(الفَصْلُ الخَامِس) |طالَ الإنتظارُ|
- " أنتِ !! " قالها بهمس و كانت عيناه تتسعان بصدمة
- " أ.. أن .. أنا ماذا ؟ " قُلت بتساؤل و شعرت بأن يداى ترتجفان و لا أعرف حتى لماذا .
- " لقد أنتظرتُكِ طويلاً . " قالها ببطئ ، و هو يغمض عيناه فى آلم باذلاً مجهود كبير حتى يقول جملته .
- " أنا أيضاً . " قلت بهدوء .
نظر إلى و أبتسم إبتسامة لم أجد فى جمالها من قبل أسنانه اللامعة و عيناه التى عانقتا بعضهما البعض بسبب أرتفاع وجنتيه ، لم أرى أجمل من هذا المشهد من قبل فى حياتى ، أبتسمت له فى المقابل .
- " أنتى كنتِ هناكَ وقت الحادث أليس ك.. كذلك " قال آخر جمله و هو يتحرك حركة بسيطة متآلماً .
- " نعم . "
- " آسيا هيا بنا يجب أن ترحلى من هنا بسرعة " أخترق صوت الحمقاء هيلين أذُنى ليخُرجنى من اللحظة الرومانسية التى كنت أعيشها مع الملاك الذى يرقد بهدوء أمامى .
-" لا لن أرحل الآن . " قلتها بتذمر و نبرة قريبة إلى الغضب .
- " أنا لا أمزح ذلك الشرطى هنا و إن وجدكِ هنا لن تنتهى المشاكل .. سوف يتسبب بالأذى لى . "
- " تباً لذلك اللعين " قلتها بصوت منخفض حارصة على عدم سماع السيد مالك لى .
- " متى .. سنتقابل .. م.. مجدداً " قالها و قد شعرتُ به يتلوى فى فراشة كرضيع فى أيامه الأولى تؤلمه معدته .
- " هل هو بخير ؟ " قلتها لهيلينا بقلق شديد .
- " إنه تأثير المسكن يختفى بالتدريج لذلك قد بدء بالشعور بالآلم " قالتها بهدوء تام
- " بالطبع لا يمُكنكِ إعطاءه جرعة أخرى أليس كذلك "
- " نعم لا يمكننى . و الآن هيا نذهب "
هممتُ إلى باب الغرفة و قبل أن أمُسك بالمقبض شعرت بمقبض الباب يتحرك لأركض أنا و هيلينا فى نفس اللحظة إلى حمام الغرفة و نغلق الباب بسرعة و لكن دون أن نصُدر صوت .
- " لقد أخبرتُكِ سوف نقع فى المشاكل " قالتها هيلينا هامسة برعب و أقسم أننى أكاد أرى الدموع فى عينيها
- " هاى لا تكونِ جبانة " وبخت الجبانة التى تقف بجانبى و ملتصقة بى بشكل مبالغ فيه بسبب خوفها .
-" حمداً لله على عودتك سالماً . " قالها بساعدة مفرطة مبالغ فيها .
لم أسمع صوته الرجولى مما جعلنى أظن أنه على الأرجح أكتفى بالإيماء له او ربما الإبتسام .
- " حسناً زين سوف أزيل الألقاب بيننا ففارق العمر بيننا ليس بالكثير . "
- " سيد مالك . أنا لم أسمح لك برفع الألقاب . " قالها زين بتعجرف و قد راقت لى نبرته المتعجرفة تلك .
- " حسناً سيد مالك أنا حقاً أعتذر منك و بشدة . و الآن إن سمحت لى أرُيد التحدث معك بشأن الحادث "
- " هممم "
- " هل تعتقد أنه مدبر .. أعنى مقصود "
- " لا أظن ذلك . "
- " لكن كان هناك فتاة بالقرب منك وبالصدفة لد... " قاطع صوت الشرطى الصوت الرجولى الذى أحبته أذنى و بدأت تعتاد عليه .
- " فتاة ؟ أى فتاة ؟ "
- " آسيا .. آسيا أدم أعتقد .. هى هنا فى نفس المستشفى "
- " لديها إسم جميل بحق . " قالها زين و شعرت بسعادة كبيرة
- " أنا أعتقد أنها وراء ذلك الحادث أردت إعتقالها لكن ليس بيدى دليل كافى . "
- " آسيا ... آسيا ... " قالها زين بنبرة تدل على أنه يفكر فى شئ ما
- " نعم سيدى آسيا . ماذا ترى سيدى فى أمر الأعتقال هذا ؟ "
- " لا . بالطبع لا . "
- " لكن سيدى... "
- " لقد قلت لا و أنتى الأمر لا تُطيل الأمر . " قالها زين بنبرة أمِره .
