Introduction
Night (Joria 1)
Night (Joria 2)
Night (1)
Night (Joria 2)
لن أستطيع... لا حياه لا سعادة لاحب لا أمل لاشيء... أنا بدونك لاشيء... لن أستطيع أن أتنفس دون أن أرآك، ألمسك وأشعر بك... لذا بيبي إن أردت الموت فخذ حياتي اللعينة معك... أو إبقى هنا من أجلي... حتى خروج آخر جزء من روحي ثم إلحق بي...
(ماري& ألكساندر)

وقف براين في منتصف إحدى الغرف الفارغة وهو يحمل ماري الغارقة في النوم بين ذراعيه الكبيرتين.... أقترب من السرير ببطئ واضعاً إياها عليه بهدوء شديد... رفع الغطاء عليها محيطاً جسدها بلطف... لكن لم ينسحب هنا... فقط جلس بجانبها تماماً على السرير وهو يحرك خصلات شعرها التي غطت ملامحها المتألمة بخطوط حمراء شاحبه... دموعها الجافه على وجنتيها.... ونبضها البطيء يرعب قلبه تماما ً...مجرد فكرة فقدانها ستقتله حتماً... تباً لن يفقدها هي أيضاً ... يشعر تماماً بألمها، يتفهم عذابها.... هو يعرف معنى أن تفقد طفلاً... وليس أي طفل بل ثمرة حبك من لحمك ودمك.... لكنه كان واثقاً أن ما قاله لورينز محض أكاذيب وأوهام صدقها بنفسه فقط... لن يتهاون ألكساندر في أمر كهذا أبداً... مسؤوليه ليوناردو تقع على حياة بوبي ولورانو وسيث أيضاً... وحسب مايذكر جوناثان هو من يتولى تحريكهم بأمر من ألكساندر ....

أبتسم بتسلية وهو يتذكر ملامح ألبرت حين تحدث عن سخرية سيث منه.... وأنه رفض أن يستمع إلى أوامره اللعينة....
الوغد لا يتبع أحداً سوى ألكساندر.... لم يخصع في حياته ولن يفعل... معادلة بسيطة لا أحد وأعني لا أحد يأمر سيث... لطالما أختار كل شيء بنفسه... حتى ولاؤه لألكساندر كان بسبب إعجابه به.... رأى الوحش الذي يسكن بداخله... وتباً كان الأفضل في كل شيء... إن كان هناك مختل بينهم... فسيكون هو ولن يكترث....
"رائع المختل يظل مختلاً إلى الأبد....."

تمتم في نفسه بسخرية... بينما يراقب حركات ماري في نومها... وكأنها تعاني من كابوس يعصف بعقلها، أنحنى نحوها أكثر... يربت بيده على رأسها بينما يهمس لها بخفوت وصوت حنون :
"صغيرتي ماري... إهدئي أرجوكي ،أنا هنا من أجلك.. لا أحد سيؤذيك... والدك هنا حبيبتي بقربك دائماً... سأخبرك أمراً يفرحك... ليو بخير هو حي عزيزتي... أنتي تصدقينني صحيح... بابا لا يكذب أبداً طفلتي..."
على الرغم من كونها لا تسمعه.... إلا أنها تأوهت بخفوت وكأنها تجيبه على كلماته.....
ظل يربت على رأسها هكذا وهو يهمس لها بلطف حتى توقفت حركتها وسكنت تماماً....
عيناه لم تفارق ملامحها الجميلة... لدقائق طويلة ،يتأمل عينيها الواسعتين بجمال غجري فاتن... أنفها الصغير المحمر كحبة التوت الصغيره... شفتاها المنتفختان من آثار العض عليها... لكن ليس هذا ما كان يشغله... هي فقط تذكره بكل شيء....بكل ماحدث منذ أكثر من ثلاثين عام مضت ... بعشقه الذي سلب منه بلا رحمة... حبيبته التي حفظ تفاصيلها بكل دقة.... قلبه الذي تحجر منذ أن فقدها... والأسوء هو أنه أصيب بإنفصام حاد في الشخصية ليقاوم صدمة فقدانها .... طفلته الوحيده لم تعلم أبداً أنه والدها... وتباً لن تعلم.... سيموت مع سره إلى الأبد....

رولين... لم يغيب طيفها عنه يوماً... تباً كان هو من وجدها في تلك الغابة القريبة من قرية المشعوذين ... رغم حذره الشديد في كل شيء إلا أنه تجمد في مكانه حين رآها حول تلك البحيرة الصغيرة ترفع شعرها الطويل عن الماء بكل خفه ... جمالها أوقف حواسه عينيها الزرقاء غزت قلبه بلا رحمة....
حاول كثيراً تجاهلها... لكن تباً قلبه اللعين كان يقتله لنظرة منها.... لشهور عديدة حاول كثيراً أن ينساها كان يعلم تماماً أن ما يفعله ممنوع قانونياً... يحرم عليهم الأقتراب من قرية المشعوذين أو حدوث أي أحتكاك معهم ... لكن لا لم يستطع عيناه كانت تتلهف لنظرة منها... وأجل الأمر فاق كل تحمله... لذا عاد كل ليلة يبحث عنها أمام تلك البحيرة... فقط لو يراها ولو لمرة واحده أخيرة...
في ذالك اليوم...
جلس قرب البحيرة يستند بجذعه على شجرة قريبة جداً.... حولها عدد كبير من الصخور والأعشاب الصغيره... ظل يتأمل حركة المياه في البحيرة... وصوت الطبيعة يعزف مقطوعة في أذنيه.... لوقت طويل فقط أغلق عينيه غارقاً في تلك السينفونية الطبيعه الفاتنة... لدقائق طويلة توقف كل شيء من حوله... حركة الماء وصوت صراصير الليل... الطيور... الرياح... كل شيء ... هو لم يشعر إلا بتلك الأنامل الدافئة تحيط وجهه...وأخرى تتحسس عنقه بخفه...تلمس كل أنش في وجهه بسحر قاتل... يخطف كل نبضة من قلبه... يأسر كل شعور في داخله... حرارة أبتلعت حواسه بالكامل.. لتهدم حصونه المنيعة.... اللعنه ماهذا ...

لثواني طويلة لم يتحرك... كان خائفاً... خاف أن تبتعد أن تتركه...أو تخاف منه...فقط ظل هكذا حتى سمع أجمل سنفونية بأجمل طريقة... تنطق بها الحروف والكلمات....

" يبدو وسيماً وهو نائم... لم أرى جلاً من خارج القرية بهذا الجمال من قبل...أجل أنا أحب رؤيته عندما يأتي كل مرة... لكن لا يجب أن يعرف أنني هنا... أني رأيته..."

أوه... أجل... اللعنة... كان سعيداً لدرجة توقف أنفاسه... وغاضباً لدرجة تحرق روحه في نفس الوقت... تلك الحمقاء الفاتنة كانت تلعب به طول الوقت، تختبئ بينما هو يبحث عنها كل يوم...

لكن حقيقة أنها معجبة به، تلمسه بأناملها الصغيرة... تأتي لرؤيته كل يوم كما يفعل هو... جعلته يشعر أنه منتشي بالكامل... أجل... تباً السعادة التي لم يشعر بها من قبل.... تباً يريد تقبيلها... تمزيقها بين أسنانه... لمس كل إنش بها... وتباً يريد تحطيم رأسها الغبي... هي فقط لا يعرف كيف سحرته بتلك البساطة...
لثواني طويلة تركها تعبث حوله... ، تلمسه كما تريد دون أي حركة منه... يخاف أن تهرب أن تبتعد بعد أن وجدها أخيراً... لذا إكتفى بهذا حتى توقفت عن لمسه... شعر بها تتحرك مبتعدة عنه.... تباً لا ليس بعد أن وجدتك لا...
تحرك بسرعه ممسكاً معصمها بقوة ليديرها نحوه... وتماماً كأول مره رآها... العينين الساحرة الأنوثة الطاغية.... كل حواسه توقفت بثانية.... لوقت طويييل جداً لم ينطق أي منهما بكلمه... فقط حدقا ببعضهما كعاشقين حد الثمالة.... وهذا كان كافياً حتى ينقض عليها يقبلها وكأنها المرأة الوحيده في الكون... شعر بها وكأنه لم يلمس إمرأة من قبل... لم يشعر بلذة كتلك من قبل... لذا تباً منذ ذالك اليوم وهو يعشقها لا بل منذ وقعت عينيه عليها لأول مرة.... ظل يزورها كل يوم... عاش معها أيام الحب بكل معانيها.... تباً أراد أن يتزوجها حقاً... أن يعطيها أسمه تكون له ملكه حبيبته له فقط.... لكن لا القانون الملعون حكم الأمر من البدايه... لذا الأمر كان مستحيل... فكر أن يهرب بها لآخر العالم... لكن لم يستطع... لم تكن لتترك قريتها أبداً وهي إبنه زعيم قرية المشعوذين.... لم ترد أن تخذل والدها أبداً... وأيضاً لا تريد أن تفقد حبها الوحيد... حاولا كثيراً أن يفترقا لكن دون فائدة.... لم يستطع أن يتنفس بدونها.. وهي كانت تموت من دونه... حينها أتفقا على الهروب معاً فقط لفترة قصيرة... عشرة أيام لا أكثر... و تباً كانت أجمل عشرة أيام في حياتهما... فعلا كل شيء.... تماما كزوجان عاشقان حد الثمالة.... لكن حين جاء وقت العودة، شعرت لورين بتعب خفيف وكأنها أعراض حمى طفيفة... جعلت براين قلقاً عليها... أراد جلب الطبيب لها فعل أي شيء للإطمئنان عليها... وهي فقط رفضت الأمر أخبرته أنها ستكون بخير وأنها حمى بسيطة وستزول فوراً... لم يعلم حينها لما آلمه قلبه بقوة عليها... شعور يقتله ببطئ، مجرد فكرة أنها تتألم كانت تؤلمه أضعاف ألمها بمراحل.... لم يكن سيتركها لولا أنها توسلته وأقسمت أنها ستكون بخير...
مضت بعدها سبعة أيام وهي بخير تماماً... حتى أختفت بالكامل لم يعرف أين هي ماذا حدث لها... قلبه كان يقتله ليسمع صوتها... يكاد يموت لنظرة من عينيها الساحرة.... كسر القانون اللعين ودخل إلى القرية... هددهم فعل كل شيء... لكن لا شيء..... لم يجدها.... كادو يعرضوه للمحاكمه بسبب خرقه للقانون ودخول القرية لكن ماكسميس أوقف الأمر بصفته الزعيم وقتها.. .. . أسبوع آخر والألم يقتله ببطئ... تحول إلى مجرم لعين... يقتل بلا سبب... غضبه جعل الجميع يرتعدون عنه... خوفهم منه يزداد يوماً بعد يوم... تحول إلى مسخ لعين حتى أتت تلك الليله... حفلة عائلة الفريدو.... زفاف رئيس العائلة ستيفانو الفريدو ... طبقاً للعادات القديمة على كل الأفراد من العوائل المرتبطة بالدم حضور أي زفاف يعقد فيه معاهدة بين طرفين ...كشهود على العقد والإتفاق ...لذا أصرت عائلة جوردن على حضور براين إلى الحفل رغم أنه الأبن الأوسط للعائلة .... هو مجرد حفل لا أكثر سيشرب حتى الصباح وينام كجثة هامدة ...هو فقط ظن أن الأمر سيكون هكذا ...فقط شيء يشغل به عقله اللعين عن تفجير رأسه ...

في ليلة الحفله تلك تحديداً القاعه الملعونة... قاعة جوريا... كان الجميع في إنتظار العروسين.... بصبر شديد... بينما كان يجلس هو برفقة ماكسميس وجونيفر على طاولة قريبة من مراسم عقد الزواج... لدقائق طويلة ظل يدخن بكل برود بينما يحدق ماكسميس به... يرى كيف يقتل نفسه بتصرفاته اللعينة... الوغد كان يحتضر في مكانه.... آثار الضرب وحقن المخدرات غزت جسده في كل إنش... لكن تباً إذا حدث ما يخشاه لن يتردد في قتل الجميع وحرق الحفلة المملة. .. والنهاية تفجير جمجمته اللعينة...

فقط حينها وقف ماكسميس مشيراً إلى براين أن يلحق به... لم يكترث فقط وقف يمشي خلفه بهدوء شديد... لكن حينها سمع صوتاً مألوفاً له... وحين ألتفت رأى والد رولين... يسلم على المدعوين بحرارة وينظر له نظرات غاضبة يعلم تماماً سببها... في البداية لم يكترث... لكن حين وقعت عينيه على ستيفانو الذي وقف أمام طاولة عهود الزواج... بينما هناك رجل ينادي على والد رولين يطلب منه إحضار العروس... توقفت كل حواسه... شعر بالدماء تغلي في عروقه... مفاصله أبيضت من شدة الضغط عليها.... كل شيء أصبح واضحاً تماماً له... لذا ركض بسرعه جنونية ناحية غرفة العروس... تبا سيقتلها إن كان هذا صحيحاً...

جلست رولين أمام المرآة... تحدق بفستانها الأبيض وهي تضع يديها على معدتها التي برزت قليلاً...
جلست هكذا لوقت طويل وكأن الحياة تسحب منها ببطئ... اللعنة تشعر بروحها تخرج مع كل ثانية... تباً كانت شاحبة تماماً... اليوم لم يكن حفل زفافها بل جنازتها الألم كان لا يحتمل ... دموعها لم تتوقف لحظة... لكن كل ذالك كان من أجل ذالك الطفل... لن تسمح أبداً أن يؤذه أحد.... تباً لن تسامح نفسها إن حدث له شيء... ثمرة حبها هي وبراين... ستفعل أي شيء من أجل طفلها، حتى لو أجبرها الأمر على دهس قلبها اللعين ستفعل... لا شيء سيوقفها، حتى براين نفسه... لذا مسحت دموعها بأطراف أناملها تحاول تعديل مكياجها بسرعة قبل وصول والدها...

