الفصل الخامس
- "إذَا كَانَ هَذَا شَكلُ الحَيَاةِ ، فَمَا شَكلُ الجَحِيمِ؟!"
______________________________________
خرج بيكبيوم بينما شقيقه ينظر للأرض فقط و يتبعه بخطى مشتتة.
لا يعي ما حوله، لا يستطيع استيعاب ما حصل منذ قليل.
كانت نظراته تدل على انه تائه وضائع، أو ربما مفقود!
توقف عن السير فجأة ولا زالت نظراته موجهة لنفس النقطة.. شعره الاسود الطويل قليلاً يغطي وجهه.
تكلم شقيقه عندما لاحظ توقفه المفاجئ
"ما بك؟ السيارة أمامك هيا اركب!"
رفع أخيراً وجهه لينظر لشقيقه بنظرات متعبة.
لينفذ أمره دون التفوه بحرف.. فقط فتح باب السيارة الخلفي وألقى بجسده ثم أغلق الباب خلفه.
لم يتكلم بيكهيون وبالطبع بيكبيوم لم يتجرأ هو أيضاً على الكلام بسبب فعلته. بدأ يستوعب مدى حماقة موقفه..
الصمت والهدوء القاتل والغير مريح هو فقط المسيطر منذ لحظة تحركهم حتى لحظة وصولهم.
وفور دخولهم صعد بيكهيون لغرفته دون التحدث.
و أغلق الباب بتعب وراءه.
ليبدأ بعدها بالبكاء دون توقف.
لا بأس ببعض البكاء أيضا.. صحيح؟
الحزن يأكل ذاته ببطئ، ليزيد من عذابه.
خلع زيه المدرسي وألقى به على السرير بإهمال ليبدله بملابس أخرى مريحة.
لكنها لن تريح نفسيته على أي حال..
لم يكن الإهمال يوماً من عادات هذا الفتى.
ولكن ها هو الآن يتخلى عن عاداته كلها.
لا مشكلة بالتمرد قليلاً..
نظر بجانبه ليرى أشعة الشمس تتسلل بهدوء من النافذة والستائر تتراقص على أنغام الهواء.
كان هذا المنظر ولسبب ما مريح لأعصابه.
يبعث في قلبه المحطم بعضاً من الدفئ.
أعتدل بجلسته ليسمك هاتفه وينقر بأنامله الرفيعة على رقم ما.
أنه تشانيول، فلا يوجد لبيكهيون شخص غيره.
رن الخط بضع رنات ليُسمع بعدها صوت تشانيول العميق.. والمرح في الوقت ذاته.
ابتسم الأخر لا إرادياً لسماعه صوت صديقه.
حاول بيكهيون قدر المستطاع إخفاء نبرته الحزينة والباكية والمحطمة أيضاً. لكنه لم يستطيع ليستسلم ويتكلم بها
"هل يمكنني مقابلتك؟"
قالها بينما هو متأكد أن صديقه لن يرفض طلبه.
"ماذا بك بيكهيون؟ هل انت بخير"
سأل بصوت أجش وهادئ ليضغط الأخر على فرش سريره ويعض على شفته محاولاً إخفاء دموعه مما زاد نبرته حزناً:
"أنا بخير فقط دعنا نتقابل"
"حسنا ، كما تشاء. تجهز الآن و سأنتظرك في نفس المكان ، أم تريد مني القدوم لإصطحابك؟"
سأل هذا محاولاً التخفيف عن صديقه.
"لا بأس لا تأتي ، فقط انتظرني هناك"
أغلق الخط ليبدل ملابسه ثانية لملابس سريعة ونزل بهرولة.
لم ينظر في المرآة حتى فهو لا يهتم إن كان شكله حسناً أم لا.
عندما رآه شقيقه علم على الفور أين سيذهب بيكهيون.
"إلى أين أنت ذاهب؟"
كان يود تجاهله و الخروج لكن لا يجوز فعل هذا.
لذا رد ببرود دون حتى النظر له :
"و ما شأنك أنت؟"
صدم الأخر من هذا الرد ليشتعل غضباً.
