Chapter Three:في قبضة الظلال
بعد أن أوصل ليو إلى شقته تلك الليلة، وغادر نادي الليسيوم تاركًا صخبه وراءه، لم يتمكن جوليان من التخلص من الصورة التي علقت في ذهنه. قاد سيارته في الشوارع الهادئة للمدينة، تاركًا أضواء النيون البراقة وصخب الموسيقى خلف ظهره. "لماذا هو بالذات؟" تساءل جوليان، وهو يشد ساعديه المرتخيَين. لم يكن الأمر مجرد عمل بطولي عادي، فجوليان اعتاد على إنقاذ الأرواح في تلك الأزقة المظلمة؛ لكن ليو كان مختلفًا. كانت هناك براءة في طريقة حديثه، وسذاجة تكاد تكون خطيرة في الطريقة التي قفز بها إلى عالم الليسيوم المظلم دون فهم كامل لعواقبه. "هو ألين من أن يتحمل هذا العالم،" فكر جوليان بمرارة، متذكرًا كم من الأرواح البريئة حُطّمت هنا. تذكر جوليان نظرة ليو الغارقة وهو ينتظر ذلك الشخص. لم يذكر ليو اسمه صراحةً، لكن الشوق الذي كان في عينيه، وذلك الترقب الذي خالطه بعض الخوف، كان كافيًا لتنبيه جوليان. جوليان يعلم أن نادي الليسيوم مليء بالذئاب المتخفية في ثياب البشر، وأن شخصًا مثل ليو سيكون فريسة سهلة في أزقته المظلمة. انقبض قلبه بشعور لم يسبقه، شعور بالقلق الشديد على هذا الشاب. كان ليو يبدو وكأنه زهرة نادرة نمت في أرض قاحلة، وكان جوليان يخشى أن تذبل تلك الزهرة بسرعة تحت قسوة ذلك العالم. "هل يجب أن أدير ظهري فحسب؟" فكر جوليان، متسائلًا عن مدى تدخله في حياة شخص لا يعرفه جيدًا. "لكني لا أستطيع. ليس بعد أن رأيت تلك النظرة في عينيه، ذلك الخوف المختلط بالترقب." لقد شعر بمسؤولية غير مفهومة، وكأن قدرًا ربطه بهذا الشاب الشاحب، شعور بالمسؤولية لم يطلبه، لكنه وجده يحمله الآن ثقلًا على روحه. ظل الليل يمر، وجوليان لم يستطع النوم، فصورة ليو لم تفارق مخيلته، يراها ضعيفة ومهددة، ويشعر بدافع غامض لكي يتدخل مجدداً. "سأعود. يجب أن أتأكد."
عندما دخل ليو شقته تلك الليلة، أسند ظهره على الباب للحظة، وشعر بثقل اليوم كله ينزل على كتفيه. اتجه مباشرة إلى سريره وألقى نفسه عليه، مغلقًا عينيه المتعبتين. لكن الظلام خلف أجفانه لم يكن سوى شاشة عرض لمشهد واحد تكرر مرارًا وتكرارًا: جوليان وهو يظهر من الظلام لينقذه. "يا إلهي، من هو هذا الرجل؟" تساءل ليو في صمته. لم يكن الأمر مجرد امتنان لكونه أنقذه؛ بل كانت صورة جوليان هي التي استحوذت على ذهنه بشكل كامل وتام. تذكر وجهه المنحوت بدقة، وعيناه البندقيتان اللتان تبرقان بقوة هادئة، يفوح منهما إحساس غريب بالأمان والقوة. للحظة، نسي ليو الألم، ووجد نفسه يحدق في هذا الغريب الذي ظهر من الظلام لينقذه، متأثراً بجماله وقوته البادية للعيان. "كم هو وسيم! لم أرَ أحداً بهذا الجمال والقوة مجتمعَين من قبل." اعترف ليو لنفسه. بقيت هذه الأسئلة تتردد في ذهنه، مع صورة جوليان التي لم تفارقه لحظة، كحلم جميل لا يريد ليو الاستيقاظ منه.
في الصباح التالي لحادثة الزقاق، بينما كانت أشعة الشمس تتسلل بخجل عبر ستائر شقة ليو، رن هاتفه. كان رقمًا مجهولًا. تردد ليو للحظة قبل أن يجيب. "ليو،" جاء صوت ديمون بلاكوود الهادئ والعميق من الطرف الآخر. كانت نبرته خالية من أي اهتمام شخصي، أشبه ببيان أو أمر. "تعال إلى نادي الليسيوم الليلة." لم يسأل ديمون عن حال ليو، ولم يأتِ على ذكر أي شيء يتعلق بليلة أمس. كان الأمر مجرد استدعاء مباشر. لم يسأل ليو عن السبب. كان صوته يحمل جاذبية غريبة، وذكريات الليلة الماضية التي أنقذ جوليان فيها حياته كانت لا تزال حية في ذهنه. شيء في نبرة ديمون جعله يشعر بأن هذا ليس طلبًا، بل أمرًا. "حسناً، سيدي،" أجاب ليو، متفاجئاً من سهولة خضوعه.
في تلك الليلة، عاد ليو إلى نادي الليسيوم. هذه المرة، توجه مباشرة إلى قلب النادي، حيث كانت الموسيقى تنبض والحشود تتراقص. وجد ديمون يجلس في ركن هادئ من منطقة الـ ڤي آي بي، يراقبه ببرود. جلسا في منطقة شبه خاصة داخل النادي، حيث الأضواء الخافتة والأثاث الجلدي الثقيل يضفيان جواً من السرية. "الآن وقد أصبحت هنا، ليو،" بدأ ديمون، صوته رخيم وثابت، خالياً من أي عاطفة. "لقد لاحظتك. لديك إمكانات. ما أفعله لا يتعلق بالصداقة أو العلاقات التقليدية." أومأ ليو برأسه. كان يشعر بالتوتر، لكن الفضول كان أقوى. "ما أقدمه هو سيطرة. هو خضوع. هو تجربة تتجاوز المتع الحسية المعتادة، لتصل إلى أعماق الروح والجسد. أريدك أن تفهم أن هذا الطريق ليس للجميع. إنه يتطلب الثقة المطلقة، والانضباط، والرغبة في استكشاف حدودك." نظر ديمون مباشرة في عيني ليو، بعمق. "ما رأيته مني، ليو، هو جزء من طبيعتي. أنا مهيمن. وهناك جزء منك، قد لا تكون أدركته بعد، يتوق إلى أن يُهيمن عليه. هل أنت مستعد لاستكشاف هذا الجانب؟ هل أنت مستعد للتدريب، لتصبح... ملكي؟" شعر ليو بتيار كهربائي يسري في جسده. كلمات ديمون لم تخيفه، بل أشعلت شيئاً بداخله. كان يشعر برغبة قوية، غامضة، تجذبه إلى هذا العالم الذي عرضه عليه ديمون. "نعم، سيدي،" قال ليو، صوته بالكاد مسموع، لكنه يحمل إصراراً. "أنا مستعد." "جيد،" أجاب ديمون بابتسامة خافتة بالكاد مرئية. "إذن، لنبدأ بالتدريب."
بعد هذا الحديث، قاد ديمون ليو عبر ممرات جانبية داخل نادي الليسيوم إلى منطقة سرية لم يكن ليو يعرف بوجودها. كانت "ساحة التدريب" مكانًا مظلمًا وواسعًا، مزودًا بأدوات مختلفة، ومحاطًا بجدران عازلة للصوت. كانت الأضواء فيها خافتة، تخلق ظلالًا طويلة تزيد المكان غموضًا وجاذبية. "اخلع ملابسك، قطعة قطعة، ببطء شديد،" يهمس ديمون. أصابع ليو ترتعش وهو يحرر الأزرار، يسقط القماش قطعة قطعة. يشعر ببرودة الهواء تلامس بشرته الساخنة تحت نظرات ديمون الثاقبة. حين يصبح عاريًا تمامًا، يشعر بتلك النظرات تثبت عليه، تنغمس فيه. نَفَس ليو يَتَسارع. "اركع، ليو،" تأتي الكلمة. يسقط ليو على ركبتيه فوراً. قلبه ينبض بقوة جنونية، وتنتفض عضلاته. أنين خافت يفلت من بين شفتيه المفتوحتين قليلاً. اقترب ديمون أكثر، حتى أصبح وجهه على بعد بوصات من وجه ليو. "أنظر إلي، ليو،" أمر ديمون. "أنت هنا بملء إرادتك، أليس كذلك؟" "نعم، سيدي،" همس ليو، صوته يكاد يكون مسموعاً. مد ديمون يده، وضعها على مؤخرة عنق ليو، دلكها برفق قبل أن ينزل بها على طول عمود ليو الفقري. ارتعش ليو لا إرادياً، وشهقة خفيفة انطلقت من حنجرته. "أنت حساس،" لاحظ ديمون، وصوته أصبح أعمق، أكثر إثارة. تابع ديمون لمساته، ينزل بيديه إلى أسفل ظهر ليو، ثم يدلك مؤخرته بحركة دائرية. شعر ليو بحرارة تنتشر في تلك المنطقة، وبدأ يتلوى ببطء. "هل يعجبك هذا؟" سأل ديمون. "نعم... سيدي... من فضلك..." أنين ليو، يده تضغط على الأرضية الباردة. فجأة، تغيرت لمسة ديمون. أصبحت أكثر جرأة، أكثر سرعة. مرر ديمون أصابعه بين ساقي ليو، ثم قبض بيده على عضوه الذكري. انتفض جسد ليو بقوة، وتشنج. "أوه... سيدي!" انطلق صوت ليو عالياً، محمل بالصدمة واللذة. بدأ يتنفس بحدة، وعيناه تضيقتان من شدة الإحساس. ضغط ديمون بقوة، وبدأ يحرك يده بحركة بطيئة ومدروسة، يتحكم في كل لهثة، في كل أنين. كان ليو يتلوى تحت يد ديمون، لا حول له ولا قوة. شعر بالدم يتدفق في عروقه، والتوتر يتصاعد إلى ذروة لا تطاق. عضلاته تشنجت، وبدأ جسده يرتعش بشكل لا إرادي. "هل أنت ملكي، ليو؟" همس ديمون، يشد قبضته قليلاً. "نعم... ملكك... سيدي!" صرخ ليو، صوته بالكاد يخرج من حلقه المتشنج. واصل ديمون حركته، يرفع الإحساس، ثم يبطئ، يطيل من وقت النشوة المحتومة. شعر ليو بالتوتر يتصاعد إلى رأسه، ثم فجأة، انفجر جسده في رعشة قوية. أطلق صرخة مدوية، خالية من أي كلمة، فقط صوت اللذة المطلقة التي اجتاحت كيانه. تشنج جسده بالكامل، ثم ارتخى، يلهث بشدة، ويستسلم للراحة الغامرة. أخذ ليو يشهق بصوت عالٍ، يحاول استعادة أنفاسه، بينما كان ديمون يراقبه ببرود. لم يقل شيئاً، فقط انتظر حتى هدأت رعشة جسد ليو تماماً. ثم، رفع ديمون يده من بين ساقي ليو، ونظر إليه بنظرة تقييم. "جيد، ليو،" قال ديمون أخيراً، صوته هادئاً، لكنه يحمل نبرة رضا. "ستكون جلستنا التالية في نفس المكان، بعد يومين." أطاع ليو، ويده ترتعش قليلاً وهو يرتدي ملابسه.
