٥
الجزء الأخير من الرواية القصيرة، أتمنى إنها نالت على إعجباكم و إن أعجبكم هذا النوع من القصص القصير قد أكتب منه أكثر مستقبلاً ♥️
قراءة ممتعة⭐
.
.
.
السلطان ... شخصٌ مهم و كبيرٌ للغاية، اللفظة وحدها تشي بعظمة الشخص فكيف لها أن تحتمل مقابلته و الوقوف أمامه وجهًا لوجه.
لم ترفع رأسها منذُ دخولها لتلك القاعة و لم ترى لمحيطها، فقط مشت خلف الأمير أوس و فورما توقف هو توقفت هي عن المشي بجواره
" جلالتك كما طلبت المعالجة مَلك من مركز العلاج الذي يقعُ بشمال العاصمة بحضرتك " نطق الأمير أوس بابتسامة لطيفة فانحنت ملك برقَّة بينما ترفعُ أناملها أطراف ثوبها الزهري " لي شرفُ لقائك جلالتك "
" إرفعي رأسك " سمعت صوتًا ثخينًا لكن دافئًا يأمرها بلطفٍ فرفعت ملك رأسها بهدوء و حدَّقت بتوتُّرٍ ناحية الرجل الذي جلس على عرشٍ يرتفعُ عن الأرض بفضل عددٍ من السلالم، يرتدي ثيابًا عسكريَّة خضراء اللون مائلة للسواد، أعينه بنية غامقة، بشرته سمراء و شعره الذي تظهر بعضٌ من خصلاته على الرُّغم من التاج الذهبي الذي يرتديه أسود اللون مجعَّد.
" أيتها المعالجة كما ترين لا يوجد بهذه القاعة شخصٌ غيري و غير الأميرين حسام و أوس لهذا أسمحُ لك بالحديث كما تشائين " نطق السلطان فقالت ملك سريعًا " جلالتك كيف لي أن أتحدَّث براحة معك هذا ... "
" إنهُ أمرٌ عزيزتي، و إن لم أكن مخطئًا أنت بعمرِ أصغر أميرة لدي، لهذا و لأنك أنقذتي إبني تحدَّثي معي بكلِّ راحة " أصرَّ السُّلطان فلم تجد ملك حلاً غير الإيماء بإستسلام .
" إذن أيتها المعالجة اللطيفة إستدعيتُك اليوم من أجل أمرين، الأول سوف أحبُّ أن أكون داعمًا دائمًا لمركز العلاج الذي تعملون به، سأزوده بأحدث المعدَّات و أعالجُ هيكلهُ المتصدِّئ، إضافة لهذا سيتمُّ رفع رواتب جميع المعالجين و توفير حصانة لهم مع العديد من الميزات الأخرى "
لم تستطع ملك التحدث من الصدمة ... تعرف عليها أن تشكرهُ و تقول كلامًا لطيفًا لكن ما تسمعهُ منه الآن يعتبرُ نعمة كبيرة لم يتوقَّعها أيُّ أحدٍ من مركز علاجهم المتواضع، السلطان بنفسه يريدُ أن يموِّلهم " إذًا ما رأيك أيتها المعالجة ؟ " تساءل أوس عندما إستمرَّت ملك بصمتها
" جلالتك، لا تلمني على دهشتي بسبب هذا العرض الكريم و الغير المتوقَّع " نطقت ملك بعدما عادت لرشدها فابتسم السلطان و بعدها ... تحدَّثا، تحدثت مع حاكم دولتها بطريقة عادية، و كأنهُ والدها أو فردٌ من أفراد عائلتها، وشيئًا فشيئًا قلَّ توترها و تصرُّفاتها الجامدة.
كان لقاءً لا يتكرَّر إلا مرَّة واحدة بالعمر، و قد استمتعت بكلِّ لحظة منه.
و مع قرب نهاية الإجتماع قام السلطان بالثناء عليها ثم ودَّعها مع وعدٍ بلقاءٍ آخر !
" أيها الأميران أعتمدُ عليكما لإيصال الآنسة لعربتها و إطلبوا من أحدِ الحراس أن يذهب معها لأنَّ الليل قد حلَّ بالفعل "
كان هذا أمر السلطان و لهذا تمامًا هي تمشي الآن بأروقة القصر بينما يمشي الأمير أوس على يمينها و الأمير حُسام على يسارها، تبًا هذه النظرات التي تلاحقها من الواقفين بالرواق ليست لطيفة أبدًا.
الخدم ينظرون مستغربين و هناك بعض الآنسات من المجتمع الراقي أيضًا، تتمنى فقط لو تنتهي هذه الرحلة بسلام و بدون ضغائن.
