الفصل الثاني
جوليا (والدة كريستوفر) P.O.V
إستيقظتُ في الصباح الباكر حوالي الساعة ٤:٣٠ بينما زوجي فيليب يغطُ في سباتٍ عميق ، نهضتُ من فوق السرير ، و أخذتُ خطواتي نحو غرفة ابني لاتأكد من انه قد عاد الى المنزل فأنا قد انتظرته طويلا يوم أمس و لم يعد ، دخلت الى غرفة و لم يكن موجودا هناك.
" يا إلهي هذا الولد سيصيبني بالجنون" قلت و أنا أتأفأف.
انا اكره كون ابني شرطي او بالاصح محقق مختص بالقضايا العنيفة ، كنت اتمنى ان يصبح ذا شأن كأن يصبح طبيبا او مهندسا و لكنه مجرد شرطي اخرق.
عدت الى غرفتي و ذهبت لاخذ حمام دافئ ، انتهيت من حمامي و خرجت فوجدت فيليب مستيقظا ، فقلت له: "صباح الخير".
فأجاب: "صباح الخير عزيزتي". ثم اخذ طريقه الى دورة المياه.
ذهبت لإعداد الفطور فطبختُ العجة و حمصتُ الخبز ثم جلبت الجبنة و المربى من الثلاجة و بالتأكيد لم أنسى القهوة ، رتبت كل شيء على المائدة من الاطباق و الملاعق و ما إلى ذلك.
" عزيزي الفطور جاهز" قلت مناديةً
جاء فيليب و شرعنا في تناول الطعام مع بعض الاحدايث البسيطة عن أحوال سير العمل ، مضى الوقت ، و كان فيليب قد غادر المنزل منذ حوالي ساعتان و نصف قضيتها أنا و الخادمة في تنظيف المنزل و ترتيبه .
امسكت الهاتف و هممت بالاتصال على كريستوفر ، لم يرن كثيرا و إذ بالسيد كريستوفر يغلق الخط في وجهي ، العاق سأريه.
جلست اقلب قنوات التلفاز ثم وضعت إحدى الافلام الرومنسية كان جميلا و عاطفيا لكن في النهاية قُتل البطل و أنتحرت الاخرى .
"ما هذه النهاية السيئة؟ نكدوا عليّ الصباح بفلمهم هذا" قلت و أنا أمسح دموعي
"آه و ما الذي أريد منهم؟ الافضل لي أن أنهض لصنع الغداء" قلت و أنا أقف ثم توجهت الى المطبخ لإعداد طعام الغداء.
عاد فيليب الى المنزل في حوالي الساعة ١:٣٠ ظهرا تناولنا طعام الغداء و نحن نتناقش في عدة امور ، ثم قلت له: "ابنك العاق اغلق الخط في وجهي ، و عندما يعود سأكسر عظامه". ضحك بصخب ثم قال: "اعذريه ربما كان مشغولا و ايضا لا تنسي هو ابنكِ الوحيد".
نظرت له بنظرات توحي بأنني لن اتركه عندما اراه ، فصحيح بأنه ابني الوحيد و بحكم ذلك فهو يعلم انني اكره ان يغلق الخط في وجهي.
ثم ذهبنا لاخذ قيلولة صغيرة.
و مضى باقي اليوم و كريستوفر لم يعد و لا اليومين التي تليه.
-------------------------
بعد يومين
كريستوفر P.O.V
~في الصباح~
"هل تعلم يا كريستوفر إن الموضوع غريب و مخيف أن يتم إستهداف رئيس شرطة" قال جاك و هو شاب ذو بشرة حنطية و عيون عسلية و شعرٍ أسود حالك ، يبلغ من العمر ٢٦ عاما.
"أجل هذا صحيح" أجبت.
"هاي أنتما إجتماع طارئ" قالت ميلاني داخلةً و يبدو عليها الاستعجال.
"هل ظهرت نتيجة التشريح بهذه السرعة؟" سألت.
