4- أنا أم القدر
"أشلى، مُرافقتكِ"
"مُرافِقتى ؟ أنا ؟ لِمَ أنا ؟"
"وما أدرانى !"
أزحتُ بِوجهى بعيداً عن آشلى غارِقةً أكثر فى مُحيط أفكارى، أعنى هل كُنتُ أحتاجُ إلى مصائب أكثر بِحق الله؟
"أنتِ محظوظةً لِلغاية يا فتاة، فالكثير يتمنى الحصول على مُرافِقةً رائعةً، مِثلى !"
"أرى بِالفعل كم أنتِ 'رائعة' " سخِرتُ مِنها بِحدة وأنا أُنصِص على رائعةٍ بِكلتا يداى
"أُدعى ميلينا" مددتُ يدى لِمُصافحتِها لِترفع أحدى حاجِبيها وتقوم بِمُصافحتى
كِدتُ أتحدثَ حتى قاطعتنى آشلى "ميلينا، أمامنا الكثيرُ الآن لِنفعله، يجِبُ أولاً أن أُعرِفُكِ عن نفسى جيداً وعلى الكثير الكثير مِنَ التُراهاتِ المُملة، لِذا ... ألتزمى الصمت ريثما أُخبِرُكِ بِكُل شئ"
أومأتُ بِهدوء وأنزِعاج، فقط حياتى أنقلبتَ رأساً على عقب، فى يومٍ واحِد
لِندعو الرب أن تنتهى آشلى تِلك بِسُرعة
----
ظلت لِأكـثر مِنَ ثلاثِ ساعاتٍ تعلِمُنى أشيائها الغريبةً والتى لا أعلم حتى الآن لِمَا قد أستفيدُ مِنَ كُل ذلِك
"ميلينا للمرةٍ المليون أُخبِرُكِ بِهذا، وأنتِ حتى لا تُنصتين"
"لا بأس بِجعلِها مِليون وواحِد !، هيا"
"حسناً، لقد سأمتُ، كُنتُ أقول بِأنه عِندما يرانى أحدُ ما مِنَ غير المُختارين سأختفى تماماً وسأُلعن فى الأرض، حتى يبقى سِرُنا أمِناً"
"من هُم المُختارون بِحق الله ؟"
"من لديهُم رفقاء، أعنى بِأنه هُناك أشخاصُ آخرى لديها رفيقُ، وكُل رفيقٍ يهبِطُ على الأرض فى أوقاتٍ مُعينة"
"متى يتِمُ أختيارِهُم ؟"
"يتِمُ أختيارِهُم قبل أن يأتون إلى تِلك الحياةٍ يا فتاة، عليكِ أن تكُونى سعيدة فأنتِ واحِدة مِنهُم" سخرتَ مِنى فى آخر جُملتِها، يبدو بأننى سأكُونُ على وِفاقٍ معها بِكُل تأكيد !
"كيف يتميزُ المُختارون عن غير البشر ؟"
"سؤال جيد، يتميزون بِالعديد يافتاة، ولكِننى لن أُخبركِ بِأى شئ الآن"
"حقاً؟"
"الأ أكفيكى أم ماذا ؟، على الأقل وجدتِ رفيقاً لا يعلمُ أحدُ بِه سواكى وأيضاً، يُمكِنُكِ مُشاركتى بِكُل شئ" قالت وهى تغمِز ثُم هبطتَ لِتجلِس على كتفى
"تقولين أذاً بِأنكِ ستختفين تماماً حين يراكِ أحدُ ماً، وقد أستنتجتُ بِأنه يجِبُ على أخفاؤكِ، لذا .. لستُ مُضطرةً لِذلك، ولن أُحاوِل حتى لِذلك جدى شخصاً آخر"
"بل مُضطرة، ميلينا، أولاً لا يُمكِنُنى أن أكُونُ مُرافِقةً لِشخصٍ آخر، لِذا أنا أيضاً مُجبرةً بِأن أكُونُ مُرافِقةً لِحُثالةً مثلكِ، وأيضاً يجِبُ أن أُساعدكِ بِتعلُم مُميزاتكِ، تِلك التى أخبرتُكِ عنها مُنذُ قليل"
"ولكِن كيف بِحق الله سأتعلمُها وأنا لا أعلمُ عنها شيئاً ؟"
"ستكتشفينها جميعاً، لا داعى لِلعجلة"
أغلقتُ كِلتا عيناى وتنهدتُ لِأقول "أشعُر بِأنكِ مُحِقة، سأثِقُ بكِ، يُمكِنُكِ مُتابعةً حديثكِ"
"حسناً، فى الواقِع، عِندما تحصُلين على مُرافِقة، أمامكِ عشرة أيام لِتعلُم جميع مزاياكِ فقط -"
"ماذا سيحدُث لو لم أتعلمُها جميعاً ؟"
"ميلينا، أنتِ كثيرة الأسئلة، دعينى أُكمِل كُل شئ أولاً ويُمكِنُكِ بعدها سؤالى !، لو لم تتعلميها جميعاً فى عشرة أيام لم تتمكنى مِنَ تعلُمِها بعدها، وهذا يضعُكِ فى خطر، فستُكشف هويتكِ"
أبتلعتُ غصتى وسألتُ بِتوتر وأنا أُدلِك رقبتى "خطرُ مِنَ أى نوع ؟"
"فى الواقِع -" لاحظتُ توتُر آشلى الشديد، "أعنى الأمر ليس سيئاً إلى تِلك الدرجة صحيح ؟"
"أسوأ، ستكُونين مُطاردة، ميلينا، فهُناك الكثير مِنَ الأعداء ينتظِرون فقط ظهور المُختارون، أحزرى ماذا يفعلون ؟"
"ربماا .. يسلِبونه قوته ويستفيدون مِنها لِصالِحهم ثُم يقتلون المُختار ؟، كما يحدُث فى الأفلام !"
"تماماً !" يا ألهى، الأمر مُرعِب
"لستِ المُتضررة الوحيدة، فسأكُونُ فى عِداد الموتى معكِ أيضاً أذا مُتِ، يُدفن المُرافِقُ بِجانِب المُختار"
"هذا لا يُشعِرُنى بِالراحة بتاتاً" تنهدتُ لِأسأل
"فهمت !، ماذا علٌى أن أفعل الآن ؟"
"أسمعى ميلينا، بِم أنكِ مُختارةً جديدة سيُحاوِلون أكتِشافكِ، فمازلتى ضعيفة، لِذلك، ستتصرفين بِطبيعية تماماً، كُل ما سنفعلُه فقط البعض مِنَ التمارين حتى يسهُل علينا فقط أكتِشاف مُميزاتكِ"
"حسناً، آشلى كُنتُ أود سؤالكِ عن -"
"أنا جائعة، وفرى سؤالكِ الآن" رفعتُ أحدى حاجِباى بِسُخرية
"سأذهبُ لِأحضار بعض الطعام، حمقاء" نظرتُ لها بِسخافة لِتستلقى على سريرى المُريح تفتح التلفاز وتُمسِك بِجهاز التحكُم عن بُعد وتُلوح لى، لم تُكلِف نفسها حتى عباء النظر لى، يبدو بِأن الموضوع سيكُونُ صعباً، وداعاً لِروحى مِنَ الآن
----
اليوم الثانى لِلذهاب إلى المدرسة، لبِستُ الحقيبة بِضجر وأنا أهبِطُ السلالِم بِهدوء، بِالتأكيد كان على آشلى مُرافقتى لِذلِك، ستختبئ بِجيب سُترتى، أعلم بِأنه هُناك العديد مِنَ الطُرق لِأخفاء آشلى، ولكِننى بِصراحة أكسل مِنَ أن أُفكِر بِها
شعرتُ بِحركة فى جيب سُترتى المدرسية لِأنظُر إليه، رفعتَ آشلى رأسها لى هامِسةً "ميلينا تذكرى، كُونى طبيعية"
تذكرتُ جميع تعلِيمات آشلى الآخرى والتى ظلٌت طوال الليل تُحدِثُنى عنها، يجِبُ علٌى أن أكُونُ مُركِزة، فأى خطأً منى سيؤدى بِهلاكى
عِندما أفقتُ مِنَ شرودى على صوت آشلى، أومأتُ بِهدوء لِأسير إلى المدرسة، فعلى ما يبدو بِأن سوزى لن تحضُر اليوم، أشعُر اليوم بِأننى مُختلِفة، بِأننى شخصُ آخر، لم تعُد حياتى طبيعيةٍ أبداً الآن، أصبحتُ فى سِباقٍ مع الزمن !، لِنر من سيربح، أنا .. أم القدر .
ولكِننى مُتأكِدة مِنَ شئ واحِد، بِأننى سأُحارِب، سأُحارِب لأنجو .
-------
وِجهه نظر داريان
"هل تعِبت أم ماذا فى لعِب دور الشخص المثالى" لمحتُ كريس يقِف أمام نافِذتى بِهدوءٍ غريب
"ماذا ؟ لا أفهم"
ألتفت كريس إلى بِغضب وهو يصرُخ"إلى متى ستظل تتحمل تصرُفات سيلين الحمقاء"
حاولتُ أن أكُونُ هادِئاً ولكِن أنتهى الأمرُ بى أصرُخ "كريس لا أعلم ما مُشكِلتُك معها !"
"مُشكِلتى هى أنها شريرة داريان شريررة ! تعلم تِلك العجوز الذى سممتَ سندريلا بِتُفاحة ؟ هى تكُونُ تِلك العجوز"
"قُلتُ .. يكفى !" ضربتُ الهواء بِذراعى بِعُنف لتعتلى الصدمة ملامِح كريس، ماذا ؟ لن أتحمل أكثر
"أن تحدثت بِسوء مرةً أُخرى عن سيلين، سأحرِقُك حياً، كريس"
ثُم تركتُ غُرفتى لِأذهب إلى الخارِج بِغضب، كُنتُ أسيرُ فى الشارِع بِغضبٍ عارمٍ حقاً، حتى أننى شعرتُ بِأننى على وشك تحطيم أى شخصٍ يقِفُ أمامى الآن، وجدتُ فيليب كان يقِفُ أمام محلٍ لبيع الحلوى، أخيراً، فكرتُ فى أن أذهب لِأتحدث معه حتى أنسى غضبى قليلاً مِنَ كريس لِأجِده واقِفاً مع فتاة، مُنذ متى ؟ فيليب يُخبِرُنا بِأنه لا يُحِبُ التسكُع مع الفتيات
وجدتُه يُمسِك بِيدها واضِعاً على ثُغرِه أبتِسامةً وأبتعدا سوياً، رائع لِمنَ أتحدثُ الآن ؟
قررتُ مُهاتفة جون، حتى نتقابل وأتحدثُ معه على تصرُفات كريس، ففى الآوانٍ الأخيرة أصبح كريس مُزعِجاً جداً
"مرحباً دارى، ماذا هُناك ؟"
"جون، أردتُ حقاً بِأن أُقابِلُك الآن، هل أنت مُتفرِغ ؟"
سكتَ جون لِلحظة ثُم تحدث أخيراَ "حسناً داريان فى الواقِع، أتسكعُ الآن مع سوزى"
"ما قِصتُك مع سوزى ؟ تتسكعان سوياً كثيراً"
"أنا أُحِبُ التسكُع كما تعلم، وآلين 'أُمى الغاضِبة' لديها أرتِباطُ عميق مع المنزِل، كما أنك لا تتسكع سوى مع سيلين، لذاً .."
