الفصل السابع:سقوط
-لازلتُ لا أعلم حتي الأن عندما قفزتُ قفزه الثقه هل التقطتني أم تركتني أسقطُ إلي ما لا نهاية.-
✷✷✷
مازلت الريح تُداعبهم والعشب يحتضنهم بينما أرواحهم مازالت في أُلفه منذ اللحظه الأولى.
يستطيعان خلق مواضيع أحيانًا وأحيانًا يكون فقط الصمت بينهما ، حتي قررت ڤيولا أن تخرج بسؤال لم تجرأ علي سؤاله سابقًا لكنها فقط تريد أن تقترب منه أكثر وأن تحاول أن تقتحم عالمه اللذي يزداد غرابه وتعقيدًا كل يومًا أكثر من سابقه.
«لا أريد أن أكون شخصًا فضوليًا لكن لماذا لم تعد إلي موطنك بعد أنتهاء دراستك؟
وبالتأكيد لك حريه الأجابه أنها حياتك الشخصيه بعد كل شئ.»
أخذ نفسًا عميقًا ثم خرجت بعض الكلمات منه بصعوبه:
«لأنني جبان
فضلتُ الهروب علي المواجهه.»
أغلق عينيه وكأنه سافر بعقله إلي مكان وزمن آخرين ثم أكمل ما بدأ من حديثه:
«أجبن من أنني أواجه فقدان أعز ما أملك…أختي
بعد يوم دراسي عادي توجهت إلي السكن الجامعي ثم أتصلتُ لأطمئن علي أهلي كالعاده لأري وجه أمي الشاحب وهناك ناس كثيرون في الخلفيه وصوت بكاء واضح
وقبل حتي أن اتسائل دخلت أذني أكثر ثلاث كلمات لم يأتي في بالي أن أسمعها يومًا
فقدنا...أختك...في حادث
لم تدخل الكلمات عقلي لم أدركها هل هي دعابه سخيفه للغايه؟هل هو مقلب من مقالبها التي أعتدت عليها منذ الصغر؟
انا لم أصدق حينها لقد كنت فقد تجمدت في مكاني لم ألاحظ أنهيار أمي في البكاء حتي كان صمتي غريبًا جدًا حتي أنهم أغلقوا الخط حتي يتركوني بمفردي لعلمهم بثقل الخبر علي لكنني لم أصدقه حتي هي كانت تمزح معي البارحه فكيف أفقدها اليوم؟
لقد وعدتني أنه عندها أعود للوطن ستأخذني للملاهي وسنأكل المثلجات سويًا وهي لم تخلف بوعد أبدًا فكيف تخلف هذا الوعد وترحل؟
لم أفعل شئ حينها سوي أنني خرجت من السكن ظللتُ أمشي بلا هدف.
حتي وجدتُ هذا المكان وهنا بالتحديد جثيتُ علي ركبتاي وصرخت ألمًا من ظلم الحياه لماذا سلبتها مني وهي كانت كل شئ لدي لم يكن لدي أصدقاء كُثر بل كان لدي هي...لم يكن لدي رفيق والا وونيس والا حبيب لم يكن لدي حتي مذاكرات يوميه بل هي كانت كل شئ بالنسبه لي.
فاجأه وجدتُ دموعي تنهمر وأنا اقنع نفسي أنها مازالت بخير ،ولكن من أخدع؟
هي رحلت وتركتني وحيدًا
رغم أقتناعي بهذا لكنني لازلت أهرب من العوده حتي لا مئه بالمائه أنها ليست هنا بعد الأن كيف أعود للوطن وأمر بكل الأماكن اللي لنا ذكريات بها وأذكر نفسي ألف مره أنها لن تتشارك معي هذه الذكريات مره أخري هي فقط أصبحت ذكريات من الماضي لن تجدد مره أخري.
فعزمتُ علي عدم العوده عائلتي غضبت مني في البدايه لكنهم قرروا تركي وشأني حتي أتجاوز هذا في النهاية.
أمي مازالت تلح علي بالعوده حتي تراني علي الأقل لكن يا لي من مجرد جبان ضعيف لا يقدر حتي علي مواجهه واقعه.»
