الثَـالِثَـة صَباحَـاً عَـلى تَوقِيت غـرِينتـْش.
الأضـوَاءُ تَـبهُتُ رويِـداً ، الأمـرُ كَـأنُـه ثَـمِل وَ بِـكَـامِـل وَعيُـه يَـترَنَـج عَـلى حَـافِـة العَـقـل وَ يَـطرُق بَـابْ الجُـنون بِـرضَـى تَـامْ.
دَفَـع بِـشَالُـهُ قَـاتِـم السَـوَاد لـيُغَـطِى نِـصفْ وَجـهُه وَ يُـضِيِـق مَـجرَى تَـنَفُـسُه ، إعـتَادَ ذَلكَ كُـلمَـا ضَـاقَت بِـهِ الحَـيَاهُ كَـعِـقَـابْ لِـذَاتُـة ، لـطَـالمَـا كَـانَ زِيِـنْ ظَـالِـمً بِـحَـق نَـفسُـة.

يَـتَذكَـر حَـدِيث أحَـد رِفَـاقُـه عَـن عَـادتُـة الغَـرِيـبَة تِـلكُ بِـدَايتَـاً بِـكَونُـه يُـلطِـخ جَـمِيع مَـلابِسُه بِـالأسـوَد " أتَـظُن أنَـكَ تَـاجِـر مُخَـدَراتْ تَتَـخَفى مِـن الشُـرطُـة خَـلفْ تِـلكَ المَـلابِس السَـودَاء." هُـوَ كَـانَ عَـلى أشَـد الحَـق فِـى ذَلكَ فَـهَذا الرَجُـل قَـلبُه يَـضُخ المُـخَدِر مُـصحُوباً بِـالدَمْ ، دَائِـمْ الشُـعُور بِـالإنتِـشَاءْ.

آهٍ مِـن تِـلكَ الـذِكـرَى..
مَـا بَـال الأحـدَاث تَـعصِفُ مَـع الهَـوَاء لتَـفتَح صُـندُوق الـذِكـرَيَات الأسـوَد!
كَـانَ يُـحَـاولُ أن يَـدفَـع الكَـلِمَـات العَـالِـقَـة بِـذهنُـه لكِـنَها كَـانَت ثَـابِتَـة مُـتَصَلِبَة كَـجِدَار بِـرليِـن تـمَامَـاً.

البَـعضْ مِـنَ الأحـدَاث قَـد نُـقِشَت بِـعَقلـهُ كَـوَشـمٍ مَـا مِـن تِـلكَ الرُسُـومْ التِـى تَحتَـل جَـسدُه.

كَـيفُ أنَـهُ أبتَـعَد خُـلسَة وَ عُـنوَة ، يَـندَفِـعُ بِـأقصَـى الرَغـبَة نَـحو ذَلكِ السُـمْ يَـختَرِقُ جَـسدُه ، يَـبحَثُ بِنقَـاط الحِـبر عَـن مَـا سَلبَـهُ مِـنهُ الـوَاقِـع ، تَـلعَنُ جِـلدُة بِـلعنَـة أبَـدِية لاتُـزَال سِـوَى بِـلعنَة أقـوَى مِـن سَابِـقَتِـها.

وَ كَـيفَ أن الضَـرر الـذِى يُـقبِـلُ عَـليِه بِـكُل رِضَـى ، بَـاتَ يَـسبَحُ مَـع دَمُـهُ ، وَ كَـيفَ أن جَـسدَه قَـد شَـهِد ألـف قِصَـة وَ قِـصَـة.
وَ كَـيفَ أنَـهُ قَـد صَـبرَ أشَـد الصَبر لـوَشمٍ وَاحِـد وَ ضَـاقَ صَدرُه زَرعَـاً لحَـل مَشَـاكِـلة.
وَ كَـيفَ أنَ سِـن الإبَـر كَـانَ مُـؤلِـمْ لـكِن وَاقِعَـهُ كَـانَ أشَـدُ ألمَـاً.

فَـمَابَـالُـهَا مِـن مَـعزُوفَـة حَـزِينَـة تَـمُر بِـخَلفِـية شَـرِيـط حَـياتُـة البَـائِـس حَـيثُ يَـقِفُ هُـنَاكَ يَـتَذكَـر الكَـلِمَـات الأخِـيرَة.

كَـيفَ أنَـهُ بَـكَى صَـامِتَـاً وَ تَـحَدثَ عَـاليَـاً ، وَ كَـيفَ أنَـهُ كَـرَه تِـلكَ الثَـوَانِـى القَـليِـلة لألـفِ عَـامْ.
وَ بِـالنِـهَايَـة هُـوَ عَـلىَ أشَـد اليَـقِيـن أنَـهُ المُـخطِـيء ، وَ هُـمْ لَـمْ يَـتَخـلُوا عَـنهُ ، لـكِن هُـوَ مَـن فَـعَل.
كَـلِمَـات أحَـد أصـدِقَـائُه بِـلقَـائِهـمْ الأخِـير لا تَـزَالُ عَـالِـقَةً بِـذِهـنُة.
" أنتَ يَـا صَـدِيقِـى تَتَـمادَى بِـالخَـطَأ ، لـكِن تَـذَكَـر أنِـى دَائِـمَاً سَـأكُون هُـنَا..

كُـلمَـا شَـعُرتَ أنَ الحُـزنَ يَـقتَحِمُ حُـصُون قَـلبَـكَ فَـكَـتِفى لكَ مَـلاذُ الـدِفء.
وَ بَـعدَ ألـفْ مُـشكِلة سَـأكُـونُ دَائِـمَاً هُـنَا ، وَ تَـذَكر أنْ لا تَـحزَن ، أبَـداً لا تَـفعَـل.
فَـإنْ نَـاوَشتكَ الحَـياه ضَـعْ الحَـربَ جَـانِبَاً وَ هَـلُـمَ حَـيثُ أنَـا بِـعنَاقٍ دُونَ دَاعٍ ، غَنِ أو إبـكِ..
لـكِن لا تَـحزَن."

آهٍ ثَـالِثَـة فَـقَد سُـلِبَ البُـكَـاءَ ، وَ سَـلَبَهُ الحُـزنْ وَ هَـا هُـوَ يَـخضَعُ رافِـعَاً رَايَـة السَـلامِ ، فَـرُبَـمَا يُـغَنِى..
وَ كَـأنَ الـزُهُـور الَّـتِى يَـبُسَت سَـتَنبُت ، وَ كَـأنَ مَـا مَضَى سَـيَعُود.

Could it be that it's a lesson that I never had to learn.
I looked at it like a blessing
And now it's just a curse.
I don't know why , I don't know why you , It's you.
It's you , It's you , It's you.

تَـرَنَـج يُخـرِجُ سِيجَارة جَـدِيدَة قَـبلَ أنْ يَـنهَارَ الغَـدَقُ لـيُطفِئَ الشُـعلَة الخَـافِتَة ثُـمَ أنِـهُ البَـرقُ يَـضرِبُ بِـوَسَطِ السَـمَاءْ يُـشَتِتُ الظَـلامْ ليَـرىَ الكَـونَ مُـرعِبٌ لثَـانِيَة.

" مَـهلاً عَـلىَ قَـلبِى ، أنتَـظِرِى أنْ تَجِفَ الثَـمَالـةُ مِـن قَـدَحِى حَـتَى." نَـظَر لقَـدمِة ثَـانِيَة قَـبلَ أن يُحَرِكَـهَا خُـطوَة أخُـرَى.

ثَـلاثَـة.

..

Song of the part : Consequences ft. Camila cabello