بعد يومين، في جلسة تالية، دنت يد ديمون لتلامس بشرة ليو. تبدأ اللمسة لطيفة، كخيوط حرير تتدفق على عمود ليو الفقري، تثير قشعريرة قوية تتبلور في مؤخرة رقبته. "أريدك أن تشعر بي في كل جزء منك، ليو،" يهمس ديمون قرب أذن ليو. ليتلوى ليو تحت هذه اللمسات. "آه... سيدي..." يتسلل همس خافت من شفتيه. ضغط ديمون بيده على أسفل ظهر ليو. "ثبت يديك هنا،" أمر. أطاع ليو، وثبّت يديه على الأرض، بينما ضغط ديمون على ظهره بقوة أكبر. تصلبت عضلات ليو، وفلتت منه أنين خافت. ثم سحب ديمون رباطًا حريريًا من جيبه، رفعه ليلامس صدر ليو. "هذه، ليو، ستذكرك بمن يسيطر." مرر الرباط حول معصمي ليو، وثبّتهما بخفة إلى عمود قريب. لم يكن التقييد مؤلمًا، بل كان كافيًا لإضفاء شعور بالعجز. انتفض ليو، وقلبه ينبض بقوة في أضلاعه. "أفعل أي شيء تطلبه، سيدي،" همس ليو، يرفع عينيه المتألقتين بالرغبة إلى ديمون. دنت يد ديمون لتلامس مؤخرة ليو، تداعبها بقوة خفيفة، ثم تصفعها بلطف. ارتعش ليو مع كل لمسة وصفعة، يزداد توتره ولهفه. "اكثر، سيدي... من فضلك..." يئن. واصل ديمون مداعبة ليو، يديه تتحركان ببطء وتارة بحدة على بشرته الحساسة، مستكشفًا كل نقطة ضعف وقوة. شعر ليو بالحرارة تتجمع في أسفله، وبدأ يتلوى داخل قيوده. شهقات متقطعة، أنين عميق، كلها تصدر منه، مؤكداً استجابته المطلقة. "أنت ملكي، ليو. رغبتك لي وحدي،" يهمس ديمون، وهو يداعب ليو بشكل مكثف. تشنج جسد ليو، وبدأ يرتجف. "أشتهيك، سيدي... نعم... أريد المزيد منك..." يئن ليو، لا يدرك أنه يتوسل. في ذروة الإثارة، ضغط ديمون بقوة على ليو، وسحب رباطًا آخر يضيّق على صدره. "أنت ملكي بالكامل، ليو." تشنج جسد ليو بعنف، وأطلق صرخة مكتومة، تتلاشى إلى أنين طويل مع كل رعشة. يلهث بصوت عالٍ، ثم يرتخي، غارقاً في نشوته. "نعم، سيدي... ملكك..." همس بصوت خافت. بعد أن هدأت رعشة ليو، فك ديمون القيود. لم يقل شيئًا، فقط أومأ برأسه نحو الباب. أطاع ليو بصمت، منهكاً، لكنه كان يشتعل رغبة في الجلسة التالية.
في جلسة أخرى، كان ليو راكعًا على الأرضية الباردة. ديمون يقف أمامه، يمسك بوشاح حريري أسود. "اغمض عينيك، ليو،" أمر ديمون. أطاع ليو فوراً. مرر ديمون الوشاح حول عيني ليو، وربطه بإحكام. شعر ليو بزيادة حواسه الأخرى فوراً، كل لمسة وكل كلمة أصبحت أكثر كثافة. "الآن، أنت في عالمي،" همس ديمون. ثم حرك يده ببطء على صدر ليو العاري، صعودًا ونزولًا. ارتعش ليو مع كل لمسة. "أوه... سيدي..." أنين خافت. مد ديمون يده الأخرى، ووضعها على فخذ ليو الداخلي، يداعبها. انتفض ليو بقوة، وتلوى. "أنت تعرف ما أريد، ليو،" قال ديمون بصوت خشن. "أنت تطلبه مني." "أطلبه... سيدي... من فضلك..." توسل ليو. زاد ديمون من إيقاع لمساته على ليو، يده تتحرك بخبرة بين ساقيه. بدأ جسد ليو يرتجف بشكل لا إرادي. تنفسه أصبح سريعاً ومتقطعاً. "أوه... نعم... هكذا... سيدي..." يتوسل ليو بصوت أعلى. شد ديمون قبضته، ثم بدأ يسرع في حركته. "كل رغبة بداخلك، هي لي، ليو. كل متعة، هي بسببي." تشنج ليو، وتصلب جسده. "نعم... سيدي... نعم!" صرخ، ثم أطلق صرخة مدوية طويلة مع انفجار النشوة. ارتجف جسده بعنف، ثم ارتمى إلى الأمام، مستسلمًا للراحة. يلهث بصوت عالٍ، لا يزال جسده يرتجف. رفع ديمون الوشاح عن عيني ليو. "هذا هو ما أنت عليه الآن. ملكي." كان ليو يحدق بعينين نصف مغلقتين، يلهث بشدة. "ملكك... سيدي..." همس، صوته بالكاد مسموعًا.
في جلسة ثالثة، كان ليو ممدداً على طاولة مبطنة، ووجهه للأسفل. ديمون يمسك بفرشاة ناعمة، يمررها ببطء على طول عمود ليو الفقري، من العنق حتى أسفل الظهر. ارتعش ليو مع كل حركة للفرشاة، وأطلق أنيناً خفيفاً. "هذا يعجبك، أليس كذلك؟" سأل ديمون بصوت هادئ. "نعم... سيدي..." همس ليو. ثم استبدل ديمون الفرشاة بسوط جلدي رفيع. لم يكن ليضربه بقوة، بل بلمسات خفيفة تكاد تكون كالهمس على بشرته. مع كل لمسة من السوط، كان جسد ليو ينتفض، ويتسارع تنفسه. "أوه... سيدي... أكثر..." توسل ليو، وبدأت مؤخرته تتوتر. ضغط ديمون بيده على أسفل مؤخرة ليو، وثبتها. ثم بدأ يصفعها بضربات متوازنة، ليست قوية لدرجة الألم الشديد، لكنها كافية لإثارة الإحساس بالحرارة. مع كل صفعة، كان ليو يشهق، ويتلوى، ويضغط بيده على الطاولة. "نعم... نعم... سيدي!" كان صوته يرتفع. انحنى ديمون وهمس في أذن ليو، "أنت تشتهي هذا الألم، أليس كذلك؟ أنت ملكي، وتتوق إلي." "أنا أشتهي... أنت... سيدي..." أجاب ليو، صوته مخنوق باللهاث. رفع ديمون السوط مرة أخيرة، ثم أسقطه بقوة خفيفة على مؤخرة ليو. تشنج جسد ليو بعنف، وأطلق صرخة عالية، مع ارتجافة قوية اجتاحت جسده. "آه!" صرخ، ثم استسلم للنشوة. يلهث بصوت عالٍ، وعضلاته لا تزال ترتجف. بعد أن استعاد ليو أنفاسه، رفع ديمون السوط ببطء ونظر إلى ليو ببرود. "هكذا تكون طاعة جسدك لي،" قال ديمون. "أنت ملكي، ليو."