كانت منهمكة في أدوات التجميل المتجمعة أمامها.... لا تعرف ماذا تفعل... لم تستخدم أي منها من قبل... ظلت هكذا حتى صرخت بغضب وهي ترمي كل شيء أمامها ليتحطم على الأرض... وقفت بسرعه تضرب المرءآة بيديها العاريتين... صراخها يعلو مع كل ثانية وكل ضربة تزيد من جرح يديها الصغيرتين.... بكت وصرخت بهيستيريا تامة.. .. لم تكترث لم تبالي... فقط ظلت تضرب .. بألم بحسره... دموعها تجمعت مجدداً في عينيها التي أحمرت بشدة ... تباً لم تعد تحتمل... اللعنة هي تكذب لطالما كانت تفعل ... لا ليس حملها هو ما يؤلمها .. ولا زواجها المدبر هو ما يقتلها... ولا حتى غضب عائلتها منها هو ما يفتك بها... الشيء الوحيد اللعين الذي يخرج روحها ممزقاً أياها.... كان هو... شوقها له... حبها له... رغبتها القاتله في الأختباء بين أضلعه حتى نهاية العالم.... تباً أرادت الهروب من كل شيء... كم كرهت ضعفها هروبها منه من مواجهته... وأجل... اللعنة لم ترد في الكون شيء كما أرادته هو... حب عمرها الوحيد...
لوقت طويل دموعها لم تتوقف شهقاتها تعلو أكثر وأكثر... لم تعد تشعر بشيء... المرآة التي كانت تضربها لم تعد هناك... لأول مرة منذ أسابيع شعرت بالدفئ يحيط بها .... لا زجاج... لا ألم... لا شيء... فقط شيء دافئ حاوط جسدها بقوة يضمها إليه بألم الألم يطحن أضلاعها داخله فقط بصمت شديد ... سمعته ذالك الصوت... الصوت الذي تحفظ إيقاعه بهدوء... أجمل دقات في الكون... قلبه الذي أحبها هي... أجل كان هو.. اللعنة، متى جاء كيف دخل... لما لم تشعر بدخوله ... يحاول تهدئتها بدقاته الحنونة... كل نبضة تخبرها كم يحبها كم يعشقها... كم تعذب من دونها... تباً كان يلومها... على ألمه... حزنه... شوقه لها... رغبته المميتة بأخذها بعيداً عن هذا العالم... أرادت أن يتوقف الوقت أن تظل هكذا إلى الأبد... وتباً لكل شيء...
لكن هذا لم يكن واقعهما وحدهما... للحظات طويلة نست كل شيء وعاشت تلك السعاده التي ظلت تحلم بها،حينها فقط عاد عقلها يذكرها أن هناك طفل سيلاقي مصيره بسبب غبائها ... وكأن صفعة قوية أيقظتها من حلم جعلها تنتشي من السعادة...

هنا فقط رفعت يديها تدفعه عنها بقوه وعنف... وهي تشيح بعينيها عنه تخفي بحر الألم الذي يغرقها.. وكأنه شيء قذر على وشك تلويثها...
لم يتكلم لم يعترض فقط وقف هكذا يتأملها... كل دمعه منها تطعن قلبه بلا رحمة...
لم تجرأ على النظر له... مع أنها تموت شوقاً له... أنتظرت أن يقول شيئاً، أن يفعل أي شيء... لكن لا ،لاشيء... لذا حين رفعت عينيها نحوه أخيراً...
تباً الغضب كان يملأه... عيناه أخبرتها كل شيء... غضبه ألمه حزنه عذابه.... روحه التي تصرخ بها... كل ذرة به كانت تصرخ بها ... والذي أخذ بآخر ذرة من قوتها كان شوقه... ذالك الحب الذي يلمع في عينيه الحمراوتين كالدماء ... الألم الذي مزقه لأيام ولازال يفعل... لكن لا يجب أن تحسم الأمر... كانت تعلم أنها ستواجهه يوماً... والآن هو أمامها....

لم تفكر طويلاً... في ثانية وجدت ظهرها يرتطم في الجدار بقوة... يده تطوق عنقها تكاد تخنقها.... غضبه غطى كل شيء... نسى ألمها عذابها... وشياطينه تعبث برأسه بلا توقف.... صوته خرج وكأنه يتمزق... أنفاسه متقطعة كأنه كان يركض لأميال عديدة... اللعنة غضبه فاق كل شيء... :

"لما...لما حبيبتي، تباً لما فعلتي هذا... لما خنتني.... اللعنة أجيبي!!"
صرخ في آخر كلامه، صرخة أخرستها بالكامل... جسدها يرتجف بقوة.... دموعها كسيول جارفه... لم تقاوم لم تنطق... تباً تمنت أن يقتلها حقاً... أن تكون آخر عينين تراهما في حياتها... لكن تباً الأمر لا يتعلق بحياتها وحدها... لذا أخيراً خرج صوتها ببحه متألمة تتمنى أن يسمعها يفهمها...يرى الصدق في عينيها.. :

" لا... لا... أنا ... كل... هذا.. من.... من أجل طفلك... طفلنا براين... سأضحي بروحي من أجله...."

الرصاصة التي تصيبك قد لاتقتلك لكنها تؤذيك...

شعرت بقبضته تلين على عنقها قليلاً.... الصدمة غلفت ملامحه بالكامل... شعرت بأنفاسه تختفي... اللعنة جسده كان يرتجف... قلبه يعصره بشده... تركها وجسده يتراجع إلى الخلف، إستند بيد على الطاولة خلفه ويده الأخرى تغطي فمه... غضبه اللعين يفتك به... ليس منها إنما من نفسه... اللعنة كيف لم يشعر بها كيف لم يعرف... كيف كان أعمى طوال الوقت.... تباً لما تعذبه هكذا....

ظل هكذا لوقت طويل.... لم يحرك شعرة من جسده... عيناه كانت تتقلب بمزيج عجيب... من الغضب... الفرح... الصدمة... والألم... وأخيراً حين أنزل يده من على فمه... لمعت عيناه بغضب يغلفه قلق ورعب ينهشه....
وفي ثانيه كان يمسك كل شيء حوله.... يحطمه بقسوة.... كان في حاله هيستيريا تامة.... يضرب ويحطم كل شيء أمامه بلا توقف.... فقط حين دمر كل شيء.... عاد يلكم الجدار بقبضته... بكل قوه... اللعنة سمعت صوت عظام كفه تتحطم من شدة الضرب....
لم تستطع تحمل الأمر... رؤيته يتألم هكذا كانت تقتلها.... فقد صوابه بالكامل..
اللعنة... صرخت بداخلها أن يتوقف... ألا يؤذي نفسه... أن يوقف هذا الجنون اللعين... تباً كانت تشعر بكل ضربة تحطم عظامه... وكأنها عظامها... رأت الألم في عينيه وكأنها دماء ستنفجر في أي لحظة ... في صوت صراخه... في كل شيء به... تباً تمنت أن تأخذ كل ألمه... أن توقف عذابه....
لكن فقط حين شاهدته وهو يخرج سلاحه من حزام سرواله وهو يفتح الأمان... وأصابعه المشدوده تعصر سلاحه بقوة... يرفعه على رأسه بجنون وكأنه مختل فقد عقله للتو .... توقفت أنفاسها بالكامل... و الأدرينالين يتصاعد في عروقها... وفي ثانيه دون أن تشعر... وجدت نفسها تحتضنه بقوة... تتوسله أن يتوقف... ألا يؤذي نفسه... اللعنة ستموت إن حدث له شيء.... تباً في هذه اللحظة فقط علمت أن حبها له فاق كل شيء بالنسبة لها... اللعنة روحها كادت تخرج في ثانية...

فقط ظلت تحتضنه طويلاً... بأنفاس لاهثة متسارعة....دموعها لم تتوقف لحظه.... كانت تضم جسده لها بكل قوتها وكأنها تريد أدخاله في عروقها ... تباً أرادت أن تأخذ كل ألمه.. حزنه... غضبه... فقط تريده أن يكون بخير...

شعرت بيده تسقط بجانبها... وصوت سلاحه يرتطم بالأرض.... سقط على ركبتيه أمامها وهي لاتزال تحتضنه بقوة ... أنفاسه الغاضبة بدأت تنخفض... تهدأ... أجل هذا أفضل فقط تنفس أرجوك ...

ملمس يديه الدافئتان على بشرتها وظهرها العاري... وهو يضمها إليه بقوه... شعرت بشيء دافئ يسيل على كتفها... ومنحنيات ظهرها الفاتنة.....
اللعنة لقد كان يبكي... دموعه الساخنه بللتها بحرقة... جسده يهتز بعنف... من كتم شهقاته...
تباً لكل شيء... حبه لها فاق تحمله... فاق غضبه... تغلب على خوفه... وأجل هو يعشقها... هي فقط وهذا يكفي....
لذا زادت في حضنه حتى شعرت بشهقاته تهدأ... ودموعه تنسحب ببطئ من عينيه... أرادت أن تنظر له... لعينيه التي تعشقها... حتى الثماله....
لذا أبعدته قليلاً عنها.... وهي ترفع يديها تكوب وجهه بين يديها.... وبإبتسامة فاتنه تغلفها الدموع التي غزت كل أنش من وجهها....

" شششش.... أهدئ حبيبي... فقط أنظر إللي... اللعنة أنا أحبك... لا أنا أهيم بعشقك... تباً بيبي أنا فقط أتنفس من أجلك.... أنت فقط من يغزو كل ذرة في روحي... قلبي... جسدي... كل شيء بي هو فقط موجود من أجلك... ليس لديك أدنى فكرة... كم تمزق قلبي في فراقك... كرهت كل ثانية وأنت بعيد عني... لكن تباً لم يكن لدي حل آخر..."

دموعها كانت تنسكب ببطئ مع كل كلمه... أنفاسها الحاره تعانق أنفاسه المتألمة.... شهقاتها تخرج كل ثانيه... مررت أصابعها على وجنتيه تمسح دموعه التي بللتها...بحب شديد... لتكمل... :

" والدي علم بأمر علاقتنا يوم عدت من تلك الرحلة... غضب بشدة وقال أني كسرت القانون بفعلتي تلك... أتعلم مع ذالك لم أكترث... لم أهتم لغضبه أو عقابه... كل ما كان يقتلني هو أن يبعدني عنك بعد أن وجدتك.... أردت الهرب وقتها والذهاب معك... اللعنة كنت مستعدة للتخلي عن الجميع من أجلك.... لكن جسدي وقتها كان متعباً للغاية... لم أعرف سبب ذالك التعب الذي أصابني.... في البدايه ظننت أنها حمى... لكن حين لا حظت خادمتي الأمر... أحضرت الكاهنة لتطمئن عليّ... حينها أخبرتني بحملي في الأسبوع الأول... هل تعلم كيف شعرت وقتها... أجل طرت فرحاً... كنت سعيدة أنني أحمل جزءاً منك في داخلي.... طفلنا معاً حبيبي... حاربت كل شيء... لأعود إليك... لأخبرك بأنك ستصبح أباً.... اللعنة تمنيت أن أرى الفرحة في عينيك عندما تعرف... تمنيت أن تحمل طفلنا بيديك أنت... وأن تختار أسمه بنفسك..."

إندفعت شهقاتها بقوة ودموعها تسيل بهيستيريا.... وهي تكمل :

" لكن عاد واقعي ليضرب كل أحلامي عرض الحائط... تماماً حين شعر والدي بخطر علاقتنا على القرية وسمعتها.... بينما كان قد أتفق مسبقاً مع ستيفانو على صفقة مخدرات لعينة... كان المقابل لها هو أن يتزوج بأبنة الزعيم فقط.... وإلا سيبيد القرية بالكامل ويحرق كل فرد فيها... لذا علمت أن الأمر لم يعد أنا وأنت فقط.... لقد أصبحت حياتي مقابل حياة العشرات من الأبرياء.... تباً لا ذنب لهم في قذارة ما فعله والدي....
أتعلم لقد حبسني طوال تلك الفترة الماضية... مهدداً بقتلك إن حاولت الهرب .... وزاد غضبه حين علم بأمر حملي.... تباً أرد أن يقتله في أحشائي.... لكن اللعنة.. عليه قتلي إن تجرأ على لمس طفلي... لذا تراجع عن الأمر فقط ليضمن صفقته القذرة .... وها أنا هنا أواجه كل شيء فقط لأحافظ على حياتك... حياة قريتي المسكينة... وحياة طفلنا الصغير... أعلم أن الأمر صعب وأنه يقتل كلانا... لكن أرجوك لا أستطيع أن أكون سبب في موتك أو موت أي شخص بريئ.... فقط أريدك أن تعرف أنك الرجل الوحيد الذي يملكني... الوحيد الذي ملك قلبي... الوحيد الذي سأظل أحبه حتى أفقد روحي... لذا أرجوك لأجلي ولأجل طفلنا... دعني أذهب... براين أنت لا تفهم أنا فقط أفعل كل هذا لأني... أأحبك...... أجل تباً... أحبك أكثر مما أتحمل.... أردت حز عنقي على أن أتزوج برجل غيرك... لكن لم أستطيع... لم أستطع ترك طفلنا يموت... كلما شعرت به تذكرتك... تباً أنا أسعد إمرأة في الكون... فقط لأني أحمل طفلك أنت براين... أجل حبيبي.... أنا فقط في كل هذا... وسأظل أحارب فقط لأني أحبك أكثر مما أتحمل... "

الألم بأسوأ معانيه... الألم الخاص بالجحيم ... فقط الألم هو كل ما يشعر به... عيناه أخبرتها بكل ذالك العذاب الذي يعاني منه... .. كل شيء يخنقه... أنفاسه أختفت تماماً.... عيناه باتت كلون الدماء... اللعنة أيفرح بعترافها له... أم يقتل نفسه لفعلتها تلك.. لثواني فقط حتى تبدد الألم إلى جحيم من الغضب القهر الظلم... عيناه أسودت بالكامل... وأسنانه تحتك ببعضها من شدة الغضب...

إلى هنا ويكفي!!
اللعنة لم يعد يحتمل هذا الهراء.... سيحرق الزفاف اللعين على رؤوسهم...
حينها رفع يده.. ممسكاً بشعرها في قبضة يدفعها نحوه... لقبلة جامحة... يمزق شفتيها بين أسنانه... يريد أن يثبت لها أنه يملكها... أنه لن يسمح أبداً بفقدانها.... لن يأخذها رجل غيره أبداً.... أنه وحده يعشقها.... ولا شيء في الكون سيبعده عنها... هي له وحده.... لتلعنه السماء أن تركها لغيره... وتباً لكل شيء....
فقط حين تركها تلهث لتحصل على أنفاسها مجددا ً... إنحنى ممسكاً سلاحه من على الأرض... ليقف وهو يمسك خصرها بيده الأخرى... يقرب شفتاه من أذنها يقبضها بين أسنانه بخفه... وهو يهمس لها بنبرة حادة...

"بيبي... أنا لست ذاك الرجل البريئ الذي تظنينه.... اللعنة... أنا أسوء عاهر لا يكترث بأي شيء سوى رغباته اللعينة.... لا تخبريني بوالدك.. أو قريتك.. أو أي وغد في الكون... الليله ستكون الأخيرة لهم... أقسم على هذا بيبي... لا أحد وأعني لا أحد.. يؤذي حبيبتي وينجو بفعلته أبداً... لذا أستعدي بيبي لقد بدأت الحفله للتو... "

******

تذكر حين قال لها تلك الكلمات... شعر بجسد كبير يقف خلفه... يسحبه منها ا...اللعنة كان ماكسيمس.... لقد أربحه ضرباً وقتها.... أخبره أنه معتوه وأحمق مجنون سيسبب كارثة... ويشعل حرب لعينة.... حرباً طاحنة لن يكون ضحيتها تلك القريه اللعينة فقط... إنما الملايين من عائلات أخرى و الكثير من الزعماء وغيرهم.... ومع هذا لم يتراجع... اللعنة لم يكترث بكلمة واحده قالها له ... مما جعل ماكسيمس يفجر ثلاث رصاصات لعينة في جسده.... ليفقده الوعي تماماً...

