Synopsis
Chapter One: نقطة الانهيار
Chapter Two:ظلال متغيرة
Chapter Three:في قبضة الظلال
Chapter Four: وجه جديد في الظلال
Chapter Five : بقايا الرماد
Chapter Six: خيوط متشابكة
Chapter Seven: خيوط خفية
Chapter Eight: الاستحواذ
Chapter Nine: ليلة السيطرة و وسم الخضوع
Chapter Ten: استيقاظ الروح المتروكة
Chapter Eleven: شباك الاكاذيب
توقف مؤقت
Chapter Five : بقايا الرماد
بعد أن انحسر وهج النشوة القاسية التي اجتاحت جسده، انهار ليو على المنصة، يلهث بصعوبة. لم يكن الألم قد اختفى تماماً، لكنه تحول إلى خدر خفيف، وترك مكانه إرهاقاً عميقاً. كانت عيناه ضبابيتين، تلتصقان بصورة ديمون الذي كان لا يزال ينظر إليه بملكية باردة. كلمات ديمون الأخيرة، "أنت لعبتي الشخصية،" رنت في أذنيه، تأكيداً قاسياً لواقعه الجديد.
لم يمنح ديمون ليو وقتاً للتعافي تماماً. بعد لحظات، سحب ديمون ليو على قدميه، وحمله بين ذراعيه دون عناء، وكأنه يرفع دميته الثمينة. كان ليو لا يزال مرتعشاً من آثار الألم والنشوة، لذا لم يبدِ أي مقاومة. خرج ديمون بليو من غرفة اللعب، ثم من الليسيوم بأكمله، متجاهلاً النظرات الفضولية أو الإعجابية التي كانت تلاحقهما. كان صمت الليل في أوريليا، الولايات المتحدة الأمريكية، بعد صخب النادي، قاسياً وكاشفاً.
وضَع ديمون ليو في سيارته السوداء الفاخرة. كانت الرحلة إلى شقة ديمون الفاخرة صامتة. جلس ليو مرتخياً على المقعد الجلدي البارد، كل عضلة في جسده تؤلمه، وكل حاسة لديه تتوق إلى الراحة. لم يجرؤ على النظر إلى ديمون، لكنه شعر بنظرات سيده تثقب جسده من حين لآخر. كان يعلم أن هذه الليلة كانت مجرد بداية.
لم يفعل ديمون أي شيء لليو. بدلاً من ذلك، قدم له الرعاية اللاحقة التي يحتاجها بعد تلك الجلسة القاسية في النادي. كانت لمسات ديمون حنونة بشكل مفاجئ، وغسل جسد ليو المتعب بلطف، ثم لفه ببطانية ناعمة. لم يتحدثا، لكن ليو شعر بشيء غريب، كأنه نوع من الرضا الصامت، أو ربما مجرد إقرار من ديمون بأنه فعل ما يكفي.
في هذه الأثناء، في الليسيوم، لم يغادر جوليان النادي فوراً. بقي جالساً في زاوية مظلمة، يراقب الأضواء الخافتة والوجوه المارة، وكأس الشراب الثقيل في يده بالكاد يمسه. كانت كلمات ليو "أحتاج المزيد من الألم... آه~" تتردد في رأسه، ممزوجة بضحكة ديمون المنتصرة، والمشهد الأخير الذي أجبر ليو على فعله. كان الألم الذي شعر به جوليان أعمق من أي ألم جسدي. لقد رأى صديقه، الرجل الذي أحبه بصمت، يتحول إلى شيء لم يعد يتعرف عليه.
الغيرة، الغضب، والحسرة، كلها تمازجت داخل جوليان. لم يكن ليو مجرد خاضع، بل كان محطماً، ومعالجاً ليطلب الألم. كان جوليان يعرف أن ليو الحقيقي، الذي التقاه عندما أنقذه من هجوم مجموعة من المعتدين، ما زال موجوداً في مكان ما تحت كل هذا الركام، لكنه لم يعد يرى أي طريقة لإخراج ليو من هذه الهاوية. لقد وقع في حب ليو منذ فترة طويلة، قبل أن يظهر ديمون في حياتهما، وقبل أن يكسر ديمون سابقه، كيليان. كان هذا الحب الخفي يمزقه الآن، يدفعه إلى الجنون.