"عليك التحدث معي بإحترام فأنا شقيقك الأكبر!"
نظر له بيكهيون بعينيه الحمراء قليلاً بسبب بكاءه و ابتسم باستهزاء
"رائع أنك تحدثت عن بعض الإحترام سيد بيكبيوم!"
قال هذا بنبرة ساخرة لينهيها بإبتسامة جانبية.
قال شقيقه بنبرة هادئة:
"أعلم أنني أخطأت لكن دعنا نتحدث قليلاً"
نظر بيكهيون أمامه مرة أخرى ليرد عليه:
"لا أريد.. فالحديث معك عقيم و لا فائدة ترجى منه"
قال هذه الجملة ثم هم بالخروج ليتجه إلى صديقه.
كان المساء قد حل وكل ما يُرى في الشوارع هو الظلام مع بعض الضوء الخفيف الصادر من المصابيح.
كان الطريق فارغ وكأن البشر انقرضوا.
لكنه لم يهتم، فهو يتمنى هذا على اي حال.
وصل إلى الشاطئ قبل الميعاد المحدد ولم يكن تشانيول قد وصل بعد.
ظل جالساً في صمت يراقب النجوم في السماء والقمر الذي يبدو أنه المسيطر والنجوم تحفه من كل مكان.
ابتسم بخفة على تفكيره..
ليشعر بأحد يجلس بجانبه.
نظر بجانبه ليرى تشانيول جالساً بأريحية ويحدق فيه بإبتسامة.
لكن بيكهيون ادار وجهه مجدداً وكأن شيئاً لم يكن.
وضع تشانيول يده على ذقن بيكهيون ليجعله يلتفت له.
"ماذا حدث؟"
لم يستطع بيكهيون التحدث..لكنه استطاع البكاء.
اجهش بالبكاء ليحتضنه تشانيول بقوة.
ظل تشانيول يربت عليه بخفة لعله يهدئ.
لكن لا فائدة فهو يبكي وكأنه خسر العالم.
شهقاته فقط هي المسموعة نظراً للفراغ الذي يحيط بهم.
لا يمكنك التنبؤ متى سيُنهي هذه الموجة.
لكنه وأخيراً بدأ يهدأ بعد نصف ساعة تقريباً.
بدأت أنفاسه تنتظم مجدداً بالتدريج.
لم يطلق تشانيول سراحه بعد، ظل محتضنه إلى أن طلب بيكهيون هذا بنفسه.
ابتعد قليلاً ليبدأ تشانيول بسؤاله.
"ماذا حدث لك؟"
لكنه لم يقابل شيئاً سوى الصمت..
"أخبرني بيكهيون"
قالها بنبرة شبه مترجية.
تنهد الأخر ليبدأ ، سرد له كل شئ يعاني منه و يشعر به.
لتتجمع الدموع في عيناه مجدداً.
"لم أكن أعلم أن حياتي مماثلة للجحيم إلى هذا الحد"
أنهى كلماته بهذه الجملة، التي كان يحاول جاهداً إنكارها.
عجز تشانيول عن الكلام وكأن لسانه قد عُقد.
لكن كل ما استطاع فعله هو إحتضان صديقه مجدداً، لكن بقوة أكبر هذه المرة.
وبيكهيون فقط شد على هذا العناق و كأنه لا يريد أن يفصله للأبد..
"ما رأيك أن نتناول بعض المثلجات؟"
قال تشانيول بإبتسامة فهو يعلم أن بيكهيون لن يرفض مهما حصل.
______________________________________
قرار إتخاذ تشانيول كصديق لي هو أفضل القرارات التي أتخذتها في حياتي.
لم أخطئ عندما تقربت منه.
هو منقذي ، انتشلني من عالمي المظلم لعالمه المضئ.
لا أريد خسارته أبداً، سأحميه مهما تطلب الأمر.
سنصبح سوياً للأبد، بالطبع فهناك وعد بيننا.
لم أبكي أمام أحدهم من قبل ولا حتى شقيقي، لكن لا بأس بإظهار جانبي الضعيف لتشانيول.