ضحك بألم شديد وهو يتذكر الأخبار اللعينة التي تلقاها فور أستيقاظه من غيبوبته ....
تباً الوغد تزوجها... حدث كل شيء كما أرادوا هم.... أغلق عليه ماكسيمس في زنزانة لسنوات.... حتى لا يخرج ويسبب كارثة لعينة ... جن جنونه عذب نفسه لأيام وشهور... لوقت لم يعرف متى ينتهي.... شعر بالموت في كل ثانية تمر عليه.... وهو يتخيلها مع ذالك الوغد.... يلمسها يقبلها يفعل بها ما يريد.... تباً الألم كان ينهش روحه بلا رحمه... أراد تفجير جمجمته اللعينة فقط ليستريح من هذا الألم...

بعد مرور تسعة أشهر من ليالي حبسه زاره ماكسيمس وهو يحمل طفله رضيعه بين ذراعيه.... بينما يمشي بجانبه ألكساندر... تباً كان طفلاً صغيراً في العاشرة من عمره وقتها....
أقترب ماكسيمس منه وهو يبتسم بفرحة.... ويضع تلك الرضيعة بين يدي براين...

"أيها الأحمق لقد أصبحت أباً لطفلة جميله جداً.... أنظر إنها حتى أجمل من والدتها.... تباً لا أريد قول هذا لكن الحقيقة هي حتى أجمل من زوجتي..."

حينها لكمه براين بقوة على كتفه....
بينما كانت دموعه تمطر بغزارة وهو يحتضن طفلته الصغيره إلى صدره... اللعنة كان يبكي بحرقة جعلت ألكس يغلق أذنيه ويلتفت بغضب.... بينما أبتسامة ماكسيمس قد ملأها الحزن والشفقة ...

تركه ليخرج كل عذابه وألمه... رأه يشم رائحتها الجميلة وكأنه يبحث عن رولين فيها... أجل هي كانت رولين بالفعل... تملك كل شيء فيها.... عينيها ملامحها... بشرتها... شعرها... كل شيء... لكن اللعنة كانت أجمل بكثييير منها....
لوقت طوييل ظل هكذا... حتى ظن ماكس أنه سيظل هكذا إلى الأبد...
فقط حين رفع رأسه نحو ماكس يريد أن يتكلم أن يقول شيئاً... أن يسأله عنها.... هل هي بخير... هل تفتقده.... هل تموت من أجله كما يفعل هو....

تباً لم يجد صوته.... ألمه لا يحتمل... لكن عيناه نطقت بكل شيء أراده.... عرف ماكسيمس تماماً ما يريده.... لذا أجابه بهدوء شديد ونبره حزينة قليلاً....

"أجل براين هي بخير... أعلم تماماً ما تشعر به... لكن هي لم تترك الحقير ستيفانو يلمسها.... طلبت مني أعطائها مخدر جنسي.... يجعله يحلم أنه ضاجعها دون أن يفعل.... لذا صدق أن الطفلة إبنته.... الحمقاء تحبك أكثر من أي شيء عزيزي.... أخبرتني أن أجعلك ترى أبنتك... تمنت حقاً أن تكون بجانبها وهي تلد... أتعرف هي تريدك أن تسمي أبنتك بنفسك... وأن تحبها أكثر من أي شيء في العالم... "

هنا فقط لم يتمالك براين نفسه... ولأول مرة... وضع الطفلة جانباً وهو يحتضن ماكس بكل قوته.... دموعه خرجت ببكاء حاد جداً.... نوبة بكاء شديدة.....
جعلت ألكس يحدق به في دهشة... اللعنة من قال أن رجال المافيا لا يملكون قلوباً... ولا يشعرون بالحب والألم... تباً مهما حدث يظل بشراً... ولو كان وحشاً بلا ضمير....

فقط حين بدأ يهدأ... أبتعد.. وترك ماكسيمس مبتعداً عنه بهدوء وهو يمسح دموعه بذراعيه....بقوة....
وعاد يحمل تلك الصغيرة.... وهو يبتسم بسعادة لم يشعر بها يوماً.... كان حائراً في أختيار أسم لها... حتى شعر بيد صغيرة تجذب قميصه بلطف.... رفع عينيه نحو ذالك الصغير الوسيم.... وإبتسامته لم تفارق شفتاه....

"سيد براين... أسمح لي أنا سأسميها... هي ملكي أنا... أعني... أنا فقط من سيتزوجها.... لذا لا تقلق سأعتني بها جيداً...."

اللعنة... ضحك ماكس من كل قلبه وهو يشاهد إبنه... يسقط في حب طفلة رضيعه.... لكن ما فاجأه أكثر هو إمساك براين ليد ألكساندر... وعلى وجهه إبتسامه حنونه...

" حسناً أيها العريس.... أخبرني ما أسم زوجتك؟؟ "

شاهده وهو يقفز بفرح... وإبتسامة واسعة على وجهه وهو ينطق إسمها بكل فرحة...

" ماري... إسمها ماري.... ماري ألكساندر ملافورد..."

تباً لقد زوجها لنفسه للتو... وهذا كان كافياً لتفجير ضحكات براين و ماكسيمس....
منذ ذالك الوقت وألكس يهتم بماري... لم يتركها يوماً بعيدة عنه... الجميع ظنو أنه شغب طفوله... لكن تباً هذا كان عشقاً منذ الولادة....

*****
بعد ثلاث سنوات... أنتشر خبر وفاة رولين... ليتحطم قلب براين معه..... محاولاً بذالك تعويض طفلته الصغيره عن ألم فقدان والدتها....

لكن ما جعل النيران تشتعل بداخله هي تلك الكلمات التي همس له بها جونيفر يوم جنازتها ... أخبره أن هذا الموت ليس بريئاً كما يظنه الجميع... وإن أراد أن يعرف الحقيقة عليه أن يبحث في الأوراق القديمة... تباً لم يفهم شيئاً مما قاله سوى أنه هناك من قتلها... وعليه أن يجد الوغد الذي فعل به هذا....

منذ ذالك الوقت ظل يبحث كالمجنون... عن الوغد الذي سلبه حبيبته... لكن لا شيء... لم يجد أي دليل يجعله يصل إلى الحقيقة... وبعد ذالك بخمس سنوات مات ستيفانو أيضاً بطريقة مجهولة... أثارت الفوضى والجدل بين العوائل... وقتها تولى شقيق ستيفانو.... أنطونيو زعامة عائلة الفريدو وكفالة ماري .... لخمسة عشر عام.... ليتم أغتياله في قلعة جوريا بتعاون من أبنه لورانو... والقذر دانيال مارسلي... ليتولى لورانو الزعامة العائلة من بعده بعد الأختفاء المفاجئ لأخيه الأكبر جوان... والذي ظن الجميع به أنه قد مات لكن الحقيقة أن القذر لورانو... قد أحتجزه في عذاب لسنوات... وأظهر لهم جثه شبيه بجثته لتثيل موته أمامهم.... منذ ذلك الحين و لورانو هو زعيم عائلة الفريدو.ج...

______________________________________


"أنت الأسير وأنا الجلاد... إن كنت تريد الرحمة... فلا تطلبها سوى من أكثر الأمور براءة في الكون.... فقط لا شيء سيرحمك أكثر من الموت...."

بعد ساعات من العذاب.... في الغرفة السرية للورد جونيفر ملافورد...
الدماء كانت تغطي الأرضية الحجرية بالكامل.... اللعنة فقد جوان وعيه مرات ومرات.... وكل مرة كان يوقظه ألكساندر.... بصعقات كهربائية عنيفة تحرق خلاياه بوحشية.... تباً المقاومة لم تعد تفيد والوغد حقاً... تفنن في تعذيبه كما لم يفعل أحد من قبل....
أخرجه عن شعوره... شعر بكل شيء لم يشعر به في حياته... الخوف... الرعب... الهلع... الذعر... الألم بل أشد أنواع الألم وكأنه أخترع نوع جديد من الألم.... وأخيراً الموت...

تباً جعله يغرد بكل شيء.... جوان لم يتأثر في حياته بأي نوع من التعذيب أو التهديد... لكن حين يتعلق الأمر بألكساندر فهو يفقد كل ذرة تحمل داخله... ليس لسبب شخصي.... لكن ألكس كان أسوء كابوس قد يصادف أحدهم...
أعترف بأسوأ وأفظع الأمور... والتي حتى لم
يتوقعها ألكس نفسه...
بدايةً من وعده لجونيفر بالحفاظ على الدائرة البيضاء... وذالك بسبب الأعمال القذرة التي تغطيها خلف عباءة الشرف والسلطة... و إفساد العلاقات الدولية بين المنظمات المتحالفة معهم.... مروراً إلى سرقة وتزوير الشحنات والبضائع المحملة ... وأخيراً أعترافه بأسوأ شيء... هو أن من قتل رولين لم يكن سوى زوجها القذر ستيفانو ...حين عرف بفعلتها عذبها لسنوات.... عاملها بوحشية مطلقة ... علم بأمر المخدر الذي كانت تستخدمه كل مرة.... علم بحبها وعلاقتها ببراين.... والأسوء هو معرفته بأن ماري ليست أبنته... ولم تكن يوماً...
حسناً من قتل ستيفانو إذاً... هذا ما صرخ به أنه حقاً لا يعلم.... والحقيقه أنه لم يكن يكذب... عرف ألكس هذا بسهولة، الكذب الآن مستحيل... لأن الرحمة لم توجد يوماً في قاموس هذا الشيطان...

فقط لساعات طوييلة أستمر بتعذيبه... حتى أخرج منه كل ما يريد سماعه... وأخيراً كان غاضباً.... اللعنة... كره كل شيء.... علم تماماً أن هذا الحفل لم يكن سوى... لعنة للتخلص منه.... من نفوذه عليهم... منعه لهم من ممارسة قذارتهم تحت عرشه.... سمع من جوان أسماء أشخاص... عملوا تحت إمرته لسنوت.... كان يعلم أنهم يكرهونه... علم تماماً برغبتهم في التخلص منه... علم كل شيء خططوا له.... لكن أن يقترب أحد منهم من الدائرة اللعينة.... هذا كان محظوراً عليهم... اللعنة... تأمروا ضده جميعهم... وأجل كان يعلم منذ مدة طويلة... عرف كل شيء...
هذه الحفلة... والقذر مارسلي.... ماذا هل ظنو أنه أحمق... أم أعمى إلى تلك الدرجه حتى لا يكتشف ألاعيبهم....
لذا خطط لكل شيء.... أن أرادوا نهايته...فسيعطيهم تلك النهاية.... لكن الجميع سيدفع الثمن....
النهاية ستكون من نصيبهم جميعاً.... تريدون حفلة... سأريكم كيف أحتفل ....

تراجع ألكس نحو الأريكة الحريرية ...
جلس بهدوء وهو يتأمل إبداعات يديه... نعم جوان كان
يحتضر بالفعل... المنظر لوحده يجعلك تفقد عقلك.... لكن الوغد كان يستمتع بكل تفاصيله... أحب حقاً مظهره هذا... لذا عاد لفتح زجاجة أخرى من النبيذ الفاخر.... شرب القليل منها... وهو يخرج سجارة لنفسه... أجل...
كان تعذيب ذلك القذر لساعات مزعجاً جداً.... فقط أراد إطفاء كل تلك النيران التي غلفت قلبه... وأشعلت كل ذرة في روحه... اللعنة عليهم جميعاً...

أخذ نفساً طويلاً من سجارته ... بينما عاد ليمسك سلاح هايتر من جديد.... يقلبه بين يديه بهدوء واضح.... أجل كان يفكر في أسوأ طريقة ينهي بها حياة ذالك الوغد أمامه....
ظل هكذا لوقت طويل... حتى ظن جوان أنه لن يتحرك أبداً...

لكن في لحظة... وجده يقف بطريقه غريبه جداً... وكأن الشياطين كلها أجتمعت في رأسه.... الرعب الحقيقي الآن غطى على كل شيء... تباً تمنى أن يعود لتعذيبه على أن يرى تلك الملامح... تلك النظرات... هذا فقط يخبره... أن كارثة لعينة ستحدث... ومجرد فكرة أن ألكساندر هو من سيفعلها... أفقدته صوابه ...
راقبه وهو يقترب... ملامحه أشبه بسفاح مجنون... أو حتى مختل من الدرجة الأولى....

لم يتوقف عن التقدم نحوه... فقط عندما لم يعد يفصل بينهما سوى أنش واحد... خرج صوته بنبرة جنونية لا تقل عن ملامحه جنوناً...

" لا جوان... لا عزيزي... لا تقل أنك خفت الآن... أنا حتى لم أبدأ بعد... هيا أخبرني ماقلته قبل قليل... ها قل لي يريدون التخلص مني.... يريدون جثتي اللعينة... أم يريدون حفلة كبيرة... ماذا أنا لا أرى أي حفلة... أعني أين الشموع الجميلة.... والألعاب النارية... أنا فقط أريد أن أحتفل ... هيا لا ترتجف هكذا... نحن. لم نحتفل بعد... عليك أن تكون سعيداً جوان... أنت ستحتفل معي عزيزي.... لا لا التسلية لم تبدأ بعد... لا تفسد الليله أيها الوسيم.... والآن قل لي ماذا نقول في الحفلات الجميلة.... "

اللعنة لقد جنّ بالكامل.... إن لم يجبه الآن سيفتعل كارثة... لذا أبتلع ألمه بقوه... وهو يرص على ما تبقى من أسنانه.... لينطق بضعف شديد...

" ن... نخ... نخبك... "

في الثانية التي نطق بها... كانت أبتسامة ألكساندر قد أتسعت.... ودون أن يشعر جوان.... وجد فتحة هايتر تلمس أسفل فكه ويد ألكس قد أشتدت على سلاحه... الأمان مفتوح... بينما صوت ألكس ينتشله بصرخة غاضبة...

" لا ... نخب جحيمك..."

أجل الرسالة واضحه... نعم يا ابن العاهرة أذهب إلى الجحيم....

وفي نفس الثانية التي صرخ بها ألكس.... خرجت الرصاصة السنبلية من فتحت هايتر...
لتفجر جمجمته إلى أشلاء عديدة..... تتبعها عشر سنابل من نفس الرصاصة لتدمر الجدار الخشبي خلفه.... تتبعها أربعون أخرى تدمر الطابق بأكمله....

أجل هذا هو هايتر الرصاصة الواحدة منه قنبلة لعينة... أكثر من خمسون رصاصة في رصاصة واحدة....
أكثر الأسلحة رعباً في العالم.... ضربة السنبلة الواحدة... تعادل قذيفة مدفعية كبيرة....

الأضرار كانت بشعة... الطابق دمر بالكامل.... والمنظر وحده أثلج قلب ألكس.... وكأنه أنتشى مخدراً للتو....
ألتفت نحو الخارج... وعيناه تنذر بالوعيد... الشر... والموت... رحمة لن يعطيهم إياها أبداً....

_

_____________________________________

الساعة الآن تمام منتصف الليل.... الثانية عشر...

