الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الأول
في يوم ممطر اتجه هذا الفتى ذو الـ١٥ ربيعاً إلى المقهى الذي يذهب له دوماً.
كان المطر غزيراً والشوارع شبه فارغة.
فمن الأحمق الذي سيضحي بصحته ويخرج في مثل هذا المناخ الممطر؟

بشعره الأسود، وزيه المدرسي الرسمي. حاملاً بين أنامله مظلة لتحميه من الماء ولو قليلاً.
بشرته الشاحبة، وعيناه الداكنتين.

ما إن دخل المقهى استقبله جميع العمال هناك.
الجميع يعرفونه بلا إستثناء بسبب كونه يتجه لهناك كل يوم صباحاً قبل ذهابه للمدرسة.

...

دخلت المقهى بخطى ثابتة، ما إن فُتح الباب تسللت رائحة القهوة والحلوى إلى أنفي عنوة.
جلست على طاولة صغيرة، تربعت جانبها نافذة ضخمة تطل على الشارع.
أشاهده بينما تقوم قطرات المطر بغسل كل إنشٍ فيه.

جاءت إلي نادلة المقهي لتسألني بإبتسامة
"قهوة فرنسية كالعادة؟"
لأوجه نظري لها بإبتسامة بينما اكتفيت بالإيماء فقط.

فتحت أحد الروايات التي كانت بحوزتي و أكملت قراءتها بينما انتظر قهوتي.
نظرت من النافذة الكبيرة بجانبي لأرى أن المطر لايزال يهطل بغزارة.

لماذا يكره الناس المطر؟
هل هم بكامل قواهم العقلية؟
يشيرون دائماً للمطر على انه رمز للحزن و الكآبة
متناسين أن قبل المطر تمتلئ السماء بالغيوم و بعده تشرق الشمس ويظهر قوس القزح يزين السماء بألوانه الزاهية.

السماء كالبشر تماماً تتحمل الكثير فتبكي حتى تعود مشرقة من جديد.
قطع تفكيري صوت النادلة
"طلبك جاهز"
نظرت للقهوة الساخنة و البخار يتدفق منها أمسكتها بيدي الباردتين لادفئهما قليلاً، فالطقس خارجاً جمد أطرافي.

تكلمت النادلة
"هوانج سوك يونج؟ احببت ذوقك"
لأنظر لها بعدما فهمت انها تتحدث عن كاتب روايتي
لأبتسم ثم أرد بعفوية طفيفة.

"أحب كتاباته بشدة"
لتنظر لي وتبادر الحديث، بعدما لمعت عيناها.
"يبدو انك تمتلك ذوقاً كلاسيكياً"
اومئت لها لأتكلم بهدوء.
"أجل هذا صحيح"

انهيت قهوتي دفعت ثمنها ثم غادرت المقهى
هدأ المطر قليلاً وبدأت الشمس تسطع.
قهوتي دائماً تعطيني الطاقة لأكمل يومي، تشجعني على مواجهة كل الهراء والمتاعب التي أقابلها في الخارج.

وصلت إلى المدرسة هذا المكان الذي أمقته بشدة
الجميع هنا يبدو وكأنه تخلى عن عقله في سبيل التأقلم على الوضع السخيف.

إنهم فقط كقطيع الغنم الذين يتبعون راعيهم
يحكمون على الإنسان بالسوء لمجرد أنه مختلف عنهم.

و هذا ما أتعرض أنا له..

أوقفني صوت شخص ما
"أنت يا غريب الأطوار"
نظرت خلفي لأرى المنادي لأجده أحد الطلبة المعروفين في أركان المدرسة.

نظرت له لأقول ببرود
"ماذا تريد؟"
نظر لي بسخرية ثم وجه نظره للرواية التي بين يداي "لازلت مملاً كعادتك"

لم أجبه كالعادة فلم أهتم به من قبل دائماً ما أرد على سخافاته بالتجاهل مما جعلني أبدو كالضعيف أمامهم لكنني لست كذلك كل ما في الأمر أن أمثاله لا يستحقون غضبي حتى
"ماذا هل أكل القط لسانك؟"

لقد جنى على نفسه
اتجهت نحوه ببطئ و نظرت له ببغض، وضعت حينها أمامي جميع مواقفه الدنيئة معي لأشتاط غضباً.
ثم تكلمت بصوت عميق ليزيد من خوف هذا المتعجرف القابع أمامي
"اسمعني ايها المتعجرف كوني مختلفاً عن عقليتك المريضة هذه لا يعني بأنه يحق لك التنمر علي أو الإستهزاء بي، لا تحاول العبث معي مجدداً حتى لا ترى ما لا يحمد عقباه."