" سيد أوس هل أنت بخيرٍ مع إيصالي كلَّ هذه المسافة ماذا عن جُرحك ؟ " تساءلت ملك بصوتٍ خافت لكي لا تلفت الأنظار فارتسمت ابتسامة لطيفة لغاية على شفتي الأمير بينما يجيبها قائلاً " لا داعي للقلق إصابتي بخير تمامًا، فقط وخزٌ بسيط عندما أتوقف عن تناول الأعشاب المسكنة للألم "
" وخز ... ربما لأنه الجرح بدأ بالإلتآم، قد يؤلمك أكثر مستقبلاً الأفضل أن تحرص على عدم الحركة لكي لا يفتح و يفسد كلُّ الجهد الذي قمتُ به لخياطته " نطقت ملك مازحة فنطق الأميرُ حسام " أيتها المعالجة أنا هنا أيضًا كما تعلمين أعلم لم يتسنَّى لنا الحديث قلاً لكن لا تُهمشيني هكذا ! "
" لم أقصد أنا فقط ... إنها عادة أن أتحدَّث مع مرضاي السابقين عن حالتهم " تمتمت ملك بحيرة من إبتسامة الأميرين و فجأة توقف كلاهما عن المشي بالممر فتوقَّفت هي الأخرى باستغراب لكن عندما رفعت رأسها و نظرت للأمام فهمت السبب.
" مروان، ألم يكن لديك عملٌ في العاصمة الآن ؟ " تساءل الأمير حسام فتجاهله مروان بينما يقتربُ منهم و يسأل أوس قائلاً " إنتهى اللقاء ؟ "
" أجل قبل قليل " أجابه الأمير أوس فأومأ بتفهم ثم حول نظرهُ لملك و قال " سأعيدها لمنزلها بما أن الوقت قد تأخر "
" لماذا تعيدها أنت لقد تطوعنا نحن بالفعل لهذه المهمة " قال حسام متعمدًا إغاضة مروان الذي إبتسم ببرود و قال له " يا ولي العهد هل تريدُ أن تكون هدفًا سهلاً لسهام أعدائك، تُريدُ الخروج بهذا الوقت من الليل ستكون بخطر و ستعرضها للخطر أيضًا الأفضل أن تبقى خلف المكتب "
حسنًا أمرٌ واضح مروان لا يحبُّ الأمير حسام ... لكن على العكس يبدو لطيفًا و هادئًا عندما يتحدَّث مع أوس، لماذا يا تُرى ؟
مهلاً و لماذا تتساءلين عن السبب لا علاقة لك ملك، كلُّ ما عليك التفكير به حاليًا هو عودتك لمركز العلاج و تعابير الوجوه السعيدة بالأخبار المذهلة التي تلقَّتها من السلطان شخصيًا ...
إنسحب الأميران بعدما عرض مروان توصيلها للعربة أو بالأحرى قام أوس بجرِّ حسام الذي حاول إزعاج مروان أكثر فأكثر
" أعينه كانت حرفيًا تلمع بينما ينظر إليها " نطق حسام ضاحكًا فهزَّ أوس رأسه بقلَّة حيلة و تمتم " لا أظنُّ أنه إنتبه لهذا، أنا أعرفُ مروان جيدًا حتى و إن شعر بأمرٍ ما إتجاهها لن يفهمه و عادةً سيتجاهله "
توقَّف الأميرُ حسام عن المشي و ابتسم بخبثٍ قبل أن ينطق بمكر " حسنًا ما رأيك أن نقوم بخدعة صغيرة إذاً ؟ "
*** *** *** ***
أوصلها إلى العربة خارج القصر كما فعل بالليلة السابقة في الحفل " لا داعي لتوصلي للمنزل سأكون بخير وحدي لستُ شخصًا مهمًا لتلك الدرجة ليتمَّ إستهدافي من قبل المرتزقة " نطقت ملك عندما كاد مروان أن يصعد للعربة معها فتوقف وعاد عدَّة خطواتٍ للخلف
بقي صامتًا لثوانٍ ثم نطق بتردُّد " هل قمتُ بأمرٍ أزعجك ؟ "
" أزعجتني ؟ ، مروان لقد قمت بالكثير من الأمور بالفعل اليوم أوصلتني للقصر و أخذتي للسوق لشراء هذا الفستان اللطيف و أيضًا أثنيت على مظهري الجميل إن كنتُ سأشعرُ بأمرٍ ما إتجاهك سيكون الإمتنان لمشاركتك يومي و ليس الإنزعاج " صمتت قليلاً بينما تحدِّقُ أعينها بمقلتيه الداكنتين " و ربَّما نستطيعُ تكرارها مجددًا ... إن أحببت "
ظهر الإندهاشُ على وجهه فأشعرها بالندم إلا أنها سرعان ما إبتسمت بخفوت عندما سمعته يقول " سيكون هذا من دواع سروري، بالعكس سوف أكون ممتنًا إن سمحت لي الفرصة بلقائك مجددًا ملك "
رفع يدها اليمنى بين يديه و طبع قبلة صغيرة على كفِّها ثم بلطف ساعدها على صعود العربة بفستانها الزهري.
هكذا إنتهى يوم ميلادها الثامن و العشرين و اليوم الذي بعده.
*** *** *** ***
" أنتِ بالفعل تمسَّكت به أليس كذلك ؟ " قالت كوثر ضاحكة بينما ترى ملامح ملك المشرقة و هي تسقي أعشاب حديقة مركز العلاج
إلتقت به قبل يوم ميلادها الثامن و العشرين بيوم، و ختمت يوم ميلادها بوجوده، و إلتقت به باليوم الذي يليه من أجلِ عرضٍ من السلطان نفسه ... مرَّت أربع أشهر على كلِّ هذه الأحداث حاول فيه كلاهما حتَّى و إن لم يتعمَّدى الأمر تقوية علاقتهما ببعضهما
كثرت لقاءاتهما لسبب أو بدون سبب، أحاديثهما و إن لم تكن دائمًا مثمرة إلا أنها كانت ممتعة، لم يتفقا على كلِّ شيء لكن لم يتركا ذلك الخلاف ليدمِّر جمال علاقتها كان الأمرُ.
