Chapter 1
لسنا الأفضل .
و لسنا مثاليين .
و لكننا بكل تأكيد اذا إحتجتنا ستجدنا .
هذا ما تعلمته من صغري و حتي الآن..و لازلت آخذ هذه الكلمات كشعاراً لي في حياتي .
هذا الشعار وجدته في كل شخصٍ كان في هذه المجموعة .
إناساً طيبون..متعاونون..و متحابون .
لم يكن هناك يوماً و شعرت بالخذل من شخصٍ ما أو بالخيانة .
لقد كنا نتشارك نفس الصفات و المشاعر و التي كانت ترأسها المحبة و الطيبة .
و هذا ما قد علمنا إياه قائدنا..
و أبي..
"فالكايتري؟"
نادني صوتاً ناعماً لطالما أحببت أن أسمعه، كنت واقفة في مكاني أُرتب الذي أمامي علي الطاولة، إلتفتت و نظرت ورائي لصاحبة الصوت بإبتسامة تزين وجهي .
"أمي؟"
أجبت ندائها لي حتي تقدمت لي و أمسكت بكتفي و الإبتسامة لا تغادر ثغرها .
"هل جمعتي المكونات التي طلبتها..؟" اومئت لها و أفسحت لها مكاناً لتري الطاولة التي رتبتها بكل شئ هي طلبته .
"اوه لقد قمتي بعملٍ رائع، عزيزتي!" إحتضنتني بخفة ثم تركتني بسرعة .
"يجب علي الإستعداد، أليس كذلك؟"
"بالطبع!" ضحكت في وجهها و أنا أراها تستعد لما ستقوم به ثم بقيت لدقيقة و بعدها ذهبت لخارج المنزل .
هارييت .
هذا كان إسمها .
لقد كانت أكثر من أم بالنسبة لي .
ملجأي..علاجي..و كل ما تخيلته .
لقد سدت الفجوة التي بداخلي لعدم وجود أُماً لي .
برغم من إنها والدة صديقتي المقربة جين-آن و لكنها تعتبر نفسها أماً لي و حتي لم يكن لديها مانع عندما طلبت منها أن أناديها بأمي .
كل شخص في المجوعة لديه دوراً هاماً .
هناك من يعد الطعام و من يدير شئون المجموعة و هناك ايضاً حراس للحدود..كما يوجد التمرين الخاص بكل شخص بما إن مجموعتنا تتقسم الي مستذئبين و ساحرات .
أما عني فأنا من فئة المستذئبين برغم من علمي بأن امي كانت ساحرة و لكن ولدت مثل أبي الذي بسببه وحد الفئتين بعد إنتشار العداوة التي بينهم و رفض المجموعات بالمستذئبين الذين رفقاتهم ساحرات و العكس .
أصبحت لك المجموعة كمثل المأوي لكل من رفض من مجموعته الخاصة لذلك مع الوقت أصبحنا أقوي و أكثر .
و إستطاع أبي أن ينشر الطيبة و الكرم بينهم حتي أصبحنا نمشي علي مبدأ الأخوة . و أكبر مثال أمامكم هو أنا و جين-آن..
مستذئبة و ساحرة .
برغم من إختلافنا و لكننا نقوم بكل شئ معاً..حتي التمارين .
أنا احاول أن أساعدها في حفظ التعاويذ و المكونات حتي أني حفظت البعض منها و هي تساعدني في تمارين القتال الخاصة بالمستذئبين .
و أهم شئ بأن كل واحدة منا تتخذ الأخري كمشجعة أولي لها .
"فالكايتري!"
سمعت جين-آن تناديني لتوقظني من السرح بعقلي و تأتي ركضاً إلي .
"ماذا؟!"
"هيا تأخرنا علي موعد الغداء!"
أمسكت بيدي و ركضنا الي قاعة المجموعة..حيث توجد الأربع طاولات طوال يمكنك قول أن تلك الطاولات مثل الذين في هوجوارتس..نقيم في تلك القاعة الإحتفالات و الإجتماعات و الوجبات الثلاثة كل يوم .
هي مقر المجموعة بمعني أصح .
سحبتني جين-آن الي مكانٍ فارغ لنا نحن الإثنان لنجلس به و لسوء حظنا..كان بالقرب من إبيجيل و أصدقائها .
تلك اللعينة و لا أعلم لم، تعتقد نفسها ملكة المجموعة فقط لأنها تمتلك وجهاً جميلاً لكن فقط إن ألقيت نظرة تحت ذلك القناع فستفر منها علي الفور .