كل هذا فكرت فيه عندما احتضني للمرة الثانية.
عندما عرض عليّ فكرة المثلجات لم أتردد للحظة..
بالرغم من كل ما أمر به لا زلت أحتفظ ببيكهيون الصغير بداخلي... ولا يمكنني التخلص منه.
______________________________________
وصل جونميون بعدما اتصل به صديقه و سرد له ما حصل.
رن الجرس بقوة إلى أن فتح بيكبيوم.
"أنت أحمق ، لم فعلت هذا؟ لمَ لم تستمع إليه كما استمعت لهذا الأحمق؟"
قال جونميون كل هذا دفعة واحدة بصراخ عله يطفئ النار المشتعلة بداخله.
"لم أستطع، انس الأمر فقد حدث ما حدث."
قال هذا ببرود وصوت خافت ، يكفي ما يعانيه من شعور بالذنب وتأنيب ضميره الذي ربما سيقتله.
"لا أصدقك حقاً كيف لك أن تكون بهذا الهدوء وأنت تعلم جيداً أين ذهب شقيقك الآن؟!"
قالها جونميون بهدوء.
لم يرد بيكبيوم فلا يوجد ما يستطيع قوله.
"أنت تحاول إبعاده عن تشانيول، لكنك الآن جعلته يتقرب منه أكثر، فبالتأكيد هو يواسيه الآن"
قال جونميون هذا بنبرة شبه استهزائية.
ارتمى بيكبيوم على الأريكة، يفكر جاهداً في ما سيفعل.
وفي هذه اللحظة احتل الصمت المكان بشكل مرعب
______________________________________
وصلا إلى متجر المثلجات ليبدأ كل واحد منهم تحديد أي النكهات سيختار.
"سأشتري نكهة الفراولة"
قالها بيكهيون ليومئ صديقه "حسناً وأنا أيضاً"
ابتسم بيكهيون ليتجه للمتجر.
"سيدي، أريد اثنين بنكهة الفراولة"
ابتسم الرجل على هذا الطفل في جسد المراهق الذي يقبع أمامه.
"تفضل يا صغيري"
قالها بإبتسامة ليأخذها بيكهيون شاكراً له ويخرج.
أعطى بيكهيون واحدة لتشانيول و تناول هو الأخرى.
ظلوا يتحركون بين الشوارع و هم يتحدثون ويمزحون سوياً.
والأهم من ذلك أن بيكهيون نسي ما يحزنه.
فهنالك من يواسيه دائماً.
______________________________________
"جونميون لدي فكرة"
قالها بيكبيوم بحماس ليرد عليه صديقه بخمول:
"ما هي؟"
اعتدل بيكبيوم في جلسته و يحكي فكرته بحماس "ما رأيك أن نأتي بشخص أخر يتقرب من بيكهيون ليرتبط بيكهيون به وينسى وجود تشانيول هذا؟"
"للوهلة الأولى شعرت أنها فكرة حمقاء كصاحبها، لكنني بدأت أقتنع بها"
قالها جونميون بينما يتظاهر بالتفكير ليضحك بيكبيوم بخفة.
"الجزء المهم يكمن هنا، من سيصلح لهذه المهمة؟"
سأل بيكبيوم ليرد جونميون:
"أعرف شخصاً سيصلح لهذه المهمة"
قالها جونميون ليقفز بيكبيوم من مكانه
"حقاً؟! فلتكلمه في هذا الأمر جونميون من فضلك"
"حسناً سأفعل هذا غداً"
قطع حديثهما صوت فتح الباب ليفزع كلاهما.
"مرحباً جونميون!" قالها هذا الصغير بحماس ليرحب به جونميون.
ثم صعد بيكهيون لغرفته.
"تغير مزاجه بمجرد مقابلة تشانيول!"
قالها بيكبيوم ليردف جونميون:
"كم أن الحقيقة مؤسفة! ستكون كالصاعقة عليه إن علم بها"
______________________________________
دخل بيكهيون غرفته وبدل ملابسه ثم جلس على سريره.
