Chapter 10
الهواء أصبح مختلفاً .
المكان..
الأجواء..
كل شئ إختلف .
أو من المحتمل بأني أنا من تغيرت .
لم يعد هناك ما يملأ فراغي .
الفراغ اصبح يحيطني من كل جانب، مهما كان عدد الأشخاص الذين حولي .
و لم ألاحظ بأن هذا فراغ بسرعة أصبح يملأ نظرتي التي لم تعد تري شيئاً .
لم تعد تري شيئاً بعدها..
و لكني صامد..
حتي أذهب إليها..
"ألفا جايس ."
حركت عيناي من علي ساحة التدريبات إلي الحارس الذي نادني للتو .
"لقد أتت الساحرة فرانسيس ."
ابتلعت ريقي و نظرت للفراغ بعيداً ثم اومئت له مع تنهيدة طويلة فارقت صدري .
عندما دخلت مكتبي، كان فارغاً إستنتجت بأن لم تأتي بعد .
بخطوات بطيئة إتجهت إلي النافذة الكبيرة أنظر عبرها للمجموعة..
وضعت يداي في جيب معطفي الطويل الاسود و تنهدت وأنا أفعل عادتي التي أصبحت تلازمني منذ وقت ليس بقصير..
أسرح بخيالي كلما أتتني الفرصة و أتذكر كل شئ حصل..
منذ ذلك اليوم -الحرب- و لم يتركني أحداً وحدي، هم يعلمون كم من المحتمل أن أستسلم لأفكاري..إنهياراتي و لكني حاولت و بكل قدري أن أتخطي كل شئ .
و لكن خسارتك لمن أحببتها بصدق و إبنتك ليست قليلة .
أغمضت عيني و أنا رأسي للوراء و آخذ نفساً عميقاً عاصراً لعيني..
منذ تسعة عشرة عاماً..لم أعد كما أنا .
____________________________
"الحرب خاصتي معك لم تنتهي بعد!" صرخ في وجهي بغضب لكني قابلته بجمود و وجه متعب ليس لديه أي ملامح أو رد .
إلتفت ليذهب..لكن قبل أن يلتفت كلياً..
مهلاً! تلك النظرة!
لقد إبتسم لي!
كيف-..مالذي يحصل؟!
"إذهب و لا تعود ابداً ."
ثم ذهب..و هيئته تصغر كلما إبتعد حتي إختفي هو و جيشه .
أخذت نفساً عميقاً لكن جروحي آلمتني بشدة .
لعنت في سري و أغمضت عيني بألم .
بلايك..كاي..ايفان..كايلب..الجميع كان أمامي متعب..مهشم .
جثث كثيرة و إصابات أكثر .
"ألفا!" فجأة صرخ إحدي الحراس و ركض بسرعة بإتجاهي .
"ماذا هناك؟" الترد و الخوف كسو وجهه حتي إنه لم يستطيع التحدث .
"تكلم ماذا هناك؟!" صحت في وجهه ليستسلم .
"إبنتك.." قلبي وقع فور ما ذكرها .
تحدثت ببطء أكثر و بدأت أرتعش و أنا أسأله..
"ماذا؟"
"لقد..لقد قتلوها ."
أنفاسي توقفت عن العمل و نظرت له بعدم تصديق..
شهقات الجميع تتعالي و أنا حاسة السمع عندي توقفت كالأصم الذي لم يعد يريد سماع هراء العالم .
إنهرت علي ركبتاي، أتشبث بأبي و يدي علي جروحي المنفتحة ،أحاول أخذ نفسي.
أحاول البكاء .
الصراخ!
أي شئ!
ليس هناك ردة فعل تستطيع التعبير عما بداخلي .
في لحظة كنت أُحارب لأجلها و في اللحظة الأخري أسمع خبر موتها .
"لمَ..لمَ هي؟ ما ذنبها هي..؟" تنفسي لم يعد طبيعياً، قلبي لم يعد يحتمل .
في البداية ايفا و الآن إبنتي!
"لمَ؟!" صرخت بقوة و أشعر بجروح قلبي تنشر فوضي دماء حولي أكثر من جروحي الجسدية .
الحزن و الدموع في عيون الكل ينظرون لقائدهم يبكي و يصرخ في حسرة .
"لمَ أخذتوها هي؟!" صرخت و الدموع تأخذ مجراها كالشلالات .
يدي ضغطت علي الجروح و أصرخ أكثر .
عواء الذئاب إمتزج مع صراخي .
العواء من أجل اللونا الخاصة بالألفا..
و إبنتهم..
و النزيف لم يتوقف يوماً..أصبحت فارغاً و قلبي محطماً .
و بعد سنتين من هذا اليوم..جاء ميعاد أبي للرحيل .
كان علي سرير موته يستقبله و يده مكومة بين يدي و جميع الأصدقاء حوله و المجموعة يقفون خارج المنزل أشعر بقلبهم يخفق بقوة إنتظاراً للخبر .
"لقد إعتنيت بالمجموعة جيداً، يا إبني..حتي بعد كل شئ و لازلت تعتني بها..أنا فخور بك..عندما سأقابل ايفا سأخبرها كم قد أحببتها.." قبلت يده وأنا أشعر بدموعي تسيل علي خدي و الغضة في حلقي تزيد .