فوق السطح :
جلس سيث يدخن ببطئ وهو يراقب جهاز التتبع الخاص بحركة رجاله في القاعة... يتابع من الكاميرات كل ما يحدث في الداخل... رجاله ينفذون تعليماته بحذافيرها....



الآن القاعة ممتلأة بكل الأوغاد الذين عرفهم في حياته... تماماً كما أراد ألكس... التخلص منهم جميعاً في مكان واحد... وبضربة واحدة... هم حتى لم يشعروا بكل تلك الفوضى التي كانت تحدث منذ ساعات... فقط يرقصون ويمرحون ويسكرون.... الكثير منهم... رجال مافيا وعصابات... ورجال أمن وقانون... و وزراء.. وسياسيين... وغيرهم من أصناف القذارة تلك...
فقط كان يراقب كيف يضع رجاله تلك القنابل الموقوتة في الأركان الرئيسية للقاعة... وكل ركن وزاوية مهمه...
عيناه ظلت تراقب كل شيء بسرعة... وفي لحظة تشنج فكه وهو يلمح شخصاً .... شخص يعرفه من مليون شخص آخر....
حسناً... اللعنة هو غاضب جداً... في ثانية أنفاسه كانت تتسارع بحدة.... عيناه تنبض بشر ووعيد...
قام بتقريب عدسة الكميرا نحوها... أجل اللعنة كانت هي... بشعرها الكستنائي الذي يصل إلى مؤخرتها... ومحنيات جسدها المتناسق... طولها وقوامها المذهل... كل شيء فيها يجذبك نحوها بكل سهولة...
كانت تضع قناعاً وكأنها في حفلة تنكرية... فستانها القصير أثار جنونه... جعلته يلعنها بكل شيء في الكون... تباً سيقتلها تلك العاهرة...




ظل يراقب حركتها الهادئة داخل القاعة... حسناً هو لم يكن غاضباً فقط من ملابسها الفاتنه.... لا لقد تجاهلت أوامره لها بالكامل... وكأنها تعلن التحدي... أخبرها أن تلزم تلك الغرفة ولا تخرج منها حتى يأتي لها هو ويخرجها... تباً هددها أن تبدل ملابسها قبل أن يجعلها عارية بنفسه... اللعنة أراد معاقبتها...تحتطيم كل عظم لعين في جسدها.... لكن حظه السيء لا وقت أبداً لأي شيء الليلة... لا بأس فقط يخرجون من هنا وسيريها كيف تتجاهله... كيف تثير غضبه حتى اللعنة....
كانت تتمايل في حركتها ليتحرك معها شعرها الكستنائي على طول ظهرها... أمسكت مشروب تيكيلا من النادل بينما كانت تقترب من رجل يقف قرب الشرفة.... يراقب من بعيد... تباً كان وسيماً جداً هي لن تنكر... ومع ذلك إستمرت في التقدم نحوه... وضعت قرص دواء في التيكيلا... بينما قامت بترحيب مثير للرجل... جعله لا يبعد عينيه عن تلك المثيرة.... قدمت له التيكيلا وإبتسامة خبيثه رسمت على وجهها... أخفتها بسرعه حتى لا ينتبه لها...
أخذت تتحدث معه وهي تتمايل بجسدها بطريقة جعلت الرجل ينتصب... تباً أحبت تأثيرها اللعين على الرجال.... فقط حركة بسيطة منها تجعل لعابهم يسيل على الفور....
شعرت به يقترب نحوها ممسكاً يدها في قبلة سريعة على يدها.... ليحيط خصرها بحركة خاطفه... لوهله ظن أنه المسيطر في لعبة الإغراء تلك... لكن تباً على من!!
في ثانية كانت قد إبتعدت عنه وهي تجذب ربطة عنقه نحوها وتسحبه خلفها بكل غرور...
أجل عزيزي الوغد لم يمانع أبداً... اللعنة كاد يموت ليحظى بليلة جامحة معها....
وحركاتها أخبرته تماما ً أن هذا على وشك الحدوث... لذا أستسلم لها... فقط تركها تأخذه إلى أي مكان تريد... المهم هو أن يحظى بليلته تلك....

فتحت باب إحدى الغرف الداخلية ببرود شديد بينما يتبعها هو بشرود تام... دفعته على الأريكة المسطحة في الداخل بعد أن أغلقت الباب خلفها...

حدقت به لثواني طويلة... وهي تشاهد ملامحه... أصبح يشبه كلباً ينبح على قطعة عظم طازجة... أوه تباً هذا مقرف...

لذا مشت نحوه بتمايل شديد تخلع قناعها ... وهي تخبره أن يخلع سترته.... ويتمدد على الأريكة ليترك لها مهمة إمتاعه.... هو فقط أسرع في تنفيذ أوامرها بكل خضوع.... وكأنه سيموت أن تركته لثانية

أمسكت علبه كانت على الطاوله وأخرجت منها أصفاد حديدية.... حين أقتربت منه كان قد خلع ملابسه بالكامل اللعنة كان عارياً تماماً... في الواقع هي لم تتوقع هذا... ولم تطلبه حتى... لكن لا بأس... هو الوحيد المتضرر من النتائج... لذا أكملت خطواتها نحوه.... تمسك ذراعه اليمنى وهي تقيدها بالأصفاد بينما تربط الطرف الآخر بقدم الأريكة... وفعلت الشيء ذاته مع يده اليسرى....
في البدايه ظن الرجل أنها فتاة سادية... تريد ممارسة هوايتها عليه.... شاهدها وهي تربط قدميه بنفس الطريقة... الأريكة المسطحة تلك ساعدتها في تنفيذ أفكارها المجنونة.... حين أنتهت تقدمت نحو أحدى الكراسي تسحبها أمام الأريكة... لتجلس في مرمى بصره تماماً...
أخرجت سجارة لنفسها بهدوء شديد... بدأت تدخنها ببرود ...
وهي تخرج سلاحها من بين فخذيها بحركة جريئة جداً... عندها فزع الرجل من مظهر المسدس الفخم...
اللعنة هل ستقتله...

"أسمعني جيداً... حتى ننتهي بسرعة... عليك أن تكون سريعاً في أجاباتك... ومع كل مرة ستكذب فيها... أو تسمعني بعض الحماقات.... ستكون هناك دماء منك عزيزي.. تزين هذه الأرضية القديمة... أتفقنا..."

في البدايه لم ينطق لم يفعل شيئاً سوى النظر لها بذعر... لكن حين وجهت مسدسها نحوه صرخ بقوة.... موافقاً على كل شيء.... جيد ليس لديها وقت للسخافات.... لذا بدأت في أستجوابه ببرود شديد...
اللعنة كل هذا الأزعاج بسبب ذلك الوغد جوناثان... كونها من عائلة الفريدو... وخضوع لورانو... لجوناثان... فقط من أجل المصالح الكبيرة بينهم... كان يقرفها حقاً... طلب منها ألبرت أن تستجوب الوغد أمامها عن أمور تخص مافيا عصابات الروس الذين تحالفوا مع ألبيرتو ضد ألكساندر... لكن هل هذا الأحمق حقاً له علاقة بالأمر... لا بأس ستعرف كل شيء بعد لحظات.... مع ذلك جزء منها كان يستمتع بمظهره المرتجف وهو عاري تماماً أمامها...
قررت أن تلعب بحده أكبر... فأخرجت سكين صغيرة من بين ثدييها... بطريقة مثيرة... وأقتربت نحوه ببطئ .... تصنع خطوطاً حمراء على جسده... بطرف السكين الحاد...
ظلت تحك طرفها في جسده حتى توقفت عند مقدمة عنقه.... أنحنت قليلاً نحو رأسه وهي تهمس له بطريقه جعلت جسده الكبير يرتجف...

" اوه... أخبرني... هل يعجبك ما أفعله بك عزيزي... هل تثيرك طريقتي في أخراج دمك من عروق جسدك..... هيا عليك أن تتجاوب معي بشكل أفضل.... أعني... لقد بدأت المتعه للتو.... لذا أين كنا...
اوه أجل عنقك الوسيم .... "

أنهت كلماتها وهي تغرس طرف السكين بحدة بين ثنايا عنقه... جعلته يشهق من الألم والصدمة...
عادت تنزعه بقوة... وهي تعبث بطرفها على جسده أكثر وأكثر.... اللعنة.. الأمر كان مزعجاً حقاً... قبل كل سؤال كانت تغرس السكين في مواضع مختلفه من جسده.... لكن حين توقفت.... حسناً وتباً هذا كان رائعاً.... أعني لم تترك شبراً في جسده سليم.... عدا مكان واحد.... عضوه الذكري ... في الواقع لم تحب فعل هذا... لكن هذا الأحمق أفصح عن كوارث لعينه... جعلتها تريد تهشيم وجوه الجميع هنا....
تنهدت بسخرية وهي تقترب من عضوه أخيراً...
حينها سمعته يتوسل لأول مره.... تباً يارجل.... عيناه تملكها الرعب... رعب شديد... بهستيريا تامة... وهو يشاهدها تقترب منه..... علم تماماً ما سيحدث ما ستفعله به...
رائع... هذا جعلها تضحك حقاً... منظره كان كارثه لعينه.... لم تكترث بتوسلاته ولا نظراته المرتجفه بذعر.... فقط حركت أناملها لتلمس عضوه البارز أمامها بينما تقرب السكين نحوه بيدها الآخرى....تباً كان يصرخ بذعر شديد... وكأنه سيموت إن قطعته....

في الواقع لم تكن تنوي قطعه... هي فقط أرادت أن تجرحه قليلاً... لكن حين كانت على وشك فعل ذلك....
شعرت بشيء قوي يطوق عنقها... يدفعها بقوه على الأرض بطريقه كادت تحطم فقراتها بالكامل.....

عيناها كانتا مغلقتين بألم شديد... كيف حدث هذا... اللعنة من فعل ذالك... تباً كانت تشعر بجسدٍ كبيير يغطي جسدها.... أنفاسه الغاضبة تحرقها بقوه...
سحقاً عينيها توسلتها ألا تنظر نحوه.... أنها لن تتحمل الأمر.... لن تتحمل نظرت عينيه... لن تتحمل ملامحه القاتله... اللعنة.. قلبها عرفه قبل كل ذرة من جسدها.... علمت تماماً أنه هنا من أجلها... من أجل ما فعلته به.... من أجل روحه التي تحترق من أجلها.... تباً... تباً... اللعنة توقف...
هكذا صرخ قلبها... وهو يصرح بألمه بعذابه بخوفه....
لكن إلى متى... تباً إلى متى ستهرب منه... من وحشها.. معذبها... قاتل روحها... والأسوء أنه ملك قلبها... ملكه منذ وقت طويل جداً... لم تعرف حتى كيف أو متى... هو فقط غزى كل ذرة في روحها... نعم تباً لك بيبي...

بهاذا تمالكت أنفاسها وهي تعاود محاولة فتح عينيها مجدداً... الآن لا مجال للهرب... اللعنة. هي لم تهرب في حياتها ولن تفعل الآن....

فتحت عينيها ببطئ شديد... تتأمل كل ذرة فيه... ملامحه الغاضبة ... عينيه الساخطة... أسنانه التي تحتك ببعضها لتخفف جموحه.... وفكه المتصلب الذي أخبرها أنها ميته... أنفاسه سحبت أنفاسها بلا رحمة... لم يفصل بينهما سوى أنش واحد... خليط من الفزع والخوف غزا قلبها... علمت أنها تجاوزت كل الحدود معه..... لم تعلم حتى كيف دخل إلى هنا... كانت واثقه أنها أحكمت أغلاق الباب بعد دخولها تماماً... تباً كيف لم تشعر به... كيف فعل كل هذا... هل يريد أصابتها بالجنون... اللعنة وغدها لم يكن سهلاً أبداً... ولن يكون.... لذا حاولت أستجماع قوتها التي أنهارت بالفعل.... وقلبها يرجف بين أضلاعها... عيناه تقتلها بقوة....
أبتلعت ريقها بهدوء.... وهي تنتظره، تعلم أنها لن تستطيع مواجهته في هذه الحالة التي تقتله....
رأته كيف ينفخ أنفاسه بقسوه... وكلاماته تخرج صافعةً أياها بشراسة....

" اللعنة دينا... ما خطبك... هل فقدتي عقلك اللعين... تباً كيف.... كيف تجرؤين على فعل هذا بي.... كيف تلمسينه... تلمسين رجلاً غيري.... اللعنة سأقتلك... تباً لي سأقتلك..."

سحقاً ما هذا الجنون.... لقد فقد عقله بالكامل... يظنها تلمس رجلاً آخر.... أعني هي تكره صنف الرجال كلهم منذ أن وقعت عينيها عليه.... جعلها تكرههم جميعاً... حولها من قطة شرسه... إلى أخرى خائفة... زلزل جميع حصونها... دمر حياتها بالكامل....لم تعد تعرف نفسها وهي تنظر في المرآة... قتل براءتها وأرهق روحها بالكامل.... تباً... تباً... هي لم تكن سوى طفلة صغيرة... وهو بكل وحشية أقتحم قلبها وغزا روحها بلا رحمه... والآن يحاسبها على شيء لم تفعله... يظنها عاهرة... رخيصه... اللعنة...
تباً له... يريد عاهرة إذاً ستريه واحدة...

عينيها أعلنت التمرد عليه... جسدها أرتعد بقوة ورفض له... وهي تتحداه بكل جرأه... شعرت بقبضته على عنقها تزداد قوة... أنفاسه تحرق قوتها تماماً كملامحه القاتلة... لكن لا لن تتراجع...فل تحرقها الجحيم إن خضعت لذاك المختل...
عصرت السكين الذي لايزال بيدها... رغم ضغطه الشديد على جسدها... إلا أنها أستطاعت تحريكها ...
يدها كانت مقابلة لصدره... لكن لا ليس هذا ما تريده... إن كانت ستقتل أحدهم... فستنحر دمه لآخر قطرة...
سحبت يدها ببطئ ودفعتها نحو عنقه وهي تضغط بالجزء الحامي من السكين على عنقه.... شعرت بقطرات دمه تنساب على حافة السكين بسهولة.... مهلاً هو لم يتحرك لم يعترض... لم يفعل شيئاً... وهذا جعلها ترفع عينيها نحوه....
وتباً ليتها لم تفعل... الوغد كان يبتسم بنشوة... بسعادة قاتله... هل تعرف المختل... نعم اللعنة هو الجنون بعينه... كان سعيداً جداً برؤيتها هكذا... فجرت داخله نشوة عجيبة وكأنه لا يصدق عينيه.... قطته الجميلة الخائفه... عادت لتكون قطته المتوحشة... أحب نظراتها المحاربه ... جنونها العابث.... علم أنها كانت تعذب ذلك الأحمق منذ البدايه... الأمر كان واضحاً للأعمى حتى... اللعنة لا يمكنها خيانته... مجرد تفكيرها بالأمر سيقتلها ويقتل نفسه معها.... عشق جنون عقلها... يحب قوتها التي تجعلها صعبة المنال... يكاد يحترق لقبلة منها.... وهذا كان كافياً لينقض عليها غير مكترث بتلك السكين التي تغرس في عنقه بقوة وثبات... تزيد من حجم جرحه وخروج دمه....

