Part 5
تُلقِي نظرَةً سرِيعةً مِن نَافذةِ غُرفتِها و هِي تتعجّلُ بـإرتِداء ثِيابها, صَباحٌ رمَاديّ, سمَاء مُلبّدةٌ بالغُيومِ مع صوتِ تساقُط قطَراتِ المطرِ و طَريقٍ ضبابيّ.
"أتمنّى أَن لَا ألتقِط نَزلة بردٍ"
قَالتْ إيلِينَا لِتأخُذ معطَفها و مِظلّتها و تَهُمّ بالخُروجِ.
تَدفعُ البابَ لِيرنّ جَرسُه مُعلنًا عَن وصُولها.
"صبَاح الخيرِ"
"أتَيتِ! توقّعتُ تغيُّبكِ بسببِ الأمطَار"
قَال شيومِين مُستغربًا حُضورهَا.
"أحبّ المَطر رغمَ أنّني أمرضُ سريعًا, لكِن لَا بأْس هَذا لَن يمنَعني عَن المَجيء"
أجابَت لِتبتسِم و تَنظمّ إليهِ خَلف مِنضدةِ القَهوة.
"المَقهى فَارغٌ اليَوم, تَغيّب الزّبائنُ لِسوء حَالةِ الطّقس"
"هَذا صحيح, يكُون المَكانُ فَارغًا عِند نُزول الأمطَار, لكِنّنا نُواصل العمَل مِن أجْلِ الزّبائنِ الأوفياءِ لنَا"
قَال شيومِين مُواصلًا تَنظيمَ الأكوابِ بِيديه.
"أتفهّمُ هذَا.."
همسَت إيلِينَا و ذهبتْ لِأخذِ طلباتِ الزّائرينَ بِوجهٍ باسمٍ.
مرّت سَاعاتٌ و لَم يتوقّف تَساقُط المَطرِ, بَينَما ينَغمِسُ كِلاهُما فِي إنجَازِ العَملِ بكُلّ إهتمَامٍ, و بَعد إتمَامِهِ توظِيبَ الأطبَاق فِي الخِزانة, تَراقصَ جرسُ البَاب الصّغيرِ مُعلنًا عَنْ قُدومِ زائِرٍ جديدٍ.
تَصنّمَ شيومِين فِي مكَانه عِند رُؤيتِه لهَا, إنّها كَاترِينَا, حَبيبتُه السّابقَة التّي و بِكلّ بسَاطة خَانتهُ مَع أعزّ أصدقَائه, و كَانَت سبَبا لِخسارتِه صدِيقَ طفُولتهِ و الذّي كَانَ خائنًا, مِثلهَا تمَامًا.
كَانت الفتَاةُ مُبلّلةً كُليّا بِسببِ هُطولِ الأمطَارِ بغزَارةٍ خَارجًا و كَما يبدُو, هِي لَا تمتلِكُ مِظلّةً لِتحتمِي تَحتهَا.
وَجهٌ بَاهِتٌ مَع جفُونٍ مُحمرّةٍ و أعيُنٍ تَملأُها الدّموع.
هَذه كَانت حالتُها, و هذَا مَا جعلَ شيومِين متفَاجئًا أكثرَ.
رُبّمَا أتَت لِتعتذِر عَن خَطئِها و تسبّبهَا لهُ بجُرحٍ عميقٍ فِي قلبِه لَم يستَطِع التّعافِي مِنهُ بَعد؟ رُبّما أصابهَا مَكرُوهٌ و لَم تَجد مَن تلجَأُ إلَيهِ؟ تَساءل الفَتى داخليًّا, لكِنّه سُرعَان مَا نَفض رأسهُ مِن هذِه الأفكَار, فقَد عَاهدَ نفسهُ أنّهُ مَهما جرَى و مَهما كَانت الظّروف, لَن يغفِر لهَا فِعلتهَا حتّى مَمَاته, لقَد كانَت مَلجأهُ الوحِيد و التّي خذلَت ثقتهُ بعدَ عدّة سنواتٍ.
كُلّ هذِه الأفكَار الدّاخليّة و هُو لَم يتحرّك من مكانِه, كَانت إيلِينَا تُراقبه فِي الخلفِ مُتعجّبةً مِن تغيّر ملَامحِه فَور رُؤية الزّائر.