شهقات جميع من في الغرفة المكتومة علت عندما سمعوا إسمها، و عيونهم المورمة تسيل منها الدموع خاصتاً بلايك التي تحتضن إبنها الرضيع بين ذراعيها وتشهق بين أحضان فرانسيس التي تبكي بدورها .
"أنا سعيد بأني أُتيحت لي الفرصة لأودعك كما ينبغي.." إبتسم بضعف قبل أن أقف من مكاني و أُقبل مقدمة رأسه وأعود مرة أخري للكرسي بجانبه .
"لقد أردت أن أري حفيدتي أكثر من أي شئ في هذه الدنيا..و لكن لم يعد هناك وقتاً الآن..أخبرها كم أحبها جدها العجوز.." إبتسمت بين دموعي و أومئت له .
"سأخبرها بكل شئ عنك..و أنت صِل سلاماتي لإيفا و أمي ." إبتسم عندما تذكرها و نظر لسقف الغرفة و عيناه تتوسع و عندها شدت يداي علي يده لأراه يبتسم .
"إتفقنا..و الآن علي الذهاب ."
تلك كانت آخر كلمات يقولها قبل أن يسكن جسده و يداه تنزلق من يداي .
بكاء الجميع أصبح عالياً و أصبح أعلي عندما خرج كاي للمجموعة و أعلن الخبر..
"يؤسفني قول بأن الألفا السابق كلوديوس، والد الألفا جايس..قد رقد بسلام ."
________________________
"لقد جئت!" دخلت فرانسيس المكتب لأمسح دموعي بسرعة و أنظر لها لأراها تنظر لي بيأس .
"لم يكن علي أحد تركك وحدك.." نظرت بعيداً لأتحدث بسرعة متجاهلاً لم قالته .
"هل جئتي لأجل بلايك أم ماذا؟" أتت لتجلس علي الكرسي أمام المكتب خاصتي و تنظر لي بأعين متوسعة .
"لقد جئت لأجلك جايس! لقد فات تسعة عشرة عاماً!"
ضربت قبضة يدي في سطح المكتب .
"حتي و لو كانت مئة سنة! سأظل في تلك الحالة حتي أري إبنتي أو أموت و أجتمع بإيفا!"
زفرت بقوة و تضع يدها علي جبهتها .
"عليك أن تخرج من حالتك! حتي إهتم بصحتك قليلاًأنت من المفترض بأنك مصدر قوة المجموعة ."
"تلك المجموعة جعلتني بسببها أدفع الثمن غالياً!"
في كل مرة نجتمع..نخوض نفس الشجار مجدداً..منذ عودتها بعد الحرب .
________________________
لقد ربطت سحرها بالأركايترزم..
رغم كون فرانسيس جزءاً صغيراً مما حصل لها و لكن إعطائها قوة الجليد لي بحد الذاته يجعلها مشتركة معي في قتل كاسيوس رفيقها .
كلما مرت سنة الموت لمعظم المجموعة كان سحرها يقل و يضعف..لم أعلم هذا إلا بعد الحرب .
كان بالفعل يوجد مكاناً للسحرة و يمكن فيه إمتصاص السحر لكي تعود قوتها، و لكن عندما فعلت..سحرها ضعف أكثر .
ذلك الخطاب الذي بعثته لي قبل الحرب..
"عزيزي جايس.
اعلم انني تركتك في أشد أوقاتك، في أكثرهم حاجتاً لي..لكن و كما تعلم؛ أمور البشر لا تنتهي ابداً.
اقيم أجتماع للسحرة في الجانب الأخر من العالم بخصوص ممارسة السحر في إحدى النواحي، و انا مدعوه بشكل رسمي لإنهاء ذلك الأمر لذا كان على الرحيل. سأعود قريباً،؛ سأحاول الا أطيل في الأمر.
كنت أريد أن اودعك وجهاً لوجه لكنني كنت بالفعل متأخره..كعادتي .
ارجوك اعتني بنفسك و بإبنتك، و تذكر انني حولك دوماً.
المخلصة لك دائماً و ابداً..
فرانسيس."
هي كانت تكذب..لم يكن إجتماعاً بل كانت هي من تنهار .
بعد آخر سنة موت و التي مخصصة لموت آجنس، كانت هي تعاني من فقدانها لسحرها..
و لكنها لم ترد جعلي أقلق لأجلها خصوصاً اني كنت أعاني بشدة..
و بالفعل لأن الأركايترزم كانت لعنته إنتهت، إتسطاعت إمتصاص السحر إلي جسدها و العودة مرة أخري بعد سنة من قتلهم لإبنتي .
و لكن بغرابة هي أرادت أن تري غرفتها..كإنها تشعر بشئ ما .
دفعت الباب بخفه ليصدر صرير واضح، غرفة مظلمه يتخللها ضوء القمر الطفيف.
خطواتها تطرق الأرض الخشبيه، واحده تلو الأخرى، عينيها دارت في الغرفة المنظمة ببطأ. فراش كبير يتوسطها، الألعاب التي لم تفتح بعد مرتبه على المنضدة.
