Chapter Six: خيوط متشابكة
مر شهرٌ كامل منذ تلك الليلة في نادي الليسيوم. شهرٌ من التسليم العميق، حيث غاص ليو أعمق في دور "دمية" ديمون. لم يعد يشعر بالصدمة من لمسات ديمون، ولا بالاشمئزاز من أوامره، بل بفرح سطحي يغطي كل شيء، يطغى على كل ما عداه. لقد بات مستعبداً لديمون بشكل أعمق مما كان عليه في أي وقت مضى، وكأنه وجد راحته في الخضوع الكامل الذي أصبح جزءًا من وجوده. كانت أسئلة جوليان المقلقة لا تزال ترن أحياناً في زوايا عقله، لكن ليو كان يدفعها بعيداً بيأس، يدفنها تحت طبقات متزايدة من الخوف المستمر من غضب ديمون.
في غرفة ديمون المعتمة، كان الهواء ثقيلاً بعطر الياسمين والسيطرة. ليو، مقيّدٌ بإحكام إلى كرسي جلدي فاخر بأغلال فضية رقيقة، كان يراقب كل حركة لسيده. ديمون، جالسٌ قبالته، ابتسامة هادئة تعلو شفتيه، عيناه الرماديتان تتبعان كل رعشة في جسد ليو.
نهض ديمون ببطء، حركاته انسيابية وقوية. "أريدك أن تكون مستمتعاً بكل لحظة هنا، ليو. حتى تلك التي قد تبدو لك... صعبة."
اقترب ديمون من ليو، ليصبح ظله طاغياً عليه. انحنى قليلاً، وأصابعه الطويلة تحسست رقبة ليو برفق، ثم انزلقت نحو سلسلة الأغلال التي تربط معصميه.
"هل تشعر بالقيود، صغيري؟"
تنهد ليو، شهوة غريبة تشتعل في عينيه. "أشعر بها... وبكل ما تفرضه عليّ، سيدي."
تتوسع ابتسامته قليلاً، عينيه تلمعان ببريق خطير. "هذا هو المطلوب. الطاعة المطلقة هي المفتاح هنا. هل توافق؟"
أجاب ليو قائلا "أوافق، سيدي. أنا ملكك."
أبتعد ديمون قليلاً، و تناول منضدة صغيرة بجانبه سوطاً رفيعاً من الجلد الأسود. لوّح به بخفة في الهواء، صوت خفيف كفحيح الأفعى يملأ الصمت. "جميل. اليوم، سنرسخ هذا المفهوم بعمق أكبر." مرر طرف السوط بخفة على فخذ ليو، مثيراً قشعريرة قوية. "تذكر، كل ألم هنا هو طريق إلى لذة أعمق. هل أنت مستعد للرحلة؟"
اغمض ليو عينيه للحظة، ثم يفتحهما بلهفة تكاد تحرقه. "مستعد تماماً، سيدي."
ارتفعت يد ديمون بالسوط، وهبطت بخفة على فخذ ليو العاري. كانت اللسعة الأولى مجرد لمسة، ثم تلتها أخرى وثالثة، أشد قليلاً. مع كل ضربة، أطلق ليو "آه!" خافتة، ثم توالى أنينه العميق "أوووه... سيدي!" يملأ الغرفة، ممزوجًا بتنهدات متقطعة. كانت كل لسعة تترك أثراً أحمر متوهجاً على بشرته الشاحبة. شد قبضتيه على مساند الكرسي، لكن عينيه ظلتا مثبتتين على ديمون.
استمر ديمون في إيقاعه الهادئ، الضربات محسوبة بدقة. تصاعدت أنات ليو، بعضها كان مجرد همهمة خافتة، ثم ارتفعت إلى "مممم" عميقة تعبر عن نشوة صامتة، وأحيانًا انفجرت في "آآه!" حادة، أو صرخات خفيفة مكتومة "نعم، سيدي!" انطلقت من بين شفتيه المرتخيتين. كان يتلوى قليلاً، جسده يستجيب للآمر بلا حول ولا قوة. كانت زفراته سريعة، وأحياناً ما يتبعها صوت حشرجة في حلقه "هااااه!" مع كل لمسة للسوط.
بعد ما بدا وكأنه دهر من الضربات المنتظمة، ألقى ديمون السوط جانباً. انحنى أمام ليو، ومد يده ليمسح بخفة على العلامات الحمراء الملتهبة. كانت بشرة ليو ملتهبة، لكن وجهه كان الآن هادئاً، شفتاه مفتوحتان قليلاً، وكأنه للتو أطلق آخر آهة سعيدة.
بصوت منخفض، همس ديمون في أذن ليو: "أهلاً بك مجدداً في عالمي يا صغيري. هل استوعبت الدرس اليوم؟"
تنهد ليو بعمق، وعيناه مغلقتان. "بكل جوارحي، سيدي."
