة لدرجة تكاد تخنقني
"آه لايدي جيزال لقد كدنا نموت خوفا من أن يصيبك مكروه"

من هذه المرأة ...لحظة فقط إسمها ميلينا هي موجودة في ذاكرتي ...رباااه
ماللعنة لما أعرف شخصا لا أعرفه وأي دوق ودوقة تتحدث عنهم ومن هي جيزال هذه ؟

"لايدي جيزال ،أنتِ بخير أليس كذلك ؟"
عيناي تفحصت المكان ،غرفة تشع بالرقي كأنها أحد غرف الأميرات من العصور القديمة لكن المرآة التي وقعت عليها عيناي جعلتني أستغرب من إنعكاسي ،إنها أنا ولكن ليست أنا أهذا منطقي حتى ؟ ...أنا لا أملك شعر طويل لهذه الدرجة ، وبشرتي ليست بهذه المثالية والحيوية وكذلك لا توجد أي أكياس سوداء أسفل عيناي .

مالذي يحصل هنا بحق خالق الجحيم ؟

© Persephone ,
книга «Before the sunset |قبل غروب الشمس».
Коментарі