Chapter 6
لم تكن النهاية فقط .
بل الجحيم .
لأنه بالفعل فارغ .
و كل الشياطين هنا .
_____________________
لم أكن أشعر بجسدي .
بل بخمول شديد..جعل رأسي مثل القنبلة التي ستنفجر من الدوران .
السرير الذي كنت مستلقية عليه لم يكن مريحاً تماماً بل كان بشعاً و بارداً بطريقة آلمت عظامي و جسدي المنهك، شعرت برغبة في القيئ لكني لم أفعل..
فقط أعتصر عيناي كي أشتت نفسي عن دوران دماغي و لكن في نفس الوقت أحاول إستعادة وعيي .
حاولت التواصل مع ذئبتي لكنها كانت منهكة مثلي تماماً .
أين أنا؟
و الهواء كان بارداً..و النور يخبط في جفن عيني بقوة .
ورائحة المكان..كانت تشبه المستشفيات .
معطفي و حقيبتي أخذوهم..لم أشعر سوي بقميصي و البنطال .
حاولت الرمش قليلاً و فتح عيناي..و لكن قابلني النور الشديد..رمشت عدة مرات أخري حتي إعتادت عيناي عليه و أخذت نظرة حول المكان بدون إصدار أي صوت ..
الغرفة كان تشبه المعمل..و الطبيب كان مصاصاً للدماء .
كنت مقيدة بالأصفاد الفضية كي تمنعني من التحرك .
و كان ذراعي موصل بقنية طبية -كانيولا- لا تبعث سوي ذلك السائل الذي يحرقني بدون رحمة..
سم المستذئبين .
لا أعرف مالذي علي فعله الآن و لكن علي أن أظل قوية .
بالفعل لا اشم رائحة فالديمير أو آليك في أي مكان و لكن طالما اني لا اشعر بشئٍ خاطئ..
هذا يعني أن الجميع بخير..
فالديمير بخير .
بينما كنت أمسح الغرفة بنظري، لسعتني الأصفاد الفضية بقوة جعلتني أصدر صوتاً منتفضاً، و لكن هذا لم يفعل شئ سوي جذب إنتباه مصاص الدماء .
الإبتسامة ذات طابع غريب للأطوار زينت شفتاه و عيناه لمعت بشر .
"لقد إستيقظت أميرتنا ."
"لا، بل أنا ملكة أيها اللعين ."
ضحك علي تعليقي الصريح و الغير متردد، و لكنني ظللت أنظر له بدون أي تعبير وجه .
"يبدو أنك شجاعة كفاية لتردي علي بكل تلك الجرأة.." أكتفيت بالصمت و الرد عليه بنظرتي الحادة لخاصته المتحمسة بشكل مختل .
فجأة إقترب مني و سحب كرسياً ليجلس بجانب السرير و يقرب وجهه مني بقوة ليتحدث الي بصوت منخفض و غاضب .
"إستخدمي هذه الشجاعة اذا في إخباري ما السر الذي يجعل حمضك النووي مختلفاً عن الكلب الآخر-آليك-."
"قل تلك الكلمة مرة أخري و أنا بدون الأصفاد و سأريك من الكلب هنا!" شدني من شعري بقوة و صاح:
"فقط ردي علي السؤال حتي أستطيع إختراع هذا الترياق اللعين!" لكنني إلتزمت الصمت و عقدت حاجباي..
"ترياق؟"
لا أعلم بالفعل ما هو السبب الذي يجعل حمضي النووي مختلف..و لكنني لن أجعله يعتقد بأني لا أعرف .
عندما فاض صبره فجأة صاح بصوتٍ عالي:
"يا حراس!"
دخلوا بسرعة ليصيح بصوت حاد مرة أخري .
"إعطوها معطفها هذا و خذوها إلي الزنزانة!"
________________________
فتحوا الأبواب و أدخلوني الحارسان الذان يمسكان بيذراعاي إلي حيث حجرات الزنازن .
و هنا رأيت آليك أخيراً .
"فالكايتري!"
"آليك!" إنتفضنا نحن الإثنان إلي بعضنا و لكن الحراس أرجعوني مكاني و هو لُسع من قضبان الزنزانة الفضية..
و ألقوني في الزنزانة التي بجانبه..
"آليك!" ذهبت للحائط بسرعة الذي بجانب زنزانته و سمعته يقترب هو ايضاً .
