Part 9
يومٌ جدِيد, إستيقظَت إيلِينَا علَى السّاعةِ العاشِرة صباحًا, إنّه يومُ عُطلتِها لِذلك هِي لَن تُضحيَّ بساعاتِ نومِها حتّى لَو كانَت تنتظِر ضيفًا مُهمّا.
غيّرَت ملَابس النّوم لِأخرَى مُرتّبةٍ و نزَلت مِن غُرفتها حتّى تُساعِد والِدتهَا.
"مَا زَال الوقتُ باكِرًا! مَا الذّي جعلكِ تنامِين كُلّ هذَا الوَقت؟ لقَد حاولتُ إيقاظكِ عِدّة مرّات"
قَالت والِدتُها فَور دُخول إيلِينَا إلَى المطبخِ.
"حقًّا؟ لقَد كُنت مُتعبةً مِن العملِ, لمَاذا أنتِ مُستعجِلة؟ إنّها العاشِرة صباحًا مَازَال اليَومُ طويلًا"
"أمامَنا التّنظِيف و الطّبخُ, أسرعِ بالأكلِ و نظّفِي الحمّامَ"
"مَاذا! و لِما سأُنظّفه؟ لقَد دعوتِه للعشاءِ و ليسَ للإستحمامِ"
أجابَت إيلِينَا ساخِرةً لِتتلقّى خُفًّا تفادتهُ بنجاحٍ.
"مَاذَا سيقُول لَو وجَدهُ غَير نظيفٍ؟ كفَى سُخريةً و إذهبِ مِن أمامِي"
قَالت و أكملَت مسحَ أرضيّة المطبخِ.
تذمّرَت إيلِينَا و أخذَت المِمسحةَ حتّى تُنفّذ أوامِر والِدتها أمَاليَا.
"كُلّ هذَا بسببِه, لمَا عليَّ تنظيفُ الحمّامِ مِن أجلِ ضيفٍ قادمٍ للعشاءِ؟ هذَا مُجرّد هُراء.."
تمتمَت إيلِنَا مُحدِّثةً نفسهَا و واصَلت عملهَا مُستسلِمةً.
مرَّت ساعتَين, إنتهَى التّنظِيفُ بعدَ تعبِ أمَاليَا و إبنتِها.
"مَاذا ستطبُخين؟"
سألَت إيلِينَا بينَ أنفاسِها المُتقطّعة.
"أرزّ مقليّ معَ شرائِح اللّحم"
"حظًّا مُوفّقًا, أنَا أستسلِم, كمَا أنّنِي لَا أُجيد الطّبخَ و مِن المُمكن أن أحرِق الطّعامَ"
قَالت الفتَاةُ فِي مُحاولةٍ للتّهرب و ركضَت مُسرعةً لغُرفتِها.
"أُشفِق علَى زَوجِها المُستقبلِي.."
هزّت رأسهَا بيأسٍ و عادَت إلَى المطبخِ حتّى تُجهّز العشاءَ, فقَد إتّفقَت معَ شيومِين بأن يأتِي علَى السّاعةِ الخامِسة.
إرتمَت إيلِينَا علَى سريرِها بتعبٍ لتجلِس و تتأمّل السّقفَ.
"مِن حُسن حظّي أنّنِي إخترتُ ملابِسي بالفِعل و ليسَ عليّ القلقُ بشأنِ هذَا"
مرّت ساعةٌ أخرَى و مازالَت إيلِينَا بنفسِ الوضعِيّة, تُحاول مُحاربةَ كسلِها حتّى تُباشِر تجهيزَ نفسِها.
بعدَ مُحاولاتٍ عديدةٍ, نهضَت الفتاةُ أخيرًا و ذهَبت للإستحمامِ.
كَانت أماليَا تُعدّ العشاءَ و قاطَعها دخُول إبنِها الأكبرِ.
"لمَا كُلّ هذَا الطّعام؟"
سألَ بيكهيُون بعدَ رُؤيتِه لكميّة أكبرَ مِن المُعتادِ.
