١
" ملك هناك شخصٌ مصاب " هتفت المساعدة الشابَّة بصوتٍ عالٍ عندما شاهدت ثلاث رجال يدخلون إلى مركزٍ العلاج حاملين رجلاً مصابًا بثلاث سهام !
" من هنا " هتفت بهم و سارعت بفتح البوابة التي تقود لأقرب غرفة علاجٍ من باب المركز.
" سأستدعي المعالجة ضعوه على السرير و مدّدوه بحذر " قالته لهم و عندما كادت تخرجُ لتنادي المعالجة وجدت المعاجة بالفعل أمام وجهها تمسكُ بصينيَّة نحاسية دائرية عليها عدَّة خياطة الجروح و بعض أنواع الأعشاب.
أخذت المساعدة الصينيَّة من المعالجة التي هرعت لتفقَّدِ حالة المريض " وجههُ شاحب، متى أصيب ؟ " سألت ملك الرَّجلين اللذان بديا بقمَّة قلقهما يقفان بجوار الجدار يلهثان أنفاسهما بتعب
" منذُ نصفٍ ساعة تريبًا أتينا من الغابة الشرقيَّة بأسرع ما نستطيع " قال أحدهم بهدوء حافظ عليه بصعوبة أما الآخر فقد بدى عصبيًا كما لو أنه يكادُ يموتُ قلقًا على صديقه.
" عالجيه بحذر إنه ... إنه شحصٌ مهم " نطق الرجل الهادئ ببعض القلق عندما طلبت ملك من المساعدة إحضار الأدوات.
إلتفتت ملك للرجلين بسرعة و قالت لهما بأمر
" أخرجا من الغرفة من فضلكما سنهتمُّ بالأمر من هنا "
" لا نستيطع ... " قبل أن يكمل الرَّجلُ المتعصّبُ حدثه صاحت ملك بجديَّة بصوتٍ عالٍ " ليس لدينا وقتٌ لإزعاجكما أريدُ معالجة سيدكما لهذا هلاَّ غادرتما ؟ "
" من هنا " قالت المساعدة بينما تفتحُ لهما الباب ليخرجا و بعدما فعلا على مضض إقتربت المساعدة من ملك ذات البشرة شبه السمراء و الأعين الدَّاكنة " من الواضح أنه شخصٌ مهم، ثيابه و قلق الرجلين عليه " نطقت المساعدة بخوف...
إن حصل شيء سيء لهذا السيد قد تُلقى عليهم تهمة بشعة من قبل أصدقائه بسبب علوّ شأنه.
" لن يحصل شيء ... نحتاجُ أن نكوي الأعضاء الداخليَّة أولاً لمنعِ النزيف الدَّاخلي فور إزالة السهم ثمَّ علينا خياطة الجرح و تعقيمه، سيكون لدينا الكثير من العمل للقيام به و عليك أن تكوني واعية تمامًا معي " نطقت ملك بينما تقوم بتمزيق قميصه الأزرق بسكين.
لا يبدو واعيًا لما حوله، ربما فقد وعيه من الألم، و كيف له أن لا يفعل بوجود ثلاث أسهمٍ بجسده، واحدٌ بكتفه، واحدٌ بقدمه و آخرٌ ببطنه بالجهة اليسرى.
أخذ منها الأمرُ ثلاث ساعات متواصلة، إزالة السهام التي كانت سامَّة، البحثُ عن ترياقٍ مناسب، كيُّ الأعضاء الداخليَّة، خياطة الجراح و تطهيرها...
لهذا فورما إنتهت و تأكَّدت من إستقرار حالته إبتسمت براحة و غسلت يديها من آثار الدّماء التي عليها بإبريق ماء و دلو خشبي كانا بالركن الأيسر للغرفة.
جفَّفت بعدها بمنشفة ثمَّ خارجت من الغرفة فشاهدت الرَّجلين، أحدهما كان أسمر البشرة طويل القامة عريض المنكبين، شعرُه أسود داكن لكن أعينه ... أعينه زرقاء لامعة، من النادر تواجدُ شخصٍ يمتلك مثل هذا اللون من العيون بهذه المملكة.
أما الآخر فقد كان طويلاً أيضًا لكن جسدهُ لم يكن يقارنُ بجسد صديقه أبدًا، شعرهُ بني فاتح و أعينه عسليَّة هادئة برزت بسبب شحوب لون بشرته، كانا يتهامسان بأمرٍ ما، بدى صاحبُ العيون الزَّرقاء غاضبًا على شيء ما بينما حاول الآخر تهدئته قائلاً ...
" مروان لا تفتعل مصيبة الآن إهدء علينا التأكد من أن أوس بخيرٍ أولاً "
" إنه بخير سيحتاجُ فقط لقسطٍ من الرَّاحة والأفضل أن يبقى ليومين على الأقل هنا بدون حركة لكي لا تفتح الجروحُ مجددًا و لكي نتأكَّد أن ترياق السُّم فعَّال " نطقت ملك بهدوء تسترعي إنتباههما فالتفتا لها معًا.