سمعت صوت فتح و غلق باب الغرفة لتزفر هيلينا براحة ، فتحت باب الحمام بهدوء لأجد أن زين قد أغلق عينه هل يا تُرى قد خلد إلى النوم بتلك السرعة ؟ غريب .
تحركت هيلينا بسرعه متجهه إلى باب الغرفة . لا أعلم لماذا لكن شعرت أن على توديع زين .. أقتربت منه و و وضعت شفتى على وجنته الرقيقة لأضع قبلة صغيرة و اتجه إلى الباب مسرعةً .
- " هيلينا "
- " نعم ؟ "
- " هل مات أم ماذا ؟ "
- " إنه نائم فحسب الأدوية و المسكنات ستجعله ينام كثيراً و بسرعه أيضاً "
- " أوه حسناً . "
- " أنا يجب أن أرحل من هنا . "
- " لكن لا أعلم إذا كان الطبيب سيوافق أم لا . "
- " أنا لا أهتم لكل هذا "
- " حقاً ؟ " قالها صوت شاب من خلفى
- " ها ؟ . " نظرت خلفى إلى صاحب العيون التى تحمل جمال المحيط بداخلها .
- " عمتاً كنت على وشك المرور إلى غرفتك حتى أخُبرك إنه يمكنك الخروج . "
- " حقاً شكراااً . " قلت بنبرة أقرب إلى السعادة
- " هيلينا صاحبيها إلى غرفتها و ساعديها فى ضب أغراضها . " قالها الطبيب .
- " حسناً . "
- " أوه أيضاً لا تنسى الأدوية و مواعيدها . "
- " حسناً . " قالتها بإبتسام و شعرت أنها تتأمله .
- " أحمم هيلينا هيا ؟ . " قلتها قاطعة قلوب الحب التى تتطاير حولنا .
- " مهلاً " قالها الطبيب و أنا أرى نظرة قلق بداخل عينيه .
- " ماذا ؟ " شعرت بتوتر و لا أعلم السبب حتى صعقت بحق و " ماذا ؟ أين ؟ "
" ان كلتا يداكِ و معصمكِ .. قدمك مجروحين "
" اذا هذا هو سبب تألمى " قلت بمزاح ممزوج بألم لكن لاحظت ان فزعه لم يقل عن السابق.
"ماذا ؟ "
"_الجروح إن تلك الجروح تشير إلى أنكِ سقطتِ على تربة طينية تسببت فى هذه"
" و ما المشكلة ؟ "
كنت أفكر فى اختراع أى كذبة كأننى حاولت الخروج من المستشفى ليلاً مثلاً و سقطت لكنه قاطعنى و خرب تلك الكذبة.
" آسيا لا توجد تلك التربة هنا .. حتى إن فرضنا أنكِ كنتِ تحاولين الخروج من هنا لا يوجد ما يتسبب فى هذه الجروح ! " مهلاً هل كان يقرأ أفكارى للتو ؟
قلت و نظر إلى بشك " لا أعلم "
" سوف أصل إلى تفسير , و الآن سوف أرسل لكِ أحدى الممرضات لتنطهر تلك الجروح "
"حسناً " قلت و لم تمر دقائق حتى وجدت الممرضة التى كانت تساعدنى ليلة أمس تدخل الغرفة و تحمل بعض الأدوات الطبية أنا أنظر إلى جروحى و بمجرد النظر إليها شعرت بأنها تؤلمنى .. اتسعت عيناى بصدمة فأنا لم أسقط .. أيضاً نحن لسنا بفصل الشتاء فلا يوجد وحل إلا .. مهلاً .. لقد سقطت بالفعل لكن .. فى كابوسى .. تجاهلت الطبيب الذى ينتظر تفسير منطقى و هيلينا التى بدت قلقة على ..
توجهنا إلى غرفتى وضعت كل أغراضى فى حقائبى و أنا اتأكد للمرة العشرين تقريباً أننى لم أنسى أى غرض من أغراضى .
- " سوف أشتاق إليكِ " قلتها و أنا أضُم هيلينا برفق .
-" حقاً ؟ " قالتها هيلينا بسعادة و هى تضمنى بشدة حتى شعرت أن ضلوعى سوف تنكسر .
- " هاى هل تملكين هاتف ؟ " سألت
- " نعم نعم بالطبع " قالتها بسعادة و هى تخُرج هاتفها النوكيا القديم من أحد جيوب زى عملها الرسمى
- " هذا هو هاتفك ؟ " قلتها بنبرة مصدومة و أنا أخُرج هاتفى أحدث إصدارات شركة أپل .