بعد عدة أيام، وجد ليو نفسه يتجول وحيداً في ممرات نادي الليسيوم الصاخبة. لم يعد المكان يثير فيه الرهبة ذاتها؛ بعد الجلسة في مكتب ديمون، وبعد تلك القبلة التي كانت أشبه بختم على ملكية، اكتسب ليو شعوراً غريباً بالانتماء، وإن كان انتماءً يتجذر في الخضوع. كان جسده لا يزال يتذكر كل لمسة، كل كلمة، كل إحساس مكثف من ديمون. كان الأمر أشبه بالوشم الحسي، محفوراً في أعماقه. كانت الموسيقى الصاخبة تملأ المكان، والأضواء الخافتة ترسم ظلالاً راقصة على الوجوه المتنوعة. ليو، كعادته، كان يرتدي ملابسه الفضفاضة، يتأمل الأجواء، يرى فيها فناً غريباً وجذاباً. لم يكن يبحث عن ديمون، بل كان يبحث عن مساحته الخاصة ضمن هذا العالم الجديد الذي فتح له أبوابه، أو بالأحرى، جره إليه. بينما كان يتوقف أمام جدارية مظلمة، غارقاً في أفكاره، شعر بلمسة خفيفة على كتفه. التفت ليجد جوليان يقف خلفه، وجهه يحمل تعبيراً قلقاً، وعيناه البندقيتان تنظران إليه بعمق. "ليو؟" قال جوليان، صوته يحاول اختراق ضوضاء المكان. "هل أنت بخير؟ بعد تلك الليلة... هل تعافيت تماماً؟" ابتسم ليو بابتسامة خفيفة، مؤكداً. "أنا بخير، جوليان. شكراً لسؤالك."
في تلك اللحظة بالذات، وكأنما قد استُدعي بقوة لا مرئية، دخل ديمون بلاكوود إلى النادي. لم يكن دخوله صاخباً، لكن وجوده وحده كان كافياً لتغيير جو المكان. كان يسير بخطى واثقة، وعيناه الرماديتان تكنسان الحضور ببرود وتقدير، وربما بعض التملك. لم يكن يرتدي بدلة رسمية هذه المرة، بل قميصاً أسوداً داكناً يبرز بنية جسده القوية، مما زاد من هالة السلطة التي تحيط به. بمجرد أن وقعت عينا ليو على ديمون، حدث تحول نفسي عميق داخله. لم يكن مجرد رؤية؛ كان أشبه بضغط مادي، دفع نفسي غير مرئي أجبره على إدراك موقعه الحقيقي. كل ما تعلمه، كل ما شعر به في مكتب ديمون، اندفع إلى الواجهة. في تلك اللحظة، لم يعد مجرد شخص عادي يزور مكاناً غريباً، ولم يعد ذلك الشاب الذي أنقذه جوليان. شعر ليو بشيء يربطه، حبلٌ لا مرئي يشدّه نحو ديمون. ارتفعت ذقنه قليلاً، وتصلبت عيناه، وكأنما أُعيدت برمجة عقله. لم يكن مجرد كلام، بل إحساس داخلي طاغٍ: "أنا لعبة ديمون." لم ينطق بها بصوت عالٍ لجوليان، لكنها كانت حقيقة متجذرة في كل خلية من كيانه. نظرة ليو إلى ديمون كانت نظرة ملكية، نظرة استسلام عميق، لم يرها جوليان من قبل بهذا الوضوح. نظر جوليان إلى ليو، ثم تتبع نظراته إلى ديمون. لمح التحول في عيني ليو، ذلك القبول الصامت والمطلق، وشعر بلسعة خيبة أمل. كان الأمر وكأن ليو قد وضع قفلاً على نفسه، ورمى المفتاح بعيداً. تراجع جوليان بأسف بضع خطوات للوراء، مدركاً أن أي كلمة أخرى منه ستكون بلا جدوى في وجه هذا الاستسلام النفسي الذي حدث للتو.
وفي تلك اللحظة، تقدم ديمون نحو ليو وجوليان، حركته تحمل تهديداً خفياً، وعيناه الرماديتان مثبتتان على الاثنين. توقف أمامهما، ونظر إلى جوليان بنظرة باردة، ثم عاد بنظره إلى ليو، بنظرة أكثر حدة. "ما هذا؟" سأل ديمون، صوته هادئاً، لكنه يحمل نبرة لا تخلو من الاستياء. "ما الذي يحدث هنا؟" نظر ليو إلى ديمون، ثم إلى جوليان، وشعر بنوع من التوتر يتصاعد داخله. كان عليه أن يوضح الأمور، لكن بطريقة لا تثير غضب ديمون. "إنه مجرد صديق، ديمون،" قال ليو، صوته كان هادئاً، لكنه يحمل إشارة خفية إلى جوليان. "لقد ساعدني في تلك الليلة..." لم يمهله جوليان لإنهاء الجملة، بل مد يده بثقة نحو ديمون، وعيناه البندقيتان تحملان تحدياً خفيفاً. "نعم، أنا صديقه. جوليان. سررت بلقائك يا سيد بلاكوود." كانت نبرته مهذبة، لكن لمستها الباردة لم تخفَ على ديمون. ألقى ديمون نظرة سريعة على اليد الممدودة، لم يصافحها. كانت عيناه الرماديتان تتوقفان للحظة على جوليان قبل أن تعودا إلى ليو، وكأنه يقيم الموقف بأكمله. أومأ ليو برأسه بشكل غير ملحوظ نحو مخرج النادي، محاولاً إيصال رسالته لجوليان بصمت: "اذهب الآن". التقط جوليان الإشارة. ابتسم بأسف لليو، ثم تراجع ببطء، وابتعد عنهم. بينما كان جوليان ينسحب بين الحشود، كانت عيناه البندقيتان لا تزالان مثبتتين على ليو من بعيد، تحملان توسلاً صامتاً لا يفهمه ليو. كان ليو يرى في نظرة جوليان قلقاً، لكنه لم يستطع أن يفهم عمقها أو سببها الحقيقي. كان هذا التوسل غامضاً، غير مبرر بالنسبة لليو الذي كان عقله الآن منصباً على ديمون، وعلى حقيقة كونه "لعبته".
عندما اختفى جوليان تماماً بين الحشود، تحول انتباه ديمون بالكامل إلى ليو. كانت عيناه الرماديتان تتوهجان بنوع من الغضب المكبوت، أو ربما الحسد، لكنه لم يفصح عن ذلك. بدلاً من ذلك، ضيق عينيه، وتحدث بصوت منخفض، يكاد يكون همساً، لكنه كان يحمل ثقلاً أكبر من أي صراخ. "أريد تفسيراً، ليو،" قال ديمون، وعيناه لا تفارقان وجه ليو. "تفسيراً صادقاً. من هو هذا الرجل؟ ولماذا يتحدث إليك بهذه الألفة؟" كانت كلماته ليست سؤالاً، بل طلباً للحقائق، مع تهديد ضمني لمن يخالف أو يتردد. لم يذكر ديمون ملاحظته للشرارة التي رآها، أو "النقر" الذي شعر به بينهما، لكن نظراته القاسية كانت كافية. شعر ليو بلسعة خوف خفيفة، لكنه تذكر "تعليمات" ديمون حول الخضوع والصدق. لم يكن لديه ما يخفيه، وفي عالمه الجديد، كان الصدق هو الطريق الوحيد لإرضاء سيده. "اسمه جوليان، سيدي،" أجاب ليو، بصوته الهادئ الذي يحاول أن يظهر الثبات. "قابلته في الليلة التي تعرضت فيها للهجوم في زقاق خلفي قبل عدة أيام. " تذكر ليو الوجوه المتوعدة والألم. "لقد ظهر وأنقذني منهم. ثم أعادني إلى شقتي." توقف ليو للحظة، يراقب تعابير وجه ديمون، لكنه لم يجد شيئاً سوى جدار من الجليد. أكمل: "عرض عليّ المساعدة، وكان قلقاً على صحتي بعد الحادثة. لم يكن هناك أي شيء آخر. مجرد صديق، كما قلت." ظل ديمون يحدق في ليو، وكأنما يبحث عن أي أثر للكذب أو التردد. صمتٌ طويل ومضطرب خيم بينهما، وكانت الموسيقى الصاخبة في النادي تبدو وكأنها تتلاشى، تاركةً ليو تحت رحمة نظرات ديمون. لم تكن عيناه الرماديتان تحملان غيرة أو حسداً، بل كانتا تقيّمان، تدركان، وتؤكدان. لم تكن المسألة تتعلق بمشاعر ديمون، بل بسلطته. لقد كان يستجوبه من منطلق الملكية المطلقة، لا من دافع عاطفي. بالنسبة له، كان ليو ممتلكاً، وكان أي تفاعل مع الآخرين يجب أن يكون تحت علمه وموافقته.
ثم، ودون سابق إنذار، رفع ديمون يده ووضعها على فك ليو. كانت لمسة قوية، تمنع ليو من الابتعاد، وتجبره على الحفاظ على التواصل البصري. "مفهوم،" قال ديمون، صوته جاف، بلا أي نبرة. "تذكر، ليو. أنت ملكي. كل اهتمامك، كل ولاءك، يجب أن يكون لي وحدي. وهذا ينطبق على أصدقائك، وعلى كل من تتفاعل معه. هل تفهم؟" كانت نظرة ديمون الرمادية عميقة، تؤكد كلماته. كان ليو يشعر بقبضته القوية على فكه، وبكل كلمة تتردد في ذهنه. أومأ برأسه ببطء، مستسلماً لهذه الحقيقة التي أصبحت محفورة فيه. "نعم، سيدي،" همس ليو.
