Part 10
صبَاح يَوم الإثنَين, إستَيقظت إيلِينَا قَبل موعِد عمَلها, و هذِه مُعجزة تحدُث كلّ سنَة, لكِنّها كانَت تشعُر بثِقل فِي قلبِها و حُزن عَلى غَير عادتِها المَرحة.
غَادرت منزِلهَا مُسرعةً حتّى تلحَق بالحافِلة بتذمُّر.
"مَاذا أفعَل! سِواء إستيقظتُ باكِرًا أم لَا سَوف أركُض!"
دَخلت المَقهى و ألقَت التّحية علَى شيومِين لتدخُل بجانِبه و تُباشر عملهَا.
"مَا هذَا الإزدِحام مُنذ الصّباح!"
حدّثَت شيومِين بينَما تُنظّف الأكوَاب.
"ذكَر شخصٌ مشهُور المَقهى عَبر حسَابه علَى مواقِع التّواصل الإجتماعِي, لِذلكَ هُو مُزدحِم"
أومَأت لهُ متنهّدة و واصلَت عملَها.
كَان شيومِين يُلقِي نظرةً عليهَا بينَ الحِين و الآخر.
"مَا بَاله هذَا"
حدّثَت نفسهَا دُون الإلتِفات لهُ.
"لِما تتنهّدِين كُل ثانِية؟ هَل أنتِ بخَير؟"
وَضع الطّبق بيدَيه فِي مكَانه و إستدَار لِيُواجهها.
"أجَل, أنَا بخَير فقَط مُرهقةٌ قلِيلًا"
أجابَت بتوتّر مُتجنّبة النّظر لَه.
"لَنا حديثٌ بَعد العَمل"
"و مَا سببُه؟"
"سنتحدّث"
أردَف شيومِين و ذهبَ لإنهاء عملِه.
مرّت سَاعاتٌ و إنتهَى اليومُ, غَادر كُلّ الزّبائن لتَرتمِي إيلِينَا علَى المقعَد بتعبٍ.
"أخِيرًا إنتهَينا, لَو علِمت بِهذا الإزدِحام لَـتغيّبت"
"حسنًا إنهضِي, مَا بكِ اليَوم؟ تبدِين مُرهقة و تتنهّدين كثيرًا, لَستِ مرحةً كَـعادتكِ! صامِتة فقط!"
"و لِما سأُخبركَ؟"
"رُبّما لأنّنا أصدِقاء؟"
صَمتَت إيلِينَا و لَم تستطِع الرّد, لقَد أحرَجها شيومِين.
كَما أنّها مُحرجةٌ مِن الحدِيث, كَانت كتُومة طوَال حياتِها, لَم تجِد أحدًا بجانِبها حتّى يستمِع لِشكوَاها, و هذَا سبَب حُزنها.
"حسنًا سأخبركَ! لسبَب واحِد فقَط"
"و مَا هُو؟"
تساءلَ شيومِين بينمَا يُقدّم لهَا كوبًا مِن القَهوة و يجلِس بجانِبها.
"لَا أملكُ أحدًا"
قَالت ساخِرةً مِن حالِها.
"حسنًا أنَا أستمِع إليكِ"
"لَم يكُن لدَيّ أصدِقاء مُنذ طُفولتِي, لَم أجِد أحدًا يستمِع لِي أو حتّى يُشاركَني إهتماماتِي, كُنت دائمًا تلكَ الفتَاة الوحِيدة. رَغم كُلّ هذَا لَم أعترِض و تقبّلتُ الوَضع. لَا أعلَم السّبب, لكِن مُؤخّرًا بدَأت الوِحدة بالسّيطرة عَليّ, و بدأ هذَا يَشغل حيّزًا مِن تفكِيري, أشعُر بالإحبَاط مِن حَالِي"
لَم تستطِع إيلِينَا التّماسُك و فشلَت فِي منعِ دموعِها منَ النّزول, و بَكت مُشفقةً علَى حالِها.
"لَم أواسِي أحدًا مِن قَبل, لَكن لَا تحزنِ, أتفهّمكِ جيّدًا. لَا أنكُر أنّ لديّ الكثِير مِن المَعارف لَكن لَا يوجَد أحَد مُقرّب منّي و يفهمنِي. لَابأس يُمكنكِ البكَاء"
ربّت شيومِين علَى رأسهَا ليُمسك كفّيها و يحتوِيها بنظرَاته.
"هذَا أكثَر راحَة, مُمتنّة لتفهّمكَ لِي. آسِفة لإزعاجكَ بمشاكِلي, لَيس لكَ ذنبٌ لتسمعَها"
أردفَت بنظراتٍ تحملُ بداخِلها ألمًا دَفِين.
"مَا فائِدة الأصدِقاء إذَا لَم يستَمعُوا لبعضِهم! لَيس لكِ رفَاق, و أنَا كذلِك, لكِن.. مَا رأيكِ أَن نُصبِح أصدقَاء مُقرّبين؟"
قَال معَ إبتِسامةٍ نقيّة, كَان يُشبه الأطفَال بحماسِه, لأوّل مرّةٍ ترَى شيومِين هكذَا.