- " أكتُبى ****** " منحتها الرقم و أنا أودعها بسعادة .
- " وداعا ً سوف نتقابل قريباً صحيح ؟ " قالتها هيلينا بنبرة مرِحة
- " نعم . وداعاً " قلتها بإبتسامة .
و قبل أن أدهس بحذائى غالى الثمن آخر بقعة فى أرض غرفتى لأصطدم بالشرطى .
- " إلى أين ؟ "
- " سوف أغُادر " قلتها بثقة .
- " لكنى لم أسمح لكِ با... "
- " هنالك ثلاث محامين يقفون فى الخارج و قد أخبرونى أنه لا داعى لمكوثى هنا " قلت بثقة شديدة و أنا أراه غاضب بشده أكاد أرى النيران تخرج من عيناه .
- " و بالنسبة لأمر السيارة فهى ليست خاصتى و يمكنك التأكد من أوراقى الرسمية . " قلت بإبتسامه صفراء غير صافية قبل أن أغُادر الغرفة غير منتظرة سماع رده .
ذهبت إلى سيارتى التى قد أمرتهم من قبل بإحضارها إلى هنا . أشعر بحزن شديد .. حقاً أنا سعيدة بعودتى إلى منزلى النظيف المرتب . و لكننى لا أريد تركه أعنى السيد مالك . أخرجنى من شرودى صوت محرك السيارة و ها أنا عائدة إلى منزلى و قد أوشك الظلام على الحلول قررت سلك طريق مختصر لأن المستشفى تقع بعيداً عن منزلى . سلكت طريق الغابة إنه طريق شبه مرصوف بين الأشجار الكثيفة و بالفعل قد حل الظلام اخذاً معه آخر ذره ضوء كان الطريق مظلم فقط إنارة مصابيح سيارتى . شعرت بحركه حولى حركة شديدة السرعه . حركة كائن ما فتلك ليست سرعة إنسان طبيعى . سرت بسرعه أكبر محاولة إنهاء ذلك الطريق و الخروج مجدداً إلى الشارع الرئيسى حتى أشعر بوجود بشر حولى عوِضاً عن كائنات مجهولة مخيفة حولى . أثناء قيادتى بسرعه كدت أدهس شخص توقفت بسرعه مما أدى إلى أصطدامى بزجاج السيارة .. اللعنه ! .
نظرت إلى أمام مجدداً لأجد فراغ أمامى و فقط فراغ لا يوجد شخص يمر لم أكن على وشك دهس أحدهم إنها مجرد أوهام .. هذا الطريق مهجور و مخيف و ليس كثير من الناس يعرفونه و من الصعب تواجد أحد فيه مترجلاً المسافة طويلة جداً من يأتى هنا يأتى بسيارة . أكملت سيرى مجدداً لأجد شخص آخر يمر . إنها سيدة نفس السيدة التى كدتُ أدهسها . تسير ببطئ شديد و تحمل هره سوداء اللون ذات عيون خضراء مرعبة و أحدى عيناها مفقودة مجروحة داميه جسدها متسخ تبدو مخيفة بحق نظرت القطة إلى مما أدى إلى ملاحظة السيدة لى .
كانت ذات شعر كثيف و طويل يبدو أنه لم يتم تمشيطه منذ شهور و ربما سنين فستان أسود ممزق ذراع ممتلئة بالدماء المتجلطة . نظرت إلى و هى تبتسم أسنان صفراء باليه و بعد الأسنان سوداء . نظرت إلى رقبتها كانت مجروحه لا مذبوحه و مليئة بالدماء لكنها أيضاً كانت متجلطة كان منظر جرحها مقزز و مخيف كان جرح عميق سمح لى برؤية أوردتها و شُريانها الممزق . أقتربت منى ببطئ شديد و هى تسير بحركة خفيفة تدل على تقدم عمرها و فجأة وجدتها تقترب بسرعة كبيرة بسرعه لا تخرج من بشر .
