|الفَصلُ الرَابِعُ | ( كادَ أن يتوقفَ )
ليخُرجنى من حالة الهيام و التأمل التى صوت صفير إنذار أحدى الأجهزة الطبيه التى موصله بجسدة لتعُلن عن إنخفاض معدل ضربات قلبه .. ينخفض أكثر .. فأكثر ... فى خلال بضع ثوانِ كان قد تم بالفعل أختراق الغرفة من قِبل طبيبين و ممرضتين فالسيد زين يعُد شخص فى غاية الأهمية !.
نظرت عليه نظره أخيره قبل أن تأخذنى الممرضة إلى خارج الغرفة و عى ممُسكة بيدى لتبُعدنى تماماً عن غرفته .
- " آنستى " قالتها هامسه بتوتر و هى تلفت حولها
- " همم " هممت منتظرة تكمله الجملة
- " أذهبى إلى غرفتكِ الآن و لا تذكري لأى شخص أنكِ كنتِ فى الخارج أثناء غيبوبة السيد مالك "
- " ماذا !! غيبوبة !! " قلتها بصدمة و عيناى تتسعان
- " لا أقصد بالمعنى الحرفى آنستى أنا لا أعرف تماماً إلى ماذا وصلت حالته " قالتها بنبرة مطمئنة نوعاً ما .
- " لكن لماذا .. أعنى لماذا هل خروجى من غرفتى حينها كان يعُد مشكلة ؟ . "
- " فى الواقع نعم .. أنا قد سمعت ذلك الشرطى يقول انه يشك بأنكِ كنتِ بطريقة ما سبب فى تواجد السيد مالك هنا و الآن هو حالته إزدادت سوءاً فجأة و أنتى كنتِ بالداخل فربما سيظن أنك فعلتى له شيئاً . "
- " حسناً حسناً الآن قد فهمت .. " صمت لثوانِ و أنا أفكُر فى لؤم و خبث ذلك الشرطى . ثم أكملت قائلة :
- " شكراً لكِ .. شكراً جزيلاً فأنا كدت أن أرتكب حماقة و أدخُل نفسى فى مشاكل جديدة .. هل يمكنكِ الدخول معى إلى غرفتى لن أخذ من وقتكِ الكثير . " قلت جملتى بلطُف
- " لا يا آنستى أنا متأسفة لكن أظُنك أسأتى فهمى أنا لم أقل لكِ هذا الكلام من أجل المال . "
- " أنا أسفة أنا لا أقصد الإهانة أقُسم أنا فقط أردتُ شكرك . "
- " لقد فعلتى للتو آنستى . "
- " لكن ... أنا حقاً لا أتذكر أين كانت غرفتى . "
قبل أن أكُمل جملتى سمعت صوتاً عالى بعض الشئ قادم من نحو السُلم .. صوت قد بدأت فى كرهه أنه هو ذلك الشرطى مؤكد أنهم أخبروه أن السيد زين حالته ازدادت سوءً .. تباً ماذا أفعل ؟! . مرت بالكاد ثانية قبل أن تسحبنى نفس الممرضة إلى ممر آخر بسرعه .
- " هيا من هذا الإتجاه " قالتها مشيرة إلى ممر مظلم نوعاً ما
- " ولكن إلى أين ؟ " همست بها .
- " هذا الممر سيؤدى إلى غرفتك "
- " حسنا ً "
أنا بالطبع لا أشعر بالخوف من ذلك المعتوه لكننى لا أريد آلم رأس و مشاكل .
- " حسناً ها هى غرفتك أدخُليها و أخلدى إلى النوم بسرعه . "
- " حسنا ً شكراً لكِ لكن لا أريد النوم " قلتها و كانت هى تفتح باب غرفتي و تقودنى إلى السرير .
- " لا أريد أن أنام يجب ألا أنام " قلتها بخوف هستيرى . غادرت الغرفة و تركتنى وحيدة فى ظلام تام يكاد يأكُل ما تبقى من روحى المحترقة
- " لا يجب أن أخُلد إلى النوم .. لا يجب أن أخُلد إلى النوم .. لا يجب أن أخلُد إلى النوم ... " لا أعلم كم مرة قلت نفس الجملة لكن ما أعرفه أن فى كل مرة يصُبح صوتى أضعف من المرة التى قبلها ...
