1-البِداية
بدأت الساعة تدُق السابعة صباحًا لتُشرِق الشمس مُعلِنةٍ عن بِداية يوم جديد آخر، لِتتسلل خيوطها الذهبية بِدقةٍ إلى السماء، فتتمكن مِنَ إنارتها، لتُقرِر بعض تلك الخيوط التمرُد وإختارق نافِذة غُرفتِه، فتستقر الخيوط الذهبية على كِلتا عينيه ليبدا بِعقد حاجِبيه بِأنزعاج ويحاول مُحاربتها بِوضع يديه على عينيه حتى يتمكن مِنَ العودة إلى النوم ،ولكِنها تمكنت مِنه بِالفعل واخترقت بعضُ مِنها يديه ليُزفر بضيق لِلنافذه ذات الستائِر المفتوحة ،تنهد ثُم نهض بِبطئ ليذهب إلى النافِذة لإغلاقها، ذَهَبَ إلى المِرحاض ثُم أرتدى ملابس خفيفة.
كان داريان شابًا طويل القامة، يملُك عينين زرقاوتين واسِعتين، شِفاه صغيرة، شعرُ يتسللُ اللون الذهبي خيوطه الحريرية، وكان يمتلك بشرة بيضاء، يمتلِك وجه طفولى، أما غرفته، فكانت جُدرانَها بِاللون الاسود ويتوسط الجدران العديد مِنَ الخيوط البيضاء لتشكل لوحه فنية باهِرة، كان يتوسط الغرفة سريرُ مُتوسِط الحجم، على الجانب الأيمن اريكه صغيرة بِاللون الرُمادي تتناثرُ عليها الوسائد وبعضُ مِنَ ملابِس داريان بِأهمال، وعلى الجانِب الايسر هُناك طاولة صغِيرة موضوع عليها حاسوبه المحمول الخاصُ بِه وكُتَبه مُتناثِرة في الطاولة بإهمال وبِجانِبها هاتِفه.
خرج مِنَ غُرفتِه وكان ينزِل السلالِم بِحماسٍ وسرعه مع إبتسامته المُشرِقة المُعتادة.
دخل إلى غُرفه اخيه دون طرق الباب وقفز على سريره وهو نائم ليفزع وينهض بسرعه
"أنهض أُيها الكسول" صرخ داريان في وجهه
"متى ستتوقف عن إيقاظى في هذا الوقت وتترُكنِى أنام بِسلام" قال كريس بِنعاس ليعود للنوم حتى يسحبه داريان مره آخرى
" هيا أمامنا الكثير لنفعله" إلقي كريس وسادة عليه ليقفز ويتفاداها وفي وجهه ابتسامة واسعة ليغضب كريس وينهض مِنَ سريره ليجري ورائه في محاولة منه لإمساكِه وكان الآخر يُسرع حتى لا يتمكن مِنَ اللحاق بِه.
كريس في مُنتصَف عِقده الثانى، طويل القامة وقمحى اللون، يمتلك عينين ذات اللون الاسود القاتِم وشعر اسود، يمتلِك غمازتين في كِلتَا وجنتيه، يمتلِك وجهًا جذابًا ويمتلِك ايضًا هاله مُميزة.
كان داريان يركُض في أنحاء منزِلهُم الواسع نسبيًا الذي يُزيِن اللون الذهبي جُدرانه، ذلك المنزِل الذي ينتمى لعائلة چيمس المعروفه بِمنزلها البسيط، كان يركُض داريان بِأقصي سُرعته وورائه كريس الذي يسعي لامساكِه لإفساد نومه،
أبطأ كريس مِنَ سرعته وتبدلت ابتسامته وهو يصرُخ مُحذِرًا داريان "داريان توقف !" عقد داريان حاجبيه بِعدم فهمٍ لإخيه الاكبر حتى أصطدم بِشخصٍ ما ووقع على مؤخرته.
هَرِبت مِنَ شفتيه صرخةٍ صغيرة "أوتش!" وهو يمسح على رأسه مُغمَض العينين حتى تمكن أخيرا مِنَ فتحهما والنظر للشخص الواقف أمامه، اتسعت عينيه وتسلل بعض مِنَ الخوف الى قلبه وسرعان ما حاول إخفاء خوفِه بِأبتِسامة صغيرة.
"أخبرنى متى ستقرر ان تتوقف عن تصنُع شخصيتُك اللطيفة للغاية؟"
بِسُخرية وبرود تام أردف أليكساندر لداريان حتى وقف داريان وإنحنى مُعتذِرًا بِإبتسامه صغيرة وهو يتمتم بِصوتٍ شِبه مَسموع "أعتذر ابي"
تافف ابآه بِملل والذي يُدعى بِأليكساندر، يملُك عينين تملؤهُما السواد وهو ذو بشره قمحيه ويمتلِك شعرًا يمتاز بِاللون الاسود، كانت تُزين بعضُ مِنَ التجاعيد وجهه الذي يمتازُ بالبرود التام، يقِف امام ولديه مُنتَصِبًا وواضِعًا كِلتا يديه خلف ظهرِه مُرتديًا زيًا رسميًا خاصٍ بِعمله، بِخطواتٍ ثابِتة ذَهب أليكساندر مُبتعِدًا عنهُم، عندما لمح كريس شبح آباه يبتعد عنهما حاول وضع ابتسامه مُتكلِفة "أذهب الآن ستتاخر على جامِعتك" أردف كريس بِنبرة حزينة لم يتمكن مِنَ إخفائِها.