"هون عليك يارجُل، لقد فهِمت، سأتحدثُ مع آلين أذا !"
"فى الواقِع، آلين الآن مع أيما"
"رفاق ما لعنتكُم !"
"أهدا دارى، أذا أردتَ رفيقة لِلتسكُع معها الآن ماذا عن سيلين خاصتُك ؟"
فى الحقيقة، معه حق، ولكِننى لم أُفكِر قط بِأن أُحادِث سيلين، لا أعلم السبب ولكِن أظُن بِأننى لا أُريدُها الآن "جون، لا أعلم ولكِن أظُننى لا أحتاجُ سيلى الآن"
سمعتُ صُراخ أنثوى بِجانب جون والتى مِنَ المُفترض أن تكُونُ سوزى "ماذا عن ميلينا !"
ماذا ؟ ميلينا من ؟
"هيا داريان !، لا يُمكِنُك الرفض لِأنها سخِرت مِنَ أسمك فقط صحيح ؟"
أوه أنها تقصد ميلينا كاڨيوس ! "أوه لا، لا أقصِد .. أنا أعنى .. لِما هى تحديداً ؟"
تلعثمتُ لِأننى تحدثتُ بِسرعة وبِدون تفكير، أقصِد كيف يُمكِنُنى كُرهها لِمُجرد شئ سخيفِ كهذا ؟ فى ماذا يُفكِرون ؟
كاد أن يتحدث جون لِينتشِل مِنه أحدُ هاتِفه، حتى أننى أسمع صوتَ تذمره مِنَ تِلك الحماقة، لِأستمِع تِلك المرة إلى صوتٍ أنوثى
"لا تقلق، داريان، فميلينا شخصُ رائع، أعلمُ بِأنها تبدو حمقاء كثيراً، ولكِن جرِب فقط ولو لِمرةً واحِدة !!"
"سوزى، أخافُ بِأن ترفُض"
"سأتحدثُ معها أنا أذا !، لا مُشكِلة داريان، أنا مُتأكِدةً بِأنها ستقبل"
"حسناً أذا !"
"لم أذهب إلى المدرسة اليوم وهى الآن فى الصف، بعد نِهاية يومِها الدراسى يُمكِنُكما التسكُع معاً، هل لديك مُحاضراتٍ الساعة الثالِثة ؟"
"لا، لدى واحِدةٍ فقط على الساعة الـتاسِعة، أنها بعد قليل"
"أذاً سأُخبِرُها أن تلتقيا عِند المُتنزة، الساعة الثالِثة عصراً"
"شكُراً سوزى، إلى اللقاء"
أغلقتُ المُكالمة مع سوزى لِأنظُر إلى السماء وأغمِض عيناى، أُصلى لِلأله بِأن تقبل، ما الذى ورطتُ نفسى بِه ؟
كان بِأمكانى بِكُل بساطةٍ أن أرفَض ولكِن كيف ؟ لا يُمكِنُنى قول 'لا' أبداً !
ما حدثَ الآن قد حدثَ، لا يُمكِنُنى تغيير الماضى، ليس علٌى الآن سوى الأنتِهاء مِنَ مُحاضرتى التى بِدتُ أراها مُملة، ثُم الذهاب إلى ذلِك المُتنزة والتحدُث مع ميلينا قليلاً، ليست هُناك مُشكِلة صحيح ؟
عندِى فِكرةُ أفضل، سأتظاهرُ بِأننى نسيت، لا بأس صحيح ؟، لا أشعُر بِالرغبة فى مُقابلة ميلينا تِلك
كما أنها لِنَ تأتى أصلاً !، ولكِن أين أذهب ..
لا بأس بِزيارة الميتم صحيح ؟، أشتقتُ كثيراً إلى اللعِب مع الأطفال الأن
-----
"آشلى !، لا يُمكِنُكِ التحدُث إلى وقت ما تشائين ونحنُ هُنا بِالمدرسة !، الأعيُن تتربصُ على أيتُها الحمقاء اللعينة" ذهبتُ إلى المرحاض ولم أكد أُغلِق الباب حتى طارت مِنَ جيبى وهى تتثائبُ بِملل على حديثى، أنها نُسختى الصغيرة
تواً أدركتُ كم أنا فظة بِالفعل
"ماذا هُناك ؟، فقط أُريدُ تناول الطعام"
"كان يُمكِنُكِ التحدُث بِهدوء بدلاً مِنَ رفع رأسكِ الكبير هذا خارِج جيب سُترتى !!"
خرجتُ مِنَ المرحاض عِندما أعطيتُ آشلى قِطعةٍ صغيرة مِنَ الحلوة والتى تمكنتَ على الفور مِنَ تناولِها دُفعةً واحِدة، واو ! أنها فعلاً النُسخة المُصغرةً مِنَى
الأمرُ صعبُ جداً، حقاً
ذهبتُ سريعاً إلى الصف لِأجلِس بِمكانى المُعتاد، وجدتُ هانا تضع رأسُها على الطاوِلة بِحُزن، كانت شارِدة
"أيتُها الحمقاء، هل أنتِ بخير ؟" هززتُها بِخفة لِتُبعِد يدِى عنها بِتعب
"حالتُها ميؤوس مِنها حقاً يافتاة" همستَ آشلى لِأنظُر بِتلقائية إلى جيب سُترتى، تهِز كتفيها بِقلة حيلة، تباً إن رأها أحدُ فسنهلك !، تلك الحمقاء المُستهتِرة، أمسكتُها سريعاً لِأضعها مُجدداً فى جيبى بِسُرعه
"أبتعدى عنى الآن، لستُ فى مزاجِ جيد للعبث معكِ، أنا مُتعبة" قالت هانا وهى تعبثُ بِأحد الكُتب وكِدتُ أتحدث حتى أوقفنى صوتها، صحيح صوت العجوز
"ميلينا، لِمَ لا تقفين الآن وتُخبرين الصف ما هى نظرية اينشتاين النسبية ؟ تِلك التى كُنتُ أتحدثُ عنها تواً" مهلاً متى دخلتَ إلى الصف أصلاً ؟
"أنتِ الآن هالِكة، وداعاً ميلينا سُررتُ بِمعرفتكِ حقاً" همستَ آشلى بِداخل جيبى لِأُغمِض عيناى مُحاوِلةً فى تمالُك نفسى، كان ذلِك كلام آشلى البارِحة، يجِبُ أن أكُونُ طبيعية وحريصة أكثر
لكِنها حمقاء بِكُل تأكيد !، لقد قرأتُ النظرية النِسبية وأحفظُها أكثر مِنَ حفظِى لِمواعيد أدويتى !، وقفتُ بِثقة وبِأكبر أبتِسامة واسِعة أجبتُ"بِكُل تأكيد ! النظرية الهندسية للجاذبية نشرها ألبرت أينشتاين سنة 1915 والوصف الحالي للجاذبية في الفيزياء الحديثة. تعمل النسبية العامة على ...."
"كُنا نتحدثُ عن الخاصة" أجابتَ المُعلِمة بِتملُل مُربِعةٍ ذراعيها لِتتحول أبتِسامتى لأُخرى بلهاء، سمعتُ صوت آشلى وهى تضحك، بِربك !، حتى هانا الحمقاء كانت تُحاوِلُ بِصعوبة كتم ضحِكاتِها .
"الأمُر مُضحِك لِلغاية، كُنتُ فقط أعلمُ مِنَ البِداية ولم أستطع مقاومة الرغبة فى الضحك، أعنى أُنظرى إلى وجهِك !، كُنتِ واثقة لِلغاية عِندما بدأتِ تتحدثين كموسوعة ويكيبيديا" تلك الحمقاء الصغيرة، آشلى تستمتِع فقط بِمُعاناتى !
"آنسة ميلينا، أنا لأ أقوم بِشرح النظرية لِنفسى، أنا أعلمُها بِالفعل، وأبذِل مجهوداً كبيراً حتى أستطيع تبسيط المعلوماتِ لكُم، ليس ..." ظلت تتفوه تِلك العجوز كثيراً حتى توقفتُ عن الأستِماع لها، بدأتُ أنزعِجُ حقاً، لم تكد تقول لى بِأن أجلِس حتى جلستُ على الفور
ألتفت العجوز تُكمِل الشرح وكأن شيئاً لم يكُن، جلست فوق الكُرسى الخاص بِها، فوق رأسِها مُباشرةٍ السبورة مُثبتةً بِها المِمحاه
ثقبتُ المِمحاه مِنَ نظراتى القاتِلة والتى تمنت حقاً وقوعها فوق العجوز، فور ما وقعت عينى على رأس العجوز، سقطت عليها المِمحاه فعلا !
كُنتُ شارِدة وظننتُ بِأننى كُنتُ أحلِمُ كعادتى فى الصف، أحلام اليقظة، ولكِن هذا حدث فعلاً، هذا رائع، حتى أُمنياتى تتحقق !، أنظُرى لها يافتاة أنها تُحاوِلُ تنظيف الفوضى التى حلٌت بِالصف والجميع يصرُخ ويركُض فى كُل مكان، لِمَ كُل هذا ؟ أعنى أنها مُجرد ممحاة
"ميلينا، أنها أُولى مُميزاتُكِ"
---------
"آشلى، هل أنتِ واثِقة ؟، ماذا وأن كانت مُجرد صُدفة ؟"
قلتُ لِتلك الآشلى عِندما خرجنا مِنَ الصف وذهبنا لِصفٍ مهجور فى المدرسة، لا يصِلُ إليه أحدُ كثيراً، ظلٌت آشلى قرابهٍ ساعتين تُحاوِلُ جعلى أرفعُ بِعيناى تُفاحةٍ ماً، ظلتُ أُجرِب ولكِن الأمر فقط يفشل
"ميلينا، فقط ركزى، أُنظُرى إلى تِلك التُفاحة، تخيلى أنها ريشة، وحاولى النظر إلى تِلك الريشة بِقوة، ما أن تشعُرى بِأنكِ مُمسِكةٍ الريشة، حاولى رفعها، الأمرُ سهل"
"حسناً" حاولت لِلمرةٍ الألف، كُنتُ مُتأكِدةٍ بِأن الأمر سيفشل، ولكِننى قررتُ التركيز هذِه المرة
نظرتُ إلى التُفاحة وفعلتُ كما قالت آشلى تماماً، وأحزروا ماذا ؟، تمكنتُ مِنَ رفعها !!