" هل كانت السهام مسمومة ؟ " تساءل صاحبُ العيون العسليَّة فأومأت ملك بهدوء و قالت له " أعطيتهُ ترياقًا لكن لا أدري إن كان ستنفعُ معه "
" لا تقلقي بشأن السم فجسدهُ قادرٌ على إحتمال أنواعٍ عديدة و قويَّة من السموم " نطق المدعو بمروان بهدوء ثم أردف بجديَّة
" ماذا عن السهام هل سيكون بخير تمامًا ؟ "
أجابته ملك سريعًا بحرفيَّة " حاليًا حالته مستقرَّة لكن علينا الإنتظار قليلاً، إن كانت هناك أي آثار جانبيَّة و هو أمرٌ مستبعدٌ بما أن كلَّ أعصابه سليمة بنظري ستظهر عندما يستيقظ "
إبتسمت بلطفٍ قائلة تهوّن عليكم " لا داعي للقلق سيدكم بخير ... إنه بأيدي أمينة و الآن عن إذنكم لدي الكثير من العمل ينتظرني "
ثم إبتعدت عنهم متمشية عبر الممر.
ملك ... هذا هو إسمها، و بعد عشرة أيامٍ من اليوم ستصلُ لسنِّ الثامن و العشرين عامًا، شابَّة بمهارات طبيَّة إستثنائيَّة و قدراتٍ عاليَّة شقَّت طريقها من قرية نائية نائية تقعُ على حدود المملكة إلى العاصمة حيثُ صنعت لنفسها إسمًا.
بعد مرور ساعتين من معالجة المرضى، و بينما كانت تفحصُ حنجرة طفلٍ في السابعة بغرفة المعاينة دخلت مساعدتها إلى الغرفة و قالت لها بهدوء " إستيقظ صاحبُ الأسهم "
إبتسمت بهدوء و نهضت من مكانها قائلة
" إستدعي المعالج إياد لكي يكمل معاينة المرضى "
بتردُّدٍ نطقت مساعدتها " لكن لا أظنُّ أن إياد سوف يرضى ب... " قبل أن تكمل كلامها قاطعتها ملك قائلة بجديَّة " مديرُ المركز عيّنني كبيرة المعالجين بهذا المركز، إن لم يرضى أو لم يرغب السيد إياد بعلاج مرضاي فقط ذكّريه بهذه المعلومة "
مركزُ العلاج هذا أحدُ أكبر مراكز العلاج بهذه المملكة و أفضلهم، يحتوي على سبع معالجين خمسٌ منهم ذكور و إثنان من الإناث، أما مساعديهم فهم تقريبًا واحدٌ و عشرون شخصًا ...
مركزُ العالج هو مبنى من إسمه يهتم بعلاج الأمراض ... هو مبنى ليس الأحدث بالمملكة لكن لا بأس به، مقسَّمٌ لثلاث أجزاء.
الجزء الأول للحالات الحرجة حيثُ تتوجه الآن، و جزءٌ للحالات البسيطة مثل الإصابة بالبرد أو الحمَّى، و جزء العزل و الذي لا يستعملونه إلا في الفترات التي ينتشرُ بها وباءٌ ما بالمملكة.
و على ذكرٍ مملكتهم، بعد أسبوعٍ من اليوم سيتمُّ إعلانُ ولي عهدٍ جديد، السلطان الذي سيحكم بعد السلطان أحمد.
فالسلطان أحمد لديه توأم من الذكور الأمير حُسام و الأمير أوس، و إلى يومنا هذا يجهلُ الشعب من منهم سيأخذُ الحكم بعد الوالد العزيز.
وصلت للممر الذي يقعُ بآخره قسمُ الحالات الحرجة، يتكونُ من سبعِ غرف فقط بسبب ميزانيَّتهم الضئيلة.
عندما إقتربت من الغرفة التي تركت بها ذلك السيد النبيل وجدت ... المعالج إياد يقفُ أمام الباب يتحدَّثُ مع السيدان اللذان أتيا مع المريض، السيد مروان و الآخر الذي لا تعرفُ إسمه ...
" إياد ما الذي تفعلهُ هنا ؟ " بدون مقدّمات تساءلت ملك بصوتٍ ساخر دفع إياد للإلتفات ناحيتها بابتسامته الغبية، تبًا كم تكرهُ هذا الرَّجُل.
تكرهُ حقيقة أنَّ عليها العملُ معه، تتقزَّزُ من رؤية وجهه كلَّ صباح !
مملكتهم على عكس العديد من الممالك بهذا العصر بدأت بالتَّفتح ناحية المرأة، بفضل سلطانهم الحكيم.
فببعضِ الممالك تعاملُ المرأة معاملة أسوء من العبيد أو البعير، لكن بهذه المملكة حرص السلطانُ منذُ أول لحظة جلس بها على العرش على إثباتِ العديد من الأمور.