كان كريس غارِقاً فى التفكير كعادتِه حتى أستيقظ مِنَ شرودِه على صوتِ داريان الذي يصدُع في كُل مكان وهو يتجه اليه
"سأذهب الآن اخى أحبك إعتنى بِنفسك وأعتنى بِأبى حتى أعود ولا تنسي الابتس.." قاطعه كريس ممسكًا بوجنتيه قائلا "حسنا ايها الشقي أعلم ماذا ستقول، فقط أعتنى بِنفسك أيضا و -"
ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه كريس تصطحبه غمزة وهو يُكمِل "بحبيبتُك"
لتتصبغ وجنتى داريان بِاللون الاحمرُ خجلًا فيصفع كريس بِخفه "فقط توقف عن ذلك، سأذهب الآن إلى اللقاء"
كان ينزِل السلم بِسُرعه حتى لا يتأخر على جامِعته، عِندما نظر إلى ساعته صرخ بِفزع وهو بمنتصف الطريق وهو يركُض"يا إلهى!، اليوم مُحاضرة الاستاذ مارك الساعة 8:30 والساعة الان 8:10!، في آخر مرة وصلتُ الساعة 8:50 وقد تعرضتُ للتوبيخ، ادعو الله ان اتمكن مِنَ الوصول في الوقت المُناسِب"
كان يركُض في الشارع كعادته وهو يوزِع إبتسامات على جيرانه والأشخاص الذين يُقابِلهم، تمكن مِنَ الوُصول في الوقت المُناسِب إلى جامِعته "حمدًا لله، إنها 8:20" همس داريان وابطأ مِنَ سُرعته، وفور دخُولِه تمكَن مِنَ جذب إنتباه جميع مِنَ في الجامِعه، اتجه إلى كُل شخص إلتقطته عينه والقي عليه السلام حتى إلتقي بِصديقه المُقرب.
"آلين!" صرخ وركض إليه وقفز وهو يحتضِنُه بِسعادة "حسناً حسناً أحيانًا اشُك بِميولك يا اميرتى اللطيفة"
آلين شابُ في الواحِدة والعِشرون مِنَ عُمرِه، مُتوسِطُ القامة، أقصر بِقليلٍ مِنَ داريان، شعره بُنِي مائِل للاسود، عيناه تتميز بِلونِها العسلي، ذو ملامِح هادئة ومُسالمه تبُث الطمأنينه لِكُل من يتأملُ بِها.
ضرب داريان كتف آلين بِخفه "توقف عن مُناداتى بِالاميرة لا تُشعِرُني بِأننى طِفلٍ" رفع آلين إحدى حاجِبيه "من الذى يتحدَث !" ذمّ داريان شفتيه كتعبير عن حُزنِه وكان يبدو كالأطفال حقًا، ليُقاطِعُهم جون صارِخًا "عِناقُ جماعيي" ليركُض ويقفِز عليهُم بِحماس والإبتسامه تكادُ تشُق وجهه حتى أختل توازنهم ثم سقطوا على الارض سويًا.
جون في الواحِد والعشرون مِنَ عُمرِه، يمتلِك شعرُ حريري باللون الاسود كثيفُ وطويلُ قليلًا، يملِك شامه مُميزة فوق فمِه، قصير القامه.
ضحِك كُل مِنَ جون وداريان بِقوه حتى صاح جون بين ضحِكاتِهم "كفكك !!" إستجاب داريان إلى جون بحماسٍ مُفرِط.
"مرحبا أيها القبيح !" صاح جون بحماسٍ
"يبدو أنك اشتقت إلى" اردف داريان بنبره دِراميه ورفع يديه في الهواء فاتِحًا ذِراعيه لجون
" كيف لا أشتاق لإميرتي؟" كاد داريان ان يقول شيئًا ليُقاطِعه آلين صارِخًا عليهم بِغضبٍ " هل تَظنُون حقًا اننى سأكُون قادرًا على حمل كِلاكُما في الوقت ذاته؟"
ليزداد ضحك جون و داريان "هيا آلين ! أنت لاتزال في ال21 !! لا تكُن كأم غاضبة الآن"
"أصمت أنت أيضاً، أنا فقط من أُنادى داريان بِأميرتى، أنه أميرتى أنا وليس أميرتُك أنت !"
إختفت إبتسامه داريان لِوهله وظهر على وجهه بعضُ الحُزِن الذي سُرعان ما حاول إخفائه، كان جون وآلين يتشاجرون كثيرًا وبدا على داريان انه يُفكِر في أمرٍ ما
"ما الذنب الذي إقترفتُه في حياتى حتى يُعاقِبُنى الله ويجعل منى صديقًا لحمقي مِثلكُما، تبا انتُم كالأطفال تمامًا".
"أعترف أن ذلِك كان مُمتِعًا آلين ثُم، لِمَ أنت مُمِل ؟ انا وداريان نستمتِع بِوقتِنا حقاً كما أنك محظوظ لأنك صديقُنا"
"على الاقل أستطيعُ تحمل داريان إنه طِفلُ مُطيِع ولكِنك حقا مُتعِب"
"أنت حقير أنا أكرهُك آلين!"
"وأنت .. انتظر !"
نَظَرَ جون إلى آلين بِتساؤل ليُشير إلى داريان الذي ينظُر في الفراغ والذي لم يكُن مُهتمًا بِهُم حتى.
"داريان هل أنت بِخير؟" لم يُجِب داريان ليظل آلين بِتكرار ذات السؤال وفقط اكتفي بِالصمت حتى ضرب جون كَتِف داريان بِخفه ليفزع ويتلعثم بِالكلام
"انا ..لم أضحك .. اعنى .. ضحِكتُ ولكِن .. انا آسِف آلين على مُضايقتُك".
