1
كان الظلام دامسا ، باردا ، يزينه بريق النجوم الخافت ، حدقت فيه بسعادة يخالطها الهدوء فطرق آذاني صوت طفولي مرح
" إنه شهاب يونقي تمن أمنية "
قلبت عيني بملل
" إلهي ألا تشبع من هذه الترهات ؟!"
" تعلم اني أكسل من السير وراء أحلامي ، لذا أسلك طريق الخرافات المريح "
تنهدت بقلة حيلة و تمتمت لنفسي "انت سخيف " ، لكن سمعه القوي التقط ما تفوهت به ، فوكزني عدة مرات بسبابته ناطقا "لست سخيفا يونقي ، لا تكررها ان كنت تحب لسانك ! "
لم أستطع فهم ما قاله في النهاية ، لإن نبرته انطفئت تدريجيا ، فتحت عيني غير قادر على استيعاب ما حولي ، قبس نور خفيف ينسل من باب الغرفة نصف المفتوح ، على المنضدة إلى جانب سريري هاتفي و ولاعة سجائري الحمراء ، بالإضافة إلى صورتي يوم تخرجي من الجامعة ، سرت قشعريرة في جسدي من النسمة الباردة التي تسربت إلي حال إزاحتي الغطاء لأنهض ..
اغتسلت و خرجت لتقابلني شاشة التلفاز ، و شريط الاخبار الاحمر يوحي باشتباكات و قتلى جدد ، تجاهلته بخطواتي ، أيجب أن أرقد و أصحو على هذه الأنباء المؤلمة ؟! ممزوجة بالدم و الموت ، بالأشلاء المبعثرة ..
وجهت نظري للشاب في المطبخ فارع الطول ، عريض الاكتاف ، يوليني ظهره ، و الواضح من الرائحة الزكية أنه يعد القهوة ، استرخيت على الأريكة للدقيقتين فشعرت بظله يسقط علي
-هيا يونقي ، القهوة معدة ، تفضل
دفع كوب القهوة نحوي بابتسامة ، ارتشفت القليل منه ، طعمها تسرب إلى جوفي ، و رائحتها المخدرة غلفت الأجواء من حولي ، أنا واقع في حبها حتى أذني ، "انت سوكجين إن لم يخب ظني ، أخبرتني في المشفى أنك صديقي و ستساعدني على استرجاع ذاكرتي " ، أومأ مؤكدا كلامي فتمتمت بغير وعي " أنا ..مشتت حقا ، منذ أن فقدت ذكرياتي و ذات الحلم يراودني ، أو ربما من قبل ان أفقدها ، لا أعلم حقا ،فتى صغير يطالبني بقول أمنيتي ما إن يمر شهاب في السماء السوداء قبالتنا ، أنت سخيف ، لست كذلك و ينتهي الحلم و لا زلت أجهل كنه هذا الفتى ، ليس أخي ، تأكدت من وثائقي بنفسي لأزيل الشك عن كونه شقيقي " نظرت لسوكجين عله يفهمني شيئا ، لكنه نفى برأسه مرارا "لا ..لا أعلم ، أقصد ، لا أذكر أنك حدثتني عن شيء كهذا مسبقا " ، هو يكذب ، أستطيع أن أرى ذلك في حدقة عينيه المترددة و التي تحاشتني خلال الحديث ..
صدى غريب حطم الهدوء في ذهني "حفنة مجرمين ! لقد قتلتم عائلتي ، و أنت معهم يونقي !" ذات الفتى المجهول ! لكن لماذا رماني بتلك الكلمات ! كررت ما قاله بنبرة مستهجنة ، فرفع سوكجين نظره نحوي و وتيرة ارتباكه تبلغ أقصاها ، أوشك أن يقول شيئا لكني سبقته مباغتا "تبدو متوترا يا صاح ، هل هناك شيء تود إخباري به ؟!"
ابتلع ريقه ببطء " لا شيء ..حسنا ، تعلم البلاد تمر بظروف سيئة ..استلمت أمرا بالتقدم للخدمة العسكرية ، كلانا !"
اللعنة ، تهرب من الإجابة بإجابة أسوء ! الخدمة العسكري ! إلهي فليمر كل شيء بسلام ، سوكجين غادر بعد لحظات ليذهب لعمله و قد نبهني بملئ استمارة التقدم ، أكد علي ضرورة الاتصال بين فترة و أخرى ، عدت للجلوس وحدي مجددا .. ربما سأستعيد ذاكرتي اليوم ..أو غدا ؟! أتمنى أن يحدث ذلك بسرعة حقا
" إنه شهاب يونقي تمن أمنية "
قلبت عيني بملل
" إلهي ألا تشبع من هذه الترهات ؟!"