- " لماذا آسيا .. لماذا لا تريدين النوم ؟ ألا تريدى رؤيتى أم ماذا حلوتى المدللة " قالها الصوت الذى طالما أخافنى أغمضت عينى خوفاً من فتحهما و رؤيتها فى صورة تخيُفنى كما اعتادت ان تظهر لى . سكنت الأجواء قليلاً قبل أن أشعر أن قدمى تلاُمس شئ ساخن ليس بالسخونه الحارقة لكنه ساخن .. شئ لزج بعض الشئ سائل .. شعرتُ ببرودة شديدة فى جميع أطرافى لأفتح عيناى و أصرخ صرخة مدوية .. و اللعنه إننى أقف على جبل قريبة من الحافة .. قدمى تغوص فى بحر من الدماء و حولى الالآف من القبور ...
و تقف هى هناك وسط أحدى القبور ممسكه بسكين غرِقَ وسط ملايين من قطرات الدماء و بعض القطرات تناثرت على ثوبها الأبيض البالى المتسخ و البعض الآخر على وجهها . نظرت إليها برعب و هى فقط أكتفت بإبتسامه
-" هيا آسيا حبيبتي أقتربى كى أضمُك .. أنتِ تعلمين أليس كذلك .. " نظرت لها بتساؤل و تعجب
- " أ.. أع .. أعلمُ م .. ماذا ؟ " قلتها متقطعة بخوف و بنبرة أقرب إلى الهمس
- " لقد حان دورك هى أقتربِ منى الآن كى أنحر عنقكُ بسكينِ هذا .. كى تتناثر دمائك على وجهى. أنه سكينك المفُضل ألا تتذكريه يا حلوتى ؟ .. "
شعرت أن قدمى ليست قادرة على حملى بعد الآن نظرت حولى لا يوجد مفر أنها ستجدنى لا محاله و لو حاولت الرجوع إلى الخلف سوف أهوى إلى الجبل و ألقى حتفى ..
- " حسناً حسناً آسيا ... سوف نعقد أتفاق سوف نلعب سوياً "
- " ن.. نلعب ! " قلتها بإستغراب و أنا أحاول جمع حروف كلماتى و صوتى بالكاد مسموع
- " نعم نلعب. لعبة لطالما عشقتيها سوف نلعبُ الغميضة وسط القبور سوف تختبأين فى أى مكان خلالهم لكن إذا وجدتُكِ سوف أقتُلك .. و تذكرى آسيا من يموت فى الحُلم يموت فى الحقيقة . "
فزعت من جملتها الأخيرة ليس هناك الكثير لأعيش من أجله لأكنى لا أريد الموت أيضاً .
- " لنبدأ إذن واحد .. إثنان .. ثلاثة .. أختباء "
ركضت بأقصى سرعة لا أعرف إلى أين تخللت العديد من القبور و أنا أشعر بخوف رهيب غمر الضباب المكان حولى و سمعت صوت كاد أن يجعلنى صماء أرتعش جسدى من صوت الرعد و رأيت هالة بيضاء يغمُر السماء فوقى و بعض القطرات تساقطت من وجهى و الآن إنها تمطُر ! هذا سوف يعيق حركتى هناك العديد من الرمال على الأرض أسفلى و الآن سوف تصبح طين . ركضت مجدداً لأقف شاهقة فور رؤيتى للوحة على قبر مكتوب عليها
" آسيا آدم كالدر 2018 - 1998 "
و تاريخ ميلادى .. و تاريخ وفاتى أنه مكتوب على عامنا هذا .. لكن القبر مهلاً إنه ليس مغلق سمعت صوت ثعبان لألتفت حولى فى رعب لأجد و على عنقها ثعبان و بحركة سريعة دفعتنى إلى داخل القبر لأهوى بداخله و بغضون ثواتى أشعر بالإختناق.
- " الوداع آسيا "
شهقة كبيرة تقطعت فيها أحبالى الصوتيه وانتفض جسدى من على السرير حتى كدت أسقط و جدت الطبيب نايل يفتح باب الغرفة و هو يهرول و يركض نحوى
- " ماذا حدث هل أنتِ بخير؟ "
حركت رأسى بمعنى لا و ضممت يداى إلى وجهى حتى لا يرى دموعى التى تتساقط فأنا لستُ بضعيفه حتى أبكى أمام أحد .