تبادل كُل مِنَ جون وآلين نظراتِ بدأ علي وجوههم الخوف لِوهله، "ما الخطبُ معكِ؟" سأل آلين حتى جاؤه الرد الذي توقعه كُل مِنَ جون وآلين مِنَ داريان
"عن ماذا تتحدث ؟ لايوجد شئ" بِابتِسامة واسِعة أجاب داريان فيُحاوِل آلين قول شئ، ولكن قاطعه داريان بِصُراخه "انها 8:35، تأخرتُ على مُحاضرة مارك أنتُم تعرِفونه جيدًا"
"اآه لا تُخبِرُنى أنه لطيفُ للغاية، سأدعوا الرب أن تخرُج سالِمًا مِنَ مُحاضرتُه المُملة" أردف جون بِسُخرية ليركُض داريان مُبتعِدًا عنهم.
سمع صوت آلين قبل ان يبتعد "لم ينتهي الأمر يا اميرة سنلتقي شئتِ ام ابيتِ"
لِيضحك بِقوه ، كان آلين أقرب صديقٍ له مُنذ الطفولة وهو أكثر شخصٍ يثِق به، وحِينما عَرِفوا جون، شعر أن حياتُه إكتملت اخيرًا، فكان ينسجم بِسرعه مع جون لأنهما يملِكان التفكير ذاتُه وكأن آلين العاقِل الوحيد بينهما، هو يُحِبهم حقا ويثِق بِهُم كثيرًا، لم يكُونا الشخصان الوحيدان الذي يُضيِئان حياتُه فكان هُناك حبيبته 'سيلين'
---
عِندما وصل إلى القاعه أكتشف أن الأُستاذ مارك لم يصِل بعد "حمدًا لله"، وجد أن كُل المقاعِد مُمتلِئة ولن يجِد مقعد واحدُ فارِغ سِوى بِجوار فتاهٍ ما
شعرُها اشقر كثيفُ يَصِل إلى مُنتصف ظهرُها، عيناها بِاللون الازرق الداكِن، ترتدى فُستانًا ابيضًا مِنَ الحرير ضيقُ عِند خصرِها، تتوسطُه رسمهُ ما باهِته لِفتاه تمتلِك جِناحين بِاللون الأسود، كانت تِلك الرسمة غريبة نوعًا مًا، كان يشعُر بِالعديد مِنَ المشاعِر المُختلطة، بِأنها مألوفةً ؟ أيضًا بِالخوف رُبما ! نظراتُها له لم تكُن عاديه ابدًا، بدت وكأن هاله مِنَ السواد تُحيطُها، رفع نظرُه إلى عينيها لتلتقي اعينهما ثم تنقِل الفتاه نظرها بِسُرعه إلى يديها وهى تُحرِكهما بِتوتر، شعر انه ليس مِنَ الصوابِ الجلوس بِجانبها، كما أن سيلين حبيبته ستغضب ان علِمت بِذلك، ولكِن الأُستاذ قد دخل بِالفعل إلى القاعة فكان مُضطرًا للجلوسِ بِجانبها.
بدأت المُحاضرة وبدأ كالعادة منتبهًا الي الأستاذ مارك ولم ينتبِه إلى نظرات تلك الفتاه الخفيفه التى كانت تُرسِلها له كلما تسنت إليها الفُرصه، قاربت المُحاضرة على الانتهاء حينها سمع همسُ مِنَ ورائِه فالتفت حتى يطلب مِنهُم بِأدب عدم إصدار ضجيجٍ حتي يتمكن مَِن الأنتباه إلى المُحاضرة، ثُم أعاد تركيزهُ للاستاذ مارك مُجددًا.
--------
خَرَجَ داريان ليُقابِل كُل مِنَ آلين وجون ووقف ينتظرهُم قليلًا حتى لمح شبحهُما مِنَ بعيد أدرك على الفور انهُم هُم
كانوا يتشجارون كالعادة ! فأسرع إليهُم حتى توقفوا عن الشِجار وظل آلين يطمأن على حالٍ داريان بينما جون كان يتأكد ان الأستاذ لم يؤبِخ داريان.
"ما رأيك ان نذهب بعد الجامِعه إلى الشاطئ" صاح جون بِحماسٍ لداريان، صفع آلين نفسه وهو يتمتم ب "يا الهى" ليضحك كُل مِنَ داريان وجون "رفاق انا حقا لا أحب التجول كَثيرًا مِثلكُم أو ما شابه، أُحِب المنزِل" أردف آلين ليصفع جون وجهه وهو يقول
"توقف عن لعِب دور الأُم الآن وتعال معنا" وجه آلين نظراتٍ حادة لجون الذي اختبأ خلف داريان وداريان يقوم فقط بِالإبتسام بِبراءه إلى كُل مِنهُم ليتذمر كُل مِنَ داريان وجون
"ارجوووك" قالها كُل مِنهُم بِرجاء ثُم ذموا شفتيهم كالأطفال ليتنهد آلين بيأس "حسنا ولكن .." لم يكد يُكمِل جملته حتى قفز داريان على ظهرِه مُحتضِنًا عُنقه بِفرح ليقوم جون بِعمل الشئ ذاتِه ليُقهقِه آلين "احبكم حقا".
ابتعد كل مِنَ جون وداريان عنه لينظُر داريان إلى آلين بِامتِنان، لِكونُه مَوجودًا فى حياتِه ولم يستطِع التعبير عن ما في داخله له، انتبه آلين لنظرات داريان له المُبهمه مع نِصف ابتسامه حتى أدار وجهه إلى الجِهه الأُخرى
ليُبدِل جون نظراتِه عليهم بِاستفهامٍ يُفكِر هل مِنَ الصوابِ سؤالِهم آلان عن الذي يحدُث ؟ هل مِنَ الصوابِ التحدُث أصلاً ؟ ليقطع داريان حبل أفكارِه و يتقدم عليهُم بالسير.