خطواتها تستمر، تجول ببطأ في كل ركن متفحصه كل جزء بعنايه. مررت انمالها على خشب الفراش متجه لنافذة في زاوية الغرفة ثم توقفت فجأة، تماماً أمامها في ذات اللحظه التي سمعت فيها شيئاً يدهس اسفل قدمها.
نظرت النافذة و ارتفعت شفتيها في إبتسامه منتصره لكن سرعان ما انكمشت ملامحها في غضب و هي ترفع زراعها لتضرب الزجاج بمرفقها بقوه.
انكسر زجاج النافذة و في نفس اللحظه انفجر الزجاج الخاص بباقية النوافذ.
لم تتحرك من مكانها و استمعت لصوت التحطيم من خلفها، كل شئ كان ينهار من خلفها اما هي..ف ظلت ثابته، جامده.
و عندما هدأ كل شئ، التفتت و نظرت لعينيه العسليه المتسعه ،كانت تنظر للمكان بصدمه.
جميع الألعاب على الأرض، مسامير داخل العرائس ، خيوط، دماء ، رموز غريبه مرسومه بالدماء علي الحائط و الأرض.
نظر للغرفة بتعجب، خوف ربما..فالمكان كان فوضى عارمه، كان مرعب و مخيف عكس ما كان منذ لحظات. "مزيف."
رفع عينيه لها و للحظه الأمل تشبث في قلبه و هي تردف."كل شئ مزيف."
في تلك اللحظة علمت أن إبنتي لازالت حية..و تخيلت نفسي أركض إليها و أحتضنها و ساعتها كان علي الإستعداد للحرب .
و لكن اللحظة الأخري سقطت كل توقعاتي و أحلامي عندما أخبرتني فرانسيس بأنها لا تستطيع التواصل معه..
كأن هناك ساحرات وضعوا تعويذة لكي لا يعثر أي أحد عليهم في الخريطة .
و لم نستطع فعل أي شئ في تلك اللحظة..
فقط ظللنا متعلقين بأمل وجودها علي قيد الحياة..
حتي وصلتنا أخبار من بعض السحرة لهم صلة بفرانسيس..
"لقد إستطعنا تحديد بعض المعلومات عن مجموعته!" تحدثت فرانسيس فور دخولها غرفة المكتب خاصتي لتجعلني أترك ما بيدي و أنتبه لها .
"ماذا قالوا؟" سألتها بسرعة لتجلس علي ذلك الكرسي أمام المكتب و تترك أمتعتها علي الطاولة أمامي قبل أن تلتفت إلي و تروي علي كل ما علمته .
"يقولون أن هناك مجموعة معزولة عن كل من حولهم و لا أحد يعلم من بها أو أي شئ و لكن الإشاعات تقول بأن كاسيوس هو قائد تلك المجموعة ." حدقت بها بأعين متسعة و أنا أعود بظهري للكرسي أفكر فيما قالته، قبل أن أُسألها مرة أخري .
"فقط بعض المعلومات، صحيح؟ لازلتم لا تعلمون أين هم بضبط؟" تأملت وجهي بحزن قبل أن تنزل تنظر للأرض و تهز رأسها .
"للأسف لا.." زفرت بيأس و أنا أُغمض عيني و أمسح علي وجهي بيداي .
"لقد مرت ست سنوات.." رفعت بصرها لي و تحدثت بسرعة .
"أنا آسفة لمَ تمر به..فقط كل ما علينا فعله هو الإيمان بأنه في يوماً ما ستعود إليك إبنتك و كل شئ سيكون بخير ." رفعت رأسي لها لأسألها .
"و مالذي يجعلك متأكدة بأنها ستعود ."
"لأنه سيأتي يوماً ما و الشر سيُهزم حتي ولو بعد ألف سنة ."
_________________________
خرجت من البيت معها نتحدث..
"اذا بقيتي تأتين للمجموعة لأجلي سيشك بي رفيقك الساحر ." قهقهت بخفة و لكن قبل أن ترد سمعنا صوتٍ عالي في المكان..
و بالطبع علمت من هي .
"ايلفيس كريستوف، توقف عندك!" صاحت بلايك في ايلفيس بينما تركض وراؤه في الأنحاء .
"منذ تحول ايلفيس و ميلا لمستذئبين و بقوا مع رفقائهم هنا، أصبحت تلك المجموعة عبارة عن مستشفي مجانين ." أخبرتني فرانسيس لأتأملهم و أرد عليها بالموافقة .
"بالفعل، كل يوم أُصاب بالصداع بسببهم.." أردفت لتضحك و أنا أشاهد ايلفيس يتوجه إلي و وراؤه بلايك .
"مرحباً ألفا! مرحباً فرانسيس!" حياننا لنومئ له و تقف بجانبه بلايك لتحيينا و لكن يتفوه ايلفيس بما أفكر كلما نظرت إليه .
"لقد مرت سنة كاملة، ألفا ." تنهدت و أري بلايك تضع عيناها في الأرض و تزفر بحزن .