في هذه الأثناء، اقترب منه صديقه القديم، ماكسويل، مهيمن معروف في الليسيوم وزميل لجوليان في مجال الأعمال. جلس ماكسويل بجانبه، ملامح وجهه تعكس فهماً صامتاً.
سحب جوليان كأس الويسكي أمامه، وأفرغ نصفه دفعة واحدة، ثم ضرب الكأس على الطاولة بقوة خفيفة، مما أحدث رنيناً حاداً وسط صخب النادي. كانت عيناه البندقيتان مثبّتتين على نقطة وهمية في الفراغ، حواجبها معقودة بقوة.
"أراك لا تزال هنا يا جوليان،" قال ماكسويل بهدوء، وهو يطلب لنفسه شراباً. "رأيت ما حدث. ديمون يبالغ في بعض الأحيان."
هز جوليان رأسه، عيناه مثبتتان على الزجاج أمامه. "إنه ليس مجرد المبالغة يا ماكس. إنه... تحطيم. ليو لم يكن هكذا. إنه يُجبر." كانت كلماته تخرج كالصوت الخفيض لكنها مليئة بالضيق.
تنهد ماكسويل، وشرب رشفة من كأسه. "في هذا العالم، لا يوجد إجبار مباشر. هناك تقبل. الخاضع يختار. وديمون، إنه يعرف كيف يجعلهم يختارون ما يريده." نظر ماكسويل إلى جوليان بنظرة ذات مغزى. "أعرف أنك تهتم به، جوليان. لكن هذا عالمه الآن. التزمت الصمت طويلاً. كان عليك أن تتدخل قبل أن يغوص بهذا العمق."
زمجر جوليان، وسحب الكأس نحوه ليملأه مرة أخرى. "كنت أعتقد... كنت آمل أنه مجرد تجريب،" تمتم، صوته يحمل مرارة واضحة. "لم أكن أعرف إلى أي مدى سيذهب. لكن لا يمكنني تركه هكذا. يجب أن أفعل شيئاً."
"وماذا ستفعل؟" سأل ماكسويل، نبرته خالية من السخرية، بل تحمل قلقاً حقيقياً. "هل ستعلن حرباً على ديمون بلاكوود؟ أتعلم من هو؟"
"أنا أعلم من هو!" رد جوليان، صوته يرتفع قليلاً، ثم خفضه بجهد. "لكن لا يمكنني أن أقف مكتوف اليدين بينما يدمر رجلاً أعرف أنه أفضل من ذلك بكثير. الرجل الذي عرفته ليس هذه اللعبة المكسورة!" كانت قبضته تضغط على الكأس، يظهر بوضوح مدى الغضب الذي يختلج صدره.
"كن حذراً يا صديقي،" حذر ماكسويل. "اللعب مع ديمون يختلف عن اللعب في السوق المالية. إنه خطير، ولا يحب من يتدخل في ممتلكاته. خاصةً ممتلكاته الجديدة."
لكن كلمات ماكسويل لم تفعل شيئاً سوى تغذية تصميم جوليان. كان يعلم أنه لا يستطيع أن يترك ليو يضيع.
مرّ يومان، كانا يمثلان فترة من الهدوء الزائف لليو. كان يحاول جاهداً أن يعود إلى عالمه الأكاديمي، لكن آثار تلك الليلة لم تفارقه. في كل خطوة وكل كلمة، كان يشعر بوجود ديمون الذي لا يزال يسيطر على كل أفكاره. في الجامعة، كان ليو يحضر محاضرة أخرى مع البروفيسور ميلر. كان لا يزال يشعر بآثار تلك الليلة، لكنه كان يحاول التركيز على دراسته. فجأة، سمع صوتاً مألوفاً.
"مرحباً يا ليو!"
التفت ليو ليرى دومينيك يقف بجانبه، يبتسم بود. كان دومينيك يبدو مشرقاً وودوداً كعادته، وكأنه لا يرى الظلال التي تلتف حول ليو. لم يكن دومينيك يعرف ديمون بعد، ولا يمتلك أي فكرة عن العالم السري الذي أصبح ليو غارقاً فيه.
"أهلاً يا دومينيك،" أجاب ليو بابتسامة باهتة.
"كيف حالك؟" سأل دومينيك، وعيناه البنيتان الواسعتان تلمعان باهتمام حقيقي.
"بخير،" كذب ليو. "فقط... مشغول قليلاً."