في وقت لاحق من الأمسية، في قلب الليسيوم، كانت الأضواء تتراقص بشكل أكثر جنونًا، وتجمعت حشود المهيمنين والخاضعين حول حلبة مركزية، حيث كانت بعض "الطقوس" تُقام. كان ديمون وليو يقفان على حافة الحشود، بينما كان ليو يشعر وكأن كل الأنظار مثبتة عليه، ليس كشخص عادي، بل ككيان جديد، تحت وصاية ديمون. فجأة، وبحركة غير متوقعة، أمسك ديمون بوجه ليو بين يديه. كانت عيناه الرماديتان ثابتتين على ليو، تشرقان بسلطة لم يسبق لها مثيل. ثم، دفع ديمون رأسه إلى الأمام، وغرس شفتيه بعمق على شفتي ليو. لم تكن هذه القبلة قبلة شغف أو حب. كانت قبلة امتلاك، إعلان صريح، بصوت عالٍ وإن كان صامتًا، أمام كل الحاضرين. كانت قاسية، قوية، وخالية من أي رقة. لسانه اقتحم فم ليو بوقاحة، متذوقًا، متملكًا كل زاوية. كان الأمر أشبه بالختم، بالعلامة النارية التي تُطبع على الملكية. شعر ليو بشفتيه تتورمان تحت ضغط ديمون، وبعقله يدور من كثافة اللحظة. لم يكن هناك أي رغبة متبادلة، بل كان استسلامًا مدويًا، وتأكيدًا على حقيقته الجديدة. عندما ابتعد ديمون أخيرًا، تاركًا ليو يلهث، كانت عيناه الرماديتان تلمعان بتحدٍ صريح تجاه كل من يراقب. ثم، رفع ديمون يده ووضعها بقوة على مؤخرة عنق ليو، وجذبه أقرب إليه، ليكون ليو شبه ملتصق به. وبصوت عالٍ وواضح، يخترق ضجيج الموسيقى والهمسات، قال ديمون، ناظرًا إلى الحشود المهيمنة: "هذا هو ليو. وهو الآن لعبتي." كانت الكلمات إعلانًا، وليس مجرد تصريح. كانت بمثابة ختم نهائي، إعلان رسمي أمام نظرائهم.
في تلك اللحظة بالذات، بينما كان ديمون يطلق تصريحه المدوي، لمح ليو جوليان يقف على بعد أمتار قليلة، على حافة الحشد. كانت عينا جوليان البندقيتان مفتوحتين على وسعهما، تعكسان صدمة حادة، وكأنه شاهد ما لا يصدق. لقد رأى القبلة، وسمع الكلمات. "لعبته؟ هذا ليو؟" دوت الكلمات في عقل جوليان. كان يعلم أن الخاضع السابق لديمون قد اختفى قبل ستة أشهر، تاركًا خلفه فراغًا محفوفًا بالغموض والأسئلة. لكن هذا الإعلان العلني عن ليو، الشاب البريء الذي أنقذه، كـ "لعبة" له، كان صدمة قاسية ومفاجئة. هالقلب الذي أحبه جوليان، وقف بين أضواء النادي الساطعة، وكأنما يُسحق. كل براءة ليو، كل هشاشته التي سعى جوليان لحمايتها، بدت وكأنها دمرت بكلمتين وبقبلة وحشية. شعر جوليان بوجع حاد في صدره، كأن قبضة لا مرئية عصرت قلبه. فشل في حمايته، وهُزِم قلبه أمام هذا الإعلان الصادم. شعر ليو بلحظة من الوعي بوجود جوليان، لكن تركيزه كان لا يزال منصباً بالكامل على ديمون وسيطرته. لم تكن هناك أي ردة فعل واضحة تجاه جوليان، لا خجل ولا تجنب. كانت عيناه مثبتتين على ديمون، يمتص الكلمات، يمتص القبلة، ويستقبل هذه الهوية الجديدة التي كانت تفرض عليه. في تلك اللحظة، كان ليو منغمساً في دوره الجديد، يستجيب لديمون، ولرغبته الخاصة التي قادته إلى هذا المكان، وكانت الأضواء والأنظار المحيطة تزيد من إحساسه بالوجود والاندفاع. فكرة جوليان كانت مجرد وميض عابر في ذهنه، لم تكن كافية لكسر غمرته في تجربة الخضوع المطلق.
بعد هذا الإعلان العلني، لم يغادر ديمون وليو النادي فوراً. بل بقيا هناك، يشاهدان الأجواء المحيطة. جلس ديمون في منطقته الخاصة، بينما بقي ليو واقفاً بقربه، يراقبه، يستمد منه إشارة لكل فعل. شرب ديمون مشروبه بهدوء، يراقب المهيمنين وهم يتفاعلون مع الخاضعين، تارة باللمس، تارة بالكلمات، تارة بالهيمنة الصامتة التي تبث الخضوع. كان ليو يمتص كل شيء، يتأمل هذه التفاعلات المعقدة التي أصبحت جزءاً من عالمه. لم يكن هناك أي حديث بينهما، فقط وجود ديمون المهيمن الذي يشكل مركز جاذبية لليو، وامتثال ليو المطلق له. شعر ليو بوجود ديمون بجانبه كدرع، كدرع منيع، يمنحه الأمان وسط كل هذا الجنون والرغبات. كان يشعر بالخضوع العميق، وبأن كل خلية في جسده باتت تنتمي لديمون. لم يكن ذلك مجرد شعور جسدي، بل كان اندماجاً نفسياً لم يتوقعه. كانت السيطرة التي يمارسها ديمون عليه تثير فيه مزيجاً من الرهبة والإثارة، تجعله يشعر بالارتباك، لكنه لم يرغب في أي شيء آخر. بعد فترة، أومأ ديمون برأسه نحو ليو، إشارة لا لبس فيها للرحيل. أطاع ليو فوراً، وتبعه خارج النادي، تحت أضواء الشوارع الخافتة.
قاد ديمون سيارته في الشوارع الهادئة، تاركاً ضجيج نادي الليسيوم وراءه. كانت الموسيقى لا تزال تتردد في أذني ليو، لكن ما كان يملأ عقله حقا هو وجه ديمون، ونظراته الرمادية، وقبضته على فكه، وكلماته: "أنت ملكي". كانت تلك الكلمات تتردد في رأسه كتعويذة سحرية. شعر ليو بتناقض غريب. فمن ناحية، كان يشعر بالسيطرة المطلقة عليه، وبأن إرادته لم تعد ملكه بالكامل. ومن ناحية أخرى، كان هناك شعور بالراحة، بالانتماء، وكأن ديمون قد حرره من عبء الاختيار، من عبء المسؤولية. كان الأمر أشبه بالتحرر في الاستسلام. تذكر ليو تفاعل ديمون معه في النادي، كيف أعلن ملكيته، وكيف لم تكن تلك القبلة مجرد قبلة عاطفية، بل كانت علامة على السلطة. تذكر نظرات ديمون أثناء "استجوابه" عن جوليان، وكيف كان يقيم الموقف ببرود، لا بغيرة، بل من منطلق حقوق الملكية. كان هذا يثير فيه مزيجاً من الرهبة والإثارة. وصل ديمون بليو إلى شقته. دخل ليو إلى الصمت الذي كان يملأ المكان، لكن الصمت لم يعد صمتاً فارغاً. كان مليئاً بوجود ديمون. صورته، صوته، لمساته، كلها كانت حاضرة في ذهنه. لم يكن هناك هروب من هذه الهيمنة، ولم يكن ليو يريد الهروب. كان يشعر بأنه قد وجد مكانه في هذا العالم، حتى لو كان هذا المكان تحت قبضة ديمون بلاكوود.
وصل جوليان إلى قصره، وهو بناء حديث يقع على أطراف المدينة، بتصميم عصري مبسط بواجهة زجاجية ضخمة تعكس أضواء الشارع الخافتة. كان هادئًا ومنظمًا، يعكس دقة جوليان ورغبته في العزلة. توقف أمام البوابة السوداء الأنيقة، ونقر على لوحة المفاتيح الرقمية لفتحها. انزلقت البوابة بصمت لتكشف عن ممر طويل يؤدي إلى مرآب تحت الأرض. أوقف سيارته، ثم صعد الدرج الداخلي ليصل إلى المدخل الرئيسي. أدخل المفتاح في القفل، وفتح الباب الثقيل ببطء ليقابله صمت مفرط داخل القصر. أضاء الأنوار الخافتة، كاشفًا عن صالة معيشة واسعة ذات أثاث عصري متباعد، وألوان رمادية وبيضاء تزيد المكان برودة. لم يكن هناك أي شيء يدل على حياة صاخبة، بل كل زاوية كانت مرتبة بدقة.
بمجرد أن أغلق الباب خلفه، ألقى مفاتيحه على طاولة جانبية زجاجية، وشعر وكأن وزنًا ثقيلًا لم يدرك وجوده قد بدأ بالضغط على كتفيه. الكلمات الصاخبة لديمون، "هذا هو ليو. وهو الآن لعبتي،" كانت تتردد في أذنيه كصيحة حرب، قاسية ونهائية. لقد شهد جوليان الكثير في نادي الليسيوم، لكن هذا كان مختلفًا. لم يكن ليو مجرد خاضع آخر، بل كان شابا مرهفًا، ورقيقًا، بدا غير مناسب تمامًا لهذا العالم القاسي. كيف يمكن لديمون أن يطبع علامته على هذا الشاب الضعيف بهذا الشكل العلني والمهين؟
شعر جوليان بأن قلبه قد هوى إلى معدته. كانت القبلة، ثم الإعلان، بمثابة لكمة مباشرة في أحشائه. لقد حاول إنقاذ ليو، حاول منحه مخرجًا، لكنه فشل. كان ليو يقف هناك، مستسلمًا تمامًا لديمون، وبعيونه التي كانت تتبع ديمون بلا حول ولا قوة. لم يكن هناك أي أثر للمقاومة، أو حتى الخجل، في عيني ليو وهو يستقبل مصيره الجديد أمام الجميع.