"أعلم و لكن الميعاد قد إقترب..كل شئ سيكون بخير ." أومئ لي و نظر لبلايك التي تحاول الإبتسام و لكني تحدثت لأشتت إنتباههم عن الموضوع .
"أين ايفان و ميلا؟" إنتبهت بلايك لترد بسرعة .
"تقريباً يبحثون عن إبنتهم المزعجة لارس ." قالت بلايك ليمزح معها ايلفيس .
"لارسين ." سخر من الإسم لنسمع صوت ايفان يصيح من بعيد .
"إسمها لارس فقط أيها الأحمق ." إلتفتنا له ليأتي و علي وجهه تعبير غاضب..و لكنه مضحك .
أتي إيفان و أمسك ايلفيس من ياقة قميصه .
"إسخر من إسم إبنتي مجدداً و سأقطع رأسك ." بسرعة تدخلت لأبعدهم عن بعض و لكنهم يتمسكون أكثر .
"أنا الذي سأقطع وجهك إن لم تترك قميصي ." و لكن هذا لم ينتهي..لأن ميلا أتت بالفعل و من الواضح إنها في مزاج الشجار هي أيضاً .
"بلايك لمَ رفيقك يتشاجر مع زوجي؟!" عقدت بلايك ذراعيها و نظرت لها بملل بينما الأخري تمشي بإتجاهنا .
"لأننا سخرنا من إسم إبنتك لارسين ." إبتسمت بلايك بسخرية لتزيد من غضب ميلا الذي جعلها تقفز علي و يمسكوا في شعر بعضهم .
"يالهي.." أمسكت فرانسيس جبهتها قبل أن تتدخل و تفض الشجار بين الفتيات .
أصبحت أنا أحوال أن أُبعد ايفان عن إيلفيس، حتي أن كايلب إنضم إلي و رفيقته ساعدت فرانسيس في شجار الفتيان بينما من بعيد كان كاي و رفيقته يشاهدونا يضحكوا .
"إلي متي لن تتوقفوا عن إصابتي بالصداع؟"
"أبداً!"
________________________
الساحرات و المسئولين المساعدين يجلسون في الغرفة علي الطاولة ينظرون لقائدهم الذي يقف أمامهم في أول الغرفة صامتاً لا يعلمون ما الشر الذي يدور في عقله .
كان يستند بيداه علي الكرسي محدقاً بالطاولة الطويلة..ظل الصمت سائداً حتي قطعه إحدي مساعدينه .
"القائد كاسيوس؟" عيناه لم تتحرك من مكانها بل ظل ساكناً حتي تنهد بهدوء جعلهم خائفين مما سيقوله أو سيفعله .
لكنه ظل ساكناً .
"ماذا؟" رد بهدوء كإنه لا يوجد أي شئ يقلق لأجله .
"لقد جمعتنا اليوم لإخبارنا شيئاً.." إبتسم كاسيوس و هو يقترب منه و يقف خلفه ممسكاً بالكرسي الذي يجلس عليه .
"بالفعل كلامه صحيح.." الإبتسامة الغريبة علي وجهه جعلتهم يشعرون بالرعشة تسري في جسده..
"لقد جمعتكم اليوم لإخباركم بأننا فقدنا مفتاح لإستكمال كل ما بدأناه.." وضعوا كلهم رءوسهم في الأرض لا يستطيعون النظر إلي وجهه الذي تحولت معالمه إلي غاضبة .
"كل ما فعلته في السابق..المجموعات التي فككتها و الذئاب الذين هجمت عليهم..كل هذا لأجل المملكة التي كنت أحلم بحكمها..و لكن بسبب إستهتاركم! فقدنا من كانت ستفتح لنا الطريق لأجل تحطيم كل ما يقابلنا.."
"لماذا لا تثق بنا؟ نحن ساحرات و قادرين علي فعل أي شئ-.." تحدثت ساحرة و لكنه رمقها بحدة و بدأ يقترب لها .
"أتريدين أن أهجم علي المجموعات حتي يعلم جايس الذي مجموعته تعتبر من أقوي المجموعات..حتي يأتي و يهجم علينا مع إتحاده مع حلفاؤه و يعود الأمر بخسارة كبيرة؟" صمتت بحرج ليستكمل كلامه الذي يشع غضباً .
"فالكايتري كانت بداية طريقنا لكسر جايس و تحطيم مجموعته حتي لا يتجرأ أي شخص بالإقتراب ناحيتنا ."
"لكنها تعلم الآن بأن جايس يكون والدها!" إبتسم كاسيوس إبتسامة جانبية تعكس كل ما بداخله من شر .
"حينها ستستخدم ساحراتنا الجميلات سحرهن ليمسحوا كل شئ متعلق به و بآخر فترة قضتها خارج المجموعة ." تنفست هارييت التي كانت تجلس معهم في الإجتماع بتوتر .
"ماذا اذا بُطل السحر مرة أخري..؟"
نظر لها كاسيوس و عيناه تلمع بالجنون و الشر الذي بداخله قبل أن يقول:
"حينها سنسلمها ."
"نسلمها؟" سأل إحدي المسئولين قبل أن يكمل كاسيوس كلامه موضحاً .
"سنسلمها حتي نسترجع آجنس ."