"أتفهم،" قال دومينيك بتعاطف. "أنا أكتب مقالاً عن طلاب الصحافة الذين يفضلون البقاء في الظل. هل هذا الموضوع يثير اهتمامك؟"
شعر ليو بلسعة أخرى. الظل. كان الأمر وكأن القدر يسخر منه. "لا أعرف حقاً،" أجاب ليو، بصوت باهت.
"حسناً،" قال دومينيك بحماس. "ربما يمكننا تناول القهوة والتحدث عنه لاحقاً؟"
هز ليو رأسه. "ربما."
لم يكن ليو متأكداً مما كان يفعله. كان دومينيك يمثل عالماً مختلفاً تماماً عن عالم ديمون. لم يكن هناك ألم، ولا خضوع، ولا سيطرة. كان هناك فقط لطف، وود، واهتمام حقيقي. كان الأمر مخيفاً ومغرياً في نفس الوقت. لم يذكر ليو أي شيء عن BDSM لدومينيك. كانت علاقتهما لا تزال بريئة، مجرد تبادل للتحيات والكلمات اللطيفة.
بعد انتهاء المحاضرات، توجه ليو نحو شقته. كانت خطواته متثاقلة، والعالم الخارجي يبدو بعيداً وغير واقعي. كان عقله لا يزال يصارع بين واقعين، حياة الجامعة الهادئة والسيطرة المطلقة لديمون. عندما وصل إلى مبنى شقته، رفع رأسه ليرى شيئاً غير متوقع.
كان جوليان يقف هناك، أمام نافذة شقة ليو المطلة على الشارع، ينظر إليها بلا هدف. كانت عيناه البندقيتان تبدوان متعبتين ومنكسرتين، وكان يبدو كأنه يقضي وقتاً طويلاً في التفكير، ربما ينتظر. شعر ليو بلسعة قوية في قلبه. كان هذا الرجل يمثل جزءاً من حياته الماضية، جزءاً يحاول دفنه، لكنه رفض أن يختفي.
تصلب جسد ليو. لم يكن مستعداً لهذه المواجهة. لم يكن مستعداً لرؤية الشفقة في عيني جوليان، أو للأسئلة التي كان يعلم أنها ستأتي.
تقدم ليو ببطء نحو جوليان، الذي لم يلاحظ وجوده إلا عندما أصبح على بعد أمتار قليلة. رفع جوليان رأسه فجأة، وعيناه الحمراوان تلتقيان بنظرة ليو. لم تكن هناك نظرة ترحيب، بل كان وجه جوليان مشدوداً بالصدمة والألم.
"ليو، هل أنت بخير حقاً؟" قال جوليان، صوته خشن من العاطفة المكبوتة، لكنه حمل قلقاً واضحاً. "ما الذي تفعله بنفسك؟ هذا ليس أنت، ليو."
نظر ليو إلى جوليان، شعر بخليط من اليأس والخوف يتجمد في عروقه. لقد رأى بالفعل ما يمكن أن تفعله العقوبات، وأن تلك الجلسة في النادي لم تكن مجرد "لعب". كان ذلك عقاباً. عقاب على مجرد محادثة في الحمام.
ضغط ليو على أسنانه، محاولاً السيطرة على صوته. كانت عيناه تتوسلان بينما كان يهمس، بالكاد مسموعاً: "جوليان، عليك أن ترحل الآن!" قال ليو، صوته متصلباً، وعيناه ثابتتين على جوليان بجدية، لكن نظرة الخوف كانت تتسلل إليهما. هذا العالم لم يكن لجوليان، وتدخله قد يفسد على ليو ما وجده، أو يحرمه من المسار الذي أصبح بحاجة إليه. "أرجوك. أنت لا تفهم هذا العالم. أنا... أنا بحاجة لهذا. لا يمكنني المخاطرة بفقدان ذلك. ارحل."
لكن جوليان لم يستمع بالكامل. تلاشت ملامح اليأس من وجهه لتفسح المجال لتصميم عنيد. هز رأسه بقوة، عيناه البندقيتان الثاقبتان ترفضان الاستسلام.
"لكن ليو، أنا قلق عليك حقاً." قال جوليان، صوته يحمل ثقلاً لم يسمعه ليو من قبل. "أنت تتغير... هذا مدمر."
ارتعش ليو. لم يستطع السماح لجوليان بمواصلة هذا النقاش. كان يرى الخطر يتزايد مع كل ثانية.
