الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الأول

                                     نبوءة مايورا


على مدار الزمن، ترتسم حدود وخرائط، ترفع لأجلها الرايات، وتدق في سبيلها طبول الحرب، تقوم لأمة قائمة في حين تفنى آخرى، تزهق الأنفس وتوهب، تراق الدماء قرابينًا للأرض، لزيف النفوذ ووهم السيطرة. لكن. هنا في ذلك الزمان، وعلى هذة الأرض إحتدم صراع من نوع أخر.


أشهر من الإضطراب والبلبلة عاشتها ليومنيت، المملكة الصغيرة الساحلية الساحرة، فلقد أوشك العام العشرين على الإنقضاء منذ ميلاد أخر "بوكين"، وقد حان الوقت لتبعث هذة اللعنة مرة أخرى، ليتجدد ذلك النسل الرجيم، حسب ما تقوله النبوءة المنقوشة بجدار "مايورا" على ساحل المملكة:

"بلاد الضياء والرخاء. ليومنيت مكتوب لها البقاء والبلاء. بوكين يولد كل عشرين. الصراع حتمي لسنين، الشر مهزوم والنصر للخيرين".


على مقربة من السور، كانت هيلجا تنثر بيسارها على الأرض بعض حبات القمح التي كانت تقبض عليهم بيمينها، الطيور مجتمعة حولها، وسعادة غامرة تعلو وجهها، خلال لحظات إلتفت إلى الخلف، لوحت بيدها وإبتسامة ملؤ ثغرها، ثم صاحت أن قد إنتهت.


في الخلف كانت غريس مستندة إلى جذع شجرة يتوسط حديقة المنزل، راقبت هيلجا في حبور، ثم حولت نظرها إلى الزوج المستلقي إلى جوارها، قبعته الريفية تغطي وجهة لكي تحجب الضوء بينما يغط هو في نوم عميق، إبتسمت في حنو وهي تمرر يدها برفق على بطنها المنتفخ، بدوا كعائلة غاية في السعادة، ينتظرون مولودًا جديدًا.


كانت اجواء آخرى سعيدة تسيطر على القصر الملكي، وانباء عن حفل تتويج لتعيين قائد جديد للحرس، رجل صلب وجلد ليمسك زمام الأمور، في ظل ظروف حساسة كتلك، هكذا كان يرى الملك ومستشاريه.

قاعة واسعة كانت تتكدس بالناس، لكنهم بالطبع ليسوا اناس عاديين، ملابسهم المتكلفة توحي بذلك، هنا ألوان ساطعة وزخارفها مذهبة يتضح أن أصحابها من علية القوم، الأثرياء او السياسيين، وهنالك آخرون يقفون في أنفة في بذلاتهم المشدودة وسيوفهم مشحوذة خلف أغمادها.

أنطلق بوق في الأرجاء، فأنتبه الحضور كله، قبل أن يقتحم المكان عدد من الجند الذين أدوا عرضًا مرتبًا بدقة، واصطفوا صفين متواجهين في منتصف القاعة تمامًا. حين ذاك كان صمت مهيب قد غلف الأجواء، لا يقطعة سوى وقع خطوات ثقيلة قادمة،


وقف الحضور موجهًا نظرة نحو منصة ضخمة تحتل إحدى جنبات القاعة، راقبوا الكرسي المذهب أعلاها وكأنهم على وشك أن يشهدوا أمرًا مثيرًا. مرت ثانية او اثنتين قبل أن يعلن صاحب الخطوات عن نفسة بطلته الوقورة، شيخ طاعن في السن، كسى الشيب لحيته ورأسة، لا يعلم ما إذا كان ما يجعلة ضخمًا هكذا جثتة أم رداءه المتكلف،


إستكان في النهاية على كرسيه، فبدأ أحدهم يلقي خطابه في شئ من التقرير:

" بأمر من سليل عائلة ليون الملكية، حكام ليومنت دائمًا وأبدًا، الملك الموقر لويس ليون، تقرر تكليف "مانولاس" برعاية أمن المملكة وذلك بتعيينه قائدًا للحرس، من قبل راعي المملكة الأول، ملكنا المعظم، وعليه، يسمح له بالتصرف الكامل في جيوش المملكة وقواتها، لتأمين الداخل والخارج من أية أخطار تهددها"

تدخل صوت ثان أكثر هدوئًا:
" والآن.. فليتفضل السنتوريون مانولاس لأداء قسم الولاء كقائدًا للحرس في المملكة."