ببساطة كل ما يجمعنا بها هو أنا تعتقد نفسها ستفوز بقلب آليك ستون .
يمكنكم القول بأنني معجبة قليلاً به..
أو كثيراً لا أعلم!
لكنها بعد أن قامت بشجار مع جين-آن التي تشاجرت لأجلي، أصبح هناك كمثل المنافسة عليه .
جين-آن تخبرها بأني أنا من سأفوز به و هي و صديقاتها يقولون بأنها هي من ستفعل .
لكني حقاً لا أهتم بتلك السخافات .
نعم، أنا معجبة بآليك لكني لا أريد شجارات أو منافسات .
"مرحباً جين-آنا ." صوت إبيجيل لفت إنتباهي أنا و جين..برغم من نطقها لإسم جين-آن بطريقة خاطئة بطريقة خاطئة..هي إبتسمت و ردت .
"مرحباً إبيجيلين..لم ألاحظك هناك..بالفعل أنا لست متفاجئة لإنك لا شئ بالنسبة لي ." إبتسامة جين-آن زادت عندما رأت إبيجيل تشيط بغضبها من الكلام الموجه لها .
"فالكايري..أو مهما كان أسمك! أخبري صديقتك أن تتحدث بطريقة أفضل معي لأني فالمرة القادمة لن يعجبها الأمر!" صوتها تعالي جاذبة إنتباه البعض من حولنا و من ضمنهم آليك الذي كان يجلس في الطاولة المقابلة لي مع أصدقاؤه يشاهدوننا الآن .
زاوية شفتي إرتفعت علي كلامها و تركت الطعام الذي بيدي و نظرت لها بكل البرود الذي يمكن أن تشعر به في حياتها .
"ما بالك مع نطق الأسماء الخاطئ اليوم؟ ألديك مشكلة في ذاكرتك؟ أم تحتاجين لمن يعلمك النطق من جديد؟..اذا كنتي تريدين قول شيئاً لصديقتي فقوليه مباشرةً إليها..كونك تأمريني بإخبارها شيئاً لها و هي أمامك لا يجعلك قوية أو شجاعة..بل متخلفة ."
بعد كل كلمة كنت أقولها، القاعو كانت تهدأ أكثر فأكثر حتي هدأت تماماً و سمعوا كل ما قلته لها .
برغم من وجود والداها هنا و أصدقائها و حتي الفتي الذي يعجبها..لم أهتم لأي شخص .
فلتذهب هي و سمعتها إلي الجحيم .
و بعد تلك الكلمات أمسكت بيد جين-آن و خرجنا بعد تأكدنا بأنها غير قادرة علي الكلام من الغضب..و الحرج .
"فالكايتري! ما فعلتيه بالداخل كان مذهلاً يا فتاة!"
"أصمتي، لم أتمكن من إكمال وجبتي بسبب شجاراتك و الآن علي إنتظار العشاء لكي أكمل طعامي ." صمتت قليلاً لنظل نمشي في صمت لكنه كان غريباً حتي قطعته أنا مرة أخري .
"هل يمكنك التوقف عن القيام بالشجارات معها؟..هي حقاً تستفزني و أنا لا أريد بتسييب أعصابي علي شيئاً ليس له معني ." نظرة الندم كانت في عينيها و صمتها الذي طال جعلني أزفر نفساً و أتحدث مرة أخري .
"أنظري، أنا أعلم بأن الموضوع صعب خاصتاً بأنها هي من تبدأ، لكننل يجب أن نتصداها حتي لا نكبر المشاكل أكثر، حسناً؟" أومئت لي لأبتسم و أقوم بلف ذراعي حول كتفيها لنكمل مشينا .
ظللنا نتجول بصمت في المجموعة حتي وصلنا الي ساحة التدريبات و دخلنا المبني الذي يعد قاعة التي بها المعدات .
"أتعلمين، جيني؟" تركت كتفيها و ذهبت لوحدات من المعدات بينما هي وقفت تشاهدني .
"أشعر في بعض الأحيان أنني لا أنتمي الي هنا ." ضيقت حاجبيها و النبرة في صوتها تغيرت .
"ماذا تقصدين؟" نظرت لها و أنا لازلت أعبث في ما بيدي .