" تعلم اني أكسل من السير وراء أحلامي ، لذا أسلك طريق الخرافات المريح "
تنهدت بقلة حيلة و تمتمت لنفسي "انت سخيف " ، لكن سمعه القوي التقط ما تفوهت به ، فوكزني عدة مرات بسبابته ناطقا "لست سخيفا يونقي ، لا تكررها ان كنت تحب لسانك ! "
لم أستطع فهم ما قاله في النهاية ، لإن نبرته انطفئت تدريجيا ، فتحت عيني غير قادر على استيعاب ما حولي ، قبس نور خفيف ينسل من باب الغرفة نصف المفتوح ، على المنضدة إلى جانب سريري هاتفي و ولاعة سجائري الحمراء ، بالإضافة إلى صورتي يوم تخرجي من الجامعة ، سرت قشعريرة في جسدي من النسمة الباردة التي تسربت إلي حال إزاحتي الغطاء لأنهض ..
اغتسلت و خرجت لتقابلني شاشة التلفاز ، و شريط الاخبار الاحمر يوحي باشتباكات و قتلى جدد ، تجاهلته بخطواتي ، أيجب أن أرقد و أصحو على هذه الأنباء المؤلمة ؟! ممزوجة بالدم و الموت ، بالأشلاء المبعثرة ..
وجهت نظري للشاب في المطبخ فارع الطول ، عريض الاكتاف ، يوليني ظهره ، و الواضح من الرائحة الزكية أنه يعد القهوة ، استرخيت على الأريكة للدقيقتين فشعرت بظله يسقط علي
-هيا يونقي ، القهوة معدة ، تفضل
دفع كوب القهوة نحوي بابتسامة ، ارتشفت القليل منه ، طعمها تسرب إلى جوفي ، و رائحتها المخدرة غلفت الأجواء من حولي ، أنا واقع في حبها حتى أذني ، "انت سوكجين إن لم يخب ظني ، أخبرتني في المشفى أنك صديقي و ستساعدني على استرجاع ذاكرتي " ، أومأ مؤكدا كلامي فتمتمت بغير وعي " أنا ..مشتت حقا ، منذ أن فقدت ذكرياتي و ذات الحلم يراودني ، أو ربما من قبل ان أفقدها ، لا أعلم حقا ،فتى صغير يطالبني بقول أمنيتي ما إن يمر شهاب في السماء السوداء قبالتنا ، أنت سخيف ، لست كذلك و ينتهي الحلم و لا زلت أجهل كنه هذا الفتى ، ليس أخي ، تأكدت من وثائقي بنفسي لأزيل الشك عن كونه شقيقي " نظرت لسوكجين عله يفهمني شيئا ، لكنه نفى برأسه مرارا "لا ..لا أعلم ، أقصد ، لا أذكر أنك حدثتني عن شيء كهذا مسبقا " ، هو يكذب ، أستطيع أن أرى ذلك في حدقة عينيه المترددة و التي تحاشتني خلال الحديث ..
صدى غريب حطم الهدوء في ذهني "حفنة مجرمين ! لقد قتلتم عائلتي ، و أنت معهم يونقي !" ذات الفتى المجهول ! لكن لماذا رماني بتلك الكلمات ! كررت ما قاله بنبرة مستهجنة ، فرفع سوكجين نظره نحوي و وتيرة ارتباكه تبلغ أقصاها ، أوشك أن يقول شيئا لكني سبقته مباغتا "تبدو متوترا يا صاح ، هل هناك شيء تود إخباري به ؟!"
ابتلع ريقه ببطء " لا شيء ..حسنا ، تعلم البلاد تمر بظروف سيئة ..استلمت أمرا بالتقدم للخدمة العسكرية ، كلانا !"
اللعنة ، تهرب من الإجابة بإجابة أسوء ! الخدمة العسكري ! إلهي فليمر كل شيء بسلام ، سوكجين غادر بعد لحظات ليذهب لعمله و قد نبهني بملئ استمارة التقدم ، أكد علي ضرورة الاتصال بين فترة و أخرى ، عدت للجلوس وحدي مجددا .. ربما سأستعيد ذاكرتي اليوم ..أو غدا ؟! أتمنى أن يحدث ذلك بسرعة حقا
Коментарі