في تلك اللحظة تحرك أحدهم من بين الحضور المتصنم، رجل أشقر بطول فارع ، يبدو من عينيه الغائرة وأنفه المدبب أنه حاد الطباع، لكن مشيته في بذلته المتأنقة هادئة وواثقة. تجاوز صفي الجند ثم إنحنى في نهايتهم أسفل المنصة مؤديًا القسم.

                               ***********



كان والتر يطالع الجريدة في كسل، حين سمع صوت يحدثه في سخرية:
_" من ذا الذي يقرأ أخبار يوم قد إنقضى؟. أين أنت من الجريدة في الصباح يا رجل"

_" كنت منشغلا بحراسة زوجتي الحبيبة وابنتها بينما يتمشيان ويلعبان، ويطعمان الطير!" قالها وهو يقلب شفتاه مستغربًا

_" تقصد كنت منشغلًا بالنوم" أجابته غريس في إستنكار وهي تضيق عينيها، بعد أن سكبت بعض الحساء من الأنية في يديها إلى الأطباق على الطاولة.

قهقه والتر وهو يعود بجسدة إلى الخلف، حتى كاد ينقلب بكرسية، وقهقهت غريس بدورها، فأنتبهت هيلجا، التي كانت جالسة في هدوء غير معتاد،  تطالع صورتها في زجاج النافذة في قلق، لا يبدوا عليها مرحها الطفولي المعتاد،

_" هل يمكن أن أكون بوكين يا أمي؟"

تبادل الزوجين نظرات مستغربة وهما يعقدان حاجبهما، في حين قامت الفتاة تركض نحو أمها، ووقفت برهة تعانقها من أرجلها بقوة حتى كادت تسقطها، كانت واهنة بسبب حملها.


_" لقد زرت حائط مايورا اليوم أنا والأصدقاء، ورأينا النبوءة، فكرت في أنه يمكن أن أكون أنا ذلك الطفل الملعون، هل سيقتلونني يا أمي؟"

_" لكن.. هيلجا حبيبتي، ذلك الطفل لم يولد بعد"

أجابتها الأم، ثم وبحركة لا إرادية مسحت على بطنها في قلق بدا واضحًا لوالتر الذي صاح بإنفعال:

_" ذلك الطفل لم يولد، ولن يولد في هذا البيت، لأننا لسنا أشرارًا، نحن أناس طيبون يا ابنتي، ولا يمكن أن يولد من نسلنا شخص ملعون!"

_" لكنني فكرت في أنه يمكن أن اكون أنا، وهو أمر فظيع أن أكون بوكين، أن يريد الجميع قتلى هكذا"

قالتها الطفلة ثم انفجرت باكية، حاول والتر تدارك الأمر، وخاصة بعد أن رمته غريس بنظرة معاتبه، لأنه إنفعل وهو يفسر الأمر لطفلتهما.


إلتقط والتر طفلته وضمها إليه، نظر في وجهها مبتسمًا، وأخبرها بأنهم سيقبلونها على اية حال حينها، لن يسمحوا لأحد بأن يمسها بسوء، وسيحبونها لإنها إبنتهم في النهاية!.


تهلل وجه الفتاة، ودبت الحياة فيه من جديد، وتهلل وجه الأم أيضًا، وانطلقت دمعة خفيفه تأثرًا بما قالة الزوج..

                                ***************

اتمنى تسمعوني رأيكم، وانتقادات بقى علشان في الاساس انا كاتب خواطر 😂👌..
دمتم بخير 💙🌸

© hassan ,
книга «بوكيــن».
الفصل الثاني
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (16)
Sophie
الفصل الأول
عارف كم مرة سقفتلك؟ 50 مرة... دول خمسين clap يسطا لازم تكون فخور بيا. اما بعد... ف حبيت إزاي تعرف تكتب عن الأجواء في الممالك و أجواء التتويج و الوصف الحي للمشهد بهنيك و اهو تسقيفتين اضافيتين تعبيرا عن الفخر 👏👏 Keep going❤❤
Відповісти
2020-07-27 22:36:05
Подобається
Manar Elabd
الفصل الأول
العظظمةةة😹😹↗️↗️💥💥 بسم الله ما شاء الله بجد روعة وتشد الواحد من رجليه كدة😹😹👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻💕💕💕
Відповісти
2020-08-04 16:59:50
Подобається
Mary 13_5
الفصل الأول
@hassan المرحومة 🐒
Відповісти
2021-11-04 21:29:36
Подобається