أحيانًا كانت تدعوه هي لحفل موسيقي أو أشرب الشاي معها و تناول الطعام بإحدة المقاهي، و أحيانا يدعوها هو لحلبات المصارعة و القتال ... أجل يقوم بدعوتها الأماكن كهذه لكنه أيضًا يقوم بأخذها لأماكن مذهلة لم ترى عينيها مثيلاً لها.
هناك مرة أخذها للبحر بوقت الغروب كان المنظر ساحرًا، و مرة أخرى أخذها لمنطقة مليئة بالحدائق و الزهور، و أيضًا مرة أخرى أخذها لسوق شعبي يبيع أنواع مختلفة من الأعشاب التي تعشق انتقاءها، و أيضًا الحديث مع كبار السن الذين يتواجدون به عادةً.
فور إنتهائها من سقاية النباتات مع كوثر بدأت بمناوبتها المسائية كالمعتاد، مرضى و المزيدُ من المرضى الذين لا ينتهون كم تحبُّ عملها.
" إغليها بماءٍ دافئ مع ملعقتين من العسل و سيختفي ألمُ حنجرتك تدريجيًا " نطقت ملك بينما تضعُ حفنة من الأعشاب بضرفٍ ثم تناوله للمريضة التي شكرتها و غادرت فتركتها وحيدة بالمكتب، عادةً النوبات المسائيَّة لا تكون مزدحمة لهذه تجدُ وقتًا للحصول على بعض الرَّاحة.
لم يدخُل أيُّ مريض لمكتبها مندُ أكثر من ساعة، و قد نفذت قنينة المياة الزجاجية ستذهب لتعبئتها و تعود، خرجت من مكتبها و عبَّأت القنينة بسرعة ثمَّ عادت أدراجها عبر الممر للمكتب، فتحت الباب و ...
" مروان ماذا هناك ؟ " تساءلت ملك باستغراب و بعض التفاجئ لأنه عادةً يرسلُ برقيَّة عندما يرغبُ بالمجيء لزيارتها و أيضًا هو لم يدخل لمكتبها أبدًا قبلاً.
" هل كلُّ شيء بخير ؟ " تساءلت عندما لمحت الضيق على ملامح وجهه فأومأ لها مروان بلا و سأل بدون أن يخفي لهفته للحصول على إجابة سريعة لسؤاله " هل حقًا ستتزوجين من الأمير حسام ؟ "
هل كان هذا صوت قنينة الماء التي سقطت على الأرض بسبب صدمتها و قد تحطَّمت لأشلاء، كانت دهشتها جليَّة على ملامح وجهها، من يتزوَّجُ من من ؟
" هل تسألني إن كنتُ سأتزوج من ولي العهد ؟" تساءلت ملك فأومأ مروان بلا تردُّد بينما ينحني ليلتقط أشلاء الزجاج المكسور بجوارها، إنحنت ملك هي الأخرى فورما خرجت من صدمتها و لملمت شظايا الزُّجاج هي الأخرى بينما تسأله " من أين سمعت مثل هذا الكلام ؟ "
" من الأمير نفسه ... قال أنه سيعرضُ عليك الزواج غدًا " نطق مروان بتردُّدٍ هذه المرة فجرحت ملك نفسها بقطعة زجاج من الصدمة، ولي العهد يتقدَّمُ لها !
مهلاً مهلاً علاقتها مع الأميرين طوال الأربع أشهر الماضية كانت وديَّة تمامًا و لم يكن هناك أيُّ نوعٍ من التلميحات أو الإحتكاكات عكس علاقتها مع مروان و هو يعرفُ هذا جيدًا ...
هل من الممكن أنه يمزح، لكن مروان ليس من نوع الأشخاص الذين يحبُّون المزاح بمثل هذه المواضيع.
" حسنًا بما أني لم أكن أعرف أن الأمير حسام سيتقدَّمُ كما تقول لن أعرف إن كنتُ سأوافقُ أم لا سأفكِّرُ بالأمر و أقيسهُ على المدى البعيد ،و هو لم يتقدم حتى الآن " نطقت ملك ببعض الإنزعاج بينما تضمِّدُ يدها تاركة مهمة لملمة ما تبقى من الزجاج على مروان فهو السبب به من البداية، و قد إنتهى منه تزامنًا مع إنتهائها من تضميد يدها.
" إذًا قد تقبلين الزواج به ؟ " تساءل مروان فأومأت ملك بالإيجاب، و لما لا تفكِّرُ بالأمر إنه وليُّ العهد بالتأكيد ستفكِّرُ بالأمر ثم هي بسنَّ الثامن و العشرين من العمر لم تعد طفلة و لا مراهقة يتوجَّبُ عليها التفكير بأمرِ الزواج عاجلاً أم آجلاً...