فى غضون ثوانِ وجدتها تستند على زجاج سيارتى الأمامى و تطرق عليه بقوة سببت شرخ بالزجاج بل كسر جزء منه ادى إلى تناثر قطع الزجاج على ملابسى أغمضت عينى .. صرخت فى خوف شديد ايضاً صوت كسر الزجاج مزعج للغايه مرت ثوانِ و شعرت بأنها أعوام طويلة ليتوقف الصوت فجاءة و أفتح عينى لأصعق أنا بداخل سيارتى على الطريق و لم أدخل حتى فى طريق الغابة لكن كيف ! كيف حدث كل هذا و أختفى فجاءة !!! . قررت سلك الطريق العام بالرغم من كونه أطول فأنا لن أتحمل المزيد من الصدمات و الخوف . و أخيراً وصلت إلى قصرى الكبير المريح . وضعت سيارتى بالجراچ بجانب الأخريات . فتحت باب القصر ببطئ و أنا أخلع حذائى و أرميه بعيداً ركضت بسعادة إلى غرفتى المريحة و حمامى النظيف . تححمت بماء بارد حتى لا أغفو فى الحمام . ذهبت إلى غرفة المعيشة لأشاهد التلفاز وقعت عيناى على أحدى شرائط الفيديو القديمة . لقد مر حوالى خمس سنوات على تصويرى لهذا الفيديو . وضعته بالمشغل حتى أراه .
" فى الثانيه عشر بعد منتصف الليل 12 AM "
إنها أنا آسيا آدم كالدر صاحبه الخامسة عشر عاماً و قد حطر ببالى تساؤل غريب لما يخاف الجميع عندما ناتى بسيرة الحشرات و كأنها تأتى عندما نذكر اسمها او نتحدث عنها لما لا نقول انه كان شعور مسبق قبل الحدث او ربما تنبؤ او ربما حدث موقف مشابه تماماً لهذا .. اوه اوه انتظروا لحظة للتو شعرت بشئ غريب كاننى قلت هذا من قبل .. اوه ليس هذا الشئ مجدداً "
قلت بينما امُسك بفردة حذاءى الانثوى و أنا أضرب ذلك الصرصور اللعين .. ! ارتجف جسدى من ذلك الصوت " طق طق " صوت تكسير جسد ذلك الكائن اللزج المقزز ! " للعلم فقط العلماء قالوا ان جسد الحشرات مخلوق من مادة تشبه الزجاج لهذا يوجد ذلك الصوت الذى يقشعر له البدن و السبب فى وقوف شعر الجسد من التقزز عند قتل حشرة ما "
نظرت حولى بخوف شديد قبل أن أنُهى تصوير الفيديو . النهاية .
كتُبت كلمة النهاية فى المقطع الذى أمامى شعرت بدموعى تنهمر لقد كنتُ نوعاً ما أكثر سعادة فى تلك الفترة قبل أن تنقلب أحوالى ...
مر أسبوعان مملان لم يحدث بهما أى شئ جديد و حقاً أشتقت إلى هيلينا الثرثارة أنا لم أقضى الكثير من الوقت معاها لكننى بالفعل قد أعتدت عليها .
أشتقت أيضاً إلى ذو العيون العسليه ذا الشعر الأسود الذى يشبه ظلُمة الليل .
صرخ جرس باب قصرى معلناً وصول أحدهم فتحت الباب لأجد شاب فى مقتبل العمر يحمل صندوق بداخله الكثير من الورود الحمراء كانت جميلة أحمر غامق كانت رائعة أعجبتنى بحق تُرى من أرسلها أخرجنى من شرودى صوت الشاب .
- " آنسه كالدر ؟ "
- " نعم "
- " وقعى هنا من فضلك "
- " حسناً " قلتها و أنا أوقع فى ورقة أستلامى للورود .
- " مهلاً أنتظر " قلتها لأوقفه
- " نعم سيدتى "
- " من أرسل هذا ؟ "
- " لم يقل أسمه "
إذن هو شاب !
- " حسنا ً شكراً " رحل الشاب بسرعة
فتحت الصندوق لتغُرقنى رائحة عطر رجولى ثقيل وضعت يدى على الزهور أتحسسها كانت ناعمة للغاية .
بينما أتحسس الزهور لمحت ورقة فتحتها لإجد بداخلها كتابة بخط اليد فقط جملة واحدة
" لقد طالَ الإنتظارُ آسيا "
ز xx
___________________________
و دى كانت نهاية شابتر النهاردة حاجة خفيفة كدة عشا العيد و كل سنة و أنتوا طيبين و ربنا يحققلوكوا كل أحلامكم يارب بإذن الله ❤🌸
ٱدعولى ربنا يوفقنى السنه ديه و يكرمنى ❤❤🌸
ادعولى ابقى دكتورة ❤❤🌸
تذكره : لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير ❤❤🙏🏼❤
شكرا على دعمكم و خلاص قربنا نكمل ٣٠٠ فيور ❤❤🌸
بحبكوا جدا ❤❤🌸
علقوا على الفقرات بليز ❤❤🌸
10 votes , 50 comments ? ❤❤🌸
- " أ.. أن .. أنا ماذا ؟ " قُلت بتساؤل و شعرت بأن يداى ترتجفان و لا أعرف حتى لماذا .