"نعم" أجابت ثم صرخت "هيا قبل أن نتأخر فسيجد العميد لوكاس فرصة لتوبيخنا و خصم رواتبنا".
"هيا بنا" قال جاك ، لاضحك أنا و أقول: "و كأنكِ بحاجةٍ لهذه الاموال آنسة ميلاني".
"كم أكرهك يا كريستوفر" قالت و هي تتأفف ثم أكملت و هي ترفع حاجبها الايمن و علت وجهها إبتسامة ماكرة: "قل أنك تشعر بالغيرة مني فقط".
"و لما...." لم أكمل حديثي بسبب جاك الذي دفعني بإتجاه الباب ثم دفع ميلاني معي و قال: "كفى شجارا يا مزعجان".
دخلنا إلى غرفة الاجتماع ، الجميع كان هناك بإستثناء ثلاثة كانوا قد سافروا لخارج البلاد من أجل إحدى المهام ،دخلنا و ألقينا التحية ، ثم أخذنا مقاعدنا.
نهضت ميلاني لتبدأ بطرح جميع الادلة الملموسة التي عثرنا عليها .
" الدليل الاول/ الفأس و الذي هو أداة الجريمة وفق نتيجة التشريح التي أظهرت أن سبب الوفاة هو النزيف الحاد الناتج عن بتر القدمين" قالت و هي تقلب الصور على شاشة العرض ، ثم أكملت: "الدليل الثاني/ الحبال التي رُبط بها الضحية و هي حبال متينة يبلغ ثمن الواحد منها ٣٥ دولارا " أنهت حديثها ؛ لِيطرح العميد لوكاس سؤالا: "هل عُثر على أي بصمات أو آثار الاقدام".
"لا يا سيدي" أجابت ثم عادت للجلوس.
"و الشهود أم لا يوجد؟ و الذي بلغ عن الجثة هل تم التحقيق معه؟"
"لا شهود للان سيدي ، أما بالنسبة للذي بلغ عن الجثة فلديه حجة غياب قوية فقد كان مسافرا لخارج البلاد و عاد قبل يومين من عثوره على الجثة و تأكدنا من ذلك ، كما أنه إجتاز أختبار كشف الكذب" أجبتُ بتلقائية.
"إذا نحن نتعامل مع مجرم سابق نظرا لتمكنه من إخفاء كل شيء قد يسبب في القبض عليه ، إبحثوا في سجلات الشرطة عن مُدانين قد أنهوا محكوميتهم خلال الستة شهور الماضية" قال العميد و أنتهى الاجتماع.
--------------------------------------------------------
P.O.V جوليا
في حوالي الساعة ٥:٢٠ مساءً ، جلسنا انا و فيليب في حديقة منزلنا نحتسي كوبًا من القهوة مع الكعك المحلى.
حتى قاطع شربنا للقهوة قدوم سيارة توحي على أن صاحبها فاحش الثراء.
نحن نسكن في حي للاثرياء و لكن ليس حي فاحشي الثراء ؛ بحكم ان زوجي يمتلك سلسلة من العقارات.
اعلم ، اعلم ما الذي ستقولونه الان ، لماذا لم ندرس كريستوفر؟ ذلك لاننا كنا فقراء معدمين فقد كان زوجي ايضا شرطي ليس مثل كريستوفر بل شرطي مرور ، و لكن في احدى الايام قرر شراء ورقة اليانصيب فالبداية غضبت جدا من فِعلته إلا انه قد حالفه الحظ في النهاية و ربح بالجائزة الكبرى .
قمنا بإستثمار المال في العقارات و انتقلنا من منزلنا المتهالك الى منزلنا الجديد ، حاولنا إقناع كريستوفر بالاستقالة من وظيفته إلا انه رفض الفكرة رفضا قاطعا.
رأيت رجلا يخرج من السيارة ، و كان ينزل بعض الاغراض ، لكزت زوجي و قلت له: "اذهب و ساعده ، و قم بدعوته على العشاء ، هيا اذهب بسرعة".