" و إن طلب شخصٌ آخر يدك قبله هل ستوافقين عليه " تساءل مروان بهدوء فنظرت إليه ملك بمشاعر غريبة بدأت تتغلغلُ بقلبها بدون إذن، أجل تحبُّ رؤية هذه الملامح القاسية التي تخبِّئ كميَّة كبيرة من اللطف بداخل هذا الشخص الحنون، تلك الأعين الزرقاء المذهلة و كم تحبُّ سماع صوت هذا الشخص الذي يقفُ أمامها.
هل تراهُ يا مروان؟
هل ترى عيونها التي تلمعُ بسببك ؟
أم ما زلت جاهلاً، لقد إنتظرت لأشهر عسى و لعلَّك تفهمُ نوع هذه الرَّابطة التي جمعت بيننا، إنتظرتك بصمت، بألمٍ من أنك قد لا تفهم يومًا، مروان هل تشعرُ بما أشعرُ به؟
إسمُك يدلُّ على معنيين، الحجر الصلد الذي يستعمل لصنعِ شرارة تشعلُ النيران، و قد يكون مسمًا آخر لزهرة الياسمين، و أنا إسمي ملك، والدي أسماني بهذا الإسم لكوني أول طفلة له ربَّما لجمال الإسم لا أدري لكن هذه الملاك تريدُ زهرة الياسمين و تريدُ الصخرة أيضًا لا تمانعك بكلِّ حالاتك
مروان هل تستمعُ لمناجاتي، هل يمكنك أن تعتقني أخيرًا أرجوك ؟
" سأوافقُ على حسبِ الرَّجل الذي سيتقدَّمُ مروان، إن كان شخصًا أستطيع تمضية حياتي معه بكلِّ سعادة سواء كان بالحظات المرَّة أو الحلوة حينها سأوافق بلا تردد، لكن إن كان شخصًا بليدًا أحمق يتوقَّع مني أن أصبح زوجته جسديًا لكي أعمل لديه حينها سأفتح له الباب و أطلب منه الخروج " تنهَّدت قليلاً تخفف من وطأت الإحساس الثقيل الذي يضغطُ على صدرها إلا أن هذا الإحساس إختفى عندما سمعت أمرًا ...
ما هو التشبيه المناسب للأمر، أشعرُ بفراشاتٍ بصدري، بزهورٍ نمت به
" هل ستخرجيني من الباب أم توافقين عليّ بلا تردُّد ؟ "
" هل أنت أحمق أم مغفَّل ؟ " هتفت ملك بغضب لم تستطع السيطرة عليه " لا أدري، لكن أنا فقط أعرفُ أني لا أرغبُ بأن يأخذك أحد، لا وليُّ العهد الأحمق و لا ... "
" أجل أنت تريدُ فقط أن تزعج الأمير، فهمنا أنك لا تحبُّه لكن توقَّف الأمر لا يمكن أن ... " هتفت ملك فصاح مروان هو الآخر يخرسها و يوقفها عن الحديث " ليس الأمرُ كذلك سواء كان الأمير أم غيره أنا لا أريدك أن تنتمي لرجل آخر ! "
خفَّض من نبرة صوته عندما رأى التعجُّب بعينيها و قال بانهزام " أنا لا أريدك تملكًا، لا أريدك لأن الأمير حُسام يريدك، أنا أريدك زوجة لأني ... لا أستطيعُ تخيُّل حياتي بدونك أنا ... لا أعرف كيف أصفُ الأمر إنه أشبهُ ب... "
" مليون رجل يريدني و لا يستطيعُ تخيُّل حياته بدوني أنا ملك عزيزي مروان " نطقت ملك بتفاخرٍ مستمتعة بمنظر مروان المرتبك، أجل عزيزي تجرَّع مما كنتُ أتجرَّعُ منه لأشهر
" بالتأكيد أعرفُ مقصدك لكن لا تقارنينني بهم ... أنا لا أريدكِ لنفس رغباتهم، أنا أريدُ أن أستيقظ كلَّ صباح برؤية هذا الوجه، أريدك أن تكوني بجواري دائمًا تدعمينني و أدعمك، أريدك شريكة لما تبقَّى لحياتي ملك و ليس خادمة كما قلتِ، أعرف يبدو عرض الزواج من ولي العهد أفضل من عرضي، و هو شاعري أكثر مني و أنا... قد لا أكون بمزاجٍ سعيدٍ دائمًا و قد أغضبُ و أصبحُ مزعجًا ... "
سأختصرُ عليكم أحداث تلك الليلة الشائكة، بعد شهر آخر تمَّ زواجُ مروان و ملك
" لم يشكرني حتَّى بفضلي أنا عرف مشاعرهُ لزوجته " هتف حسام حنقًا بينما يرمي بجسده على السرير متعبًا من حفل الزفاف فضحك أوس بخفوت و قال له " لن أنكر و أقول لا، لقد كان أحمقًا لأسهر ثم فجأة عندما سمع أنك ترغبُ بالزواج بها عمل عقلهُ أخيرًا "
" عليه أن يشكرني " تمتم حسام بانزعاج
بالفعل ... عليه هذا
.
.
.
السلام عليكم❤️
يعني يوم الثلاثاء تنزل الخاتمة ترَّقبوا
لحظة ما خبرتكم إنه في خاتمة 😏
أوك خبرتكم إلحين🔥😂
مع السلامة كانت معكم آلاء الجميلة جدًا 💛
قراءة ممتعة⭐
.