لا يُمكِنُنى شرحُ ما شعرتُ بِه تماماً، شعرتُ وكأننى كُنتُ شارِدةٍ فقط أو أحلُم، فقط عِندما رفعتُها توقفت جميع الأصواتِ مِنَ حولى، ولم أشعُر بِشئ سوى بِالتُفاحة، عادت الأصواتُ مِنَ حولى عِندما فقدتُ التركيز، أو فقدتُ التواصل مع التُفاحة، على صوت آشلى بِالطبع !
"ميلينا أحسنتِ !، لم يفعل أحدُهم مثلكِ مِنَ قبل !!، لم يتمكن أى مُختار مِنَ أكتِشاف أُولى مُميزاتِه فى أول يومٍ مِثلك"
"هذا لِأننى مُميزة، صحيح ؟" نظرت إلى آشلى بِعدم تصديق لِنبدأ فى الضحِك
بدأ المرحُ الآن
------
مرت خمسة أيام، بِدون تعلُم أى مُميزةٍ جديدة، لا أستطيعُ فِعل شئ سوى تحريك الأشياء بِواسِطة عينى، ولكِننى لاحظتُ أرهاق عيناى كُلما حاولتُ رفع شئ أكبر، حتى أننى حاولتُ قبل يومان رفع صندوق ملئ بِالمُعِدات الثقيلة ولكِن أنتهى بمقلتاى الأمر مُزينتان بِاللون الأحمر، حرفياً كانت كلتا عيناى يملؤهما اللون الأحمر، بدوت وقتها كمُدمِنة !
صرختُ حينها على آشلى ومِنَ وقتها وهى لا تُريدُ مُحادثتى، ماذا ؟ لقد شعرتُ بِالخوف فقط، لم أكُن أقصِدُ بِالتأكيد، تشاجرنا سوياً حتى أنتهى بِنا الأمرُ هكذا، نسيرُ فقط دون أن نتحدث
زادت علاقتى مع تِلك الحمقاء هانا ولكِن أشعُر بِأننى بدأتُ أبتعِد عن أيما وسوزى، أعنى هُم يقضون أغلب أوقاتِهُن يتحدثن عن جون وآلين، هُم من بدأوا صحيح ؟، كما أننى سمِعتُ سوزى تتحدثُ مع أيما عن أنها هى وجون أتفقتا على تفريق داريان عن سيلين، حتى أن سوزى قالت بِأنها أخبرت جون ذاك بِأننى مُناسِبةٍ لداريان !، هُراء فتياتٍ لا أكثر
أُمضى وقتى أُحاوِلُ تطوير مُيزتى الوحيدة، وأكتِشاف مُميزاتٍ أكثر، وهم يتحدثُون بِالهُراء !، كم هُن مُتفرِغات، حتى ظلت آشلى تسألُنى عن داريان ذاك !، هى حتى لا تثِقُ بِكلامى، أنا حقاً لا تجمعُنى علاقةٍ بِه أبداً، تقابلنا صُدفةٍ فى دار الأيتام، وهذا زاد مِنَ شكوك آشلى
عودةُ إلى الوراء
قبل يومان، تحديداً قبل مُشاجرة آشلى وميلينا
كم أُحِبُ الأطفال، أُحِبُ كثيراً الذهاب إلى الميتم، فقط عِندما أشعُر بِالأختِناق، أتى إلى هُنا حامِلةٍ معى العديد مِنَ الهدايا والبالونات، كما أن الأطفال يُحِبُوننى كثيراً هُنا، يُمكِنُنى فقط التصرُف بِطبيعيةٍ هُنا صحيح ؟، لستُ مُضطرة لِلتصنُع
"غريب، أين الأطفال ؟، هُم فى العادة يكُونون مُتحمسين لِرؤيتى" سألتُ لِأنظُر لِآشلِى لِتهُزِ كتِفيها بِقلة حيلة
"ميلينا !، مرحباً بكِ هُنا مرةً آخرى، الأطفال يلعبون الآن مع السيد بِالداخل، يُمكِنُكِ الأنضِمام لهُم" فزعتُ وألتفتُ إلى الوراء بِسُرعة، أنها اليانور، عجوز طيبة تهتمُ بِالأطفال، أنها لطيفة وأُحِبُها، لحظة .. هل أستمعتَ إلى حديثى مع آشلى، يا ألهى
لاحظت اليانور علامات الفزع فى وجهى لِتسأل بِقلق "آنسة ميلينا، هل أنتِ بِخير ؟، آسِفة لم أكُن أقصِدُ أخافتكِ، ظننتُكِ تسأليننى عن مكان الأطفال"
أوه لقد فهِمتُ الآن، تحدثتُ بسرعة مُتلعثِمةٍ "لا لا، كُنتُ أسألُكِ بِالتأكيد، من سأسأل غيرُكِ أصلاً ؟" ووضعتُ أبتِسامةٍ بلهاء
"توقفى، ميلينا تبدين مُخيفة، لِنذهب إلى الأطفال فقط"
"أوه حسناً، يجِبُ على الذهابُ الآن، سيدة اليانور !، أراكِ فيما بعد" ثُم ألتفتتُ بِسُرعة لِأدخُل إلى دار الأيتام بِسُرعة، خُيِل لى بِأن اليانور قالت بِأننى مُريبة !، لا يهُم الآن
عِندما دخلتُ ألتفتَ جميعُ الأطفال إلى لِأبتسِم وأركُض لِمُعانقتِهم، كم أُحِبُهم حقاً، بدأتُ أوزِع عليهُم الهدايا التى أحضرتُها، حتى تبقى طفلُ آخير، ستيفن !
رأيتُه جالِس بِالقُرب مِنَ شخصٍ ماً، هل أتوهم، أم أن هذا .... ؟
"ميلينا، لم أتوقع بِأن أراكِ هُنا" نعم، داريان
"من هذا أيضاً؟" همستَ آشلى لِأتجاهلُها وأقوم بِالرد على هذا الداريان
"آتى إلى هُنا بِأستمرار، أنا التى لم تتوقع بِأن تراك هُنا، داريان" أجبتُ بِسُخرية لِتعلوا زاوية شفتاى بِمكرٍ وأقوم بِتجاهُله لِأبحث عن ستيفن، أنه فقط جالِسُ بِجواره يلعب لعبةٍ ما على هاتِف، أعتقِد بِأنه لِداريان
"ستيفن !، لقد جائت ميلينا، ألن تُرحِب بى ؟، أحضرتُ لك هدية !" قُلتُ بِأبتِسامةٍ واسِعة لِيتجاهلنى ستيفن، هل أدار لى ظهره ؟، لِمَ يتصرفُ هكذا، هو حتى لم ينظُر إلى
"ستيفن، ألا تود رؤيتى ؟" أجبتُ بِحُزنٍ مُصطنع، حتى لمحتُ داريان يُحاوِل كتم ضحِكاتُه بِصعوبة، لِماذا يضحك ؟، ما المُضحِك ؟
"حسناً، سأُعطى الهدية لِداريان إن لم تأخُذها !" حاولتُ أثارة غيظِه غير مُدرِكةٍ ما تفوهتُ بِه تواً، لِينظُر إلى داريان بِتفاجؤ، حتى أننى أشعُر بِأن آشلى ستُحرِقُنى بِنظراتِها
"كُنتُ أعلمُ بِأن بينكُما شيئاً ماً" همستَ آشلى لِأُحاوِلُ فقط تصحيح ما قُلته حتى قاطعنى ستيفن تِلك المرة
"أعطِها له، أنه لطيف، ويستحِقُها، يُمكِنُنى التنازُل عنها" هل قام داريان بِسحر ستيفن أم ماذا ؟
أمسكتُ داريان مِنَ ياقة قميصه لِأصدِمه بِالجِدار، وهددتُه قائلةٍ
"لا أعلم أيُها اللطيف ماذا فعلتَ بِستيفن بِالظبط، ولكِننى لن أسمح لك بِأن تأخُذه منى، هل تسمعُنى ؟"
"غبية" قالها داريان بِأتِساع لِأُلاحِظ نظراتُه الفضولية على .. سُترتى ؟ هل أرتديتُها بِالمقلوبِ ككُل مرة ؟
"لستُ غبية" ثُم تركتُ ياقة قميصِه وخرجتُ مِنَ الميتم بِسُرعة
"ميلينا، أخبرينى ما هى علاقتُكِ بِداريان ولن أتذمر أعِدُكِ" توقفتُ عن السير لِأنظُر إلى آشلى التى طارت وجلست فوق كتفى كالمُعتاد مِنها، بِم أننا نسيرُ فى شارِعٍ مهجور نوعاً ما، ولِأننا فى الليل لن يجرؤ أحدُ على القدومِ إلى هُنا
لم أكُن أُحِبُ تِلك الشوارِع، ولكِن بِصُحبه آشلى، أسيرُ بِها حتى يُمكِنُنا التحدُث بِراحة
"آشلى، حقاً لا شئ، هو أصلاً لديه حبيبة، سيلين البلهاء تِلك"
"لِمَ أشُم رائحة الغيرة ؟"
"أنتِ حمقاء صحيح ؟، لم أُقابِله سوى مرة، وهذِه المرة الثانية التى أراه بِها"
"لا أُصدِقُكِ"
"آشلى، أنا غاضِبةٍ الآن، لقد سرق ستيفن منى، كُنتُ أراه لطيفاً ولكِن .. لا يُمكِنه فِعل ذلِك، هو لديه العديد مِنَ الأشخاص فى حياتِه بِالفعل"
"هونٌِ عليكِ يا فتاة، واثِقةٍ بِأنه ستكُونُ هُناك قِصة حُبٍ عظيمةٍ بينكُما"
"لا تكُونى سخيفة"
العودة إلى الحاضِر
هذا كُل شئ، لم أتقابل معه بعدها سوى بعض المرات والتى دعانى فيها إلى تناوِل العشاء فى منزِلُه، كان يُكرر أعتِذاراتُه الحمقاء تِلك مِثله، 'لِمُصالحتى'، ويقول بِأنه يُريدُ تكوين صداقةٍ معى، فى آخر مرةٍ كان يدعونى بِها، تحدثتُ آشلى أخيراً وهى تُخبِرُنى بِأنها ستُسامِحُنى أن وافقت، لا أُريدُ تكوين صداقةٍ معه حقاً، ولكِننى أهتم لآشلى، لِذلك وافقت، وسأذهبُ اليوم الساعة الثامِنةٍ مساءاً إلى منزِل داريان چيمس
ما أثار غيظى حقاً بِأن آشلى الغبية لا تتحدث إلى، كُلما ذكرتُها بِأتفاقنا بِأنها قالت لى بِأنها سامحتنى، ولكِنها لن تتحدث معى، حقاً ؟
لستُ مُتفرِغةٍ حقاً إلى تِلك السخافة، لدى أمور أكثر تعقيداً، كأكتِشاف باقى مُميزاتى !