غَادرت منزِلهَا مُسرعةً حتّى تلحَق بالحافِلة بتذمُّر.
"مَاذا أفعَل! سِواء إستيقظتُ باكِرًا أم لَا سَوف أركُض!"
دَخلت المَقهى و ألقَت التّحية علَى شيومِين لتدخُل بجانِبه و تُباشر عملهَا.
"مَا هذَا الإزدِحام مُنذ الصّباح!"
حدّثَت شيومِين بينَما تُنظّف الأكوَاب.
"ذكَر شخصٌ مشهُور المَقهى عَبر حسَابه علَى مواقِع التّواصل الإجتماعِي, لِذلكَ هُو مُزدحِم"
أومَأت لهُ متنهّدة و واصلَت عملَها.
كَان شيومِين يُلقِي نظرةً عليهَا بينَ الحِين و الآخر.
"مَا بَاله هذَا"
حدّثَت نفسهَا دُون الإلتِفات لهُ.
"لِما تتنهّدِين كُل ثانِية؟ هَل أنتِ بخَير؟"
وَضع الطّبق بيدَيه فِي مكَانه و إستدَار لِيُواجهها.
"أجَل, أنَا بخَير فقَط مُرهقةٌ قلِيلًا"
أجابَت بتوتّر مُتجنّبة النّظر لَه.
"لَنا حديثٌ بَعد العَمل"
"و مَا سببُه؟"
"سنتحدّث"
أردَف شيومِين و ذهبَ لإنهاء عملِه.
مرّت سَاعاتٌ و إنتهَى اليومُ, غَادر كُلّ الزّبائن لتَرتمِي إيلِينَا علَى المقعَد بتعبٍ.
"أخِيرًا إنتهَينا, لَو علِمت بِهذا الإزدِحام لَـتغيّبت"
"حسنًا إنهضِي, مَا بكِ اليَوم؟ تبدِين مُرهقة و تتنهّدين كثيرًا, لَستِ مرحةً كَـعادتكِ! صامِتة فقط!"
"و لِما سأُخبركَ؟"
"رُبّما لأنّنا أصدِقاء؟"
صَمتَت إيلِينَا و لَم تستطِع الرّد, لقَد أحرَجها شيومِين.
كَما أنّها مُحرجةٌ مِن الحدِيث, كَانت كتُومة طوَال حياتِها, لَم تجِد أحدًا بجانِبها حتّى يستمِع لِشكوَاها, و هذَا سبَب حُزنها.
"حسنًا سأخبركَ! لسبَب واحِد فقَط"
"و مَا هُو؟"
تساءلَ شيومِين بينمَا يُقدّم لهَا كوبًا مِن القَهوة و يجلِس بجانِبها.
"لَا أملكُ أحدًا"
قَالت ساخِرةً مِن حالِها.
"حسنًا أنَا أستمِع إليكِ"
"لَم يكُن لدَيّ أصدِقاء مُنذ طُفولتِي, لَم أجِد أحدًا يستمِع لِي أو حتّى يُشاركَني إهتماماتِي, كُنت دائمًا تلكَ الفتَاة الوحِيدة. رَغم كُلّ هذَا لَم أعترِض و تقبّلتُ الوَضع. لَا أعلَم السّبب, لكِن مُؤخّرًا بدَأت الوِحدة بالسّيطرة عَليّ, و بدأ هذَا يَشغل حيّزًا مِن تفكِيري, أشعُر بالإحبَاط مِن حَالِي"
لَم تستطِع إيلِينَا التّماسُك و فشلَت فِي منعِ دموعِها منَ النّزول, و بَكت مُشفقةً علَى حالِها.
"لَم أواسِي أحدًا مِن قَبل, لَكن لَا تحزنِ, أتفهّمكِ جيّدًا. لَا أنكُر أنّ لديّ الكثِير مِن المَعارف لَكن لَا يوجَد أحَد مُقرّب منّي و يفهمنِي. لَابأس يُمكنكِ البكَاء"
ربّت شيومِين علَى رأسهَا ليُمسك كفّيها و يحتوِيها بنظرَاته.
"هذَا أكثَر راحَة, مُمتنّة لتفهّمكَ لِي. آسِفة لإزعاجكَ بمشاكِلي, لَيس لكَ ذنبٌ لتسمعَها"
أردفَت بنظراتٍ تحملُ بداخِلها ألمًا دَفِين.
"مَا فائِدة الأصدِقاء إذَا لَم يستَمعُوا لبعضِهم! لَيس لكِ رفَاق, و أنَا كذلِك, لكِن.. مَا رأيكِ أَن نُصبِح أصدقَاء مُقرّبين؟"
قَال معَ إبتِسامةٍ نقيّة, كَان يُشبه الأطفَال بحماسِه, لأوّل مرّةٍ ترَى شيومِين هكذَا.
Коментарі