تصنمت ڤيولا في مكانها لا تعرف ماذا تفعل بعد كل ما سمعت هي فقط لاحظت محاولته في أن يكبح دموعه بشده فأمسكت بيده برفق.
«هوسوك لا بأس في البكاء أخرج كل ما في جوفك من مشاعر.»
في نفس اللحظه التي استقبل فيها كلماتها أخرجت عيناه كل ما كانت تخبئ من دموع وأفصحت عن كل ألم يقع بداخله.
ووسط بكائه خرج ببعض الكلمات المتردده لعدم وثوقه من رد فعل الأخري:
«هل تمانعي أن تشاركيني مقبرتي؟
أعني أنا دفنتُ الكثير هنا حتي لا أعود إليه مره أخري
وقد تجدين هذا غريبًا لكن أنا أشعر بالكثير من الحواجز حولك تحجب الكثير من التعقيدات
وأنا علي أتم الاستعداد أن أسمع روحك قبل عقلك علي أتم الأستعداد أن أفهم كلماتك المعقده ومشاعرك التي يمكن أن تعجزي بذاتك عن وصفها
أنا أعلم أن هذا غريب أن تسمعيه من شخص مرت علي معرفتك به أسبوع لكن لماذا أشعر أن كل شئ غريب بيننا من الأساس؟
لذا أن أردتي أن تفصحي عن ما في داخلك في أي وقت أنا ومقبرتي موجودون لأجلك.»
✷✷✷
-ڤيولا-
أنا مُشتته…
كيف أن أقفز قفزه الثقه وأنا لم أثق في أحد سوى صديق طفولتي الذي أقرب لأن يكون صديقي الوحيد؟
هوسوك شخص جيد ولطيف ولكن…هل أثق به؟
قلبي يقول أجل لقد ولت أيام الخوف هيا لنبدأ صفحه جديده
وعقلي يقول ألم تكتفي من أخطاء الماضي التي مررنا بالكثير لكي نتعافي منها؟
صراع أبدي ليس له نهايه بين هذين الأثنين إلي من يجب أن أصغي؟
حسنًا لقد أتخذتُ القرار…
هوسوك أنا علي وشك القفز هل سوف تلتقطني أم ستعيد الماضي الذي هربتُ منه لسنوات مره أخري؟
✷✷✷
«ڤيولا؟
أنت لستِ مجبره عن شئ أنا فقط أردتُ أن أخبرك أنني موجود لأجلك ليس إلا.»
«أنا فقط لا أعلم من أين أبدأ
حياتي ليست بالهينه علي أية حال
لقد أخبرتك مسبقًا عن خسارتي لأهلي ووطني لكن لم أخبر إلا شخص واحد عن خسارتي لنفسي لم أكن في حاجه إلي أخباره فهو كان موجود بينما اتدارك أنني أخسر عالمي أو أنني ليس لدي عالم من الأساس
أجل كما توقعت أنه تشارلي هذا سبب قربه الشديد لي لأنه الوحيد الذي بقى
في لحظه وجدتُ نفسي لا أقدر علي أن أجمع حطام نفسي مره أخري لا أستطيع تحمل أي عبئ لقد أنفجرت وتفتت لا أري العالم سوي بالأسود أبكي وحسب بدون علم أحد أنطفأت ولم يلحظ أحد سوي تشارلي
كان يحاول بقصاري جهده أن يعيدني إلي سابق عهدي لكنني كنت كمن حل عليه لعنه فاجأه لا أعلم ماذا حدث لي حتي الأن هل هي تراكمات الماضي التي طالما حاولت تجهالها وتجاهل أثرها علي وكأن لم يحدث شئ حاولت أن أكون دائما سعيده وأن أتناسي كل ما حدث لأني ليس لي به يد.
لكنني فقط كنتُ أنهك روحي وأستهلك كل ما بها من طاقه حتي تلاشيتُ تمامًا
اظهر بملامح جامد صباحًا وأبكي قبل النوم هذا هو يومي ولم أفكر أن أشكي لأحد لأنني لم أعتقد أن هناك من يفهمني فحافظتُ علي مشاعري لنفسي حتي لا يتم تدميري أكثر من ذلك...لكنني كنتُ أدمر نفسي أكثر بذلك من غير علم.