"ماذا فعلوا بك؟ و أين فالديمير؟!"
"لا أعرف! لقد إستيقظت و كنت في ذلك المعمل الذي كنتِ به.." ماذا؟
هو كان معي في الغرفة؟!
"لقد كنتِ تحت تأثير السم و لم تسمعي ندائي أبداً حتي طلب من الحراس أن يأخذوني للزنزانة ." أغمضت عيني و زفرت..
اذا كنا نحن الإثنان هنا؟
أين فالديمير الآن؟
_______________________
كان يجلس في تلك الغرفة الصامتة..
لا يوجد بها شيئاً سوي كرسياً و سريراً و نافذةً .
الشمس كانت شرُقت و مع ذلك كان يري مصاصين الدماء يتجولون في الساحة مرتديين خاتماً يحميهم من الإحتراق .
كانت هناك الكثير من الأشياء التي يمكنه فعلها في تلك اللحظة لكنه كان ساكناً .
ثم جلس علي الكرسي ينتظر..
ناظراً إلي الباب..
حتي سمع صوت خطوات أقدام تأتي مسرعة حتي فُتح الباب ليظهر الفتاة ذات شعرٍ أشقر و أعين حمراء .
دخلت الغرفة و إبتسامة واسعة علي ثغرها كإنها علي وشك أخذ أكبر جائزة كانت تحلم بها أو حتي أحسن وجبة ستحصل عليها طوال حياتها .
كان في يدها قنية طبية -كانيولا- و كيس طبي و تنظر له بأعين واسعة و كلها حماس و شهوة .
"أمستعد لتكون مشروب الملك المفضل؟"
كان تقصد دماؤه التي هي علي وشك سحبها و لكنه كان يحدق بها بدون أي تعبيرات..
فقط يحدق..
و لكن حماسها كان يزيد لححظة بلحظة حتي إختفي عندما حاولت الإقتراب منه..
و لم تستطع .
"ماذا-.."
كإن حواسها تم التحكم بها..يمكنها الذهاب إلي أي مكان إلا قُربه هو!
"كيف-..كيف تفعل ذلك؟!" صاحب به و لكنه صامت .
جسدها لا يريدها القرب منه..
أو هو من يتحكم بذلك!
نظرات الهلع أصبحت تكسو وجهها و هي تراه يحدق بها .
الخوف إمتلكها و لم تفكر سوي بالهروب من الغرفة و لكن مع جملة واحدة ظلت تتردد في جميع أنحاء عقلها .
فالديمير ليس بشرياً
________________________
"أيمكنك جلب لي بعض الماء؟!" صحت في الحارس الذي علي زنزانة بتعبو لكنه رد بغضب علي بصوته الأجش:
"صمتاً أيتها الذئبة!" قلبت عيني بغضب .
الجو كان حاراً بالفعل ليستشيط دمي غضباً من هذا المكان الخانق .
أقسم أنه كان علي ترك فالديمير لمصاصين الدماء..
"أرجوك أعطيني فقط كوباً!" صحت مرة أخري و لكنه يرفض بشدة و يفزعني بصوته .
ما بال الجميع هنا مفزعين الصوت هكذا؟
بالفعل قد كُنت شُفيت من سم المستذئبين و لكن معدتي تؤلمني من الجوع .
حاولت بعض طاقتي و قمت بالتواصل العقلي مع آليك .
"علينا الخروج من هنا ." قلت .
"لدي خطة ." رد علي بسرعة قبل أن يُكمل .
"أنتي سوف تطلبين من الحارس المياة مرة أخري و لكن هذه المرة سأساعدك و عندما يأتيكي بالمياة، عليكي سحب المفتاح منه بأي طريقة ."
أنهي التواصل العقلي و لكن طرأ ذلك الشئ في عقلي لذلك تواصلت معه مرة أخري..
"آليك ."
"ماذا هناك؟"
"أنا آسفة علي كل شئ تمر به بسببي..و أيضاً أشكرك لأنك ظللت معي و لم تتركني ."
ظل صامتاً قليلاً حتي رد..
"هذا لأنك تستحقين ذلك فالكايتري..أنتي شخص يستحق المخاطرة لأجله ."
أنهينا التواصل بدون أن يلاحظ الحارسان و لكن كلامه جعل الدفئ يتسلل لقلبي و أبتسم لا شعورياً .
وقفت من مكاني بسرعة تقدمت قليلاً بدون أن ألمس القضبان و رأيت المفتاح يتدلي من جانبه .