.
.
السلطان ... شخصٌ مهم و كبيرٌ للغاية، اللفظة وحدها تشي بعظمة الشخص فكيف لها أن تحتمل مقابلته و الوقوف أمامه وجهًا لوجه.
لم ترفع رأسها منذُ دخولها لتلك القاعة و لم ترى لمحيطها، فقط مشت خلف الأمير أوس و فورما توقف هو توقفت هي عن المشي بجواره
" جلالتك كما طلبت المعالجة مَلك من مركز العلاج الذي يقعُ بشمال العاصمة بحضرتك " نطق الأمير أوس بابتسامة لطيفة فانحنت ملك برقَّة بينما ترفعُ أناملها أطراف ثوبها الزهري " لي شرفُ لقائك جلالتك "
" إرفعي رأسك " سمعت صوتًا ثخينًا لكن دافئًا يأمرها بلطفٍ فرفعت ملك رأسها بهدوء و حدَّقت بتوتُّرٍ ناحية الرجل الذي جلس على عرشٍ يرتفعُ عن الأرض بفضل عددٍ من السلالم، يرتدي ثيابًا عسكريَّة خضراء اللون مائلة للسواد، أعينه بنية غامقة، بشرته سمراء و شعره الذي تظهر بعضٌ من خصلاته على الرُّغم من التاج الذهبي الذي يرتديه أسود اللون مجعَّد.
" أيتها المعالجة كما ترين لا يوجد بهذه القاعة شخصٌ غيري و غير الأميرين حسام و أوس لهذا أسمحُ لك بالحديث كما تشائين " نطق السلطان فقالت ملك سريعًا " جلالتك كيف لي أن أتحدَّث براحة معك هذا ... "
" إنهُ أمرٌ عزيزتي، و إن لم أكن مخطئًا أنت بعمرِ أصغر أميرة لدي، لهذا و لأنك أنقذتي إبني تحدَّثي معي بكلِّ راحة " أصرَّ السُّلطان فلم تجد ملك حلاً غير الإيماء بإستسلام .
" إذن أيتها المعالجة اللطيفة إستدعيتُك اليوم من أجل أمرين، الأول سوف أحبُّ أن أكون داعمًا دائمًا لمركز العلاج الذي تعملون به، سأزوده بأحدث المعدَّات و أعالجُ هيكلهُ المتصدِّئ، إضافة لهذا سيتمُّ رفع رواتب جميع المعالجين و توفير حصانة لهم مع العديد من الميزات الأخرى "
لم تستطع ملك التحدث من الصدمة ... تعرف عليها أن تشكرهُ و تقول كلامًا لطيفًا لكن ما تسمعهُ منه الآن يعتبرُ نعمة كبيرة لم يتوقَّعها أيُّ أحدٍ من مركز علاجهم المتواضع، السلطان بنفسه يريدُ أن يموِّلهم " إذًا ما رأيك أيتها المعالجة ؟ " تساءل أوس عندما إستمرَّت ملك بصمتها
" جلالتك، لا تلمني على دهشتي بسبب هذا العرض الكريم و الغير المتوقَّع " نطقت ملك بعدما عادت لرشدها فابتسم السلطان و بعدها ... تحدَّثا، تحدثت مع حاكم دولتها بطريقة عادية، و كأنهُ والدها أو فردٌ من أفراد عائلتها، وشيئًا فشيئًا قلَّ توترها و تصرُّفاتها الجامدة.
كان لقاءً لا يتكرَّر إلا مرَّة واحدة بالعمر، و قد استمتعت بكلِّ لحظة منه.
و مع قرب نهاية الإجتماع قام السلطان بالثناء عليها ثم ودَّعها مع وعدٍ بلقاءٍ آخر !
" أيها الأميران أعتمدُ عليكما لإيصال الآنسة لعربتها و إطلبوا من أحدِ الحراس أن يذهب معها لأنَّ الليل قد حلَّ بالفعل "
كان هذا أمر السلطان و لهذا تمامًا هي تمشي الآن بأروقة القصر بينما يمشي الأمير أوس على يمينها و الأمير حُسام على يسارها، تبًا هذه النظرات التي تلاحقها من الواقفين بالرواق ليست لطيفة أبدًا.
الخدم ينظرون مستغربين و هناك بعض الآنسات من المجتمع الراقي أيضًا، تتمنى فقط لو تنتهي هذه الرحلة بسلام و بدون ضغائن.
" سيد أوس هل أنت بخيرٍ مع إيصالي كلَّ هذه المسافة ماذا عن جُرحك ؟ " تساءلت ملك بصوتٍ خافت لكي لا تلفت الأنظار فارتسمت ابتسامة لطيفة لغاية على شفتي الأمير بينما يجيبها قائلاً " لا داعي للقلق إصابتي بخير تمامًا، فقط وخزٌ بسيط عندما أتوقف عن تناول الأعشاب المسكنة للألم "
" وخز ... ربما لأنه الجرح بدأ بالإلتآم، قد يؤلمك أكثر مستقبلاً الأفضل أن تحرص على عدم الحركة لكي لا يفتح و يفسد كلُّ الجهد الذي قمتُ به لخياطته " نطقت ملك مازحة فنطق الأميرُ حسام " أيتها المعالجة أنا هنا أيضًا كما تعلمين أعلم لم يتسنَّى لنا الحديث قلاً لكن لا تُهمشيني هكذا ! "
" لم أقصد أنا فقط ... إنها عادة أن أتحدَّث مع مرضاي السابقين عن حالتهم " تمتمت ملك بحيرة من إبتسامة الأميرين و فجأة توقف كلاهما عن المشي بالممر فتوقَّفت هي الأخرى باستغراب لكن عندما رفعت رأسها و نظرت للأمام فهمت السبب.