_____________________________________________________________________
المكان..
الأجواء..
كل شئ إختلف .
أو من المحتمل بأني أنا من تغيرت .
لم يعد هناك ما يملأ فراغي .
الفراغ اصبح يحيطني من كل جانب، مهما كان عدد الأشخاص الذين حولي .
و لم ألاحظ بأن هذا فراغ بسرعة أصبح يملأ نظرتي التي لم تعد تري شيئاً .
لم تعد تري شيئاً بعدها..
و لكني صامد..
حتي أذهب إليها..
"ألفا جايس ."
حركت عيناي من علي ساحة التدريبات إلي الحارس الذي نادني للتو .
"لقد أتت الساحرة فرانسيس ."
ابتلعت ريقي و نظرت للفراغ بعيداً ثم اومئت له مع تنهيدة طويلة فارقت صدري .
عندما دخلت مكتبي، كان فارغاً إستنتجت بأن لم تأتي بعد .
بخطوات بطيئة إتجهت إلي النافذة الكبيرة أنظر عبرها للمجموعة..
وضعت يداي في جيب معطفي الطويل الاسود و تنهدت وأنا أفعل عادتي التي أصبحت تلازمني منذ وقت ليس بقصير..
أسرح بخيالي كلما أتتني الفرصة و أتذكر كل شئ حصل..
منذ ذلك اليوم -الحرب- و لم يتركني أحداً وحدي، هم يعلمون كم من المحتمل أن أستسلم لأفكاري..إنهياراتي و لكني حاولت و بكل قدري أن أتخطي كل شئ .
و لكن خسارتك لمن أحببتها بصدق و إبنتك ليست قليلة .
أغمضت عيني و أنا رأسي للوراء و آخذ نفساً عميقاً عاصراً لعيني..
منذ تسعة عشرة عاماً..لم أعد كما أنا .
____________________________
"الحرب خاصتي معك لم تنتهي بعد!" صرخ في وجهي بغضب لكني قابلته بجمود و وجه متعب ليس لديه أي ملامح أو رد .
إلتفت ليذهب..لكن قبل أن يلتفت كلياً..
مهلاً! تلك النظرة!
لقد إبتسم لي!
كيف-..مالذي يحصل؟!
"إذهب و لا تعود ابداً ."
ثم ذهب..و هيئته تصغر كلما إبتعد حتي إختفي هو و جيشه .
أخذت نفساً عميقاً لكن جروحي آلمتني بشدة .
لعنت في سري و أغمضت عيني بألم .
بلايك..كاي..ايفان..كايلب..الجميع كان أمامي متعب..مهشم .
جثث كثيرة و إصابات أكثر .
"ألفا!" فجأة صرخ إحدي الحراس و ركض بسرعة بإتجاهي .
"ماذا هناك؟" الترد و الخوف كسو وجهه حتي إنه لم يستطيع التحدث .
"تكلم ماذا هناك؟!" صحت في وجهه ليستسلم .
"إبنتك.." قلبي وقع فور ما ذكرها .
تحدثت ببطء أكثر و بدأت أرتعش و أنا أسأله..
"ماذا؟"
"لقد..لقد قتلوها ."
أنفاسي توقفت عن العمل و نظرت له بعدم تصديق..
شهقات الجميع تتعالي و أنا حاسة السمع عندي توقفت كالأصم الذي لم يعد يريد سماع هراء العالم .
إنهرت علي ركبتاي، أتشبث بأبي و يدي علي جروحي المنفتحة ،أحاول أخذ نفسي.
أحاول البكاء .
الصراخ!
أي شئ!
ليس هناك ردة فعل تستطيع التعبير عما بداخلي .
في لحظة كنت أُحارب لأجلها و في اللحظة الأخري أسمع خبر موتها .
"لمَ..لمَ هي؟ ما ذنبها هي..؟" تنفسي لم يعد طبيعياً، قلبي لم يعد يحتمل .
في البداية ايفا و الآن إبنتي!
"لمَ؟!" صرخت بقوة و أشعر بجروح قلبي تنشر فوضي دماء حولي أكثر من جروحي الجسدية .
الحزن و الدموع في عيون الكل ينظرون لقائدهم يبكي و يصرخ في حسرة .
"لمَ أخذتوها هي؟!" صرخت و الدموع تأخذ مجراها كالشلالات .
يدي ضغطت علي الجروح و أصرخ أكثر .
عواء الذئاب إمتزج مع صراخي .
العواء من أجل اللونا الخاصة بالألفا..
و إبنتهم..
و النزيف لم يتوقف يوماً..أصبحت فارغاً و قلبي محطماً .
و بعد سنتين من هذا اليوم..جاء ميعاد أبي للرحيل .
كان علي سرير موته يستقبله و يده مكومة بين يدي و جميع الأصدقاء حوله و المجموعة يقفون خارج المنزل أشعر بقلبهم يخفق بقوة إنتظاراً للخبر .
"لقد إعتنيت بالمجموعة جيداً، يا إبني..حتي بعد كل شئ و لازلت تعتني بها..أنا فخور بك..عندما سأقابل ايفا سأخبرها كم قد أحببتها.." قبلت يده وأنا أشعر بدموعي تسيل علي خدي و الغضة في حلقي تزيد .