تَحرّكت كَاترينَا مِن مكَانها أخِيرًا و اتّجهت نَحو الوَاقفِ مُقابلًا لهَا.
"إشتقتُ لكَ"
نَطقت بِهَا لِتنهمِر دُموعهَا بَعد مُحاولاتٍ فَاشلةٍ فِي كَبحِهَا.
"عَفوًا آنِستِي, لكِن هَذا مكَان عملٍ, يُمكنكُ أنْ تَختارِي مقعَدًا يُناسبكِ و سَوف نأخذُ طلبكِ سريعًا"
قَال بصَوتٍ جَافّ لِيديرَ ظهرهُ و يتّجه إلَى آلة القَهوة.
"أنتَ طلبِي الوحيدُ الآن"
تجَاهلَ شيومِين كلامهَا و هَمس لإيلِينَا
"إهتمّي بهَا مِن فضلِك, لَا أُريد طَرد شخصٍ فِي حَالةٍ كَهذِه"
إتّجهت إيلِينَا لهَا معَ وجهٍ تَعلوهُ ملامِحُ الصّدمة, هذهِ أوّل مرّةٍ تَرى فِيهَا شيومِين بِهذا الشّكل.
"كَيف يُمكنُني مُساعدتكِ"
"إذًا هَل أنتِ حبِيبته الجديدَة؟ تَجاوزنِي بهذِه السّهولة!"
نطَقت كَاترينَا ساخِرةً.
"عُذرًا؟"
أجابَت إيلِينَا و قَد فهِمت أخيرًا مَن تكُون هذِه الفتَاةُ التّي إقتحَمت المَقهَى بِحالةٍ يُرثى لهَا.
طَفحَ كيلُ شيومِين منَ القَابعةِ أمَام طَاولةِ الحسابِ ليعُود مُتّجهًا نحوهَا.
"مَا سببُ قدُومكِ فجأةً؟ لقَد مرّ وقتٌ طويل. هَل أتَيتِ بهَذه الحالةِ تَنتظرينَ أن أُشفِق عليكِ و أضُمّك لِنعُود كَما لَو أنّنَا لَم نفترِق؟ أَم وَقعتِ فِي مُشكلةٍ مَا و لَم تجدِي حبيبكِ الخائِن بِجَانبكِ و أردتِ اللّجوءَ لِي؟ بِالمُنَاسبة أنتُمَا مُناسبَان فـأنتِ خَائنةٌ مِثلهُ كذلِك. لِذا مَهمَا كَان سببُ مجِيئكِ, لَا تُفكّرِي بالعَودةِ مُجدّدًا, لَيس لكِ شأنٌ بِي إذَا تجَاوزتُكِ أم لَا, إذَا وَاعدتُ أم لا, هَذه حيَاتِي الخاصّة و أتمنّى أن لَا تظهرِي بِها مُجدّدًا, و الآن تستطيعينَ الخُروج, فقَد طفَح كَيلِي مِن وقَاحتِكِ"
قَال بملامحٍ بارِدةٍ صدمَ بهَا كَاترينَا فَلم يكُن يومًا بهذهِ القسوةِ مَعهَا.
إستسلَمت الفتَاةُ و غَادرت المَكان تَاركةً خلفهَا شيومِين و الذّي قرّر إغلاقَ المقهَى باكِرًا و البَقاء بداخِله, فلَا يُوجد زبائنٌ على كُلّ حالٍ.
"هَل أنتَ بخَير؟"
سألَت إيلِينَا لِتُربّتَ علَى ظَهرهِ بَعد أن أخذ مقعدًا و أرخَى رأسهُ عَلى الطّاولة.
"رُبّما؟ لَا أعلمُ سببَ قُدومهَا, لمَا قدْ تَعود بعدَ كلّ هذِه المُدّة؟"
تساءلَ بصوتٍ خَافتٍ.