" مروان، ألم يكن لديك عملٌ في العاصمة الآن ؟ " تساءل الأمير حسام فتجاهله مروان بينما يقتربُ منهم و يسأل أوس قائلاً " إنتهى اللقاء ؟ "
" أجل قبل قليل " أجابه الأمير أوس فأومأ بتفهم ثم حول نظرهُ لملك و قال " سأعيدها لمنزلها بما أن الوقت قد تأخر "
" لماذا تعيدها أنت لقد تطوعنا نحن بالفعل لهذه المهمة " قال حسام متعمدًا إغاضة مروان الذي إبتسم ببرود و قال له " يا ولي العهد هل تريدُ أن تكون هدفًا سهلاً لسهام أعدائك، تُريدُ الخروج بهذا الوقت من الليل ستكون بخطر و ستعرضها للخطر أيضًا الأفضل أن تبقى خلف المكتب "
حسنًا أمرٌ واضح مروان لا يحبُّ الأمير حسام ... لكن على العكس يبدو لطيفًا و هادئًا عندما يتحدَّث مع أوس، لماذا يا تُرى ؟
مهلاً و لماذا تتساءلين عن السبب لا علاقة لك ملك، كلُّ ما عليك التفكير به حاليًا هو عودتك لمركز العلاج و تعابير الوجوه السعيدة بالأخبار المذهلة التي تلقَّتها من السلطان شخصيًا ...
إنسحب الأميران بعدما عرض مروان توصيلها للعربة أو بالأحرى قام أوس بجرِّ حسام الذي حاول إزعاج مروان أكثر فأكثر
" أعينه كانت حرفيًا تلمع بينما ينظر إليها " نطق حسام ضاحكًا فهزَّ أوس رأسه بقلَّة حيلة و تمتم " لا أظنُّ أنه إنتبه لهذا، أنا أعرفُ مروان جيدًا حتى و إن شعر بأمرٍ ما إتجاهها لن يفهمه و عادةً سيتجاهله "
توقَّف الأميرُ حسام عن المشي و ابتسم بخبثٍ قبل أن ينطق بمكر " حسنًا ما رأيك أن نقوم بخدعة صغيرة إذاً ؟ "
*** *** *** ***
أوصلها إلى العربة خارج القصر كما فعل بالليلة السابقة في الحفل " لا داعي لتوصلي للمنزل سأكون بخير وحدي لستُ شخصًا مهمًا لتلك الدرجة ليتمَّ إستهدافي من قبل المرتزقة " نطقت ملك عندما كاد مروان أن يصعد للعربة معها فتوقف وعاد عدَّة خطواتٍ للخلف
بقي صامتًا لثوانٍ ثم نطق بتردُّد " هل قمتُ بأمرٍ أزعجك ؟ "
" أزعجتني ؟ ، مروان لقد قمت بالكثير من الأمور بالفعل اليوم أوصلتني للقصر و أخذتي للسوق لشراء هذا الفستان اللطيف و أيضًا أثنيت على مظهري الجميل إن كنتُ سأشعرُ بأمرٍ ما إتجاهك سيكون الإمتنان لمشاركتك يومي و ليس الإنزعاج " صمتت قليلاً بينما تحدِّقُ أعينها بمقلتيه الداكنتين " و ربَّما نستطيعُ تكرارها مجددًا ... إن أحببت "
ظهر الإندهاشُ على وجهه فأشعرها بالندم إلا أنها سرعان ما إبتسمت بخفوت عندما سمعته يقول " سيكون هذا من دواع سروري، بالعكس سوف أكون ممتنًا إن سمحت لي الفرصة بلقائك مجددًا ملك "
رفع يدها اليمنى بين يديه و طبع قبلة صغيرة على كفِّها ثم بلطف ساعدها على صعود العربة بفستانها الزهري.
هكذا إنتهى يوم ميلادها الثامن و العشرين و اليوم الذي بعده.
*** *** *** ***
" أنتِ بالفعل تمسَّكت به أليس كذلك ؟ " قالت كوثر ضاحكة بينما ترى ملامح ملك المشرقة و هي تسقي أعشاب حديقة مركز العلاج
إلتقت به قبل يوم ميلادها الثامن و العشرين بيوم، و ختمت يوم ميلادها بوجوده، و إلتقت به باليوم الذي يليه من أجلِ عرضٍ من السلطان نفسه ... مرَّت أربع أشهر على كلِّ هذه الأحداث حاول فيه كلاهما حتَّى و إن لم يتعمَّدى الأمر تقوية علاقتهما ببعضهما
كثرت لقاءاتهما لسبب أو بدون سبب، أحاديثهما و إن لم تكن دائمًا مثمرة إلا أنها كانت ممتعة، لم يتفقا على كلِّ شيء لكن لم يتركا ذلك الخلاف ليدمِّر جمال علاقتها كان الأمرُ.