- " لقد أنتظرتُكِ طويلاً . " قالها ببطئ ، و هو يغمض عيناه فى آلم باذلاً مجهود كبير حتى يقول جملته .
- " أنا أيضاً . " قلت بهدوء .
نظر إلى و أبتسم إبتسامة لم أجد فى جمالها من قبل أسنانه اللامعة و عيناه التى عانقتا بعضهما البعض بسبب أرتفاع وجنتيه ، لم أرى أجمل من هذا المشهد من قبل فى حياتى ، أبتسمت له فى المقابل .
- " أنتى كنتِ هناكَ وقت الحادث أليس ك.. كذلك " قال آخر جمله و هو يتحرك حركة بسيطة متآلماً .
- " نعم . "
- " آسيا هيا بنا يجب أن ترحلى من هنا بسرعة " أخترق صوت الحمقاء هيلين أذُنى ليخُرجنى من اللحظة الرومانسية التى كنت أعيشها مع الملاك الذى يرقد بهدوء أمامى .
-" لا لن أرحل الآن . " قلتها بتذمر و نبرة قريبة إلى الغضب .
- " أنا لا أمزح ذلك الشرطى هنا و إن وجدكِ هنا لن تنتهى المشاكل .. سوف يتسبب بالأذى لى . "
- " تباً لذلك اللعين " قلتها بصوت منخفض حارصة على عدم سماع السيد مالك لى .
- " متى .. سنتقابل .. م.. مجدداً " قالها و قد شعرتُ به يتلوى فى فراشة كرضيع فى أيامه الأولى تؤلمه معدته .
- " هل هو بخير ؟ " قلتها لهيلينا بقلق شديد .
- " إنه تأثير المسكن يختفى بالتدريج لذلك قد بدء بالشعور بالآلم " قالتها بهدوء تام
- " بالطبع لا يمُكنكِ إعطاءه جرعة أخرى أليس كذلك "
- " نعم لا يمكننى . و الآن هيا نذهب "
هممتُ إلى باب الغرفة و قبل أن أمُسك بالمقبض شعرت بمقبض الباب يتحرك لأركض أنا و هيلينا فى نفس اللحظة إلى حمام الغرفة و نغلق الباب بسرعة و لكن دون أن نصُدر صوت .
- " لقد أخبرتُكِ سوف نقع فى المشاكل " قالتها هيلينا هامسة برعب و أقسم أننى أكاد أرى الدموع فى عينيها
- " هاى لا تكونِ جبانة " وبخت الجبانة التى تقف بجانبى و ملتصقة بى بشكل مبالغ فيه بسبب خوفها .
-" حمداً لله على عودتك سالماً . " قالها بساعدة مفرطة مبالغ فيها .
لم أسمع صوته الرجولى مما جعلنى أظن أنه على الأرجح أكتفى بالإيماء له او ربما الإبتسام .
- " حسناً زين سوف أزيل الألقاب بيننا ففارق العمر بيننا ليس بالكثير . "
- " سيد مالك . أنا لم أسمح لك برفع الألقاب . " قالها زين بتعجرف و قد راقت لى نبرته المتعجرفة تلك .
- " حسناً سيد مالك أنا حقاً أعتذر منك و بشدة . و الآن إن سمحت لى أرُيد التحدث معك بشأن الحادث "
- " هممم "
- " هل تعتقد أنه مدبر .. أعنى مقصود "
- " لا أظن ذلك . "
- " لكن كان هناك فتاة بالقرب منك وبالصدفة لد... " قاطع صوت الشرطى الصوت الرجولى الذى أحبته أذنى و بدأت تعتاد عليه .
- " فتاة ؟ أى فتاة ؟ "
- " آسيا .. آسيا أدم أعتقد .. هى هنا فى نفس المستشفى "
- " لديها إسم جميل بحق . " قالها زين و شعرت بسعادة كبيرة
- " أنا أعتقد أنها وراء ذلك الحادث أردت إعتقالها لكن ليس بيدى دليل كافى . "
- " آسيا ... آسيا ... " قالها زين بنبرة تدل على أنه يفكر فى شئ ما
- " نعم سيدى آسيا . ماذا ترى سيدى فى أمر الأعتقال هذا ؟ "
- " لا . بالطبع لا . "
- " لكن سيدى... "
- " لقد قلت لا و أنتى الأمر لا تُطيل الأمر . " قالها زين بنبرة أمِره .