يشعر بسعادة عارمة لا يمكن وصف شعوره.
تغيرت حالته تماماً بسبب مقابلته لتشانيول فقط.
لكن هل سينتهي كل شئ حدث اليوم هنا؟
بالطبع لا.
أمسك بهاتفه ليتصل بتشانيول
"مرحباً ، هل وصلت؟"
"أجل منذ قليل"
"هل هذا المتعجرف عندك؟"
سأل بيكهيون مشيراً لزوج والدة تشانيول
قهقه تشانيول بخفة
"أجل لكنني في غرفتي بالإضافة إلى ذلك أمي هنا، لن يستطيع إيذائي"
"لم لا تخبرها فحسب؟ أعني هذا سيخفف عنك كثيراً"
سأل بيكهيون محاولاً حل مشاكل صديقه.
"لا يمكنني فعل هذا"
اكتفى تشانيول بهذه الإجابة فقط.
لم يُرد بيكهيون الإثقال عليه بأسئلته، لذا غير مجرى الموضوع.
"هل سنتقابل غداً؟"
"بالطبع!"
قالها تشانيول بحماس ليبتسم بيكهيون.
"حسناً وداعاً، أراك لاحقاً"
أنتهت المكالمة بينهم لينام بيكهيون وهو سعيد.
حياته مهما كان مدى سوادها، سيلونها صديقه لأجله في كل مرة.
كم مرة عليه أن يحمد الرب لوجود تشانيول في حياته؟
______________________________________
بدأت الشمس في إشراقها، لاعطي فرصة للأحياء بالهوض في تجارب وفرص جديدة.
اتصل جونميون بصديقه
"بيكبيوم وجدت شخصاً يمكنه التقرب من بيكهيون، مقابل بعض المال"
تفاجئ بيكبيوم بشدة
"المال!"
"أجل"
فكر قليلاً، مشكلته ليست في المال فهو يملك منه الكثير. هل هكذا يعتبر أنه قد باع شقيقه؟
هذا لمصلحته على كل حال..
"حسناً أنا موافق"
______________________________________
خرج بيكبيوم بينما شقيقه ينظر للأرض فقط و يتبعه بخطى مشتتة.
لا يعي ما حوله، لا يستطيع استيعاب ما حصل منذ قليل.
كانت نظراته تدل على انه تائه وضائع، أو ربما مفقود!
توقف عن السير فجأة ولا زالت نظراته موجهة لنفس النقطة.. شعره الاسود الطويل قليلاً يغطي وجهه.
تكلم شقيقه عندما لاحظ توقفه المفاجئ
"ما بك؟ السيارة أمامك هيا اركب!"
رفع أخيراً وجهه لينظر لشقيقه بنظرات متعبة.
لينفذ أمره دون التفوه بحرف.. فقط فتح باب السيارة الخلفي وألقى بجسده ثم أغلق الباب خلفه.
لم يتكلم بيكهيون وبالطبع بيكبيوم لم يتجرأ هو أيضاً على الكلام بسبب فعلته. بدأ يستوعب مدى حماقة موقفه..
الصمت والهدوء القاتل والغير مريح هو فقط المسيطر منذ لحظة تحركهم حتى لحظة وصولهم.
وفور دخولهم صعد بيكهيون لغرفته دون التحدث.
و أغلق الباب بتعب وراءه.
ليبدأ بعدها بالبكاء دون توقف.
لا بأس ببعض البكاء أيضا.. صحيح؟
الحزن يأكل ذاته ببطئ، ليزيد من عذابه.
خلع زيه المدرسي وألقى به على السرير بإهمال ليبدله بملابس أخرى مريحة.
لكنها لن تريح نفسيته على أي حال..
لم يكن الإهمال يوماً من عادات هذا الفتى.
ولكن ها هو الآن يتخلى عن عاداته كلها.
لا مشكلة بالتمرد قليلاً..
نظر بجانبه ليرى أشعة الشمس تتسلل بهدوء من النافذة والستائر تتراقص على أنغام الهواء.