تباً النعيم.... نعم هي.. هي جنته وناره... عشقه وعذابه.... هي من قيدها له منذ البدايه...
قبلها كما لم يفعل من قبل... بوحشيه وعشق... عشق مات ولم ينطق به... ألم غاص في أعماق روحه حتى أخرجها....
لدقائق طويلة... ظل يقبلها هكذا حتى شعر بها تختنق... والسكين يسقط من يدها... أخرس غضبها وطاقتها... قوتها وشراستها... في ثانيه قلب الطاولة عليها... شعرت بقلبها يكاد يخرج من مكانه.... أنفاسها التي أبتلعها... وهو يستكشف جوفها كما لم يفعل من قبل.... تباً له... لما يفعلها بها هذا كل مرة... كل مره يهدم بها حصونها... كل مرة يثبت لها أنه قادر على أخضاعها له في ثانيه... اللعنة عليه...

دفعته بكل قوتها... تحاول أخذ أنفاسها.... تباً لقد كان يخنقها بالفعل....
شهقت بقوه.. وهي تشعر بالهواء يعود ليقتحم رأتيها... قلبها يقرع طبولاً مبعثرة... طبولاً تخنقها تشتتها.. الهواء لا يكفيها... لا... لا تخضعي له... تباً لا تفعلي...
تريده أن يؤذيها... أن يقتلها كما كان يفعل دائماً.....
أن يوقف ذلك الشعور الذي يحرق كل ذرة في روحها...
لم تشعر بدموعها التي ترقرقت داخل عينيها الصاخبتين.... نظرتها التي ملأها الغضب والألم غاصت في بحر من العذاب....

لم يبعد سيث عينيه عنها لثانيه... رأى كل ذالك الألم الذي مزقها من الداخل... هو يعرف.... اللعنة يعرف تماماً كل ماتعانيه قطته الجميلة... يعرف أنه سئ بل الأسوء لها.... منذ أن أقتحم حياتها وهو يدمر كل شيء حولها.... أميرة عائلة الفريدو الصغيرة... أبنه الدون فرانسيسكو.... صاحبة الجمال القاتل... الطفلة المذهلة والمفضلة لدى الجميع....
لطالما كانت هي الممثلة الجميلة... صاحبة الصوت المميز... الدهاء المخيف... لكن فقط حين ظهر هو في حياتها... غير كل شيء... أوقفها عن مزاولة مهنتها...
تحكم في حياتها... منع تواجدها مع عائلة الفريدو...
هو يكرههم أجل... يراهم مجموعة مخنثين... لا يستحقون العيش... لطالما كره كل شيء بهم.... لكن هي.... هي الشيء الوحيد فيهم الذي أشغل قلبه... عقله... روحه... كل ذرة فيه.... كره نفسه على حبه لها... حبه للفتاة التي دمرت عائلتها حياته قبل أن ينقذه ألكساندر.... كره جنونه بها... اللعنة كان يعذبها ويؤذيها فقط ليؤذي نفسه أضعافاً... يعلم أن ألمها يقتله... يعاقب به نفسه على حبها... حب من... حب طفلة الفريدو المدللة.... اللعنة على روحه التي تحترق لها.... قلبه الذي نبض لها... جسده الذي خضع من أجلها تباً لما كل هذا... لما يعذب نفسه ويعذبها معه.... حاول أبعادها كثيرا عنه... لكن بعد ماذا... بعد أن غزت روحه... لم يعد قادراً على أن يتنفس بدونها.....
كل لحظة بعيداً عنها تخنقه.. تقتله... تأسره... لم يرد في الكون شيئاً كما أرادها هي... هي وفقط... لكن لا... كلما رأها... يرى أطياف عائلته من حوله... تلومه... تؤنبه على حبه لها... اللعنة ماذا يفعل... سيقتل نفسه فقط ليرتاح من هذا العذاب....

لوقت طويل وكأنها ساعات.... لم ينطق أي منهما بكلمه واحده.... لكن عيناهما قالت كل شيء... قالت الكثير والكثيييير.... قالت كيف تألما... كيف تعذبا... كيف يموتان من أجل بعضهما... كيف أصبح التنفس صعباً... والألم بات لا يحتمل... أخرجت كل العذاب معها.... عيناه قد أقتحنت بدماءٍ حمراء تحرقها.... ودموعها أعلنت الأستسلام له... ليتوقف كل شيء لم يعد هناك ما يهم في هذا العالم...
فقط حين أحرقت دموعها المنسدلة روحه... وضع يده أسفل ظهرها بهدوء وهو يرفعها بخفه يجلسها في حضنه... وساقيها تطوقان خصره بتلقائية بريئة ....

دموعها كانت تنسحب ببطئ من بين مقلتيها... لم تجرؤ على فصل نظراتها عنه... شيء في عينيه يجذبها له أكثر وأكثر... يجعلها أسيرته.... يجعل قلبها يخضع بكل راحة له...
يديه طوقتها... واحده أحتلت ظهرها العاري... والأخرى تمسح دموع وجنتها... دمعة دمعه... تؤنبه تخبره كم تريده... كم تعذبت بسببه... هذا يكفي بيبي... فقط اللعنة توقف... صرخ قلبها بها بقوه... ودموعها نطقت بها... لتقتله بها أكثر...

فقط حينها أبتلع ريقه بألم مزق حنجرته... وهو يقرب شفتيه من دموعها التي تسيل بلا توفق... وكأنها سيول جارفه... قبلها دمعه دمعه... تذوق كل دمعه عبرت إلى جوفه... و أخترقت فاصل شفتيه... وكأنه يتذوق كل عذابها... يبتلع كل ألمها... يغرق نفسه في روحها الصغيرة...

لوقت لم تعرف متى ينتهي... أخذ منها كل دمعه... تذوق كل ذرة بها... عشقها... حياتها... موتها... حبها... عذابها... شوقها له... تأنيبها له... لومها له على هذه الحاله التي وصلو إليها...

في اللحظة التي تسربت فيها دمعتها الأخيرة إلى شفتيها.... عض شفتها السفلى بلطف وهو يتذوق تلك الدمعه... حينها لم يستطع أن يبتعد هنا أبداً ... شفتاها توسلت له أن يأخذها... أن يتذوقها... أن يخرجها من هذا العالم كله....

تباً يستلعنه السماء إن رفض طلبها... لذا أسرع في جذب شفتها العليا... وهو يقتحم جوفها بلسانه... آخذاً أياها في قبله جامحة... قبله هدمت كل دفاعاتهما.... قبله عبرت عن كل شيء... أخبرتها تماماً كم يعشقها... أخبرتها أن حياته معلقة بها... أن يكره نفسه حين يؤذيها.... يتجرع ضعف آلامها أضعافاً في قلبه.... تباً كان يؤذي نفسه فقط لأنه أحزنها... أنه كان السبب في دموعها... أنه آلم قلبها.... و تباً هي لم تكن أفضل منه.... تريد لعذابها معه أن ينتهي... لكن تباً لن تقبل برحيله أبداً... لن تقبل أن يبتعد عنها مجدداً...
ومجرد الفكرة جعلتها ترفع يديها وتغرسها في شعر رأسه من الخلف... تجذبه نحوها أكثر وأكثر... تزيد من جماح قبلتهما وهي تبادله بشغف بعشق بحب وبألم.....
قبلتهما أستمرت طويلاً... لا شيء يمكنه قطعها... سوى هذا....
صوت مدوي وكأنه قنبله... أنفجرت أعلى القاعة... تحديداً في الطابق السري للقاعة ....
ذلك الصوت أنتشلهما من عالمهم الجميل... ليس وحدهما... القاعه بأسرها أهتزت... وكأن زلزال أنفجر على رؤوسهم.... هذا كان كافياً لينتبه سيث... أنه ليس الوقت المناسب أبداً لهذا.... الليلة على وشك أن تنتهي...لذا عليه أخراجها من هنا قبل أنفجار كل شيء... خوفه عليها فاق تصوره.... ودون أن يشعر وجد نفسه يرفعها لتقف على قدميها بفزع.... وهو يمسك بوجنتيها بلطف... بينما يهمس لها وعينيه لم تفارق عينيها لحظة....

" بيبي أرجوكي... أسمعيني جيداً.... هذه القاعة الملعونة خطرة جداً.... أعني... كل شيء سينتهي هنا الليلة... لذا فقط هذه المرة... فقط هذة.... أفعلي ما أقوله لك... اللعنة لن أتحمل أن يصيبكي أي شيء...
لذا أتوسل إليكي بيبي... لا تقتليني هكذا... فقط دعينا نخرج من هنا.... وأقسم لك سأفعل أي شيء من أجلك.... حسناً أنتي معي صحيح.... "

عيناه التي لم تفارق عينيها وهو يتوسلها بحرقة... أخبرتها أنه لا يكذب... أنه يقصد كل كلمة قالها..... خوفه عليها تجاوز حدود كبريائه... تجاوز قدرته على التحمل.... فكرة فقدانها تقتله.... اللعنه ستفعل أي شيء لترى تلك العينين الجميلتين لآخر لحظة في حياتها....

لذا أبتسمت بدموع محبوسه.... وهي تقفز عليه محيطةً ذراعيها حول عنقه... وشفتاها تلتحم مع شفتاه لدقيقه من العشق الكامن ...
أبتعدت عنه قليلاً... لا يفصل بينهما سوى أنش واحد... وهي تهمس أمام شفتيه بأنفاس حااارة....

"بيبي... اللعنة... أنا لك... أنا خلقت من أجلك... لذا ليذهب كل شيء إلى الجحيم... لأني لن أتركك ولو أخرجت روحي من جسدي... لذا أجل بيبي... وتباً لي... لتلعنني السماء أن لم أكن معك... أنا معك ولو قتلتني بيدك...."

تباً هذا جعله يبتسم بسعادة بالغة وهو يعض على شفته السفلى.. مقاوماً هذا الشعور الذي جعلته كلماتها ينتشي...

خطف قبله على وجنتها بسرعة.... وأمسك يدها بلطف ساحباً أياها خلفه خارج الغرفة....

وتركا الرجل المسكين المربوط على الأريكة يصرخ ببكاء... لم يكونا يكترثان في الواقع... كان سيموت على أية حال.... لا أحد سينجو الليله....
لأن الجحيم قررت أنهاء لعنة جوريا إلى الأبد....

______________________________________

قبل وقت قصير.... أمام الغرفه البيضاء التي يجلس فيها ألبيرتو.....
في الممر وقفت إلينا وهي تحمل هاتفها في يدها بملل شديد... تنتظر المكالمه التي ستنهي عذابها...

منذ ساعة وهي واقفة هنا.. حين أخبرها ألبرت أنه يحتاجها لنقل ألبيرتو إلى قاعة الرقص ... وحين يحين ذلك الوقت سيتصل بها لتفعل ذلك... وفي هذه الأثناء عليها الأنتظار أمام الباب...
تباً ستقتله يوماً ما بسبب تعذيبه لها... العاهر أبن العاهرة... سحقاً سبته بكل ماتعرف من كلمات قذرة في حياتها...
ظلت هكذا تراقب رجال ألكساندر الذين يحاوطون الغرفه بحراسة مشددة... رائع هذا يعني الوغد في الداخل لن يتعبها أبداً....
أرجعت ظهرها إلى الخلف بخطوات خفيفة... حتى وصلت إلى الجدار خلفها... أستندت عليه بأرهاق وكل ما يشغل عقلها... هو الوغد الذي يعشقها بينما تريد هي دفنه حياً... تباً الآن ذلك اللعين أخذ مساحة من عقلها لدرجة العبث به... أعني هي تكرهه لدرجة تخنقها تتمنى قتله اليوم قبل الغد... والأسوء هو معرفتها أن بعد خروجهم من هنا سيعود ليعمل في قصر جوناثان... واللعنة الملعونة... هذا يعني شيئاً واحداً.... هو أنه سيسكن معها في القصر نفسه... تباً ستقتل نفسها أن حدث ذلك....

' تباً..'. نطقتها وهي تضرب قدمها بعنف على الأرضية أسفلها... تتلفظ بالقذارت كلها.... إلينا بشخصيتها المجنونة.... الطفلة التي تبناها ألبرت جوناثان وجعلها أبنته... وقائدة فرقة الأسلحة والدعارة... نعم حياتها جحيم منذ الولاده....
وخصوصا ً منذ أنضمام ذلك المدعو
أليخاندرو (بوبي)... إلى العائلة... تولى هو مسؤوليه الأعمال الخاصة وصفقات المخدرات... في الواقع ظنت انه لن يشكل أي أزعاج لها بسبب شخصيته القوية.... لكن لاحقاً ضربت كل توقعاتها عرض الحائط... عاملها بطريقه لم يسبق لها مثيل... اللعنة كان مستعداً لتلقي رصاصة في رأسه من أجلها... كان يعشقها بطريقة أغضبتها بالكامل... تباً هي تكرهه.... الوغد سمم حياتها قبل أن يتبناها ألبرت... والآن يعود لترى ذلك العشق في عينيه... الرحمة... لا لن تكترث له... فل يقتل نفسه اللعينة ويريحها من وجوده...
وهو بالفعل أراحها ... عندما أنضم إلى عائلة ملافورد.... نعم أراحها لكن ليس تماماً... الوغد لا يتوقف عن ملاحقتها أبداً... أبداً... وأجل تباً له...

بينما هي تغوص بعمق في بحر أفكارها سمعت صوت هاتفها يرن بقوه... لينتشلها من هذه الغيمة الكبيرة التي سقططت فيها...
عادت تحدق في شاشة هاتفها وهي تشاهد أسم جوناثان على الشاشة... رائع الوغد أخيراً تذكرها....

تركته يرن لبعض الوقت تعلم أنه يكره الأنتظار كثيراً... أجل هو يستحق هذا...
فقط حين شارف الرنين على التوقف... أجابت بأقتطاب شديد....

"نعم.. زعيم..."

اللعنة أرادت قول الكثير.. أرادت سبه بأفظع الشتائم... لكن في النهاية الوغد والدها وزعيم العائلة... لا يمكنها أن تنطق بكلمة واحدة أمامه خاطئه... لن يهتم بكونها أبنته... فقط سيخرج قلبها اللعين من مكانه... لذا أجل تباً له هو أيضاً......

لثواني طويلة لم تسمع سوى أنفاسه الغاضبة والتي حاول كثيراً تهدأتها... نعم الليلة كانت صعبة عليه جداً.... أخذ نفساً طويلاً وهو يتجاهل حركتها المثيرة للأعصاب... بتركه ينتظر على الهاتف بوقاحة..
حينها عاد صوته وهو يحدثها بصرامة وأوامر ثابته...

"إلينا... أتركي مكانكِ فوراً... وتوجهي إلى الغرفة التي وضعت فيها ذلك القذر لورينز.... ستجدينه على كرسي متحرك بعد أن فجرت أضلاعه...
خذيه وأذهبي إلى المرآب الآن...."

