اللقاء الأخير
سألته قائلة
ماهو فصلك المفضل؟
اجابها:
ذات العينين البراقتين
نظرت إليه بتعجب:
اعذرني اظنك لم تفهم سؤالي
فقد قلت فصل لا بشخص
فابتسم وقال لها
فهمت سؤالك يا حلوة
وقلت لك هي فصلي المفضل
سألته وهذه المرة بنظرة كيف ذلك
وفي وهلة غاص في عينيها البراقتين
واخذ يتأملها للحظات ثم قال
هي ليست مجرد فصل بل هي جميع الفصول في
قلبي
ضحكتها فقط كنسمة الربيع
هبت و لونت حديقتي بلون ابتسامتها الباهية
صمتها لوحده وسراحنها في ادق التفاصيل
كبرد الشتاء القارس تفنن في شق
عظامي المكسية
غموض عينيها كتلك العاصفة الرعدية
بنظرتها الحادة كافلة بعصر احشائي
واخذي معها لعالم حيث تكون هي
احمرار وجنتيها عند الخجل
كحرارة الصيف عند دخوله
جرد افكاري وسرى في بحر امواجه
العاتية
في كلامها رونق واتزان وفي بعض الاحيان
خفة وارتباك
وكانها الخريف كفيلة ببعثرة
اوراقك حتى وانت في اشجارها
لها تعتني
هي الفصول في تقلب مزاجيتها
هي بنت الاصول الوحيدة التي رأيتها على حقيقتها...
****
تفطن من سرحانه لوهلة ودموعه بالكاد ترى
وقال لها أعتذر ولكن
علي الذهاب...
أما هي فردت عليه بنوع من الدهشة والتأتاة
آسفة إن احرجتك الظاهر انك تحبها
ياليتني التقي بها كي أرى تلك الفصول وأجول شوارعها المنسية..
فعم الصمت بينهما للحظة و كل غاص في عالمه الخاص
***
انها أنت ألا تبصرين!
انت تلك الفصول انت هي بنت الأصول
نعم انها انت ياليتك تجيدين قراءة العيون
لتفهمي اني
أحبك وبل في عشقك انا مجنون لكن لا أريد أن اخسرك حتى لو مات قلبي مهموم
****
ايقظته من سرحانه هذه المرة بنعومة صوتها
العذب قائلة
اعذرني ربما ازعجتك
فضولي اعتراني للحظة ونسيت نفسي
نظر اليها بحزن هذه المرة
وقال لها
لاعليك انها مجرد ذكريات احتفل
بها في مخيلتي متى شئت
قالت له ببراءة
اذن اذهب إليها و اخبرها بذلك مؤكد ستكون أسعد فتاة بالكون..
لم يتجرا ان ينظر اليها حتى
واكتفى ببلع في حلقه ماكان سيقوله بابتسامة حارقة و كانت تلك هي
الابتسامة الاخيرة والوداع الأخير فيما بينهما
وعاد بفكره إلى الواقع ..
****
ربما سأفعل ذلك حين أتأكد انها ليست ملك لشخص آخر
او ربما سأتركها تعيش حياتها حتى لو لم تكن لي
سعادتي هي ان أراها سعيدة حتى لو مع غيري
وعلى كال حال انا ذاهب الآن وقد سرني لقاؤك كثيرا ....
فابتسمت له بتلك الابتسامة العريضة و الجميلة
وصعقته بردها قائلة
ياليتني عرفتك قبل الآن....
انت شخص مميز بالرغم من انك غامض
وانا ايضا سعيدة لانني رأيتك بخير
***
وافترق الاثنان وكل ذهب في طريقه المعتاد
تاركا قلبه ينزف في ظل تلك الجروح القاسية
كانت هي تلك القصة الجميلة والمحزنة
التي مات فيها قلبه قبل حتى أن يحيي
كان ذاك المكان الشاهد على تلك الفصول
بطبيعتها المزاجية
وكل منهما قد اختار طريقة عيشه التي قد شائت الأقدار أن تخيطها نيابة عنهم
وعن ظروفهم اللعينة 💔
2018-09-24 00:02:23
1
0