كان هذا المنظر ولسبب ما مريح لأعصابه.
يبعث في قلبه المحطم بعضاً من الدفئ.
أعتدل بجلسته ليسمك هاتفه وينقر بأنامله الرفيعة على رقم ما.
أنه تشانيول، فلا يوجد لبيكهيون شخص غيره.
رن الخط بضع رنات ليُسمع بعدها صوت تشانيول العميق.. والمرح في الوقت ذاته.
ابتسم الأخر لا إرادياً لسماعه صوت صديقه.
حاول بيكهيون قدر المستطاع إخفاء نبرته الحزينة والباكية والمحطمة أيضاً. لكنه لم يستطيع ليستسلم ويتكلم بها
"هل يمكنني مقابلتك؟"
قالها بينما هو متأكد أن صديقه لن يرفض طلبه.
"ماذا بك بيكهيون؟ هل انت بخير"
سأل بصوت أجش وهادئ ليضغط الأخر على فرش سريره ويعض على شفته محاولاً إخفاء دموعه مما زاد نبرته حزناً:
"أنا بخير فقط دعنا نتقابل"
"حسنا ، كما تشاء. تجهز الآن و سأنتظرك في نفس المكان ، أم تريد مني القدوم لإصطحابك؟"
سأل هذا محاولاً التخفيف عن صديقه.
"لا بأس لا تأتي ، فقط انتظرني هناك"
أغلق الخط ليبدل ملابسه ثانية لملابس سريعة ونزل بهرولة.
لم ينظر في المرآة حتى فهو لا يهتم إن كان شكله حسناً أم لا.
عندما رآه شقيقه علم على الفور أين سيذهب بيكهيون.
"إلى أين أنت ذاهب؟"
كان يود تجاهله و الخروج لكن لا يجوز فعل هذا.
لذا رد ببرود دون حتى النظر له :
"و ما شأنك أنت؟"
صدم الأخر من هذا الرد ليشتعل غضباً.
"عليك التحدث معي بإحترام فأنا شقيقك الأكبر!"
نظر له بيكهيون بعينيه الحمراء قليلاً بسبب بكاءه و ابتسم باستهزاء
"رائع أنك تحدثت عن بعض الإحترام سيد بيكبيوم!"
قال هذا بنبرة ساخرة لينهيها بإبتسامة جانبية.
قال شقيقه بنبرة هادئة:
"أعلم أنني أخطأت لكن دعنا نتحدث قليلاً"
نظر بيكهيون أمامه مرة أخرى ليرد عليه:
"لا أريد.. فالحديث معك عقيم و لا فائدة ترجى منه"
قال هذه الجملة ثم هم بالخروج ليتجه إلى صديقه.
كان المساء قد حل وكل ما يُرى في الشوارع هو الظلام مع بعض الضوء الخفيف الصادر من المصابيح.
كان الطريق فارغ وكأن البشر انقرضوا.
لكنه لم يهتم، فهو يتمنى هذا على اي حال.
وصل إلى الشاطئ قبل الميعاد المحدد ولم يكن تشانيول قد وصل بعد.
ظل جالساً في صمت يراقب النجوم في السماء والقمر الذي يبدو أنه المسيطر والنجوم تحفه من كل مكان.
ابتسم بخفة على تفكيره..
ليشعر بأحد يجلس بجانبه.
نظر بجانبه ليرى تشانيول جالساً بأريحية ويحدق فيه بإبتسامة.
لكن بيكهيون ادار وجهه مجدداً وكأن شيئاً لم يكن.
وضع تشانيول يده على ذقن بيكهيون ليجعله يلتفت له.
"ماذا حدث؟"
لم يستطع بيكهيون التحدث..لكنه استطاع البكاء.
اجهش بالبكاء ليحتضنه تشانيول بقوة.
ظل تشانيول يربت عليه بخفة لعله يهدئ.
لكن لا فائدة فهو يبكي وكأنه خسر العالم.
شهقاته فقط هي المسموعة نظراً للفراغ الذي يحيط بهم.