نظر لي نظرة خاطفه ثم نهض و ذهب إليه ، رأيته يقوم بتحيته ، ثم تبادلا اطراف الحديث ، رأيتُ ابتسامة الرجل الغريب ، اخذ زوجي بعض الاكياس من يد الرجل ، ثم اخرج الرجل بقية الاغراض و حملها ثم ساروا بإتجاه منزله.
كنت اراقب الاوضاع من بعيد ، لقد تأخروا و شارفت الشمس على المغيب ؛ لذا نهضت و ذهبت لاعداد العشاء.
اعددت العديد من الاصناف ، و اخيرا حضروا.
جلسنا في غرفة الجلوس و بدأت بطرح العديد من الاسئلة نحو ما اسمك؟ كم عمرك؟ ماذا تعمل؟ متزوج؟
اجل انا عجوز فضولية ، عمري ٥٥ عاما.
فأجاب بكل ادب: "اسمي دانييل ، عمري ٣٣ عاما ، اعمل طبيب اطفال ثم اكمل بحزن و انا ارمل".
كم هو محترم ، يا ليت ولدي الاخرق مثله.
ثم اردفت: "اوه ، لا تحزن الحياة هكذا ، لا تدري متى ستغادر روحك جسدك".
و على ذكر ابني ها هو قد عاد الى المنزل.
تعرف على دانييل و بدأنا بتناول طعام العشاء ، انتهينا و غادر دانييل الى منزله.
اخرجت عصاتي و بدأت بضرب كريستوفر و هو يحاول الهرب مني بينما فيليب يضحك.
"أيها الولد العاق ، تغلق الخط في وجهي و تغيب عن المنزل لثلاثة أيام متتالية دون حتى أن ترسل رسالة لتُعلمني" قلت و أنا لا أزال أركض خلفه
استطاع كريستوفر الهرب و الخروج من المنزل ، جلست لمدة ١٠ دقائق لارتاح ثم اتصلت به: "اذا لم تعد خلال ١٥ دقيقة من الان فأحلم بالعودة الى المنزل مرة اخرى".
كنت انتظر بجانب الباب و لم يمضي الكثير من الوقت و ها هو كريستوفر يدخل و قال بكل براءة: "مرحبا بأجمل و احن ام في العالم ، انا اسف على اغلاق الخط في وجهك لقد كان العميد هناك ، كما أنني كنت مشغولا جدا خلال الثلاثة أيام الماضية".
قمت بإحتضانه و اردفت: "ابني العزيز ، كل ذلك من قلقي و حبي لك فقط"
"أعلم أمي" قال و هي يشد الاحتضان ، لنسمع صوت حمحمة فيليب من خلفنا ، ليردف: "و أنا ألا أستحق عناقا؟"
"بالطبع تستحق" قلنا و نحن نضحك ، ليدنو منا و نكمل هذا الحضن الدافئ.
--------------------------------------------------------------
~في الصباح~
كنا نتناول الافطار في هدوء و نشاهد الاخبار على التلفاز .
قامت الخادمة بإحضار جريدة اليوم.
بدأت في قرائتها ، حتى قرأت الخبر الذي اصابني بالقشعريرية منذ الصباح.
(بعد اسبوع من اختفاء رئيس الشرطة جوش ، تم العثور عليه مقتولا في الغابة الشمالية ، كما اوضحت الشرطة انه قُتل منذ اول يوم لاختفائه).
مع انتهائي من قراءة الخبر ، حتى سمعت مذيع الاخبار يعيد الخبر من جديد.
لأنظر لكريستوفر الذي لم يبدو عليه أنه تفاجأ من الخبر.
"ما الذي.." لم أكمل حديثي ، ليقف كريستوفر و يقبل رأسي ثم رأس والده و يقول: "سأذهب إلى العمل الان إلى اللقاء". ثم غادر
يتبع~
Коментарі