كان جوليان يتأرجح بين الغضب والألم. الغضب من ديمون، الذي كان يستخدم سلطته ليسحق روحًا بريئة، والألم على ليو الذي بدا وكأنه فقد هويته تمامًا. كان يشعر بالعجز. هل كان هناك أي شيء يمكن أن يفعله الآن؟
جلس جوليان على أريكته، يمسك برأسه بين يديه. كان العالم يدور من حوله. كانت صورة ليو، المدموغ كملكية لديمون، محفورة بعمق في ذاكرته، تلاحقه في الظلام. كان يعلم أن هذا لم يكن النهاية، بل بداية صراع لم يتوقعه أبدًا.
يتبع......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
عندما دخل ليو شقته تلك الليلة، أسند ظهره على الباب للحظة، وشعر بثقل اليوم كله ينزل على كتفيه. اتجه مباشرة إلى سريره وألقى نفسه عليه، مغلقًا عينيه المتعبتين. لكن الظلام خلف أجفانه لم يكن سوى شاشة عرض لمشهد واحد تكرر مرارًا وتكرارًا: جوليان وهو يظهر من الظلام لينقذه. "يا إلهي، من هو هذا الرجل؟" تساءل ليو في صمته. لم يكن الأمر مجرد امتنان لكونه أنقذه؛ بل كانت صورة جوليان هي التي استحوذت على ذهنه بشكل كامل وتام. تذكر وجهه المنحوت بدقة، وعيناه البندقيتان اللتان تبرقان بقوة هادئة، يفوح منهما إحساس غريب بالأمان والقوة. للحظة، نسي ليو الألم، ووجد نفسه يحدق في هذا الغريب الذي ظهر من الظلام لينقذه، متأثراً بجماله وقوته البادية للعيان. "كم هو وسيم! لم أرَ أحداً بهذا الجمال والقوة مجتمعَين من قبل." اعترف ليو لنفسه. بقيت هذه الأسئلة تتردد في ذهنه، مع صورة جوليان التي لم تفارقه لحظة، كحلم جميل لا يريد ليو الاستيقاظ منه.
في الصباح التالي لحادثة الزقاق، بينما كانت أشعة الشمس تتسلل بخجل عبر ستائر شقة ليو، رن هاتفه. كان رقمًا مجهولًا. تردد ليو للحظة قبل أن يجيب. "ليو،" جاء صوت ديمون بلاكوود الهادئ والعميق من الطرف الآخر. كانت نبرته خالية من أي اهتمام شخصي، أشبه ببيان أو أمر. "تعال إلى نادي الليسيوم الليلة." لم يسأل ديمون عن حال ليو، ولم يأتِ على ذكر أي شيء يتعلق بليلة أمس. كان الأمر مجرد استدعاء مباشر. لم يسأل ليو عن السبب. كان صوته يحمل جاذبية غريبة، وذكريات الليلة الماضية التي أنقذ جوليان فيها حياته كانت لا تزال حية في ذهنه. شيء في نبرة ديمون جعله يشعر بأن هذا ليس طلبًا، بل أمرًا. "حسناً، سيدي،" أجاب ليو، متفاجئاً من سهولة خضوعه.
في تلك الليلة، عاد ليو إلى نادي الليسيوم. هذه المرة، توجه مباشرة إلى قلب النادي، حيث كانت الموسيقى تنبض والحشود تتراقص. وجد ديمون يجلس في ركن هادئ من منطقة الـ ڤي آي بي، يراقبه ببرود. جلسا في منطقة شبه خاصة داخل النادي، حيث الأضواء الخافتة والأثاث الجلدي الثقيل يضفيان جواً من السرية. "الآن وقد أصبحت هنا، ليو،" بدأ ديمون، صوته رخيم وثابت، خالياً من أي عاطفة. "لقد لاحظتك. لديك إمكانات. ما أفعله لا يتعلق بالصداقة أو العلاقات التقليدية." أومأ ليو برأسه. كان يشعر بالتوتر، لكن الفضول كان أقوى. "ما أقدمه هو سيطرة. هو خضوع. هو تجربة تتجاوز المتع الحسية المعتادة، لتصل إلى أعماق الروح والجسد. أريدك أن تفهم أن هذا الطريق ليس للجميع. إنه يتطلب الثقة المطلقة، والانضباط، والرغبة في استكشاف حدودك." نظر ديمون مباشرة في عيني ليو، بعمق. "ما رأيته مني، ليو، هو جزء من طبيعتي. أنا مهيمن. وهناك جزء منك، قد لا تكون أدركته بعد، يتوق إلى أن يُهيمن عليه. هل أنت مستعد لاستكشاف هذا الجانب؟ هل أنت مستعد للتدريب، لتصبح... ملكي؟" شعر ليو بتيار كهربائي يسري في جسده. كلمات ديمون لم تخيفه، بل أشعلت شيئاً بداخله. كان يشعر برغبة قوية، غامضة، تجذبه إلى هذا العالم الذي عرضه عليه ديمون. "نعم، سيدي،" قال ليو، صوته بالكاد مسموع، لكنه يحمل إصراراً. "أنا مستعد." "جيد،" أجاب ديمون بابتسامة خافتة بالكاد مرئية. "إذن، لنبدأ بالتدريب."
بعد هذا الحديث، قاد ديمون ليو عبر ممرات جانبية داخل نادي الليسيوم إلى منطقة سرية لم يكن ليو يعرف بوجودها. كانت "ساحة التدريب" مكانًا مظلمًا وواسعًا، مزودًا بأدوات مختلفة، ومحاطًا بجدران عازلة للصوت. كانت الأضواء فيها خافتة، تخلق ظلالًا طويلة تزيد المكان غموضًا وجاذبية. "اخلع ملابسك، قطعة قطعة، ببطء شديد،" يهمس ديمون. أصابع ليو ترتعش وهو يحرر الأزرار، يسقط القماش قطعة قطعة. يشعر ببرودة الهواء تلامس بشرته الساخنة تحت نظرات ديمون الثاقبة. حين يصبح عاريًا تمامًا، يشعر بتلك النظرات تثبت عليه، تنغمس فيه. نَفَس ليو يَتَسارع. "اركع، ليو،" تأتي الكلمة. يسقط ليو على ركبتيه فوراً. قلبه ينبض بقوة جنونية، وتنتفض عضلاته. أنين خافت يفلت من بين شفتيه المفتوحتين قليلاً. اقترب ديمون أكثر، حتى أصبح وجهه على بعد بوصات من وجه ليو. "أنظر إلي، ليو،" أمر ديمون. "أنت هنا بملء إرادتك، أليس كذلك؟" "نعم، سيدي،" همس ليو، صوته يكاد يكون مسموعاً. مد ديمون يده، وضعها على مؤخرة عنق ليو، دلكها برفق قبل أن ينزل بها على طول عمود ليو الفقري. ارتعش ليو لا إرادياً، وشهقة خفيفة انطلقت من حنجرته. "أنت حساس،" لاحظ ديمون، وصوته أصبح أعمق، أكثر إثارة. تابع ديمون لمساته، ينزل بيديه إلى أسفل ظهر ليو، ثم يدلك مؤخرته بحركة دائرية. شعر ليو بحرارة تنتشر في تلك المنطقة، وبدأ يتلوى ببطء. "هل يعجبك هذا؟" سأل ديمون. "نعم... سيدي... من فضلك..." أنين ليو، يده تضغط على الأرضية الباردة. فجأة، تغيرت لمسة ديمون. أصبحت أكثر جرأة، أكثر سرعة. مرر ديمون أصابعه بين ساقي ليو، ثم قبض بيده على عضوه الذكري. انتفض جسد ليو بقوة، وتشنج. "أوه... سيدي!" انطلق صوت ليو عالياً، محمل بالصدمة واللذة. بدأ يتنفس بحدة، وعيناه تضيقتان من شدة الإحساس. ضغط ديمون بقوة، وبدأ يحرك يده بحركة بطيئة ومدروسة، يتحكم في كل لهثة، في كل أنين. كان ليو يتلوى تحت يد ديمون، لا حول له ولا قوة. شعر بالدم يتدفق في عروقه، والتوتر يتصاعد إلى ذروة لا تطاق. عضلاته تشنجت، وبدأ جسده يرتعش بشكل لا إرادي. "هل أنت ملكي، ليو؟" همس ديمون، يشد قبضته قليلاً. "نعم... ملكك... سيدي!" صرخ ليو، صوته بالكاد يخرج من حلقه المتشنج. واصل ديمون حركته، يرفع الإحساس، ثم يبطئ، يطيل من وقت النشوة المحتومة. شعر ليو بالتوتر يتصاعد إلى رأسه، ثم فجأة، انفجر جسده في رعشة قوية. أطلق صرخة مدوية، خالية من أي كلمة، فقط صوت اللذة المطلقة التي اجتاحت كيانه. تشنج جسده بالكامل، ثم ارتخى، يلهث بشدة، ويستسلم للراحة الغامرة. أخذ ليو يشهق بصوت عالٍ، يحاول استعادة أنفاسه، بينما كان ديمون يراقبه ببرود. لم يقل شيئاً، فقط انتظر حتى هدأت رعشة جسد ليو تماماً. ثم، رفع ديمون يده من بين ساقي ليو، ونظر إليه بنظرة تقييم. "جيد، ليو،" قال ديمون أخيراً، صوته هادئاً، لكنه يحمل نبرة رضا. "ستكون جلستنا التالية في نفس المكان، بعد يومين." أطاع ليو، ويده ترتعش قليلاً وهو يرتدي ملابسه.