حتي جاء عيد مولدي اللذي أحتفلتُ به أنا وتشارلي وعمي وزوجته وأطفاله ككل سنه وكالعاده أخذني تشارلي بعد أنتهاء الحفل وأحضر لي بالون عيد الميلاد المعتاد لكن غير المعتاد كان أنا كنت فقط ساكنه هادئه أُومئ برأسي أحيانًا لأتجنب الكلام
لكن من الواضح أن كان هناك من طفح به الكيل
أخبرني أن ما أفعله كثير عليه ولماذا أفعل هذا من الأساس أخبرني أنه فقط خائف وقلق فلماذا أفعل به هكذا
وهنا شعرت أنني أذا لما أتحدث مع تشارلي في هذه اللحظه سأخسر كل شئ حتي هو
وكانت لأول مره منذ شهور تسقط دمعه من عيني أمام شخص فقط أفصحت بكل شئ
وأنفجرت مجددًا ولكن هذه المره أمام شخص
لم يتحدث حينها بل فقط أحتضني وهذا أفضل فعله لأكون صادقه لم أكن أريد حلول ولم أكن أريد مواساه فقط كنت أريد هذه الدفئ من المشاعر كنت أريد أن يربت أحد علي قلبي
ثم أقترح علي زياره معالج نفسي لأنني كنت أشعر بتدهور ملحوظ في حالتي وافكار كثيره تحثني علي الإيذاء النفسي حياتي وروتيني اليومي أنقلب رأسًا علي عقب
وكما هو واضح أجل أنه كان أكتئاب تم أخباري بذلك بعد زيارتي لمعالج نفسي أنتظمت علي بعض مضادات الأكتئاب هي كانت تعالجني من الأكتئاب وفي نفس الوقت تصيبني بالغثيان و أضرابات في النوم لا أحد يحصل علي كل شئ علي أيه حال
هذه هي النقطه السوداء في حياتي الأكتئاب
منذ علاجي منه وأنا أشعر أنني كالقنبله الموقوته علي أتم الاستعداد للتعرض لأنتكاسه مع أول ضغط مع أول خذلان لذلك أنا أخاف علي نفسي كثيرًا هوسوك
أصبحت أخاف من البشر
أنغلقت علي نفسي كثيرًا حتي نبهني تشارلي أن هكذا اؤذي نفسي أيضًا وأقترح علي التطوع في الملجأ
وها نحن ذا…
اهلًا بك إلي عالمي من أوسع أبوابه.»
كان الصمت سيد الموقف مره أخري
وبينما كانت ڤيولا علي وشك الندم أنها أطلعته علي حياتها وضعفها سبق أفكارها ليقول ما لازم ذكرياتها لفتره طويله
«أعدكِ أنني لن أجعلكِ تندمي علي أخباري بذلك أبدًا
أعدكِ أنني سأحرص علي سعادتك الأبديه
أعدكِ أنني لن أجعلك تشعري بذلك مجددًا
أعدكِ أن حزنكِ اللذي دفنتيه هنا لن يعود للحياه مره أخري.»
«هوسوك أنا أثق بك.»
«سأحرص طوال حياتي أن أحافظ علي هذه المكانه.»
✷✷✷
-ڤيولا-
«بعد يوم طويل والتعامل مع الكثير من المشاعر والأفكار المعقده أشعر بالأرهاق من جميع النواحي بحق.
وأخيرًا ها أنا ذا في المنزل بعد يومًا طويل أخر تملؤه غرابه علاقتي بهوسوك لم أعد أتسائل عن كيف يحدث كل هذا بيننا بعد الأن فبعد اليوم سيتغير الكثير بيننا حقًا أو الكثير في حياتي عمومًا من يعلم»
لاحظتُ أن شاشه هاتفي أضاءت لأري أنه أتصال من تشارلي لأجيب عليه
ليقابلني صوته وهو يتحدث بهلع ويكاد يقترب من الصراخ
«ڤيولا هل أنتِ بخير؟!»
