محاولة اولى
1
2
3 "the end "
2
بعد أسبوع ذهبت للجيش مع سكوجين ، أقدم رجلا و الأخرى تتراجع ، لا أخفيكم سرا أن قلبي ينقبض بشدة كما لو أن ضلوع صدري تنطبق عليه ، تدربنا على استخدام الأسلحة ، و الاستيقاظ الباكر و العمل بصرامة ، و بسببب أني نصف كوري شمالي من ناحية أمي ، فقد تلقيت الازدراء من زملائي و حتى قائدي ..
أخبرني سوكجين أن أبي ذهب إلى كوريا الشمالية لاستكمال دراسته ، هناك تعرف على أمي ، تزوجها و أنجباني ، استقررنا هناك ما يقارب الستة عشر عاما ، نزور بلادنا الحنوبية شهرين كل سنة ، و عندما مرض والدي أصر على العودة لسيؤل و قضاء ما تبقى له من وقت فيها ، لكن الآن ، مع الحرب بين البلدين ، أنا أتساءل أيهما ستحويني دون أن تشعرني بأي عار ..دون أن أشعر بأني أثقل كاهلها بوجودي ..
سوكجين بقي إلى جانبي طوال الوقت و لم يتركني وحيدا ، لم ينبذني كما فعل البقية ..
مضى شهر على ذلك ، خلاله لم تفت ليلة دون أم أحلم بذلك الفتى ، و مهما حاولت لاستدراج سوكجين بالكلام هو استمر بتكرار أنني أبالغ برد فعلي ، أضغاث أحلام بعد كل شيء ! عندما حل الظلام أعلمنا القائد أننا سنقاتل في الجبهة  على الحدود مع الرفاق الماكثين هناك في اليوم التالي ، أنفاسي أصبحت ثقيلة ، و تفكيري خانني بأن أهرب من كل هذا الهراء ، و ليتني فعلت ! كان تفكيري صائبا لكنني لم أستمع له ! في الصباح التالي توجهنا لساحة الموت ، سوكجين كان يرتجف رغم جمود تعابيره ، هو عادة يهدئني في مواقف كهذه ، لكنه لم يفعل هذه المرة ، لأنه و ببساطة غير قادر على تهدئة نفسه ! سمعنا صوت إطلاق أعيرة نارية فعلمنا أن الاشتباك بدأ ، خلعنا بندقياتنا عن الأكتاف و قاتلنا ، لا في الواقع لا يجب أن أتحدث بصيغة "نحن" بل "هم" ، لأن أناملي ارتجفت و خانتني أطرافي ،  لم أجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة ! حملت البندقية فقط للتهديد لا للاستعمال !
انسحبت من الميدان لمبنى قديم متهالك ، خرقه الطلق الناري و حفر آثاره به ، جلست محتضنا نفسي  أوشك على البكاء كطفلة كسرت لعبتها ، و دوي الرصاص في الخارج أصمني حتى عجزت عن سماع تلك الخطوات التي تضرب الأرض تحتي ! أو ربما سمعتها و تجاهلتها ، لا أعلم ما الذي جرى بالتحديد وقتها ، بعد لحظة اختفى الصوت الذي لا زلت لا أدري ان كنت سمعته أم لا ! لكنني أعلم جيدا أن طرطقة الزناد عندما يرفع تلقفتها أذناي ، فارتعدت كل خلية من جسمي
ما كان ليمهلني وقتا للهروب ، أمسك بيديه الخشنتين عنقي و رفعني عن الأرض ، لم أجرؤ على فتح عيني أبدا ، لوهلة ارتخت يده عن رقبتي ببطء ، فاستغللت الفرصة و وجهت ضربة في معدته ، ثم سلبته بندقيته حين انحنى للأسفل من أثر اللكمة ، و لم أتردد هذه المرة ، أطلقت عليه رصاصتين إحداها في قدمه و الأخرى أعلى معدته بقليل ..
الضباب كان يغطي عيني ، و العرق يتصبب غزيرا من جبيني ..."يو..يونقي !" نطق بنبرة متحشرجة من الألم فنظرت نحوه بسرعة و قد تلاشى ضباب عيني ، إنه هو ! " أنت ! أنت فتى الشهب جايكوب !" هتفت بغير تصديق..
لم ينكر شيء ، فقط رد بابتسامة زينت ثغره "إنه جايهوب أيها الأحمق !"
© Lojin Donut,
книга «رصاصة».
Коментарі