لِنأمُل فقط بِأن أستطيع فعل ذلِك قبل أنتِهاء الخمسة أيام المُتبقيين ..
قطع شرودى وصول هانا، كُنتُ أقِفُ أمام بابِ منزلى غارِقةٍ فى التفكير مُنتظِرةٍ هانا، لِأن سوزى تقريباً تشاجرت معى وقالت بِأنها لن تأتى لتصِطُحِبُنى إلى المدرسةٍ مرةٍ آخرى، قائلةٍ بِأن هانا أخذتنى مِنَهم، أنا حقاً حقاً لم أكُن قادِرةٍ على تبرير شئ لها
حسناً أنتهى الآن الجُزء المُهِمُ مِنَ كلامى، لِنذهب الآن إلى المدرسة
ظلٌت هانا تمزح معى لِأُبادِلُها المُزاح، لا شئ حدث مُهِمُ حقاً ولا يستحِقُ الذِكر
جلسنا أنا وهانا على مقاعِدنا مُنتظرين بِتملُل أنتِهاء ذلِك اليوم الكئيب
"أيتُها الحمقاء، ماذا أحضرتِ ؟" سألتُ هانا والتى كانت تُخرِجُ شيئاً ما مِنَ حقيبتِها
"أنه لِمشروع اليوم، ما رأيُكِ ؟، بِالطبع لقد نسيتِ ِلِذا حضرتُه لنا سوياً !، مصنوع مِنَ الخزف" قالت وهى تضع العديد مِنَ الأشياء على الطاوِلة
"لِمَ الخزفُ تحديداً ؟ وما هذا بِالظبط ؟"
"سأُخبِرُكِ، المشروع هو صِناعة خزفٍ يدوياً !، لِذا أمضيتُ الليلة الماضية جميعُها فى صِناعتُه، ولِأنه مشروعُنا، فقررتُ أضافة لمستى الخاصة، صنعتُه على شكلِ قلعةٍ صغيرة، أليس مُزهِلاً ؟ لقد أمضيتُ الكتير مِنَ الوقتِ حقاً فى صِناعتُه حتى أننى جُرِحتُ فى كِلتا يداى !!"
"أنتِ بارِعةٍ فى هذا !" قلتُ وأنا أتحسس تِلك التُحفة الفنية أمامى، أنها مُتقنة، أنا لا أُبالِغُ ولكِن حقاً أنها مُذهِلة، كيف تمكنتَ مِنَ فعلِ شئ كهذا بِتلك الدِقة ؟، وكأن آلةٍ هى ما صنعته
"أعلم أعلم، أمامُكِ الكثير لِتتعلمِيه عنى، ميلينا" ثُم غمزت، حمقاء
"صديقتُكِ تِلك بارِعةٍ للغاية، وهذا يُدخِل إلى الشك" قالت آشلى آخيراً لِأنظُر لها بِعدم تصديق، هل تحدثتَ معى تواً ؟، جيد
سمِعتُ أحدى الطُالِبات تتحدتث عن الخزف التى صنعتُه الحمقاء
"ستحصُل تِلك الحمقاء بِكُل تأكيد على درجاتٍ مُرتفِعة هى والبلهاء ميلينا بِجانِبها"
"ماذا سنفعلُ الآن ؟"
"يجِبُ أن نكسِر الخزف بِأى طريقةٍ"
"يافتياتٍ أهدأن، سنجِدُ الحل"
نظرتُ إلى ورائى بِسُرعة لِأجِد تِلك الفتيات والتى أعلم صوتهن جيداً يقبعون فى أول الصف ينظرون إلى واضعين أبتِسامةٍ مُستفِزة، ما الذى يحدُث ؟ كيف يُمكِنُنى سماعُهم وهم جالسِين بعيداً عنا، وأسمعهُم بِوضوحٍ أيضاً، هل تِلك ... !
"آشلى، آشلى ! يُمكِنُنى سماعِ أصواتٍ لفتياتٍ مِنَ بعيد، هل هذِه ميزة ؟"
"أوه أجل !، أخيراً ميلينا، لديكِ ميزة السمع وتحريك الأشياء مِنَ بعيد، علِمتُ أختِصاصُكِ، بقى أمامنا القليل !"
"مع من تتحدثين ؟" قالت هانا لِأنظُر بِجانبى بِفزع لِأجِد رأسها بِجانِب رأسى تماماً، ألهى هل رأت آشلى ؟
"اا أتحدثُ .. معكِ بِالطبع !، أقول بِأنه يجِبُ عليكِ توخى الحذر، فقد يُكسر .. تعلمين، الخزف الذى صنعتِه"
"حسناً" ثُم أكملتَ عمل شئ ماً لم أنتبِه له
لاحظتُ أتِجاه أحدى تِلك الفتياتٍ ألينا، أنا غبية ! لم أستمِع إلى ما يُخطِطون له، ماذا ستفعل ؟
"واو، الخزف الذى صنعتُماه رائع يا رِفاق"
"لم أطلُب رأيك" قُلنا أنا وهانا فى وقتٍ واحِد لِتتسع عيناها، أنا حتى لا أذكُر أسمها
أخذتَ الحمقاء الخزف مِنَ الطاوِلة وظلت تتفحصُه، لِأُلاحِظ همس أصدِقاؤها الأخرين مِنَ ورائها بِ "أفعليها"
"أعطِنى أياها" لتُحاوِل هانا أنتِزاع الخزف مِنها
"مهلا، عزيزتى أُريدُ رؤيتُه"
"لا" ظلٌ الأثنان يتنازعون على أناء الخزف والذى هُو على شكلِ قلعة، وأنا أُحاوِلُ حزر ما يُريدُون فِعلُه
لِألتفِت إلى الفتياتِ مرةٍ آخرى لِأرى فتاةٍ تهمِسُ لِرفيقتِها، حاولتُ التركيز لِأستمِع إلى ما يقولونه
"أنظُرى، ستقُومُ الآن كما أتفقنا بِترك الأناء لِيقع على الأرض وينكسِر"
"أوه لا !" همستُ بِها لِتترُك فِعلا تِلك الفتاة الأناء ليسقُط على الأرض
أنا لا أعلمُ الآن بِالتحديد ماذا يحدُث، هل أتوهم ؟، أم أننى الآن أُعانى مِنَ أحلامِ اليقظة، أم أتوهم !
أن الأناء يسقُط بِبُطئ شديد على الأرض، بُطئ مُستفِز، وكأن كُل شئ حولى تجمد، وكأننى أمتلِكُ كُل الوقت لِأمساك الخزف وأنقاذُه مِنَ السقوط قبل أن يُعلِن سقوطه على الأرض
حاولتُ رفعه بِواسِطة عيناى لِيتوقف عن السقوط، ويرجعِ كُل شئ ألى طبيعتُه، تنظُر هانا بِملامِحٍ غاضِبة على الفتاة
نظرتُ إلى الأناء لأراه يطُوفُ فوق الأرض، أوه مازِلتُ أتحكمُ بِه !، يا الهى يا الهى ماذا أفعل، أن رأى أحد الخزف الآن فسأقع بِمُشكِلة
"أُتركيه !"
"لا آشلى، سيسقُط ويتحطم"
"ليسقُط أذاً !، أم تُريدين فضح هويتكِ يا حمقاء !!"
لِأتركُه بِسُرعة، والغريبُ حقاً، والذى أثار دهشتى أكثر، بِأنه لم يتحطم !
لِتهبِط هانا وتُمسِك الخزف، ما لفت أنتِباهِى هو يديها، قالت هانا بِأنها أمضت الكثير مِنَ الوقت فى صِناعتُه وأنها تأذت فى كِلتا يديها صحيح لِمَ يديها سليمةٍ أذاً وناصِعة البياض أيضاً
بدأتُ أُهلوِس
تنفستُ بِراحةٍ أخيراً، أعتقِدُ بِأن الخزف كان بِالأصل قريب مِنَ الأرض، بِمَ أننى بِالفعل أوقفتُه عن السقوط، لِذا لم يتحطم، الأ يُمكِنُ على الأقل بِأنه خُدِش قليلاً ؟ أو تضرر بِمكانٍ ما بِه ؟
نظرتُ إلى الفتاة والتى تنظُر إلى الخزف بِصدمة
"هل ستذهبين الآن أم أُحطِمُ أنائكِ المُثير لِلشفقة فوق رأسكِ ؟" صرختُ بِها لِتذهب بِسُرعة وتجلِس فى مُقدِمة الصف، ما أثار غضبى بِأنها مِثالِية الصف، عاهِرة الصف كما وصفتُها سابِقاً، أى بِأنها تختص بِحل جميع مشاكِل الصف حتى المُعلِمة تُحِبُها كثيراً، مُتصنِعة لعينة أُقسِم
"هل تضرر الأناء ؟" سألتُ هانا والتى بدت مذعورة
"قليلاً، ااه تِلك اللعينة، سأُصلِحُه بِسُرعة" أومأتُ لها بِهدوء
هانا غريبة الأطوار، أنا أعنى بِأنها حقاً غريبة الأطوارِ هُنا
----
تغيبتَ المُعلِمة المُقزِزة، ذهبتُ إلى فصلِ خالٍ تماماً لا يذهبُ أى احدٍ مِنَ الطُلابِ إليه، بِسبب الشائعات التى تدور حول ذلِك الفصل، نعم ذاك الفصل الذى نجحتُ بِه فى رفع التُفاحة، ولكِننى حقاً لا أهتمُ، كُنتُ فى السابِق أهتم، ولكِن الآن، ما مِنَ شبحٍ يستطيعُ الوقوف أمام قوتى الخارِقة
دعكُم مِنَ هذا الآن، لِننتقِل إلى شئٍ آخر
جلستُ على أحدِ المقاعِد ليتحطم وأقع على الأرض، ليملئ الغُبار الصف بِأكملِه، ظللتُ أسعُل حتى خرجتَ آشلى وهى تضحك علٌى بِشدة
"حقاً ؟، هل أنتِ جادة ؟" وأنا أُنفِضُ ملابسى مِنَ الغُبار
"أنتِ مُضحِكة، يالكِ مِنَ حمقاء"
"دعكِ مِنَ هذا الآن، أرأيتِ ماذا حدث فى الصف ؟"
لِتتنهد وتُربِعُ يديها وهى تقُولُ بِشرودٍ "أجل رأيت، تِلك الفتاة، هانا تِلك غريبة"
"بِماذا تُفكِرين" قُلتُ لِأجلس على الأرض وأستنِد على الحائط المُلطخ بِالغُبار
"لستُ واثِقةٍ تماماً، ولكِن ما حدث، مُريب، أعنى .. أشعُر بِأن هانا ليست طبيعية"
عقدتُ حاجِباى بِعدم فِهم "ماذا تعنين ؟"
"أعنى ..."
بتر جُملة آشلى فتحِ باب الفصل على مصرعيه ! لِتنظُر هانا بِعدم فِهم إلى أنا و .. آشلى !