بعد يومين، في جلسة تالية، دنت يد ديمون لتلامس بشرة ليو. تبدأ اللمسة لطيفة، كخيوط حرير تتدفق على عمود ليو الفقري، تثير قشعريرة قوية تتبلور في مؤخرة رقبته. "أريدك أن تشعر بي في كل جزء منك، ليو،" يهمس ديمون قرب أذن ليو. ليتلوى ليو تحت هذه اللمسات. "آه... سيدي..." يتسلل همس خافت من شفتيه. ضغط ديمون بيده على أسفل ظهر ليو. "ثبت يديك هنا،" أمر. أطاع ليو، وثبّت يديه على الأرض، بينما ضغط ديمون على ظهره بقوة أكبر. تصلبت عضلات ليو، وفلتت منه أنين خافت. ثم سحب ديمون رباطًا حريريًا من جيبه، رفعه ليلامس صدر ليو. "هذه، ليو، ستذكرك بمن يسيطر." مرر الرباط حول معصمي ليو، وثبّتهما بخفة إلى عمود قريب. لم يكن التقييد مؤلمًا، بل كان كافيًا لإضفاء شعور بالعجز. انتفض ليو، وقلبه ينبض بقوة في أضلاعه. "أفعل أي شيء تطلبه، سيدي،" همس ليو، يرفع عينيه المتألقتين بالرغبة إلى ديمون. دنت يد ديمون لتلامس مؤخرة ليو، تداعبها بقوة خفيفة، ثم تصفعها بلطف. ارتعش ليو مع كل لمسة وصفعة، يزداد توتره ولهفه. "اكثر، سيدي... من فضلك..." يئن. واصل ديمون مداعبة ليو، يديه تتحركان ببطء وتارة بحدة على بشرته الحساسة، مستكشفًا كل نقطة ضعف وقوة. شعر ليو بالحرارة تتجمع في أسفله، وبدأ يتلوى داخل قيوده. شهقات متقطعة، أنين عميق، كلها تصدر منه، مؤكداً استجابته المطلقة. "أنت ملكي، ليو. رغبتك لي وحدي،" يهمس ديمون، وهو يداعب ليو بشكل مكثف. تشنج جسد ليو، وبدأ يرتجف. "أشتهيك، سيدي... نعم... أريد المزيد منك..." يئن ليو، لا يدرك أنه يتوسل. في ذروة الإثارة، ضغط ديمون بقوة على ليو، وسحب رباطًا آخر يضيّق على صدره. "أنت ملكي بالكامل، ليو." تشنج جسد ليو بعنف، وأطلق صرخة مكتومة، تتلاشى إلى أنين طويل مع كل رعشة. يلهث بصوت عالٍ، ثم يرتخي، غارقاً في نشوته. "نعم، سيدي... ملكك..." همس بصوت خافت. بعد أن هدأت رعشة ليو، فك ديمون القيود. لم يقل شيئًا، فقط أومأ برأسه نحو الباب. أطاع ليو بصمت، منهكاً، لكنه كان يشتعل رغبة في الجلسة التالية.
في جلسة أخرى، كان ليو راكعًا على الأرضية الباردة. ديمون يقف أمامه، يمسك بوشاح حريري أسود. "اغمض عينيك، ليو،" أمر ديمون. أطاع ليو فوراً. مرر ديمون الوشاح حول عيني ليو، وربطه بإحكام. شعر ليو بزيادة حواسه الأخرى فوراً، كل لمسة وكل كلمة أصبحت أكثر كثافة. "الآن، أنت في عالمي،" همس ديمون. ثم حرك يده ببطء على صدر ليو العاري، صعودًا ونزولًا. ارتعش ليو مع كل لمسة. "أوه... سيدي..." أنين خافت. مد ديمون يده الأخرى، ووضعها على فخذ ليو الداخلي، يداعبها. انتفض ليو بقوة، وتلوى. "أنت تعرف ما أريد، ليو،" قال ديمون بصوت خشن. "أنت تطلبه مني." "أطلبه... سيدي... من فضلك..." توسل ليو. زاد ديمون من إيقاع لمساته على ليو، يده تتحرك بخبرة بين ساقيه. بدأ جسد ليو يرتجف بشكل لا إرادي. تنفسه أصبح سريعاً ومتقطعاً. "أوه... نعم... هكذا... سيدي..." يتوسل ليو بصوت أعلى. شد ديمون قبضته، ثم بدأ يسرع في حركته. "كل رغبة بداخلك، هي لي، ليو. كل متعة، هي بسببي." تشنج ليو، وتصلب جسده. "نعم... سيدي... نعم!" صرخ، ثم أطلق صرخة مدوية طويلة مع انفجار النشوة. ارتجف جسده بعنف، ثم ارتمى إلى الأمام، مستسلمًا للراحة. يلهث بصوت عالٍ، لا يزال جسده يرتجف. رفع ديمون الوشاح عن عيني ليو. "هذا هو ما أنت عليه الآن. ملكي." كان ليو يحدق بعينين نصف مغلقتين، يلهث بشدة. "ملكك... سيدي..." همس، صوته بالكاد مسموعًا.
في جلسة ثالثة، كان ليو ممدداً على طاولة مبطنة، ووجهه للأسفل. ديمون يمسك بفرشاة ناعمة، يمررها ببطء على طول عمود ليو الفقري، من العنق حتى أسفل الظهر. ارتعش ليو مع كل حركة للفرشاة، وأطلق أنيناً خفيفاً. "هذا يعجبك، أليس كذلك؟" سأل ديمون بصوت هادئ. "نعم... سيدي..." همس ليو. ثم استبدل ديمون الفرشاة بسوط جلدي رفيع. لم يكن ليضربه بقوة، بل بلمسات خفيفة تكاد تكون كالهمس على بشرته. مع كل لمسة من السوط، كان جسد ليو ينتفض، ويتسارع تنفسه. "أوه... سيدي... أكثر..." توسل ليو، وبدأت مؤخرته تتوتر. ضغط ديمون بيده على أسفل مؤخرة ليو، وثبتها. ثم بدأ يصفعها بضربات متوازنة، ليست قوية لدرجة الألم الشديد، لكنها كافية لإثارة الإحساس بالحرارة. مع كل صفعة، كان ليو يشهق، ويتلوى، ويضغط بيده على الطاولة. "نعم... نعم... سيدي!" كان صوته يرتفع. انحنى ديمون وهمس في أذن ليو، "أنت تشتهي هذا الألم، أليس كذلك؟ أنت ملكي، وتتوق إلي." "أنا أشتهي... أنت... سيدي..." أجاب ليو، صوته مخنوق باللهاث. رفع ديمون السوط مرة أخيرة، ثم أسقطه بقوة خفيفة على مؤخرة ليو. تشنج جسد ليو بعنف، وأطلق صرخة عالية، مع ارتجافة قوية اجتاحت جسده. "آه!" صرخ، ثم استسلم للنشوة. يلهث بصوت عالٍ، وعضلاته لا تزال ترتجف. بعد أن استعاد ليو أنفاسه، رفع ديمون السوط ببطء ونظر إلى ليو ببرود. "هكذا تكون طاعة جسدك لي،" قال ديمون. "أنت ملكي، ليو."
بعد عدة أيام، وجد ليو نفسه يتجول وحيداً في ممرات نادي الليسيوم الصاخبة. لم يعد المكان يثير فيه الرهبة ذاتها؛ بعد الجلسة في مكتب ديمون، وبعد تلك القبلة التي كانت أشبه بختم على ملكية، اكتسب ليو شعوراً غريباً بالانتماء، وإن كان انتماءً يتجذر في الخضوع. كان جسده لا يزال يتذكر كل لمسة، كل كلمة، كل إحساس مكثف من ديمون. كان الأمر أشبه بالوشم الحسي، محفوراً في أعماقه. كانت الموسيقى الصاخبة تملأ المكان، والأضواء الخافتة ترسم ظلالاً راقصة على الوجوه المتنوعة. ليو، كعادته، كان يرتدي ملابسه الفضفاضة، يتأمل الأجواء، يرى فيها فناً غريباً وجذاباً. لم يكن يبحث عن ديمون، بل كان يبحث عن مساحته الخاصة ضمن هذا العالم الجديد الذي فتح له أبوابه، أو بالأحرى، جره إليه. بينما كان يتوقف أمام جدارية مظلمة، غارقاً في أفكاره، شعر بلمسة خفيفة على كتفه. التفت ليجد جوليان يقف خلفه، وجهه يحمل تعبيراً قلقاً، وعيناه البندقيتان تنظران إليه بعمق. "ليو؟" قال جوليان، صوته يحاول اختراق ضوضاء المكان. "هل أنت بخير؟ بعد تلك الليلة... هل تعافيت تماماً؟" ابتسم ليو بابتسامة خفيفة، مؤكداً. "أنا بخير، جوليان. شكراً لسؤالك."