"هَذا حقّا قاسٍ, كَيف تعُود بعدَ كُلّ مَا تسبّبته لكَ مِن ألم. أتمنّى أن تتجَاوز هَذا سَريعًا"
دَقائقُ صمتٍ حلّت بينَهما لتَكسرهُ إيلِينَا و تقُول
"ألَن تعُود إلَى منزلكَ؟"
"لَيس لدَيّ رغبةٌ فِي ذلكَ الآن, ربّمَا سأبقى حتّى يأتِي وقتُ الإغلاقِ المُعتَاد, ساعةٌ أخرى, هَل تُرِيدينَ البقاءَ معِي؟"
رَفع رأسهُ لِينظر لهَا بتساؤلٍ.
"حسنًا يُمكنُني البقاءُ معكَ حتّى يحِين الوَقتُ" أجَابت ليبتسِم لهَا مَع وجهٍ باهِت.
"شُكرًا لكِ"
أخذَت إيلِينَا مقعدًا بجَانبِه
"آسِفة لكَ, لَا تَستحقّ كلّ هَذا الألم"
إكتَفى شيومِين بالنّظر لهَا لِثوانٍ ثمّ أعَاد نظَرهُ لِيُراقِب المَارّينَ خارجَ المكَان.
مَرّت ساعةٌ بدُونِ حديثٍ منهمَا, يُراقبانِ قطراتِ المطرِ تَنزلُ علَى الأرضِ.
شيومِين لَم يكُن يُريدُ البقَاء وحِيدًا فقَط.
خَرجَ كلاهُما من المقهَى لِيوصلهَا إلَى منزلِها بسيّارتِه.
"إبقَى بخَيرٍ, يُمكنكَ الإتّصال بِي إذَا أردتَ الحدِيث, لَيلةً سعِيدة"
غَادر شيومِين لِتدخُل منزِلها و تتّجه إلَى غُرفتِها مُباشرةً.
إرتَمت عَلى سريرهَا لِتبقى جَالسةً تُفكّر فِي مَا حدثَ سابقًا, إنّها حزينةٌ بسببِ مَا جَرى لِشيومِين.
هِي تَرى أنّه شخصٌ لطِيفٌ لَا يستحقّ أنْ يتَأذّى بهَذا القَدر.
لكِن قاطعَ تفكِيرها رنِينُ الهاتِف بجَانبِها.
"مَرحبًا؟"
"أنَا شيومِين, أتمنّى أنّني لَم أُزعِجكِ"
"أتمنّى أَن لَا ألتقِط نَزلة بردٍ"
قَالتْ إيلِينَا لِتأخُذ معطَفها و مِظلّتها و تَهُمّ بالخُروجِ.
تَدفعُ البابَ لِيرنّ جَرسُه مُعلنًا عَن وصُولها.
"صبَاح الخيرِ"
"أتَيتِ! توقّعتُ تغيُّبكِ بسببِ الأمطَار"
قَال شيومِين مُستغربًا حُضورهَا.
"أحبّ المَطر رغمَ أنّني أمرضُ سريعًا, لكِن لَا بأْس هَذا لَن يمنَعني عَن المَجيء"
أجابَت لِتبتسِم و تَنظمّ إليهِ خَلف مِنضدةِ القَهوة.
"المَقهى فَارغٌ اليَوم, تَغيّب الزّبائنُ لِسوء حَالةِ الطّقس"
"هَذا صحيح, يكُون المَكانُ فَارغًا عِند نُزول الأمطَار, لكِنّنا نُواصل العمَل مِن أجْلِ الزّبائنِ الأوفياءِ لنَا"
قَال شيومِين مُواصلًا تَنظيمَ الأكوابِ بِيديه.
"أتفهّمُ هذَا.."
همسَت إيلِينَا و ذهبتْ لِأخذِ طلباتِ الزّائرينَ بِوجهٍ باسمٍ.
مرّت سَاعاتٌ و لَم يتوقّف تَساقُط المَطرِ, بَينَما ينَغمِسُ كِلاهُما فِي إنجَازِ العَملِ بكُلّ إهتمَامٍ, و بَعد إتمَامِهِ توظِيبَ الأطبَاق فِي الخِزانة, تَراقصَ جرسُ البَاب الصّغيرِ مُعلنًا عَنْ قُدومِ زائِرٍ جديدٍ.