"أعني بأني في بعض الأحيان أشعر و أني لا يجب أن أكون هنا..شيئاً غريباً دائماً ما يكون معلق في ذهتي و لكني لا أعلم ما هو ." صمتت قليلاً ثم ردت بعد فترة من التفكير .
"بالتأكيد هذا حنينك للرفيق..أخبرتك أن تذهبي و تخبري آليك بمشاعرك ." زفرت بنفاذ صبر .
"اللعنة عليكي! هذا ليس وقتاً للمزاح!" رميت عليها الكرة و هي صدتها بينما تضحك .
ظلت علي الوضع حتي رفعت يداها لي .
"حسناً حسناً، سأتوقف.." هدأت قليلاً ثم أكملت: "علي أي حال، إنه موعد القصة، هيا بنا ."
خرجنا من القاعة في طريقنا الي ذلك التجمع حول شعلة النار..
التي يقف أمامها أبي..
و قائد المجموعة..
كاسيوس..
يوم القصة هذا يكون يوم الثلاثاء من كل إسبوع، يتجمع فيه كل من يشاء الإستماع لقصة سواء الكبار أو الصغار .
نجلس كلنا حول شعلة النار التي يدور حولها أبي و يبقي يحكي لنا مغامراته و حروبه التي خاضها مع أعدائه .
"لقد كان يوماً بارداً،
كانت حرباً عليها أن تنتهي،
و كان علي أحداً منا الفوز،
لذلك كنا نقف أنا و العدو أمام بعضنا و كل منا وراؤه جيشاً .
و من ثم بدأت الحرب .
أنا أضرب و هو يصد..
كنت أنا من يفوز معظم الوقت في القتال..
فهو كان جباناً ."
صوت فتاً ممن يستمعون صاح بسؤالاً عالياً .
"ما كان إسم هذا العدو؟"
"جايس واترز ."
الإسم نوعاً ما أشعرني بالقشعريرة الغريبة لذلك سألته أنا الأخري .
"متي كانت تلك الحرب؟"
"منذ ١٩ عاماً ."
عام ولادتي اذاً .
ظل يكمل قصته عن القتال و المشاعر التي إرتابته في تلك اللحظات المتوترة .
"القتال كان شديداً و موتراً..
ظللنا نتقاتل حتي أهلكت أجسادنا و كدت أفوز و أقوم بإقتلاع قلبه من مكانه..
لكنه إستطاع الإفلات و قطع قدمي اليسري ."
قالها و هو يشير إلي قدمه الخشبية..اذاً جايس هو من قطع قدم أبي .
الحقير! كيف يتجرأ؟!
"فالنهاية، الحرب إنتهت علي فوزي أنا و من حينها جايس لم يستطع مواجهتي مرة أخري ."
إنتهت القصة و الجميع ذهب إلي أشغالة و لكني ظللت أنا و جين-آن جالسين أمام النار .
كلما ذهب الناس، ظهروا أكثر الذين لازالوا جالسين .
و كان من ضمنهم آليك و أصدقاؤه .
بعد ذهاب الجميع و حتي أبي ظللنا نحن و هم حول النار، حتي تحدث آليك .
"أتعلمون؟ هذه الحرب ورائها قصة كبيرة ." رءوسنا جميعها إلتفتت نحوه منتظرين منه أن يكمل .
"ماذا تقصد؟" سأل صديقه .
"إجتمعوا حولي، سأخبركم ." إقتربت أنا و جين له لنستمع حتي هو لاحظ ذلك، عندما جلسنا كلنا حوله و شعر أنه أصبح جاهزاً لقول ما في ذهنه، تحدث .
"تلك القصة وراء الحرب لها علاقة بالأركايترزم ."
"آليك، أنت تعلم بأنه لا يجب علينا التحدث عن هذا المرض، صحيح؟" تحدثت جين لكنه أكمل .
"أعلم، لكن هذه أسطورة متداولة، أستغرب كثيراً كيف لكم بألا تعرفوها ." كلامه غريب..لكني لا أمانعه .
بل أريد معرفة المزيد .
"و ما تلك العلاقة التي تربطهم؟" فجأة سألته لكي ينتبه لسؤالي لأشعر به يفكر ثم يرد بما لا أريد سماعه .
"فالحقيقة أنا لا أعلم ."
"اذا كنت لا تعلم، لم جمعتنا من البداية؟" تحدثت جين بقوة لتتشكل علي -آليك- ملامحه الإحراج .
"أنا فقط أخبركم-.."
