الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الثاني
                                      ميلاد

كان صباحًا مشمسًا، وإليستر واقفًا بإحدى شرفات القصر الملكي، يلوح بكفه في بساطة بالغة، يقلبها يمنة ويسرى بهدوء، ليتيح لأشعة الشمس الدافئة دغدغتها خلية خلية.






في الخلف كانت خطوات عسكرية آخذة في الإقتراب منه، وفي غضون ثوان معدودة كان مانولاس قد وصل، حدجة بنظرة إستنكار شابها شئ من الغضب، لكن إليستر إكتفى بابتسامة هادئة رسمها على ثغره ثم إستأنف حركة كفه في صبيانية غير آبه بوجود مانولاس حتى.




في ذلك الحين غمز مانولاس سيفه فأصدر صوتًا مهيبًا ومعروفًا لإليستر الذي إستدار ثم إنحنى على الفور مؤديًا التحية لقائده والإبتسامة لم تفارق وجهة بعد، إستقام واقفًا ثم صرح قائلاً:

_" لكم تليق بك تلك النياشين قائد مانولاس"








تفحصة الأخر في ارتياب للحظات، لم يبد علية أنه سيجيب، لكنه سرعان ما سأله في إستياء متجاهلًا ثناءه عليه، واستخبر عن ما كان يفعلة منذ لحظات؟.

إتسعت إبتسامة إليستر وهو يجيبة :

_"  كنت اختبر النيران الصديقة!، لأنها ليست كذلك.."
سكت هنية ثم أردف قائلا:
_" ربما تبدوا دافئة وضرورية، لكنها عند معيار ما.. تلسعك.. وعند أخر.. ربما تحرقك تمامًا!"




إبتسم مانولاس في إعجاب واضح مع انه أستشعر شيئًا من الحنق لأنه أفحمه، لكن غرورة غلبه في لحظة فغمز بيسارة سيفه مجددا وأنتصب مغاليًا في رفع ذقنه وبحركة لا إرادية نفض بيمينه عن كتفه الأيسر.





في تلك اللحظة جائهما نداء أحد الخدم يستأذنهما للدخول، كان يحمل أخبارًا بشأن إجتماعًا مزدوجًا يحضرة الملك ومانولاس، وذلك في قاعة الإجتماعات السرية.






على اية حال، تحرك مانولاس ومساعده إليستر برفقة ذلك الخادم حتى وصلا إلى باب ضخم لا يحمل أي لافته، او أي إعلام بما يقبع خلفه، لكنه على ذلك له هالة غريبة، حتى الأشياء يمكنها  أن تكتسب هالة، فتحذرك مثلًا من أن تقربها.. كذلك الباب المهيب هنا!— حدث إلستر نفسه متعجبًا، في حين إختلج مانولاس نشوة، فهو اليوم فقط، ليس واقف أمام هذا الباب متسائلًا، وإنما واقف أخيرًا ليتجاوزة، وليس أكثر إرضاءًا لغرورة من ذلك الخاطر.




على هذا النحو كان مانولاس غارقا في محيط من الإفتخار والتعاظم، لكن شخصًا ظهر حينها من العدم كان كفيلًا بأن يعكر عليه صفو اللحظة، شاب بالكاد عاش عشرون عاما وكأنها قضاها كلها يتمرس التغطرس والتبختر، كما يراه مانولاس، بيتر .. الأمير المدلل، ابن شقيق الملك، واكبر أبناء عائلة ليون من الذكور. ولكم كان ذلك كفيلًا بتعكير صفو اللحظة على القائد الجديد، بل وإفساد يومه بأكملة، كما جزم هو نفسه.