- " آنسه أسيا أعتقد أنكِ بحاجة إلى أدوية إكتئاب "
نظرت إلى اتجاه آخر كى أمسح دموعى قبل أن يراها
- " أعطينى أى شئ ليساعدنى " قلتها بنبرة ميته خاليه من الحياه
- " حسناً سأخبُر الممرضة حتى تجلب لكى الدواء و حتى تجلب لكِ ثوب نظيف "
- " حسناً " بالطبع أحتاج إلى الاستحمام و إلى ثوب نظيف لأن ثيابى الآن أصبحت غارقة بالعرق الذى ملأ كامل جسدى جراء رؤيتى لذلك الكابوس المزعج .
غادر نايل أقصد الطبيب الغرفة و دخلت الممرضة تلك التى ساعدتنى ليلة أمس
- " صباح الخير " قالتها بسعاده
- " صباح الخير. " قلتها بلامبالاة لا أقصد أن أكون حقيرة لكنى لست فى الحالة النفسية الجيدة التى تسمح بالإبتسام .
- " هل السيد مالك بخير .. ؟ " تسألت بخوف .
- " نعم . حمداً لله لقد أستقرت حالته لكنه لم يفيق بعد "
- " هل يمكنكِ إخبارى عن حالته بالتفصيل . "
- " أسفة آنستى لكن الشرطة قد نبهت علينا بعدم التحدث عن أى شئ يخص حالة السيد مالك. "
نظرت إليها بغضب شديد و أنا أشعر أن رأسى تحترق من الغضب كيف لها أن ترفض طلبى أنا ! .
- " حسناً أهدئ قليلاً سوف أعقد معكى إتفاق أولاً ها هو ثوبك النظيف أذهبى و تحممى و عندما تنتهين سوف يكون فطورك ينتظرك هنا . و ها هو الإتفاق إذا أنهيتِ فطورك بأكمله و أخذتى الأدوية الخاص بكِ سوف أخبرك . " قالتها و هى تبتسم
- " أنا لستُ بطفلة كى تحُدثينى بتلك الطريقة أو كتى تعرضى على عرض كهذا . " قلتها بنبرة غاضبة . عبست و أظن أنها على وشك البكاء .
- " على أى حال موافقة . " قلتها ببرود و أنا أخذ الثوب من يدها .
نظرت إلى وجهها المشتعل بسبب إحراجى لها .. تحركت فى إتجاه الباب لتغادر الغرفة و لكن يوقفها صوتى .
- " انتظرى أنا لم أقصد أن .. أقصد .. لا يهم . " ضحكت عندما وجدتنى أتلعثم . أبتسمت لها فى المقابل
- " فقط شكراً على الثوب " قلتها و أنا أدخل الحمام بسرعه قبل أن أسمع ردها . أستحممت بالماء الساخن أولًا ثم جعلته بارد .. شديد البرودة لأشعر أن أطرافى بدأت تتخدر هذه أفضل طريقة كى لا أغفو فأنا أغفو فى أى وقت و فى أى مكان . انتهيت من الاستحمام و مشط شعرى بالداخل قبل أن أخرج و أجد الممرضة تقف بجانب سريرى و معاها الفطور . أنهيت طعامى لأن الفضول كاد أن يقتلنى لمعرفة حالة المدعو ب السيد مالك .
- " حسناً لقد صدمته السيارة بعنف شديد مما سبب كسر فى قدمه اليمنى و كسر يده اليمنى أيضاً لأنه هذا إتجاه صدمة السيارة له و لكن السيارة دفعته لمسافة فسقط على رأسه و ظهره . فى رأسه يوجد جرح و لكنه ليس خطير و ظهره أيضاً قد أصُيب . "
- " يا ألهى " قلتها بصدمة و أنا أضع يدى على فمى
- " هل سيصبح بخير .. " قلتها هامسه و أنا أشعر أن عيناى تحترقان هل حقاً سأبكى من أجل شخص لا أعرفه جيداً نحن حتى لم نتقابل من قبل فقط فى ذلك الحُلم اللعين .. !
- " بالأمس كاد أن يتوقف قلبه لكن حمداً لله قد عاد كل شئ كما كان و أصبحت حالته مستقرة من جديد . "
- " حسناً شكراً لكِ . "
- " عفواً " قالتها بينما همت لمغادرة الغرفة .
- " أنتظرى .. هل يمكننى رؤيته الليلة ؟ . "
- " حسناً سأحاول "
- " شكراً "
فتحت أحدى حقائبى ، حقيبة يدى بالتحديد لأجد بداخلها كنزى الذى لا يفارقنى لا أطمئن غير و هو معى ..