«أجل الحمد لله هل حدث شئ؟»
«أتمزحين معي! ألم تتفقدي هاتفك؟»
أبعدت ُ الهاتف عن أذني لأري عن ماذا يتحدث لأجد أن هناك عشرون مكالمه فائته فقط من تشارلي
«عشرون مكالمه!»
«أجل لقد فزعت وبشده وخفت أن يكون قد أصابكي مكروه فتوجهت للملجأ فوجدت شخص هناك فسألته عنك فقال أنكِ غادرتي مع هوسوك
لم أعلم أن أستبدالي سيكون بهذه السهولة»
قال أخر جمله بدراميه ممازحًا
«لا تكن سخيفًا تشارلي
أنا حقًا أسفه هاتفي كان علي الوضع الصامت ولم ألحظه كان يجب أن أكون منتبهه أكثر من ذلك.»
«لا هذا لا يهم الأن المهم الأن أخبريني هل هو المنشود كما توقعت؟»
«جمله أخري مثل تلك وسأنهي المكالمه»
«جميعهم يبدأون بمثل ذلك في البدايه
يستمروا بالأنكار حتي يرسلوا دعوات الزفاف.»
أنهيتُ المكالمه فعلًا بعد هذه الجمله تنفيذًا لما قلته سابقًا لأجده يتصل مره أخري فأجبته
«لا أصدق أنكِ أغلقتي الخط علي هذا الوسيم الذي يكون أكبر منكِ بشهرين الصغار هذه الأيام لا...»
وأنهيتُ المكالمه مره أخري
لكنني لم أشأ أن أتركه هكذا فتوجهت للمحادثه بيننا لأترك له الرساله المعتادة
«أتمني لك ليله سعيده واحلام ورديه يا غريب الأطوار»
«أتمني لكِ كذلك يا صغيره»
وبينما أبتسم للرساله تشارلي جاء لي أشعار من هوسوك
«فقط أردتُ أن أتمني لكِ ليله نوم هانئه.»
أصبحت الأبتسامه علي وجهي أكبر من السابق
وقلتُ لنفسي بخفوت
«أعتقد أنك سوف تلتقطني هوسوك…
أتمني.»
✷✷✷
✷✷✷
مازلت الريح تُداعبهم والعشب يحتضنهم بينما أرواحهم مازالت في أُلفه منذ اللحظه الأولى.
يستطيعان خلق مواضيع أحيانًا وأحيانًا يكون فقط الصمت بينهما ، حتي قررت ڤيولا أن تخرج بسؤال لم تجرأ علي سؤاله سابقًا لكنها فقط تريد أن تقترب منه أكثر وأن تحاول أن تقتحم عالمه اللذي يزداد غرابه وتعقيدًا كل يومًا أكثر من سابقه.
«لا أريد أن أكون شخصًا فضوليًا لكن لماذا لم تعد إلي موطنك بعد أنتهاء دراستك؟
وبالتأكيد لك حريه الأجابه أنها حياتك الشخصيه بعد كل شئ.»
أخذ نفسًا عميقًا ثم خرجت بعض الكلمات منه بصعوبه:
«لأنني جبان
فضلتُ الهروب علي المواجهه.»
أغلق عينيه وكأنه سافر بعقله إلي مكان وزمن آخرين ثم أكمل ما بدأ من حديثه:
«أجبن من أنني أواجه فقدان أعز ما أملك…أختي
بعد يوم دراسي عادي توجهت إلي السكن الجامعي ثم أتصلتُ لأطمئن علي أهلي كالعاده لأري وجه أمي الشاحب وهناك ناس كثيرون في الخلفيه وصوت بكاء واضح
وقبل حتي أن اتسائل دخلت أذني أكثر ثلاث كلمات لم يأتي في بالي أن أسمعها يومًا
فقدنا...أختك...في حادث
لم تدخل الكلمات عقلي لم أدركها هل هي دعابه سخيفه للغايه؟هل هو مقلب من مقالبها التي أعتدت عليها منذ الصغر؟
انا لم أصدق حينها لقد كنت فقد تجمدت في مكاني لم ألاحظ أنهيار أمي في البكاء حتي كان صمتي غريبًا جدًا حتي أنهم أغلقوا الخط حتي يتركوني بمفردي لعلمهم بثقل الخبر علي لكنني لم أصدقه حتي هي كانت تمزح معي البارحه فكيف أفقدها اليوم؟
لقد وعدتني أنه عندها أعود للوطن ستأخذني للملاهي وسنأكل المثلجات سويًا وهي لم تخلف بوعد أبدًا فكيف تخلف هذا الوعد وترحل؟
لم أفعل شئ حينها سوي أنني خرجت من السكن ظللتُ أمشي بلا هدف.