"مُرافِقتى ؟ أنا ؟ لِمَ أنا ؟"
"وما أدرانى !"
أزحتُ بِوجهى بعيداً عن آشلى غارِقةً أكثر فى مُحيط أفكارى، أعنى هل كُنتُ أحتاجُ إلى مصائب أكثر بِحق الله؟
"أنتِ محظوظةً لِلغاية يا فتاة، فالكثير يتمنى الحصول على مُرافِقةً رائعةً، مِثلى !"
"أرى بِالفعل كم أنتِ 'رائعة' " سخِرتُ مِنها بِحدة وأنا أُنصِص على رائعةٍ بِكلتا يداى
"أُدعى ميلينا" مددتُ يدى لِمُصافحتِها لِترفع أحدى حاجِبيها وتقوم بِمُصافحتى
كِدتُ أتحدثَ حتى قاطعتنى آشلى "ميلينا، أمامنا الكثيرُ الآن لِنفعله، يجِبُ أولاً أن أُعرِفُكِ عن نفسى جيداً وعلى الكثير الكثير مِنَ التُراهاتِ المُملة، لِذا ... ألتزمى الصمت ريثما أُخبِرُكِ بِكُل شئ"
أومأتُ بِهدوء وأنزِعاج، فقط حياتى أنقلبتَ رأساً على عقب، فى يومٍ واحِد
لِندعو الرب أن تنتهى آشلى تِلك بِسُرعة
----
ظلت لِأكـثر مِنَ ثلاثِ ساعاتٍ تعلِمُنى أشيائها الغريبةً والتى لا أعلم حتى الآن لِمَا قد أستفيدُ مِنَ كُل ذلِك
"ميلينا للمرةٍ المليون أُخبِرُكِ بِهذا، وأنتِ حتى لا تُنصتين"
"لا بأس بِجعلِها مِليون وواحِد !، هيا"
"حسناً، لقد سأمتُ، كُنتُ أقول بِأنه عِندما يرانى أحدُ ما مِنَ غير المُختارين سأختفى تماماً وسأُلعن فى الأرض، حتى يبقى سِرُنا أمِناً"
"من هُم المُختارون بِحق الله ؟"
"من لديهُم رفقاء، أعنى بِأنه هُناك أشخاصُ آخرى لديها رفيقُ، وكُل رفيقٍ يهبِطُ على الأرض فى أوقاتٍ مُعينة"
"متى يتِمُ أختيارِهُم ؟"
"يتِمُ أختيارِهُم قبل أن يأتون إلى تِلك الحياةٍ يا فتاة، عليكِ أن تكُونى سعيدة فأنتِ واحِدة مِنهُم" سخرتَ مِنى فى آخر جُملتِها، يبدو بأننى سأكُونُ على وِفاقٍ معها بِكُل تأكيد !
"كيف يتميزُ المُختارون عن غير البشر ؟"
"سؤال جيد، يتميزون بِالعديد يافتاة، ولكِننى لن أُخبركِ بِأى شئ الآن"
"حقاً؟"
"الأ أكفيكى أم ماذا ؟، على الأقل وجدتِ رفيقاً لا يعلمُ أحدُ بِه سواكى وأيضاً، يُمكِنُكِ مُشاركتى بِكُل شئ" قالت وهى تغمِز ثُم هبطتَ لِتجلِس على كتفى
"تقولين أذاً بِأنكِ ستختفين تماماً حين يراكِ أحدُ ماً، وقد أستنتجتُ بِأنه يجِبُ على أخفاؤكِ، لذا .. لستُ مُضطرةً لِذلك، ولن أُحاوِل حتى لِذلك جدى شخصاً آخر"
"بل مُضطرة، ميلينا، أولاً لا يُمكِنُنى أن أكُونُ مُرافِقةً لِشخصٍ آخر، لِذا أنا أيضاً مُجبرةً بِأن أكُونُ مُرافِقةً لِحُثالةً مثلكِ، وأيضاً يجِبُ أن أُساعدكِ بِتعلُم مُميزاتكِ، تِلك التى أخبرتُكِ عنها مُنذُ قليل"
"ولكِن كيف بِحق الله سأتعلمُها وأنا لا أعلمُ عنها شيئاً ؟"
"ستكتشفينها جميعاً، لا داعى لِلعجلة"
أغلقتُ كِلتا عيناى وتنهدتُ لِأقول "أشعُر بِأنكِ مُحِقة، سأثِقُ بكِ، يُمكِنُكِ مُتابعةً حديثكِ"
"حسناً، فى الواقِع، عِندما تحصُلين على مُرافِقة، أمامكِ عشرة أيام لِتعلُم جميع مزاياكِ فقط -"
"ماذا سيحدُث لو لم أتعلمُها جميعاً ؟"
"ميلينا، أنتِ كثيرة الأسئلة، دعينى أُكمِل كُل شئ أولاً ويُمكِنُكِ بعدها سؤالى !، لو لم تتعلميها جميعاً فى عشرة أيام لم تتمكنى مِنَ تعلُمِها بعدها، وهذا يضعُكِ فى خطر، فستُكشف هويتكِ"
أبتلعتُ غصتى وسألتُ بِتوتر وأنا أُدلِك رقبتى "خطرُ مِنَ أى نوع ؟"
"فى الواقِع -" لاحظتُ توتُر آشلى الشديد، "أعنى الأمر ليس سيئاً إلى تِلك الدرجة صحيح ؟"
"أسوأ، ستكُونين مُطاردة، ميلينا، فهُناك الكثير مِنَ الأعداء ينتظِرون فقط ظهور المُختارون، أحزرى ماذا يفعلون ؟"
"ربماا .. يسلِبونه قوته ويستفيدون مِنها لِصالِحهم ثُم يقتلون المُختار ؟، كما يحدُث فى الأفلام !"
"تماماً !" يا ألهى، الأمر مُرعِب
"لستِ المُتضررة الوحيدة، فسأكُونُ فى عِداد الموتى معكِ أيضاً أذا مُتِ، يُدفن المُرافِقُ بِجانِب المُختار"
"هذا لا يُشعِرُنى بِالراحة بتاتاً" تنهدتُ لِأسأل
"فهمت !، ماذا علٌى أن أفعل الآن ؟"
"أسمعى ميلينا، بِم أنكِ مُختارةً جديدة سيُحاوِلون أكتِشافكِ، فمازلتى ضعيفة، لِذلك، ستتصرفين بِطبيعية تماماً، كُل ما سنفعلُه فقط البعض مِنَ التمارين حتى يسهُل علينا فقط أكتِشاف مُميزاتكِ"
"حسناً، آشلى كُنتُ أود سؤالكِ عن -"
"أنا جائعة، وفرى سؤالكِ الآن" رفعتُ أحدى حاجِباى بِسُخرية
"سأذهبُ لِأحضار بعض الطعام، حمقاء" نظرتُ لها بِسخافة لِتستلقى على سريرى المُريح تفتح التلفاز وتُمسِك بِجهاز التحكُم عن بُعد وتُلوح لى، لم تُكلِف نفسها حتى عباء النظر لى، يبدو بِأن الموضوع سيكُونُ صعباً، وداعاً لِروحى مِنَ الآن
----
اليوم الثانى لِلذهاب إلى المدرسة، لبِستُ الحقيبة بِضجر وأنا أهبِطُ السلالِم بِهدوء، بِالتأكيد كان على آشلى مُرافقتى لِذلِك، ستختبئ بِجيب سُترتى، أعلم بِأنه هُناك العديد مِنَ الطُرق لِأخفاء آشلى، ولكِننى بِصراحة أكسل مِنَ أن أُفكِر بِها
شعرتُ بِحركة فى جيب سُترتى المدرسية لِأنظُر إليه، رفعتَ آشلى رأسها لى هامِسةً "ميلينا تذكرى، كُونى طبيعية"
تذكرتُ جميع تعلِيمات آشلى الآخرى والتى ظلٌت طوال الليل تُحدِثُنى عنها، يجِبُ علٌى أن أكُونُ مُركِزة، فأى خطأً منى سيؤدى بِهلاكى
عِندما أفقتُ مِنَ شرودى على صوت آشلى، أومأتُ بِهدوء لِأسير إلى المدرسة، فعلى ما يبدو بِأن سوزى لن تحضُر اليوم، أشعُر اليوم بِأننى مُختلِفة، بِأننى شخصُ آخر، لم تعُد حياتى طبيعيةٍ أبداً الآن، أصبحتُ فى سِباقٍ مع الزمن !، لِنر من سيربح، أنا .. أم القدر .
ولكِننى مُتأكِدة مِنَ شئ واحِد، بِأننى سأُحارِب، سأُحارِب لأنجو .
-------
وِجهه نظر داريان
"هل تعِبت أم ماذا فى لعِب دور الشخص المثالى" لمحتُ كريس يقِف أمام نافِذتى بِهدوءٍ غريب
"ماذا ؟ لا أفهم"
ألتفت كريس إلى بِغضب وهو يصرُخ"إلى متى ستظل تتحمل تصرُفات سيلين الحمقاء"
حاولتُ أن أكُونُ هادِئاً ولكِن أنتهى الأمرُ بى أصرُخ "كريس لا أعلم ما مُشكِلتُك معها !"
"مُشكِلتى هى أنها شريرة داريان شريررة ! تعلم تِلك العجوز الذى سممتَ سندريلا بِتُفاحة ؟ هى تكُونُ تِلك العجوز"
"قُلتُ .. يكفى !" ضربتُ الهواء بِذراعى بِعُنف لتعتلى الصدمة ملامِح كريس، ماذا ؟ لن أتحمل أكثر
"أن تحدثت بِسوء مرةً أُخرى عن سيلين، سأحرِقُك حياً، كريس"
ثُم تركتُ غُرفتى لِأذهب إلى الخارِج بِغضب، كُنتُ أسيرُ فى الشارِع بِغضبٍ عارمٍ حقاً، حتى أننى شعرتُ بِأننى على وشك تحطيم أى شخصٍ يقِفُ أمامى الآن، وجدتُ فيليب كان يقِفُ أمام محلٍ لبيع الحلوى، أخيراً، فكرتُ فى أن أذهب لِأتحدث معه حتى أنسى غضبى قليلاً مِنَ كريس لِأجِده واقِفاً مع فتاة، مُنذ متى ؟ فيليب يُخبِرُنا بِأنه لا يُحِبُ التسكُع مع الفتيات
وجدتُه يُمسِك بِيدها واضِعاً على ثُغرِه أبتِسامةً وأبتعدا سوياً، رائع لِمنَ أتحدثُ الآن ؟
قررتُ مُهاتفة جون، حتى نتقابل وأتحدثُ معه على تصرُفات كريس، ففى الآوانٍ الأخيرة أصبح كريس مُزعِجاً جداً
"مرحباً دارى، ماذا هُناك ؟"
"جون، أردتُ حقاً بِأن أُقابِلُك الآن، هل أنت مُتفرِغ ؟"
سكتَ جون لِلحظة ثُم تحدث أخيراَ "حسناً داريان فى الواقِع، أتسكعُ الآن مع سوزى"
"ما قِصتُك مع سوزى ؟ تتسكعان سوياً كثيراً"
"أنا أُحِبُ التسكُع كما تعلم، وآلين 'أُمى الغاضِبة' لديها أرتِباطُ عميق مع المنزِل، كما أنك لا تتسكع سوى مع سيلين، لذاً .."
