حكاية طفلة
أسرة سعيدة ، تعيش في بلدة بعيدة ، أحلامها وردية ، و حوائجها بعون الله مقضية .
منذ عدة أعوامً مضت بدأت قصتها و انتهت ، فهذا الوالد علي الحنون ، يعمل جنديا و للوطن يصون ، و الأم فتحية للخير سبّاقة ، كل يوم تتحدث مع الجارة بلباقى، أما فيّ الطفلة الصغيرة ، كانت مدللة كالأميرة.
في يومٍ من الايام ، استيقظوا على صوت الحطام ، فخرج عليٌ مسرعاً ، و انضم للجنود مدافعاً ، فألقى خطاباً رائعا ، ألقى به خلف القضبان ، لكنه غير مكتئب ولا ندمان ، بل كان يتغنى بالشعر الرنّان .
فحاولت الأم ان تقلل الصدمة ، فأخبرت فيّ ان والدها في مهمة ، فلم تتفوه فيّ بأي كلمة ، و بعد عدة أيام ، ذهبت الاثنتان لتصلا الأرحام ، فما كان من فيّ إلا أن تسمع اعتقال ، فترددت العبارة في ذهنها كالموال ، هل أبي مسجونٌ طيلة تلك الأيام ؟، كلا سأبعد تلك الأوهام .
كبرت فيّ الصغيرة ، لتصبح كبيرة ، فقالت لأمها ، بلمعة في عينها : كبر ظلي ، و لم أرى حتى الآن والدي ، كم يجذبني الشوق إليه ، إن كان قريباً يا أمي دليني عليه .
و بعد شهر رمضان ، شهر المحبة و الغفران ، خرج علي من خلف القضبان ، سمعت فيّ طرقاً على الباب ، ففتحت و قالت هناك شاب ، فأسرعت الأم لتكتشف أمره ، ثم رمقت الأم ابنتها بنظرة ، قائلة هذا من كنت طول عمرك بانتظاره ، هذا والدك الذي كنت تحلمين بلقاءه .
2019-07-18 14:00:16
1
0