أوَّلها، أن المرأة تستطيعُ مساوات الرجل إن أتيحت لها الفرصة، بنى المدارس للنساء بكلّ أنحاء المملكة من القرى الصغيرة بالريف إلى العاصمة التي تمتلئ بضجيج الناس.
لكن ... و على الرُّغم من كل الجهود التي بذلها السلطان ما يزالُ هناك بعض الأشخاص الجاهلين مثل ... المعالج إياد.
منذُ لحظة توظيفه بمركز العلاج قبل خمسِ أعوامٍ و هو يحاول التفوق عليها، يحوال أن يظهر للعالم أنها مجرَّد فتاة غبية ...
يستصغرها و يستغبيها كثيرًا و كم حقد عليها عندما قرَّر الرئيسُ جعلها المعالجة الأولى و المسؤولة عن بقيَّة المعالجين، ملاحظة صغيرة هو يصغرها بعامٍ واحد و على الرُّغم من هذا هي لا تحضى بأيّ إحترامٍ من قبله !
" أتيتُ لتفقد المريض المهم الذي سمعتُ عنه ... لا يجبُ أن نترك مرضًا كهذا بدون مراقبته طوال الوقت قد تتدهورُ حالته " نطق إياد بابتسامة مستعلية فضحكت ملك بسخرية و قالت له باحترام زائف فهي لا تريدُ أيَّ مشاكل معه " أيها المعالجُ إياد هذا المريض مريضي و أنت لديك آخرون عليك أن تعتني بهم أليس كذلك الأفضل أن تذهب الآن "
عبس إياد بانزعاج إلا أنه غادر بدون أن ينطق بأيّ كلمة، منزعجًا و غاضبًا من هذه الفتاة المتعالية.
تنهَّدت ملك بخفوت تطردُ إنزعاجها من هذا الأحمق قبل أن تتنهد بخفوت و ترفع نظرها للشخص الذي أتى مع المُصاب
" لم يتسنى لي التعريف عن نفسي أنا ملك المعالجة الرئيسية بهذا المركز، بعد قليل ستأتي مساعدتي لجمعِ معلوماتٍ عن المريض إسمه و عنوانه ... معلومات من هذا القبيل " قالت ملك بخفوت ثم أشارت لهما لباب الغرفة الخشبي قائلة بابتسامة لطيفة " قد يكون إياد فعل هذا مسبقًا لكن عليَّ التأكُّد من أنه بخير فأنا سأكون المسؤولة عن حالته و أتمنى أنه في حال حاول إياد التدخل مجددًا ... فقط إمنعاه "
" لماذا هل هو سيء لهذه الدرجة ؟ " تساءل الرجل ذو الأعين العسلية باستغراب فابتسمت ملك ببساطة و قالت له بينما تفتحُ باب الغرفة " أحاولُ أن أكون آنسة نبيلة لهذا لن أشوه سمعة الآخرين " إلا أنها أردفت بسخرية هامسة " إن بقي شيء منها أساسًا "
لم تكن الغرفة كبيرة للغاية و لم تحتوي على الكثير من الأثاث، فقط سرير متوسّط الحجم و كرسيَّان أحدهم يقابلُ الجدار و الآخر بجوار السرير، و هو الكرسي الذي جلست عليه ملك و بينما كانت تتفحَّصُ جروحه بحذر قال الرجل ذو العيون العسليَّة معرفًا عن نفسه " أنا نوح و هذا مروان نحنُ حرَّاس السيد الشخصيين و صديقيه لهذا أتمنى أن لا تخفي عنَّا إن كان بحالة سيئة "
" أجل و لماذا لم يستيقظ بعد إن كان بخير لقد مرَّ بالفعل وقتٌ طويل " هتف مروان باستنكار و حدَّة و لحسنِ حظّ ملك هي قد تعاملت بالفعل مع العديد من الأشخاص من هذه النوعية " إنه بخير و إن طلبت رأي من الأفضل أنه فاقدٌ للوعي لأن الألم الذي سيشعرُ به عندما سيستيقظ لن يحتمل و قد يموت بسببه "
" أوس ليس ضعيفًا لتلك الدَّرجة صدّقيني إن كانت هناك طريقة لإيقاظه رغمًا عنه فافعليها علينا المغادرة بسرعة " نطق مروان بينما يقتربُ منها بخطواتٍ سريعة فنهضت ملك من على كرسيّها و إلتفتت إليه تحدّقُ بأعينه بإصرار شديد قائلة " إن كنت تقدّرُ حياة صديقك الأفضل أن لا تتدخل، قد تكونُ فارسًا لديه رتبته، لكني معالجة و لدي سمعتي و لن أفسدها بسببك أو بسبب صديقك المصاب "
تنهَّدت بخفوت قبل أن تقول له بإصرار و ثقة " للمرَّة الألف صديقك سيكون بخيرٍ أيها الفارس "
" سأذهبُ لأقوم بما تناقشنا به قبلاً " قال نوح موجهًا حديثهُ لمروان الذي أومأ إيجابًا بدون أن يزيح أعينه عن وجه ملك التي إبتسمت أكثر بينما تقول له " أظن أنك أيضًا بحاجة للراحة أيها الفارس وجهك شاحبٌ للغاية "
كم كانت محقَّة بهذا الكلام، هو بالتأكيد بحاجة للراحة لكن بمغادرة نوح لكي يعلم سيده الأعلى بأمرِ إصابة إبنه عليه أن يبقى متيقظًا لكي يحميه، ماذا لو حاول أولائك القتلة إيذاءهُ مجددًا ؟
سرح بأفكاره بينما يقفُ متكئًا بظهره على الجدار و أعينه على الأرض بينما أخذت ملك مكانها بجوار الرجل غير الواعي تغيّرُ له الضمادات، لو كان شخصًا عاديًا ستجزم أنه سيموت بسهولة لابدَّ أن هذا الشخص ذو مقامٍ رفيع و لهذا تعرَّض لتدريب شاق يشهد عليه جسده...