أحيانًا كانت تدعوه هي لحفل موسيقي أو أشرب الشاي معها و تناول الطعام بإحدة المقاهي، و أحيانا يدعوها هو لحلبات المصارعة و القتال ... أجل يقوم بدعوتها الأماكن كهذه لكنه أيضًا يقوم بأخذها لأماكن مذهلة لم ترى عينيها مثيلاً لها.
هناك مرة أخذها للبحر بوقت الغروب كان المنظر ساحرًا، و مرة أخرى أخذها لمنطقة مليئة بالحدائق و الزهور، و أيضًا مرة أخرى أخذها لسوق شعبي يبيع أنواع مختلفة من الأعشاب التي تعشق انتقاءها، و أيضًا الحديث مع كبار السن الذين يتواجدون به عادةً.
فور إنتهائها من سقاية النباتات مع كوثر بدأت بمناوبتها المسائية كالمعتاد، مرضى و المزيدُ من المرضى الذين لا ينتهون كم تحبُّ عملها.
" إغليها بماءٍ دافئ مع ملعقتين من العسل و سيختفي ألمُ حنجرتك تدريجيًا " نطقت ملك بينما تضعُ حفنة من الأعشاب بضرفٍ ثم تناوله للمريضة التي شكرتها و غادرت فتركتها وحيدة بالمكتب، عادةً النوبات المسائيَّة لا تكون مزدحمة لهذه تجدُ وقتًا للحصول على بعض الرَّاحة.
لم يدخُل أيُّ مريض لمكتبها مندُ أكثر من ساعة، و قد نفذت قنينة المياة الزجاجية ستذهب لتعبئتها و تعود، خرجت من مكتبها و عبَّأت القنينة بسرعة ثمَّ عادت أدراجها عبر الممر للمكتب، فتحت الباب و ...
" مروان ماذا هناك ؟ " تساءلت ملك باستغراب و بعض التفاجئ لأنه عادةً يرسلُ برقيَّة عندما يرغبُ بالمجيء لزيارتها و أيضًا هو لم يدخل لمكتبها أبدًا قبلاً.
" هل كلُّ شيء بخير ؟ " تساءلت عندما لمحت الضيق على ملامح وجهه فأومأ لها مروان بلا و سأل بدون أن يخفي لهفته للحصول على إجابة سريعة لسؤاله " هل حقًا ستتزوجين من الأمير حسام ؟ "
هل كان هذا صوت قنينة الماء التي سقطت على الأرض بسبب صدمتها و قد تحطَّمت لأشلاء، كانت دهشتها جليَّة على ملامح وجهها، من يتزوَّجُ من من ؟
" هل تسألني إن كنتُ سأتزوج من ولي العهد ؟" تساءلت ملك فأومأ مروان بلا تردُّد بينما ينحني ليلتقط أشلاء الزجاج المكسور بجوارها، إنحنت ملك هي الأخرى فورما خرجت من صدمتها و لملمت شظايا الزُّجاج هي الأخرى بينما تسأله " من أين سمعت مثل هذا الكلام ؟ "
" من الأمير نفسه ... قال أنه سيعرضُ عليك الزواج غدًا " نطق مروان بتردُّدٍ هذه المرة فجرحت ملك نفسها بقطعة زجاج من الصدمة، ولي العهد يتقدَّمُ لها !
مهلاً مهلاً علاقتها مع الأميرين طوال الأربع أشهر الماضية كانت وديَّة تمامًا و لم يكن هناك أيُّ نوعٍ من التلميحات أو الإحتكاكات عكس علاقتها مع مروان و هو يعرفُ هذا جيدًا ...
هل من الممكن أنه يمزح، لكن مروان ليس من نوع الأشخاص الذين يحبُّون المزاح بمثل هذه المواضيع.
" حسنًا بما أني لم أكن أعرف أن الأمير حسام سيتقدَّمُ كما تقول لن أعرف إن كنتُ سأوافقُ أم لا سأفكِّرُ بالأمر و أقيسهُ على المدى البعيد ،و هو لم يتقدم حتى الآن " نطقت ملك ببعض الإنزعاج بينما تضمِّدُ يدها تاركة مهمة لملمة ما تبقى من الزجاج على مروان فهو السبب به من البداية، و قد إنتهى منه تزامنًا مع إنتهائها من تضميد يدها.
" إذًا قد تقبلين الزواج به ؟ " تساءل مروان فأومأت ملك بالإيجاب، و لما لا تفكِّرُ بالأمر إنه وليُّ العهد بالتأكيد ستفكِّرُ بالأمر ثم هي بسنَّ الثامن و العشرين من العمر لم تعد طفلة و لا مراهقة يتوجَّبُ عليها التفكير بأمرِ الزواج عاجلاً أم آجلاً...