سمعت صوت فتح و غلق باب الغرفة لتزفر هيلينا براحة ، فتحت باب الحمام بهدوء لأجد أن زين قد أغلق عينه هل يا تُرى قد خلد إلى النوم بتلك السرعة ؟ غريب .
تحركت هيلينا بسرعه متجهه إلى باب الغرفة . لا أعلم لماذا لكن شعرت أن على توديع زين .. أقتربت منه و و وضعت شفتى على وجنته الرقيقة لأضع قبلة صغيرة و اتجه إلى الباب مسرعةً .
- " هيلينا "
- " نعم ؟ "
- " هل مات أم ماذا ؟ "
- " إنه نائم فحسب الأدوية و المسكنات ستجعله ينام كثيراً و بسرعه أيضاً "
- " أوه حسناً . "
- " أنا يجب أن أرحل من هنا . "
- " لكن لا أعلم إذا كان الطبيب سيوافق أم لا . "
- " أنا لا أهتم لكل هذا "
- " حقاً ؟ " قالها صوت شاب من خلفى
- " ها ؟ . " نظرت خلفى إلى صاحب العيون التى تحمل جمال المحيط بداخلها .
- " عمتاً كنت على وشك المرور إلى غرفتك حتى أخُبرك إنه يمكنك الخروج . "
- " حقاً شكراااً . " قلت بنبرة أقرب إلى السعادة
- " هيلينا صاحبيها إلى غرفتها و ساعديها فى ضب أغراضها . " قالها الطبيب .
- " حسناً . "
- " أوه أيضاً لا تنسى الأدوية و مواعيدها . "
- " حسناً . " قالتها بإبتسام و شعرت أنها تتأمله .
- " أحمم هيلينا هيا ؟ . " قلتها قاطعة قلوب الحب التى تتطاير حولنا .
- " مهلاً " قالها الطبيب و أنا أرى نظرة قلق بداخل عينيه .
- " ماذا ؟ " شعرت بتوتر و لا أعلم السبب حتى صعقت بحق و " ماذا ؟ أين ؟ "
" ان كلتا يداكِ و معصمكِ .. قدمك مجروحين "
" اذا هذا هو سبب تألمى " قلت بمزاح ممزوج بألم لكن لاحظت ان فزعه لم يقل عن السابق.
"ماذا ؟ "
"_الجروح إن تلك الجروح تشير إلى أنكِ سقطتِ على تربة طينية تسببت فى هذه"
" و ما المشكلة ؟ "
كنت أفكر فى اختراع أى كذبة كأننى حاولت الخروج من المستشفى ليلاً مثلاً و سقطت لكنه قاطعنى و خرب تلك الكذبة.
" آسيا لا توجد تلك التربة هنا .. حتى إن فرضنا أنكِ كنتِ تحاولين الخروج من هنا لا يوجد ما يتسبب فى هذه الجروح ! " مهلاً هل كان يقرأ أفكارى للتو ؟
قلت و نظر إلى بشك " لا أعلم "
" سوف أصل إلى تفسير , و الآن سوف أرسل لكِ أحدى الممرضات لتنطهر تلك الجروح "
"حسناً " قلت و لم تمر دقائق حتى وجدت الممرضة التى كانت تساعدنى ليلة أمس تدخل الغرفة و تحمل بعض الأدوات الطبية أنا أنظر إلى جروحى و بمجرد النظر إليها شعرت بأنها تؤلمنى .. اتسعت عيناى بصدمة فأنا لم أسقط .. أيضاً نحن لسنا بفصل الشتاء فلا يوجد وحل إلا .. مهلاً .. لقد سقطت بالفعل لكن .. فى كابوسى .. تجاهلت الطبيب الذى ينتظر تفسير منطقى و هيلينا التى بدت قلقة على ..
توجهنا إلى غرفتى وضعت كل أغراضى فى حقائبى و أنا اتأكد للمرة العشرين تقريباً أننى لم أنسى أى غرض من أغراضى .
- " سوف أشتاق إليكِ " قلتها و أنا أضُم هيلينا برفق .
-" حقاً ؟ " قالتها هيلينا بسعادة و هى تضمنى بشدة حتى شعرت أن ضلوعى سوف تنكسر .
- " هاى هل تملكين هاتف ؟ " سألت
- " نعم نعم بالطبع " قالتها بسعادة و هى تخُرج هاتفها النوكيا القديم من أحد جيوب زى عملها الرسمى
- " هذا هو هاتفك ؟ " قلتها بنبرة مصدومة و أنا أخُرج هاتفى أحدث إصدارات شركة أپل .