في هذه الأثناء، استمرت حياة ليو الجامعية في أوريليا، الولايات المتحدة الأمريكية، مما سمح له بمواصلة لقاء دومينيك. بدأت صداقتهما تتوطد أكثر، يتبادلان أطراف الحديث في مقهى الجامعة، أو يعملان على مشاريع دراسية مشتركة في مكتبة الجامعة الهادئة. كان دومينيك يجد في ليو صديقاً مريحاً، يستمع باهتمام، ويفهم شغفه بالصحافة.
في إحدى المرات، وبينما كانا يجلسان في المقهى، لاحظ دومينيك العلامات البارزة على رسغ ليو الأيسر – كدمات خفيفة وآثاراً حمراء باهتة كانت قد بدأت تلتئم. كان ليو قد حاول إخفاءها بأكمامه، لكنه سحب كمه قليلاً دون قصد أثناء تناوله لكوب القهوة.
سأل دومينيك"ما الخطب يا ليو؟ هل أنت بخير؟ تبدو... متعباً، وما هذه العلامات على رسغك؟"
نظر ليو إلى العلامات، ثم رفع عينيه إلى دومينيك. كانت عيناه تحملان ابتسامة عريضة وفرحاً واضحاً على السطح. "لا شيء يدعو للقلق يا دومينيك. هذه العلامات... إنها جزء من نمط حياتي الجديد. لقد وجدت شيئاً يمنحني المتعة، والإثارة، والتحرر بطرق لم أكن أتخيلها. لقد أصبحت جزءاً من عالم حيث السيطرة والخضوع يفتحان أبواباً مدهشة. ووقتي كان ممتعاً للغاية." أخذ رشفة من قهوته، ونظرته إليه كانت ثابتة ومليئة بالتحدي الخفي، وكأنه ينتظر رد فعله.
اتسعت عينا دومينيك بصدمة. تراجع قليلاً في كرسيه، وبدا عليه الارتباك الشديد والذهول، لكن الفضول كان بادياً على وجهه. "نمط حياة؟ السيطرة والخضوع؟ هل... هل تتحدث عن... هل هذا نوع من العلاقات الغريبة؟" كانت نبرته أقرب إلى الهمس، كأنه يخشى النطق بالكلمات.
"غريبة؟" كرّر ليو الكلمة بتحدٍ خفيف، ثم ابتسم بثقة. "ليست غريبة يا دومينيك، إنها... علاقات عميقة ومكثفة. هي ليست فقط عما تراه على رسغي، بل هي عن الثقة المطلقة، والتسليم، والوصول إلى أبعاد مختلفة من المتعة والتحرر. نعم، هذه العلامات هي نتيجة لذلك، وهي دليل على أنني وجدت ما أبحث عنه. إنه نمط حياتي الجديد، وهو يمنحني المتعة والإثارة والتحرر بطرق لم أكن أتخيلها." أمال رأسه قليلاً، وعيناه ثابتتان على دومينيك. "أصبحت جزءاً من عالم حيث السيطرة والخضوع يفتحان أبواباً مدهشة. في الحقيقة، هناك مكان... نادٍ، حيث يجتمع أشخاص يشاركونني هذه الاهتمامات. إنه يفتح آفاقاً جديدة للتجربة. هل فكرت في زيارته معي يوماً ما؟ ربما قد تستمتع أنت أيضاً."
تغير لون وجه دومينيك قليلاً، وتصلبت ملامحه. هز رأسه بقوة رافضًا. "نادٍ؟ لا يا ليو، هذا ليس... ليس شيئاً لي. أنا آسف." قالها بصوت منخفض، متجنباً النظر في عيني ليو.
بعد عدة أيام قليلة، كان ليو ودومينيك يجلسان في مقهى الجامعة كعادتهما. كان دومينيك منهمكًا في مراجعة بعض الملاحظات، بينما كان ليو يرتشف قهوته بهدوء. في لحظة ما، نظر دومينيك إلى ليو، ولاحظ أن هناك آثارًا جديدة على رسغه، أكثر وضوحًا هذه المرة.
"ليو، أنا لا أفهم. ما الذي يمكن أن يكون مثيراً حقًا في هذا النوع من العلاقات؟ يبدو لي كأنه... ألم فقط."
قال ليو بهدوء، عيناه تلمعان ببريق مقصود: "هذا العالم الذي تحدثت عنه... إنه ليس فقط عن الأفعال التي تراها، بل عن أفكار معقدة. فكر في القوة، والسلطة، وكيف تتشكل الثقة المطلقة."
نظر دومينيك إلى ليو بارتباك، وقال: "لا أعلم يا ليو... بالنسبة لي، لا أرى أي عمق في هذا الأمر. أعتقد أنه يتعلق فقط بفرض السيطرة والألم... لا شيء مثير حقاً."
ابتسم ليو بهدوء. "حسناً، قد تظن ذلك الآن، لكنه عالم يستحق الاستكشاف، بطريقتك الخاصة. لا أقصد النادي بالضرورة، لكن الأفكار وراءه... العلاقة بين الهيمنة والخضوع. إنها عميقة جداً." ثم مد يده نحو حقيبته وأخرج منها كتاباً بغلاف جلدي أنيق. "هل قرأت عن روايات إيليا فين Elias Finn؟" وضع الكتاب، الذي كان بعنوان 'قيود الروح' Chains of the Soul، أمام دومينيك على الطاولة. "هذه الروايات مختلفة تماماً عن أي تصور قد يكون لديك. إنها ليست عن الألم فقط، بل عن الثقة، والتسليم، وإيجاد المتعة والتحرر في هذه العلاقات. أعتقد أنها ستثير فضولك، خاصة أنك كصحفي مهتم بعمق الشخصيات والسرد. أعدك، بمجرد أن تقرأ له، لن تتمكن من التوقف."