"نحن بالفعل لا نعلم ما هي حقيقة ذلك الأركايترزم، لذلك لا تقل السخافات ."
"أنا حقاً لا أمزح ."
"اذا كان لديك شيئاً، فلتبقيه لنفسك لأنه اذا كان حقيقياً لكان أخبرنا به القائد-.." قاطعتها .
"إنتظري جين، إجعليه يقول ما لديه و بعدها سنحكم اذا كان حقيقياً أم لا ." أوقفتها عن الحديث معه بعنف .
أعني لم تتحدث معه بتلك الطريقة و هي تريده أن يكون صديقنا حتي تجعلنا نتقرب و أكون رفيقته؟
*أريد أن أجادل لذلك سيكون هناك حواراً بيننا .* سمعت صوتها في عقلي .
فهمت الآن .
رفعت نظري من عليها و نظرت له و بالفعل الإمتنان كان يملأ ملامحه .
"الفا جايس كان بالفعل علي عداوة مع القائد و نتيجتها كان هذا المرض و من ثم كان آخر لقاء بينهم منذ ١٩ عاماً حين حصلت تلك الحرب التي حكي عنها القائد اليوم و فاز قائدنا بعدما قتل رفيقة ذلك الألفا ." الصمت عم المكان بيننا و الصدمة ملأت كل مكان في عقلي .
ظللت واقفو لا أستوعب شيئاً .
كيف فعل أبي هذا؟!
"هل أنت متأكد مما تقوله؟" سألت .
"لا..لست متأكداً من كل شئ..أنت تعلمين، الكثير من الأشياء تتحرف مع الوقت ." أومئت له و الكلام يُعاد في عقلي .
ما سر تلك العداوة؟
ما موضوع ذلك الأركايترزم؟
هل كل ما يُقال هو الحقيقة؟
الفضول سيأكلني .
إنتهي آليك من حديثه و بدأ أصدقاؤه بالتفرق و كذلك نحن، شبكت جين ذراعها بخاصتي و بدأنا نمشي مبتعدين .
*حاول البحث أكثر عن الأمر و أخبرني .*
قمت بتواصل عقلي مع آليك ثم نظرت ورائي لأراه ينظر لي و يومئ .
في نهاية اليوم، تمددت علي سريري أفكر بالأمر .
لا أصدق بأن أبي فعل كل ذلك و لكنه خاض الكثير من المعارك..من العادي له أن يقتل شخصاً ما..صحيح؟
التفكير لازمني في تلك الليلة حتي نمت بصعوبة و في اليوم التالي بعد التمرين رأيت آليك يأتي نحوي ثم يتخطاني .
"تعالي معي ."
كلمتين جعلتني أتحرك ببطء وراؤه حتي وصلنا إلي مكاناً هادئاً بعيداً عن الكل أمام بحيرة .
"هل ستخبرني بما لديك أم ستظل تمشي بدون توقف؟" إلتفت إلي ثم تنهد و بدأ يتحدث..
_____________________
الفتاتان كانا بالقرب من البحيرة لذلك كان من السهل عليهم رؤيته معها بوضوح .
"بالتأكيد يتواعدون ."
"علينا إخبار إبيجيل بما رأيناه فالحال ."
_____________________
"إنظري، حاولت أن أبحث و أتذكر ما حدث و إليك ما عرفته..الأركايترزم كان مرضاً..أو لعنة أنا لا أعلم، لكنها قامت علي مجموعة ذلك الألفا جايس، بطريقة ما والدتك آجنس كانت لها علاقة به، و لأن هذا المرض كان فتاكاً فماتت رفيقة جايس لكي تقضي علي المرض و من ثم حصلت تلك الحرب ." تحدث آليك بسرعة حتي إنتهي، ظللت أنظر له أحاول ربط كلامه الآن مع ما قاله البارحة .
"اذاً أبي لم يقتلها ." هز كتفيه بقلة حيلة .
"لا أعلم، لكن هذا ما توصلت إليه ." إبتسمت له و أمسكت كتفاه بإمتنان .
"شكراً لك آليك ." و بعدها ذهبت .
كل هذه الحكايات و الأفكار تعود لتلك العداوة التي لا أعلم التي متي إستمرت .
و ما علاقة أمي بالموضوع .
سلكت طريقي إلي البيت لكني سمعت صوت أبي بعد أن دخلت أوقفني عما أفعله..
"فالكايتري كانت مجرد طريقة لتحطيم جايس لكنها فالنهاية ليست إبنتي ."
