واحد وثلاثون يوما
للمرة الاخيرة
اعتذار
Day-mare
لعنة الالفينات
مرة أخرى
Day-mare

أطفئ سيارتي بعد صفها على جانب الطريق السريع، الثالثة فجرا بتوقيت جرينتش، درجة الحرارة ستة درجات مئوية، الموقف المثالي للبكاء وحيد.

أسندت رأسي على المقود، أغمض عيناي بقوة دافعة لدموعي المتحجرة داخلها وناثرة للألم الرهيب في رأسي أيضاً.

......................................................

صوت نقر على نافذة سيارتي، أتفقد الوضع، إنه هنا، بشحمه ولحمه وصوته قائلاً "إنزلي".
وبالنسبة لأنني فتاة جيدة سأطيعه وأنزل بالطبع، ترجلت من السيارة ووقفت أمامه بعدما إستند هو على الباب الخلفي للسيارة.

"ماذا تريد الآن؟"
"ألا تفهمين حقاً؟"
"لا ترد على أسئلتي بسؤال، ماذا تريد الآن في تلك اللحظة؟"
"الذهاب"
*ألم تذهب بعد؟"
"لقد أخذوني، لم أذهب، أرادني الله ولن أستطيع رد الأمر"
"ألست كافية ليريدني الله معك؟ ألم نتفق أنا وأنت على التغلب على كل شر وإن ذهبنا نذهب معاً؟"
"لم يتم إمتحانك بعد"
"ماذا؟"
"الراحلون يكونوا تم إمتحانهم من الله، مصائب، فرح، حزن، خذلان، إذا تصرف بإيمان وحكمة وعقلانية لا أظن أنه يوجد داعٍ لوجوده بعد ذلك، فيموت، مثلكِ"

....................................

تبدأ الرؤية حولي بالتلاشي، السواد يحتل المكان، لا أرى ولا أسمع شئ، لا أستطيع النطق بحرفٍ واحد.

أشعر بعيني تفتح بسرعة وبحدة، أحاول تنظيم تنفسي لأني بالتأكيد قد غفيت على المقود وكان هذا كابوس ليس إلا، لا تنفس من الأساس!

لا شهيق ولا زفير، صدري ثابت يدل على عدم دخول الهواء لرئتاي، وأنا لست في سيارتي.

أنا في بيتي القديم، على سريري المقابل للبالكون *الل هي مش نافذة فلحيطة، سور ومساحة خارج مساحة المبنى* يدي على الوسادة حول أصابعي لفائف من شعري المجعد، كما اعتدت على فعلها في الثانية عشر كلما أذهب للنوم.

أحاول تحريك يدي، لا أشعر أنني أحاول من الأساس، لكن أشعر بشئ صغير يتسلق قدماي العاريتان، أحرك عيناي لأنظر، إنه هو! لكن وهو طفل، لما يطاردني؟

أنظر بسرعة للبالكون لأجد أشياء قصيرة سوداء تطير لتحلق في دائرة حول سريري، رأسي بالتحديد ويرددون أشياء غريبة وأصواتهم أغرب.

بدأ أشعر بإحساس غريب، جسدي يرتفع عن السرير، لكن عندما أنظر، أنا في مكاني، أشعر بشئ يرتفع مني، أشعر به.

فجأة، كل شئ يختفي، ضوء النهار يسطع، يدي تقذف نفسها من على الوسادة مقطعة لخصلتين او ثلاث من شعري، مع صرخة خرجت من فمي في تزامن مع اندفاع جسدي العلوي من على السرير بتنفس غير منتظم.

باب غرفتي يُفتح، ويدخل هو مبتسماً، بيده كوب من الماء البارد حد التثلج الواضح من القطرات على جدار الكوب يحرك شفتاه لكني لا أسمعه إلا بشكل طفيف، صوته يبدأ بالعلو مرة في مرة وألاحظ أنه يغني..

كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله

كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله

كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله

كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله

كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله

مع كل مرة صوته يعلو ويذهب مقامه لمقام صوت المغنية الأصلية، أشعر بأذاني تدمي من شدة علو الصوت، أشعر بالدماء تنزل من أذاني على كتفي.

فجأة، يصمت، لكن الصمت يصحبه صوت تكسر الكوب الزجاجي، الماء تحول لدماء، عينيه تتحول للسواد وهو يتجه نحوي، استأنف الغناء ويده تمتد لتقطع قطعة من قميصي، يمسح بها أنفي وأذني وهو يدندن.

"أشعر بكِ"
"كيف؟"
ينظر لي بعينيه السوداويتين وتبدأ التجاعيد بين حاجبيه بالتفكك دلالة على اراحة وجهه "الأموات يشعرون ببعضهم".

أشعر بجسدي يُسحب بقوة، أقع في فجوة ربما؟ لا أشعر بأي جزء مني، مخدرة بالكامل، وصوت أغنية في الخلفية يسطع.

أشعر بجسدي يتم سحبه مرة أخرى وأوه، إنها سيارتي، وهاتفي يرن.

هو
مكالمتان فائتتان.

© UNICORN ,
книга «One shots|thoughts».
لعنة الالفينات
Коментарі