الثالث:يَبكي الجمال ويُبكي.
”لقد تعبتُ حقًا مِن طريقةِ عيشي البشعة والفقر يُقبحني.
جمالي يختفي خلفَ عينيّ المُتورمة مِن البكاء وبشرتي شاحبةٍ للغاية مِن إرهاقي الدائم وشفتيّ جافة مِن ضمأي.
فقدتُ كبريائي مِن قبولي لِمساعداتك لي ووقوفك بِجانبي، يا فناني الوسيم.“
كانت جميلتي تُفضفض لي كَالعادة، أودُّ فعلًا أن أُخرجها مِن هذا المستنقع.
إنها مسكينة بهيئتها هذه وتصرفاتها الساذجة، تُحاول دومًا جعلي أُشفق عليها وتنجح نوعًا ما في ذلك.
مسحتُ على كتفيها وقبلتُ الأيمن بِرفق.
كانت تستهويني دائمًا بَل الأصح جمالها مَن يفعل، نظراتها الحادّة ومقلتيها كَحبات البُندق ورِمشها الكثيف.
أما شفتيها المُكتنزة التي تظهر عليها آثار الدماء تحمل خلفها لسانٌ يبصق سمًا ولكني ليس معي.
ووجنتيها المُحمرة وتكادُ أن تصبح بنفسجية مِن شدة صفع والدها.
وفكها الحاد الذي تُغمره الجروح الصغيرة وبشرتها المائلة للسمار الجاذب للأنظار.
بِتنورتها الطويلة الممزقة والمُتسخة التي تجلس بها أسبوعًا كامل، ياللقرف.
وجديلتها الفوضوية بينما تتناثر خصل شعرها البنية على وجهها؛ بِسبب شد والدتها لِشعرها على الدوام.
كانت إيطاليةٌ جميلة تحتاج لإعادة إنشاء، لا غير.
ولكِن حينما أراها تبكي بِجانب حمارها الصدوق، أرى هذا الوجه الحسَن يملؤه البؤس والحزن.
حاجباها المنعقدان تعجبًا وكأنها تسأل الله:
”لِم أعيشُ هذه الحياة القبيحة يا ربي بينما هُم يملكون الحياة التي رغبتُ بها منذُ ولادتي؟“
حينها تجعلني أرغبتُ بأن أجسدها في لوحة تحت مسمى:
«ناسٌ جميلة يائسة مِن الحياة.»
دموعها تتدافع بِصمت، هي لا تبكي بِسبب ألمها الجسدي والنفسي.
بِسبب ألمها الجشعي هي تبكي.
نظراتها المُتلهفة للمال والرفاهية، للسُلطة والمجد.
هي تحسدهم للغاية وتحقد عليهم.
لأنهُ لديهم أما هي لا.
وأنا لا أبكي على دمعها الذي يُتلف جمالها فقط.
على روحها السوداء كذلك.
هي تطمع لِلحياة وأنا سَأقدم لها الحياة.
❖❈❖
يتبع...
جمالي يختفي خلفَ عينيّ المُتورمة مِن البكاء وبشرتي شاحبةٍ للغاية مِن إرهاقي الدائم وشفتيّ جافة مِن ضمأي.
فقدتُ كبريائي مِن قبولي لِمساعداتك لي ووقوفك بِجانبي، يا فناني الوسيم.“
كانت جميلتي تُفضفض لي كَالعادة، أودُّ فعلًا أن أُخرجها مِن هذا المستنقع.
إنها مسكينة بهيئتها هذه وتصرفاتها الساذجة، تُحاول دومًا جعلي أُشفق عليها وتنجح نوعًا ما في ذلك.
مسحتُ على كتفيها وقبلتُ الأيمن بِرفق.
كانت تستهويني دائمًا بَل الأصح جمالها مَن يفعل، نظراتها الحادّة ومقلتيها كَحبات البُندق ورِمشها الكثيف.
أما شفتيها المُكتنزة التي تظهر عليها آثار الدماء تحمل خلفها لسانٌ يبصق سمًا ولكني ليس معي.
ووجنتيها المُحمرة وتكادُ أن تصبح بنفسجية مِن شدة صفع والدها.
وفكها الحاد الذي تُغمره الجروح الصغيرة وبشرتها المائلة للسمار الجاذب للأنظار.
بِتنورتها الطويلة الممزقة والمُتسخة التي تجلس بها أسبوعًا كامل، ياللقرف.
وجديلتها الفوضوية بينما تتناثر خصل شعرها البنية على وجهها؛ بِسبب شد والدتها لِشعرها على الدوام.
كانت إيطاليةٌ جميلة تحتاج لإعادة إنشاء، لا غير.
ولكِن حينما أراها تبكي بِجانب حمارها الصدوق، أرى هذا الوجه الحسَن يملؤه البؤس والحزن.
حاجباها المنعقدان تعجبًا وكأنها تسأل الله:
”لِم أعيشُ هذه الحياة القبيحة يا ربي بينما هُم يملكون الحياة التي رغبتُ بها منذُ ولادتي؟“
حينها تجعلني أرغبتُ بأن أجسدها في لوحة تحت مسمى:
«ناسٌ جميلة يائسة مِن الحياة.»
دموعها تتدافع بِصمت، هي لا تبكي بِسبب ألمها الجسدي والنفسي.
بِسبب ألمها الجشعي هي تبكي.
نظراتها المُتلهفة للمال والرفاهية، للسُلطة والمجد.
هي تحسدهم للغاية وتحقد عليهم.
لأنهُ لديهم أما هي لا.
وأنا لا أبكي على دمعها الذي يُتلف جمالها فقط.
على روحها السوداء كذلك.
هي تطمع لِلحياة وأنا سَأقدم لها الحياة.
❖❈❖
يتبع...
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
الثالث:يَبكي الجمال ويُبكي.
لطيف لـلغاية ❤️
Відповісти
2018-09-01 22:34:39
Подобається