شعر دومينيك ببعض التردد، لكن إصرار ليو الهادئ، وربما الفضول الصحفي الكامن فيه، تغلب على تردده. تنهد بعمق، وأومأ برأسه ببطء، وعيناه تنظران إلى الفراغ للحظة، وكأنه يستوعب فكرة جديدة تمامًا، ثم مد يده ببطء نحو الكتاب. "حسناً... إذا كنت تصرّ على ذلك. ربما ألقي نظرة على 'قيود الروح' أولاً." قالها بصوت خافت، لا يزال يبدو غير مرتاح تمامًا.
في اليوم التالي، توجه ليو إلى إحدى المكتبات الكبيرة في وسط المدينة. لم يكن يبحث عن شيء معين، بل كان عقله لا يزال يدور حول لقائه الأخير مع دومينيك. عندما وجد قسم الروايات، مد يده نحو 'همسات الهيمنة' لإيليا فين، وهو الكتاب الذي كان قد قرأه منذ فترة طويلة. ابتسم ليو ابتسامة خفية، وكأنه يرى خيطاً جديداً في خطته. اشترى الكتاب، وهو يعلم جيداً أن هذه مجرد بداية لرحلة أبعد بكثير.
لم تمضِ أيام قليلة حتى التقيا مجدداً. كان ليو قد توقع ذلك، وابتسم في داخله، فكل شيء كان يسير وفق خطته. بدت عينا دومينيك تلمعان بالدهشة والإثارة.
"يا إلهي، ليو!" قال دومينيك، وعيناه متسعتان بشكل لا يصدق، يمرر يده على شعره بذهول. "لقد بدأت قراءة روايات إيليا فين كما اقترحت، وهي... لا أستطيع التوقف! إنها عميقة جداً ومثيرة للتفكير. أسلوبه لا يصدق. لقد أصبحت مفتوناً بأعماله! لم أكن أعلم أن هذا النوع من المشاعر يمكن أن يوصف بهذا العمق. هذا ليس مجرد... عنف أو ألم. إنه عن التحكم والولاء والثقة بطريقة... لم أفكر بها من قبل. إنه عالم كامل في هذه الكتب!" خفض صوته قليلاً، ونبرته أصبحت أكثر جدية. "شكراً لك ليو على هذه التوصية. لم أتخيل أبداً أنني سأجد شيئاً كهذا. لكن... هذا لا يعني أنني سأذهب إلى أي نادٍ، ليو. هذا فقط... في الكتب."
ابتسامة عريضة ترتسم على وجه ليو، وعيناه تلمعان ببريق الانتصار الخفي. "ألم أقل لك ذلك يا دومينيك؟ كنت أعلم أنك ستفهم. هذه الكتب هي مجرد بداية. عالم كامل ينتظر من يستكشفه."
في اليوم التالي، خلال استراحتهما، كان دومينيك أكثر حماسًا، وعيناه تضيئان.
"ليو، لقد انتهيت من 'قيود الروح' والآن أريد أن أقرأ المزيد! أين يمكنني أن أجد المزيد من روايات إيليا فين؟ بحثت عنها لكن يبدو أنها ليست متوفرة بسهولة."
أخرج ليو كتاباً آخر بغلاف جلدي من حقيبته، وعيناه تلمعان بلمعة المنتصر. "كنت أعلم أنك ستطلب ذلك." دفع ليو الكتاب عبر الطاولة. كان العنوان هو 'همسات الهيمنة' Whispers of Domination. بدا عليه الإصرار والثقة، وكأنه يرى خطته تتكشف ببطء. "هذه الروايات... إنها تأخذك إلى عالم آخر. أنا واثق أنك ستجد الكثير لتتعلمه من العلاقات التي يصفها فين، وكيف يبني الثقة والتسليم بين شخصياته. هذا سيجعلك تفكر في طبيعة القوة والسلطة بطريقة مختلفة تمامًا. هذا هو المثير حقًا، هذا العمق النفسي والعاطفي!"
أخذ دومينيك الكتاب بلهفة، وعيناه تلمعان. "لقد أصبحت أحب مفهوم هذه العلاقات... لكن فقط من خلال الكاتب، ليو. فقط من خلال القراءة." أكد دومينيك على كلماته الأخيرة بنبرة قاطعة، لكن عينيه كانتا تلمعان ببريق جديد من الفضول.
