1-البِداية
2- هل أنا سيئة
3- لقد سئمت
4- أنا أم القدر
5- حفنةٍ مِنَ المجانين
5- حفنةٍ مِنَ المجانين
وِجهه نظر ميلينا 

نظرتَ هانا إلى أنا وآشلي بِعدم فِهم، عِندما تداركتُ الأمر شرعتُ بِأحتِضان آشلى، مُتجاهِلةٍ تماماً تِلك المُشوشه التى تقبعُ أمامنا، لم يشغل بالى سوى شئ واحِد، هل سأفقِدُها الآن ؟ 

لن أسمح لِذلِك بِأن يحدُث !، لن تأخُذوا منى آشلي !!، لا ليس بعد كُل ما مررنا بِه، أعلمُ بِأننا أمضينا فقط خمسة أيامٍ سوياً ولكِننى أرتبطتُ بِها، لا لا لايُمكِنُها الأختِفاء وتركي وحيدة ! 

"ميلينا، لا بأس" نطقت بِها آشلي لِأُشير لها بِأن تصمُت، ظننتُ بِأننى سأتمكن مِنَ حمايتِها !، هل سأفشلُ حقاً ؟، كان يُمكِنُني تجنُب كُل ذلِك أذا تصرفتُ بِحكمة، أنا غبية حقاً أكرهُني، كان يُمكِنُنا فقط التحدُث فى المنزِل 

"هل أنتِ .. مُختارة !؟" رفعتُ إحدى حاجِباى بِتساؤل على سؤال هانا لِيخرُج مِنَ جيب سُترتِها مُرافِقة !

هانا مُختارة ؟، كيف لم أشُك حتى ؟؟، كان الأمرُ واضِحاً !

أعنى، الخزف مُتقن الصُنع والتى تقول بِأنه مِنَ صُنعِها، بِالتأكيد أستخدمتَ ميزةٍ مِنَ ميزاتِها لِكى تصنعه، أيُعقل أيضاً شعورى بِأن كُل شئ تجمد، عِندما سقطت قِطعة الخزف مِنَ أيديهن، أوه بِالتأكيد هى من فعلت ذلِك !، وإن فعلت ذلِك الن يمُر الوقتُ بِبطئ عِندها هى ؟ أنا لا أفهمُ شيئاً 

 حسناً لِننظُر إلى الجانِب الأيجابى، على الأقل لن أكُونُ وحيدةٍ الآن، على الرغم مِنَ أننى لا أُفضِلُ الصُحبة، ولكِن لا بأس، أنها هانا على أى حال

لم أكُن أعلمُ بِأن المُختارين غيرى يُمكِنُهم مُشاهدة آشلي مِنَ دون أن تختفى !، هل كان هذا ما تقصُده عِندما قالت بِأنه أن رأها أحدُ مِنَ غير المُختارين ستختفى ؟، أنا غبية، كان يُمكِنُنى توقُع ذلِك، بدلاً مِنَ ذلِك أحتضنتُها كالبلهاء تماماً، ولكِننى لم أكُن أعلم !

ميلينا ركزى، كُفى عن التحدُث مع ذاتِك الآن، ليس وقتُه 

"لم أتوقع بِأن تكُونُى مُختارة، ميلينا" قالت وهى تُربِعُ كتِفيها لتُكمِلُ بِسُخريةٍ "كما أن الأشخاص 'الغير مُختارين' عِندما يرون مُرافِقاً يختفى على الفور، لا يتأخر فى الأختِفاء، أيتُها الغبية، أن لم أكُن مُختارة، كانت ستختفى فورما رأيتُها، لن تكُونُى لِتملُكى الوقت حقاً لِأحتِضانِها بِتلك الطريقة المؤثِرة"

نهضتُ بِأحراجٍ لِتُحاوِلُ آشلي كتم ضحِكاتِها، هذا كان مُحرِجاً

"أنا أيضاً لم أتوقعُ بِأن تكُونُى مُختارة، هانا-" 

"لستُ كأى مُختارة" قاطعتني بِغرور، أن تِلك الفتاة مغرورةٍ حقاً 

بدأتُ أشعُر بِالريبةٍ الآن 

"أذاً ميلينا، لِنُعرِفُكِ على البقية، 'المُختارون' " على الرغم مِنَ شعوري بِالسوء لِعدم أخبار أحدٍ مِنهن لى، ولكِن الأهم الآن معرفه المُختارون الأخرون، لِيُساعِدونى على الأقل فى أكتِشاف باقى مُميزاتى 

"حسنا" قُلتُ بِعدم أهتِمام لِترُد على هانا بِحماسٍ مُبالغٍ فيه

"سأُقابِلُكِ عِند الثالِثة، أنتظرينى أمام منزلكِ وسأتى لِأخذِك" لِأُومئ بِهدوء، خطر فى بالى بِأن أسألها عن ما حدث فى الصف

"ماذا عن الخزف الذى صنعتيه، بِالصف، أستخدمتِ أحدى مُميزاتُكِ صحيح ؟ ماهيا ؟ ماذا عن -" قاطعتنى وهى تنظُر إلى ساعة يدِها قائلة بِتملُل

"أوه ميلينا، أنتِ فضولية بِشكلٍ كبير، وذكيةٍ أيضاً -غمزة- على العموم ستعرفين كُل شئ عِندما تأتين، إلى اللقاء الآن"

"لكن -" قاطعت هانا جُملتى بِغلق الباب، ليتناثر الغبار فى المكان، سعُلت بِشدة وأنا ألعن تلك الهانا بين أنفاسى 

"ولكِن، ألم يكُن موعدُكِ مع داريان ذاك اليوم ؟"

أتسعتَ عيناى وأنا أضرب جبهتى بِغباء "صحيح !، لقد نسيييت"

"أيُمكِنُنى فقط الأتِصال عليه وأخباره بِأننى مشغولةٍ أو ما شابه، أعنى أن يؤجِل موعدنا الغبى ؟"

"ألن يكُونُ هذا فظاً ؟" 

تنهدت بيأس، أعنى ما الفظ فى ذلِك ؟

"ميلينا، أعتقِدُ بِأن فكرتُكِ أفض-" بتر جملة آشلي زلزالُ عنيف، كانت تتحطم طاوِلات الصف جميعُها بِطريقةٍ فظيعة حرفياً !

"ما الذى يحدُث هُنا ؟"  صرختُ لتتساقط العديد مِنَ الحِجارة مِنَ سقف الفصل

يا ألهى ! أنه قديم ومُهترئ، علينا الذهابُ الآن !!

كانت الأجواءُ مُرعِبة، زلزالُ عنيف يؤرجِحُنى ويتسبب فى سقوطي، تحطُم الطاوِلات بِشكلٍ غريب ومُفزِع، والآن تشقُق السطح !، أين الجميعُ بِحق الله ؟

كان يختفى النور ويعُودُ مِنَ جديد لِأرى شقاً طولياً آخر فى الأرض يتسِعُ أكثر فى كُل مرةٍ يعود النور فيها، وكأننا فى لعبةٍ ما !