مذكراتي .. كنزى الذى يكمن بداخله أحلامى .. ذكرياتى أفكارى .. الآلامى .. دموعى .. ابتسامتى .. تفاصيل عن كل شخص قد قابلته .. كوابيسى .. خواطرى .. كل شئ ..
فتحت صفحة بيضاء كى أكتُب كما أعدت أن أفعل الكتابة كانت أسهل و أجمل شئ بالنسبة لى لكن تلك المرة شعرتُ بأننى لا احوى الالهام الكافى لكتابة تلك الكلمات التى قد تصف بعضا مما شعرت به مؤخراً .
ضممت مذكراتى إلى صدرى بالتحديد بالقرب قلبى و دمعه حنين هرُبت من عينى أغمضت عينى لثوانى قبل أن أنهض و أعُيد مذكراتى إلى مكانها بحقيبتى . عدِت إلى سريرى و شعرت بثقِل فى رأسي يبدو أن الأدوية التى اخذتها مسببه للنعاس . مر حوالى ست ساعات و أنا نائمة فى سلام قبل أن أستيقظ على صوت فتح باب الغرفة لتدخل ممرضتى بهدوء تام .
- " كيف كان نومك الليلة ؟ " سألت بنبرة سعيدة نوعاً ما .
- " كان نومى جيد بل ممتاز لم أحزى بتلك الراحة منذ شهور أعتقد أن هذا الدواء جيد حقاً " قلت جملتى بسعادة فأنا لم أرى أى كوابيس مزعجة اليوم
- " حقاً هذا مذهل . حمداًلله أنكِ تحسنتِ "
أكتفيت بالإبتسام .
- " هاى صحيح ما أسمك ؟ " سألتها و أفكُر فى كيفية عدم معرفتى لأسمها ! .
- " أسمى هيلينا آنستى "
- " فقط آسيا لا مزيد من آنستى تلك "
- " حسناً هيا بنا لنسرع إلى غرفته قبل أن يجدنا أحدهم "
ذهبت أنا و هيلينا تلك إلى الممر الذى تقبع به غرفتة .
دخلت إلى غرفته ببطئ شديد و شعرت بقلبى يرتجف بينما أخطو أول خطوة إلى الداخل .. لا يمكننى منع شعورى بالذنب اتجاه الملاك الممُدد على فراش المرض أمامى .. أول ما لفت نظرى هو تلك الإبرة التى تخترق جلده يده الرجولية الجذابة التى زينها حبراً أسود قاتم يطُلق عليه أسم وشم .. يداه كانت كبيرة حتى جعلتني أشعرني أن يدى يمكن أن تغرق بداخل يده كى يمنحها دفئ .. أتقربت منه و جلست على طرف سريره لأضع يدى على يده السليمة القابع بها ما يسمى بالكانولا و هى تلك الإبرة التى تصل المحاليل و الدواء إلى جسد المريض عن طريق الدم
بمجرد لمسى ليده الرجوليه الخشِنة أرتجف كامل جسدى .. نظرت له و عيناى تحُدث خاصته المغلقة ..
- " و كأنى أعرفُكَ منذ زمناً بعيد .. " قلتها له هامسةً و أنا أحرص على عدم سماع هيلينا .
شعرت برجفة بيده التى يدى تغمر جزء منها
- " ما هذا .. ؟ "
حركة خفيفة برموشة و جفونه تعافر من أجل أن تتقلب إلى جميع الجهات . نظرت بتساؤل إلى هيلينا التى كانت تنظر من شرفة الغرفة التى تطل على الممر للتأكد من عدم وجود أحد بالطابق أو على الاقل بهذا الممر . عاد نظرى إلى الملاك النائم لأجده عيناه تنفتحان ببطئ لأغرق بذلك النهر العسلى الذى أذاب عقلى و غمر روحى .. لم أرى شئ بهذا الجمال من قبل .. شعرت أن كل شئ حولى أختفى و كأننى أغرق فى بحور الهيام و النجاة من الغرق تكمن فى عيناه التى هى نفسها ما يغُرقنى . فصل شفتاه الناعمتان عند بعضهم و أغلق عيناه مجدداً لثوانِ بتألم
- " أنتِ !! "
________________________________
هالو حبايب قلبى بجد الكومنتات مفرحانى جداااً
و أسفة أن فى تفاصيل فى القصة مش واضحة بس التفسير هو أن الجو الطاغى على القصة هو الرعب و الغموض فأنا مقدرش أقول كل التفسيرات من البداية ❤❤❤
15 vote , 50 Comment ? 🌸❤❤
علقوا على الفقرات بليز ❤❤🌸
و كل سنة و أنتوا طيبين مقدماً بمناسبة العيد ❤❤🌸
بمناسبة الأيام المفترجة دى أذكروا الله و أستغفروا كثيرااا ❤❤❤
نظرت عليه نظره أخيره قبل أن تأخذنى الممرضة إلى خارج الغرفة و عى ممُسكة بيدى لتبُعدنى تماماً عن غرفته .