انتهوا مِنَ وضع كُتبِهم في الخِزانه وكان يستعِد داريان لِغلق خِزانته ليسقُط ظرفُ ما مِنَ إحدى كُتبِه، ظل يتفحصُه بِعيناه ويُقلِب الظرف بيديه حتي سحبهُ جون مِنَ رسغِه بِقوة "ماذا الآن هيا سنتأخر! مُهمه إقناع آلين لم تكُن سهله" اومأ إلى جون ووضعها في حقيبة ظهرِه وذَهَبَ معهُم .
----------
"أغمِض عينيك وإياك وأن تفتحُهما"
"حسنًا حسنًا"
"أنت تَكذِب، جون ضُع يدك على عيني الأميرة الآن"
"سوف افعل ذلِك يا أُمي الغاضِبة"
توقف آلين وألتفت الى جون وهو يوجه نظرتُه الحادة إليه "كنت أقصِد أُمي اللطيفة" أعطى آلين كُلاً مِنَ جون وداريان ظهره وأكمل السير واضِعًا يديه في جيبه.
"لقد وصلنا!" صاح جون بِحماسٍ "حقاً" كاد أن يفتح داريان عيناهُ لكن وضع آلين يديه على عينا داريان بِسرعه
"أيُها الأحمق، كِدت تُفسد المُفاجأه"
"أعتذر"
"لا يُهِم الآن جون، هل تحدثتَ معها؟"
"مع من؟" صاح داريان بنفاذ صبر
"لِم لا تنتظِرى قليلًا يا أميرة؟ جونى ألا تعتقِد أن الأميرة غير صبورة على الإطلاق؟"
"بِالتأكيد!"
"جون هل أنت تقِفُ ضدى الآن مع آلين؟"
إبتسم آلين بِغرورٍ ورَفَعَ رأسه بِكبرياء
"بِالطبع لا، ولكِننى أخاف مِنه أكثر مِنَ والدتى حتى"
ضَحِكَ داريان وأخفض آلين رأسه وكاد أن يتشاجر مع جون "ولكِننى أُحِب عِندما يُنادينى آلين ب جونى" ابتسم ونظر ببراءه لآلين الذي كان يشتعِل غضبًا
"أنت .."
"آلين !" نظر آلين إلى جون بِتساؤل حتى إقترب جون مِنَ أُذن آلين وأخبره بِشئ ما
"فهِمتُ جونى، ولكِن توقف عنِ الهمسِ فى أُذنى الأمرُ مُزعِج !"
"لم أفعل ذلِك !!"
"هل سيُخبرنى أحدكم ماذا يحدُث ولِما وأين نحنُ واقِفون وأيضًا لِما يجِبُ على أن أُغلِق عيناى؟" قال داريان بِصُراخ ليسحبهُ كُل مِنَ جون وآلين إلى مكانٍ ما آخر
----
"جون كُن حذِرًا وفُك عِصابه عيني داريان بِبُطئ"
"ولكِننى أفعلُ ذلك، توقف عن التذمُر، أنت تُشتِت أنتِباهى"
"أقصِد بِأننى مُتذمِر ؟"
نَزَعَ داريان عِصابه عينيه بِسرعه قائِلًا بِنفاذ صبر "كُنت أسير كالأحمق في الشارع واضعين تلك العِصابه السخيفة على عيناى" ثُم أشار الى عِصابه العينين الذى ألقاها فور نزعِها وأكمل
"ثُم كان على تحمُل شجاراتِكم السخيفة التى لا تنتهى ابدًا و .."صمت داريان قليلًا عِندما إلتقطت عينيه صندُوق هدايا مُتوسِط الحجم وبِجانِبه كعكه موجودُ بِها صورة لداريان مع شخصِ ما، نَظَرَ إلى المكانِ مِنَ حولِه وعلِم أنهم في غابة وليسوا فى الشاطئ.
وَضَعَ كُل مِنَ جون وآلين إبتسامهٍ واسعهٍ على وجهه وتحدثَ آلين أخيرًا قائِلًا
"أنا وجونى كُنا نعلم أنك أحمق وتتذكر أعيادِ ميلاد الجميع بِإستثناء عيد ميلادك، لذا قرر كُل منا الإتحاد وأحم .. " نظر آلين إلى جون ثُم أكمل "وقررنا أن نُقيم حفلة صغيرة مُكونةٍ مِنَ أربعة أشخاصٍ فقط"
"أربعة؟" سأل داريان والصدمة كانت تعتلى وجهه
"لِلأسف" همس بِها جون ليِنظُر إليه آلين بِنفاذ صبر حتى قرر جون التحدُث أخيرًا بِأبتسامة واسِعة قائِلًا "ما رأيك بِأن تفتح هدية عيد ميلادك؟"
كان هُناك مزيجُ مِنَ الصدمة والحماس موجودُ فى وجه داريان ليتجِه بِخطواتٍ ثابِتة إلى الصُندوق الذى يبدو مُمَيزًا والذي يحمِل بِداخِله مُفاجأة وهذا ما يظُنه داريان .
-الساعة الثامِنة مساءٍ، كان القمر مُكتملًا وكانت حولِه العديد مِنَ النجوم التى تُعطى للسماء طابِعًا خاصًا مُميزًا، كان هُناك نارُ مُشتعِلة والتى تبعث الطمأنينة لِكل من يقترِبُ مِنها و تتمكن مِنَ إحتِضانه وإشعاره بِالدِفئ، يُحِب داريان التفاصيل والبساطة وقد نجح صديقاه في إضافه العديد مِنَ التفاصيل المُميزة، نجحت أيضاً بساطة المكانِ في سرِقه قلب داريان، تمكن كُل من جون وألين مِنَ إبراز براعة المكان وبساطتِه بِجدارة .