أنهيت كلامي وكنت على وشك الذهاب لكنني توقفت و قلت له بنبرة عالية حتى يسمعها من حوله
"وأيضاً أنا لا أهابك وأخشاك أو أتمنى أن أصبح مثلك كما يفعل قطيع البقر الذي حولك هذا"

انهيت كلامي ثم ابتسمت بسخرية فهو راعي الغنم الذي ذكرته سابقاً و من حوله هم الغنم، اتجهت للصف بهدوء وسط النظرات المتعجبة الموجهة لي.

كان اليوم مملاً لم يعجبني إلا شيئاً واحداً فقط...أن الجميع كان يتكلم عن ما فعلته بهذا المتعجرف المغرور في الممر فجميعهم صدموا مني ومن موقفي كما قلت هم كانوا يعتقدونني ضعيفاً.

كان يجب على أحدهم أن يوقفه عند هذا الحد من الغرور.

...

انتهيت من المدرسة لأعود أدراجي وحدي كالعادة للمنزل الذي يقع في حي راقي و هادئ أعيش فيه مع أخي الكبير وحدنا منذ وفاة والداي.

أخي يملك كل ما قد يتمناه مراهقاً عادياً.
أما بالنسبة لي، فكل ما أحتاجه الآن بعض الإهتمام ليعوض ما فقدته في الأعوام الماضية.

أنا أقدر جهده بالطبع، وبالتأكيد شاكراً له.
لكن، عودتي كل يوم وحدي، لأدخل المنزل واجد جميع أركانه فارغة.
قلبي يعتصر ويصرخ من شدة الوحدة.
هذا قد يهدم كل ما يشيده لأجلي.

وصلت للمنزل طرقت على الباب لكن لم يجبني أحد.
لم يصل أخي للمنزل بعد كما توقعت..

أدخلت الرقم السري ثم دخلت و صعدت لغرفتي و أغلقت الباب.

...

استيقظت من نومي وأول شئ قمت به هو الإتجاه لغرفة أخي.
صعدت على السرير و أنا أقوم بإيقاظه وهزه بقوة إلى أن استيقظ ليقول بصوت ناعس
"ماذا تريد بيكهيون؟"
"هل تعلم ما هو اليوم؟"

قلت هذا بطفولية، محاولاً كسب البعض من إهتمامه.
نظرت له وأنا أتمنى أن اسمع إجابةً مرضية على سؤالي.

"لا بيكهيون، لا أتذكر"
قال هذا فقط و عاد للنوم
"أخي توقف عن هذا أنا أعلم أنك تمزح"
قلت هذا و أنا أبتسم، محاولاً إقناع نفسي بالعكس.

قال أخي بخمول لكن بنبرة غاضبة
"بيكهيون توقف عن هذه الحماقة أنا حقاً لا أتذكر، أخرج و اتركني انم بسلام"

قال هذا لتختفي إبتسامتي فجأة
"أحقاً لا تعلم؟"
"لا"

رد بإختصار شديد لأنهض من على السرير
قلت بنبرة مرتفعة "إنه يوم ميلادي!"
قلت هذا ليعتدل هو بجلسته و ينظر لي بتفاجؤ.
لم يكن بحسبانه أنه سينسى هذا اليوم.

و أنا فقط خرجت من الغرفة ليس من الغرفة ففط بل من المنزل بأكمله غير مبالي بنداءاته المستمرة.

اتجهت إلى الحديقة التي أذهب لها دوماً، كانت فارغة كعادتها، مثل حياتي.

جلست على احد المقاعد ازفر أنفاسي بضيق ولم اشعر بدموعي التي تسللت بهدوء من عيناي.

يقول الناس أن عليك تحمل الحياة بحلوها و مرها، فلماذا أتحملها بمرها فقط؟
لا يوجد من يهتم لي أنا مجرد نكرة في هذا العالم.

شعرت بأحد جلس بجانبي لأقم بمسح دموعي بسرعة كدت اقف لأذهب لكنه امسكني
"يمكنك البقاء سأغادر أنا إذا كنت لا تشعر بالراحة"
التفت له لأجده وقف و استعد للرحيل، ربما هو؟
أوقفته لأقول له بصوت خافت
"انتظر..لا بأس ببقاءك هنا، لا مشكلة."

ظللنا كثيراً على هذا الوضع إلى أن كسر هو حاجز الصمت الذي بيننا
"عذراً، لكن ما اسمك؟"
نظرت له بإبتسامة طفيفة على شفتاي لأجيب
"بيون بيكهيون و أنت؟"

رد بإبتسامة أيضاً
"تشانيول..بارك تشانيول"

__________________________
© ⓤⓝⓘⓒⓞⓡⓝ ,
книга «I See You || أنا أراك».
الفصل الثاني
Коментарі