شهقات جميع من في الغرفة المكتومة علت عندما سمعوا إسمها، و عيونهم المورمة تسيل منها الدموع خاصتاً بلايك التي تحتضن إبنها الرضيع بين ذراعيها وتشهق بين أحضان فرانسيس التي تبكي بدورها .
"أنا سعيد بأني أُتيحت لي الفرصة لأودعك كما ينبغي.." إبتسم بضعف قبل أن أقف من مكاني و أُقبل مقدمة رأسه وأعود مرة أخري للكرسي بجانبه .
"لقد أردت أن أري حفيدتي أكثر من أي شئ في هذه الدنيا..و لكن لم يعد هناك وقتاً الآن..أخبرها كم أحبها جدها العجوز.." إبتسمت بين دموعي و أومئت له .
"سأخبرها بكل شئ عنك..و أنت صِل سلاماتي لإيفا و أمي ." إبتسم عندما تذكرها و نظر لسقف الغرفة و عيناه تتوسع و عندها شدت يداي علي يده لأراه يبتسم .
"إتفقنا..و الآن علي الذهاب ."
تلك كانت آخر كلمات يقولها قبل أن يسكن جسده و يداه تنزلق من يداي .
بكاء الجميع أصبح عالياً و أصبح أعلي عندما خرج كاي للمجموعة و أعلن الخبر..
"يؤسفني قول بأن الألفا السابق كلوديوس، والد الألفا جايس..قد رقد بسلام ."
________________________
"لقد جئت!" دخلت فرانسيس المكتب لأمسح دموعي بسرعة و أنظر لها لأراها تنظر لي بيأس .
"لم يكن علي أحد تركك وحدك.." نظرت بعيداً لأتحدث بسرعة متجاهلاً لم قالته .
"هل جئتي لأجل بلايك أم ماذا؟" أتت لتجلس علي الكرسي أمام المكتب خاصتي و تنظر لي بأعين متوسعة .
"لقد جئت لأجلك جايس! لقد فات تسعة عشرة عاماً!"
ضربت قبضة يدي في سطح المكتب .
"حتي و لو كانت مئة سنة! سأظل في تلك الحالة حتي أري إبنتي أو أموت و أجتمع بإيفا!"
زفرت بقوة و تضع يدها علي جبهتها .
"عليك أن تخرج من حالتك! حتي إهتم بصحتك قليلاًأنت من المفترض بأنك مصدر قوة المجموعة ."
"تلك المجموعة جعلتني بسببها أدفع الثمن غالياً!"
في كل مرة نجتمع..نخوض نفس الشجار مجدداً..منذ عودتها بعد الحرب .
________________________
لقد ربطت سحرها بالأركايترزم..
رغم كون فرانسيس جزءاً صغيراً مما حصل لها و لكن إعطائها قوة الجليد لي بحد الذاته يجعلها مشتركة معي في قتل كاسيوس رفيقها .
كلما مرت سنة الموت لمعظم المجموعة كان سحرها يقل و يضعف..لم أعلم هذا إلا بعد الحرب .
كان بالفعل يوجد مكاناً للسحرة و يمكن فيه إمتصاص السحر لكي تعود قوتها، و لكن عندما فعلت..سحرها ضعف أكثر .
ذلك الخطاب الذي بعثته لي قبل الحرب..
"عزيزي جايس.
اعلم انني تركتك في أشد أوقاتك، في أكثرهم حاجتاً لي..لكن و كما تعلم؛ أمور البشر لا تنتهي ابداً.
اقيم أجتماع للسحرة في الجانب الأخر من العالم بخصوص ممارسة السحر في إحدى النواحي، و انا مدعوه بشكل رسمي لإنهاء ذلك الأمر لذا كان على الرحيل. سأعود قريباً،؛ سأحاول الا أطيل في الأمر.
كنت أريد أن اودعك وجهاً لوجه لكنني كنت بالفعل متأخره..كعادتي .
ارجوك اعتني بنفسك و بإبنتك، و تذكر انني حولك دوماً.
المخلصة لك دائماً و ابداً..
فرانسيس."
هي كانت تكذب..لم يكن إجتماعاً بل كانت هي من تنهار .
بعد آخر سنة موت و التي مخصصة لموت آجنس، كانت هي تعاني من فقدانها لسحرها..
و لكنها لم ترد جعلي أقلق لأجلها خصوصاً اني كنت أعاني بشدة..
و بالفعل لأن الأركايترزم كانت لعنته إنتهت، إتسطاعت إمتصاص السحر إلي جسدها و العودة مرة أخري بعد سنة من قتلهم لإبنتي .
و لكن بغرابة هي أرادت أن تري غرفتها..كإنها تشعر بشئ ما .
دفعت الباب بخفه ليصدر صرير واضح، غرفة مظلمه يتخللها ضوء القمر الطفيف.
خطواتها تطرق الأرض الخشبيه، واحده تلو الأخرى، عينيها دارت في الغرفة المنظمة ببطأ. فراش كبير يتوسطها، الألعاب التي لم تفتح بعد مرتبه على المنضدة.