" و إن طلب شخصٌ آخر يدك قبله هل ستوافقين عليه " تساءل مروان بهدوء فنظرت إليه ملك بمشاعر غريبة بدأت تتغلغلُ بقلبها بدون إذن، أجل تحبُّ رؤية هذه الملامح القاسية التي تخبِّئ كميَّة كبيرة من اللطف بداخل هذا الشخص الحنون، تلك الأعين الزرقاء المذهلة و كم تحبُّ سماع صوت هذا الشخص الذي يقفُ أمامها.
هل تراهُ يا مروان؟
هل ترى عيونها التي تلمعُ بسببك ؟
أم ما زلت جاهلاً، لقد إنتظرت لأشهر عسى و لعلَّك تفهمُ نوع هذه الرَّابطة التي جمعت بيننا، إنتظرتك بصمت، بألمٍ من أنك قد لا تفهم يومًا، مروان هل تشعرُ بما أشعرُ به؟
إسمُك يدلُّ على معنيين، الحجر الصلد الذي يستعمل لصنعِ شرارة تشعلُ النيران، و قد يكون مسمًا آخر لزهرة الياسمين، و أنا إسمي ملك، والدي أسماني بهذا الإسم لكوني أول طفلة له ربَّما لجمال الإسم لا أدري لكن هذه الملاك تريدُ زهرة الياسمين و تريدُ الصخرة أيضًا لا تمانعك بكلِّ حالاتك
مروان هل تستمعُ لمناجاتي، هل يمكنك أن تعتقني أخيرًا أرجوك ؟
" سأوافقُ على حسبِ الرَّجل الذي سيتقدَّمُ مروان، إن كان شخصًا أستطيع تمضية حياتي معه بكلِّ سعادة سواء كان بالحظات المرَّة أو الحلوة حينها سأوافق بلا تردد، لكن إن كان شخصًا بليدًا أحمق يتوقَّع مني أن أصبح زوجته جسديًا لكي أعمل لديه حينها سأفتح له الباب و أطلب منه الخروج " تنهَّدت قليلاً تخفف من وطأت الإحساس الثقيل الذي يضغطُ على صدرها إلا أن هذا الإحساس إختفى عندما سمعت أمرًا ...
ما هو التشبيه المناسب للأمر، أشعرُ بفراشاتٍ بصدري، بزهورٍ نمت به
" هل ستخرجيني من الباب أم توافقين عليّ بلا تردُّد ؟ "
" هل أنت أحمق أم مغفَّل ؟ " هتفت ملك بغضب لم تستطع السيطرة عليه " لا أدري، لكن أنا فقط أعرفُ أني لا أرغبُ بأن يأخذك أحد، لا وليُّ العهد الأحمق و لا ... "
" أجل أنت تريدُ فقط أن تزعج الأمير، فهمنا أنك لا تحبُّه لكن توقَّف الأمر لا يمكن أن ... " هتفت ملك فصاح مروان هو الآخر يخرسها و يوقفها عن الحديث " ليس الأمرُ كذلك سواء كان الأمير أم غيره أنا لا أريدك أن تنتمي لرجل آخر ! "
خفَّض من نبرة صوته عندما رأى التعجُّب بعينيها و قال بانهزام " أنا لا أريدك تملكًا، لا أريدك لأن الأمير حُسام يريدك، أنا أريدك زوجة لأني ... لا أستطيعُ تخيُّل حياتي بدونك أنا ... لا أعرف كيف أصفُ الأمر إنه أشبهُ ب... "
" مليون رجل يريدني و لا يستطيعُ تخيُّل حياته بدوني أنا ملك عزيزي مروان " نطقت ملك بتفاخرٍ مستمتعة بمنظر مروان المرتبك، أجل عزيزي تجرَّع مما كنتُ أتجرَّعُ منه لأشهر
" بالتأكيد أعرفُ مقصدك لكن لا تقارنينني بهم ... أنا لا أريدكِ لنفس رغباتهم، أنا أريدُ أن أستيقظ كلَّ صباح برؤية هذا الوجه، أريدك أن تكوني بجواري دائمًا تدعمينني و أدعمك، أريدك شريكة لما تبقَّى لحياتي ملك و ليس خادمة كما قلتِ، أعرف يبدو عرض الزواج من ولي العهد أفضل من عرضي، و هو شاعري أكثر مني و أنا... قد لا أكون بمزاجٍ سعيدٍ دائمًا و قد أغضبُ و أصبحُ مزعجًا ... "
سأختصرُ عليكم أحداث تلك الليلة الشائكة، بعد شهر آخر تمَّ زواجُ مروان و ملك
" لم يشكرني حتَّى بفضلي أنا عرف مشاعرهُ لزوجته " هتف حسام حنقًا بينما يرمي بجسده على السرير متعبًا من حفل الزفاف فضحك أوس بخفوت و قال له " لن أنكر و أقول لا، لقد كان أحمقًا لأسهر ثم فجأة عندما سمع أنك ترغبُ بالزواج بها عمل عقلهُ أخيرًا "
" عليه أن يشكرني " تمتم حسام بانزعاج
بالفعل ... عليه هذا
.
.
.
السلام عليكم❤️
يعني يوم الثلاثاء تنزل الخاتمة ترَّقبوا
لحظة ما خبرتكم إنه في خاتمة 😏
أوك خبرتكم إلحين🔥😂
مع السلامة كانت معكم آلاء الجميلة جدًا 💛
Коментарі