- " آنستى " قالتها هامسه بتوتر و هى تلفت حولها
- " همم " هممت منتظرة تكمله الجملة
- " أذهبى إلى غرفتكِ الآن و لا تذكري لأى شخص أنكِ كنتِ فى الخارج أثناء غيبوبة السيد مالك "
- " ماذا !! غيبوبة !! " قلتها بصدمة و عيناى تتسعان
- " لا أقصد بالمعنى الحرفى آنستى أنا لا أعرف تماماً إلى ماذا وصلت حالته " قالتها بنبرة مطمئنة نوعاً ما .
- " لكن لماذا .. أعنى لماذا هل خروجى من غرفتى حينها كان يعُد مشكلة ؟ . "
- " فى الواقع نعم .. أنا قد سمعت ذلك الشرطى يقول انه يشك بأنكِ كنتِ بطريقة ما سبب فى تواجد السيد مالك هنا و الآن هو حالته إزدادت سوءاً فجأة و أنتى كنتِ بالداخل فربما سيظن أنك فعلتى له شيئاً . "
- " حسناً حسناً الآن قد فهمت .. " صمت لثوانِ و أنا أفكُر فى لؤم و خبث ذلك الشرطى . ثم أكملت قائلة :
- " شكراً لكِ .. شكراً جزيلاً فأنا كدت أن أرتكب حماقة و أدخُل نفسى فى مشاكل جديدة .. هل يمكنكِ الدخول معى إلى غرفتى لن أخذ من وقتكِ الكثير . " قلت جملتى بلطُف
- " لا يا آنستى أنا متأسفة لكن أظُنك أسأتى فهمى أنا لم أقل لكِ هذا الكلام من أجل المال . "
- " أنا أسفة أنا لا أقصد الإهانة أقُسم أنا فقط أردتُ شكرك . "
- " لقد فعلتى للتو آنستى . "
- " لكن ... أنا حقاً لا أتذكر أين كانت غرفتى . "
قبل أن أكُمل جملتى سمعت صوتاً عالى بعض الشئ قادم من نحو السُلم .. صوت قد بدأت فى كرهه أنه هو ذلك الشرطى مؤكد أنهم أخبروه أن السيد زين حالته ازدادت سوءً .. تباً ماذا أفعل ؟! . مرت بالكاد ثانية قبل أن تسحبنى نفس الممرضة إلى ممر آخر بسرعه .
- " هيا من هذا الإتجاه " قالتها مشيرة إلى ممر مظلم نوعاً ما
- " ولكن إلى أين ؟ " همست بها .
- " هذا الممر سيؤدى إلى غرفتك "
- " حسنا ً "
أنا بالطبع لا أشعر بالخوف من ذلك المعتوه لكننى لا أريد آلم رأس و مشاكل .
- " حسناً ها هى غرفتك أدخُليها و أخلدى إلى النوم بسرعه . "
- " حسنا ً شكراً لكِ لكن لا أريد النوم " قلتها و كانت هى تفتح باب غرفتي و تقودنى إلى السرير .
- " لا أريد أن أنام يجب ألا أنام " قلتها بخوف هستيرى . غادرت الغرفة و تركتنى وحيدة فى ظلام تام يكاد يأكُل ما تبقى من روحى المحترقة
- " لا يجب أن أخُلد إلى النوم .. لا يجب أن أخُلد إلى النوم .. لا يجب أن أخلُد إلى النوم ... " لا أعلم كم مرة قلت نفس الجملة لكن ما أعرفه أن فى كل مرة يصُبح صوتى أضعف من المرة التى قبلها ...
- " لماذا آسيا .. لماذا لا تريدين النوم ؟ ألا تريدى رؤيتى أم ماذا حلوتى المدللة " قالها الصوت الذى طالما أخافنى أغمضت عينى خوفاً من فتحهما و رؤيتها فى صورة تخيُفنى كما اعتادت ان تظهر لى . سكنت الأجواء قليلاً قبل أن أشعر أن قدمى تلاُمس شئ ساخن ليس بالسخونه الحارقة لكنه ساخن .. شئ لزج بعض الشئ سائل .. شعرتُ ببرودة شديدة فى جميع أطرافى لأفتح عيناى و أصرخ صرخة مدوية .. و اللعنه إننى أقف على جبل قريبة من الحافة .. قدمى تغوص فى بحر من الدماء و حولى الالآف من القبور ...