في تلك اللحظة بالذات، وكأنما قد استُدعي بقوة لا مرئية، دخل ديمون بلاكوود إلى النادي. لم يكن دخوله صاخباً، لكن وجوده وحده كان كافياً لتغيير جو المكان. كان يسير بخطى واثقة، وعيناه الرماديتان تكنسان الحضور ببرود وتقدير، وربما بعض التملك. لم يكن يرتدي بدلة رسمية هذه المرة، بل قميصاً أسوداً داكناً يبرز بنية جسده القوية، مما زاد من هالة السلطة التي تحيط به. بمجرد أن وقعت عينا ليو على ديمون، حدث تحول نفسي عميق داخله. لم يكن مجرد رؤية؛ كان أشبه بضغط مادي، دفع نفسي غير مرئي أجبره على إدراك موقعه الحقيقي. كل ما تعلمه، كل ما شعر به في مكتب ديمون، اندفع إلى الواجهة. في تلك اللحظة، لم يعد مجرد شخص عادي يزور مكاناً غريباً، ولم يعد ذلك الشاب الذي أنقذه جوليان. شعر ليو بشيء يربطه، حبلٌ لا مرئي يشدّه نحو ديمون. ارتفعت ذقنه قليلاً، وتصلبت عيناه، وكأنما أُعيدت برمجة عقله. لم يكن مجرد كلام، بل إحساس داخلي طاغٍ: "أنا لعبة ديمون." لم ينطق بها بصوت عالٍ لجوليان، لكنها كانت حقيقة متجذرة في كل خلية من كيانه. نظرة ليو إلى ديمون كانت نظرة ملكية، نظرة استسلام عميق، لم يرها جوليان من قبل بهذا الوضوح. نظر جوليان إلى ليو، ثم تتبع نظراته إلى ديمون. لمح التحول في عيني ليو، ذلك القبول الصامت والمطلق، وشعر بلسعة خيبة أمل. كان الأمر وكأن ليو قد وضع قفلاً على نفسه، ورمى المفتاح بعيداً. تراجع جوليان بأسف بضع خطوات للوراء، مدركاً أن أي كلمة أخرى منه ستكون بلا جدوى في وجه هذا الاستسلام النفسي الذي حدث للتو.
وفي تلك اللحظة، تقدم ديمون نحو ليو وجوليان، حركته تحمل تهديداً خفياً، وعيناه الرماديتان مثبتتان على الاثنين. توقف أمامهما، ونظر إلى جوليان بنظرة باردة، ثم عاد بنظره إلى ليو، بنظرة أكثر حدة. "ما هذا؟" سأل ديمون، صوته هادئاً، لكنه يحمل نبرة لا تخلو من الاستياء. "ما الذي يحدث هنا؟" نظر ليو إلى ديمون، ثم إلى جوليان، وشعر بنوع من التوتر يتصاعد داخله. كان عليه أن يوضح الأمور، لكن بطريقة لا تثير غضب ديمون. "إنه مجرد صديق، ديمون،" قال ليو، صوته كان هادئاً، لكنه يحمل إشارة خفية إلى جوليان. "لقد ساعدني في تلك الليلة..." لم يمهله جوليان لإنهاء الجملة، بل مد يده بثقة نحو ديمون، وعيناه البندقيتان تحملان تحدياً خفيفاً. "نعم، أنا صديقه. جوليان. سررت بلقائك يا سيد بلاكوود." كانت نبرته مهذبة، لكن لمستها الباردة لم تخفَ على ديمون. ألقى ديمون نظرة سريعة على اليد الممدودة، لم يصافحها. كانت عيناه الرماديتان تتوقفان للحظة على جوليان قبل أن تعودا إلى ليو، وكأنه يقيم الموقف بأكمله. أومأ ليو برأسه بشكل غير ملحوظ نحو مخرج النادي، محاولاً إيصال رسالته لجوليان بصمت: "اذهب الآن". التقط جوليان الإشارة. ابتسم بأسف لليو، ثم تراجع ببطء، وابتعد عنهم. بينما كان جوليان ينسحب بين الحشود، كانت عيناه البندقيتان لا تزالان مثبتتين على ليو من بعيد، تحملان توسلاً صامتاً لا يفهمه ليو. كان ليو يرى في نظرة جوليان قلقاً، لكنه لم يستطع أن يفهم عمقها أو سببها الحقيقي. كان هذا التوسل غامضاً، غير مبرر بالنسبة لليو الذي كان عقله الآن منصباً على ديمون، وعلى حقيقة كونه "لعبته".
عندما اختفى جوليان تماماً بين الحشود، تحول انتباه ديمون بالكامل إلى ليو. كانت عيناه الرماديتان تتوهجان بنوع من الغضب المكبوت، أو ربما الحسد، لكنه لم يفصح عن ذلك. بدلاً من ذلك، ضيق عينيه، وتحدث بصوت منخفض، يكاد يكون همساً، لكنه كان يحمل ثقلاً أكبر من أي صراخ. "أريد تفسيراً، ليو،" قال ديمون، وعيناه لا تفارقان وجه ليو. "تفسيراً صادقاً. من هو هذا الرجل؟ ولماذا يتحدث إليك بهذه الألفة؟" كانت كلماته ليست سؤالاً، بل طلباً للحقائق، مع تهديد ضمني لمن يخالف أو يتردد. لم يذكر ديمون ملاحظته للشرارة التي رآها، أو "النقر" الذي شعر به بينهما، لكن نظراته القاسية كانت كافية. شعر ليو بلسعة خوف خفيفة، لكنه تذكر "تعليمات" ديمون حول الخضوع والصدق. لم يكن لديه ما يخفيه، وفي عالمه الجديد، كان الصدق هو الطريق الوحيد لإرضاء سيده. "اسمه جوليان، سيدي،" أجاب ليو، بصوته الهادئ الذي يحاول أن يظهر الثبات. "قابلته في الليلة التي تعرضت فيها للهجوم في زقاق خلفي قبل عدة أيام. " تذكر ليو الوجوه المتوعدة والألم. "لقد ظهر وأنقذني منهم. ثم أعادني إلى شقتي." توقف ليو للحظة، يراقب تعابير وجه ديمون، لكنه لم يجد شيئاً سوى جدار من الجليد. أكمل: "عرض عليّ المساعدة، وكان قلقاً على صحتي بعد الحادثة. لم يكن هناك أي شيء آخر. مجرد صديق، كما قلت." ظل ديمون يحدق في ليو، وكأنما يبحث عن أي أثر للكذب أو التردد. صمتٌ طويل ومضطرب خيم بينهما، وكانت الموسيقى الصاخبة في النادي تبدو وكأنها تتلاشى، تاركةً ليو تحت رحمة نظرات ديمون. لم تكن عيناه الرماديتان تحملان غيرة أو حسداً، بل كانتا تقيّمان، تدركان، وتؤكدان. لم تكن المسألة تتعلق بمشاعر ديمون، بل بسلطته. لقد كان يستجوبه من منطلق الملكية المطلقة، لا من دافع عاطفي. بالنسبة له، كان ليو ممتلكاً، وكان أي تفاعل مع الآخرين يجب أن يكون تحت علمه وموافقته.
ثم، ودون سابق إنذار، رفع ديمون يده ووضعها على فك ليو. كانت لمسة قوية، تمنع ليو من الابتعاد، وتجبره على الحفاظ على التواصل البصري. "مفهوم،" قال ديمون، صوته جاف، بلا أي نبرة. "تذكر، ليو. أنت ملكي. كل اهتمامك، كل ولاءك، يجب أن يكون لي وحدي. وهذا ينطبق على أصدقائك، وعلى كل من تتفاعل معه. هل تفهم؟" كانت نظرة ديمون الرمادية عميقة، تؤكد كلماته. كان ليو يشعر بقبضته القوية على فكه، وبكل كلمة تتردد في ذهنه. أومأ برأسه ببطء، مستسلماً لهذه الحقيقة التي أصبحت محفورة فيه. "نعم، سيدي،" همس ليو.
في وقت لاحق من الأمسية، في قلب الليسيوم، كانت الأضواء تتراقص بشكل أكثر جنونًا، وتجمعت حشود المهيمنين والخاضعين حول حلبة مركزية، حيث كانت بعض "الطقوس" تُقام. كان ديمون وليو يقفان على حافة الحشود، بينما كان ليو يشعر وكأن كل الأنظار مثبتة عليه، ليس كشخص عادي، بل ككيان جديد، تحت وصاية ديمون. فجأة، وبحركة غير متوقعة، أمسك ديمون بوجه ليو بين يديه. كانت عيناه الرماديتان ثابتتين على ليو، تشرقان بسلطة لم يسبق لها مثيل. ثم، دفع ديمون رأسه إلى الأمام، وغرس شفتيه بعمق على شفتي ليو. لم تكن هذه القبلة قبلة شغف أو حب. كانت قبلة امتلاك، إعلان صريح، بصوت عالٍ وإن كان صامتًا، أمام كل الحاضرين. كانت قاسية، قوية، وخالية من أي رقة. لسانه اقتحم فم ليو بوقاحة، متذوقًا، متملكًا كل زاوية. كان الأمر أشبه بالختم، بالعلامة النارية التي تُطبع على الملكية. شعر ليو بشفتيه تتورمان تحت ضغط ديمون، وبعقله يدور من كثافة اللحظة. لم يكن هناك أي رغبة متبادلة، بل كان استسلامًا مدويًا، وتأكيدًا على حقيقته الجديدة. عندما ابتعد ديمون أخيرًا، تاركًا ليو يلهث، كانت عيناه الرماديتان تلمعان بتحدٍ صريح تجاه كل من يراقب. ثم، رفع ديمون يده ووضعها بقوة على مؤخرة عنق ليو، وجذبه أقرب إليه، ليكون ليو شبه ملتصق به. وبصوت عالٍ وواضح، يخترق ضجيج الموسيقى والهمسات، قال ديمون، ناظرًا إلى الحشود المهيمنة: "هذا هو ليو. وهو الآن لعبتي." كانت الكلمات إعلانًا، وليس مجرد تصريح. كانت بمثابة ختم نهائي، إعلان رسمي أمام نظرائهم.