سحقاً هل يعبث معها الآن.... أعني من المفترض أن تأخذ ألبيرتو لا لورينز.... لذا أسرعت بسؤاله بحده قبل أن تفقد ما تبقى من عقلها....

" ماذا تعني... بربك ألبرت.... لقد قلت لي أني سأخذ ألبيرتو إلى قاعة رقص لطيفه... لا لورينز إلى مرآب لعين.... "

رائع هذا جعله يتنهد بغضب... هل ما سمعه صحيح هي تشاوره الآن أم تعترض على أوامره... لذا فاجأها بنبره قاتلة مهددة جداً...

"اللعنة إلينا.... لا تناقشيني.... أنا سأخذ ألبيرتو اللعين إللي الرقصة المختلة ... وأنتي نفذي ما أقوله دون كلمة واحدة.... لورانو وبوبي هناك... والقنابل داخل المرآب... بقى على الأنفجار ثلاثون دقيقه... هم يحتاجون مساعدتك... لذا تحركي قبل أن أفقد عقلي وأقتلك والجميع هنا.... "

بهذا فقط أغلق هاتفه دون أن يعطيها فرصه واحدة للأجابة.... لكن تباً ما قاله أدهشها تماماً... أدخلها في صدمة لعينه.... ثلاثون دقيقه فقط.... اللعنة هل يمزح معها.... لا ألبرت لم يمزح في حياته... لذا لا بالطبع.... الأمر في غاية الجدية....
وفجأة... وجدت قدماها تركض بسرعه خارقة نحو غرفة لورينز... مجرد فكرة موت بوبي في ذلك المكان خنقتها بالفعل.... لا تعرف لماذا... لكن شيء غريب في قلبها آلمها بقوة....
لذا أخذت لورينز بسرعة وهي تدفع الكرسي.... إلى مرآب الشياطين....

********


في صالة الرقص..... الخاصة بقاعة جوريا....
كل الأوغاد أجتمعو على الحفل الليلة... كل رأس مجرمة.... زعماء مافيا.... وسياسيين... ووزراء وغيرهم الكثييير....

في هذا الوقت كان الجميع يرقص ويضحك... يشربون حتى الثمالة.... بلا أي أكتراث لأي شيء....

دخل ألكساندر وهو ينزل من الطابق العلوي للقاعة .... وقف في أعلى الدرج المؤدي إلى حلبة الرقص....




ملابسه كانت ملطخة بدماء جوان... بينما لم يكن يرتدي سترته.... فقط قميص أسود وبنطال بنفس اللون.... ومع هذا لم ينجح في أخفاء أثار كل تلك الدماء....

بمجرد وقوفه هناك.... ألتفتت جميع الأعين نحو سيد المافيا... الرجل الأقوى في العالم.... صوبو تركيزهم بالكامل نحوه بينما توقفت الموسيقى أحتراماً لحضوره....

ملامحه أخرستهم بالكامل.... فقط عروقه النابضة على كل أنش في جسده... ووجه الذي أحتدت تقاسيمه .... عيناه التي أحتقنت بالماء الحارقة.... وصوت أحتكاك أسنانه يكاد يطحنها...
فكه المتصلب بقوة.... كل شيء به يخبرك أن لا شيء... وأعني لا شيء سيكون جميلاً منذ هذه اللحظة....

في الواقع هو لم يكترث لنظراتهم الثابتة نحوه... بأنتباه شديد... فقط أخرج لنفسه سيجارة جديده وبدأ بأشعالها فوراً...
ظل هكذا ينظر إليهم بلا أكتراث وهو يدخن أمامهم ببطئ شديد... يراقب ملامحهم فرداً فردا....
يحفظهم جميعاً عن ظهر قلب... يعرف خيانتهم اللعينة له.... قذارتهم التي نشروها بينهم... وألعابهم القذرة... يظنون أنه لا يعرف شيئاً.... تباً هو يعرف كل شيء... كل شيء لدرجة تخنقه.... اللعنة يريدون حياته لابأس.... لكن سيأخذهم معه.....

ظل هكذا طويلاً حتى ظنو أنه لن يتكلم أبداً... حينها بدأو بهمسات جانبية لبعضهم البعض... يحاولون فهم ما يحدث حولهم....
لكن حينها ألقى ألكس سجارته في الهواء... لتسقط على رأس زوجة أحد الوزراء.... في ثانيه تماماً... صرخت بقوة ورأسها يشتعل بنيران... بينما قفز الجميع وهم يحاولون أطفاء تلك النيران... في الواقع شعرها كان كومة القش التي أشعلته... لا بل دون أن ينتبهوا... السيجارة كانت تحتوي على سائل أشعال...
نعم تباً سيحرقهم جميعاً بلا رحمة....

فقط حين أنتهو من خمد تلك النيران... والتي أحرقت شعر المسكينة بالكامل.... ألتفت بعضهم بحدة نحو ألكس... بنظرات غاضبة جداً.... تباً هل فقدو عقولهم... أم ماذا....

أبتسم ألكس بسخرية شديدة وهو يراقب ملامحهم التي تزداد غضباً مع كل ثانيه.... نعم أيها الملاعين أخرجو قذارتكم بالكامل.... لأقتلكم جميعاً....
وقف زوج تلك المرأة بعد أن رأى زوجته المسكينه تنهار بالكامل.... ودموعها تغرق وجهها... حينها نظر إلى ألكس وهو يحاول أن يضبط نبرة صوته الغاضبة إلى أخرى هادئة جداً....

" سيدي... أنا حقاً لا أعرف ماذا أقول.... لكن أنت حقاً كدت تقتل زوجتي للتو... أعني هذا كان كثيراً علينا... أنا لن أقبل مثل هذه الأهانه أبداً...."

أثناء كلامه كانت يد ألكساندر ثابته خلف ظهره... بينما أصابعه تضم مسدساً عادياً جداً.... أستخدام هايتر خطر جداً في هذه اللحظة....
بمجرد أن نطق ذلك الوزير آخر كلماته.... رصاصة مدوية أخترقت جمجمته في ثانيه... ثانيه واحده أخرستهم جميعاً... وأخرسته هو إلى الأبد... ليسقط على الأرض بدماء باردة.....

يد ألكس التي كانت خلف ظهره باتت مرفوعة الآن.... أصابعه تعصر مسدسه وكأنها تلتحمه به كقطعة واحدة..... الدخان تصاعد من فواهت مسدسه... معلناً للجميع أنه الفاعل بكل جدارة....

اللعنة الوجوه الغاضبة تحولت فجأة إلى رعب تام وصدمة كاملة.... الأمر كان واضحاً منذ البدايه.... اللعنة هو يعرف كل شيء..... كل خططتهم اللعينة... كل القذارات التي فعلوها... واللعنة هو يعلن الحرب عليهم بهذه الطريقة القاتلة....

أفاقهم من صدمتهم صوته الذي خرج ببرود حاد جداً... يصم الآذان من قوتها...

" هل هناك أي معترض آخر....."

تباً لقد قتله للتو... والآن يسأل عن هذا.... اللعنة أي جنون هذا الذي يحيط بهم....
في تلك اللحظة دخل ألبرت إلى قاعة الرقص وهو يسحب ألبيرتو خلفه بقوة....
لاحظ بعينيه تلك الفوضى التي أحدثها ألكس بكل برود.... اللعنة شقيقه اللطيف... تحول إلى شيطان ملعون.... وأجل.. لم يستغرب أبداً... لطالما كان الوغد هكذا.....

لم يتحرك أو ينطق أحد لوقت طويل... حتى تقدم رجل من رجال العصابات... حسناً كان رأيساً سيئاً جداً... وأحمق بقوه.... أخذ يتقدم قليلاً حتى وصل أمام الدرج مباشرة... وعلى وجهه نظرت أستمتاع شديدة.... وصوته بنبرته كانت كملامحه تماماً....

" اوه زعيم ملافورد... ماذا... أعني لما أنت غاضب هكذا الليلة.... تعرف نحن في حفلة لطيفة... لا معركة... وأنت هكذا تفسد الحفلة علينا... لذا كما قلت... أوه أجل..... دعك من هذا الهراء وأستمتع بالحفله .. ...."

أنهى كلماته بأبتسامة عابثة... جعلت أبتسامة ألكس تتسع كشيطان أستيقظ للتو..... بينما تقدم لينزل على درجات السلم بخطوات ثابته... جداً.... حتى أصبح واقفاً أمام ذلك الأحمق تماماً.... لم يعد يفصل بينهما سوى أنشات قليله جداً....
ملامح ألكس وأبتسامته جعلت ذلك الأحمق يغير رأيه بالكامل... اللعنة جسده كان يرتعش بقوة وهو يشعر بيد ألكس تسحب ربطة عنقه بشدة.... حتى لمست أذنه شفتا ألكس.... صوته الهامس كان أشبه بصوت سفاح قاتل وجد ضحيته الجديدة للتو....

" لديك ثلاث ثواني لتجيب على هذا أيها الأحمق....
من أنا؟؟...."

أنفاسه أختفت بالكامل... الوضع لا يساعده أبداً...
لكن حين سمع صوت ألكس وهو يعد الثواني أمامه... الفزع تملك كل خلية به... حتى صرخ بكلمة واحدة كجواب له وجسده يرتجف بالكامل....

"الزعييييم...."

ضحك ألكس بقوة لثانية فقط... ثم عاد ليهمس له مجدداً بنفس النبرة السابقة....

" لا عزيزي... إجابة خاطئة .... أنا الموت....."

**********

في ذات الوقت.... مرآب الشياطين.....



بعد سقوط دانيال.... عم الهدوء لدقائق طويلة وترقب شديد.... الجميع في تأهب شديد... للمواجهه.... المشكله أن لورانو وبوبي كانا مختفيين عن الأنظار تماماً..... وبعد لحظات طويلة... عاد صوت الباب الكبير يفتح مجدداً.....
فتاة مراهقة تدفع كرسياً متحركاً... يجلس عليه وغد من الدرجة الأولى....

مجرد أن لمح بوبي تلك الصغيره... لعن بكل شيء في الكون... تباً كره وجودها هنا.... هذا المكان هو الأسوء تماماً.... ظل يتأملها وهي تقرب كرسي لورينز من الطاولة السوداء.... حتى أصبح أمامها تماماً....
عيناه لمعت بجنون وهو يشاهد جسد ليوناردو على الطاوله إمامه.... أجل طفل ملافورد الصغير... أجمل ملاك في العالم.... نظرته وحدها لم تكن طبيعية أبداً وكأنه مسحور تماماً بتلك العائلة المختلة ....

تركته ألينا بينما تعود بضع خطوات إلى الخلف تتأمل ملامحه المقززة جداً لها... تباً القذر لا يتعلم أبداً.... تنهدت بصبر وهي تنتظر أشارة من رفيقيها... حتى يخرجو من هذا المكان القذر....

لدقائق طويلة لم يتحرك أحد أبداً.... لكن لورينز كان له رأي آخر....
رفع عينيه نحو أحد الحراس يطلب منه أن يحضر ليوناردو إليه ويضعه على قدميه المصابتين حتى يتأمله براحة.... لكن فقط بمجرد أن أقترب الحارس من ليو... باغتته رصاصة مجنونه من سلاح لورانو... أغرقته في دمائه إلى الأبد....
وفي ثانيه تغير كل شيء.... صرخ الحراس بسرعة أن يمسكوا بألينا.... ويقتلوها.... لكن حسناً... تباً..

هذا كان كافياً تماماً.. ليفقد بوبي صوابه بالكامل.... وجدته يقفز من الأعلى وهو يطلق أمطاراً من الرصاص في كل مكان ويحمي ليوناردو بجسده .... بينما لورانو أستمر في الإطلاق من مكانه..... وهذا لا يعني أن تقف إلينا كلوح جامد...
لا... فقط أخرجت أسلحتها هي أيضاً... وبشراسة شديدة... بدأت المعركة.... لورانو وبوبي يتسابقان في من سيقتل عدداً أكبر.... بينما إلينا تجتاز بخفة كل تلك الأرقام التافهه بالنسبة أليها....

توقفت للحظة وهي تحتمي خلف بوبي بينما تنظر إلى ساعة هاتفها بسرعة....
بقى فقط خمس دقائق وتنفجر القنابل الموقوته ....
وتباً الوضع لم يكن في صالحهم أبداً.... أعداد الأوغاد كبيرة.... ورجال ألكس يحيطون المرأب من كل ناحية....
اللعنة هم فقط يجب أن يخرجو بسرعة... لذا ألتفتت بسرعة نحو بوبي... وهي تصرخ بصوت عالي حتى يسمعها... بسبب أصوات الرصاص التي لا تتوقف أبداً......

" اللعنة... بوبي يجب أن نخرج الآن.... خمس دقائق وتنفجر القنابل اللعينة.... لذا أسرع..."

في الواقع لم يعرف بوبي تماماً ماذا يفعل في كل هذا... فكرة الخروج جيده... لكن في هذه الظروف التنفيذ مستحيل.... الرصاص كان في كل شبر وكأنها أمطار اللعينة ... بل سيول قاتلة....

في ظل كل تلك الفوضى.... قفز لورانو فجأة إلى الأسفل وهو يغطي جسد بوبي بجسده.... بيصرخ به بقوة...

"بوبي واللعنة.... خذ الطفل بسرعة وأخرجوا من هنا.... تباً لا وقت لهذا...."

وللمرة الثانية يحتار بوبي في أمره بينما عينا إلينا صرحت بتأييد تام للورانو...
حينها لعن بقوة... وهو يمسك بجسد ليوناردو الصغير... يرفعه على كتفه بسرعة... وهو ينظر لإلينا بتوسل أن تأتي معه.... عينيه أخبرتها بكل شيء.. أخبرها أنه سيموت أن خسرها هنا.... لن يتحمل الأمر اللعين أبدأ.... نعم هو مستعد للموت من أجلها فقط...
والأمر حقاً جعلها تغضب بقوة لتصرخ في وجهه بحده....

"اللعنة بوبي.... لا نية لي للموت هنا... لذا وفر شفقتك اللعينة هذه لنفسك قبل أن أفقد عقلي حقاً...."

قالت كل هذا في نفس واحد.. وهي مستمرة في أطلاق النيران....
بلا توقف...
وفي تلك اللحظة... فتح باب المرآب بقوة.... وسيث يقف أمامه وخلفه دينا تماماً....ملامحه غاضبة... وهو يصرخ برفاقه بينما يطلق وابل من الرصاص على أولئك الأوغاد.....

"تباً.. أيها الأغبياء أخرجوا فورا ً..."

رائع الووغد جاء في وقته تماماً.... أسرع بوبي في الركض نحو البوابة بينما أمسك بيد إلينا فجأة بحركة مباغته.... وهي تشاهد لورينز وهو يرفع يديه المصابة نحو ليوناردو....
آسفة عزيزي... لقد تأخرت بالفعل...
بهذا أسرعت بينما لورانو يغطي ظهرهم بكل مهارة... نعم الوغد رائع في القتال... وأجل لهذا هو زعيم آل الفريدو...