" سيدك ... لولا بنية جسده القويَّة لقضى نحبهُ مباشرةً " نطقت ملك بهدوء بينما تعيدُ إلباس السيد لقميصه الأبيض مغلقة الأزرار، وضعت يدها على جبينه فشعرت بإرتفاع حرارته
" إنه يعاني من الحمَّى ... سأعود حالاً " قالت لمروان الذي رفع أنظارهُ لسيدّه بهدوء.
بينما خرجت ملك لتستدعي مساعدتها و تطلب منها كمَّادات باردة و دواءً خافضًا للحرارة و بعدما عادت للغرفة لمحت مروان الذي سلَّط أعينه الزرقاء الحادة على سيده، يبدو أنه قلقٌ عليه كثيرًا، يبدو متعبًا للغاية حالتهُ مزرية شعرهُ مبعثر و ثيابهُ مليئة بدماء سيده و هو أيضًا مصابٌ ببعض الخدوش بيده و وجهه.
خرجت من الغرفة مجددًا عندما سمعت طرق الباب، كانت تلك مساعدتها تحضرُ لها ما إحتاجته من أدوية و كمَّادات باردة بصينيَّة خشبيَّة كبيرة ... و عندما كادت المساعدة تغادر أوقفتها ملك قائلة بهمس " هل لك أن تحضري ثيابًا رجالية، قميصا و بنطالا ربما أي شيء تجدينه "
" لماذا ؟ " تساءلت مساعدتها باستغراب فحثَّتها ملك قائلة " فقط إفعلي هذا و أيضًا إحرصي على أن لا يقترب إياد من هذا المريض لا بدَّ أنه سمع أنه إحدى الشخصيات المهمة لهذا سيحاول التودد إليه ... كالعادة "
أومأت المساعدة و غادرت منسحبة بينما عادت ملك لداخل الغرفة، وضعت الصينية الخشبية على المنضدة الصغيرة التي جاورت السرير، عصرت الكمادات الباردة و ضعتها على جبين السيد مبعده خصلات شعره السوداء التي إلتصقت بجبينه بسبب العرق، ثم أعطتهُ من الدواء الذي أحضرته المساعدة.
نهضت من مكانها عندما سمع طرق الباب مجددًا و قد كانت مساعدتها تحملُ قميصا أبيض و بنطالاً رماديًا مطويين بعناية، أخذته منها فغادرت مساعدتها.
أغلقت ملك الباب خلف المساعدة ثم إقتربت من السيد مروان تناديه بهدوء تخرجه من شروده.
رفع مروان رأسه لأول مرّة منذُ ساعات عن سيده و حوَّل نظرهُ إلى ملك التي كانت تنظرُ إليه بهدوء، على الرغم من أن أعينها ذات لون عادي، بنية داكنة إلا أن الرموش الكثيفة التي أحاطتها أعطتها هالة جاذبة للأنظار، تقاسيمُ وجهها هادئة مريحة للعين.
ترتدي ثوبًا رمادي اللون يصلُ إلى ما بعد ركبتسها بقليل ليسهل عليها الحركة و الإستجابة بسرعة، طويل الأكمام إلا أنه لا يغطي عنقها بالكامل، إضافة للوشاح الرقيق التي تغطّي به شعرها مانعًا إياه من رؤية لونه الحقيقي أو طوله.
" هذه لك، ثيابك ممزقة و متسخة الأفضل أن تغيرها " نطقت بينما تناوله الثياب بسرعة محاولةً قدر الإمكان أن لا تنظر لوجهه ... فهذا الرجل، جذاب بكل المقاييس.
أعينه، فكه، ملامح وجهه و جسده، من الخطر على فتاة عذراء مثلها البقاء مع رجلٍ مثله !
