نفي الخواطر
نفي الخواطر
و هو تسخير القلب والسيطرة علیه حتّي لا يقول قولاً أو يعمل عملاً أو يرد علیه خاطر أو تصوّر إلاّ بإذن صاحبه واختياره، وتحصيل هذه الحالة صعب جدّاً، ولهذا قالوا إنَّ نفي الخواطر من أعظم مُطَهِّرات السِرِّ.
ترك العادات والرسوم والمجاملات
فالمجتمع يحتوي علی طائفة من الناس قد غرقت في المراسم الاجتماعيّة، لا همّ لها سوي جلب الاصدقاء والخلاّن و المجاملة والزيارات، وتتكلّف العادات والتقاليد التي تحفظ لها حُسن الظاهر، تاركة صميم الحياة لحفظ هامشها، جاعلة المعيار في التقبيح والتحسين آراء عوامّ الناس.
وفي المقابل هناك طائفة أُخري اعتزلت الجماعة، وابتعدت عن كلّ نوع من العادات والآداب الاجتماعيّة، وتنصّلت من الاجتماعيّات، فلا معاشرة ولا مزاورة لهم مع الناس، وبقي أصحابها كذلك حتّي عرفوا بالمنزوين.
ولكي يتمكّن السالك من الوصول إلی المقصد، علیه أن يختار طريق الاعتدال بين هذين المسلكين، و أن يقيس ويحدّد النفع والضرر في كلّ أمر اجتماعيّ، على أن يميل إلى تجنب غير أهل الله خاصة من أصحاب العقول الضعيفة من عوامّ الناس.
العزم
ما أن يضع السالك القدم الاُولي في ميدان المجاهدة حتّي تنصبّ علیه الحوادث الشديدة والبلاءات من جانب الناس والمعارف، أُولئك الذين لا يتّبعون سوي هوي النفس والرغبات الإجتماعيّة، يعاتبونه ويوبّخونه بالقول والعمل لكي يبتعد عن وجهته ومقصده.
لذا علی السالك أن يطلب من الله المدد والقوّة حتّي يصمد أمام كلّ هذه المشاكل ويزيلها بسلاح الصبر والتوكّل، وبالالتفات إلی عظمة المقصد علیه أن لا يسمح للخوف مجالاً أمام هذه العواصف الهوجاء.
المحاسبة
وهي عبارة عن اتّخاذ وقت معيّن في الليل والنهار يقوم خلاله بمحاسبة نفسه عن كلّ ما عمله في ليله ونهاره. وإلی هذا الامر إشارة في حديث الإمام موسي بن جعفر علیه السلام في قوله : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً. فإذا تبيّن له أنـّه قد أخطأ، فعلیه أن يستغفر، وفي حال عدم الخطأ يجب أن يشكر الله تعالي شأنه.
الحبّ
لانَّ كلّ الموجودات هي مخلوقات الله، فعلی السالك أن يحبّها جميعاً. سواء كان حيواناً أو إنساناً، كما ورد في الحديث : «إنَّ عمدة شعب الإيمان الشفقة علی خلق الله». و كلّما كانت المودّة أكثر وأعظم فإنَّ أثر الاعمال سوف يكون أعظم وأشدّ رسوخاً.
أُحِبُّ بِحُبِّهَا تَلَعَاتِ نَجْدٍ وَمَا شَغَفِي بِهَا لَوْلاَ هَوَاهَا
أَذِلُّ لآلِ لَيْلَي فِي هَوَاهَا وَأَحْتَمِلُ الاصَاغِرَ وَالكِبَارَا
النيّة
وذلك أن لا يكون للسالك قصد من السلوك سوي نفس السلوك والفناء في الذات الاحديّة. وقد جاء في عدّة أخبار أنَّ للنيّة ثلاث مراتب، منها ما قاله الصادق علیه السلام : العُبَّادُ ثَلاَثَةٌ : قَوْمٌ عَبَدُوا اللَهَ خَوْفاً فَتِلْكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ. وَقَوْمٌ عَبَدُوا اللَهَ طَمَعاً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الاُجَرَاءِ. وَقَوْمٌ عَبَدُوا اللَهَ حُبّاً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الاَحْرَارِ.
بالتأمّل والتدقيق يتّضح أنَّ عبادة الطائفتين الاُوليينِ ليست صحيحة حقيقة، لانَّ عبادتهم لم تكن للّه وإلی الله، وإنَّما تعود إلی عبادة النفس لانَّ عبادتهم تعود في واقعها إلی تلك العلائق والمشتهيات النفسانيّة.
إلَهِي مَا عَبَدْتُكَ خَوْفاً مِنْ نَارِكَ وَلاَ طَمَعاً فِي جَنَّتِكَ، بَلْ وَجَدْتُكَ أَهْلاً لِلْعِبَادَةِ فَعَبَدْتُكَ.
الصمت
حفظ اللسان من التكلّم بالقدر الزائد عن الضرورة مع الناس. وهذا الصمت لازم في جميع مراحل السلوك، وفي كلّ الاوقات.
ويشير إلی هذا الصمت قوله علیه السلام : إنَّ شِيعَتَنَا الخُرْسُ، وفي حديث البزنطيّ عن الإمام الرضا علیه السلام : الصَّمْتُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الحِكْمَةِ، وَإنَّهُ دَلِيلٌ عَلَي كُلِّ خَيْرٍ.
الجوع وقلّة الاكل
وهو ما لا يؤدّي إلی الضعف واضطراب الحال. قال الصادق علیه السلام : الجُوعُ إدَامُ المُؤْمِنِ، وَغِذَاءُ الرُّوحِ، وَطَعَامُ القَلْبِ.
ذلك أنَّ الجوع موجب لخفّة الروح ونورانيّة النفس، ويمكن للفكر في حال الجوع أن يحلِّق إلی الاعلی. أمّا كثرة الاكل والشبع فإنَّه يُتعب النفس ويُملّها ويثقلها ويمنعها من السير في سماء المعرفة.
الاستيقاظ في السحر بقدر ما تحتمله طبيعة السالك.
المداومة علی الطهارة.
المبالغة في التضرّع والمسكنة والبكاء والتذلّل.
الاحتراز عن اللذائذ والمشتهيات قدر المستطاع، والاكتفاء بما يقوم علیه البدن والحياة.
2020-10-01 17:57:15
2
0