الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الثالث


~مجهول~

منذ الصباح و أنا أُطرب أُذناي بالخبر المحزن ، لم تتبقى قناة على التلفاز إلا و قد أذاعت الخبر نفسه و أنا أُعيد بلا كلل أو ملل و أنتقل من قناة لأخرى .

(بعد اسبوع من اختفاء رئيس الشرطة جوش ، تم العثور عليه مقتولا في الغابة الشمالية ، كما اوضحت الشرطة انه قُتل منذ اول يوم لاختفائه).

"محزن ، محزن جدا ، كان رئيسا جيدا" لم اتمالك نفسي لأبدأ بالضحك.

لقد فوتم سماع صوت صراخه و هو يحاول فك قيده من تلك الشجرة ، اه كم هو مسكين.

هل تريدون معرفة ماذا حصل؟ همم يبدو أنكم مجموعة من  المسالمين الغير قادرين على فِعل شيء ؛  لذا سأخبركم

~Flashback~

~قبل ٨ أيام~

أقود سيارة الاجرة عبر الطرقات و الازقة الخالية تقريبا إلا من بعض القطط الضالة فالساعة الان ١٢:١٥ صباحا ، و أرى ذلك البدين الواقف أمام إحدى المطاعم الماد يده طالبا مني الوقوف لأقله.

أوقفت السيارة فصعد إليها ثم قال بكل وقاحة: "شارع ٩ منزل رقم ٢٤٨".

"حاضر سيدي" قلت و أنا أُعطيه أكبر إبتسامة عبر المرآة الامامية إلا أنه أصدر ضحكة إستهزاء ؛ لتتسع إبتسامتي بشكل أكبر..

هذا الوغد البدين ..

أكملت القيادة بينما هو يُكلم أحدا عبر الهاتف يبدو أنه ينهي إحدى صفقاته المشبوهة ؛ فقد كان يقول: "إذا لم يوافق تخلص منه" أغلق الاتصال ثم توقفت فجأة مما إدى الى صدور صوت إحتكاك العجلات.

فقال بإنزعاج واضح: "ماذا حدث؟ لماذا توقفت؟"

"عذرا سيدي يبدو بأن هنالك خطب بالمحرك" قلت و انا أخرج ، ليخرج هو مغتاظا و يصدر صوت تأفأف.

أدخلت يدي في جيبي لاخرج منديلا قد شبعته بمادة منومة منذ فترة ، التفت إليه ثم هجمت عليه بسرعة كبيرة ، قاوم قليلا ثم أستسلم لنوم، كان يجب علي ان اتركه ينام لانها ستكون الاخيرة ، أليس كذلك؟.

على الاقل انا امتلك القليل من الرحمة.
بدأت بجره و التوغل في الغابة إلى ان وصلت الى منطقة خالية نسبيا من الاشجار ، أفلت الذي بيدي و سقط على الارض كالجثة الهامدة.

"آاااه ، كم هو ثقيل!" قلت و انا امدد كتفاي.

عدت إلى السيارة و أحضرت حبلا و بكرة  متوسطة الحجم.



صعدت إلى إحدى الاشجار و ثبتُ البكرة ثم وضعت الحبل في المكان المناسب و نزلت بهدوء.

"و الان حان دورك" قلت و أنا أقترب من جوش.

سحبت الحبل لاقوم بلفه و ربطة إلى أن انتهيت ، بدأت أحاول جره غير أنني لم استطع هذا البدين الاكول.

"لا تظن أن بطنك الكبير هذا سيوقفني عن مخططي و عن قتلك أيها الوغد" قلت و انا احدثه.

تنهدت لاقول: "و كأنه سيسمعني".

عدت إلى السيارة و بدأت بقيادتها بحذر نحو الغابة التي تُدعى بالشمالية و وصلت بأقل الخدوش الممكنة.

ثبت الحبل في مقدمة السيارة لابدأ بالقيادة إلى الخلف الى أن صار واقفا على قدميه و ظهره متكأ على الشجرة ،اوقفت السيارة لاعود إلى صديقي ، جلبت بقية الحبال لاعود لربطه حول الشجرة.

"و اخيرا انتهيت" قلت و انا انفض يدي من الغبار.

جلست على الارض و بدأت أتصفح هاتفي و أنهي بعض الاعمال المهمة ، أنتهيت لانهض من على الارض و آأخذ خطواتي نحو السيارة للمرة المائة و أخرجت فأسا متوسط الحجم و قارورة ماء متوسطة الحجم.

وقفت امامه و انظر إليه نظرة متقززة ، صحيح انني  لدي دافع لقتله إلا أنني قد ظننت انه انسان جيد و صالح و لا يستحق ذلك لأستطيع الاعفاء عنه و تركه في حال سبيله إلا انه اثبت و بقوة انه لا يستحق حتى الشفقة ، فتحت قارورة الماء لاشرب رشفة ضغيرة منها ثم صببتها عليه ، ليشهق فزعا ، ثم بدأ بالسعال.

حاول تحريك جسده إلا انه لم يستطع و بدأ بتحرك بعنف ليرفع رأس و يشاهدني  ليبدأ بالصراخ كالفتيات عندما يرين صرصورا: " من تكون انت؟ ما الذي تريده مني" ، ثم بدأ بمحاولة فك الحبال عنه دون اي جدوى.