و لسنا مثاليين .
و لكننا بكل تأكيد اذا إحتجتنا ستجدنا .
هذا ما تعلمته من صغري و حتي الآن..و لازلت آخذ هذه الكلمات كشعاراً لي في حياتي .
هذا الشعار وجدته في كل شخصٍ كان في هذه المجموعة .
إناساً طيبون..متعاونون..و متحابون .
لم يكن هناك يوماً و شعرت بالخذل من شخصٍ ما أو بالخيانة .
لقد كنا نتشارك نفس الصفات و المشاعر و التي كانت ترأسها المحبة و الطيبة .
و هذا ما قد علمنا إياه قائدنا..
و أبي..
"فالكايتري؟"
نادني صوتاً ناعماً لطالما أحببت أن أسمعه، كنت واقفة في مكاني أُرتب الذي أمامي علي الطاولة، إلتفتت و نظرت ورائي لصاحبة الصوت بإبتسامة تزين وجهي .
"أمي؟"
أجبت ندائها لي حتي تقدمت لي و أمسكت بكتفي و الإبتسامة لا تغادر ثغرها .
"هل جمعتي المكونات التي طلبتها..؟" اومئت لها و أفسحت لها مكاناً لتري الطاولة التي رتبتها بكل شئ هي طلبته .
"اوه لقد قمتي بعملٍ رائع، عزيزتي!" إحتضنتني بخفة ثم تركتني بسرعة .
"يجب علي الإستعداد، أليس كذلك؟"
"بالطبع!" ضحكت في وجهها و أنا أراها تستعد لما ستقوم به ثم بقيت لدقيقة و بعدها ذهبت لخارج المنزل .
هارييت .
هذا كان إسمها .
لقد كانت أكثر من أم بالنسبة لي .
ملجأي..علاجي..و كل ما تخيلته .
لقد سدت الفجوة التي بداخلي لعدم وجود أُماً لي .
برغم من إنها والدة صديقتي المقربة جين-آن و لكنها تعتبر نفسها أماً لي و حتي لم يكن لديها مانع عندما طلبت منها أن أناديها بأمي .
كل شخص في المجوعة لديه دوراً هاماً .
هناك من يعد الطعام و من يدير شئون المجموعة و هناك ايضاً حراس للحدود..كما يوجد التمرين الخاص بكل شخص بما إن مجموعتنا تتقسم الي مستذئبين و ساحرات .
أما عني فأنا من فئة المستذئبين برغم من علمي بأن امي كانت ساحرة و لكن ولدت مثل أبي الذي بسببه وحد الفئتين بعد إنتشار العداوة التي بينهم و رفض المجموعات بالمستذئبين الذين رفقاتهم ساحرات و العكس .
أصبحت لك المجموعة كمثل المأوي لكل من رفض من مجموعته الخاصة لذلك مع الوقت أصبحنا أقوي و أكثر .
و إستطاع أبي أن ينشر الطيبة و الكرم بينهم حتي أصبحنا نمشي علي مبدأ الأخوة . و أكبر مثال أمامكم هو أنا و جين-آن..
مستذئبة و ساحرة .
برغم من إختلافنا و لكننا نقوم بكل شئ معاً..حتي التمارين .
أنا احاول أن أساعدها في حفظ التعاويذ و المكونات حتي أني حفظت البعض منها و هي تساعدني في تمارين القتال الخاصة بالمستذئبين .
و أهم شئ بأن كل واحدة منا تتخذ الأخري كمشجعة أولي لها .
"فالكايتري!"
سمعت جين-آن تناديني لتوقظني من السرح بعقلي و تأتي ركضاً إلي .
"ماذا؟!"
"هيا تأخرنا علي موعد الغداء!"
أمسكت بيدي و ركضنا الي قاعة المجموعة..حيث توجد الأربع طاولات طوال يمكنك قول أن تلك الطاولات مثل الذين في هوجوارتس..نقيم في تلك القاعة الإحتفالات و الإجتماعات و الوجبات الثلاثة كل يوم .
هي مقر المجموعة بمعني أصح .
سحبتني جين-آن الي مكانٍ فارغ لنا نحن الإثنان لنجلس به و لسوء حظنا..كان بالقرب من إبيجيل و أصدقائها .
تلك اللعينة و لا أعلم لم، تعتقد نفسها ملكة المجموعة فقط لأنها تمتلك وجهاً جميلاً لكن فقط إن ألقيت نظرة تحت ذلك القناع فستفر منها علي الفور .