"هذا هو ما اخترته يا جوليان." قال ليو، صوته أصبح أجوفاً، خالياً من أي دفء، تقريباً ميكانيكي. "أنا... أنا حيث أحتاج أن أكون الآن. أرجوك، إذا كنت تهتم بي، دعني أكون واذهب فوراً." كانت الكلمات أمراً ملحاً، تحذيراً أخيراً، خروجاً من هذه المنطقة الخطرة قبل فوات الأوان.
لم يتحرك جوليان بوصة واحدة. بدا وكأن كلمات ليو اليائسة قد أشعلت فيه شرارة أمل أخيرة، أو ربما دافعاً جديداً. مد يده ببطء نحو ليو، لكنه سحبها قبل أن يلمسه، كما لو كان يتذكر حدوداً غير مرئية.
"إذن، عاهدني يا ليو،" قال جوليان، صوته أصبح أكثر هدوءاً، لكنه كان مليئاً بالجدية. كانت عيناه البندقيتان ثابتتين على ليو، تبحثان عن بصيص من الوعد في تلك النظرة الخائفة. "عاهدني إذا... إذا احتجت أي نوع من المساعدة، ستتصل بي. هل يمكنك فعل ذلك من أجلي؟"
أخذ ليو نفساً عميقاً، كأنما يجمع كل ما تبقى لديه من قوة. لم يستطع كسر هذا الرجل، لم يستطع السماح له بالبقاء في خطر. كانت عيناه تحملان خليطاً من الألم والامتنان.
"حسناً يا جوليان،" قال ليو، صوته مثقل بالجهد. "أعاهدك بذلك." ثم، في محاولة يائسة أخيرة لإنهاء هذه المواجهة الخطرة، أضاف بنبرة شبه عاجزة: "والآن، أرجوك اذهب. ودعنا لا نلتقي علناً بعد الآن، حسناً يا جوليان؟" كانت تلك كلمات مؤلمة لليو نفسه، لكنها كانت ضرورية لحماية من يهتم لأمره.
أومأ جوليان برأسه ببطء، وعيناه تعكسان خليطاً من الارتياح المرير والحسرة. لقد حصل على وعد، لكنه جاء بثمن. مد يده مرة أخرى، هذه المرة بشكل أسرع، نحو يدي ليو. أراد أن يلمس، أن يمسك، أن يؤكد هذا الوعد وأن يشعر بوجود ليو الحقيقي. لكن يديه توقفتا في الهواء، على بعد سنتيمترات قليلة من يد ليو. تذكر القاعدة الحمقاء للنادي، لمس "لعبة" ديمون. استدارت قبضته الفارغة، وعادت إلى جانبه، عاجزة. لقد كره نفسه على عدم قدرته على لمس يد ليو، بسبب تلك القاعدة الغبية للنادي.
انسحب جوليان بعد ذلك، خطوة بخطوة، نظراته لا تفارق ليو، وكأنما يحاول أن يحفظ صورته في ذهنه قبل أن يبتلعها الظلام.
دخل ليو شقته، وأغلق الباب خلفه بقوة، تاركاً ضجيج الشارع وقلق جوليان خلفه. استند إلى الباب، يلهث قليلاً، وكأنما نجا من عاصفة. كانت أسئلة جوليان القلقة، لا تزال تتردد في أذنه. كانت كلمات جوليان مؤلمة، صادقة، وبعيدة كل البعد عن الأوامر الباردة التي اعتاد عليها من ديمون.
هز رأسه ليو، محاولاً طرد أفكار جوليان. كان عليه أن يبقى قوياً، أن يبقى "مازوخياً". أصبحت قواعد ديمون وتعاليمه جزءاً من واقعه، مغروسة بعمق. كان يخشى العقوبات نفسها أكثر من أي شيء آخر، ويخشى أن يفسد جوليان عليه المسار الذي اختاره، المسار الذي أصبح يحتاج إليه.

يتبع .....

إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Beyond The Collar».
Chapter Six: خيوط متشابكة
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (2)
Sweety Marshmallow
Chapter Five : بقايا الرماد
كثير حلو الفصل حبيبتي
Відповісти
2025-09-06 11:06:40
2
Sweety Marshmallow
Chapter Five : بقايا الرماد
ليش إختفى كيليان ؟
Відповісти
2025-09-06 11:06:56
2