أمسك داريان شريط صُندوق هديته وبدأ فى إزالتِه بِبطئ حتى نزعهُ، شرع فى فتح غطاء الصندوق .
عِندما رأى ما فى داخِل الصندوق صُدِم كثيرًا، سَقَطَ غِطاء الصندوقِ مِنَ يده وتراجع إلى الوراء بِبطئ، كان يُراقِب كُل مِنَ جون وآلين رده فعل داريان بِصمت حتى صَرَخَ داريان "سيلين !"
كان داريان شابًا طويل القامة، يملُك عينين زرقاوتين واسِعتين، شِفاه صغيرة، شعرُ يتسللُ اللون الذهبي خيوطه الحريرية، وكان يمتلك بشرة بيضاء، يمتلِك وجه طفولى، أما غرفته، فكانت جُدرانَها بِاللون الاسود ويتوسط الجدران العديد مِنَ الخيوط البيضاء لتشكل لوحه فنية باهِرة، كان يتوسط الغرفة سريرُ مُتوسِط الحجم، على الجانب الأيمن اريكه صغيرة بِاللون الرُمادي تتناثرُ عليها الوسائد وبعضُ مِنَ ملابِس داريان بِأهمال، وعلى الجانِب الايسر هُناك طاولة صغِيرة موضوع عليها حاسوبه المحمول الخاصُ بِه وكُتَبه مُتناثِرة في الطاولة بإهمال وبِجانِبها هاتِفه.
خرج مِنَ غُرفتِه وكان ينزِل السلالِم بِحماسٍ وسرعه مع إبتسامته المُشرِقة المُعتادة.
دخل إلى غُرفه اخيه دون طرق الباب وقفز على سريره وهو نائم ليفزع وينهض بسرعه
"أنهض أُيها الكسول" صرخ داريان في وجهه
"متى ستتوقف عن إيقاظى في هذا الوقت وتترُكنِى أنام بِسلام" قال كريس بِنعاس ليعود للنوم حتى يسحبه داريان مره آخرى
" هيا أمامنا الكثير لنفعله" إلقي كريس وسادة عليه ليقفز ويتفاداها وفي وجهه ابتسامة واسعة ليغضب كريس وينهض مِنَ سريره ليجري ورائه في محاولة منه لإمساكِه وكان الآخر يُسرع حتى لا يتمكن مِنَ اللحاق بِه.
كريس في مُنتصَف عِقده الثانى، طويل القامة وقمحى اللون، يمتلك عينين ذات اللون الاسود القاتِم وشعر اسود، يمتلِك غمازتين في كِلتَا وجنتيه، يمتلِك وجهًا جذابًا ويمتلِك ايضًا هاله مُميزة.
كان داريان يركُض في أنحاء منزِلهُم الواسع نسبيًا الذي يُزيِن اللون الذهبي جُدرانه، ذلك المنزِل الذي ينتمى لعائلة چيمس المعروفه بِمنزلها البسيط، كان يركُض داريان بِأقصي سُرعته وورائه كريس الذي يسعي لامساكِه لإفساد نومه،
أبطأ كريس مِنَ سرعته وتبدلت ابتسامته وهو يصرُخ مُحذِرًا داريان "داريان توقف !" عقد داريان حاجبيه بِعدم فهمٍ لإخيه الاكبر حتى أصطدم بِشخصٍ ما ووقع على مؤخرته.
هَرِبت مِنَ شفتيه صرخةٍ صغيرة "أوتش!" وهو يمسح على رأسه مُغمَض العينين حتى تمكن أخيرا مِنَ فتحهما والنظر للشخص الواقف أمامه، اتسعت عينيه وتسلل بعض مِنَ الخوف الى قلبه وسرعان ما حاول إخفاء خوفِه بِأبتِسامة صغيرة.
"أخبرنى متى ستقرر ان تتوقف عن تصنُع شخصيتُك اللطيفة للغاية؟"
بِسُخرية وبرود تام أردف أليكساندر لداريان حتى وقف داريان وإنحنى مُعتذِرًا بِإبتسامه صغيرة وهو يتمتم بِصوتٍ شِبه مَسموع "أعتذر ابي"
تافف ابآه بِملل والذي يُدعى بِأليكساندر، يملُك عينين تملؤهُما السواد وهو ذو بشره قمحيه ويمتلِك شعرًا يمتاز بِاللون الاسود، كانت تُزين بعضُ مِنَ التجاعيد وجهه الذي يمتازُ بالبرود التام، يقِف امام ولديه مُنتَصِبًا وواضِعًا كِلتا يديه خلف ظهرِه مُرتديًا زيًا رسميًا خاصٍ بِعمله، بِخطواتٍ ثابِتة ذَهب أليكساندر مُبتعِدًا عنهُم، عندما لمح كريس شبح آباه يبتعد عنهما حاول وضع ابتسامه مُتكلِفة "أذهب الآن ستتاخر على جامِعتك" أردف كريس بِنبرة حزينة لم يتمكن مِنَ إخفائِها.