لا يمكنك التنبؤ متى سيُنهي هذه الموجة.
لكنه وأخيراً بدأ يهدأ بعد نصف ساعة تقريباً.
بدأت أنفاسه تنتظم مجدداً بالتدريج.
لم يطلق تشانيول سراحه بعد، ظل محتضنه إلى أن طلب بيكهيون هذا بنفسه.
ابتعد قليلاً ليبدأ تشانيول بسؤاله.
"ماذا حدث لك؟"
لكنه لم يقابل شيئاً سوى الصمت..
"أخبرني بيكهيون"
قالها بنبرة شبه مترجية.
تنهد الأخر ليبدأ ، سرد له كل شئ يعاني منه و يشعر به.
لتتجمع الدموع في عيناه مجدداً.
"لم أكن أعلم أن حياتي مماثلة للجحيم إلى هذا الحد"
أنهى كلماته بهذه الجملة، التي كان يحاول جاهداً إنكارها.
عجز تشانيول عن الكلام وكأن لسانه قد عُقد.
لكن كل ما استطاع فعله هو إحتضان صديقه مجدداً، لكن بقوة أكبر هذه المرة.
وبيكهيون فقط شد على هذا العناق و كأنه لا يريد أن يفصله للأبد..
"ما رأيك أن نتناول بعض المثلجات؟"
قال تشانيول بإبتسامة فهو يعلم أن بيكهيون لن يرفض مهما حصل.
______________________________________
قرار إتخاذ تشانيول كصديق لي هو أفضل القرارات التي أتخذتها في حياتي.
لم أخطئ عندما تقربت منه.
هو منقذي ، انتشلني من عالمي المظلم لعالمه المضئ.
لا أريد خسارته أبداً، سأحميه مهما تطلب الأمر.
سنصبح سوياً للأبد، بالطبع فهناك وعد بيننا.
لم أبكي أمام أحدهم من قبل ولا حتى شقيقي، لكن لا بأس بإظهار جانبي الضعيف لتشانيول.
كل هذا فكرت فيه عندما احتضني للمرة الثانية.
عندما عرض عليّ فكرة المثلجات لم أتردد للحظة..
بالرغم من كل ما أمر به لا زلت أحتفظ ببيكهيون الصغير بداخلي... ولا يمكنني التخلص منه.
______________________________________
وصل جونميون بعدما اتصل به صديقه و سرد له ما حصل.
رن الجرس بقوة إلى أن فتح بيكبيوم.
"أنت أحمق ، لم فعلت هذا؟ لمَ لم تستمع إليه كما استمعت لهذا الأحمق؟"
قال جونميون كل هذا دفعة واحدة بصراخ عله يطفئ النار المشتعلة بداخله.
"لم أستطع، انس الأمر فقد حدث ما حدث."
قال هذا ببرود وصوت خافت ، يكفي ما يعانيه من شعور بالذنب وتأنيب ضميره الذي ربما سيقتله.
"لا أصدقك حقاً كيف لك أن تكون بهذا الهدوء وأنت تعلم جيداً أين ذهب شقيقك الآن؟!"
قالها جونميون بهدوء.
لم يرد بيكبيوم فلا يوجد ما يستطيع قوله.
"أنت تحاول إبعاده عن تشانيول، لكنك الآن جعلته يتقرب منه أكثر، فبالتأكيد هو يواسيه الآن"
قال جونميون هذا بنبرة شبه استهزائية.
ارتمى بيكبيوم على الأريكة، يفكر جاهداً في ما سيفعل.
وفي هذه اللحظة احتل الصمت المكان بشكل مرعب
______________________________________
وصلا إلى متجر المثلجات ليبدأ كل واحد منهم تحديد أي النكهات سيختار.
"سأشتري نكهة الفراولة"
قالها بيكهيون ليومئ صديقه "حسناً وأنا أيضاً"
ابتسم بيكهيون ليتجه للمتجر.
"سيدي، أريد اثنين بنكهة الفراولة"
ابتسم الرجل على هذا الطفل في جسد المراهق الذي يقبع أمامه.
