كـالمَلائِكَة
أخرجت يديها مِن خُصل شعره التي كانت تُداعبها قبلًا، فـرفع هو رأسه لِـينظر لها ويسأل عن سبب توقفها لِـتُجيبه بِـسؤالٍ آخر قائلة:
-لِمَ تُحبني؟
لِـيتنهد الآخر ويعتدل بِـجلسته لِـيكون مُقابلًا لِـجمالها وينظر بِـعينيها قبل أن يرد بِـسؤالهِ كما فعلت الأخرى فـقال:
=وكيف أتجرَّأ وألّا أفعل بينما أنتِ بِـتلك الملائكية؟
أزاحت نظرها عَن عينيه، فـوقعت على إحدى الصور بِـجانبه والتى التقطوها مُنذ يومين بِـذكرى مواعدتهم لِـسنتين، لِـتحملُها وتقول:
-ولكنّي شديدة اليقين بِـوجود العديد مِن الملائكيات كذلك بِـالخارج، فـلِمَ أنا وليس هُن؟
أنهت حديثها بِـسؤال، لِـيأخذ الآخر مِنها الصورة؛ لِـيجذب انتباهها إليه عوضًا عنها، فـأجاب بِـسؤالٍ آخر مُجددًا قائلًا:
=وما تعريف الملائكية عندك؟
امتلأت عيناها بِـالدموع، لِـتُزيح نظرها عنه وترد بِـخفوت عن سؤاله قائلة:
-شخصٌ بِـقلبٍ نقي مثلًا، أو فتاةٍ جميلة رُبما أو حتى..
قاطع حديثها الذي امتلأ بِـالشهقات الخفيفة لِـيقول:
=أرأيتِ؟ أنتِ مُخطئةٌ تمامًا!
أزاح دموعها التي تسللت لِـوجنتيها بِـخفة لِـيُكمل حديثه قائلًا:
=أنتِ، أنتِ تعريف الملائكية، شخصٌ بِـقلبٍ نقي أقُلتي؟ حسنًا أنا مُتأكد أنّكِ لن تجدي شخص يبكي كُلّما قطف زهرةً خشية أن تكون قد تألمت كما تفعلين! فتاة جميلة كانت إجابتُكِ، وأنا دونًا عن كُل إناث العالم وقعتُ لكِ وما كلفكِ إيقاعي هكذا سِوى بسمةٍ، أليس ذلك جميلًا كفاية لكِ؟ لِمَ تعتقدين أنّي أغار عليكِ حتى؟ لِأنّي على يقين أنّكِ قد ظفرتي مِن الجمال أغلاه وأخاف مِن أعينهم أن تُدرككِ، فـيقعوا لكِ كما فعلتُ، أليس ذلك جميلًا كفاية؟
أنهى حديثه حالما وجد أن الدموع بِـعينيها قد كثُرت، لِـيُعانقها ويمسح بِـخفة على شعرها كي تهدأ لِـيقول:
=حتى في بُكائك لا زلتِ ملاكًا، فـكيف لي أن أقع لِأحدٍ سِواك!
أنهى حديثه لِـتُردف هي وسط بُكائها سائلةً:
-أسـتترُكني يومًا إن بتُّ غير جميلة كـالآن؟
=وكيف سـأعيشُ لاحقًا؟
شدَّ على عِناقها وهو يُجيب عن سؤالها، لِـيتدارك كم بِـالحُبِ هو غارق فـكَم تمنى ألّا عَن عناقه تُفارق فـكانت هي كـالجَنة بَل أكثر.
2021-07-27 22:03:40
3
4