"ميلينا، أنهم هم، الأعداء الذى أخبرتُكِ عنُهم، لقد أكتشفونا !، لِنهرُب الآن !" صرختَ آشلي وهى تُحاوِل جذبى وتُشير إلى الباب، لِأركُض بِهلع بِناحية الباب حتى سقطتَ صخرةٍ ما كبيرة أمام الباب مانِعةٍ أيانا مِنَ الهروب

"اللعنة !، ماذا نفعل الآن !!؟" 

"النافِذة !، ميلينا لِتقفزى مِنَ النافِذة"

"هل تمزحين ؟ نحنُ بِالطابِق السابِع، أخاف المرتفعات وهذا سيتسبب بِقتلى حتى مِنَ قبل أن اصطدم بِال-"

قاطع صراخى الهيستيرى وقوع صخرةٍ بِجانبى، من أين تأتى تِلك الصخُور واللعنة !

"ثقى بى فقط وأقفزى الآن، أنهم يقترِبون !"

أومأتُ بِسُرعة وأنا أذهب إلى النافِذة، أن الأرتِفاع كبيرُ حقاً، يا الهى أشعُر بِالدوار

"ميلينا، أرجوكِ تماسكِ، أقفزى فقط وحاولى الوصول إلى المبنى المُجاوِر، أعِدُكِ بِأنكِ ستنجحين، سنموت ميلينا سنموت !"

أغمضتُ عيناى وأخذتُ نفساً عميقاً لِأقفز !، قفزتُ بِالفعل والعجيب، بِأننى لا أشعُر بِالسقوط ؟، فتحتُ عيناى لِأجِدُنى على سطح مبنى ماً مُجاوِر لِمدرستِنا، هل كانت قفزتى بِتلك العلو ؟، هُناك خطأ ما، كيف ذلِك ؟

نظرتُ إلى المدرسة والتى كانت تتحطم تماماً لِأجد أربعةٍ مُقنعين يرتدون بِذلةٍ بِاللون الأسود، ما أن رأنى أحدهم حتى أشار علٌى لِلبقية

"أركضى !" ركضت بِأقصى سُرعةٍ لدى مُحاوِلةٍ عدم النظر إلى الوراء لِأصل إلى حافة السطح، نظرتُ ورائى لِأجِدهم يقترِبون منى !

الغريبُ بِأننى قفزتُ إلى مبنى آخر وتابعتُ الركض، على الرغم مِنَ خوفى الشديد مِنَ المُرتفعات، أعتقِدُ بِأن آشلي تعلم عن ذلِك

فى ماذا أتحدثُ الآن !، تابعتُ الركض وأنا أشعُر بِالزلزال نفسه، حتى لم أجِد مبانٍ آخرى، كُلها عالية !

قفزتُ إلى شُرفةٍ ما وتابعتُ التسلُق بِأقصى سُرعة أملِكُها وأنا أشعُر بِالمبنى يتحطم لِأقفِز بِسُرعة إلى المبنى المُجاوِر !

قررتُ مُتابعة الركض فى الأرض وظللتُ أركُض بِين تشقُقات الأرض والتى كِدتُ لِعدة مراتٍ أسقُط بِها

أين البشر ؟، لا يوجد بشرى واحِدٍ فى الشارع، أين هُم بِحق الله ؟

"ميلينا، لِمَ لا تتصلين بِهانا ؟"

"أوه، واللعنه كيف لم أتذكر بِأن معى هاتِفى ؟" ألتقطتُ الهاتِف مِنَ جيبي

"مِنَ الجيد بِأنه لم يقع" كُنتُ أتصِلُ بِهانا حتى رن ذلِك المدعو بِداريان

"حقاً، هل هذا وقتُك الآن أيُها الغبى الأحمق ؟"  

كُنتُ أُتابِعُ الركض بين الشوارِع المُختلِفة، فى وسط تِلك الكوارِث الطبيعية فى وقتٍ واحد، حتى بِأننى أشعُر بِعاصفة هوائية على وشك الحدوث، حتى حُوصِرت فى شارِع ماً، ألتفتتُ لِأسلُك طريقاً آخر حتى وجدتُ الأربعة مُقنعين أشباه النينجا أمامى

كان واحِدُ مِنهم يتقدم بِبطئ لِيُشهر مُسدساً فى وجهى، اللعنة !

كان الهاتِف يستمِرُ بِالرن وأحزروا من المُزعِج ؟ داريان !

بدلتُ نظراتى بين الهاتِف والرجُل أمامى حتى يأمُرنى بِصوتٍ أجش "أجيبى"

"من أنت لِتأمُرنى ؟"

"قُلتُ أجيبى !، ولِتفتحى مُكبِر الصوت" صرخ فى وجهى ذلِك الوغد، مهلاً، أين آشلي ؟ 

ألتفتتُ بِفزع وأنا أبحثُ عنها لِأجِدُها واقِفةٍ وراء الثلاثةٍ وهى تُشير بِعيناها الواسعتان إلى الهاتِف، حتى أبتسمتُ بِمكرٍ وبدأتُ أُجيب على داريان ذاك

"مرحباً ميلينا، آسِفُ على أزعاجكِ، أود فقط التأكُد مِنَ أنكِ ستحضُرين الثامِنةٍ مساءاً، كما أتفقنا !"

نظرتُ إلى الوغد أمامى وأجبتُ ونظرى مُثبتٍ عليه "أوه بِالتأكيد داريان، سأتى بِالتأكيد"

"حسناً، آسِفُ على أزعاجكِ ميلينا، يبدو بِأنكِ كُنتِ مشغولة" لا على الأطلاق أيُها الأحمق، كُنتُ أقوم فقط بِرقص السامبا 

"لم أكُن مشغولةٍ على الأطلاق .." نظرتُ إلى آشلي والتى كانت تحثُنى على أكمال المُحادثة معه لِأطول فترةٍ مُمكِنه، ما الذى تُخطِط له ؟، وما الذى يمنع ذلِك المخبول فى قتلى ؟ لِمَ هو مُهتمُ كثيراً بِمُحادثتى المُملة مع داريان ذاك؟

"أذاً، كيف حالُك ؟" يال غبائى، حتى بِأن أشباه النينجا الآخرين يضحكون علٌى، أكرهُكِ آشلى 

"أوه، أنا ؟، أنا بِخير، ماذا عنكِ ؟" أنا بِأفضل حالٍ أيُها الغبى، يقوم فقط وغد بِتصويب مُسدسٍ على رأسى مُباشرةٍ، فقط أشعُر بِنبضاتِ قلبى وبِالكاد أتنفس، والأسوأ تصنُع اللامُبالاهٍ أمامهُم

"بِأفضل حال، كيف حال سيلين ؟"

"فـ ..فى الحقيقة، لم أتوقع سؤالُكِ هذا، أنها أيضاً بِخير" كادت نظرات النينجا الأحمق تثقُبنى، لِمَ فقط لا يقتُلنى ؟، ما السبب ؟ 