- " أكتُبى ****** " منحتها الرقم و أنا أودعها بسعادة .
- " وداعا ً سوف نتقابل قريباً صحيح ؟ " قالتها هيلينا بنبرة مرِحة
- " نعم . وداعاً " قلتها بإبتسامة .
و قبل أن أدهس بحذائى غالى الثمن آخر بقعة فى أرض غرفتى لأصطدم بالشرطى .
- " إلى أين ؟ "
- " سوف أغُادر " قلتها بثقة .
- " لكنى لم أسمح لكِ با... "
- " هنالك ثلاث محامين يقفون فى الخارج و قد أخبرونى أنه لا داعى لمكوثى هنا " قلت بثقة شديدة و أنا أراه غاضب بشده أكاد أرى النيران تخرج من عيناه .
- " و بالنسبة لأمر السيارة فهى ليست خاصتى و يمكنك التأكد من أوراقى الرسمية . " قلت بإبتسامه صفراء غير صافية قبل أن أغُادر الغرفة غير منتظرة سماع رده .
ذهبت إلى سيارتى التى قد أمرتهم من قبل بإحضارها إلى هنا . أشعر بحزن شديد .. حقاً أنا سعيدة بعودتى إلى منزلى النظيف المرتب . و لكننى لا أريد تركه أعنى السيد مالك . أخرجنى من شرودى صوت محرك السيارة و ها أنا عائدة إلى منزلى و قد أوشك الظلام على الحلول قررت سلك طريق مختصر لأن المستشفى تقع بعيداً عن منزلى . سلكت طريق الغابة إنه طريق شبه مرصوف بين الأشجار الكثيفة و بالفعل قد حل الظلام اخذاً معه آخر ذره ضوء كان الطريق مظلم فقط إنارة مصابيح سيارتى . شعرت بحركه حولى حركة شديدة السرعه . حركة كائن ما فتلك ليست سرعة إنسان طبيعى . سرت بسرعه أكبر محاولة إنهاء ذلك الطريق و الخروج مجدداً إلى الشارع الرئيسى حتى أشعر بوجود بشر حولى عوِضاً عن كائنات مجهولة مخيفة حولى . أثناء قيادتى بسرعه كدت أدهس شخص توقفت بسرعه مما أدى إلى أصطدامى بزجاج السيارة .. اللعنه ! .
نظرت إلى أمام مجدداً لأجد فراغ أمامى و فقط فراغ لا يوجد شخص يمر لم أكن على وشك دهس أحدهم إنها مجرد أوهام .. هذا الطريق مهجور و مخيف و ليس كثير من الناس يعرفونه و من الصعب تواجد أحد فيه مترجلاً المسافة طويلة جداً من يأتى هنا يأتى بسيارة . أكملت سيرى مجدداً لأجد شخص آخر يمر . إنها سيدة نفس السيدة التى كدتُ أدهسها . تسير ببطئ شديد و تحمل هره سوداء اللون ذات عيون خضراء مرعبة و أحدى عيناها مفقودة مجروحة داميه جسدها متسخ تبدو مخيفة بحق نظرت القطة إلى مما أدى إلى ملاحظة السيدة لى .
كانت ذات شعر كثيف و طويل يبدو أنه لم يتم تمشيطه منذ شهور و ربما سنين فستان أسود ممزق ذراع ممتلئة بالدماء المتجلطة . نظرت إلى و هى تبتسم أسنان صفراء باليه و بعد الأسنان سوداء . نظرت إلى رقبتها كانت مجروحه لا مذبوحه و مليئة بالدماء لكنها أيضاً كانت متجلطة كان منظر جرحها مقزز و مخيف كان جرح عميق سمح لى برؤية أوردتها و شُريانها الممزق . أقتربت منى ببطئ شديد و هى تسير بحركة خفيفة تدل على تقدم عمرها و فجأة وجدتها تقترب بسرعة كبيرة بسرعه لا تخرج من بشر .