و تقف هى هناك وسط أحدى القبور ممسكه بسكين غرِقَ وسط ملايين من قطرات الدماء و بعض القطرات تناثرت على ثوبها الأبيض البالى المتسخ و البعض الآخر على وجهها . نظرت إليها برعب و هى فقط أكتفت بإبتسامه
-" هيا آسيا حبيبتي أقتربى كى أضمُك .. أنتِ تعلمين أليس كذلك .. " نظرت لها بتساؤل و تعجب
- " أ.. أع .. أعلمُ م .. ماذا ؟ " قلتها متقطعة بخوف و بنبرة أقرب إلى الهمس
- " لقد حان دورك هى أقتربِ منى الآن كى أنحر عنقكُ بسكينِ هذا .. كى تتناثر دمائك على وجهى. أنه سكينك المفُضل ألا تتذكريه يا حلوتى ؟ .. "
شعرت أن قدمى ليست قادرة على حملى بعد الآن نظرت حولى لا يوجد مفر أنها ستجدنى لا محاله و لو حاولت الرجوع إلى الخلف سوف أهوى إلى الجبل و ألقى حتفى ..
- " حسناً حسناً آسيا ... سوف نعقد أتفاق سوف نلعب سوياً "
- " ن.. نلعب ! " قلتها بإستغراب و أنا أحاول جمع حروف كلماتى و صوتى بالكاد مسموع
- " نعم نلعب. لعبة لطالما عشقتيها سوف نلعبُ الغميضة وسط القبور سوف تختبأين فى أى مكان خلالهم لكن إذا وجدتُكِ سوف أقتُلك .. و تذكرى آسيا من يموت فى الحُلم يموت فى الحقيقة . "
فزعت من جملتها الأخيرة ليس هناك الكثير لأعيش من أجله لأكنى لا أريد الموت أيضاً .
- " لنبدأ إذن واحد .. إثنان .. ثلاثة .. أختباء "
ركضت بأقصى سرعة لا أعرف إلى أين تخللت العديد من القبور و أنا أشعر بخوف رهيب غمر الضباب المكان حولى و سمعت صوت كاد أن يجعلنى صماء أرتعش جسدى من صوت الرعد و رأيت هالة بيضاء يغمُر السماء فوقى و بعض القطرات تساقطت من وجهى و الآن إنها تمطُر ! هذا سوف يعيق حركتى هناك العديد من الرمال على الأرض أسفلى و الآن سوف تصبح طين . ركضت مجدداً لأقف شاهقة فور رؤيتى للوحة على قبر مكتوب عليها
" آسيا آدم كالدر 2018 - 1998 "
و تاريخ ميلادى .. و تاريخ وفاتى أنه مكتوب على عامنا هذا .. لكن القبر مهلاً إنه ليس مغلق سمعت صوت ثعبان لألتفت حولى فى رعب لأجد و على عنقها ثعبان و بحركة سريعة دفعتنى إلى داخل القبر لأهوى بداخله و بغضون ثواتى أشعر بالإختناق.
- " الوداع آسيا "
شهقة كبيرة تقطعت فيها أحبالى الصوتيه وانتفض جسدى من على السرير حتى كدت أسقط و جدت الطبيب نايل يفتح باب الغرفة و هو يهرول و يركض نحوى
- " ماذا حدث هل أنتِ بخير؟ "
حركت رأسى بمعنى لا و ضممت يداى إلى وجهى حتى لا يرى دموعى التى تتساقط فأنا لستُ بضعيفه حتى أبكى أمام أحد .
- " آنسه أسيا أعتقد أنكِ بحاجة إلى أدوية إكتئاب "
نظرت إلى اتجاه آخر كى أمسح دموعى قبل أن يراها
- " أعطينى أى شئ ليساعدنى " قلتها بنبرة ميته خاليه من الحياه
- " حسناً سأخبُر الممرضة حتى تجلب لكى الدواء و حتى تجلب لكِ ثوب نظيف "
- " حسناً " بالطبع أحتاج إلى الاستحمام و إلى ثوب نظيف لأن ثيابى الآن أصبحت غارقة بالعرق الذى ملأ كامل جسدى جراء رؤيتى لذلك الكابوس المزعج .