خطواتها تستمر، تجول ببطأ في كل ركن متفحصه كل جزء بعنايه. مررت انمالها على خشب الفراش متجه لنافذة في زاوية الغرفة ثم توقفت فجأة، تماماً أمامها في ذات اللحظه التي سمعت فيها شيئاً يدهس اسفل قدمها.
نظرت النافذة و ارتفعت شفتيها في إبتسامه منتصره لكن سرعان ما انكمشت ملامحها في غضب و هي ترفع زراعها لتضرب الزجاج بمرفقها بقوه.
انكسر زجاج النافذة و في نفس اللحظه انفجر الزجاج الخاص بباقية النوافذ.
لم تتحرك من مكانها و استمعت لصوت التحطيم من خلفها، كل شئ كان ينهار من خلفها اما هي..ف ظلت ثابته، جامده.
و عندما هدأ كل شئ، التفتت و نظرت لعينيه العسليه المتسعه ،كانت تنظر للمكان بصدمه.
جميع الألعاب على الأرض، مسامير داخل العرائس ، خيوط، دماء ، رموز غريبه مرسومه بالدماء علي الحائط و الأرض.
نظر للغرفة بتعجب، خوف ربما..فالمكان كان فوضى عارمه، كان مرعب و مخيف عكس ما كان منذ لحظات. "مزيف."
رفع عينيه لها و للحظه الأمل تشبث في قلبه و هي تردف."كل شئ مزيف."
في تلك اللحظة علمت أن إبنتي لازالت حية..و تخيلت نفسي أركض إليها و أحتضنها و ساعتها كان علي الإستعداد للحرب .
و لكن اللحظة الأخري سقطت كل توقعاتي و أحلامي عندما أخبرتني فرانسيس بأنها لا تستطيع التواصل معه..
كأن هناك ساحرات وضعوا تعويذة لكي لا يعثر أي أحد عليهم في الخريطة .
و لم نستطع فعل أي شئ في تلك اللحظة..
فقط ظللنا متعلقين بأمل وجودها علي قيد الحياة..
حتي وصلتنا أخبار من بعض السحرة لهم صلة بفرانسيس..
"لقد إستطعنا تحديد بعض المعلومات عن مجموعته!" تحدثت فرانسيس فور دخولها غرفة المكتب خاصتي لتجعلني أترك ما بيدي و أنتبه لها .
"ماذا قالوا؟" سألتها بسرعة لتجلس علي ذلك الكرسي أمام المكتب و تترك أمتعتها علي الطاولة أمامي قبل أن تلتفت إلي و تروي علي كل ما علمته .
"يقولون أن هناك مجموعة معزولة عن كل من حولهم و لا أحد يعلم من بها أو أي شئ و لكن الإشاعات تقول بأن كاسيوس هو قائد تلك المجموعة ." حدقت بها بأعين متسعة و أنا أعود بظهري للكرسي أفكر فيما قالته، قبل أن أُسألها مرة أخري .
"فقط بعض المعلومات، صحيح؟ لازلتم لا تعلمون أين هم بضبط؟" تأملت وجهي بحزن قبل أن تنزل تنظر للأرض و تهز رأسها .
"للأسف لا.." زفرت بيأس و أنا أُغمض عيني و أمسح علي وجهي بيداي .
"لقد مرت ست سنوات.." رفعت بصرها لي و تحدثت بسرعة .
"أنا آسفة لمَ تمر به..فقط كل ما علينا فعله هو الإيمان بأنه في يوماً ما ستعود إليك إبنتك و كل شئ سيكون بخير ." رفعت رأسي لها لأسألها .
"و مالذي يجعلك متأكدة بأنها ستعود ."
"لأنه سيأتي يوماً ما و الشر سيُهزم حتي ولو بعد ألف سنة ."
_________________________
خرجت من البيت معها نتحدث..
"اذا بقيتي تأتين للمجموعة لأجلي سيشك بي رفيقك الساحر ." قهقهت بخفة و لكن قبل أن ترد سمعنا صوتٍ عالي في المكان..
و بالطبع علمت من هي .
"ايلفيس كريستوف، توقف عندك!" صاحت بلايك في ايلفيس بينما تركض وراؤه في الأنحاء .
"منذ تحول ايلفيس و ميلا لمستذئبين و بقوا مع رفقائهم هنا، أصبحت تلك المجموعة عبارة عن مستشفي مجانين ." أخبرتني فرانسيس لأتأملهم و أرد عليها بالموافقة .
"بالفعل، كل يوم أُصاب بالصداع بسببهم.." أردفت لتضحك و أنا أشاهد ايلفيس يتوجه إلي و وراؤه بلايك .
"مرحباً ألفا! مرحباً فرانسيس!" حياننا لنومئ له و تقف بجانبه بلايك لتحيينا و لكن يتفوه ايلفيس بما أفكر كلما نظرت إليه .
"لقد مرت سنة كاملة، ألفا ." تنهدت و أري بلايك تضع عيناها في الأرض و تزفر بحزن .
"أعلم و لكن الميعاد قد إقترب..كل شئ سيكون بخير ." أومئ لي و نظر لبلايك التي تحاول الإبتسام و لكني تحدثت لأشتت إنتباههم عن الموضوع .