اتسعت ابتسامة ليو، تعكس رضاً عميقاً بتقدم خطته. "كنت أعلم أنك ستجد ما يثير اهتمامك يا دومينيك. هذا العالم واسع، وهناك الكثير لتكتشفه في الأدب. هذه هي البداية فقط." شعر ليو بانتصار خفي يتسرب إلى روحه، مزيج من الإثارة والرضا التام، بينما كان يرى بذور هذا العالم تُزرع بنجاح في عقل صديقه، وإن كان ذلك في حدود عالم الكتب الآمن. لقد أدرك ليو أن هذه كانت مجرد بداية.
في وقت لاحق، وبينما كان ليو منهمكاً في شقته في دراسة مشروع جامعي ضخم لمقرر "الصحافة الاستقصائية وريادة الأعمال"، وجد نفسه في مأزق حقيقي. كان المشروع يتطلب منه تحليلًا معمقًا لنموذج عمل شركة رائدة في بيئة سوق شديدة التنافسية، وإجراء مقابلة مع مديرها التنفيذي لتقييم استراتيجيات القيادة والنمو في ظل التحديات المعاصرة. لقد قضى أيامًا في البحث، وقلب الأسماء اللامعة في عالم الأعمال، لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أن هناك شخصًا واحدًا فقط يمكنه أن يمنحه الرؤى التي يحتاجها، شخصًا يجسد تمامًا مفهوم "المدير التنفيذي الذي لا يرحم" و "رجل الأعمال المهيمن الأوحد": ديمون بلاكوود. كانت سمعة ديمون لا تقتصر على ذكائه الحاد في إدارة إمبراطوريته المتنوعة، بل تمتد إلى قدرته شبه المطلقة على فرض سيطرته، حتى في عالم الأعمال، حيث يمكنه تدمير المنافسين بابتسامة باردة وهادئة. لم يكن لديه خيار آخر سوى التواصل معه.
بعد تردد طويل وصراع داخلي، جمع ليو كل ما تبقى لديه من احترافية زائفة وتناول هاتفه. طلب موعداً مع ديمون، مستخدماً نبرة رسمية، محاولاً أن يفصل تماماً بين علاقتهما "الخاصة" وهذا الطلب الأكاديمي البحت. لم يكن هناك أي حب يربطهما، ولا حتى ذرة دفء؛ كانت العلاقة مبنية فقط على السيطرة المطلقة من جانب، والطاعة المتجردة من الجانب الآخر، والخوف العميق الذي تغلغل في عظام ليو.
وافق ديمون على الفور، وحدد موعداً في اليوم التالي.
في الموعد المحدد، وجد ليو نفسه يجلس في مكتب ديمون الشاهق في أعلى برج بلاكوود، يشعر بأن الهواء نفسه يثقل من وجود سيده الذي يسيطر على كل شيء. تنفس ليو بعمق، وحاول أن يبدو واثقًا، حتى وهو يشعر بالنبض الخفيف في معصمه. بدأ يشرح مشروعه، وعيناه ثابتتان على ديمون، يتجاهل الصراع الداخلي الذي كان يأكله.
"مشروعي، سيدي، يتطلب تحليلًا نقديًا لاستراتيجيات القيادة الديناميكية في الشركات الكبرى. أنا أبحث عن فهم عميق لكيفية اتخاذ القرارات تحت الضغط، وكيفية فرض الرؤية في سوق متغير. ومن خلال بحثي، اتضح لي أن مجموعتك، تحت قيادتك، هي النموذج الأمثل لدراسة هذه الظواهر. أود إجراء مقابلة معمقة معك حول رؤيتك، وكيف تدير شركاتك لتكون مهيمنة في مجالاتها."
استمع ديمون بصمت كامل، عيناه الرماديتان لم ترمشا، تقيّمان ليو بعمق. بعد لحظات من الصمت المطبق، التي بدت كأنها دهر، قال ديمون، صوته بارد وحاسم "مفهوم. يمكنني أن أساعدك في هذا المشروع، ليو. ولكن هناك شروط صارمة."
شعر ليو ببرودة تسري في أوصاله، وكأن قيدًا جديدًا قد أُلقي عليه. كان يعلم أن كل "مساعدة" من ديمون تأتي دائماً مصحوبة بثمن باهظ.
مال ديمون إلى الأمام قليلاً، عيناه تخترقان ليو بنظرة لا يمكن كسرها، تحمل وعدًا بالدمار. "ما يحدث هنا، في مكتبي، وفي أي جزء من حياتي وعملي هو ملك لي وحدي. لن تتحدث عن عملي، أو عن أي شيء يخصني، مع أي شخص. لا تفاصيل، لا تلميحات، لا كلمات عابرة. حياتي، وعملي، ملك لي وحدي. والأهم من ذلك، لن تتدخل في أي من خططي، لا في عملي، ولا في حياتي الشخصية. أي محاولة للتدخل ستكون لها عواقب لا يمكنك تخيلها، وستجعل ما مررت به حتى الآن يبدو كلعبة أطفال. هل هذا مفهوم بوضوح تام؟"
أومأ ليو برأسه بخضوع فوري، وعيناه مثبتتان على ديمون. "بالطبع يا سيدي. إنه لمن دواعي سروري أن أعمل معك على هذا المشروع." كانت كلماته مهذبة، لكنها تحمل طابعاً من الخوف العميق، وتأكيداً على طاعته المطلقة. لقد أدرك ليو في تلك اللحظة أنه لم يكن مجرد خاضع، بل أصبح الآن متشابكاً بشكل لا رجعة فيه في نسيج حياة ديمون المعقدة، مستعبداً أكثر فأكثر في كل كيانه.