عندما أخذ الثياب منها إبتسمت بلطف و قالت له مشيرة لباب الغرفة
" سوف أغادر الآن عندما تنتهي أخبرني لكي أعود للإعتناء بسيدك "
" من هنا " هتفت بهم و سارعت بفتح البوابة التي تقود لأقرب غرفة علاجٍ من باب المركز.
" سأستدعي المعالجة ضعوه على السرير و مدّدوه بحذر " قالته لهم و عندما كادت تخرجُ لتنادي المعالجة وجدت المعاجة بالفعل أمام وجهها تمسكُ بصينيَّة نحاسية دائرية عليها عدَّة خياطة الجروح و بعض أنواع الأعشاب.
أخذت المساعدة الصينيَّة من المعالجة التي هرعت لتفقَّدِ حالة المريض " وجههُ شاحب، متى أصيب ؟ " سألت ملك الرَّجلين اللذان بديا بقمَّة قلقهما يقفان بجوار الجدار يلهثان أنفاسهما بتعب
" منذُ نصفٍ ساعة تريبًا أتينا من الغابة الشرقيَّة بأسرع ما نستطيع " قال أحدهم بهدوء حافظ عليه بصعوبة أما الآخر فقد بدى عصبيًا كما لو أنه يكادُ يموتُ قلقًا على صديقه.
" عالجيه بحذر إنه ... إنه شحصٌ مهم " نطق الرجل الهادئ ببعض القلق عندما طلبت ملك من المساعدة إحضار الأدوات.
إلتفتت ملك للرجلين بسرعة و قالت لهما بأمر
" أخرجا من الغرفة من فضلكما سنهتمُّ بالأمر من هنا "
" لا نستيطع ... " قبل أن يكمل الرَّجلُ المتعصّبُ حدثه صاحت ملك بجديَّة بصوتٍ عالٍ " ليس لدينا وقتٌ لإزعاجكما أريدُ معالجة سيدكما لهذا هلاَّ غادرتما ؟ "
" من هنا " قالت المساعدة بينما تفتحُ لهما الباب ليخرجا و بعدما فعلا على مضض إقتربت المساعدة من ملك ذات البشرة شبه السمراء و الأعين الدَّاكنة " من الواضح أنه شخصٌ مهم، ثيابه و قلق الرجلين عليه " نطقت المساعدة بخوف...
إن حصل شيء سيء لهذا السيد قد تُلقى عليهم تهمة بشعة من قبل أصدقائه بسبب علوّ شأنه.
" لن يحصل شيء ... نحتاجُ أن نكوي الأعضاء الداخليَّة أولاً لمنعِ النزيف الدَّاخلي فور إزالة السهم ثمَّ علينا خياطة الجرح و تعقيمه، سيكون لدينا الكثير من العمل للقيام به و عليك أن تكوني واعية تمامًا معي " نطقت ملك بينما تقوم بتمزيق قميصه الأزرق بسكين.
لا يبدو واعيًا لما حوله، ربما فقد وعيه من الألم، و كيف له أن لا يفعل بوجود ثلاث أسهمٍ بجسده، واحدٌ بكتفه، واحدٌ بقدمه و آخرٌ ببطنه بالجهة اليسرى.
أخذ منها الأمرُ ثلاث ساعات متواصلة، إزالة السهام التي كانت سامَّة، البحثُ عن ترياقٍ مناسب، كيُّ الأعضاء الداخليَّة، خياطة الجراح و تطهيرها...
لهذا فورما إنتهت و تأكَّدت من إستقرار حالته إبتسمت براحة و غسلت يديها من آثار الدّماء التي عليها بإبريق ماء و دلو خشبي كانا بالركن الأيسر للغرفة.
جفَّفت بعدها بمنشفة ثمَّ خارجت من الغرفة فشاهدت الرَّجلين، أحدهما كان أسمر البشرة طويل القامة عريض المنكبين، شعرُه أسود داكن لكن أعينه ... أعينه زرقاء لامعة، من النادر تواجدُ شخصٍ يمتلك مثل هذا اللون من العيون بهذه المملكة.
أما الآخر فقد كان طويلاً أيضًا لكن جسدهُ لم يكن يقارنُ بجسد صديقه أبدًا، شعرهُ بني فاتح و أعينه عسليَّة هادئة برزت بسبب شحوب لون بشرته، كانا يتهامسان بأمرٍ ما، بدى صاحبُ العيون الزَّرقاء غاضبًا على شيء ما بينما حاول الآخر تهدئته قائلاً ...
" مروان لا تفتعل مصيبة الآن إهدء علينا التأكد من أن أوس بخيرٍ أولاً "
" إنه بخير سيحتاجُ فقط لقسطٍ من الرَّاحة والأفضل أن يبقى ليومين على الأقل هنا بدون حركة لكي لا تفتح الجروحُ مجددًا و لكي نتأكَّد أن ترياق السُّم فعَّال " نطقت ملك بهدوء تسترعي إنتباههما فالتفتا لها معًا.