"هون عليك يارجُل، لقد فهِمت، سأتحدثُ مع آلين أذا !"
"فى الواقِع، آلين الآن مع أيما"
"رفاق ما لعنتكُم !"
"أهدا دارى، أذا أردتَ رفيقة لِلتسكُع معها الآن ماذا عن سيلين خاصتُك ؟"
فى الحقيقة، معه حق، ولكِننى لم أُفكِر قط بِأن أُحادِث سيلين، لا أعلم السبب ولكِن أظُن بِأننى لا أُريدُها الآن "جون، لا أعلم ولكِن أظُننى لا أحتاجُ سيلى الآن"
سمعتُ صُراخ أنثوى بِجانب جون والتى مِنَ المُفترض أن تكُونُ سوزى "ماذا عن ميلينا !"
ماذا ؟ ميلينا من ؟
"هيا داريان !، لا يُمكِنُك الرفض لِأنها سخِرت مِنَ أسمك فقط صحيح ؟"
أوه أنها تقصد ميلينا كاڨيوس ! "أوه لا، لا أقصِد .. أنا أعنى .. لِما هى تحديداً ؟"
تلعثمتُ لِأننى تحدثتُ بِسرعة وبِدون تفكير، أقصِد كيف يُمكِنُنى كُرهها لِمُجرد شئ سخيفِ كهذا ؟ فى ماذا يُفكِرون ؟
كاد أن يتحدث جون لِينتشِل مِنه أحدُ هاتِفه، حتى أننى أسمع صوتَ تذمره مِنَ تِلك الحماقة، لِأستمِع تِلك المرة إلى صوتٍ أنوثى
"لا تقلق، داريان، فميلينا شخصُ رائع، أعلمُ بِأنها تبدو حمقاء كثيراً، ولكِن جرِب فقط ولو لِمرةً واحِدة !!"
"سوزى، أخافُ بِأن ترفُض"
"سأتحدثُ معها أنا أذا !، لا مُشكِلة داريان، أنا مُتأكِدةً بِأنها ستقبل"
"حسناً أذا !"
"لم أذهب إلى المدرسة اليوم وهى الآن فى الصف، بعد نِهاية يومِها الدراسى يُمكِنُكما التسكُع معاً، هل لديك مُحاضراتٍ الساعة الثالِثة ؟"
"لا، لدى واحِدةٍ فقط على الساعة الـتاسِعة، أنها بعد قليل"
"أذاً سأُخبِرُها أن تلتقيا عِند المُتنزة، الساعة الثالِثة عصراً"
"شكُراً سوزى، إلى اللقاء"
أغلقتُ المُكالمة مع سوزى لِأنظُر إلى السماء وأغمِض عيناى، أُصلى لِلأله بِأن تقبل، ما الذى ورطتُ نفسى بِه ؟
كان بِأمكانى بِكُل بساطةٍ أن أرفَض ولكِن كيف ؟ لا يُمكِنُنى قول 'لا' أبداً !
ما حدثَ الآن قد حدثَ، لا يُمكِنُنى تغيير الماضى، ليس علٌى الآن سوى الأنتِهاء مِنَ مُحاضرتى التى بِدتُ أراها مُملة، ثُم الذهاب إلى ذلِك المُتنزة والتحدُث مع ميلينا قليلاً، ليست هُناك مُشكِلة صحيح ؟
عندِى فِكرةُ أفضل، سأتظاهرُ بِأننى نسيت، لا بأس صحيح ؟، لا أشعُر بِالرغبة فى مُقابلة ميلينا تِلك
كما أنها لِنَ تأتى أصلاً !، ولكِن أين أذهب ..
لا بأس بِزيارة الميتم صحيح ؟، أشتقتُ كثيراً إلى اللعِب مع الأطفال الأن
-----
"آشلى !، لا يُمكِنُكِ التحدُث إلى وقت ما تشائين ونحنُ هُنا بِالمدرسة !، الأعيُن تتربصُ على أيتُها الحمقاء اللعينة" ذهبتُ إلى المرحاض ولم أكد أُغلِق الباب حتى طارت مِنَ جيبى وهى تتثائبُ بِملل على حديثى، أنها نُسختى الصغيرة
تواً أدركتُ كم أنا فظة بِالفعل
"ماذا هُناك ؟، فقط أُريدُ تناول الطعام"
"كان يُمكِنُكِ التحدُث بِهدوء بدلاً مِنَ رفع رأسكِ الكبير هذا خارِج جيب سُترتى !!"
خرجتُ مِنَ المرحاض عِندما أعطيتُ آشلى قِطعةٍ صغيرة مِنَ الحلوة والتى تمكنتَ على الفور مِنَ تناولِها دُفعةً واحِدة، واو ! أنها فعلاً النُسخة المُصغرةً مِنَى
الأمرُ صعبُ جداً، حقاً
ذهبتُ سريعاً إلى الصف لِأجلِس بِمكانى المُعتاد، وجدتُ هانا تضع رأسُها على الطاوِلة بِحُزن، كانت شارِدة
"أيتُها الحمقاء، هل أنتِ بخير ؟" هززتُها بِخفة لِتُبعِد يدِى عنها بِتعب
"حالتُها ميؤوس مِنها حقاً يافتاة" همستَ آشلى لِأنظُر بِتلقائية إلى جيب سُترتى، تهِز كتفيها بِقلة حيلة، تباً إن رأها أحدُ فسنهلك !، تلك الحمقاء المُستهتِرة، أمسكتُها سريعاً لِأضعها مُجدداً فى جيبى بِسُرعه
"أبتعدى عنى الآن، لستُ فى مزاجِ جيد للعبث معكِ، أنا مُتعبة" قالت هانا وهى تعبثُ بِأحد الكُتب وكِدتُ أتحدث حتى أوقفنى صوتها، صحيح صوت العجوز
"ميلينا، لِمَ لا تقفين الآن وتُخبرين الصف ما هى نظرية اينشتاين النسبية ؟ تِلك التى كُنتُ أتحدثُ عنها تواً" مهلاً متى دخلتَ إلى الصف أصلاً ؟
"أنتِ الآن هالِكة، وداعاً ميلينا سُررتُ بِمعرفتكِ حقاً" همستَ آشلى بِداخل جيبى لِأُغمِض عيناى مُحاوِلةً فى تمالُك نفسى، كان ذلِك كلام آشلى البارِحة، يجِبُ أن أكُونُ طبيعية وحريصة أكثر
لكِنها حمقاء بِكُل تأكيد !، لقد قرأتُ النظرية النِسبية وأحفظُها أكثر مِنَ حفظِى لِمواعيد أدويتى !، وقفتُ بِثقة وبِأكبر أبتِسامة واسِعة أجبتُ"بِكُل تأكيد ! النظرية الهندسية للجاذبية نشرها ألبرت أينشتاين سنة 1915 والوصف الحالي للجاذبية في الفيزياء الحديثة. تعمل النسبية العامة على ...."
"كُنا نتحدثُ عن الخاصة" أجابتَ المُعلِمة بِتملُل مُربِعةٍ ذراعيها لِتتحول أبتِسامتى لأُخرى بلهاء، سمعتُ صوت آشلى وهى تضحك، بِربك !، حتى هانا الحمقاء كانت تُحاوِلُ بِصعوبة كتم ضحِكاتِها .
"الأمُر مُضحِك لِلغاية، كُنتُ فقط أعلمُ مِنَ البِداية ولم أستطع مقاومة الرغبة فى الضحك، أعنى أُنظرى إلى وجهِك !، كُنتِ واثقة لِلغاية عِندما بدأتِ تتحدثين كموسوعة ويكيبيديا" تلك الحمقاء الصغيرة، آشلى تستمتِع فقط بِمُعاناتى !
"آنسة ميلينا، أنا لأ أقوم بِشرح النظرية لِنفسى، أنا أعلمُها بِالفعل، وأبذِل مجهوداً كبيراً حتى أستطيع تبسيط المعلوماتِ لكُم، ليس ..." ظلت تتفوه تِلك العجوز كثيراً حتى توقفتُ عن الأستِماع لها، بدأتُ أنزعِجُ حقاً، لم تكد تقول لى بِأن أجلِس حتى جلستُ على الفور
ألتفت العجوز تُكمِل الشرح وكأن شيئاً لم يكُن، جلست فوق الكُرسى الخاص بِها، فوق رأسِها مُباشرةٍ السبورة مُثبتةً بِها المِمحاه
ثقبتُ المِمحاه مِنَ نظراتى القاتِلة والتى تمنت حقاً وقوعها فوق العجوز، فور ما وقعت عينى على رأس العجوز، سقطت عليها المِمحاه فعلا !
كُنتُ شارِدة وظننتُ بِأننى كُنتُ أحلِمُ كعادتى فى الصف، أحلام اليقظة، ولكِن هذا حدث فعلاً، هذا رائع، حتى أُمنياتى تتحقق !، أنظُرى لها يافتاة أنها تُحاوِلُ تنظيف الفوضى التى حلٌت بِالصف والجميع يصرُخ ويركُض فى كُل مكان، لِمَ كُل هذا ؟ أعنى أنها مُجرد ممحاة
"ميلينا، أنها أُولى مُميزاتُكِ"
---------
"آشلى، هل أنتِ واثِقة ؟، ماذا وأن كانت مُجرد صُدفة ؟"
قلتُ لِتلك الآشلى عِندما خرجنا مِنَ الصف وذهبنا لِصفٍ مهجور فى المدرسة، لا يصِلُ إليه أحدُ كثيراً، ظلٌت آشلى قرابهٍ ساعتين تُحاوِلُ جعلى أرفعُ بِعيناى تُفاحةٍ ماً، ظلتُ أُجرِب ولكِن الأمر فقط يفشل
"ميلينا، فقط ركزى، أُنظُرى إلى تِلك التُفاحة، تخيلى أنها ريشة، وحاولى النظر إلى تِلك الريشة بِقوة، ما أن تشعُرى بِأنكِ مُمسِكةٍ الريشة، حاولى رفعها، الأمرُ سهل"
"حسناً" حاولت لِلمرةٍ الألف، كُنتُ مُتأكِدةٍ بِأن الأمر سيفشل، ولكِننى قررتُ التركيز هذِه المرة
نظرتُ إلى التُفاحة وفعلتُ كما قالت آشلى تماماً، وأحزروا ماذا ؟، تمكنتُ مِنَ رفعها !!
