الفصل الاول ||حياه اخرى
الفصل الثاني || رذاذ الماضي
الفصل الثالث ||إلى الأبد
الفصل الرابع ||أمانه
الفصل الخامس ||هل تذكرتني
الفصل السادس || وعد
الفصل الثالث ||إلى الأبد



🍁عليكَ ان تتعلم كيف تُنير داخلك اولاً 🍁

🍁🍁🍁

انها اواخر الصيف سيأتي خريفي مجدداً أخيراً و انا كعادتي اجلس على حشائش ضفاف هذه البحيره و نسمات الهواء تدغدغ خدي المقيد بأنبوب الاوكسجين هذا المختبئ داخل حقيبتي

ماذا ضننتم من شخصٍ مصاب بالتليف الكيسي يا ساده؟..

فتاه في الثاني و العشرون من خريفها مقيده برونق شبابها تحارب جيشان، اجل اثنان اولهما يدعى المجتمع و الاخر يدعى المرض...

و كأنه لم يكفي انني وُلدتُ بمجتمعٍ متحفظ ظهر لي حادثٌ قلب حياتي البائسه مضيفاً ملحاً مراً زاد الطين بله.

و لكن انا لم يكن لي والدان فحسب ما قاله لي شخصٌ طاعن في السن كانت قد لمحته عيني فور استيقاضي قبل خمس سنوات، إنه جدي و والداي قد توفيا..

لكني الان ما لي احدٌ من بعده اعرفه، قد ذهب من كان يؤنسني و يسعدني و ينسيني هذا المجتمع

الى الابد...حيث تلك النجوم التي تلمع في السماء رقد!.

و ها انا جالسه اخط حروف امنياتي التي لم تتحقق بكلماتٍ عميقه قد استخرجتها من بحر العلوم الذي كان يجالسني طوال خمس اعوام، جدي و مكتبته.

لكن و في لحظهٍ ما توقفت يدي نحو تلك الامنيه و لم اكمل كتابتها بل ابقيت مكانها شاغراً، لا اعتقد انها ستتحق يوماً.

حينها ختمت اخر سطرٍ من اخر ورقهٍ في هذا الدفتر الصغير بعبارتي المعتاده [ هذه انا انثى خريفيه المولد فعذروني..]

اما الان فأنا اخطط لشيئٍ اخر شيٍ افعله يريحني الى الابد، فهل الانتحار خطيئه؟ اما نحن ننتحر كل يومٍ بتعذيب الحياه؟ الكثير من الارواح تحصد يومياً بالانتحارات.

من كنت امقتهم يوماً اصبحت منهم الان...ما شأني اساساً سأموت و لم اجد رئةً واحده تنجيني من علتي.

برأيي اجمل ما في الدنيا الصحه و الاحباء  إن فُقد احدهما طارت نصف ملذات العيش،

يا ساده انا فقدتُ كلاهما و بحين غفله مني! ليت احدهما موجوداً ليخفف عني مراره فقدان الآخر.

حسناً قد قاربت الشمس على المغيب و قد قاربت حياتي على الانتهاء، حملت اغراضي و حشرتها في حقيبتي مع قنينه اوكسجيني بالطبع...

يوجد ما يسمى بالخط السريع قريبٌ من هنا سأذهب اليه.

مرت نصف ساعه قد وصلتُ خلالها الى ذالك الخط السريع الخاص بالسيارات قمت بنزع الحقيبه عن ظهري و من ثم نزعت انبوب الاوكسجين من انفي،

على الاقل لأموت بدونه!؟؛

بعد ذالك سحبتُ نفساً عميقا احاول به تذكر الاشياء الجميله، لكن و من بين سلسله جميلاتي اخترقتني ما اسميها بذكريات الفايروس تلك الذكريات الغير واضحه و المتقطعه، كان جدي يقول لي عنها انها ذاكرتي القديمة و ان لا اعطي لها اهتماماً كثيراً.

لكن سؤالي هنا لماذا لم يخبرني بها كاملاً و يزيح من رسخت ببالي حتى بعد فقداني لذاكرتي؟.

و هل هنالك شيئٌ يخفيه عني، عن ماضيّي؟.

انواعٌ من الاسئله التي تطرح نفسها في قاعه محاضرات عقلي كلما مرت ما اسميها بذكريات الفايروس عَلي في خلوتي..

ماذا يهم الان سأتخلص منها بعد ثوان اساساً..

و ها انا ذا اتقدم بخواتٍ مرتجفه نحو الطريق الممتلئ بالسيارات ذهاباً و اياباً و في كلِ مره اتحاشى و بخوفٍ احداها بعد اطلاقها لبوق سيارتها العالي.

يا فتاه ما بالك سلمي نفسكِ لها أولم تأتين لهذا الفعل؟!.

نطقت ذاتي الغير راضيه لما افعله اساساً  صارخهً عَلي،  أحياناً  اشعر نفسي شبه مجنونه لهذه التي تتكلم داخلي بل و اسميها مناقضتي الاولى في كل شيئ.

حينها ها انا اقف دون حراك بمنتصف الشارع وحدها هي السيارات من تتفاداني بصعوبه واضحه على سائقيها، لا اجزم بأنهم شتموني أيضاً..

لمحتُ سيارهً تقترب مني و بدا على صاحبها عدم القدره لتفاديّي حينها اغمضتُ عيني..

و تمتمتُ [ الى الابد..نحو السماء]

© zahraon ,
книга «زهرتي||».
الفصل الرابع ||أمانه
Коментарі