قام بِالأشارةٍ إلى مُسدسُه بِتهديدٍ وهو يحُثنى على أغلاق الخط مع داريان لِأنظُر إلى آشلي والتى أبتسمت لى بِمكر، أحببتُ تِلك الأبتِسامة

"حسناً داريان، أتحدث معك لاحِقاً، وداعاً" لأقوم بِغلق الخط وأنظُر إلى آشلى، قامتَ بِدفع واحِدٍ مِنَهم على الأثنان الآخران لِيلتفت الوغد أمامى إليهم وأقوم بِدفعه ليسقُط بِقوة 

"ميلينا !، أقفزى إلى ذلِك المبنى" ثُم أشارت إلى مبنى طويلٍ لِلغاية، لم أُفاجئ حتى، مابين كُل تِلك الأشياء الخارِقةٍ للطبيعة التى تحدُث حولى، الأمرُ الوحيدُ الجيد هو قفزى مِنَ مبنى إلى آخر كما فى أفلام الأبطال الخارِقون، العجيبُ حقاً بِأننى تمنيتُ يوماً ما بِأن أكُونُ مِثلهُم، لم أتوقع سقوط مُرافِقةٍ مِنَ السماء تُخبِرُنى بِعدة أشياءٍ غريبةً لازِلتُ حتى الآن غيرُ مُتأكِدةٍ مِنَ صِحتِها، ولكِننى أثِقُ بِها، على الأقل بعد كُل تِلك الأحداث الشيقةً لِلغاية والتى تحدُث حولى الآن، قررتُ قطع حبل أفكارى ذاك لأننى غيرُ واثِقةٍ مِنَ صحتى العقلية بعد ذلِك لِأقفز وأدخُل شُرفة المبنى ليتبعنى بِالطبع النينجا الآخرون

قمتُ بِالتسلُق والقفز إلى مبنى آخر

"مِنَ أين لِى بِكُل تِلك المرونة واللعنة" صرختُ وأنا أركُض مِنَ مبنى إلى آخر، بِسُرعةٍ فائقة لِأجِد أمامى منزِلُ صغير، لِأدخُله وأتخفى بِه على الفور

كان نِصفه محطماً، عملُ رائع أيها النينجا المُخيفون 

قُلتُ وأنا بِالكاد ألهث "آشلي، ماذا يحدُث ؟"

"لقد أكتشفوكِ، ولكِن .. كيف ؟" 

"المُهِمُ الآن بِأننى سأتصِلُ على هانا" كّدتُ أرُن على رقمِ هاتِفها حتى حدث ذلِك الزلزال اللعين مُجدداً ليسقُط الهاتِفُ فى الشارع

"اللعنة عليكُم !" قلتُ بِنفاذ صبرٍ لِأقفِز بِسُرعة إلى سطحٍ آخر

كان أكثر المشاهِدُ ألماً على الأطلاق رؤية هاتفى يرتطِمُ بِالأرض لِيتحطم، غضبتُ بِشدة لِأستمر بِالهرب والركض 

"متى ستنتهى تِلك المُلاحقة الغبية ؟، بدأتُ أشعُر بِالتعب ومللت"

"حالما تنفذ طاقة مُميزاتِهم، والتى بدأتُ أشعُر بِأنها تتضاءل الآن، عليكِ فقط الأختِباء فى مكانٍ ما"

"لِمَ لا أُقاتِلهم مِثلما يحدُث فى الأفلام ؟ أعنى بعد كُل هذا الأكشن سأقوم بِالأختِباء فقط ؟ ما هذا الـ .." قاطعنى حديثى الدِرامى نظرات آشلي المُمله لِأتنهد بِيأسٍ "حسناً" وجدتُ فُتحةٍ صغيرةٍ فى سطحٍ ما، قفزتُ إليه وتزحلقتُ حتى دخلتُ إلى تِلك الفُتحة الضئيلة وأغلقتُها بِقطعة حديدٍ صدِئة، شعرتُ بِحركةٍ أقدامٍ بِجانبى لِأنظُر مِنَ خِلال فتحةٍ صغيرةٍ فى قِطعة الحديد لِأجِدهم واقِفين بِحيرةٍ، جيد الآن هُم لا يعلمون مكانى، تفرقوا جميعاً كُلٍ فى أتجاةٍ مُختلِف لِأتنفس بِراحة

"أخبرينى الآن، لِأننى غيرُ قادِرةٍ على تحمُل كُلِ ذلِك بعد الآن، كيف تمكنتُ مِنَ القفز مِنَ مبنى إلى آخر بِكُل تِلك المرونة؟، كيف وأنا أخافُ وبِشدة مِنَ المُرتفعات !، كيف حتى لم أشعُر ولو لِلحظةٍ بِالخوف، لِمَ لم يقتُلنى ذلِك الوغد عِندما سمحت له الفُرصة وعوضاً عن ذلِك جعلنى أرُد على داريان، لِمَ أصلاً جعلتِينى أقُوم بِأهدار الوقت عوضاً عن الهروب مِنَهُم بِأقصى سُرعة ؟، الأعداء يُريدون قوتى صحيح فلِما لم يسلبوها منى ؟ أنا لا أفهمُ شيئاً !"

قالتَ آشلي بِتوترٍ واضِح "ميلينا أهدئى حسناً ؟ لا يُمكِنُنى تفسير أى شئ لكِ الآن، أعلمُ بِأن كُل هذا مُربِك ولكِن ثقى بى أتفقنا ؟ ستعلمين كُل شئ عِندما نذهب إلى هانا، فقد كشفتِ العديد مِنَ الأشياء اليوم على كُل حال" 

تنهدتُ لِأشعُر بِأن الزلزال أصبح خفيفاً، نظرتُ إلى آشلي بِشكٍ لِتومئ، الآن لقد أنتهى هؤلاء الأوغاد والذين قتلوا هاتفى !، هاتفى العزيز 

بدأتُ فى أزالة الغِطاء لِأخرُج مِنَ تِلك الفُتحة الغبية، وأنا أضع يدى على عيناى لأحجُب ضوء الشمس القوى الذى ضرب عيناى فجأه، لِأجِدُنى واقِفةٍ، أمام منزلى !