" هل كانت السهام مسمومة ؟ " تساءل صاحبُ العيون العسليَّة فأومأت ملك بهدوء و قالت له " أعطيتهُ ترياقًا لكن لا أدري إن كان ستنفعُ معه "
" لا تقلقي بشأن السم فجسدهُ قادرٌ على إحتمال أنواعٍ عديدة و قويَّة من السموم " نطق المدعو بمروان بهدوء ثم أردف بجديَّة
" ماذا عن السهام هل سيكون بخير تمامًا ؟ "
أجابته ملك سريعًا بحرفيَّة " حاليًا حالته مستقرَّة لكن علينا الإنتظار قليلاً، إن كانت هناك أي آثار جانبيَّة و هو أمرٌ مستبعدٌ بما أن كلَّ أعصابه سليمة بنظري ستظهر عندما يستيقظ "
إبتسمت بلطفٍ قائلة تهوّن عليكم " لا داعي للقلق سيدكم بخير ... إنه بأيدي أمينة و الآن عن إذنكم لدي الكثير من العمل ينتظرني "
ثم إبتعدت عنهم متمشية عبر الممر.
ملك ... هذا هو إسمها، و بعد عشرة أيامٍ من اليوم ستصلُ لسنِّ الثامن و العشرين عامًا، شابَّة بمهارات طبيَّة إستثنائيَّة و قدراتٍ عاليَّة شقَّت طريقها من قرية نائية نائية تقعُ على حدود المملكة إلى العاصمة حيثُ صنعت لنفسها إسمًا.
بعد مرور ساعتين من معالجة المرضى، و بينما كانت تفحصُ حنجرة طفلٍ في السابعة بغرفة المعاينة دخلت مساعدتها إلى الغرفة و قالت لها بهدوء " إستيقظ صاحبُ الأسهم "
إبتسمت بهدوء و نهضت من مكانها قائلة
" إستدعي المعالج إياد لكي يكمل معاينة المرضى "
بتردُّدٍ نطقت مساعدتها " لكن لا أظنُّ أن إياد سوف يرضى ب... " قبل أن تكمل كلامها قاطعتها ملك قائلة بجديَّة " مديرُ المركز عيّنني كبيرة المعالجين بهذا المركز، إن لم يرضى أو لم يرغب السيد إياد بعلاج مرضاي فقط ذكّريه بهذه المعلومة "
مركزُ العلاج هذا أحدُ أكبر مراكز العلاج بهذه المملكة و أفضلهم، يحتوي على سبع معالجين خمسٌ منهم ذكور و إثنان من الإناث، أما مساعديهم فهم تقريبًا واحدٌ و عشرون شخصًا ...
مركزُ العالج هو مبنى من إسمه يهتم بعلاج الأمراض ... هو مبنى ليس الأحدث بالمملكة لكن لا بأس به، مقسَّمٌ لثلاث أجزاء.
الجزء الأول للحالات الحرجة حيثُ تتوجه الآن، و جزءٌ للحالات البسيطة مثل الإصابة بالبرد أو الحمَّى، و جزء العزل و الذي لا يستعملونه إلا في الفترات التي ينتشرُ بها وباءٌ ما بالمملكة.
و على ذكرٍ مملكتهم، بعد أسبوعٍ من اليوم سيتمُّ إعلانُ ولي عهدٍ جديد، السلطان الذي سيحكم بعد السلطان أحمد.
فالسلطان أحمد لديه توأم من الذكور الأمير حُسام و الأمير أوس، و إلى يومنا هذا يجهلُ الشعب من منهم سيأخذُ الحكم بعد الوالد العزيز.
وصلت للممر الذي يقعُ بآخره قسمُ الحالات الحرجة، يتكونُ من سبعِ غرف فقط بسبب ميزانيَّتهم الضئيلة.
عندما إقتربت من الغرفة التي تركت بها ذلك السيد النبيل وجدت ... المعالج إياد يقفُ أمام الباب يتحدَّثُ مع السيدان اللذان أتيا مع المريض، السيد مروان و الآخر الذي لا تعرفُ إسمه ...
" إياد ما الذي تفعلهُ هنا ؟ " بدون مقدّمات تساءلت ملك بصوتٍ ساخر دفع إياد للإلتفات ناحيتها بابتسامته الغبية، تبًا كم تكرهُ هذا الرَّجُل.
تكرهُ حقيقة أنَّ عليها العملُ معه، تتقزَّزُ من رؤية وجهه كلَّ صباح !
مملكتهم على عكس العديد من الممالك بهذا العصر بدأت بالتَّفتح ناحية المرأة، بفضل سلطانهم الحكيم.
فببعضِ الممالك تعاملُ المرأة معاملة أسوء من العبيد أو البعير، لكن بهذه المملكة حرص السلطانُ منذُ أول لحظة جلس بها على العرش على إثباتِ العديد من الأمور.