"زميلُ شقيقتِكَ فِي العمَل سيزُورنا علَى العشاءِ"
"بـأيّ مُناسَبَة؟ هَل يتواعدَان؟"
"لَا, لكِن رُبّما سوفَ يحدُث هذَا مُستقبلًا, نظراتُه لهَا غريبةٌ قليلًا. مَن يعلَم!"
"إذًا سأهتمّ بهذَا"
أردَف و غادرَ المطبخَ ليُتابِع مُشاهدَة التّلفازِ.
خرَجت إيلِينَا بعدَ حمّامٍ إستغرقَ ساعةً و نِصف, حاولَت فيهِ التّخلص مِن تعبِها.
لديهَا نصفُ ساعةٍ حتّى تتجهّز الآن.
أخرجَت فُستانهَا مِن الخِزانةِ و قامَت بـإرتِدائِه ثُمّ شرعَت فِي تصفيفِ شعرهَا و وضعِ بعضٍ مِن مساحِيق التّجميل حتّى تكونَ بمظهرٍ مُرتّب لكنّها غفِلت عنِ الوقتِ.
نزَلت مُتّجهةً نحوَ والِدتَها و تفاجَأت بجلُوس شيومِين بجانِبها.
"أنتَ هُنا بالفِعل.. آسفة لَم ألاحِظ مُرور الوَقت"
قَالت بعدَ لمحِها لنظرةِ والِدتها المُخيفةِ و أخذَت مقعدًا بجانِب شقيقِها.
إبتسَم لهَا شيومِين ليبدأ الجميعُ بالأكلِ.
"كَم عُمرك؟"
فَاجأهُ بيكهيُون بسُؤالِه لِيُجيب الآخر بتَوتّرٍ تحتَ نظراتٍ مُترقّبة مِن إيلِينَا و والِدتها.
"تسعٌ و عشرُونَ سنةً.."
"إذًا, واعَدت سابقًا؟"
"أجَل مرّة واحِدة"
أنزَل نظَره مُحاولًا تجنّب أعيُن إيلِينَا.
"مَا سببُ أسئِلتكَ هذِه؟ أكمِل طعامكَ بصمتٍ"
قَالت الفتاةُ بعدَ رُؤيتِها لتغيّر ملامِح شيومِين.
إنتهَى وقتُ العشاءِ, نهضَ شيومِين حتّى يُغادِر لكِن أوقفَته يدُ أماليَا التّي أمسكَت مِعصمهُ.
"لِما تنهَض؟ مَا زالَت السّاعةُ السّابعَة"
"لَا بأسَ سيّدتِي, رُبّما أعودُ لزيارتِكم ثانيةً. شُكرًا لكِ علَى الأكلِ, تُصبحينَ علَى خيرٍ"
ودّعها شيومِين و إتّجه للمُغادرةِ.
لحِقتهُ إيلِينَا و وقِفت خلفَ البابِ بعدَ فتحِه.
"رُبّمَا تتساءلُ عَن سببِ غيابِ أبِي, لقَد تُوفيّ مُنذ أَن كُنت بسنِّ السّابعَة, لِذلك أعيش معَ والِدتِي و شقيقِي الأكبر, فقَد إنتقَل الأصغرُ للعيشِ بسكنِ جامِعتهِ. أردتُ التّأسّف عَن أسئِلة أخِي هُو خائفٌ عليّ فقَط"
"آسفٌ لسماعِ هذَا, لَا بَأس هُو لَا يقصِد شيئًا بسُؤالِه فَهو جاهِلٌ لمَا حدَث. يجِبُ أن أذهَب الآن, إهتمّي بنفسكِ."
"شُكرًا لكَ, ليلةً سعيدَة"
"ليلةً سعيدَة لَكِ أيضًا"
قَال لِيغمزَ لهَا و يَركبَ سيّارتهُ تارِكًا إيّاها مُتصنّمةً خلفهُ.
Коментарі