كان كريس غارِقاً فى التفكير كعادتِه حتى أستيقظ مِنَ شرودِه على صوتِ داريان الذي يصدُع في كُل مكان وهو يتجه اليه
"سأذهب الآن اخى أحبك إعتنى بِنفسك وأعتنى بِأبى حتى أعود ولا تنسي الابتس.." قاطعه كريس ممسكًا بوجنتيه قائلا "حسنا ايها الشقي أعلم ماذا ستقول، فقط أعتنى بِنفسك أيضا و -"
ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه كريس تصطحبه غمزة وهو يُكمِل "بحبيبتُك"
لتتصبغ وجنتى داريان بِاللون الاحمرُ خجلًا فيصفع كريس بِخفه "فقط توقف عن ذلك، سأذهب الآن إلى اللقاء"
كان ينزِل السلم بِسُرعه حتى لا يتأخر على جامِعته، عِندما نظر إلى ساعته صرخ بِفزع وهو بمنتصف الطريق وهو يركُض"يا إلهى!، اليوم مُحاضرة الاستاذ مارك الساعة 8:30 والساعة الان 8:10!، في آخر مرة وصلتُ الساعة 8:50 وقد تعرضتُ للتوبيخ، ادعو الله ان اتمكن مِنَ الوصول في الوقت المُناسِب"
كان يركُض في الشارع كعادته وهو يوزِع إبتسامات على جيرانه والأشخاص الذين يُقابِلهم، تمكن مِنَ الوُصول في الوقت المُناسِب إلى جامِعته "حمدًا لله، إنها 8:20" همس داريان وابطأ مِنَ سُرعته، وفور دخُولِه تمكَن مِنَ جذب إنتباه جميع مِنَ في الجامِعه، اتجه إلى كُل شخص إلتقطته عينه والقي عليه السلام حتى إلتقي بِصديقه المُقرب.
"آلين!" صرخ وركض إليه وقفز وهو يحتضِنُه بِسعادة "حسناً حسناً أحيانًا اشُك بِميولك يا اميرتى اللطيفة"
آلين شابُ في الواحِدة والعِشرون مِنَ عُمرِه، مُتوسِطُ القامة، أقصر بِقليلٍ مِنَ داريان، شعره بُنِي مائِل للاسود، عيناه تتميز بِلونِها العسلي، ذو ملامِح هادئة ومُسالمه تبُث الطمأنينه لِكُل من يتأملُ بِها.
ضرب داريان كتف آلين بِخفه "توقف عن مُناداتى بِالاميرة لا تُشعِرُني بِأننى طِفلٍ" رفع آلين إحدى حاجِبيه "من الذى يتحدَث !" ذمّ داريان شفتيه كتعبير عن حُزنِه وكان يبدو كالأطفال حقًا، ليُقاطِعُهم جون صارِخًا "عِناقُ جماعيي" ليركُض ويقفِز عليهُم بِحماس والإبتسامه تكادُ تشُق وجهه حتى أختل توازنهم ثم سقطوا على الارض سويًا.
جون في الواحِد والعشرون مِنَ عُمرِه، يمتلِك شعرُ حريري باللون الاسود كثيفُ وطويلُ قليلًا، يملِك شامه مُميزة فوق فمِه، قصير القامه.
ضحِك كُل مِنَ جون وداريان بِقوه حتى صاح جون بين ضحِكاتِهم "كفكك !!" إستجاب داريان إلى جون بحماسٍ مُفرِط.
"مرحبا أيها القبيح !" صاح جون بحماسٍ
"يبدو أنك اشتقت إلى" اردف داريان بنبره دِراميه ورفع يديه في الهواء فاتِحًا ذِراعيه لجون
" كيف لا أشتاق لإميرتي؟" كاد داريان ان يقول شيئًا ليُقاطِعه آلين صارِخًا عليهم بِغضبٍ " هل تَظنُون حقًا اننى سأكُون قادرًا على حمل كِلاكُما في الوقت ذاته؟"
ليزداد ضحك جون و داريان "هيا آلين ! أنت لاتزال في ال21 !! لا تكُن كأم غاضبة الآن"
"أصمت أنت أيضاً، أنا فقط من أُنادى داريان بِأميرتى، أنه أميرتى أنا وليس أميرتُك أنت !"
إختفت إبتسامه داريان لِوهله وظهر على وجهه بعضُ الحُزِن الذي سُرعان ما حاول إخفائه، كان جون وآلين يتشاجرون كثيرًا وبدا على داريان انه يُفكِر في أمرٍ ما
"ما الذنب الذي إقترفتُه في حياتى حتى يُعاقِبُنى الله ويجعل منى صديقًا لحمقي مِثلكُما، تبا انتُم كالأطفال تمامًا".
"أعترف أن ذلِك كان مُمتِعًا آلين ثُم، لِمَ أنت مُمِل ؟ انا وداريان نستمتِع بِوقتِنا حقاً كما أنك محظوظ لأنك صديقُنا"
"على الاقل أستطيعُ تحمل داريان إنه طِفلُ مُطيِع ولكِنك حقا مُتعِب"
"أنت حقير أنا أكرهُك آلين!"
"وأنت .. انتظر !"
نَظَرَ جون إلى آلين بِتساؤل ليُشير إلى داريان الذي ينظُر في الفراغ والذي لم يكُن مُهتمًا بِهُم حتى.
"داريان هل أنت بِخير؟" لم يُجِب داريان ليظل آلين بِتكرار ذات السؤال وفقط اكتفي بِالصمت حتى ضرب جون كَتِف داريان بِخفه ليفزع ويتلعثم بِالكلام
"انا ..لم أضحك .. اعنى .. ضحِكتُ ولكِن .. انا آسِف آلين على مُضايقتُك".
تبادل كُل مِنَ جون وآلين نظراتِ بدأ علي وجوههم الخوف لِوهله، "ما الخطبُ معكِ؟" سأل آلين حتى جاؤه الرد الذي توقعه كُل مِنَ جون وآلين مِنَ داريان
"عن ماذا تتحدث ؟ لايوجد شئ" بِابتِسامة واسِعة أجاب داريان فيُحاوِل آلين قول شئ، ولكن قاطعه داريان بِصُراخه "انها 8:35، تأخرتُ على مُحاضرة مارك أنتُم تعرِفونه جيدًا"
"اآه لا تُخبِرُنى أنه لطيفُ للغاية، سأدعوا الرب أن تخرُج سالِمًا مِنَ مُحاضرتُه المُملة" أردف جون بِسُخرية ليركُض داريان مُبتعِدًا عنهم.