حسناً..هذه فرصتي .
"أرجوك إجلب لي بعض المياة لم أعد أتحمل!" صحت بتذمر مرة أخري لأسمع صوت آليك يترجاه .
"اذا لم تعطيها بعض المياة فسوف يفسد دمها لأنه الذئاب تحتاج للمياة طوال الوقت لكي تبقي قوية و لكنك الآن ستتسب في مشكلة كبيرة جداً..جداً حقاً و ستفسد مشروع الملك الغريب ذلك و الآن أنت من ستتلقي العقاب!"
آليك عليه العمل كمؤلف من كثرة الكلام الذي ليس له أي معني حرفي .
كان ينقصه قول بأني مُرضعة و اللبن خاصتي سيجف .
لكنه نوعاً ما نجح و علامات الخوف ظهرت قليلاً علي وجه الحارس و نظر لمن يقف معه ثم هز كتفاه قليلاً بقلة حيلة و ذهب .
و لكن سرعان ما أتي و في يده كوباً من الماء و يتقدم نحو زنزانتي .
خطوات قدمه كانت تطأ في أذني كسنفونية الحرية التي علي وشك أن نحصل عليها بعد دقيقتين .
و عندما أمسكت بالكوب الذي لازال يمسك به..
و قبل أن يتركها، قمت بسحبه بقوة و يصتدم بالقضبان و أنهش المفاتيح منه!
لم أبالي بالفضة التي تعرض لها وجهي و لكني دفعته بقوة للزنزانة المقابلة لي و قمت بإخراج نفسي بسرعة قبل أن يأتي الحارس الآخر ليتعارك معي .
رميت المفتاح لزنزانة آليك و بقيت أنا و الحارس الآخر نضرب في بعضنا بينما الذي علي الأرض كان يصيح ب"السُجناء يهربوا ."
قلبي لم يدق بتلك السرعة من قبل و لكني شعرت بتلك الشجاعة التي يجب علي التحلي بها دوماً .
كانت طاقتي بالفعل منتهية و لكني حاربت بكل قوتي أنا و آليك الحارسين حتي قمنا بعضٌهم ثم خرجنا بسرعة لقرب الساحة و لكن..
كنا محاطين من الحراس من كل جهة .
لم نعرف مالذي علينا التفكير به و لكننا علمنا أنه الآن أو أبداً .
لقد دخلت تلك المملكة لأجل رفيقي و سأخرج منها و الكل سالمين .
بقيت أضرب و أركل في كل من يقابلني، و كلما إنتهيت من واحد يظهر لي إثنان آخرين .
الطيور طارت من الأشجار بقوة، كنا نندفع بكل قوة لدينا و كانت مخالبنا حاضرة و أنيابنا تستقبل جلودهم الهشة .
نمزق هذا و نقطع هذا .
حتي زادوا بسرعة و أطاحونا علي الأرض!
و لكن قبل أن يقوموا بأي شئ حصلت حالة من الهرج و المرج في المكان .
أصبحوا فجأة يركضون في كل جانب .
كأن خبر نهاية العالم قد إنتشر و الكل يريد النجاة بحياته .
حاولنا الوقوف ننظر لكل مصاصين الدماء هؤلاء الذين يركضون للجهة المعاكسة لنا .
فنحن كنا ننظر لناحية القصر و هم يركضون مبتعدين عنه .
حتي ظهر من بعد آخر الأفراد..
هو .
صوت النسر علا بكل قوة في السماء و هو يطير فارداً لجناحيه عابراً بنفس الإتجاه اللي هو يمشي به بكل ثقة، عيناه لا تتحرك من علي و إبتسامته الجانبية مثبتة علي شفتاه و بينما الجميع يبتعد عنه من كل جانب كمن لديه هالة مغناطيسية قوية لا تسمح بأي أحد التواجد فيها .
فمي أنا و آليك كان مفتوحاً من المنظر الذي رأيناه الآن و لا أصدق بأن هذا يحصل من رفيقي. البشري!
ظل يمشي بإتجاهنا حتي وقف أمامي و أمسك بذراعي .
"ك- كيف..؟" تلعثمت في الكلام و لكنه نظر وراؤه ناحية القصر..
ناحية ملك مصاصين الدماء..
كان يقف عند عرشه في مقدمة السلالم .
و علامات الصدمة علي وجهه..