فى غضون ثوانِ وجدتها تستند على زجاج سيارتى الأمامى و تطرق عليه بقوة سببت شرخ بالزجاج بل كسر جزء منه ادى إلى تناثر قطع الزجاج على ملابسى أغمضت عينى .. صرخت فى خوف شديد ايضاً صوت كسر الزجاج مزعج للغايه مرت ثوانِ و شعرت بأنها أعوام طويلة ليتوقف الصوت فجاءة و أفتح عينى لأصعق أنا بداخل سيارتى على الطريق و لم أدخل حتى فى طريق الغابة لكن كيف ! كيف حدث كل هذا و أختفى فجاءة !!! . قررت سلك الطريق العام بالرغم من كونه أطول فأنا لن أتحمل المزيد من الصدمات و الخوف . و أخيراً وصلت إلى قصرى الكبير المريح . وضعت سيارتى بالجراچ بجانب الأخريات . فتحت باب القصر ببطئ و أنا أخلع حذائى و أرميه بعيداً ركضت بسعادة إلى غرفتى المريحة و حمامى النظيف . تححمت بماء بارد حتى لا أغفو فى الحمام . ذهبت إلى غرفة المعيشة لأشاهد التلفاز وقعت عيناى على أحدى شرائط الفيديو القديمة . لقد مر حوالى خمس سنوات على تصويرى لهذا الفيديو . وضعته بالمشغل حتى أراه .
" فى الثانيه عشر بعد منتصف الليل 12 AM "
إنها أنا آسيا آدم كالدر صاحبه الخامسة عشر عاماً و قد حطر ببالى تساؤل غريب لما يخاف الجميع عندما ناتى بسيرة الحشرات و كأنها تأتى عندما نذكر اسمها او نتحدث عنها لما لا نقول انه كان شعور مسبق قبل الحدث او ربما تنبؤ او ربما حدث موقف مشابه تماماً لهذا .. اوه اوه انتظروا لحظة للتو شعرت بشئ غريب كاننى قلت هذا من قبل .. اوه ليس هذا الشئ مجدداً "
قلت بينما امُسك بفردة حذاءى الانثوى و أنا أضرب ذلك الصرصور اللعين .. ! ارتجف جسدى من ذلك الصوت " طق طق " صوت تكسير جسد ذلك الكائن اللزج المقزز ! " للعلم فقط العلماء قالوا ان جسد الحشرات مخلوق من مادة تشبه الزجاج لهذا يوجد ذلك الصوت الذى يقشعر له البدن و السبب فى وقوف شعر الجسد من التقزز عند قتل حشرة ما "
نظرت حولى بخوف شديد قبل أن أنُهى تصوير الفيديو . النهاية .
كتُبت كلمة النهاية فى المقطع الذى أمامى شعرت بدموعى تنهمر لقد كنتُ نوعاً ما أكثر سعادة فى تلك الفترة قبل أن تنقلب أحوالى ...
مر أسبوعان مملان لم يحدث بهما أى شئ جديد و حقاً أشتقت إلى هيلينا الثرثارة أنا لم أقضى الكثير من الوقت معاها لكننى بالفعل قد أعتدت عليها .
أشتقت أيضاً إلى ذو العيون العسليه ذا الشعر الأسود الذى يشبه ظلُمة الليل .
صرخ جرس باب قصرى معلناً وصول أحدهم فتحت الباب لأجد شاب فى مقتبل العمر يحمل صندوق بداخله الكثير من الورود الحمراء كانت جميلة أحمر غامق كانت رائعة أعجبتنى بحق تُرى من أرسلها أخرجنى من شرودى صوت الشاب .
- " آنسه كالدر ؟ "
- " نعم "
- " وقعى هنا من فضلك "
- " حسناً " قلتها و أنا أوقع فى ورقة أستلامى للورود .
- " مهلاً أنتظر " قلتها لأوقفه
- " نعم سيدتى "
- " من أرسل هذا ؟ "
- " لم يقل أسمه "
إذن هو شاب !
- " حسنا ً شكراً " رحل الشاب بسرعة
فتحت الصندوق لتغُرقنى رائحة عطر رجولى ثقيل وضعت يدى على الزهور أتحسسها كانت ناعمة للغاية .
بينما أتحسس الزهور لمحت ورقة فتحتها لإجد بداخلها كتابة بخط اليد فقط جملة واحدة
" لقد طالَ الإنتظارُ آسيا "
ز xx
___________________________
و دى كانت نهاية شابتر النهاردة حاجة خفيفة كدة عشا العيد و كل سنة و أنتوا طيبين و ربنا يحققلوكوا كل أحلامكم يارب بإذن الله ❤🌸
ٱدعولى ربنا يوفقنى السنه ديه و يكرمنى ❤❤🌸
ادعولى ابقى دكتورة ❤❤🌸
تذكره : لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير ❤❤🙏🏼❤
شكرا على دعمكم و خلاص قربنا نكمل ٣٠٠ فيور ❤❤🌸
بحبكوا جدا ❤❤🌸
علقوا على الفقرات بليز ❤❤🌸
10 votes , 50 comments ? ❤❤🌸
Коментарі