ببساطة كل ما يجمعنا بها هو أنا تعتقد نفسها ستفوز بقلب آليك ستون .
يمكنكم القول بأنني معجبة قليلاً به..
أو كثيراً لا أعلم!
لكنها بعد أن قامت بشجار مع جين-آن التي تشاجرت لأجلي، أصبح هناك كمثل المنافسة عليه .
جين-آن تخبرها بأني أنا من سأفوز به و هي و صديقاتها يقولون بأنها هي من ستفعل .
لكني حقاً لا أهتم بتلك السخافات .
نعم، أنا معجبة بآليك لكني لا أريد شجارات أو منافسات .
"مرحباً جين-آنا ." صوت إبيجيل لفت إنتباهي أنا و جين..برغم من نطقها لإسم جين-آن بطريقة خاطئة بطريقة خاطئة..هي إبتسمت و ردت .
"مرحباً إبيجيلين..لم ألاحظك هناك..بالفعل أنا لست متفاجئة لإنك لا شئ بالنسبة لي ." إبتسامة جين-آن زادت عندما رأت إبيجيل تشيط بغضبها من الكلام الموجه لها .
"فالكايري..أو مهما كان أسمك! أخبري صديقتك أن تتحدث بطريقة أفضل معي لأني فالمرة القادمة لن يعجبها الأمر!" صوتها تعالي جاذبة إنتباه البعض من حولنا و من ضمنهم آليك الذي كان يجلس في الطاولة المقابلة لي مع أصدقاؤه يشاهدوننا الآن .
زاوية شفتي إرتفعت علي كلامها و تركت الطعام الذي بيدي و نظرت لها بكل البرود الذي يمكن أن تشعر به في حياتها .
"ما بالك مع نطق الأسماء الخاطئ اليوم؟ ألديك مشكلة في ذاكرتك؟ أم تحتاجين لمن يعلمك النطق من جديد؟..اذا كنتي تريدين قول شيئاً لصديقتي فقوليه مباشرةً إليها..كونك تأمريني بإخبارها شيئاً لها و هي أمامك لا يجعلك قوية أو شجاعة..بل متخلفة ."
بعد كل كلمة كنت أقولها، القاعو كانت تهدأ أكثر فأكثر حتي هدأت تماماً و سمعوا كل ما قلته لها .
برغم من وجود والداها هنا و أصدقائها و حتي الفتي الذي يعجبها..لم أهتم لأي شخص .
فلتذهب هي و سمعتها إلي الجحيم .
و بعد تلك الكلمات أمسكت بيد جين-آن و خرجنا بعد تأكدنا بأنها غير قادرة علي الكلام من الغضب..و الحرج .
"فالكايتري! ما فعلتيه بالداخل كان مذهلاً يا فتاة!"
"أصمتي، لم أتمكن من إكمال وجبتي بسبب شجاراتك و الآن علي إنتظار العشاء لكي أكمل طعامي ." صمتت قليلاً لنظل نمشي في صمت لكنه كان غريباً حتي قطعته أنا مرة أخري .
"هل يمكنك التوقف عن القيام بالشجارات معها؟..هي حقاً تستفزني و أنا لا أريد بتسييب أعصابي علي شيئاً ليس له معني ." نظرة الندم كانت في عينيها و صمتها الذي طال جعلني أزفر نفساً و أتحدث مرة أخري .
"أنظري، أنا أعلم بأن الموضوع صعب خاصتاً بأنها هي من تبدأ، لكننل يجب أن نتصداها حتي لا نكبر المشاكل أكثر، حسناً؟" أومئت لي لأبتسم و أقوم بلف ذراعي حول كتفيها لنكمل مشينا .
ظللنا نتجول بصمت في المجموعة حتي وصلنا الي ساحة التدريبات و دخلنا المبني الذي يعد قاعة التي بها المعدات .
"أتعلمين، جيني؟" تركت كتفيها و ذهبت لوحدات من المعدات بينما هي وقفت تشاهدني .
"أشعر في بعض الأحيان أنني لا أنتمي الي هنا ." ضيقت حاجبيها و النبرة في صوتها تغيرت .
"ماذا تقصدين؟" نظرت لها و أنا لازلت أعبث في ما بيدي .
"أعني بأني في بعض الأحيان أشعر و أني لا يجب أن أكون هنا..شيئاً غريباً دائماً ما يكون معلق في ذهتي و لكني لا أعلم ما هو ." صمتت قليلاً ثم ردت بعد فترة من التفكير .