لا يُمكِنُنى شرحُ ما شعرتُ بِه تماماً، شعرتُ وكأننى كُنتُ شارِدةٍ فقط أو أحلُم، فقط عِندما رفعتُها توقفت جميع الأصواتِ مِنَ حولى، ولم أشعُر بِشئ سوى بِالتُفاحة، عادت الأصواتُ مِنَ حولى عِندما فقدتُ التركيز، أو فقدتُ التواصل مع التُفاحة، على صوت آشلى بِالطبع !
"ميلينا أحسنتِ !، لم يفعل أحدُهم مثلكِ مِنَ قبل !!، لم يتمكن أى مُختار مِنَ أكتِشاف أُولى مُميزاتِه فى أول يومٍ مِثلك"
"هذا لِأننى مُميزة، صحيح ؟" نظرت إلى آشلى بِعدم تصديق لِنبدأ فى الضحِك
بدأ المرحُ الآن
------
مرت خمسة أيام، بِدون تعلُم أى مُميزةٍ جديدة، لا أستطيعُ فِعل شئ سوى تحريك الأشياء بِواسِطة عينى، ولكِننى لاحظتُ أرهاق عيناى كُلما حاولتُ رفع شئ أكبر، حتى أننى حاولتُ قبل يومان رفع صندوق ملئ بِالمُعِدات الثقيلة ولكِن أنتهى بمقلتاى الأمر مُزينتان بِاللون الأحمر، حرفياً كانت كلتا عيناى يملؤهما اللون الأحمر، بدوت وقتها كمُدمِنة !
صرختُ حينها على آشلى ومِنَ وقتها وهى لا تُريدُ مُحادثتى، ماذا ؟ لقد شعرتُ بِالخوف فقط، لم أكُن أقصِدُ بِالتأكيد، تشاجرنا سوياً حتى أنتهى بِنا الأمرُ هكذا، نسيرُ فقط دون أن نتحدث
زادت علاقتى مع تِلك الحمقاء هانا ولكِن أشعُر بِأننى بدأتُ أبتعِد عن أيما وسوزى، أعنى هُم يقضون أغلب أوقاتِهُن يتحدثن عن جون وآلين، هُم من بدأوا صحيح ؟، كما أننى سمِعتُ سوزى تتحدثُ مع أيما عن أنها هى وجون أتفقتا على تفريق داريان عن سيلين، حتى أن سوزى قالت بِأنها أخبرت جون ذاك بِأننى مُناسِبةٍ لداريان !، هُراء فتياتٍ لا أكثر
أُمضى وقتى أُحاوِلُ تطوير مُيزتى الوحيدة، وأكتِشاف مُميزاتٍ أكثر، وهم يتحدثُون بِالهُراء !، كم هُن مُتفرِغات، حتى ظلت آشلى تسألُنى عن داريان ذاك !، هى حتى لا تثِقُ بِكلامى، أنا حقاً لا تجمعُنى علاقةٍ بِه أبداً، تقابلنا صُدفةٍ فى دار الأيتام، وهذا زاد مِنَ شكوك آشلى
عودةُ إلى الوراء
قبل يومان، تحديداً قبل مُشاجرة آشلى وميلينا
كم أُحِبُ الأطفال، أُحِبُ كثيراً الذهاب إلى الميتم، فقط عِندما أشعُر بِالأختِناق، أتى إلى هُنا حامِلةٍ معى العديد مِنَ الهدايا والبالونات، كما أن الأطفال يُحِبُوننى كثيراً هُنا، يُمكِنُنى فقط التصرُف بِطبيعيةٍ هُنا صحيح ؟، لستُ مُضطرة لِلتصنُع
"غريب، أين الأطفال ؟، هُم فى العادة يكُونون مُتحمسين لِرؤيتى" سألتُ لِأنظُر لِآشلِى لِتهُزِ كتِفيها بِقلة حيلة
"ميلينا !، مرحباً بكِ هُنا مرةً آخرى، الأطفال يلعبون الآن مع السيد بِالداخل، يُمكِنُكِ الأنضِمام لهُم" فزعتُ وألتفتُ إلى الوراء بِسُرعة، أنها اليانور، عجوز طيبة تهتمُ بِالأطفال، أنها لطيفة وأُحِبُها، لحظة .. هل أستمعتَ إلى حديثى مع آشلى، يا ألهى
لاحظت اليانور علامات الفزع فى وجهى لِتسأل بِقلق "آنسة ميلينا، هل أنتِ بِخير ؟، آسِفة لم أكُن أقصِدُ أخافتكِ، ظننتُكِ تسأليننى عن مكان الأطفال"
أوه لقد فهِمتُ الآن، تحدثتُ بسرعة مُتلعثِمةٍ "لا لا، كُنتُ أسألُكِ بِالتأكيد، من سأسأل غيرُكِ أصلاً ؟" ووضعتُ أبتِسامةٍ بلهاء
"توقفى، ميلينا تبدين مُخيفة، لِنذهب إلى الأطفال فقط"
"أوه حسناً، يجِبُ على الذهابُ الآن، سيدة اليانور !، أراكِ فيما بعد" ثُم ألتفتتُ بِسُرعة لِأدخُل إلى دار الأيتام بِسُرعة، خُيِل لى بِأن اليانور قالت بِأننى مُريبة !، لا يهُم الآن
عِندما دخلتُ ألتفتَ جميعُ الأطفال إلى لِأبتسِم وأركُض لِمُعانقتِهم، كم أُحِبُهم حقاً، بدأتُ أوزِع عليهُم الهدايا التى أحضرتُها، حتى تبقى طفلُ آخير، ستيفن !
رأيتُه جالِس بِالقُرب مِنَ شخصٍ ماً، هل أتوهم، أم أن هذا .... ؟
"ميلينا، لم أتوقع بِأن أراكِ هُنا" نعم، داريان
"من هذا أيضاً؟" همستَ آشلى لِأتجاهلُها وأقوم بِالرد على هذا الداريان
"آتى إلى هُنا بِأستمرار، أنا التى لم تتوقع بِأن تراك هُنا، داريان" أجبتُ بِسُخرية لِتعلوا زاوية شفتاى بِمكرٍ وأقوم بِتجاهُله لِأبحث عن ستيفن، أنه فقط جالِسُ بِجواره يلعب لعبةٍ ما على هاتِف، أعتقِد بِأنه لِداريان
"ستيفن !، لقد جائت ميلينا، ألن تُرحِب بى ؟، أحضرتُ لك هدية !" قُلتُ بِأبتِسامةٍ واسِعة لِيتجاهلنى ستيفن، هل أدار لى ظهره ؟، لِمَ يتصرفُ هكذا، هو حتى لم ينظُر إلى
"ستيفن، ألا تود رؤيتى ؟" أجبتُ بِحُزنٍ مُصطنع، حتى لمحتُ داريان يُحاوِل كتم ضحِكاتُه بِصعوبة، لِماذا يضحك ؟، ما المُضحِك ؟
"حسناً، سأُعطى الهدية لِداريان إن لم تأخُذها !" حاولتُ أثارة غيظِه غير مُدرِكةٍ ما تفوهتُ بِه تواً، لِينظُر إلى داريان بِتفاجؤ، حتى أننى أشعُر بِأن آشلى ستُحرِقُنى بِنظراتِها
"كُنتُ أعلمُ بِأن بينكُما شيئاً ماً" همستَ آشلى لِأُحاوِلُ فقط تصحيح ما قُلته حتى قاطعنى ستيفن تِلك المرة
"أعطِها له، أنه لطيف، ويستحِقُها، يُمكِنُنى التنازُل عنها" هل قام داريان بِسحر ستيفن أم ماذا ؟
أمسكتُ داريان مِنَ ياقة قميصه لِأصدِمه بِالجِدار، وهددتُه قائلةٍ
"لا أعلم أيُها اللطيف ماذا فعلتَ بِستيفن بِالظبط، ولكِننى لن أسمح لك بِأن تأخُذه منى، هل تسمعُنى ؟"
"غبية" قالها داريان بِأتِساع لِأُلاحِظ نظراتُه الفضولية على .. سُترتى ؟ هل أرتديتُها بِالمقلوبِ ككُل مرة ؟
"لستُ غبية" ثُم تركتُ ياقة قميصِه وخرجتُ مِنَ الميتم بِسُرعة
"ميلينا، أخبرينى ما هى علاقتُكِ بِداريان ولن أتذمر أعِدُكِ" توقفتُ عن السير لِأنظُر إلى آشلى التى طارت وجلست فوق كتفى كالمُعتاد مِنها، بِم أننا نسيرُ فى شارِعٍ مهجور نوعاً ما، ولِأننا فى الليل لن يجرؤ أحدُ على القدومِ إلى هُنا
لم أكُن أُحِبُ تِلك الشوارِع، ولكِن بِصُحبه آشلى، أسيرُ بِها حتى يُمكِنُنا التحدُث بِراحة
"آشلى، حقاً لا شئ، هو أصلاً لديه حبيبة، سيلين البلهاء تِلك"
"لِمَ أشُم رائحة الغيرة ؟"
"أنتِ حمقاء صحيح ؟، لم أُقابِله سوى مرة، وهذِه المرة الثانية التى أراه بِها"
"لا أُصدِقُكِ"
"آشلى، أنا غاضِبةٍ الآن، لقد سرق ستيفن منى، كُنتُ أراه لطيفاً ولكِن .. لا يُمكِنه فِعل ذلِك، هو لديه العديد مِنَ الأشخاص فى حياتِه بِالفعل"
"هونٌِ عليكِ يا فتاة، واثِقةٍ بِأنه ستكُونُ هُناك قِصة حُبٍ عظيمةٍ بينكُما"
"لا تكُونى سخيفة"
العودة إلى الحاضِر
هذا كُل شئ، لم أتقابل معه بعدها سوى بعض المرات والتى دعانى فيها إلى تناوِل العشاء فى منزِلُه، كان يُكرر أعتِذاراتُه الحمقاء تِلك مِثله، 'لِمُصالحتى'، ويقول بِأنه يُريدُ تكوين صداقةٍ معى، فى آخر مرةٍ كان يدعونى بِها، تحدثتُ آشلى أخيراً وهى تُخبِرُنى بِأنها ستُسامِحُنى أن وافقت، لا أُريدُ تكوين صداقةٍ معه حقاً، ولكِننى أهتم لآشلى، لِذلك وافقت، وسأذهبُ اليوم الساعة الثامِنةٍ مساءاً إلى منزِل داريان چيمس
ما أثار غيظى حقاً بِأن آشلى الغبية لا تتحدث إلى، كُلما ذكرتُها بِأتفاقنا بِأنها قالت لى بِأنها سامحتنى، ولكِنها لن تتحدث معى، حقاً ؟
لستُ مُتفرِغةٍ حقاً إلى تِلك السخافة، لدى أمور أكثر تعقيداً، كأكتِشاف باقى مُميزاتى !