-----

وِجهه نظر داريان

أخبرتُ كريس عن أننى دعوتُ ميلينا لِتناوِل العشاء معنا، اليوم، فى الثامِنة، حتى قال بِأنه سيُساعِدُنى بِتجهيز العشاء

عِندما أخبرتُ كريس عن سلوك ميلينا الحاد، والمُتقلِبُ أحياناً، أخبرنى بِأننى يجِبُ أن أتصِل عليها وأتأكد مِنَ أنها ستأتى، هو تفاجأ فقط مِنَ أنها وافقت وقال بِأنها مِنَ المُمكِن بِأن تمتنِع عن الحضور، بِسبب مزاجُها المُتقلِبُ رُبما، أنا لم أقتنِع كثيراً بِكلامه فهو كان عشوائياً لِلغاية وأصر بِأن أرن عليها، ولكِننى على أى حال ألتقطتُ الهاتِف وظللتُ أرن على ميلينا، مرةٍ وأثنتين وثلاثٍ ولكِنها لا ترُد، قال كريس بِأن أستمِر بِذلك حتى تُجيب، وفعلتُ ذلِك، أبدو الآن كأحمق

عِندما أجابت قالت بِأنها ستحضُر، ولكِننى تفاجأتُ مِنَ سؤالِها عن حالى وعن حال سيلين أيضاً، أعنى لم أتوقع بِأن تقوم بِذلك، أنها غريبة الأطوار وتصرُفاتِها غير مُتوقعة !

على ذِكر سيلين، فهى أصبحت مُنذُ أن ألتقينا بِميلينا تتهربُ مِنَى، عِندما اطلُب رؤيتِها، حتى عِندما أتحدثُ معها تتحججُ بِأنها مشغولة وتُغلِق الخط على الفور، هل أخطأتُ بِشئ معها ؟

أشعُر بِأن هُناك خطباً ما، أولاً أصرار كريس الشديد علٌى لِأرن على ميلينا، وتصرُفات سيلين الغريبة، وأيضاً صداقة جون وسوزى المُريبة، كيف ؟ مِنَ أول لِقاء تنشأ بينهم علاقة صداقة عميقة ؟ حتى آلين والذى لا يُحادِث الفتيات، تسكع مع أيما !

وكُل ذلِك مِنَ ثانى لِقاء !، ما الذى يحدُث بِحق الجحيم ؟

بتر شرودى صوت أرتِطام شئ ماً بِالأرض، نهضتُ بِفزع لِأبحث عن ذلِك الشئ، والذى أرتطم بِعُنف وسبب ضجيجٍ فى أنحاء المنزِل !، أين الجميعُ بِالمُناسبة ؟

قلبتُ المنزل رأساً على عقبٍ ولم أجِد شيئاً، ذهبتُ إلى النافِذة لِأجِدُ الغُبار يُزينها، سعُلتُ وأنا أقترِبُ لِأجِد صندوقٍ ما مصنُوع مِنَ الحديد، يُزينه العديد مِنَ الكريستال .. الأسود ؟، منقوشُ عليه رمزُ ماً، رأيتُه فى مكانٍ ما، لا أتذكرُ تحديداً أين 

فتحتُه بِفضولٍ لِيطير شئ ماً ويتسبب فى أفزاعى ! شئ ماً يستمِر فى الطيران، صغير ولونه أسود يُزينه البقع البيضاء وقرنُ أبيض، هذا مُخيف 

"هل احلُم أم ماذا ؟" 

" يا الهى ليس مُجدداً، أُريدُ فقط رده فعلٍ مُختلِفة " هل هذا الشئ يتحدث الآن ؟

"بِالمُناسبة، أُدعى ألورا" أن كان أحدُ غيرى لفزع على الفور !، ولكِننى هادئ، هادئ بِشكلٍ غريب، بدأتُ أشُك بِأن هُناك شيئاً غريباً يحدُث معى، وكأننى مررتُ بِتلك الأحداث مِنَ قبل

"أوه، ماذا تكُونُين بِالظبط ؟" 

"أنا مُرافِقتك"

--------

وِجهه نظر ميلينا 

أسيرُ الآن بِصمت مع هانا، والصدمة تعتلى وجهى، أنظر إلى الطريق بِشرودٍ كبير، أُفكِر فى ترتيب أفكارى 

أولاً، آشلى قالت بِأنهم الأعداء، كيف أكتشفوا أمرى وأنا مازلتُ لم أتخطى العشرةٍ أيام، كيف يُمكِنُ لِذلِك بِأن يحدُث ؟ 

ثانياً، كيف أُوتيت بِكُل تِلك المرونه، وكيف يُمكِنُنى القفزُ كالقِردةٍ هكذا مِنَ سطحٍ إلى آخر على الرغم مِنَ خوفى مِنَ المُرتفعات 

ثالِثاً، لِمَ لم يُطلِق علٌى النار ذلِك الوغد النينجا عِندما أُوتيحت له الفرصه ؟ وكأنه لم يُرِد أذيتى .. أذاً لِمَ يُطارِدُوننى مِنَ المقام الأول ؟

رابِعاً، لِمَ جعلتنى آشلى أكسِبُ الوقت وهى ظلٌت ساكِنة لا تفعل أى شئ

خامِساً والأهم، لِمَ لم يوجد بشرى واحِد ؟، وعِندما أختفوا وجدتُنى أمام منزلى، حتى أن المبانى التى تحطمتَ سابِقاً أصبحتَ الآن سليمة ؟

سبب داريان فى الرن علٌى ليس منطقياً !، أيُعقل وأن يكُونُ له علاقةٍ بِهُم ؟ 

هل كان داريان يعلم مُسبقاً عن كُل ذلِك ؟، حتى بِأن الوغد أخبرنى بِأن أُجيب، لِمَ سيجعلُنى أُجيب ؟، ماهو السببُ تحديداً ؟ 

كيف سأربُط بين كُلِ ذلِك ؟، ااه، لقد سئمتُ وملِلتُ حقاً، لِمَ لا أهرُب مِنَ كُل ذلِك ؟، لِمَ أنا تحديداً ؟؟

الكثير والكثير مِنَ التساؤلات، والتى تقتلُنى بِبطئ

"ميلينا ؟" فزعتُ على صوت هانا والتى كانت تهزُنى بِشدة لِفترةٍ، نظرتُ لها بِتساؤل 

"لقد وصلنا، فى ماذا كُنتِ شارِدةٍ هكذا ؟" رفعتَ حاجِباها بِتساؤلٍ لِأُجيب

"سأُخبرُكِ بِالداخل، أنتِ قُلتِ بِأننى سأحصُل على أجاباتى هُنا صحيح ؟" 

"أوه أجل !، هيا لِندخُل إذاً" 

سحبتنى بِسُرعةٍ إلى بيتٍ ما قديم، ما حُبهم فى تِلك البيوت ؟، حتى أن الباب مصنوع مِنَ الخشبٍ العتيق، أشُك بِأن دفعةٍ واحِدةٍ له وسيتحطم على الفور

ظلٌت هانا تقرعُ البابِ عِده مراتٍ ولا أحد يُجيب، حتى كانت تلعنُهم بين أنفاسِها، ما قِصتُنا اليوم مع اللعن ؟، لاحظتُ بِأننى لعنتُ أكثر مِنَ ما كُنتُ أتنفس !