سمع صوت آلين قبل ان يبتعد "لم ينتهي الأمر يا اميرة سنلتقي شئتِ ام ابيتِ"
لِيضحك بِقوه ، كان آلين أقرب صديقٍ له مُنذ الطفولة وهو أكثر شخصٍ يثِق به، وحِينما عَرِفوا جون، شعر أن حياتُه إكتملت اخيرًا، فكان ينسجم بِسرعه مع جون لأنهما يملِكان التفكير ذاتُه وكأن آلين العاقِل الوحيد بينهما، هو يُحِبهم حقا ويثِق بِهُم كثيرًا، لم يكُونا الشخصان الوحيدان الذي يُضيِئان حياتُه فكان هُناك حبيبته 'سيلين'
---
عِندما وصل إلى القاعه أكتشف أن الأُستاذ مارك لم يصِل بعد "حمدًا لله"، وجد أن كُل المقاعِد مُمتلِئة ولن يجِد مقعد واحدُ فارِغ سِوى بِجوار فتاهٍ ما
شعرُها اشقر كثيفُ يَصِل إلى مُنتصف ظهرُها، عيناها بِاللون الازرق الداكِن، ترتدى فُستانًا ابيضًا مِنَ الحرير ضيقُ عِند خصرِها، تتوسطُه رسمهُ ما باهِته لِفتاه تمتلِك جِناحين بِاللون الأسود، كانت تِلك الرسمة غريبة نوعًا مًا، كان يشعُر بِالعديد مِنَ المشاعِر المُختلطة، بِأنها مألوفةً ؟ أيضًا بِالخوف رُبما ! نظراتُها له لم تكُن عاديه ابدًا، بدت وكأن هاله مِنَ السواد تُحيطُها، رفع نظرُه إلى عينيها لتلتقي اعينهما ثم تنقِل الفتاه نظرها بِسُرعه إلى يديها وهى تُحرِكهما بِتوتر، شعر انه ليس مِنَ الصوابِ الجلوس بِجانبها، كما أن سيلين حبيبته ستغضب ان علِمت بِذلك، ولكِن الأُستاذ قد دخل بِالفعل إلى القاعة فكان مُضطرًا للجلوسِ بِجانبها.
بدأت المُحاضرة وبدأ كالعادة منتبهًا الي الأستاذ مارك ولم ينتبِه إلى نظرات تلك الفتاه الخفيفه التى كانت تُرسِلها له كلما تسنت إليها الفُرصه، قاربت المُحاضرة على الانتهاء حينها سمع همسُ مِنَ ورائِه فالتفت حتى يطلب مِنهُم بِأدب عدم إصدار ضجيجٍ حتي يتمكن مَِن الأنتباه إلى المُحاضرة، ثُم أعاد تركيزهُ للاستاذ مارك مُجددًا.
--------
خَرَجَ داريان ليُقابِل كُل مِنَ آلين وجون ووقف ينتظرهُم قليلًا حتى لمح شبحهُما مِنَ بعيد أدرك على الفور انهُم هُم
كانوا يتشجارون كالعادة ! فأسرع إليهُم حتى توقفوا عن الشِجار وظل آلين يطمأن على حالٍ داريان بينما جون كان يتأكد ان الأستاذ لم يؤبِخ داريان.
"ما رأيك ان نذهب بعد الجامِعه إلى الشاطئ" صاح جون بِحماسٍ لداريان، صفع آلين نفسه وهو يتمتم ب "يا الهى" ليضحك كُل مِنَ داريان وجون "رفاق انا حقا لا أحب التجول كَثيرًا مِثلكُم أو ما شابه، أُحِب المنزِل" أردف آلين ليصفع جون وجهه وهو يقول
"توقف عن لعِب دور الأُم الآن وتعال معنا" وجه آلين نظراتٍ حادة لجون الذي اختبأ خلف داريان وداريان يقوم فقط بِالإبتسام بِبراءه إلى كُل مِنهُم ليتذمر كُل مِنَ داريان وجون
"ارجوووك" قالها كُل مِنهُم بِرجاء ثُم ذموا شفتيهم كالأطفال ليتنهد آلين بيأس "حسنا ولكن .." لم يكد يُكمِل جملته حتى قفز داريان على ظهرِه مُحتضِنًا عُنقه بِفرح ليقوم جون بِعمل الشئ ذاتِه ليُقهقِه آلين "احبكم حقا".
ابتعد كل مِنَ جون وداريان عنه لينظُر داريان إلى آلين بِامتِنان، لِكونُه مَوجودًا فى حياتِه ولم يستطِع التعبير عن ما في داخله له، انتبه آلين لنظرات داريان له المُبهمه مع نِصف ابتسامه حتى أدار وجهه إلى الجِهه الأُخرى
ليُبدِل جون نظراتِه عليهم بِاستفهامٍ يُفكِر هل مِنَ الصوابِ سؤالِهم آلان عن الذي يحدُث ؟ هل مِنَ الصوابِ التحدُث أصلاً ؟ ليقطع داريان حبل أفكارِه و يتقدم عليهُم بالسير.
انتهوا مِنَ وضع كُتبِهم في الخِزانه وكان يستعِد داريان لِغلق خِزانته ليسقُط ظرفُ ما مِنَ إحدى كُتبِه، ظل يتفحصُه بِعيناه ويُقلِب الظرف بيديه حتي سحبهُ جون مِنَ رسغِه بِقوة "ماذا الآن هيا سنتأخر! مُهمه إقناع آلين لم تكُن سهله" اومأ إلى جون ووضعها في حقيبة ظهرِه وذَهَبَ معهُم .