يتبع......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
في غرفة ديمون المعتمة، كان الهواء ثقيلاً بعطر الياسمين والسيطرة. ليو، مقيّدٌ بإحكام إلى كرسي جلدي فاخر بأغلال فضية رقيقة، كان يراقب كل حركة لسيده. ديمون، جالسٌ قبالته، ابتسامة هادئة تعلو شفتيه، عيناه الرماديتان تتبعان كل رعشة في جسد ليو.
نهض ديمون ببطء، حركاته انسيابية وقوية. "أريدك أن تكون مستمتعاً بكل لحظة هنا، ليو. حتى تلك التي قد تبدو لك... صعبة."
اقترب ديمون من ليو، ليصبح ظله طاغياً عليه. انحنى قليلاً، وأصابعه الطويلة تحسست رقبة ليو برفق، ثم انزلقت نحو سلسلة الأغلال التي تربط معصميه.
"هل تشعر بالقيود، صغيري؟"
تنهد ليو، شهوة غريبة تشتعل في عينيه. "أشعر بها... وبكل ما تفرضه عليّ، سيدي."
تتوسع ابتسامته قليلاً، عينيه تلمعان ببريق خطير. "هذا هو المطلوب. الطاعة المطلقة هي المفتاح هنا. هل توافق؟"
أجاب ليو قائلا "أوافق، سيدي. أنا ملكك."
أبتعد ديمون قليلاً، و تناول منضدة صغيرة بجانبه سوطاً رفيعاً من الجلد الأسود. لوّح به بخفة في الهواء، صوت خفيف كفحيح الأفعى يملأ الصمت. "جميل. اليوم، سنرسخ هذا المفهوم بعمق أكبر." مرر طرف السوط بخفة على فخذ ليو، مثيراً قشعريرة قوية. "تذكر، كل ألم هنا هو طريق إلى لذة أعمق. هل أنت مستعد للرحلة؟"
اغمض ليو عينيه للحظة، ثم يفتحهما بلهفة تكاد تحرقه. "مستعد تماماً، سيدي."
ارتفعت يد ديمون بالسوط، وهبطت بخفة على فخذ ليو العاري. كانت اللسعة الأولى مجرد لمسة، ثم تلتها أخرى وثالثة، أشد قليلاً. مع كل ضربة، أطلق ليو "آه!" خافتة، ثم توالى أنينه العميق "أوووه... سيدي!" يملأ الغرفة، ممزوجًا بتنهدات متقطعة. كانت كل لسعة تترك أثراً أحمر متوهجاً على بشرته الشاحبة. شد قبضتيه على مساند الكرسي، لكن عينيه ظلتا مثبتتين على ديمون.
استمر ديمون في إيقاعه الهادئ، الضربات محسوبة بدقة. تصاعدت أنات ليو، بعضها كان مجرد همهمة خافتة، ثم ارتفعت إلى "مممم" عميقة تعبر عن نشوة صامتة، وأحيانًا انفجرت في "آآه!" حادة، أو صرخات خفيفة مكتومة "نعم، سيدي!" انطلقت من بين شفتيه المرتخيتين. كان يتلوى قليلاً، جسده يستجيب للآمر بلا حول ولا قوة. كانت زفراته سريعة، وأحياناً ما يتبعها صوت حشرجة في حلقه "هااااه!" مع كل لمسة للسوط.
بعد ما بدا وكأنه دهر من الضربات المنتظمة، ألقى ديمون السوط جانباً. انحنى أمام ليو، ومد يده ليمسح بخفة على العلامات الحمراء الملتهبة. كانت بشرة ليو ملتهبة، لكن وجهه كان الآن هادئاً، شفتاه مفتوحتان قليلاً، وكأنه للتو أطلق آخر آهة سعيدة.
بصوت منخفض، همس ديمون في أذن ليو: "أهلاً بك مجدداً في عالمي يا صغيري. هل استوعبت الدرس اليوم؟"
تنهد ليو بعمق، وعيناه مغلقتان. "بكل جوارحي، سيدي."
في هذه الأثناء، استمرت حياة ليو الجامعية في أوريليا، الولايات المتحدة الأمريكية، مما سمح له بمواصلة لقاء دومينيك. بدأت صداقتهما تتوطد أكثر، يتبادلان أطراف الحديث في مقهى الجامعة، أو يعملان على مشاريع دراسية مشتركة في مكتبة الجامعة الهادئة. كان دومينيك يجد في ليو صديقاً مريحاً، يستمع باهتمام، ويفهم شغفه بالصحافة.
في إحدى المرات، وبينما كانا يجلسان في المقهى، لاحظ دومينيك العلامات البارزة على رسغ ليو الأيسر – كدمات خفيفة وآثاراً حمراء باهتة كانت قد بدأت تلتئم. كان ليو قد حاول إخفاءها بأكمامه، لكنه سحب كمه قليلاً دون قصد أثناء تناوله لكوب القهوة.