حتي وجدتُ هذا المكان وهنا بالتحديد جثيتُ علي ركبتاي وصرخت ألمًا من ظلم الحياه لماذا سلبتها مني وهي كانت كل شئ لدي لم يكن لدي أصدقاء كُثر بل كان لدي هي...لم يكن لدي رفيق والا وونيس والا حبيب لم يكن لدي حتي مذاكرات يوميه بل هي كانت كل شئ بالنسبه لي.
فاجأه وجدتُ دموعي تنهمر وأنا اقنع نفسي أنها مازالت بخير ،ولكن من أخدع؟
هي رحلت وتركتني وحيدًا
رغم أقتناعي بهذا لكنني لازلت أهرب من العوده حتي لا مئه بالمائه أنها ليست هنا بعد الأن كيف أعود للوطن وأمر بكل الأماكن اللي لنا ذكريات بها وأذكر نفسي ألف مره أنها لن تتشارك معي هذه الذكريات مره أخري هي فقط أصبحت ذكريات من الماضي لن تجدد مره أخري.
فعزمتُ علي عدم العوده عائلتي غضبت مني في البدايه لكنهم قرروا تركي وشأني حتي أتجاوز هذا في النهاية.
أمي مازالت تلح علي بالعوده حتي تراني علي الأقل لكن يا لي من مجرد جبان ضعيف لا يقدر حتي علي مواجهه واقعه.»
تصنمت ڤيولا في مكانها لا تعرف ماذا تفعل بعد كل ما سمعت هي فقط لاحظت محاولته في أن يكبح دموعه بشده فأمسكت بيده برفق.
«هوسوك لا بأس في البكاء أخرج كل ما في جوفك من مشاعر.»
في نفس اللحظه التي استقبل فيها كلماتها أخرجت عيناه كل ما كانت تخبئ من دموع وأفصحت عن كل ألم يقع بداخله.
ووسط بكائه خرج ببعض الكلمات المتردده لعدم وثوقه من رد فعل الأخري:
«هل تمانعي أن تشاركيني مقبرتي؟
أعني أنا دفنتُ الكثير هنا حتي لا أعود إليه مره أخري
وقد تجدين هذا غريبًا لكن أنا أشعر بالكثير من الحواجز حولك تحجب الكثير من التعقيدات
وأنا علي أتم الاستعداد أن أسمع روحك قبل عقلك علي أتم الأستعداد أن أفهم كلماتك المعقده ومشاعرك التي يمكن أن تعجزي بذاتك عن وصفها
أنا أعلم أن هذا غريب أن تسمعيه من شخص مرت علي معرفتك به أسبوع لكن لماذا أشعر أن كل شئ غريب بيننا من الأساس؟
لذا أن أردتي أن تفصحي عن ما في داخلك في أي وقت أنا ومقبرتي موجودون لأجلك.»
✷✷✷
-ڤيولا-
أنا مُشتته…
كيف أن أقفز قفزه الثقه وأنا لم أثق في أحد سوى صديق طفولتي الذي أقرب لأن يكون صديقي الوحيد؟
هوسوك شخص جيد ولطيف ولكن…هل أثق به؟
قلبي يقول أجل لقد ولت أيام الخوف هيا لنبدأ صفحه جديده
وعقلي يقول ألم تكتفي من أخطاء الماضي التي مررنا بالكثير لكي نتعافي منها؟
صراع أبدي ليس له نهايه بين هذين الأثنين إلي من يجب أن أصغي؟
حسنًا لقد أتخذتُ القرار…
هوسوك أنا علي وشك القفز هل سوف تلتقطني أم ستعيد الماضي الذي هربتُ منه لسنوات مره أخري؟
✷✷✷
«ڤيولا؟
أنت لستِ مجبره عن شئ أنا فقط أردتُ أن أخبرك أنني موجود لأجلك ليس إلا.»