أوَّلها، أن المرأة تستطيعُ مساوات الرجل إن أتيحت لها الفرصة، بنى المدارس للنساء بكلّ أنحاء المملكة من القرى الصغيرة بالريف إلى العاصمة التي تمتلئ بضجيج الناس.
لكن ... و على الرُّغم من كل الجهود التي بذلها السلطان ما يزالُ هناك بعض الأشخاص الجاهلين مثل ... المعالج إياد.
منذُ لحظة توظيفه بمركز العلاج قبل خمسِ أعوامٍ و هو يحاول التفوق عليها، يحوال أن يظهر للعالم أنها مجرَّد فتاة غبية ...
يستصغرها و يستغبيها كثيرًا و كم حقد عليها عندما قرَّر الرئيسُ جعلها المعالجة الأولى و المسؤولة عن بقيَّة المعالجين، ملاحظة صغيرة هو يصغرها بعامٍ واحد و على الرُّغم من هذا هي لا تحضى بأيّ إحترامٍ من قبله !
" أتيتُ لتفقد المريض المهم الذي سمعتُ عنه ... لا يجبُ أن نترك مرضًا كهذا بدون مراقبته طوال الوقت قد تتدهورُ حالته " نطق إياد بابتسامة مستعلية فضحكت ملك بسخرية و قالت له باحترام زائف فهي لا تريدُ أيَّ مشاكل معه " أيها المعالجُ إياد هذا المريض مريضي و أنت لديك آخرون عليك أن تعتني بهم أليس كذلك الأفضل أن تذهب الآن "
عبس إياد بانزعاج إلا أنه غادر بدون أن ينطق بأيّ كلمة، منزعجًا و غاضبًا من هذه الفتاة المتعالية.
تنهَّدت ملك بخفوت تطردُ إنزعاجها من هذا الأحمق قبل أن تتنهد بخفوت و ترفع نظرها للشخص الذي أتى مع المُصاب
" لم يتسنى لي التعريف عن نفسي أنا ملك المعالجة الرئيسية بهذا المركز، بعد قليل ستأتي مساعدتي لجمعِ معلوماتٍ عن المريض إسمه و عنوانه ... معلومات من هذا القبيل " قالت ملك بخفوت ثم أشارت لهما لباب الغرفة الخشبي قائلة بابتسامة لطيفة " قد يكون إياد فعل هذا مسبقًا لكن عليَّ التأكُّد من أنه بخير فأنا سأكون المسؤولة عن حالته و أتمنى أنه في حال حاول إياد التدخل مجددًا ... فقط إمنعاه "
" لماذا هل هو سيء لهذه الدرجة ؟ " تساءل الرجل ذو الأعين العسلية باستغراب فابتسمت ملك ببساطة و قالت له بينما تفتحُ باب الغرفة " أحاولُ أن أكون آنسة نبيلة لهذا لن أشوه سمعة الآخرين " إلا أنها أردفت بسخرية هامسة " إن بقي شيء منها أساسًا "
لم تكن الغرفة كبيرة للغاية و لم تحتوي على الكثير من الأثاث، فقط سرير متوسّط الحجم و كرسيَّان أحدهم يقابلُ الجدار و الآخر بجوار السرير، و هو الكرسي الذي جلست عليه ملك و بينما كانت تتفحَّصُ جروحه بحذر قال الرجل ذو العيون العسليَّة معرفًا عن نفسه " أنا نوح و هذا مروان نحنُ حرَّاس السيد الشخصيين و صديقيه لهذا أتمنى أن لا تخفي عنَّا إن كان بحالة سيئة "
" أجل و لماذا لم يستيقظ بعد إن كان بخير لقد مرَّ بالفعل وقتٌ طويل " هتف مروان باستنكار و حدَّة و لحسنِ حظّ ملك هي قد تعاملت بالفعل مع العديد من الأشخاص من هذه النوعية " إنه بخير و إن طلبت رأي من الأفضل أنه فاقدٌ للوعي لأن الألم الذي سيشعرُ به عندما سيستيقظ لن يحتمل و قد يموت بسببه "
" أوس ليس ضعيفًا لتلك الدَّرجة صدّقيني إن كانت هناك طريقة لإيقاظه رغمًا عنه فافعليها علينا المغادرة بسرعة " نطق مروان بينما يقتربُ منها بخطواتٍ سريعة فنهضت ملك من على كرسيّها و إلتفتت إليه تحدّقُ بأعينه بإصرار شديد قائلة " إن كنت تقدّرُ حياة صديقك الأفضل أن لا تتدخل، قد تكونُ فارسًا لديه رتبته، لكني معالجة و لدي سمعتي و لن أفسدها بسببك أو بسبب صديقك المصاب "
تنهَّدت بخفوت قبل أن تقول له بإصرار و ثقة " للمرَّة الألف صديقك سيكون بخيرٍ أيها الفارس "
" سأذهبُ لأقوم بما تناقشنا به قبلاً " قال نوح موجهًا حديثهُ لمروان الذي أومأ إيجابًا بدون أن يزيح أعينه عن وجه ملك التي إبتسمت أكثر بينما تقول له " أظن أنك أيضًا بحاجة للراحة أيها الفارس وجهك شاحبٌ للغاية "
كم كانت محقَّة بهذا الكلام، هو بالتأكيد بحاجة للراحة لكن بمغادرة نوح لكي يعلم سيده الأعلى بأمرِ إصابة إبنه عليه أن يبقى متيقظًا لكي يحميه، ماذا لو حاول أولائك القتلة إيذاءهُ مجددًا ؟
سرح بأفكاره بينما يقفُ متكئًا بظهره على الجدار و أعينه على الأرض بينما أخذت ملك مكانها بجوار الرجل غير الواعي تغيّرُ له الضمادات، لو كان شخصًا عاديًا ستجزم أنه سيموت بسهولة لابدَّ أن هذا الشخص ذو مقامٍ رفيع و لهذا تعرَّض لتدريب شاق يشهد عليه جسده...