سأل دومينيك"ما الخطب يا ليو؟ هل أنت بخير؟ تبدو... متعباً، وما هذه العلامات على رسغك؟"
نظر ليو إلى العلامات، ثم رفع عينيه إلى دومينيك. كانت عيناه تحملان ابتسامة عريضة وفرحاً واضحاً على السطح. "لا شيء يدعو للقلق يا دومينيك. هذه العلامات... إنها جزء من نمط حياتي الجديد. لقد وجدت شيئاً يمنحني المتعة، والإثارة، والتحرر بطرق لم أكن أتخيلها. لقد أصبحت جزءاً من عالم حيث السيطرة والخضوع يفتحان أبواباً مدهشة. ووقتي كان ممتعاً للغاية." أخذ رشفة من قهوته، ونظرته إليه كانت ثابتة ومليئة بالتحدي الخفي، وكأنه ينتظر رد فعله.
اتسعت عينا دومينيك بصدمة. تراجع قليلاً في كرسيه، وبدا عليه الارتباك الشديد والذهول، لكن الفضول كان بادياً على وجهه. "نمط حياة؟ السيطرة والخضوع؟ هل... هل تتحدث عن... هل هذا نوع من العلاقات الغريبة؟" كانت نبرته أقرب إلى الهمس، كأنه يخشى النطق بالكلمات.
"غريبة؟" كرّر ليو الكلمة بتحدٍ خفيف، ثم ابتسم بثقة. "ليست غريبة يا دومينيك، إنها... علاقات عميقة ومكثفة. هي ليست فقط عما تراه على رسغي، بل هي عن الثقة المطلقة، والتسليم، والوصول إلى أبعاد مختلفة من المتعة والتحرر. نعم، هذه العلامات هي نتيجة لذلك، وهي دليل على أنني وجدت ما أبحث عنه. إنه نمط حياتي الجديد، وهو يمنحني المتعة والإثارة والتحرر بطرق لم أكن أتخيلها." أمال رأسه قليلاً، وعيناه ثابتتان على دومينيك. "أصبحت جزءاً من عالم حيث السيطرة والخضوع يفتحان أبواباً مدهشة. في الحقيقة، هناك مكان... نادٍ، حيث يجتمع أشخاص يشاركونني هذه الاهتمامات. إنه يفتح آفاقاً جديدة للتجربة. هل فكرت في زيارته معي يوماً ما؟ ربما قد تستمتع أنت أيضاً."
تغير لون وجه دومينيك قليلاً، وتصلبت ملامحه. هز رأسه بقوة رافضًا. "نادٍ؟ لا يا ليو، هذا ليس... ليس شيئاً لي. أنا آسف." قالها بصوت منخفض، متجنباً النظر في عيني ليو.
بعد عدة أيام قليلة، كان ليو ودومينيك يجلسان في مقهى الجامعة كعادتهما. كان دومينيك منهمكًا في مراجعة بعض الملاحظات، بينما كان ليو يرتشف قهوته بهدوء. في لحظة ما، نظر دومينيك إلى ليو، ولاحظ أن هناك آثارًا جديدة على رسغه، أكثر وضوحًا هذه المرة.
"ليو، أنا لا أفهم. ما الذي يمكن أن يكون مثيراً حقًا في هذا النوع من العلاقات؟ يبدو لي كأنه... ألم فقط."
قال ليو بهدوء، عيناه تلمعان ببريق مقصود: "هذا العالم الذي تحدثت عنه... إنه ليس فقط عن الأفعال التي تراها، بل عن أفكار معقدة. فكر في القوة، والسلطة، وكيف تتشكل الثقة المطلقة."
نظر دومينيك إلى ليو بارتباك، وقال: "لا أعلم يا ليو... بالنسبة لي، لا أرى أي عمق في هذا الأمر. أعتقد أنه يتعلق فقط بفرض السيطرة والألم... لا شيء مثير حقاً."
ابتسم ليو بهدوء. "حسناً، قد تظن ذلك الآن، لكنه عالم يستحق الاستكشاف، بطريقتك الخاصة. لا أقصد النادي بالضرورة، لكن الأفكار وراءه... العلاقة بين الهيمنة والخضوع. إنها عميقة جداً." ثم مد يده نحو حقيبته وأخرج منها كتاباً بغلاف جلدي أنيق. "هل قرأت عن روايات إيليا فين Elias Finn؟" وضع الكتاب، الذي كان بعنوان 'قيود الروح' Chains of the Soul، أمام دومينيك على الطاولة. "هذه الروايات مختلفة تماماً عن أي تصور قد يكون لديك. إنها ليست عن الألم فقط، بل عن الثقة، والتسليم، وإيجاد المتعة والتحرر في هذه العلاقات. أعتقد أنها ستثير فضولك، خاصة أنك كصحفي مهتم بعمق الشخصيات والسرد. أعدك، بمجرد أن تقرأ له، لن تتمكن من التوقف."