"تفضل يا صغيري"
قالها بإبتسامة ليأخذها بيكهيون شاكراً له ويخرج.
أعطى بيكهيون واحدة لتشانيول و تناول هو الأخرى.
ظلوا يتحركون بين الشوارع و هم يتحدثون ويمزحون سوياً.
والأهم من ذلك أن بيكهيون نسي ما يحزنه.
فهنالك من يواسيه دائماً.
______________________________________
"جونميون لدي فكرة"
قالها بيكبيوم بحماس ليرد عليه صديقه بخمول:
"ما هي؟"
اعتدل بيكبيوم في جلسته و يحكي فكرته بحماس "ما رأيك أن نأتي بشخص أخر يتقرب من بيكهيون ليرتبط بيكهيون به وينسى وجود تشانيول هذا؟"
"للوهلة الأولى شعرت أنها فكرة حمقاء كصاحبها، لكنني بدأت أقتنع بها"
قالها جونميون بينما يتظاهر بالتفكير ليضحك بيكبيوم بخفة.
"الجزء المهم يكمن هنا، من سيصلح لهذه المهمة؟"
سأل بيكبيوم ليرد جونميون:
"أعرف شخصاً سيصلح لهذه المهمة"
قالها جونميون ليقفز بيكبيوم من مكانه
"حقاً؟! فلتكلمه في هذا الأمر جونميون من فضلك"
"حسناً سأفعل هذا غداً"
قطع حديثهما صوت فتح الباب ليفزع كلاهما.
"مرحباً جونميون!" قالها هذا الصغير بحماس ليرحب به جونميون.
ثم صعد بيكهيون لغرفته.
"تغير مزاجه بمجرد مقابلة تشانيول!"
قالها بيكبيوم ليردف جونميون:
"كم أن الحقيقة مؤسفة! ستكون كالصاعقة عليه إن علم بها"
______________________________________
دخل بيكهيون غرفته وبدل ملابسه ثم جلس على سريره.
يشعر بسعادة عارمة لا يمكن وصف شعوره.
تغيرت حالته تماماً بسبب مقابلته لتشانيول فقط.
لكن هل سينتهي كل شئ حدث اليوم هنا؟
بالطبع لا.
أمسك بهاتفه ليتصل بتشانيول
"مرحباً ، هل وصلت؟"
"أجل منذ قليل"
"هل هذا المتعجرف عندك؟"
سأل بيكهيون مشيراً لزوج والدة تشانيول
قهقه تشانيول بخفة
"أجل لكنني في غرفتي بالإضافة إلى ذلك أمي هنا، لن يستطيع إيذائي"
"لم لا تخبرها فحسب؟ أعني هذا سيخفف عنك كثيراً"
سأل بيكهيون محاولاً حل مشاكل صديقه.
"لا يمكنني فعل هذا"
اكتفى تشانيول بهذه الإجابة فقط.
لم يُرد بيكهيون الإثقال عليه بأسئلته، لذا غير مجرى الموضوع.
"هل سنتقابل غداً؟"
"بالطبع!"
قالها تشانيول بحماس ليبتسم بيكهيون.
"حسناً وداعاً، أراك لاحقاً"
أنتهت المكالمة بينهم لينام بيكهيون وهو سعيد.
حياته مهما كان مدى سوادها، سيلونها صديقه لأجله في كل مرة.
كم مرة عليه أن يحمد الرب لوجود تشانيول في حياته؟
______________________________________
بدأت الشمس في إشراقها، لاعطي فرصة للأحياء بالهوض في تجارب وفرص جديدة.
اتصل جونميون بصديقه
"بيكبيوم وجدت شخصاً يمكنه التقرب من بيكهيون، مقابل بعض المال"
تفاجئ بيكبيوم بشدة
"المال!"
"أجل"
فكر قليلاً، مشكلته ليست في المال فهو يملك منه الكثير. هل هكذا يعتبر أنه قد باع شقيقه؟
هذا لمصلحته على كل حال..
"حسناً أنا موافق"
Коментарі