"هؤلاء الأغبياء الملاعين، دائماً ما يفعلون هذا" قالت هانا بِعصبية وهى تدُق على البابِ بِقوة، أنها بِدايةٍ جيدةٍ لِى هُنا 

"قادِمة" صوتُ أُنثوى بِالداخِل صرخ بِتلك الكلِمة لِنشعُر بِصوت أقتِراب شخصٍ ما إلى الباب، صوتُها ناعِمُ جداً 

حالما فُتِح جزء مِنَ الباب حتى دفعت هانا الباب بِقوةٍ وهى تسحبُنى مِنَ مِعصمى معها وتُدخِلُنى إلى الداخِل بِعصبية

"أيها الحمقى، نحنُ بِالخارِج مُنذُ ساعةٍ ولم يفتح أحدُ مِنَكُم الباب، ماذا كُنتُم تفعلون بِحق الله" غُرفةٍ يملؤها الفوضى فى كُل مكان، وأربعةٍ أشخاصٍ جالسين فى مناطِق مُتفرِقةٍ بِأنحاء الغُرفة 

الفتاة التى فتحتَ لنا الباب مرٌت بِجانبى لِتدخُل الغُرفة وتصرُخ فجأة، قفزتُ مِنَ مكانى بِصدمة لِتهرع بِسُرعة إلى تنظيف الغُرفة المليئة بالفوضى 

لقد نسيتُ تماماً وصف المنزِل !، حسناً .. أنه يبدو مِنَ الداخِل رائعاً، رائعاً جداً، على الرغم مِنَ أنه ضيق، ولكِنه جميل 

الحائطُ مُزين بِشكلٍ مُبهر، موضوعٍ بِه العديد مِنَ الصور القديمة، وكأنها لِعصورٍ آخرى، بعضُ مِنَها تنتمى إلى العصر الڤيكتورى !، تِلك الفتاة التى فتحتَ لنا الباب، ترتدى فُستاناً يُشبِه الفساتين التى كانوا يرتدونها فى العصر الڤيكتورى !!، على الأرجح بِأنها هى من وضعت تِلك الصور، أُحِبُ أيضاً تِلك العصور القديمة، ولكِنها شِبه مهووسةٍ بِالعصر الڤيكتورى على ما أظن 

بِالمُناسبة، شعرُها يصِل إلى مُقدِمة كتِفيها وهو أيضاً بِاللون البُنى، عينان واسِعتان يتخللهُما اللون القُرمزى، بشرةٍ حليبيةٍ صافية مع ندبة بأعلى جبينها، أنها جميلةٍ حد اللعنة 

"هى مهووسةٍ بِالنظافة هكذا دائماً، ولا تتحمل رؤية الفوضى، تُدعى ڤيكتوريا" قالت هانا لِألتفت لها مُباشرةٍ 

"لا أقرأ الأفكار أو ما شابه، كُنتِ شاردةٍ بِها" لم أكُن أتأملُها، كُنتُ فقط أفكِر !، ولكِن أسمها .. جميل

"رفااااق !، أُعرِفُكم على ميلينا" ألتفت إلى الجميعُ بِسُرعةٍ عِندما توقفتَ هانا عن الصُراخ كالمجنونةٍ بِهم، يا ألهى، جميع الأعيُن نحوى

هذا مُوتِر، لا أُحِبُ جذب الأنتِباه، ماذا علٌى أن أفعل الآن، أشعُر بِأننى سأبكى

"ميلينا، هذِه ڤيكتوريا، والتى كُنتِ تتأملينها مُنذُ قليل" يال الأحراج، أكرهُكِ هانا أكرهُكِ، لِمَ تنظُر إلى ڤيكتوريا بِتلك الطريقة ؟، واللعنة لم أكُن أتأملُها، أود فقط الصُراخ على تِلك الهانا بِشدة 

"أما الحمقاء التى تجلِس بِفوضاويةٍ هُناك، المُمسِكة بِالحلوى، تُدعى كلوي" 

فتاةٍ فى العشرينيات مِنَ العمر، ترتدى ملابِس مُعاصِرة، طويلة القامة، عينان ناعِستان بِاللون السمائى وشعرُ أسود طويل يمتد إلى مُنتصف ظهرها، تلفُه على شكل ذيل حُصان بِفوضاويةٍ، واللعنة أبدو قبيحةٍ مُقارنةٍ بِالفتياتٍ هُنا

"والقِرد هُناك، يُدعى أندى، صديقى المُفضل، لا تقتربِى مِنَه حتى" 

حسناً أنه وسيم، فكُ حاد، ذو لِحيةٍ قصيرة، عينان سوداويتان وشعرُ حريرى خِصالُه سوداء، يجلِس على أريكةٍ بِأهمال لِينظُر إلينا بِكُل برودٍ ويتجاهلُنا تماماً، أنهُم حفنةٍ مِنَ المجانين 

"المعذِرةٍ أيتُها الحمقاء، أنه صديقى أنا" قالت ڤيكتوريا بغضب لِتتوقف عن ترتيب الغُرفة وتنظُر إلى هانا بِحده

"ها قد بدأنا" ألتفتتُ إلى كلوي والتى رفعت أيديها بِقله حيله لِتتشاجر الأثنتان معاً

"أنظُرى إلى نفسك، لِمَ يُريد أندى صداقة مهووسةٍ للنظافة مِثلك" صرختَ هانا بِهيستيريه فى وجه ڤيكتوريا

"على الأقل لستُ حمقاء أقوم بِتصرُفاتٍ عشوائية وأُعرِض فريقى لِلخطر دائماً"

"حقاً ؟، ذكرينى ثانيةٍ ماهى قُدرتُكِ بِالتحديد ؟، أهى تنظيفُ ساحة المعركة أم مُراقبةٍ فريقُكِ وهو يسحقُ الأعداء ؟"

"لا تُقارنيننى بكِ، فأنتِ الأسوأ"

"على الأقل أنا مُفيدة وسيؤثر غيابى على الفريق"

"أتعلمين شيئاً ؟، لستُ فى مزاجٍ جيد لِلشجار معكِ لِذا أغربى عن وجهى"

"ولِمَ سأودُ بِأن أعلم أصلاً ؟"

ظلٌت الأثنتان تتشاجران قرابةٍ الخمسة عشر دقيقة بينما أندى يجلِسُ بِعدم أكتِراثٍ على الأريكة يلعبُ لِعبةٍ ما على هاتِفه، لِمَ لا يتدخل الأحمق ويوقف هذا الشجار الطفولى ؟، وجدتُ شخصاً ما مغرور أكثر مِنَ هانا الآن

 نطقتَ كلوى آخيراً مُتوسلةٍ إلى أندى"أندى أجعلهُم يتوقفون، أشعُر بِأن واحِدةٍ مِنهم ستبدأ بِشد شعر الآخرى"

"رِفاق، كفى الآن" قال أندى بِتملُل وهو يعتدِل فى جلستُه على الأريكه 

"أخرس !" صرختَ هانا و ڤيكتوريا فى نفس الوقت بينما يلتفِتون وينظرون إلى أندى بِحده

"رِفاق جِدياً، كفى الآن، فلدينا ضيفه" قالت كلوي بِهدوء لِتنظر كُل مِنهُما إلى وتبتعد كُل واحِدةٍ عن الآخرى