لِنأمُل فقط بِأن أستطيع فعل ذلِك قبل أنتِهاء الخمسة أيام المُتبقيين ..
قطع شرودى وصول هانا، كُنتُ أقِفُ أمام بابِ منزلى غارِقةٍ فى التفكير مُنتظِرةٍ هانا، لِأن سوزى تقريباً تشاجرت معى وقالت بِأنها لن تأتى لتصِطُحِبُنى إلى المدرسةٍ مرةٍ آخرى، قائلةٍ بِأن هانا أخذتنى مِنَهم، أنا حقاً حقاً لم أكُن قادِرةٍ على تبرير شئ لها
حسناً أنتهى الآن الجُزء المُهِمُ مِنَ كلامى، لِنذهب الآن إلى المدرسة
ظلٌت هانا تمزح معى لِأُبادِلُها المُزاح، لا شئ حدث مُهِمُ حقاً ولا يستحِقُ الذِكر
جلسنا أنا وهانا على مقاعِدنا مُنتظرين بِتملُل أنتِهاء ذلِك اليوم الكئيب
"أيتُها الحمقاء، ماذا أحضرتِ ؟" سألتُ هانا والتى كانت تُخرِجُ شيئاً ما مِنَ حقيبتِها
"أنه لِمشروع اليوم، ما رأيُكِ ؟، بِالطبع لقد نسيتِ ِلِذا حضرتُه لنا سوياً !، مصنوع مِنَ الخزف" قالت وهى تضع العديد مِنَ الأشياء على الطاوِلة
"لِمَ الخزفُ تحديداً ؟ وما هذا بِالظبط ؟"
"سأُخبِرُكِ، المشروع هو صِناعة خزفٍ يدوياً !، لِذا أمضيتُ الليلة الماضية جميعُها فى صِناعتُه، ولِأنه مشروعُنا، فقررتُ أضافة لمستى الخاصة، صنعتُه على شكلِ قلعةٍ صغيرة، أليس مُزهِلاً ؟ لقد أمضيتُ الكتير مِنَ الوقتِ حقاً فى صِناعتُه حتى أننى جُرِحتُ فى كِلتا يداى !!"
"أنتِ بارِعةٍ فى هذا !" قلتُ وأنا أتحسس تِلك التُحفة الفنية أمامى، أنها مُتقنة، أنا لا أُبالِغُ ولكِن حقاً أنها مُذهِلة، كيف تمكنتَ مِنَ فعلِ شئ كهذا بِتلك الدِقة ؟، وكأن آلةٍ هى ما صنعته
"أعلم أعلم، أمامُكِ الكثير لِتتعلمِيه عنى، ميلينا" ثُم غمزت، حمقاء
"صديقتُكِ تِلك بارِعةٍ للغاية، وهذا يُدخِل إلى الشك" قالت آشلى آخيراً لِأنظُر لها بِعدم تصديق، هل تحدثتَ معى تواً ؟، جيد
سمِعتُ أحدى الطُالِبات تتحدتث عن الخزف التى صنعتُه الحمقاء
"ستحصُل تِلك الحمقاء بِكُل تأكيد على درجاتٍ مُرتفِعة هى والبلهاء ميلينا بِجانِبها"
"ماذا سنفعلُ الآن ؟"
"يجِبُ أن نكسِر الخزف بِأى طريقةٍ"
"يافتياتٍ أهدأن، سنجِدُ الحل"
نظرتُ إلى ورائى بِسُرعة لِأجِد تِلك الفتيات والتى أعلم صوتهن جيداً يقبعون فى أول الصف ينظرون إلى واضعين أبتِسامةٍ مُستفِزة، ما الذى يحدُث ؟ كيف يُمكِنُنى سماعُهم وهم جالسِين بعيداً عنا، وأسمعهُم بِوضوحٍ أيضاً، هل تِلك ... !
"آشلى، آشلى ! يُمكِنُنى سماعِ أصواتٍ لفتياتٍ مِنَ بعيد، هل هذِه ميزة ؟"
"أوه أجل !، أخيراً ميلينا، لديكِ ميزة السمع وتحريك الأشياء مِنَ بعيد، علِمتُ أختِصاصُكِ، بقى أمامنا القليل !"
"مع من تتحدثين ؟" قالت هانا لِأنظُر بِجانبى بِفزع لِأجِد رأسها بِجانِب رأسى تماماً، ألهى هل رأت آشلى ؟
"اا أتحدثُ .. معكِ بِالطبع !، أقول بِأنه يجِبُ عليكِ توخى الحذر، فقد يُكسر .. تعلمين، الخزف الذى صنعتِه"
"حسناً" ثُم أكملتَ عمل شئ ماً لم أنتبِه له
لاحظتُ أتِجاه أحدى تِلك الفتياتٍ ألينا، أنا غبية ! لم أستمِع إلى ما يُخطِطون له، ماذا ستفعل ؟
"واو، الخزف الذى صنعتُماه رائع يا رِفاق"
"لم أطلُب رأيك" قُلنا أنا وهانا فى وقتٍ واحِد لِتتسع عيناها، أنا حتى لا أذكُر أسمها
أخذتَ الحمقاء الخزف مِنَ الطاوِلة وظلت تتفحصُه، لِأُلاحِظ همس أصدِقاؤها الأخرين مِنَ ورائها بِ "أفعليها"
"أعطِنى أياها" لتُحاوِل هانا أنتِزاع الخزف مِنها
"مهلا، عزيزتى أُريدُ رؤيتُه"
"لا" ظلٌ الأثنان يتنازعون على أناء الخزف والذى هُو على شكلِ قلعة، وأنا أُحاوِلُ حزر ما يُريدُون فِعلُه
لِألتفِت إلى الفتياتِ مرةٍ آخرى لِأرى فتاةٍ تهمِسُ لِرفيقتِها، حاولتُ التركيز لِأستمِع إلى ما يقولونه
"أنظُرى، ستقُومُ الآن كما أتفقنا بِترك الأناء لِيقع على الأرض وينكسِر"
"أوه لا !" همستُ بِها لِتترُك فِعلا تِلك الفتاة الأناء ليسقُط على الأرض
أنا لا أعلمُ الآن بِالتحديد ماذا يحدُث، هل أتوهم ؟، أم أننى الآن أُعانى مِنَ أحلامِ اليقظة، أم أتوهم !
أن الأناء يسقُط بِبُطئ شديد على الأرض، بُطئ مُستفِز، وكأن كُل شئ حولى تجمد، وكأننى أمتلِكُ كُل الوقت لِأمساك الخزف وأنقاذُه مِنَ السقوط قبل أن يُعلِن سقوطه على الأرض
حاولتُ رفعه بِواسِطة عيناى لِيتوقف عن السقوط، ويرجعِ كُل شئ ألى طبيعتُه، تنظُر هانا بِملامِحٍ غاضِبة على الفتاة
نظرتُ إلى الأناء لأراه يطُوفُ فوق الأرض، أوه مازِلتُ أتحكمُ بِه !، يا الهى يا الهى ماذا أفعل، أن رأى أحد الخزف الآن فسأقع بِمُشكِلة
"أُتركيه !"
"لا آشلى، سيسقُط ويتحطم"
"ليسقُط أذاً !، أم تُريدين فضح هويتكِ يا حمقاء !!"
لِأتركُه بِسُرعة، والغريبُ حقاً، والذى أثار دهشتى أكثر، بِأنه لم يتحطم !
لِتهبِط هانا وتُمسِك الخزف، ما لفت أنتِباهِى هو يديها، قالت هانا بِأنها أمضت الكثير مِنَ الوقت فى صِناعتُه وأنها تأذت فى كِلتا يديها صحيح لِمَ يديها سليمةٍ أذاً وناصِعة البياض أيضاً
بدأتُ أُهلوِس
تنفستُ بِراحةٍ أخيراً، أعتقِدُ بِأن الخزف كان بِالأصل قريب مِنَ الأرض، بِمَ أننى بِالفعل أوقفتُه عن السقوط، لِذا لم يتحطم، الأ يُمكِنُ على الأقل بِأنه خُدِش قليلاً ؟ أو تضرر بِمكانٍ ما بِه ؟
نظرتُ إلى الفتاة والتى تنظُر إلى الخزف بِصدمة
"هل ستذهبين الآن أم أُحطِمُ أنائكِ المُثير لِلشفقة فوق رأسكِ ؟" صرختُ بِها لِتذهب بِسُرعة وتجلِس فى مُقدِمة الصف، ما أثار غضبى بِأنها مِثالِية الصف، عاهِرة الصف كما وصفتُها سابِقاً، أى بِأنها تختص بِحل جميع مشاكِل الصف حتى المُعلِمة تُحِبُها كثيراً، مُتصنِعة لعينة أُقسِم
"هل تضرر الأناء ؟" سألتُ هانا والتى بدت مذعورة
"قليلاً، ااه تِلك اللعينة، سأُصلِحُه بِسُرعة" أومأتُ لها بِهدوء
هانا غريبة الأطوار، أنا أعنى بِأنها حقاً غريبة الأطوارِ هُنا
----
تغيبتَ المُعلِمة المُقزِزة، ذهبتُ إلى فصلِ خالٍ تماماً لا يذهبُ أى احدٍ مِنَ الطُلابِ إليه، بِسبب الشائعات التى تدور حول ذلِك الفصل، نعم ذاك الفصل الذى نجحتُ بِه فى رفع التُفاحة، ولكِننى حقاً لا أهتمُ، كُنتُ فى السابِق أهتم، ولكِن الآن، ما مِنَ شبحٍ يستطيعُ الوقوف أمام قوتى الخارِقة
دعكُم مِنَ هذا الآن، لِننتقِل إلى شئٍ آخر
جلستُ على أحدِ المقاعِد ليتحطم وأقع على الأرض، ليملئ الغُبار الصف بِأكملِه، ظللتُ أسعُل حتى خرجتَ آشلى وهى تضحك علٌى بِشدة
"حقاً ؟، هل أنتِ جادة ؟" وأنا أُنفِضُ ملابسى مِنَ الغُبار
"أنتِ مُضحِكة، يالكِ مِنَ حمقاء"
"دعكِ مِنَ هذا الآن، أرأيتِ ماذا حدث فى الصف ؟"
لِتتنهد وتُربِعُ يديها وهى تقُولُ بِشرودٍ "أجل رأيت، تِلك الفتاة، هانا تِلك غريبة"
"بِماذا تُفكِرين" قُلتُ لِأجلس على الأرض وأستنِد على الحائط المُلطخ بِالغُبار
"لستُ واثِقةٍ تماماً، ولكِن ما حدث، مُريب، أعنى .. أشعُر بِأن هانا ليست طبيعية"
عقدتُ حاجِباى بِعدم فِهم "ماذا تعنين ؟"
"أعنى ..."
بتر جُملة آشلى فتحِ باب الفصل على مصرعيه ! لِتنظُر هانا بِعدم فِهم إلى أنا و .. آشلى !
Коментарі