تَصنّمَ شيومِين فِي مكَانه عِند رُؤيتِه لهَا, إنّها كَاترِينَا, حَبيبتُه السّابقَة التّي و بِكلّ بسَاطة خَانتهُ مَع أعزّ أصدقَائه, و كَانَت سبَبا لِخسارتِه صدِيقَ طفُولتهِ و الذّي كَانَ خائنًا, مِثلهَا تمَامًا.
كَانت الفتَاةُ مُبلّلةً كُليّا بِسببِ هُطولِ الأمطَارِ بغزَارةٍ خَارجًا و كَما يبدُو, هِي لَا تمتلِكُ مِظلّةً لِتحتمِي تَحتهَا.
وَجهٌ بَاهِتٌ مَع جفُونٍ مُحمرّةٍ و أعيُنٍ تَملأُها الدّموع.
هَذه كَانت حالتُها, و هذَا مَا جعلَ شيومِين متفَاجئًا أكثرَ.
رُبّمَا أتَت لِتعتذِر عَن خَطئِها و تسبّبهَا لهُ بجُرحٍ عميقٍ فِي قلبِه لَم يستَطِع التّعافِي مِنهُ بَعد؟ رُبّما أصابهَا مَكرُوهٌ و لَم تَجد مَن تلجَأُ إلَيهِ؟ تَساءل الفَتى داخليًّا, لكِنّه سُرعَان مَا نَفض رأسهُ مِن هذِه الأفكَار, فقَد عَاهدَ نفسهُ أنّهُ مَهما جرَى و مَهما كَانت الظّروف, لَن يغفِر لهَا فِعلتهَا حتّى مَمَاته, لقَد كانَت مَلجأهُ الوحِيد و التّي خذلَت ثقتهُ بعدَ عدّة سنواتٍ.
كُلّ هذِه الأفكَار الدّاخليّة و هُو لَم يتحرّك من مكانِه, كَانت إيلِينَا تُراقبه فِي الخلفِ مُتعجّبةً مِن تغيّر ملَامحِه فَور رُؤية الزّائر.
تَحرّكت كَاترينَا مِن مكَانها أخِيرًا و اتّجهت نَحو الوَاقفِ مُقابلًا لهَا.
"إشتقتُ لكَ"
نَطقت بِهَا لِتنهمِر دُموعهَا بَعد مُحاولاتٍ فَاشلةٍ فِي كَبحِهَا.
"عَفوًا آنِستِي, لكِن هَذا مكَان عملٍ, يُمكنكُ أنْ تَختارِي مقعَدًا يُناسبكِ و سَوف نأخذُ طلبكِ سريعًا"
قَال بصَوتٍ جَافّ لِيديرَ ظهرهُ و يتّجه إلَى آلة القَهوة.
"أنتَ طلبِي الوحيدُ الآن"
تجَاهلَ شيومِين كلامهَا و هَمس لإيلِينَا
"إهتمّي بهَا مِن فضلِك, لَا أُريد طَرد شخصٍ فِي حَالةٍ كَهذِه"
إتّجهت إيلِينَا لهَا معَ وجهٍ تَعلوهُ ملامِحُ الصّدمة, هذهِ أوّل مرّةٍ تَرى فِيهَا شيومِين بِهذا الشّكل.
"كَيف يُمكنُني مُساعدتكِ"
"إذًا هَل أنتِ حبِيبته الجديدَة؟ تَجاوزنِي بهذِه السّهولة!"
نطَقت كَاترينَا ساخِرةً.
"عُذرًا؟"
أجابَت إيلِينَا و قَد فهِمت أخيرًا مَن تكُون هذِه الفتَاةُ التّي إقتحَمت المَقهَى بِحالةٍ يُرثى لهَا.
طَفحَ كيلُ شيومِين منَ القَابعةِ أمَام طَاولةِ الحسابِ ليعُود مُتّجهًا نحوهَا.