في تلك اللحظة بالذات، بينما كان ديمون يطلق تصريحه المدوي، لمح ليو جوليان يقف على بعد أمتار قليلة، على حافة الحشد. كانت عينا جوليان البندقيتان مفتوحتين على وسعهما، تعكسان صدمة حادة، وكأنه شاهد ما لا يصدق. لقد رأى القبلة، وسمع الكلمات. "لعبته؟ هذا ليو؟" دوت الكلمات في عقل جوليان. كان يعلم أن الخاضع السابق لديمون قد اختفى قبل ستة أشهر، تاركًا خلفه فراغًا محفوفًا بالغموض والأسئلة. لكن هذا الإعلان العلني عن ليو، الشاب البريء الذي أنقذه، كـ "لعبة" له، كان صدمة قاسية ومفاجئة. هالقلب الذي أحبه جوليان، وقف بين أضواء النادي الساطعة، وكأنما يُسحق. كل براءة ليو، كل هشاشته التي سعى جوليان لحمايتها، بدت وكأنها دمرت بكلمتين وبقبلة وحشية. شعر جوليان بوجع حاد في صدره، كأن قبضة لا مرئية عصرت قلبه. فشل في حمايته، وهُزِم قلبه أمام هذا الإعلان الصادم. شعر ليو بلحظة من الوعي بوجود جوليان، لكن تركيزه كان لا يزال منصباً بالكامل على ديمون وسيطرته. لم تكن هناك أي ردة فعل واضحة تجاه جوليان، لا خجل ولا تجنب. كانت عيناه مثبتتين على ديمون، يمتص الكلمات، يمتص القبلة، ويستقبل هذه الهوية الجديدة التي كانت تفرض عليه. في تلك اللحظة، كان ليو منغمساً في دوره الجديد، يستجيب لديمون، ولرغبته الخاصة التي قادته إلى هذا المكان، وكانت الأضواء والأنظار المحيطة تزيد من إحساسه بالوجود والاندفاع. فكرة جوليان كانت مجرد وميض عابر في ذهنه، لم تكن كافية لكسر غمرته في تجربة الخضوع المطلق.
بعد هذا الإعلان العلني، لم يغادر ديمون وليو النادي فوراً. بل بقيا هناك، يشاهدان الأجواء المحيطة. جلس ديمون في منطقته الخاصة، بينما بقي ليو واقفاً بقربه، يراقبه، يستمد منه إشارة لكل فعل. شرب ديمون مشروبه بهدوء، يراقب المهيمنين وهم يتفاعلون مع الخاضعين، تارة باللمس، تارة بالكلمات، تارة بالهيمنة الصامتة التي تبث الخضوع. كان ليو يمتص كل شيء، يتأمل هذه التفاعلات المعقدة التي أصبحت جزءاً من عالمه. لم يكن هناك أي حديث بينهما، فقط وجود ديمون المهيمن الذي يشكل مركز جاذبية لليو، وامتثال ليو المطلق له. شعر ليو بوجود ديمون بجانبه كدرع، كدرع منيع، يمنحه الأمان وسط كل هذا الجنون والرغبات. كان يشعر بالخضوع العميق، وبأن كل خلية في جسده باتت تنتمي لديمون. لم يكن ذلك مجرد شعور جسدي، بل كان اندماجاً نفسياً لم يتوقعه. كانت السيطرة التي يمارسها ديمون عليه تثير فيه مزيجاً من الرهبة والإثارة، تجعله يشعر بالارتباك، لكنه لم يرغب في أي شيء آخر. بعد فترة، أومأ ديمون برأسه نحو ليو، إشارة لا لبس فيها للرحيل. أطاع ليو فوراً، وتبعه خارج النادي، تحت أضواء الشوارع الخافتة.
قاد ديمون سيارته في الشوارع الهادئة، تاركاً ضجيج نادي الليسيوم وراءه. كانت الموسيقى لا تزال تتردد في أذني ليو، لكن ما كان يملأ عقله حقا هو وجه ديمون، ونظراته الرمادية، وقبضته على فكه، وكلماته: "أنت ملكي". كانت تلك الكلمات تتردد في رأسه كتعويذة سحرية. شعر ليو بتناقض غريب. فمن ناحية، كان يشعر بالسيطرة المطلقة عليه، وبأن إرادته لم تعد ملكه بالكامل. ومن ناحية أخرى، كان هناك شعور بالراحة، بالانتماء، وكأن ديمون قد حرره من عبء الاختيار، من عبء المسؤولية. كان الأمر أشبه بالتحرر في الاستسلام. تذكر ليو تفاعل ديمون معه في النادي، كيف أعلن ملكيته، وكيف لم تكن تلك القبلة مجرد قبلة عاطفية، بل كانت علامة على السلطة. تذكر نظرات ديمون أثناء "استجوابه" عن جوليان، وكيف كان يقيم الموقف ببرود، لا بغيرة، بل من منطلق حقوق الملكية. كان هذا يثير فيه مزيجاً من الرهبة والإثارة. وصل ديمون بليو إلى شقته. دخل ليو إلى الصمت الذي كان يملأ المكان، لكن الصمت لم يعد صمتاً فارغاً. كان مليئاً بوجود ديمون. صورته، صوته، لمساته، كلها كانت حاضرة في ذهنه. لم يكن هناك هروب من هذه الهيمنة، ولم يكن ليو يريد الهروب. كان يشعر بأنه قد وجد مكانه في هذا العالم، حتى لو كان هذا المكان تحت قبضة ديمون بلاكوود.
وصل جوليان إلى قصره، وهو بناء حديث يقع على أطراف المدينة، بتصميم عصري مبسط بواجهة زجاجية ضخمة تعكس أضواء الشارع الخافتة. كان هادئًا ومنظمًا، يعكس دقة جوليان ورغبته في العزلة. توقف أمام البوابة السوداء الأنيقة، ونقر على لوحة المفاتيح الرقمية لفتحها. انزلقت البوابة بصمت لتكشف عن ممر طويل يؤدي إلى مرآب تحت الأرض. أوقف سيارته، ثم صعد الدرج الداخلي ليصل إلى المدخل الرئيسي. أدخل المفتاح في القفل، وفتح الباب الثقيل ببطء ليقابله صمت مفرط داخل القصر. أضاء الأنوار الخافتة، كاشفًا عن صالة معيشة واسعة ذات أثاث عصري متباعد، وألوان رمادية وبيضاء تزيد المكان برودة. لم يكن هناك أي شيء يدل على حياة صاخبة، بل كل زاوية كانت مرتبة بدقة.
بمجرد أن أغلق الباب خلفه، ألقى مفاتيحه على طاولة جانبية زجاجية، وشعر وكأن وزنًا ثقيلًا لم يدرك وجوده قد بدأ بالضغط على كتفيه. الكلمات الصاخبة لديمون، "هذا هو ليو. وهو الآن لعبتي،" كانت تتردد في أذنيه كصيحة حرب، قاسية ونهائية. لقد شهد جوليان الكثير في نادي الليسيوم، لكن هذا كان مختلفًا. لم يكن ليو مجرد خاضع آخر، بل كان شابا مرهفًا، ورقيقًا، بدا غير مناسب تمامًا لهذا العالم القاسي. كيف يمكن لديمون أن يطبع علامته على هذا الشاب الضعيف بهذا الشكل العلني والمهين؟
شعر جوليان بأن قلبه قد هوى إلى معدته. كانت القبلة، ثم الإعلان، بمثابة لكمة مباشرة في أحشائه. لقد حاول إنقاذ ليو، حاول منحه مخرجًا، لكنه فشل. كان ليو يقف هناك، مستسلمًا تمامًا لديمون، وبعيونه التي كانت تتبع ديمون بلا حول ولا قوة. لم يكن هناك أي أثر للمقاومة، أو حتى الخجل، في عيني ليو وهو يستقبل مصيره الجديد أمام الجميع.
كان جوليان يتأرجح بين الغضب والألم. الغضب من ديمون، الذي كان يستخدم سلطته ليسحق روحًا بريئة، والألم على ليو الذي بدا وكأنه فقد هويته تمامًا. كان يشعر بالعجز. هل كان هناك أي شيء يمكن أن يفعله الآن؟
جلس جوليان على أريكته، يمسك برأسه بين يديه. كان العالم يدور من حوله. كانت صورة ليو، المدموغ كملكية لديمون، محفورة بعمق في ذاكرته، تلاحقه في الظلام. كان يعلم أن هذا لم يكن النهاية، بل بداية صراع لم يتوقعه أبدًا.
يتبع......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(2)
Chapter Three:في قبضة الظلال
كثير حلو الفصل حبيبتي واصلي
Відповісти
2025-09-04 11:26:20
2
Chapter Three:في قبضة الظلال
هل دومينيك يظهر في هذه الرواية و متى يظهر ؟
Відповісти
2025-09-04 11:27:33
2