حين وصل بوبي نحو البوابه... قذف ليو نحو سيث بسرعة... بينما يسحب يد إلينا بقوة دافعاً أياها إلى الخارج....
ظل يقاتل مع لورانو لثواني حتى خرجا معاً... وأغلقا الباب تماماً.... الآن خروج الأوغاد من هناك مستحيل....
لكن ودون أن يشعرو بالوقت بقى واللعنة خمس ثواني على الأنفجار.... ليصرخ سيث بذعر شديد...

"اللعنة.... أركضوووووو...."

كل شيء حدث في ثواني بدت لهم كساعات قاتله... وهم يركضون بكل قوتهم... يبتعدون بأسرع سرعة يملكونها...بعيداً عن المرآب.... الآن أو أبداً....
بهذا قفزت أجسادهم في الهواء بقوة... ودوي الأنفجار يدمر كل شيء حوله يحرق كل ذرة فيه....
أرتطمت أجسادهم بقوة على الأرض... بينما يحاولون النهوض... لكن بسبب الأنفجار أهتزت القاعة بأكملها... وكأن زلزالاً لعيناً.... قد ضربها بقوة شديدة هزت كل شبر فيها....
لتعلن بذالك البدايه فقط للأنفجار الأكبر القادم.....

______________________________________

في وقت سابق بقليل...

فتحت ماري عينيها بألم شديد... ورعب يعصف بقلبها... كل ما كانت تراه في حلمها... هو النيران ... ووجه زوجها ألكساندر....

لا تعلم لماذا لكن تباً هذا لم يكن كابوساً لعيناً .... كما كانت تظن هي... كان أشبه برؤيا سريعة... قررت بعثرتها في أسوء يوم في حياتها....

تنفست بعمق وهي اتذكر كلمات لورينز لها عن صغيرها... لا تعرف كيف أو متى لكن كأن هناك شيئاً أطفأ لهيب قلبها دون أن تشعر.... لمسة حنونه صادقة... أقسمت لها أن طفلها لازال حياً... وهذا أخمد براكين ثائرة تنصهر في قلبها....
أبتلعت ريقها وهي تنظر نحو براين النائم على كرسي بجانبها....
تباً لم تعرف ما خطبها اليوم لكنها تشعر بشيء جيد نحوه... وكأنه ينتمي أليها بطريقة أو بأخرى....
لكن حينها فقط أهتز جسدها بقوة أثر زلزال عصف في كل زاوية وشبر من القاعة... لتقف فزعة في مكانها.... بينما يداها تتحرك بدون أن تشعر... وجدت نفسها توقظ براين بذعر يضرب قلبها بقسوة....

حينها فتح براين عينيه وهو يرى طفلته الكبيره... توقظه بقوة... وبعينان دامعتان وجسد يهتز بالكامل... صوتها خرج بأرتجافة خافته....

"سيد براين.... سيد براين ... أرجوك أستيقظ... علينا الخروج من هنا.... تباً علىّ أن أجد طفلي... أرجوك أسرع....."

فتح عينيه بسرعة على وقع كلماتها... بينما يقاوم ألم جسده الذي ألتصق بالكرسي الحاد أسفله....

وقف أخيراً في لهفة سريعة.... يسألها أن كانت بخير... إن كانت تشعر بأي ألم في جسدها...

" يا ألهي ماري.... أنت بخير صغيرتي... هل هناك ما يؤلمك.... تباً... كيف تشعرين الآن...."

تباً هذا الأحمق كان رائعاً بحق....
حركت رأسها بموافقة وكأنها تخبره أنها بخير تماماً.... وأبتسامة لطيفة تزين ثغرها الصغير... جعلت قلب براين يدق بقوة لطفلته الصغيرة....

ثم أسرعت في التحرك وهي تعدل ثوبها الذي تبعثر من موضع نومها.... وأخذت تتجه نحو الباب بخطوات سريعة..... بينما براين يلحق بها بسرعة.... يعلم تماماً أنه غير قادر على منعها من الخروج... وإيجاد طفلها... لذا حسناً لا بأس على الأقل سيقوم بحمايتها حتى النهاية...

*******

قبل الأنفجار بوقت قصير... قاعة الرقص

ضحك ألكس بقوة لثانية فقط... ثم عاد ليهمس له مجدداً بنفس النبرة السابقة....

" لا عزيزي... إجابة خاطئة .... أنا الموت....."

حينها لم يشعر ذلك الرجل بيد ألكس التي أمسكت عنقه من الخلف... في الواقع كانت فقط ثانيه واحدة... ثانيه غيرت كل شيء...
يده كانت تغرس أبرة صغيرة في عنقه... تحديداً في عموده الفقري في منتصف الفقرة الخلفية لعنقه... على منطقة الحبل الشوكي.... غرزها وأنزل يده بهدوء....
في البدايه أرتفعت درجة حرارته بقوة... جسده أرتجف بالكامل.... مفاصله أبيضت تماماً.... جسده تشنجج أكتر وأكثر.... شاهده ألكس كيف... ينهار ببطئ شديد... في ثواني حدث كل شيء... تلك المادة البيضاء التي خرجت من فمه بقوة... عيناه دارت بحركة مخيفه.... دمه بدأ يخرج من كل فتحة في جسده بطريقه جنونية... اللعنة كان يحتضر... جسده أصبح ينتفض بقوة بعد أن وقع على الأرض أسفله... ينتفض وكأن روحه تحارب لتخرج.... الدماء كانت مزيج بينها وبين تلك المادة البيضاء المقرفة .... ظل ينتفض هكذا ودمه يسيل بغزارة.... حتى توقف معلناً نهايته....

الأمر الذي جعلهم جميعاً ينظرون نحو ألكس بذعر تام... وكأنه شيطان.. بل حاصد أروح قد جاء لجمع أرواحهم.... اللعنة... الصمت وحده والفزع.. غلف كل خلية في أجسادهم...

لدقائق فقط حتى أهتزت القاعه بأكملها على أثر الأنفجار... وكان هذا ما أخرجهم من ذلك الفزع... لفزع من نوع آخر.... اللعنة ظنو أن القاعة تنهار على رؤوسهم.... لذا أسرع بعضهم بذعر نحو البوابة...
لكن الخروج كان مستحيل... رجال ألكس أغلقوها واقفين أمامها ليمنعوا أي وغد من الخروج.....

في البدايه ألتفت بعضهم نحو ألكس... بنظرات مُتوسلة.... فقط ليتركم يذهبون.... وأجل هذا في قبوركم أيها الملاعين....
نظرته المستمتعة بما يحدث.... أجابتهم بكل بساطه...
لكن هل يتركون أنفسهم للموت.... لا.. لذا أسرعو بأخراج أسلحتهم للأشتباك مع رجال ألكس الذين يحيطون المكان بأكمله....

أجل فكرة غبيه جداً..... أعني تباً عدد رجاله كان أضعاف عددهم.... لذا حين أخذو أشارة الهجوم من ألكس.... تحول المكان في ثانية إلى أمطار من الرصاص القاتل....
العشرات من الضحايا سقطو في ثواني... اللعنة كل شيء كان يحدث بسرعة....

تقدم ألبرت نحو ألكس بخطوات حذرة....
بينما ألبيرتو واقف خلفه.... وهذا ساعده تماماً... ليباغته بضربة على رأسه بزهرية كانت بجانبه.... تسببت في سقوط ألبرت بقوة على الأرض والدماء تسيل من رأسه بعنف....

أنفاس ألبيرتو كانت ترتجف.... ويده التي أمسكت بمسدس جوناثان... كانت بالفعل ترتجف...
وهو يوجه فواهة المسدس نحو رأس ألبرت بقوة....
عيناه تعلقت فقط في عيني ذلك الشيطان أمامه... علم أن ألكس قرر وضع نهاية لكل شيء الليلة... اللعنة أفسد خطتهم بالكامل...

على الرغم من الموقف إلا أن ألكس لم يهتم أبداً....
كان ينظر ببرود قاتل نحو ألبيرتو... بينما يضع يديه في جيوب سرواله بكل هدوء...
وهذا كان كافياً ليثير جنون ألبيرتو بالكامل... ليسمعه يصرخ بكل قوته في وجهه...

" اللعنة عليك ملافورد.... تباً من أنت بحق الجحيم....
شيطان قذر... أقسم سأقتل شقيقك الأحمق هذا...
أخرجني من هنا قبل أن أحوله لجثة هامده...."

رائع هذا كان جميلاً حقاً... أعني الوغد فقد عقله بالكامل... بينما أبتسامة ألكس الساخرة أخذت منحنياتها على شفتيه.... ليجيبه بنبرة ساخرة تماماً كملامحه المستمتعة جداً...

" مسكين ألبيرتو..... ماذا أنت ترتجف كفأر جبان يا رجل.... لنقل أنك قتلته ماذا تظنني سأفعل.... أو لنقل أنني سأخرجك... هل هذا سيكون مفيداً لك... حسناً دعنا نجرب.... أنا سأخرجك... وسنرى وقتها كيف ستنجو... و الآن أبتعد عنه... قبل أن أفجر أنا جمجمتك اللعينة.... "

تباً الوغد لم يترك له خياراً آخر.... في ثواني توقف الرصاص بينما سقطت شعلة التمثال الكبير أثر الضرب المستمر.... سقوطها كان كارثه أشعلت أرضية قاعة الرقص... النيران أنتشرت بجنون... وضحايا الضرب كانو كثيرين جداً... جميعهم ماتو.... لكن بمجرد سقوط تلك الشعلة.... أسرع رجال ألكس في فتح البوابه والخروج فوراً بأمر من ألكس...
وقتها رفع ألبيرتو سلاحه عن جوناثان وهو يوجهه نحو ألكس... بغضب مميت... وصراخ مجنون...

"اللعنة ألكساندر.... أخرجني من هنا الآن...."

رائع هذا حقاً جعله يضحك من أعماق روحه المتعفنة ... ليجيبه بنفس النبرة السابقة....

" اوه.. نعم .. أهدئ عزيزي الحفلة قد بدأت للتو فقط.... "

*********

في تلك الأثناء...

أسرع سيث ورفاقه نحو البوابه الرئيسية للقاعة يركضون بسرعة وفزع... باقي فقط خمسة عشر دقيقة على الأنفجار الكبير...
ظلو يركضون هكذا بينما يحملون ليوناردو الفاقد للوعي تماماً....
لكن حين أقتربوا من الممر المؤدي إلى قاعة الرقص... لمحو ماري وبراين يركضان في الممر نفسه ... حينها توقفوا بسرعة...
لأقتراب ماري منهم حين لمحت طفلها الصغير....
اللعنة دموعها لم تتوقف بثانية وهي تركض نحو بوبي لتأخذ صغيرها منه...

أحتضنته بقلب يرتجف ألماً.... بينما عيناها تفحص كل أنش به... دموعها أنهمرت بنواح عالي وشهقات عنيفة... وأصابعها تسير بخفة على تلك الجروح التي غزت جسده بلا رحمة.... قلبها كان يتمزق مع كل لمسة لتلك الجروح... رأته عارياً بالكامل لا يستره سوى سترة سيث السوداء التي غطاه بها....

ألمها كان لا يحتمل... مجرد فكرة انها كادت تفقده إلى الأبد عذبت كل خلية في جسدها... اللعنة الأمر يقتلها بلا توقف....
أنحنت على وجهه تقبل كل أنش فيه بلا توقف... وكأنها ستموت إن أبتعدت عنه....
دموعها كأنهار دجلة والفرات.... ألمها تخطى كل شيء... تباً هي أم... أمه... هل تعرف كيف تعذب أمرأة... كيف تقتلها حقاً... لا شيء في الكون أسوء من إيذاء أطفالها...
اللعنة لا شيء أبداً....
شعور العذاب هذا خدر كل أطرافها... ملامحها تموت مع كل ثانية تتأمله فيها.... قلبها وصل عذابه إلى الجحيم.... تباً... اللعنة تباً... ليس هو... ليس طفلها...

قواها أنهارت بالكامل وهي تسقط على قدميها.. بينما تحتضنه إلى صدرها بكل قوتها... ألمها تجاوز أضعاف تحملها....
حضنته وكأن روحها تخرج... كأنها تراه لآخر مره... دموعها بللت جسده الصغير بلا توقف.... روحها قالت كل شيء... و دموعها شهدت عليه...
أخبرته كم تحبه... كم تعشقه... كم هي آسفة لأنها لم تحميه... آسفة جداً لأنها أغضبته يوماً... أنها لا تريد تركه... أنها تحبه أكثر مماتتحمل... أن روحها تصرخ من أجله... جسدها تجرع كل ألمه... قلبها تمزق خلف كل جرح من جروحه.... أنها تريده... تباً تريده بخير... فقط تريده بخير ولا شيء آخر...
الألم فتك بكل ذرة في روحها.... وعذبها حتى النخاع... دموعها أحرقته... لكنه سمعها... سمع صرخات روحها المتألمة... سمع كل كلمة قالتها... لينطق بكلمة واحده بصوت خافت بالكاد يسمع.. لكن هي سمعته سمعته جيداً ودون أن يشعر قالها ....

"... أ.. أم.... أمي..."

تباً لي ما أجملك.... كلمته سرقت كل شيء... وقفت كالجبل أمام جميع اللغات في العالم... أخذت تعبث بقلبها بحب أفقدها كل ذرة عقل في جسدها...
الشعور وحده كان مذهلاً... خليط من الألم والسعادة خليط من كل شيء شعرت به نحوه يوماً...

عادت تقبله بكل حب وألم... وكأنها خلقت فقط لتفعل هذا.... هو طفلها هي... ثمرة حبها... والأهم قطعة من حبيب قلبها ومالك روحها....

أنحنى براين نحوها بلطف... وهو يمسح دموعها بأصابعه الكبيره... بينما أحمرت عيناه ألماً على حال طفلته الصغيره....
أخذ يهدئها لثواني... تباً الوقت ليس في صالحم لكل هذا... يجب أن يخرجو فوراً من القاعة قبل الأنفجار... منذ ساعة واحدة كان سيث قد ضغط زر تشغيل المتفجرات ... لذا العد التنازلي قد بدأ فعلاً.. لكن على طريقة ملافورد فقط...
لورانو كان يراقبها بحزن ولهفة... تمنى حقاً أن يخفف عنها لكن صدقاً من هو ليفعل... لذا أشاح نظراته عنها بألم وهو يعصر قبضتيه التي تترجاه بقوة أن يحضنها لصدره...

أخذ براين يحاول معها بينما ينفخ سيث بنفاذ صبر...
ليقف أخيراً في وجه ماري بنظرات حاده جداً تعكس نبرته تماماً...

"اللعنة ماري... لا وقت أبداً لهذا... تباً القاعة اللعينة على وشك أن تنفجر.... لذا قبل أن نخسر أرواحنا جميعاً.... أرجوكي تحركي..."