"مَا سببُ قدُومكِ فجأةً؟ لقَد مرّ وقتٌ طويل. هَل أتَيتِ بهَذه الحالةِ تَنتظرينَ أن أُشفِق عليكِ و أضُمّك لِنعُود كَما لَو أنّنَا لَم نفترِق؟ أَم وَقعتِ فِي مُشكلةٍ مَا و لَم تجدِي حبيبكِ الخائِن بِجَانبكِ و أردتِ اللّجوءَ لِي؟ بِالمُنَاسبة أنتُمَا مُناسبَان فـأنتِ خَائنةٌ مِثلهُ كذلِك. لِذا مَهمَا كَان سببُ مجِيئكِ, لَا تُفكّرِي بالعَودةِ مُجدّدًا, لَيس لكِ شأنٌ بِي إذَا تجَاوزتُكِ أم لَا, إذَا وَاعدتُ أم لا, هَذه حيَاتِي الخاصّة و أتمنّى أن لَا تظهرِي بِها مُجدّدًا, و الآن تستطيعينَ الخُروج, فقَد طفَح كَيلِي مِن وقَاحتِكِ"
قَال بملامحٍ بارِدةٍ صدمَ بهَا كَاترينَا فَلم يكُن يومًا بهذهِ القسوةِ مَعهَا.
إستسلَمت الفتَاةُ و غَادرت المَكان تَاركةً خلفهَا شيومِين و الذّي قرّر إغلاقَ المقهَى باكِرًا و البَقاء بداخِله, فلَا يُوجد زبائنٌ على كُلّ حالٍ.
"هَل أنتَ بخَير؟"
سألَت إيلِينَا لِتُربّتَ علَى ظَهرهِ بَعد أن أخذ مقعدًا و أرخَى رأسهُ عَلى الطّاولة.
"رُبّما؟ لَا أعلمُ سببَ قُدومهَا, لمَا قدْ تَعود بعدَ كلّ هذِه المُدّة؟"
تساءلَ بصوتٍ خَافتٍ.
"هَذا حقّا قاسٍ, كَيف تعُود بعدَ كُلّ مَا تسبّبته لكَ مِن ألم. أتمنّى أن تتجَاوز هَذا سَريعًا"
دَقائقُ صمتٍ حلّت بينَهما لتَكسرهُ إيلِينَا و تقُول
"ألَن تعُود إلَى منزلكَ؟"
"لَيس لدَيّ رغبةٌ فِي ذلكَ الآن, ربّمَا سأبقى حتّى يأتِي وقتُ الإغلاقِ المُعتَاد, ساعةٌ أخرى, هَل تُرِيدينَ البقاءَ معِي؟"
رَفع رأسهُ لِينظر لهَا بتساؤلٍ.
"حسنًا يُمكنُني البقاءُ معكَ حتّى يحِين الوَقتُ" أجَابت ليبتسِم لهَا مَع وجهٍ باهِت.
"شُكرًا لكِ"
أخذَت إيلِينَا مقعدًا بجَانبِه
"آسِفة لكَ, لَا تَستحقّ كلّ هَذا الألم"
إكتَفى شيومِين بالنّظر لهَا لِثوانٍ ثمّ أعَاد نظَرهُ لِيُراقِب المَارّينَ خارجَ المكَان.
مَرّت ساعةٌ بدُونِ حديثٍ منهمَا, يُراقبانِ قطراتِ المطرِ تَنزلُ علَى الأرضِ.
شيومِين لَم يكُن يُريدُ البقَاء وحِيدًا فقَط.
خَرجَ كلاهُما من المقهَى لِيوصلهَا إلَى منزلِها بسيّارتِه.
"إبقَى بخَيرٍ, يُمكنكَ الإتّصال بِي إذَا أردتَ الحدِيث, لَيلةً سعِيدة"
غَادر شيومِين لِتدخُل منزِلها و تتّجه إلَى غُرفتِها مُباشرةً.
إرتَمت عَلى سريرهَا لِتبقى جَالسةً تُفكّر فِي مَا حدثَ سابقًا, إنّها حزينةٌ بسببِ مَا جَرى لِشيومِين.
هِي تَرى أنّه شخصٌ لطِيفٌ لَا يستحقّ أنْ يتَأذّى بهَذا القَدر.
لكِن قاطعَ تفكِيرها رنِينُ الهاتِف بجَانبِها.
"مَرحبًا؟"
"أنَا شيومِين, أتمنّى أنّني لَم أُزعِجكِ"
Коментарі