«أنا فقط لا أعلم من أين أبدأ
حياتي ليست بالهينه علي أية حال
لقد أخبرتك مسبقًا عن خسارتي لأهلي ووطني لكن لم أخبر إلا شخص واحد عن خسارتي لنفسي لم أكن في حاجه إلي أخباره فهو كان موجود بينما اتدارك أنني أخسر عالمي أو أنني ليس لدي عالم من الأساس
أجل كما توقعت أنه تشارلي هذا سبب قربه الشديد لي لأنه الوحيد الذي بقى
في لحظه وجدتُ نفسي لا أقدر علي أن أجمع حطام نفسي مره أخري لا أستطيع تحمل أي عبئ لقد أنفجرت وتفتت لا أري العالم سوي بالأسود أبكي وحسب بدون علم أحد أنطفأت ولم يلحظ أحد سوي تشارلي
كان يحاول بقصاري جهده أن يعيدني إلي سابق عهدي لكنني كنت كمن حل عليه لعنه فاجأه لا أعلم ماذا حدث لي حتي الأن هل هي تراكمات الماضي التي طالما حاولت تجهالها وتجاهل أثرها علي وكأن لم يحدث شئ حاولت أن أكون دائما سعيده وأن أتناسي كل ما حدث لأني ليس لي به يد.
لكنني فقط كنتُ أنهك روحي وأستهلك كل ما بها من طاقه حتي تلاشيتُ تمامًا
اظهر بملامح جامد صباحًا وأبكي قبل النوم هذا هو يومي ولم أفكر أن أشكي لأحد لأنني لم أعتقد أن هناك من يفهمني فحافظتُ علي مشاعري لنفسي حتي لا يتم تدميري أكثر من ذلك...لكنني كنتُ أدمر نفسي أكثر بذلك من غير علم.
حتي جاء عيد مولدي اللذي أحتفلتُ به أنا وتشارلي وعمي وزوجته وأطفاله ككل سنه وكالعاده أخذني تشارلي بعد أنتهاء الحفل وأحضر لي بالون عيد الميلاد المعتاد لكن غير المعتاد كان أنا كنت فقط ساكنه هادئه أُومئ برأسي أحيانًا لأتجنب الكلام
لكن من الواضح أن كان هناك من طفح به الكيل
أخبرني أن ما أفعله كثير عليه ولماذا أفعل هذا من الأساس أخبرني أنه فقط خائف وقلق فلماذا أفعل به هكذا
وهنا شعرت أنني أذا لما أتحدث مع تشارلي في هذه اللحظه سأخسر كل شئ حتي هو
وكانت لأول مره منذ شهور تسقط دمعه من عيني أمام شخص فقط أفصحت بكل شئ
وأنفجرت مجددًا ولكن هذه المره أمام شخص
لم يتحدث حينها بل فقط أحتضني وهذا أفضل فعله لأكون صادقه لم أكن أريد حلول ولم أكن أريد مواساه فقط كنت أريد هذه الدفئ من المشاعر كنت أريد أن يربت أحد علي قلبي
ثم أقترح علي زياره معالج نفسي لأنني كنت أشعر بتدهور ملحوظ في حالتي وافكار كثيره تحثني علي الإيذاء النفسي حياتي وروتيني اليومي أنقلب رأسًا علي عقب
وكما هو واضح أجل أنه كان أكتئاب تم أخباري بذلك بعد زيارتي لمعالج نفسي أنتظمت علي بعض مضادات الأكتئاب هي كانت تعالجني من الأكتئاب وفي نفس الوقت تصيبني بالغثيان و أضرابات في النوم لا أحد يحصل علي كل شئ علي أيه حال
هذه هي النقطه السوداء في حياتي الأكتئاب
منذ علاجي منه وأنا أشعر أنني كالقنبله الموقوته علي أتم الاستعداد للتعرض لأنتكاسه مع أول ضغط مع أول خذلان لذلك أنا أخاف علي نفسي كثيرًا هوسوك
أصبحت أخاف من البشر
أنغلقت علي نفسي كثيرًا حتي نبهني تشارلي أن هكذا اؤذي نفسي أيضًا وأقترح علي التطوع في الملجأ
وها نحن ذا…
اهلًا بك إلي عالمي من أوسع أبوابه.»