كان منظره مضحكا ، لم احتمل و بدأت بالضحك.

اقتربت منه لاهمس في أذنه: "لا تحاول ، ستكون نهايتك اليوم على هذه الشجرة حضرة رئيس الشرطة جوش". بدأ بالبكاء و الترجي و قول انه يمتلك اطفال و بلا بلا.

ألقيت عليه نظرة ، ثم ابتسمت بتهكم لاقول له: "انا بنفسي بحثت عن حجة لاتركك على قيد الحياة و لكن للاسف لم أجد لذا.." هويت بالفأس على قدمه اليمنى ثم انتقلت الى اليسرى و هو يصرخ و يصرخ.



رميت الفأس ، ثم ابتعدت قليلا لأنظر إليه و اتأمل منظره المزري و الدماء تخرج كأنها نافورة من قدميه إلى ان بدأ جسده بالتشنج بعنف حتى سكن جسده دليل مفارقته الحياة.

عدت الى السيارة ، قمت بتنظيف كل شيء ،  ثم قدت الى احد المستنقعات لاغرق السيارة بالذي فيها ، ثم عدت الى المنزل سيرا على الاقدام بعد ان تخلصت من اي دليل قد يوصل الشرطة إلي.

مضى اسبوع تقريبا على وفاته و الشرطة حقا حققت انجازا بالعثور عليه ؛ فنحن الان في فصل الصيف و درجة الحرارة و الرطوبة عالية و انا شبه متأكد بأن جثته قد ملئها الدود يالها من ميتة بشعة ، انا اشفق عليه ، هه هل صدقتم ذلك بل على العكس لو عاد بي الزمن اكثر من مرة لقتلته و بنفس الطريقة.

--------------------------------------------------------

كريستوفر P.O.V

مضى اسبوع على دفن الرئيس جوش ، الجميع منهك ، لقد قمنا بالكثير و حاولنا جمع الادلة إلا انه لا يوجد شيء ، حتى اداة الجريمة لم نجد عليها سوى دم الضحية.



عندما تتبعنا أين شوهد السيد جوش لآخر مرة وجدنا انه كان في احد المطاعم و قال لنا صاحبه بأنه غادر المكان بسيارة أجرة ، و المشكلة تكمن هنا فنحن الان نبحث عن ابرة في كومة قش لان جميع سيارات الاجرة متشابهة في المواصفات و لم نعرف رقم لوحة او شكل سائقها .

إجتماع آخر لكن لا يوجد امر جديد قد حصل في مجريات التحقيق ، حتى مع بحثنا في سجلات المدانين اكتشفنا ان جميع الذين قد خرجوا من السجن كانت جنحهم ليس لديها صلة بالقتل او تشير الى اي عداوة اتجاه رئيس الشرطة جوش و الجميع كانت لديه حجة غياب.

انتهى الاجتماع ليعود الجميع الى مكاتبهم.

~بعد نصف ساعة~

كنت امسك رأسي و لم اشعر سوى بضربةٍ على رأسي ، لأرفعه و اشاهد امي واقفةٌ امامي و في يدها علبة طعام.

صرخت في وجهي: "كريستوفر ، لماذا لم تعد الى المنزل ليومين؟ انظر لنفسك انت في نفس الثياب منذ يومين ، انا اشك انك قد قمت بغسل اسنانك".
ثم وضعت علبة الطعام على مكتبي و قالت: "هيا كُل ، انا اعلم ان طعام المطاعم سيئ".

قلت لها: "لكن امي ، انه ليس وقت الغداء و الجميع ينظر إلينا اتركي الطعام ، سأتناوله فيما بعد". نظرت إلي ثم ضربتني على رأسي و قالت: "و علبة الطعام من سيعيدها؟ أنت ، بالطبع لا فأنت بنفسك لا تعود الى المنزل".

ثم نظرت الى الجميع و قالت: "الى ماذا تنظرون هاه؟ اكملوا عملكم و اتركوا ابني يتناول طعامه في سلام قبل ان اكسر رؤوسكم". هرع الجميع الى مكاتبهم و بدأوا بالعمل بينما امي بدأت بفتح علبة الطعام و ترتيبها على مكتبي جعلتني امسك المعلقة و قالت: "كُـل بسرعة ، قبل ان يبرد ، انا لم اعد الطعام لابيك بعد لذا يجب علي الرجوع الى المنزل بسرعة". باشرت بتناول الطعام و انا لا انكر ان امي ماهرة في الطبخ ، و انا سعيد بأنها لا تعتمد على الخادمة في الطبخ فهي طباخه ماهرة.

كنت آكل في سلام الى ان خرج العميد لوكاس و هو يصرخ  ليراني انا و امي ، ليتجه نحونا مباشرةً و بدأ بالصراخ: "هذا ليس مطعما ، انه مركز شرطة و يمنع حضور الاهل ، هل فهمت كريستوفر؟". شرقت بالطعام و بدأت اسعل بقوة لتشرع امي بضربي على ظهري و مدت لي كأسا من الماء.

رأيت امي تنظر الى العميد نظرة سوف اقتلك ان لم تغادر الان ؛ ليبتلع العميد ريقه و يغادر المكان.

امي انا احبك.

يتبع~

© ᗷᗴᗷO ,
книга «سنمسك به ? ... لا أعتقد».
Коментарі