"أذاً، من تِلك ؟" أشار أندى بِعينيه علٌى

"أخبرتُك لِلتو !، تِلك هى ميلينا، المُختارة المُنتظرة" عرفتَ عنى هانا بِدراميةٍ وهى تفتحُ ذِراعيها، كانت ڤيكتوريا تشربُ الماء ثُم سكبته ما أن نطقت هانا بِتلك الجُملة، لِيعتدِل كُل مِنَ أندى وكلوي فى جلستِهم وينظرون إلى بِأهتِمامٍ بِالغ، ما الذى يحدُث، هذا مُخيف

"أين وجدتِها ؟" قالت كلوي بِأهتِمامٍ شديد لِتبتسِم هانا بِأتِساعٍ وتقول 

"هى معى بِالصف، لا تشكُو بِقُدراتِى مرةٍ آخرى وتقومون بِالتفوه بِالتُراهاتٍ لِأننى رائعة .. حسناً هذا كان بِالصُدفة"

أنا الآن لم أعُد أفهم شيئاً، هل كانوا يبحثون عنى ؟

نظرتَ إلى كلوي والتى بدا أنها فهِمت بِأننى مُشوشة، لِتُشير إلى بِالجلوسِ على أريكةٍ ما

عقدتُ حاجِباى ونظرتُ بِعدم فِهم لِتسحبنى مِنَ رزغى بِسُرعةٍ وتُجلِسُنى على الأريكة، كان هذا سريعُ جِداً، ما الذى ينبغى علٌى أن أفعلُه الآن ؟، واللعنة أنا مُتوتِرةٍ جِداً

أقُولها ولِلمرةٍ الألف، أكرهُكِ هانا

"رِفاق، الصغيرة تبدو مُشوشة، لِمَ لا نُخبِرُها بِكُل شئٍ الآن" قالت كلوي وهى تمضغُ العِلكة، على الرغمِ مِنَ أننى أتصببُ عرقاً لِأننى لا أعلمُ ما الذى ينبغى علٌى فِعلُه، ولكِننى أؤيِدُها بِشدة، أنا أُرِيدُ بِأن اعلم، سئمتُ مِنَ كُل ذلِك 

"حسناً، من سيحكى تِلك القِصة لها ؟" تسائل أندى لِترفع كلوى يدها بِحماس، لِتتنهد ڤيكتوريا وتقول بِحزم "لن يقوم أحدُ مِنَكُم بِفعل ذلِك، على شخصٍ على درايه بِكُل شئ بِأن يحكيها" قالت وهى تُشير إلى نفسها بِفخر، تروق لى تِلك الفتاة

"سنذهب إلى تِلك الغُرفة، أما جميعكُم ستُنظفون المنزِل بِأكملِه، الآن" تنهد الجميع بِملل وتفرق كُلٍ مِنهُم إلى غُرفةٍ ما

نظرتَ إلى ڤيكتوريا بِأبتِسامة لِتقول "تعالى معى"

-------

وِجهه نظر داريان

"أذا يجِبُ علٌى أبقاء هويتكِ سرية ؟" 

"تماماً" 

تنهدتُ بِتعبٍ لِأنظُر إلى السقف بِشرود، لا يُمكِنُ لِلأمور بِأن تُصبِح أسوأ صحيح ؟

"داريان !" هل هذا أبى الذى صرخ بِأسمى الآن ؟، حسناً الأمور الآن أسوأ

أشرتُ إلى ألخِزانة لِتختبئ بها ألورا ولكِنها تقول بِأنه يجِبُ عليها البقاء معى دائماً، أخذتُها ووضعتُها بِجيب سروالى لِأننى كُنتُ على عجلةٍ بِالنزول إلى أبى، يبدو غاضِباً

"ما الأمرُ أبى ؟" تسائلتُ عن سبب غضب أبى العارِم وأنا أقترِبُ مِنه لِيصرُخ علٌى قائلاً

"هل دعوت أحدُ ماً إلى العشاء هُنا ؟" ما باله أبى ؟ أعنى لِمَ هو غاضِبُ لِأننى دعوت ميلينا ؟

"فى الحقيقة، أجل، أنها صديقة وتُدعى ميلينا .." بتر جُملتى صفعُ أبى لى

"ما مُشكِلتُك !" صرختُ بِه بِغضب لِيُجيبنى بِغضبٍ أكبر

"هل هى ميلينا كاڤيوس ؟، أجِبنى الآن !" 

"أجل !، لِمَ ؟" نظر إلى أبى بِعينان مُتسِعتان لِيقول بِحزم 

"لن أجعل التاريخ يُعيد نفسه مِنَ جديد، لن تأتى تِلك الفتاةٍ إلى هُنا ولن تلتقى بِها مُجدداً أبداً"

"ما مُشكِلتُك مع ميلينا ؟" 

لم أكُن غاضِباً مِنَ تحدثه عن ميلينا هكذا، كُل ما آثار غضبى هو ألقاؤه بِأوامِره على الدائمة مِنَ دون أخبارى بِالسبب، كُنتُ دائماً ما أحترِمُ أبى ولم أتجرأ قط على الصُراخ عليه، ولكِننى لم أعُد أتحمل، أشعُر بِأننى فقدتُ السيطرةٍ على غضبى

"لقد قلتُ بِأنك ستقطع كُل ما يربطُك بِتلك الفتاة، هذا أمر" 

"أن كانت تُزعِجُك إلى تِلك الدرجة فسأخُذها إلى مطعمٍ ما، وأن لم تُرِد ذلِك فستُخبِرنى بِالسبب" أنا واثِقُ تماماً بِأنه لِن يُخبِرُنى بِشئ، ولكِنه فاجأنى حقاً، كان يتحدث بِهدوء على غير عادتِه

"لدى مشاكِل فى العمل مع والِدها" لا أعلمُ عنكُم ولكِن بدت لى تِلك الحِجه غير مُقنِعةٍ بِالمره

"أسمع أبى، آسِفُ لِصُراخى عليك قبل قليل، ولكِن لا علاقة لِميلينا بِما يحدُث معك أنت ووالِدُها، ولا علاقة لِذلك بى أيضاً، أنا أيضاً من دعوتُها على العشاء، لا يُمكِنُنى ألغاءُ موعِدُنا" 

تنهد بِيأس ثُم قال وهو يهُز كِلتا كتفيه "حسناً كما تُريدُ داريان" 

هل أحلُم ؟ أم أحلُم ؟ لم يوافق أبى قط على طلبٍ يخصنى، أعنى أنه حرفياً لم يوافق على أى شئ طلبتُه منه