غادر نايل أقصد الطبيب الغرفة و دخلت الممرضة تلك التى ساعدتنى ليلة أمس
- " صباح الخير " قالتها بسعاده
- " صباح الخير. " قلتها بلامبالاة لا أقصد أن أكون حقيرة لكنى لست فى الحالة النفسية الجيدة التى تسمح بالإبتسام .
- " هل السيد مالك بخير .. ؟ " تسألت بخوف .
- " نعم . حمداً لله لقد أستقرت حالته لكنه لم يفيق بعد "
- " هل يمكنكِ إخبارى عن حالته بالتفصيل . "
- " أسفة آنستى لكن الشرطة قد نبهت علينا بعدم التحدث عن أى شئ يخص حالة السيد مالك. "
نظرت إليها بغضب شديد و أنا أشعر أن رأسى تحترق من الغضب كيف لها أن ترفض طلبى أنا ! .
- " حسناً أهدئ قليلاً سوف أعقد معكى إتفاق أولاً ها هو ثوبك النظيف أذهبى و تحممى و عندما تنتهين سوف يكون فطورك ينتظرك هنا . و ها هو الإتفاق إذا أنهيتِ فطورك بأكمله و أخذتى الأدوية الخاص بكِ سوف أخبرك . " قالتها و هى تبتسم
- " أنا لستُ بطفلة كى تحُدثينى بتلك الطريقة أو كتى تعرضى على عرض كهذا . " قلتها بنبرة غاضبة . عبست و أظن أنها على وشك البكاء .
- " على أى حال موافقة . " قلتها ببرود و أنا أخذ الثوب من يدها .
نظرت إلى وجهها المشتعل بسبب إحراجى لها .. تحركت فى إتجاه الباب لتغادر الغرفة و لكن يوقفها صوتى .
- " انتظرى أنا لم أقصد أن .. أقصد .. لا يهم . " ضحكت عندما وجدتنى أتلعثم . أبتسمت لها فى المقابل
- " فقط شكراً على الثوب " قلتها و أنا أدخل الحمام بسرعه قبل أن أسمع ردها . أستحممت بالماء الساخن أولًا ثم جعلته بارد .. شديد البرودة لأشعر أن أطرافى بدأت تتخدر هذه أفضل طريقة كى لا أغفو فأنا أغفو فى أى وقت و فى أى مكان . انتهيت من الاستحمام و مشط شعرى بالداخل قبل أن أخرج و أجد الممرضة تقف بجانب سريرى و معاها الفطور . أنهيت طعامى لأن الفضول كاد أن يقتلنى لمعرفة حالة المدعو ب السيد مالك .
- " حسناً لقد صدمته السيارة بعنف شديد مما سبب كسر فى قدمه اليمنى و كسر يده اليمنى أيضاً لأنه هذا إتجاه صدمة السيارة له و لكن السيارة دفعته لمسافة فسقط على رأسه و ظهره . فى رأسه يوجد جرح و لكنه ليس خطير و ظهره أيضاً قد أصُيب . "
- " يا ألهى " قلتها بصدمة و أنا أضع يدى على فمى
- " هل سيصبح بخير .. " قلتها هامسه و أنا أشعر أن عيناى تحترقان هل حقاً سأبكى من أجل شخص لا أعرفه جيداً نحن حتى لم نتقابل من قبل فقط فى ذلك الحُلم اللعين .. !
- " بالأمس كاد أن يتوقف قلبه لكن حمداً لله قد عاد كل شئ كما كان و أصبحت حالته مستقرة من جديد . "
- " حسناً شكراً لكِ . "
- " عفواً " قالتها بينما همت لمغادرة الغرفة .
- " أنتظرى .. هل يمكننى رؤيته الليلة ؟ . "
- " حسناً سأحاول "
- " شكراً "
فتحت أحدى حقائبى ، حقيبة يدى بالتحديد لأجد بداخلها كنزى الذى لا يفارقنى لا أطمئن غير و هو معى ..
مذكراتي .. كنزى الذى يكمن بداخله أحلامى .. ذكرياتى أفكارى .. الآلامى .. دموعى .. ابتسامتى .. تفاصيل عن كل شخص قد قابلته .. كوابيسى .. خواطرى .. كل شئ ..