كان الصمت سيد الموقف مره أخري
وبينما كانت ڤيولا علي وشك الندم أنها أطلعته علي حياتها وضعفها سبق أفكارها ليقول ما لازم ذكرياتها لفتره طويله
«أعدكِ أنني لن أجعلكِ تندمي علي أخباري بذلك أبدًا
أعدكِ أنني سأحرص علي سعادتك الأبديه
أعدكِ أنني لن أجعلك تشعري بذلك مجددًا
أعدكِ أن حزنكِ اللذي دفنتيه هنا لن يعود للحياه مره أخري.»
«هوسوك أنا أثق بك.»
«سأحرص طوال حياتي أن أحافظ علي هذه المكانه.»
✷✷✷
-ڤيولا-
«بعد يوم طويل والتعامل مع الكثير من المشاعر والأفكار المعقده أشعر بالأرهاق من جميع النواحي بحق.
وأخيرًا ها أنا ذا في المنزل بعد يومًا طويل أخر تملؤه غرابه علاقتي بهوسوك لم أعد أتسائل عن كيف يحدث كل هذا بيننا بعد الأن فبعد اليوم سيتغير الكثير بيننا حقًا أو الكثير في حياتي عمومًا من يعلم»
لاحظتُ أن شاشه هاتفي أضاءت لأري أنه أتصال من تشارلي لأجيب عليه
ليقابلني صوته وهو يتحدث بهلع ويكاد يقترب من الصراخ
«ڤيولا هل أنتِ بخير؟!»
«أجل الحمد لله هل حدث شئ؟»
«أتمزحين معي! ألم تتفقدي هاتفك؟»
أبعدت ُ الهاتف عن أذني لأري عن ماذا يتحدث لأجد أن هناك عشرون مكالمه فائته فقط من تشارلي
«عشرون مكالمه!»
«أجل لقد فزعت وبشده وخفت أن يكون قد أصابكي مكروه فتوجهت للملجأ فوجدت شخص هناك فسألته عنك فقال أنكِ غادرتي مع هوسوك
لم أعلم أن أستبدالي سيكون بهذه السهولة»
قال أخر جمله بدراميه ممازحًا
«لا تكن سخيفًا تشارلي
أنا حقًا أسفه هاتفي كان علي الوضع الصامت ولم ألحظه كان يجب أن أكون منتبهه أكثر من ذلك.»
«لا هذا لا يهم الأن المهم الأن أخبريني هل هو المنشود كما توقعت؟»
«جمله أخري مثل تلك وسأنهي المكالمه»
«جميعهم يبدأون بمثل ذلك في البدايه
يستمروا بالأنكار حتي يرسلوا دعوات الزفاف.»
أنهيتُ المكالمه فعلًا بعد هذه الجمله تنفيذًا لما قلته سابقًا لأجده يتصل مره أخري فأجبته
«لا أصدق أنكِ أغلقتي الخط علي هذا الوسيم الذي يكون أكبر منكِ بشهرين الصغار هذه الأيام لا...»
وأنهيتُ المكالمه مره أخري
لكنني لم أشأ أن أتركه هكذا فتوجهت للمحادثه بيننا لأترك له الرساله المعتادة
«أتمني لك ليله سعيده واحلام ورديه يا غريب الأطوار»
«أتمني لكِ كذلك يا صغيره»
وبينما أبتسم للرساله تشارلي جاء لي أشعار من هوسوك
«فقط أردتُ أن أتمني لكِ ليله نوم هانئه.»
أصبحت الأبتسامه علي وجهي أكبر من السابق
وقلتُ لنفسي بخفوت
«أعتقد أنك سوف تلتقطني هوسوك…
أتمني.»
✷✷✷
Коментарі