حسناً هي لم تكن هنا في الواقع.... لم تسمع كلمه واحدة مماقالها سيث... لذا نفخ بغضب... وهو يمسكها بقوة ساحباً أياها من معصم يدها... بينما يدها الآخرى تحمل ليو فيها... صرخت به أن يتوقف لكن دون جدوى...
فقط عادو يركضون بكل قوتهم نحو بوابة قاعة الرقص والتي تمتد إلى الباب الخارجي للقاعة....

******

في نفس الوقت....

رائع هذا حقاً جعله يضحك من أعماق روحه المتعفنة ... ليجيبه بنفس النبرة السابقة....

" اوه.. نعم .. أهدئ عزيزي الحفلة قد بدأت للتو فقط.... "

أبتلع ألبيرتو ريقه بقوة... وهو يحاول الخروج نحو البوابة بخطوات بطيئة ... بينما فواهة سلاحه موجهه نحو ألكس...

لم يشعر حين قفز عليه ألبرت... يخنقه بقوة وهو يصرخ فيه بوحشية قاتلة...

"أيها العاهر ابن العاهرة.... كيف تجرؤ على ضربي... اللعنة هل نسيت من أنا تباً سأقتلك.... كما قتلت طفلي وأغتصبته في قلعة جاديس أيها القذر... أنا واللعنة هنا فقط لأقتلك... لأنهي حياتك اللعينة معي أيها القذر...."

في ثانيه كان يضربه بقوة... والثانيه التي تليها... كانت يده تمسك بالمسدس.. ترفعه بقوه نحو رأس ألبيرتو... فواهته غرست في جبهته... والنيران أحاطت كل شيء في كل ركن وزاوية...

فقط لحظة.... لحظة واحدة... وأنفجرت رصاصة مدوية في رأس ألبيرتو... لتخرج روحه القذرة إلى الأبد....
لكن مالم ينتبه له جوناثان أن النيران كانت تحيط به من حل ناحية.... حتى فصلت بينه وبين ألكس بقوة..

حاول ألكس كثيراً أن يصل إلى شقيقه لكن تباً لا فائده... النيران كانت تأكل كل شيء بلا توقف...

فقط وقف هناك بألم شديد وفزع ... وهو يشاهد شقيقه الوحيد يحترق أمام عينيه... بصراخ هز أرجاء القاعة بأكملها.... دموعه ملأت عيناه بحسرة وندم.... كره كل ما فعله في الماضي معه... عداوتهما... أذيتهما لبعضهما ... عدم تقبله له لسنوات حين علم بكونه شقيقه... تباً أراد قتل نفسه حقاً...
شعر بأنفاسه تختفي.... ونبضات قلبه تقتله تأنبه... غاضبة منه حتى الجحيم....

تباً الأمر جمد جسده تماماً... لم يعد قادراً على التحمل.... حينها فقط سمع أصواتهم....
سيث وبوبي... دينا... لورانو... إلينا... براين... وأخيراً حبيبته ماري...
اللعنة كانو يصرخون به أن يخرج بسرعة... وهم واقفون أمام بوابة قاعة الرقص.... لكن تباً حين ألتفت لهم... وجد الأمر مستحيل... النيران حاوطت الباب تماماً... اللعنة لن يستطيع الخروج أبداً....

لذا صرخ لسيث بأعلى صوته... وهو يوجه له أوامره الأخيرة....
"تباً سيث.... أخرجهم جميعاً من هنا.... هذه أوامري الأخيرة لك يا صديقي وخذ هايتر معك أعطه لليو ... اللعنة أحمي عائلتي وطفلي جيداً.... وإلا سيطاردك شبحي إلى الأبد...."

قذف السلاح نحو سيث بسرعة ليأخذه....

سحقاً .... هذا جعل سيث يلعن بغضب وهو يأمرهم بالخروج بينما يسحب يد ماري خلفه بقوة... حينها فقط...
أنقضت عليه تعض يده بشراسة... تأمره أن يتركها فوراً... حسناً في ثانية ثركها... لتضع ليوناردو على كتف سيث... وهي تبتسم له بلطف وأعتذار شديد ...

" سيث أنا آسفه... أعلم أنني أخالف الأوامر... وأضايقك بقوة.... لكن أنا فقط لا أستطيع أن أعيش بدونه.... تباً أنا حقاً آسفة... أرجوك أخبر ليو... أن أمه تحبه كثييييراً.... وستظل تحبه إلى الأبد...."

قالت كل هذا بدوع مندفعه... وشهقات خفيفة... لم تنتظر حتى أن يجيبها... فقط ركضت بكل قوتها نحو قاعة الرقص... تدفع النيران بجسدها وهي تصرخ بكل قوتها...

"....... ألكسسسسسسسسسسسسسسسس......... "

الصدمة تباً... ألكس كان مصدوماً بالكامل... وهو يشاهد حبيبته... تقتز فوق النيران... وأطرافها تحترق بقوة.... صوتها ضرب قلبه قبل أذنيه... روحه أرتعبت عليها بقوة.... قلبه يقتله... اللعنة هذا يكفي...

حين أقتربت منه وجدته يفتح ذراعيه لها...بينما قفزت هي عليه تضمه هي بكل قوتها.... ودموعها تسيل بلا توقف أبداً.....

لثواني وهي تشهق وتحتضنه بقوة... وكأن روحها تتمسك به وحده فقط... أظافرها غرزت في قميصه.... بينما روحها تصرخ به ألا يتركها....

ظلت تحتضنه بصمت لدقيقة كاملة بينما عينيها أخرجت كل قطرة دمع في داخلها...

حينها فقط رفعت عينيها نحوه والألم يعصرها بقوه...
كانت تنظر نحوه بحب وعشق ممزوج بجرح وألم شديد... أطرافها قد تخدرت من أثر الحرق عليها... وعينيها صرحت بذالك العشق... العشق الذي ولدت معه... ولدت به ... وستموت من أجله...

رأته كيف يلومها بعتاب.... كان غاضباً منها بسبب تهورها... لكن تباً لكل شيء هل يستطيع أصلاً أن يموت بدونها... أعني حتى لو ذهب إلى الجحيم.. فلن يتحمل أن يكون في أي مكان من دونها....
حبيبته... زوجته... طفلته ... ملكة روحه وقلبه.... سيدة عرش حياته.... هي ولاشيء إلا هي.... هي وفقط...
حبيبته المجنونه... نعم كان واثقاً من نهايته... لذا لم يبتعد عنها لحظة واحدة في الأيام الأخيرة لهما....
أدمنها لدرجة أنه لا يمل منها أبداً....

لثواني تحدثت العيون فقط... قبل أن تنطق ماري أخيراً... بنبرة لطيفه عاشقة تماماً حتى الثمالة... تفيض بحب لا حدود له تبكي السماء من أجله... بشهقات منقطعة....

"
لن أستطيع... لا حياه.... لا سعادة... لاحب... لا أمل لاشيء... أنا بدونك لاشيء... لن أستطيع أن أتنفس دون أن أرآك، ألمسك وأشعر بك... لذا بيبي إن أردت الموت فخذ حياتي اللعينة معك... أو إبقى هنا من أجلي... حتى خروج آخر جزء من روحي... ألكساندر أنا أحبك لدرجة أن أخرج روحي من جسدي فقط لأجلك...
لذا تباً لي بيبي... أنا أعشقك حتى الموت... "

كلماتها الصادقة غزت قلبه.. وتسللت إلى روحه بكل سهولة... عيناه لمعتا بدموع حمراء عالقة... وقلبه يصرخ به أن يقبلها إلى الأبد.... أن يخرج قلبه ويعطيه لها...
لعن بقوة ودموعه تنهمر بفيض قاتل...
ليقبلها قبله بسيطة... بينما يهمس بين أنفاسهما الحارة... التي أختلطت بطريقة فاتنة مع مشاعرهما الفائضة ....

" تباً بيبي... هل تعرفين كيف أشعر الآن... لم أشعر بقلبي هكذا يوما... وأجل حبيبتي.. لا أستطيع الموت بدونك... أعني سيظل شبحي يطاردك إلى الأبد ليخطف قبلة منك ولا شيء سيكفيني أبداً....
لأنك لي... زوجتي وحبيبتي... طفلتي... أنت روحي التي ولدت من أجلها.... أنا فقط من أحبك.. وسقط في عشقك منذ أن أخذتي أول أنفاسك في هذا العالم... لذا بيبي باعدي شفتاكي... لأن زوجك يريدك حتى الممات.... "



بهذا لعنته وهي تشعر به يقبلها بقوة يغرز أصابعه في شعرها الطويل... وهو يدفعها نحوه أكثر... يزيد من جماح قبلته... لتنطق روحهما معاً بكلمة واحدة...

".. ليوناردو صغيري آنا آسف/ة ... نحن نحبك... بُني كن بخير... "

بينما سمعهما هو لتسقط دمعه هاربه من عينيه الصغيرتين ... من قال أن الأرواح لا تتصل.. ولا تسمع بعضها الآخر... ألم قلبه كان كافياً تماماً ليؤكد هذا... وتشهد دموعه عليها......

وفي ثانيه أنفجرت القاعة بأكملها ساحبةً.. آخذةً أرواحهم العاشقة إلى الأبد...
وكذالك روح لورانو الذي رفض أن يخرج دون ماري... ظل متمسكاً بفكرة خروجها... ولكن تباً له... يستحق ذلك....

حينها كان سيث ورفاقه قد خرجوا بالفعل من القاعة الملعونة... وقد أبتعدو عنها بمسافة طوييلة.... تفادياً للأنفجار....

حين هدأ كل شيء والحريق يعلو ويعلو على حطام القاعة....



سقط براين على الأرض بنباح قاتل... على طفلته وزوجها.. الألم لم يكن يحتمل..
جميعهم صمتو في ألم شديد... ودموع منهمرة... تباً
كل شيء كان قاتلاً... كل شيء كان كارثة... لكن الأمر لم ينتهي ولن ينتهي أبداً...

لوقت طويل ظلو هكذا يحدقون في القلعة الملعونة وهي تحترق... نعم نهاية جوريا إلى الأبد... أو هكذا ظنو....

حين مر بعض الوقت رفع سيث عينيه نحوهم جميعاً... بملامح متألمة.... وصوت صارم....

"أسمعوني جيداً..... لا أحد أبداً سيذكر هذه الليلة الملعونة أو ينطق بكلمة عنها.... فقط الآن سنذهب من هنا.... ونعود لحياتنا... وأنت بوبي ستذهب مع إلينا إلى قصر جوناثان... تماماً كما أتفق الزعيم مع ألبرت... لن نظهر لهم ضعفنا أو تأثرنا بما حدث الليلة... واللعنة لا أريد قول هذا لكن سنترك ليوناردو هنا أمام القاعة.... أعلم أن ما أقوله جنون لكن يجب أن نفعل..... يجب أن يعرفو أن ملافورد لازال حياً... والطريقة الوحيده لذالك هي أن نتركه هنا حتى وصول الشرطة.... اللعنة أنا لا أمزح... الصحف كلها ستتحدث عن الأمر.... ووجوده هنا سيجعله على الصفحه الرئيسية... كرسالة واضحة لكل عوائل المافيا وغيرهم... أن آل ملافورد لم يموتوا... آل ملافورد موجودون إلى الأبد... وهذا تماماً سيحمي كل ما حافظ عليه ألكساندر طوال السنوات الماضية... لن يجرؤ أحد على تخطي حدوده أو العبث معنا..... "

تنفس بعمق حين أنهى كلماته... بينما نظروا له بذهول... ليقف براين أخيراً مؤيداً كلام سيث بقوة... وهو يعلم تماما ً أن هذا هو التصرف الصحيح في هذه اللحظة الحاسمة... وإلا ستتحول المافيا لغابة... بعد موت الزعيم.... لذا لم ينطق أحد منهم بكلمه أخرى ورحلو تاركين جسداً صغيراً أمام القلعة الملعونة....

********

بعد بضع دقائق وصلت سيارات الشرطة والمطافئ والأسعاف... إلى موقع الحريق...
حينها عثرو على ليوناردو... لينتشر الخبر الوحيد....
وهو مقتل الجميع ونجاة وريث ملافورد الوحيد...
(ليوناردو ملافورد)

بينما عاد سيث لتولي أعمال عائلة ملافورد حتى يأتي الوقت المناسب ليتولى ليو زعامة المافيا من بعد والده... وتولي أعماله...
ودينا أيضاً عادت إلى قصر والدها....
الدون فرانسيسكو الفريدو.... بينما بدأت رحلة العذاب بين جنون ألينا وعشق بوبي...
وفي النهاية تولى براين مسؤولية رعاية ليوناردو حتى يكبر ويصبح الزعيم الشرس والأقوى في العالم... أقوى حتى من والده ألكساندر ملافورد....

______________________________________

عودة إلى المستقبل.... قصر جوردن الساعة العاشرة مساءً...

حين أنهى براين كلماته التي وقعت كاللعنة على أذني ليوناردو....
رفع عينيه العجوزتين يحدق في حفيده بكل ألم.... يريد أن يعرف حقاً كيف يشعر.... هو يقسم أنه يتألم... يتألم بقوة من أعمق نقطة في روحه... عيناه كانت حمراء بلون الدماء.... لا دموع لا حركة....
ظل ثابتاً في مكانه أمام المدفأة العريقة.... بينما جسده لا يظهر أي تعبير....
اللعنة تجمد في مكانه.... وكأن الصدمة قتلته... أنهت ما تبقى من روحه العالقة ... أنهت كل شيء جيد في داخله....

ملامحه صلبه.... عيناه تحدق في الفراغ... لا شيء يقرأ منها... لا شيء...

فقط ظل هكذا حتى نظر له براين في توسل... وهو يتوسله بنبرة حنونه عاجزة... :

"ليو... بني.... أرجوك... أعلم أن الأمر صعب عليك... لكن.... لا يجب أن تدخل نفسك... في كل تلك القذارة... أرجوك ليو.... ها... أنظر إليّ ... أنت بخير صحيح...."

لا شيء... لم ينطق بكلمه... ملامحه كما هي جامدة... الدماء في عينيه وعروقه البارزة كانت واضحة تماماً... الألم كان يفتك به حتى أعمق نقطة في روحه....

هكذا فقط... تحرك من أمام المدفأة... وهو يتجاوز براين بنفس الملامح... ونفس الفراغ...
ونفس الألم... مشى بخطوات طاحنه قاسية... متواعدة ... نحو الباب... بينما يصرخ به براين أن يتوقف... والوغد يمشي أمامه بلا أي أكتراث...
لم يجيبه... لكن براين...
يعلم تماماً ما الكارثه التي تعبث في عقله بلا رحمه...
نعم الكارثة الجديدة...
بتوقيع... ليوناردو ملافورد...

نعم هنا البدايه....

To be continued❤️



تباً أعلم أنكم تبكون بحرقة الآن لدرجة تخنقكم... لكن أجل النهاية تستحق وأكثر.... لذا...

اللعنة الملعونة.. لذا نعم أنتهت جوريا... وبدأت الحكاية التي ستبحر في بحر لا حدود له...

Yophy ♥️
© Иофи ,
книга «The Innocence of Death».
Коментарі