" سيدك ... لولا بنية جسده القويَّة لقضى نحبهُ مباشرةً " نطقت ملك بهدوء بينما تعيدُ إلباس السيد لقميصه الأبيض مغلقة الأزرار، وضعت يدها على جبينه فشعرت بإرتفاع حرارته
" إنه يعاني من الحمَّى ... سأعود حالاً " قالت لمروان الذي رفع أنظارهُ لسيدّه بهدوء.
بينما خرجت ملك لتستدعي مساعدتها و تطلب منها كمَّادات باردة و دواءً خافضًا للحرارة و بعدما عادت للغرفة لمحت مروان الذي سلَّط أعينه الزرقاء الحادة على سيده، يبدو أنه قلقٌ عليه كثيرًا، يبدو متعبًا للغاية حالتهُ مزرية شعرهُ مبعثر و ثيابهُ مليئة بدماء سيده و هو أيضًا مصابٌ ببعض الخدوش بيده و وجهه.
خرجت من الغرفة مجددًا عندما سمعت طرق الباب، كانت تلك مساعدتها تحضرُ لها ما إحتاجته من أدوية و كمَّادات باردة بصينيَّة خشبيَّة كبيرة ... و عندما كادت المساعدة تغادر أوقفتها ملك قائلة بهمس " هل لك أن تحضري ثيابًا رجالية، قميصا و بنطالا ربما أي شيء تجدينه "
" لماذا ؟ " تساءلت مساعدتها باستغراب فحثَّتها ملك قائلة " فقط إفعلي هذا و أيضًا إحرصي على أن لا يقترب إياد من هذا المريض لا بدَّ أنه سمع أنه إحدى الشخصيات المهمة لهذا سيحاول التودد إليه ... كالعادة "
أومأت المساعدة و غادرت منسحبة بينما عادت ملك لداخل الغرفة، وضعت الصينية الخشبية على المنضدة الصغيرة التي جاورت السرير، عصرت الكمادات الباردة و ضعتها على جبين السيد مبعده خصلات شعره السوداء التي إلتصقت بجبينه بسبب العرق، ثم أعطتهُ من الدواء الذي أحضرته المساعدة.
نهضت من مكانها عندما سمع طرق الباب مجددًا و قد كانت مساعدتها تحملُ قميصا أبيض و بنطالاً رماديًا مطويين بعناية، أخذته منها فغادرت مساعدتها.
أغلقت ملك الباب خلف المساعدة ثم إقتربت من السيد مروان تناديه بهدوء تخرجه من شروده.
رفع مروان رأسه لأول مرّة منذُ ساعات عن سيده و حوَّل نظرهُ إلى ملك التي كانت تنظرُ إليه بهدوء، على الرغم من أن أعينها ذات لون عادي، بنية داكنة إلا أن الرموش الكثيفة التي أحاطتها أعطتها هالة جاذبة للأنظار، تقاسيمُ وجهها هادئة مريحة للعين.
ترتدي ثوبًا رمادي اللون يصلُ إلى ما بعد ركبتسها بقليل ليسهل عليها الحركة و الإستجابة بسرعة، طويل الأكمام إلا أنه لا يغطي عنقها بالكامل، إضافة للوشاح الرقيق التي تغطّي به شعرها مانعًا إياه من رؤية لونه الحقيقي أو طوله.
" هذه لك، ثيابك ممزقة و متسخة الأفضل أن تغيرها " نطقت بينما تناوله الثياب بسرعة محاولةً قدر الإمكان أن لا تنظر لوجهه ... فهذا الرجل، جذاب بكل المقاييس.
أعينه، فكه، ملامح وجهه و جسده، من الخطر على فتاة عذراء مثلها البقاء مع رجلٍ مثله !
عندما أخذ الثياب منها إبتسمت بلطف و قالت له مشيرة لباب الغرفة
" سوف أغادر الآن عندما تنتهي أخبرني لكي أعود للإعتناء بسيدك "
Коментарі