"بالتأكيد هذا حنينك للرفيق..أخبرتك أن تذهبي و تخبري آليك بمشاعرك ." زفرت بنفاذ صبر .
"اللعنة عليكي! هذا ليس وقتاً للمزاح!" رميت عليها الكرة و هي صدتها بينما تضحك .
ظلت علي الوضع حتي رفعت يداها لي .
"حسناً حسناً، سأتوقف.." هدأت قليلاً ثم أكملت: "علي أي حال، إنه موعد القصة، هيا بنا ."
خرجنا من القاعة في طريقنا الي ذلك التجمع حول شعلة النار..
التي يقف أمامها أبي..
و قائد المجموعة..
كاسيوس..
يوم القصة هذا يكون يوم الثلاثاء من كل إسبوع، يتجمع فيه كل من يشاء الإستماع لقصة سواء الكبار أو الصغار .
نجلس كلنا حول شعلة النار التي يدور حولها أبي و يبقي يحكي لنا مغامراته و حروبه التي خاضها مع أعدائه .
"لقد كان يوماً بارداً،
كانت حرباً عليها أن تنتهي،
و كان علي أحداً منا الفوز،
لذلك كنا نقف أنا و العدو أمام بعضنا و كل منا وراؤه جيشاً .
و من ثم بدأت الحرب .
أنا أضرب و هو يصد..
كنت أنا من يفوز معظم الوقت في القتال..
فهو كان جباناً ."
صوت فتاً ممن يستمعون صاح بسؤالاً عالياً .
"ما كان إسم هذا العدو؟"
"جايس واترز ."
الإسم نوعاً ما أشعرني بالقشعريرة الغريبة لذلك سألته أنا الأخري .
"متي كانت تلك الحرب؟"
"منذ ١٩ عاماً ."
عام ولادتي اذاً .
ظل يكمل قصته عن القتال و المشاعر التي إرتابته في تلك اللحظات المتوترة .
"القتال كان شديداً و موتراً..
ظللنا نتقاتل حتي أهلكت أجسادنا و كدت أفوز و أقوم بإقتلاع قلبه من مكانه..
لكنه إستطاع الإفلات و قطع قدمي اليسري ."
قالها و هو يشير إلي قدمه الخشبية..اذاً جايس هو من قطع قدم أبي .
الحقير! كيف يتجرأ؟!
"فالنهاية، الحرب إنتهت علي فوزي أنا و من حينها جايس لم يستطع مواجهتي مرة أخري ."
إنتهت القصة و الجميع ذهب إلي أشغالة و لكني ظللت أنا و جين-آن جالسين أمام النار .
كلما ذهب الناس، ظهروا أكثر الذين لازالوا جالسين .
و كان من ضمنهم آليك و أصدقاؤه .
بعد ذهاب الجميع و حتي أبي ظللنا نحن و هم حول النار، حتي تحدث آليك .
"أتعلمون؟ هذه الحرب ورائها قصة كبيرة ." رءوسنا جميعها إلتفتت نحوه منتظرين منه أن يكمل .
"ماذا تقصد؟" سأل صديقه .
"إجتمعوا حولي، سأخبركم ." إقتربت أنا و جين له لنستمع حتي هو لاحظ ذلك، عندما جلسنا كلنا حوله و شعر أنه أصبح جاهزاً لقول ما في ذهنه، تحدث .
"تلك القصة وراء الحرب لها علاقة بالأركايترزم ."
"آليك، أنت تعلم بأنه لا يجب علينا التحدث عن هذا المرض، صحيح؟" تحدثت جين لكنه أكمل .
"أعلم، لكن هذه أسطورة متداولة، أستغرب كثيراً كيف لكم بألا تعرفوها ." كلامه غريب..لكني لا أمانعه .
بل أريد معرفة المزيد .
"و ما تلك العلاقة التي تربطهم؟" فجأة سألته لكي ينتبه لسؤالي لأشعر به يفكر ثم يرد بما لا أريد سماعه .
"فالحقيقة أنا لا أعلم ."
"اذا كنت لا تعلم، لم جمعتنا من البداية؟" تحدثت جين بقوة لتتشكل علي -آليك- ملامحه الإحراج .
"أنا فقط أخبركم-.."
"نحن بالفعل لا نعلم ما هي حقيقة ذلك الأركايترزم، لذلك لا تقل السخافات ."