فتحت صفحة بيضاء كى أكتُب كما أعدت أن أفعل الكتابة كانت أسهل و أجمل شئ بالنسبة لى لكن تلك المرة شعرتُ بأننى لا احوى الالهام الكافى لكتابة تلك الكلمات التى قد تصف بعضا مما شعرت به مؤخراً .
ضممت مذكراتى إلى صدرى بالتحديد بالقرب قلبى و دمعه حنين هرُبت من عينى أغمضت عينى لثوانى قبل أن أنهض و أعُيد مذكراتى إلى مكانها بحقيبتى . عدِت إلى سريرى و شعرت بثقِل فى رأسي يبدو أن الأدوية التى اخذتها مسببه للنعاس . مر حوالى ست ساعات و أنا نائمة فى سلام قبل أن أستيقظ على صوت فتح باب الغرفة لتدخل ممرضتى بهدوء تام .
- " كيف كان نومك الليلة ؟ " سألت بنبرة سعيدة نوعاً ما .
- " كان نومى جيد بل ممتاز لم أحزى بتلك الراحة منذ شهور أعتقد أن هذا الدواء جيد حقاً " قلت جملتى بسعادة فأنا لم أرى أى كوابيس مزعجة اليوم
- " حقاً هذا مذهل . حمداًلله أنكِ تحسنتِ "
أكتفيت بالإبتسام .
- " هاى صحيح ما أسمك ؟ " سألتها و أفكُر فى كيفية عدم معرفتى لأسمها ! .
- " أسمى هيلينا آنستى "
- " فقط آسيا لا مزيد من آنستى تلك "
- " حسناً هيا بنا لنسرع إلى غرفته قبل أن يجدنا أحدهم "
ذهبت أنا و هيلينا تلك إلى الممر الذى تقبع به غرفتة .
دخلت إلى غرفته ببطئ شديد و شعرت بقلبى يرتجف بينما أخطو أول خطوة إلى الداخل .. لا يمكننى منع شعورى بالذنب اتجاه الملاك الممُدد على فراش المرض أمامى .. أول ما لفت نظرى هو تلك الإبرة التى تخترق جلده يده الرجولية الجذابة التى زينها حبراً أسود قاتم يطُلق عليه أسم وشم .. يداه كانت كبيرة حتى جعلتني أشعرني أن يدى يمكن أن تغرق بداخل يده كى يمنحها دفئ .. أتقربت منه و جلست على طرف سريره لأضع يدى على يده السليمة القابع بها ما يسمى بالكانولا و هى تلك الإبرة التى تصل المحاليل و الدواء إلى جسد المريض عن طريق الدم
بمجرد لمسى ليده الرجوليه الخشِنة أرتجف كامل جسدى .. نظرت له و عيناى تحُدث خاصته المغلقة ..
- " و كأنى أعرفُكَ منذ زمناً بعيد .. " قلتها له هامسةً و أنا أحرص على عدم سماع هيلينا .
شعرت برجفة بيده التى يدى تغمر جزء منها
- " ما هذا .. ؟ "
حركة خفيفة برموشة و جفونه تعافر من أجل أن تتقلب إلى جميع الجهات . نظرت بتساؤل إلى هيلينا التى كانت تنظر من شرفة الغرفة التى تطل على الممر للتأكد من عدم وجود أحد بالطابق أو على الاقل بهذا الممر . عاد نظرى إلى الملاك النائم لأجده عيناه تنفتحان ببطئ لأغرق بذلك النهر العسلى الذى أذاب عقلى و غمر روحى .. لم أرى شئ بهذا الجمال من قبل .. شعرت أن كل شئ حولى أختفى و كأننى أغرق فى بحور الهيام و النجاة من الغرق تكمن فى عيناه التى هى نفسها ما يغُرقنى . فصل شفتاه الناعمتان عند بعضهم و أغلق عيناه مجدداً لثوانِ بتألم
- " أنتِ !! "
________________________________
هالو حبايب قلبى بجد الكومنتات مفرحانى جداااً
و أسفة أن فى تفاصيل فى القصة مش واضحة بس التفسير هو أن الجو الطاغى على القصة هو الرعب و الغموض فأنا مقدرش أقول كل التفسيرات من البداية ❤❤❤
15 vote , 50 Comment ? 🌸❤❤
علقوا على الفقرات بليز ❤❤🌸
و كل سنة و أنتوا طيبين مقدماً بمناسبة العيد ❤❤🌸
بمناسبة الأيام المفترجة دى أذكروا الله و أستغفروا كثيرااا ❤❤❤
Коментарі