شعر دومينيك ببعض التردد، لكن إصرار ليو الهادئ، وربما الفضول الصحفي الكامن فيه، تغلب على تردده. تنهد بعمق، وأومأ برأسه ببطء، وعيناه تنظران إلى الفراغ للحظة، وكأنه يستوعب فكرة جديدة تمامًا، ثم مد يده ببطء نحو الكتاب. "حسناً... إذا كنت تصرّ على ذلك. ربما ألقي نظرة على 'قيود الروح' أولاً." قالها بصوت خافت، لا يزال يبدو غير مرتاح تمامًا.
في اليوم التالي، توجه ليو إلى إحدى المكتبات الكبيرة في وسط المدينة. لم يكن يبحث عن شيء معين، بل كان عقله لا يزال يدور حول لقائه الأخير مع دومينيك. عندما وجد قسم الروايات، مد يده نحو 'همسات الهيمنة' لإيليا فين، وهو الكتاب الذي كان قد قرأه منذ فترة طويلة. ابتسم ليو ابتسامة خفية، وكأنه يرى خيطاً جديداً في خطته. اشترى الكتاب، وهو يعلم جيداً أن هذه مجرد بداية لرحلة أبعد بكثير.
لم تمضِ أيام قليلة حتى التقيا مجدداً. كان ليو قد توقع ذلك، وابتسم في داخله، فكل شيء كان يسير وفق خطته. بدت عينا دومينيك تلمعان بالدهشة والإثارة.
"يا إلهي، ليو!" قال دومينيك، وعيناه متسعتان بشكل لا يصدق، يمرر يده على شعره بذهول. "لقد بدأت قراءة روايات إيليا فين كما اقترحت، وهي... لا أستطيع التوقف! إنها عميقة جداً ومثيرة للتفكير. أسلوبه لا يصدق. لقد أصبحت مفتوناً بأعماله! لم أكن أعلم أن هذا النوع من المشاعر يمكن أن يوصف بهذا العمق. هذا ليس مجرد... عنف أو ألم. إنه عن التحكم والولاء والثقة بطريقة... لم أفكر بها من قبل. إنه عالم كامل في هذه الكتب!" خفض صوته قليلاً، ونبرته أصبحت أكثر جدية. "شكراً لك ليو على هذه التوصية. لم أتخيل أبداً أنني سأجد شيئاً كهذا. لكن... هذا لا يعني أنني سأذهب إلى أي نادٍ، ليو. هذا فقط... في الكتب."
ابتسامة عريضة ترتسم على وجه ليو، وعيناه تلمعان ببريق الانتصار الخفي. "ألم أقل لك ذلك يا دومينيك؟ كنت أعلم أنك ستفهم. هذه الكتب هي مجرد بداية. عالم كامل ينتظر من يستكشفه."
في اليوم التالي، خلال استراحتهما، كان دومينيك أكثر حماسًا، وعيناه تضيئان.
"ليو، لقد انتهيت من 'قيود الروح' والآن أريد أن أقرأ المزيد! أين يمكنني أن أجد المزيد من روايات إيليا فين؟ بحثت عنها لكن يبدو أنها ليست متوفرة بسهولة."
أخرج ليو كتاباً آخر بغلاف جلدي من حقيبته، وعيناه تلمعان بلمعة المنتصر. "كنت أعلم أنك ستطلب ذلك." دفع ليو الكتاب عبر الطاولة. كان العنوان هو 'همسات الهيمنة' Whispers of Domination. بدا عليه الإصرار والثقة، وكأنه يرى خطته تتكشف ببطء. "هذه الروايات... إنها تأخذك إلى عالم آخر. أنا واثق أنك ستجد الكثير لتتعلمه من العلاقات التي يصفها فين، وكيف يبني الثقة والتسليم بين شخصياته. هذا سيجعلك تفكر في طبيعة القوة والسلطة بطريقة مختلفة تمامًا. هذا هو المثير حقًا، هذا العمق النفسي والعاطفي!"
أخذ دومينيك الكتاب بلهفة، وعيناه تلمعان. "لقد أصبحت أحب مفهوم هذه العلاقات... لكن فقط من خلال الكاتب، ليو. فقط من خلال القراءة." أكد دومينيك على كلماته الأخيرة بنبرة قاطعة، لكن عينيه كانتا تلمعان ببريق جديد من الفضول.
اتسعت ابتسامة ليو، تعكس رضاً عميقاً بتقدم خطته. "كنت أعلم أنك ستجد ما يثير اهتمامك يا دومينيك. هذا العالم واسع، وهناك الكثير لتكتشفه في الأدب. هذه هي البداية فقط." شعر ليو بانتصار خفي يتسرب إلى روحه، مزيج من الإثارة والرضا التام، بينما كان يرى بذور هذا العالم تُزرع بنجاح في عقل صديقه، وإن كان ذلك في حدود عالم الكتب الآمن. لقد أدرك ليو أن هذه كانت مجرد بداية.