ذهبتُ إلى غُرفتى شارِد فى كُل شئ، حرفياً كُل شئ، تصرفات الجميع أصبحت غير مفهومة

------

ڤيكتوريا تقوم بِرواية القِصة لميلينا

بدأت القِصة مُنذُ زمنٍ بعيد، بعيد جِداً، مُنذُ لحظة الأنفجار العظيم، الذى يجعل البشر مِنه نظرية، مُدعيين الحماقة، فى الواقِع، تمكن العُلماء البشريين مُنذُ زمنٍ ليس بِبعيد مِنَ أثبات تِلك النظرية، كان ذلِك على وشك تدمير النِظام الكونى فلا يجِبُ على البشر معرِفة كيف بدأ الكون، لم يكُن التخلُص مِنَ أثباتاتِهم صعباً، ولكِنهم تمكنوا مِنَ تناقُل تِلك النظرية بِكثره، البشر بِالفعل يعلمون بِحقيقه النظرية ولكِنهم يستمِرون فى تجاهُل تِلك النظرية، رغم أدراكهُم بِأنها حقيقية، كانوا مُضطرين فقط على تجاهُلِها

'الأنفجار العظيم' تعتمد فكرة النظرية أن الكون كان في الماضى في حالة حارة شديدة الكثافة فتمدد، وأن الكون كان يومًا جزءٍ واحِدٍ عند نشأته، بعضُ التقديرات الحديثة تُقدِر حدوث تِلك اللحظة قبل 13.8 سنة، والذي يُعتبر عُمر الكون، وبعد التمدُد الأول، بَرَدَ الكون بما يكفي لتكوين جسيمات دون ذرية كالبروتونات والنيترونات والإلكترونات، ورغم تكون نويات ذرية بسيطة خِلال الثلاث دقائق التالية لِلأنفجار العظيم، إلا أن الأمر احتاج آلاف السنين قبل تكوّن ذرات مُتعادِلة كهربيًا، مُعظم الذرات التي نتجتَ عن الأنفجار العظيم كانت مِنَ الهيدروجين والهيليوم مع القليل مِنَ الليثيوم، ثم ألتئمت سحب عملاقة مِنَ تلك العناصر الأولية بالجاذبية لتُكوِن النجوم والمجرات، وتشكلت عناصر أثقل مِنَ خلال تفاعلات الأنصهار النجمى أو أثناء تخليق العناصر فى المُستعِرات العُظمى  [ويكيبيديا]

كانت أهم لحظةٍ بِالنسبة لِلنجوم تكون أول نِجمٍ لها، يحتفِلون سنوياً بِهذا الحدث المُهم، فلا يتكون النِجم مِنَ التكاثُر كالأنسان، فالوِلادة العادية لِلنجوم هى تكون النجوم مِنَ تجمُعات غُبارية وغازية في الفضاء وتُسمى السِدم، وتُوصِف التجمُعات الغازية الهائله التي لم تتشكل بعد بأنها مولّدة لِلنجوم، يُطلق عليها أيضاً «الحاضنات»، لأنها حاضنات للنجوم الوليده، تتكاثف أجزاء مِنَ تِلك الغمامة الهائِلة تحت تأثير جاذبيتِها فيؤدى ذلِك إلى نشأه وتكوين نجم أو عِده نجوم . [ويكيبيديا]

توجد طُرق آخرى لِولاده النجم ولكِن هذا ليس موضوعنا الآن

مُجتمع النجوم سبق البشرية بِملياراتِ السنوات، ما يزيدُ عنه فى الخِبرة، المعرِفة، فى كُل شئ ، حتى فى الذكاء، كان مُجتمع النجوم ذكياً حقاً لِأبتِكار مُرافقون لِكُل واحِد منهم، أو على الأقل أستغلال مُجتمع النيازِك والشُهب وجميع الأشياء التائهه فى هذا الكون الشاسِع، وتغييرها إلى الأفضل، ولأن مُجتمع النجوم له سُلطةٍ على هذا المُجتمع الصغير، أستطاع الأستِفادة مِنه، ولكِن دعونا لا نُسرِع فى الحُكم على مُجتمع النجوم، فقد كان مُجتمع النيازِك راضياً عن هذا، فبِجانب السُلطة، كانت هُناك قوانين صارِمة لِلكون .

لم يكُن مُجتمع النجوم وحده الذى أبتكر فِكرة المُرافقين، فكان لمُجتمع الثقوب السوداء دوراً مُهماً جِداً فى صُنعهم، عِندما كان مُجتمع النجوم مُتحِداً مع مُجتمع الثقوب السوداء تمكنوا مِنَ تحسين الكون ولو قليلاً، كان الأتحاد قوياً، حتى أتى ذلِك اليوم المشؤوم والذى دمر جميع أرتِباطاتِ وعلاقات النجوم مع مُجتمع الثقوب السوداء .

------

ألورا تقوم بِرواية القصة لِداريان

حدثت العديد مِنَ الصِراعات والحروب بين مُجتمع الثقوب السوداء والنجوم بِسبب فتاةٍ وفتى، مما أجبر مُجتمع الثقوب السوداء أن يفرِض قوانين صارِمة وواضِحة جِداً، كانت تنُص تِلك القوانين على عدم الأختِلاط بأى فردٍ مِنَ أفراد النجوم، حتى الآن مازالتَ تِلك القوانين مُستمِرة، ومن يخالِفُها يُعزل فى الفضاء وحيداً، أتتذكرون أكتِشاف العُلماء لِثُقبٍ أسود ؟، كان أول وآخر فردٍ يُنفى بِتلك الطريقة، حتى أن قُدرته على أبتِلاع الأشياء ضئيله، فعندما رأت فتاةٍ صغيرة ذلِك الفتى المُتهور الذى تجرأ على خرق القوانين والألتِقاء بِفتاةٍ مِنَ النجوم، علِم الحاكِم، وفزع الكُل، حتى قرر الحاكِم مُعاقبته بِقسوة، سلبه جزءاً كبيراً مِنَ قوتِه بِجانب نفيه، هل تعلم لِماذا يُعتبر الألتِقاء فقط بِشخصٍ من مُجتمع النجوم أمراً مُحرماً ؟

بدأت القِصة عِندما تقابل أبنُ الحاكِم المدعو بِ'مارتن سميث' مع فتاةٍ مُختارة 'إيرلى ويلسون'، لِلتوضيح أكثر مارتن ثُقباً أسود، بينما إيرلى نجمة، ولكِنها كانت مُميزةٍ بِحق، لم تكُن كأى مُختارةٍ أبداً، كان يعتبِرُها المُختارون الآخرون بِمثابةٍ القائدة، على الرغم مِنَ صِغر عُمرها، كانت الأصغر سِناً بينهم !

أُعجِب مارتن بِإيرلى، لم يكُن يتجاوز الـ 100 سنة حتى وهو بِمثابة الـ 17 سنة لِلبشر، أما إيرلى فكانت 70 سنة، ما يُعادِل الـ15 سنة !!