----------
"أغمِض عينيك وإياك وأن تفتحُهما"
"حسنًا حسنًا"
"أنت تَكذِب، جون ضُع يدك على عيني الأميرة الآن"
"سوف افعل ذلِك يا أُمي الغاضِبة"
توقف آلين وألتفت الى جون وهو يوجه نظرتُه الحادة إليه "كنت أقصِد أُمي اللطيفة" أعطى آلين كُلاً مِنَ جون وداريان ظهره وأكمل السير واضِعًا يديه في جيبه.
"لقد وصلنا!" صاح جون بِحماسٍ "حقاً" كاد أن يفتح داريان عيناهُ لكن وضع آلين يديه على عينا داريان بِسرعه
"أيُها الأحمق، كِدت تُفسد المُفاجأه"
"أعتذر"
"لا يُهِم الآن جون، هل تحدثتَ معها؟"
"مع من؟" صاح داريان بنفاذ صبر
"لِم لا تنتظِرى قليلًا يا أميرة؟ جونى ألا تعتقِد أن الأميرة غير صبورة على الإطلاق؟"
"بِالتأكيد!"
"جون هل أنت تقِفُ ضدى الآن مع آلين؟"
إبتسم آلين بِغرورٍ ورَفَعَ رأسه بِكبرياء
"بِالطبع لا، ولكِننى أخاف مِنه أكثر مِنَ والدتى حتى"
ضَحِكَ داريان وأخفض آلين رأسه وكاد أن يتشاجر مع جون "ولكِننى أُحِب عِندما يُنادينى آلين ب جونى" ابتسم ونظر ببراءه لآلين الذي كان يشتعِل غضبًا
"أنت .."
"آلين !" نظر آلين إلى جون بِتساؤل حتى إقترب جون مِنَ أُذن آلين وأخبره بِشئ ما
"فهِمتُ جونى، ولكِن توقف عنِ الهمسِ فى أُذنى الأمرُ مُزعِج !"
"لم أفعل ذلِك !!"
"هل سيُخبرنى أحدكم ماذا يحدُث ولِما وأين نحنُ واقِفون وأيضًا لِما يجِبُ على أن أُغلِق عيناى؟" قال داريان بِصُراخ ليسحبهُ كُل مِنَ جون وآلين إلى مكانٍ ما آخر
----
"جون كُن حذِرًا وفُك عِصابه عيني داريان بِبُطئ"
"ولكِننى أفعلُ ذلك، توقف عن التذمُر، أنت تُشتِت أنتِباهى"
"أقصِد بِأننى مُتذمِر ؟"
نَزَعَ داريان عِصابه عينيه بِسرعه قائِلًا بِنفاذ صبر "كُنت أسير كالأحمق في الشارع واضعين تلك العِصابه السخيفة على عيناى" ثُم أشار الى عِصابه العينين الذى ألقاها فور نزعِها وأكمل
"ثُم كان على تحمُل شجاراتِكم السخيفة التى لا تنتهى ابدًا و .."صمت داريان قليلًا عِندما إلتقطت عينيه صندُوق هدايا مُتوسِط الحجم وبِجانِبه كعكه موجودُ بِها صورة لداريان مع شخصِ ما، نَظَرَ إلى المكانِ مِنَ حولِه وعلِم أنهم في غابة وليسوا فى الشاطئ.
وَضَعَ كُل مِنَ جون وآلين إبتسامهٍ واسعهٍ على وجهه وتحدثَ آلين أخيرًا قائِلًا
"أنا وجونى كُنا نعلم أنك أحمق وتتذكر أعيادِ ميلاد الجميع بِإستثناء عيد ميلادك، لذا قرر كُل منا الإتحاد وأحم .. " نظر آلين إلى جون ثُم أكمل "وقررنا أن نُقيم حفلة صغيرة مُكونةٍ مِنَ أربعة أشخاصٍ فقط"
"أربعة؟" سأل داريان والصدمة كانت تعتلى وجهه
"لِلأسف" همس بِها جون ليِنظُر إليه آلين بِنفاذ صبر حتى قرر جون التحدُث أخيرًا بِأبتسامة واسِعة قائِلًا "ما رأيك بِأن تفتح هدية عيد ميلادك؟"
كان هُناك مزيجُ مِنَ الصدمة والحماس موجودُ فى وجه داريان ليتجِه بِخطواتٍ ثابِتة إلى الصُندوق الذى يبدو مُمَيزًا والذي يحمِل بِداخِله مُفاجأة وهذا ما يظُنه داريان .
-الساعة الثامِنة مساءٍ، كان القمر مُكتملًا وكانت حولِه العديد مِنَ النجوم التى تُعطى للسماء طابِعًا خاصًا مُميزًا، كان هُناك نارُ مُشتعِلة والتى تبعث الطمأنينة لِكل من يقترِبُ مِنها و تتمكن مِنَ إحتِضانه وإشعاره بِالدِفئ، يُحِب داريان التفاصيل والبساطة وقد نجح صديقاه في إضافه العديد مِنَ التفاصيل المُميزة، نجحت أيضاً بساطة المكانِ في سرِقه قلب داريان، تمكن كُل من جون وألين مِنَ إبراز براعة المكان وبساطتِه بِجدارة .
أمسك داريان شريط صُندوق هديته وبدأ فى إزالتِه بِبطئ حتى نزعهُ، شرع فى فتح غطاء الصندوق .
عِندما رأى ما فى داخِل الصندوق صُدِم كثيرًا، سَقَطَ غِطاء الصندوقِ مِنَ يده وتراجع إلى الوراء بِبطئ، كان يُراقِب كُل مِنَ جون وآلين رده فعل داريان بِصمت حتى صَرَخَ داريان "سيلين !"
Коментарі