وبالفعل لم يخب ظنه فلقد تقدم بيتر نحوه، هو بالتحديد، وابتدأ كلامة بوصلة من التحقير، بعد أن طالع الباب الذى كانوا واقفين أمامه، فنعته بالواهم، وسخر من ما إعتقد أنه يبتغي الوصول إليه قائلًا :
_" كونك أشقر لا يجعلك من عائلة ليون!.. تفهم؟"

وحين إنتقل نظرة إلى إليستر، وجده يبتسم إبتسامتة المعتادة، وعينه الناعسة توحي لا إراديًا بشئ من عدم الإهتمام ، صاح حينها في غضب :
_" لن أسمح لحفنة من الرعاع بالتحكم في مستقبل المملكة"

حينها كان الغيظ قد بلغ بمانولاس ذروته، لكنه تحامل على نفسه لتخرج منه بضع كلمات فقط تخفيفًا من سخطة :

_" الرعاع هم أمثالك ممن يختبؤن خلف الأسوار ويعدون أنفسهم أبطالا لأنهم قادرين على أن يعيشوا حياة الترف، والصفوة الحق هم الذين يرون الأهوال في المعركة ثم تكون لديهم الشجاعة الكافية للعودة مرة آخرى"






قابل بيتر الشاب هذه الكلمات القوية بعلامات الصدمة، حينها إصطنع إليستر سعالًا قويًا ليخفف شيئًا من ثمن كلمات قائدة الباهظة، لكن، ورغم ذلك، أومأ بيتر برأسة وكأنه قد تبين أمرا ما، بينما كان فكه لا يزال مرتخيًا وفمه مفتوحة في دهشة.



              ***********************







كانت هيلجا في ذلك الصباح منشغلة بتتبع أمها غريس خطوة خطوة، حسب المهمة التي كلفها بها الوالد والتر، الذي راح يراجع بعض مصادرة الطبية إستعدادا لأية ظروف، فكل الدلائل تشير إلى أنها توشك أن تضع طفلها أخيرًا.




كلا الزوجين كانا متخوفين، لم يحدث أيًا منهما الآخر ذلك اليوم، كلاهما كان مضطربا لسبب ما، شأنهما شأن اي أسرة أخرى، كانت ترزق ذكورًا خلال تلك الفترة المشؤمة، اذ كان يتحتم عليهم العيش في عذاب إلى حين يولد طفلهما، أو بالأحرى إلى حين استقصاء السلطات عن حقيقته.




كانت الشمس توشك أن تغرب، ووالتر يتهيأ لترك مكانه المعتاد إلى جوار جذع الشجرة الضخم، حين سمع صرخة سرعان ما كتمت بعنف، كانت غريس تترنح أمامه في أعياء وكأنها توشك ان تفقد وعيها، هرول نحوها في عجالة ثم حملها إلى داخل المنزل، وطلب من هيلجا أن تحضر له بعض الأدوات التي بدا وكأنه قد ذاكرها جيدًا.




مضت نصف ساعة تقريبًا، قضتها هيلجا خارج الغرفة تصارع جملة من الأحاسيس المضطربة، ما بين قلق وخوف من ذلك المشهد الذي تشهده لأول مرة في حياتها تقريبًا، وبين سعادتها الغامرة بقرب لقائها مع أخيها ، تذكرت يوم أمس، وكيف أن والديها سمحا لها بأن تطلق عليه الأسم الذي تختاره، وكيف أن والدها أخبرها بأن ذلك كان ممكنًا فقط لأنها كانت ودودة ومحبة لأخيها حتى قبل أن يأتي،





في تلك اللحظة، وبينما هي شاردة تتأمل صورتها عند النافذة المعتادة، تناهى إلى مسامعها صوت بكاء مسموع، إلتفتت ثم صرخت في سعادة غامرة :
"أخي لارس!."



                        
© hassan ,
книга «بوكيــن».
الفصل الثالث
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (8)
Manar Elabd
الفصل الثاني
يعني ايه تطلع الواحد من اندماجه كدة🙂🙂🙂🔪🔪😹
Відповісти
2020-08-04 17:07:20
1
hassan
الفصل الثاني
@Jana Walied 🙈🌸
Відповісти
2020-08-04 21:00:42
1
hassan
الفصل الثاني
@Manar Elabd امسسوري خليكي متابعه في بارت نارر انهردااا 😂🔥🌸
Відповісти
2020-08-04 21:01:23
1