"أين ايفان و ميلا؟" إنتبهت بلايك لترد بسرعة .
"تقريباً يبحثون عن إبنتهم المزعجة لارس ." قالت بلايك ليمزح معها ايلفيس .
"لارسين ." سخر من الإسم لنسمع صوت ايفان يصيح من بعيد .
"إسمها لارس فقط أيها الأحمق ." إلتفتنا له ليأتي و علي وجهه تعبير غاضب..و لكنه مضحك .
أتي إيفان و أمسك ايلفيس من ياقة قميصه .
"إسخر من إسم إبنتي مجدداً و سأقطع رأسك ." بسرعة تدخلت لأبعدهم عن بعض و لكنهم يتمسكون أكثر .
"أنا الذي سأقطع وجهك إن لم تترك قميصي ." و لكن هذا لم ينتهي..لأن ميلا أتت بالفعل و من الواضح إنها في مزاج الشجار هي أيضاً .
"بلايك لمَ رفيقك يتشاجر مع زوجي؟!" عقدت بلايك ذراعيها و نظرت لها بملل بينما الأخري تمشي بإتجاهنا .
"لأننا سخرنا من إسم إبنتك لارسين ." إبتسمت بلايك بسخرية لتزيد من غضب ميلا الذي جعلها تقفز علي و يمسكوا في شعر بعضهم .
"يالهي.." أمسكت فرانسيس جبهتها قبل أن تتدخل و تفض الشجار بين الفتيات .
أصبحت أنا أحوال أن أُبعد ايفان عن إيلفيس، حتي أن كايلب إنضم إلي و رفيقته ساعدت فرانسيس في شجار الفتيان بينما من بعيد كان كاي و رفيقته يشاهدونا يضحكوا .
"إلي متي لن تتوقفوا عن إصابتي بالصداع؟"
"أبداً!"
________________________
الساحرات و المسئولين المساعدين يجلسون في الغرفة علي الطاولة ينظرون لقائدهم الذي يقف أمامهم في أول الغرفة صامتاً لا يعلمون ما الشر الذي يدور في عقله .
كان يستند بيداه علي الكرسي محدقاً بالطاولة الطويلة..ظل الصمت سائداً حتي قطعه إحدي مساعدينه .
"القائد كاسيوس؟" عيناه لم تتحرك من مكانها بل ظل ساكناً حتي تنهد بهدوء جعلهم خائفين مما سيقوله أو سيفعله .
لكنه ظل ساكناً .
"ماذا؟" رد بهدوء كإنه لا يوجد أي شئ يقلق لأجله .
"لقد جمعتنا اليوم لإخبارنا شيئاً.." إبتسم كاسيوس و هو يقترب منه و يقف خلفه ممسكاً بالكرسي الذي يجلس عليه .
"بالفعل كلامه صحيح.." الإبتسامة الغريبة علي وجهه جعلتهم يشعرون بالرعشة تسري في جسده..
"لقد جمعتكم اليوم لإخباركم بأننا فقدنا مفتاح لإستكمال كل ما بدأناه.." وضعوا كلهم رءوسهم في الأرض لا يستطيعون النظر إلي وجهه الذي تحولت معالمه إلي غاضبة .
"كل ما فعلته في السابق..المجموعات التي فككتها و الذئاب الذين هجمت عليهم..كل هذا لأجل المملكة التي كنت أحلم بحكمها..و لكن بسبب إستهتاركم! فقدنا من كانت ستفتح لنا الطريق لأجل تحطيم كل ما يقابلنا.."
"لماذا لا تثق بنا؟ نحن ساحرات و قادرين علي فعل أي شئ-.." تحدثت ساحرة و لكنه رمقها بحدة و بدأ يقترب لها .
"أتريدين أن أهجم علي المجموعات حتي يعلم جايس الذي مجموعته تعتبر من أقوي المجموعات..حتي يأتي و يهجم علينا مع إتحاده مع حلفاؤه و يعود الأمر بخسارة كبيرة؟" صمتت بحرج ليستكمل كلامه الذي يشع غضباً .
"فالكايتري كانت بداية طريقنا لكسر جايس و تحطيم مجموعته حتي لا يتجرأ أي شخص بالإقتراب ناحيتنا ."
"لكنها تعلم الآن بأن جايس يكون والدها!" إبتسم كاسيوس إبتسامة جانبية تعكس كل ما بداخله من شر .
"حينها ستستخدم ساحراتنا الجميلات سحرهن ليمسحوا كل شئ متعلق به و بآخر فترة قضتها خارج المجموعة ." تنفست هارييت التي كانت تجلس معهم في الإجتماع بتوتر .
"ماذا اذا بُطل السحر مرة أخري..؟"
نظر لها كاسيوس و عيناه تلمع بالجنون و الشر الذي بداخله قبل أن يقول:
"حينها سنسلمها ."
"نسلمها؟" سأل إحدي المسئولين قبل أن يكمل كاسيوس كلامه موضحاً .
"سنسلمها حتي نسترجع آجنس ."
_____________________________________________________________________
Коментарі