"أنا حقاً لا أمزح ."
"اذا كان لديك شيئاً، فلتبقيه لنفسك لأنه اذا كان حقيقياً لكان أخبرنا به القائد-.." قاطعتها .
"إنتظري جين، إجعليه يقول ما لديه و بعدها سنحكم اذا كان حقيقياً أم لا ." أوقفتها عن الحديث معه بعنف .
أعني لم تتحدث معه بتلك الطريقة و هي تريده أن يكون صديقنا حتي تجعلنا نتقرب و أكون رفيقته؟
*أريد أن أجادل لذلك سيكون هناك حواراً بيننا .* سمعت صوتها في عقلي .
فهمت الآن .
رفعت نظري من عليها و نظرت له و بالفعل الإمتنان كان يملأ ملامحه .
"الفا جايس كان بالفعل علي عداوة مع القائد و نتيجتها كان هذا المرض و من ثم كان آخر لقاء بينهم منذ ١٩ عاماً حين حصلت تلك الحرب التي حكي عنها القائد اليوم و فاز قائدنا بعدما قتل رفيقة ذلك الألفا ." الصمت عم المكان بيننا و الصدمة ملأت كل مكان في عقلي .
ظللت واقفو لا أستوعب شيئاً .
كيف فعل أبي هذا؟!
"هل أنت متأكد مما تقوله؟" سألت .
"لا..لست متأكداً من كل شئ..أنت تعلمين، الكثير من الأشياء تتحرف مع الوقت ." أومئت له و الكلام يُعاد في عقلي .
ما سر تلك العداوة؟
ما موضوع ذلك الأركايترزم؟
هل كل ما يُقال هو الحقيقة؟
الفضول سيأكلني .
إنتهي آليك من حديثه و بدأ أصدقاؤه بالتفرق و كذلك نحن، شبكت جين ذراعها بخاصتي و بدأنا نمشي مبتعدين .
*حاول البحث أكثر عن الأمر و أخبرني .*
قمت بتواصل عقلي مع آليك ثم نظرت ورائي لأراه ينظر لي و يومئ .
في نهاية اليوم، تمددت علي سريري أفكر بالأمر .
لا أصدق بأن أبي فعل كل ذلك و لكنه خاض الكثير من المعارك..من العادي له أن يقتل شخصاً ما..صحيح؟
التفكير لازمني في تلك الليلة حتي نمت بصعوبة و في اليوم التالي بعد التمرين رأيت آليك يأتي نحوي ثم يتخطاني .
"تعالي معي ."
كلمتين جعلتني أتحرك ببطء وراؤه حتي وصلنا إلي مكاناً هادئاً بعيداً عن الكل أمام بحيرة .
"هل ستخبرني بما لديك أم ستظل تمشي بدون توقف؟" إلتفت إلي ثم تنهد و بدأ يتحدث..
_____________________
الفتاتان كانا بالقرب من البحيرة لذلك كان من السهل عليهم رؤيته معها بوضوح .
"بالتأكيد يتواعدون ."
"علينا إخبار إبيجيل بما رأيناه فالحال ."
_____________________
"إنظري، حاولت أن أبحث و أتذكر ما حدث و إليك ما عرفته..الأركايترزم كان مرضاً..أو لعنة أنا لا أعلم، لكنها قامت علي مجموعة ذلك الألفا جايس، بطريقة ما والدتك آجنس كانت لها علاقة به، و لأن هذا المرض كان فتاكاً فماتت رفيقة جايس لكي تقضي علي المرض و من ثم حصلت تلك الحرب ." تحدث آليك بسرعة حتي إنتهي، ظللت أنظر له أحاول ربط كلامه الآن مع ما قاله البارحة .
"اذاً أبي لم يقتلها ." هز كتفيه بقلة حيلة .
"لا أعلم، لكن هذا ما توصلت إليه ." إبتسمت له و أمسكت كتفاه بإمتنان .
"شكراً لك آليك ." و بعدها ذهبت .
كل هذه الحكايات و الأفكار تعود لتلك العداوة التي لا أعلم التي متي إستمرت .
و ما علاقة أمي بالموضوع .
سلكت طريقي إلي البيت لكني سمعت صوت أبي بعد أن دخلت أوقفني عما أفعله..
"فالكايتري كانت مجرد طريقة لتحطيم جايس لكنها فالنهاية ليست إبنتي ."
Коментарі