في وقت لاحق، وبينما كان ليو منهمكاً في شقته في دراسة مشروع جامعي ضخم لمقرر "الصحافة الاستقصائية وريادة الأعمال"، وجد نفسه في مأزق حقيقي. كان المشروع يتطلب منه تحليلًا معمقًا لنموذج عمل شركة رائدة في بيئة سوق شديدة التنافسية، وإجراء مقابلة مع مديرها التنفيذي لتقييم استراتيجيات القيادة والنمو في ظل التحديات المعاصرة. لقد قضى أيامًا في البحث، وقلب الأسماء اللامعة في عالم الأعمال، لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أن هناك شخصًا واحدًا فقط يمكنه أن يمنحه الرؤى التي يحتاجها، شخصًا يجسد تمامًا مفهوم "المدير التنفيذي الذي لا يرحم" و "رجل الأعمال المهيمن الأوحد": ديمون بلاكوود. كانت سمعة ديمون لا تقتصر على ذكائه الحاد في إدارة إمبراطوريته المتنوعة، بل تمتد إلى قدرته شبه المطلقة على فرض سيطرته، حتى في عالم الأعمال، حيث يمكنه تدمير المنافسين بابتسامة باردة وهادئة. لم يكن لديه خيار آخر سوى التواصل معه.
بعد تردد طويل وصراع داخلي، جمع ليو كل ما تبقى لديه من احترافية زائفة وتناول هاتفه. طلب موعداً مع ديمون، مستخدماً نبرة رسمية، محاولاً أن يفصل تماماً بين علاقتهما "الخاصة" وهذا الطلب الأكاديمي البحت. لم يكن هناك أي حب يربطهما، ولا حتى ذرة دفء؛ كانت العلاقة مبنية فقط على السيطرة المطلقة من جانب، والطاعة المتجردة من الجانب الآخر، والخوف العميق الذي تغلغل في عظام ليو.
وافق ديمون على الفور، وحدد موعداً في اليوم التالي.
في الموعد المحدد، وجد ليو نفسه يجلس في مكتب ديمون الشاهق في أعلى برج بلاكوود، يشعر بأن الهواء نفسه يثقل من وجود سيده الذي يسيطر على كل شيء. تنفس ليو بعمق، وحاول أن يبدو واثقًا، حتى وهو يشعر بالنبض الخفيف في معصمه. بدأ يشرح مشروعه، وعيناه ثابتتان على ديمون، يتجاهل الصراع الداخلي الذي كان يأكله.
"مشروعي، سيدي، يتطلب تحليلًا نقديًا لاستراتيجيات القيادة الديناميكية في الشركات الكبرى. أنا أبحث عن فهم عميق لكيفية اتخاذ القرارات تحت الضغط، وكيفية فرض الرؤية في سوق متغير. ومن خلال بحثي، اتضح لي أن مجموعتك، تحت قيادتك، هي النموذج الأمثل لدراسة هذه الظواهر. أود إجراء مقابلة معمقة معك حول رؤيتك، وكيف تدير شركاتك لتكون مهيمنة في مجالاتها."
استمع ديمون بصمت كامل، عيناه الرماديتان لم ترمشا، تقيّمان ليو بعمق. بعد لحظات من الصمت المطبق، التي بدت كأنها دهر، قال ديمون، صوته بارد وحاسم "مفهوم. يمكنني أن أساعدك في هذا المشروع، ليو. ولكن هناك شروط صارمة."
شعر ليو ببرودة تسري في أوصاله، وكأن قيدًا جديدًا قد أُلقي عليه. كان يعلم أن كل "مساعدة" من ديمون تأتي دائماً مصحوبة بثمن باهظ.
مال ديمون إلى الأمام قليلاً، عيناه تخترقان ليو بنظرة لا يمكن كسرها، تحمل وعدًا بالدمار. "ما يحدث هنا، في مكتبي، وفي أي جزء من حياتي وعملي هو ملك لي وحدي. لن تتحدث عن عملي، أو عن أي شيء يخصني، مع أي شخص. لا تفاصيل، لا تلميحات، لا كلمات عابرة. حياتي، وعملي، ملك لي وحدي. والأهم من ذلك، لن تتدخل في أي من خططي، لا في عملي، ولا في حياتي الشخصية. أي محاولة للتدخل ستكون لها عواقب لا يمكنك تخيلها، وستجعل ما مررت به حتى الآن يبدو كلعبة أطفال. هل هذا مفهوم بوضوح تام؟"
أومأ ليو برأسه بخضوع فوري، وعيناه مثبتتان على ديمون. "بالطبع يا سيدي. إنه لمن دواعي سروري أن أعمل معك على هذا المشروع." كانت كلماته مهذبة، لكنها تحمل طابعاً من الخوف العميق، وتأكيداً على طاعته المطلقة. لقد أدرك ليو في تلك اللحظة أنه لم يكن مجرد خاضع، بل أصبح الآن متشابكاً بشكل لا رجعة فيه في نسيج حياة ديمون المعقدة، مستعبداً أكثر فأكثر في كل كيانه.
يتبع......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
Chapter Six: خيوط متشابكة
كثير حلو الفصل حبيبتي واصلي
Відповісти
2025-09-07 16:14:17
2