لم تكُن هُناك قوانين تمنع وجود علاقة بين ثقباً أسود ونجمة، فلم يعترِض كِلا الجانبين على علاقتهن خصوصاً بِأنهم أعتبروهم أطفالاً وأستهانوا بِهم، حتى أتى ذلِك اليوم الذى قرر فيه مارتن الأنفِصال عن إيرلى، تقول القِصص الشعبية بِأن إيرلى كانت شريرة ولم تُرِد أبداً سوى الشر بِأن يُلحق بِالثقوب السوداء، هُناك من يقول بِأن النجوم من خططوا لِكُلِ ذلِك حتى يتمكنون مِنَ قطع كُل الصِلات بِعالم الثقوب السوداء

------

"أتعنين بِأن إيرلى قررت الأنفصال عن مارتن بِسبب وحشيتِه ؟"

تماماً، كان مارتن يستغِل منصبه كأبنٍ لِلحاكم لِيتصرف بِوحشيه ويقوم بِأستغلال من يحلو له، حتى أن بعض الأشخاص يقولون بِأنه كان يُحاول أستغلال إيرلى أيضاً لِمطامعه، أو لِتحويلها إلى ثُقبٍ أسود حتى يستفيد مِنَ ذكائها وقُدرتِها على القيادة، ولكِن السبب حتى الآن ليس معلوم !

ما نعلمه حتى الآن هو أن مارتن فقد السيطره على قوته بعد رفض إيرلى له وقام بِأبتِلاع العديد مِنَ النجوم الصِغار، قامت الثقوب السوداء بِألقاء اللوم على إيرلى على الرغم مِنَ أن ذلِك كُله كان خطأ مارتن، لم يُقرر الحاكِم حتى أصدار أى عقوبة إلى مارتن لِأنه يكُونُ أبنه، لا يكون أبنه بِالتحديد ولكِن قديماً كان يُحبُ بعض الأشخاص رعايه النجوم الصُغار ونفس الشئ ينطبِق على الثقوب السوداء، أذا أردتِ رأيي، أعتقِدُ بِأن حاكِم الثقوب السوداء كان يُريد ولداً حتى يستغِله فقط، ويندمِج معه فى حاله مرضه أو أحتِضاره أو ما شابه، على الرغم مِنَ أن الثقوب السوداء لا تحتضر بِسُرعة، كان هذا الحاكِم قاسياً لِلغاية

------

كما قُلت، كان الحاكِم عطوفاً جِداً، حتى أنه قرر منح النجوم فُرصهٍ آخرى، لأنه كما قُلت تسببت إيرلى بِضياع العديد مِنَ الثقوب السوداء صغيره الحجم فى الفضاء، حتى بِأنهم لم يتمكنوا أبداً مِنَ العثور عليهم، فأن الأمر يُشبِه العثور على أبرةٍ فى كومة قش، كما أن إيرلى كانت السبب فى أحتِضار العديد مِنَ الثقوب السوداء الآخرى، كُل هذا بِسبب حُبها لِمارتن ورفضها تخليه عنها، كان هذا بِمثابه أنتِقام عانى مِنه هذا الشعبُ طويلاً

كان مُجتمع النجوم يضطهد الثقوب السوداء كثيراً، والسبب كان سخيفاً لِلغاية، فقط لِأن الثقب الأسود يولد مِنَ موت نجمٍ ما، أعنى ما علاقة الثقوب السوداء بِهذا ؟ هم لم يختاروا هذا حتى 

لِذا فقد تداول الناس العديد مِنَ الأشاعات، مِنها بِأن إيرلى كانت تود أستغلال مارتن لِسببٍ ما، أو أن مُجتمع النجوم يود فقط أيذائنا وذلِك عن طريق هلاك الثقوب الصغيرة

لم يُقرر حاكم النجوم مُعاقبة إيرلى وبدلاً مِنَ ذلِك قرر قطع كُل سبل التواصل بينهم وبين الثقوب، كان حاكم الثقوب لطيفاً لِطلب السماح مِنَ حاكم النجوم على خطأ لم يرتكِبُه، ولكن حاكم النجوم كان مُصِراً، وكأنه كان يُخطِط لِذلك الأمر مِنَ فترة، فقرر كِلا الحاكِمان فرض القانون الأهم، وهو منع أى علاقةٍ قد تتكون بين الطرفين

------

حاكم الثقوب هو من قرر قطع كُل سبل التواصل بينهم وبين النجوم !، حاول حاكم النجوم فقط حل تِلك المسأله بِهدوء، بِالرغم مِنَ فقدان العديد مِنَ شعبه، حتى بِأنه حاول أقامه مُعاهده سلامٍ بينهم، ولكِنه رفض، وتم وضع القانون الذى أراه سخيفاً، منع أى علاقة بين الطرفين، غير مسموحٍ حتى بِرؤية ثُقبٍ لِنجمة، قد تُفكرين بِأن الثقوب هم رِجالُ فقط ولكِن لا، يوجد العديد مِنَ النِساء أيضاً ولكِنهم غير جديرون بِالثقة، وأيضاً يوجد العديد مِنَ الرجال نجوماً، ولكِنهم سيختارون دوماً نساء النجوم على نساء الثقوب، فكما قُلت، هُم غير جديرون بِالثقة 

أما عن العاشِقان والذى خُلِد أسمائهم فى الفضاء، إيرلى ومارتن، لم تسمح لهم قوانين الكون مِنَ الأستِمرار على قيد الحياة، على الأقل كثقب أسود ونِجمة، العجيب فى الأمر هو أن كِلا المُجتمعين كانا راضيين عن ذلِك، بل وسلما مارتن وإيرلى إلى محكمة الكون على الفور، أما عن عقابهُما، فهُناك من يقول بِأن مارتِن قد تم نفيه إلى كوكب الأرض، وحُكِم عليه العيشُ مع البشر حتى نِهايتِهم، إى إلى الأبد، مع فقد كُل قواه

أما إيرلى فهى مفقوده، لا نعلم الكثير عن عِقابُها، ولكِن الأساطير تقول بِأنها مسلوبة القوى، وهُناك من سيأخُذ قواها، جُزء منها على الأقل، ولكِنها تبقى أساطير، فنحنُ لا نؤمِن بِذلك حتى

وِجهه نظر الكاتِبة

"لِمَ تُخبرينى تِلك القِصة ؟، أعنى هى خياليهٍ تماماً" قالتَ ميلينا بِتشوش                                                                     

                                     "لِمَ أود معرِفة كُل ذلِك، ما فائدتُه؟، لستُ مِنَ مُحبى القِصص الخيالية" قال داريان بِضجر

"هل أنتِ واثِقة ؟" قالت ڤيكتوريا 

                                                 "ولِمَ سأود بِأن أُضيع وقتى وأن أقُص لك قِصةٍ ما قبل النوم ؟" قالت ألورا بِتملُل

                                                 "ماذا تقصدين ؟!" نطق بِها كُل مِنَ داريان وميلينا 

"هل أنا .. فى الأصل .. نِجمة ؟"

                                                                    "هل تقصدين .. بِأننى .. ثُقبُ أسود ؟"
© مِـنّـة,
книга «J1407».
Коментарі