كإنه لا يستطيع فعل أي شئ!
"أراك لاحقاً اذاً ."وجهها للملك ثم نظر إلينا .
"هيا بنا؟" من تحت نظراتنا المصدومة و نظرات الجميع الغير مُصدقة..وضع يداه وراء ظهري أنا و آليك و من ثم تركنا المملكة .
_______________________
من بعد ما حصل، و لا واحداً منا يستطيع التفوه بأي شئ .
لازالت أفواهنا -أنا و آليك- مفتوحة..بينما فالديمير يتحرك بجانبا و كإنه لم يحصل أي شئ .
"مالذي.." حركت رأسي لأبعد صدمتي عني و بسرعة وقفت أمام فالديمير ليتوقفوا هما الإثنان .
"ما الأمر؟" رد ببساطة..
هل يمزح؟!
"ما الأمر؟! هل تعتقد أن هذا هو السؤال المناسب لهذا الموقف؟!" صوتي أصبح أعلي و آليك لازال ينظر له بصدمة .
"اذاً مالذي تريديني قول-.." قاطعته بإنفعال .
"أيمكنك أن تخبرني ماللعنة التي حصلت للتو؟! كيف هرب منك مصاصين الدماء؟! أعني..كيف مشيت تحت أنظار الملك و لم يفعل لك شيئاً؟!" هو كان واقفاً و صامتاً يستمع لكل ما أقوله و لا يرد .
"و أنت! أنت كيف علمت عن قوتي؟! ها! كيف عرفت بأنها لدي عندما واجهنا ذلك العجوز و أنا حتي لم أُخبر جين-آن! كيف يمكنك معرفة كل نلك الأشياء و حتي الأشياء التي لا أعرفها؟!"
أنا حرفياً كنت أفقد صوابي!
كنت أنظر لهم هما الإثنان و أصيح بهم بكل قوة حتي سكتت لآخذ أنفاسي..
لقد أصبحت ثقيلة بالفعل و رئتاي كانت تأخذ الأكسجين بصعوبة كإنها في غرفة و أصبحت ضيقة و لا تتسع لها .
"أنا لم أعد أعرف من الذي علي الوثوق به بعد الآن.."
دماغي كانت تتذكر كل شئ عن البارحة دون توقف و لا أجد أي تفسير لما يحصل..
لكني لم أعد أفهم شيئاً مطلقاً .
______________________________________
بل الجحيم .
لأنه بالفعل فارغ .
و كل الشياطين هنا .
_____________________
لم أكن أشعر بجسدي .
بل بخمول شديد..جعل رأسي مثل القنبلة التي ستنفجر من الدوران .
السرير الذي كنت مستلقية عليه لم يكن مريحاً تماماً بل كان بشعاً و بارداً بطريقة آلمت عظامي و جسدي المنهك، شعرت برغبة في القيئ لكني لم أفعل..
فقط أعتصر عيناي كي أشتت نفسي عن دوران دماغي و لكن في نفس الوقت أحاول إستعادة وعيي .
حاولت التواصل مع ذئبتي لكنها كانت منهكة مثلي تماماً .
أين أنا؟
و الهواء كان بارداً..و النور يخبط في جفن عيني بقوة .
ورائحة المكان..كانت تشبه المستشفيات .
معطفي و حقيبتي أخذوهم..لم أشعر سوي بقميصي و البنطال .
حاولت الرمش قليلاً و فتح عيناي..و لكن قابلني النور الشديد..رمشت عدة مرات أخري حتي إعتادت عيناي عليه و أخذت نظرة حول المكان بدون إصدار أي صوت ..
الغرفة كان تشبه المعمل..و الطبيب كان مصاصاً للدماء .
كنت مقيدة بالأصفاد الفضية كي تمنعني من التحرك .
و كان ذراعي موصل بقنية طبية -كانيولا- لا تبعث سوي ذلك السائل الذي يحرقني بدون رحمة..
سم المستذئبين .
لا أعرف مالذي علي فعله الآن و لكن علي أن أظل قوية .
بالفعل لا اشم رائحة فالديمير أو آليك في أي مكان و لكن طالما اني لا اشعر بشئٍ خاطئ..
هذا يعني أن الجميع بخير..
فالديمير بخير .
بينما كنت أمسح الغرفة بنظري، لسعتني الأصفاد الفضية بقوة جعلتني أصدر صوتاً منتفضاً، و لكن هذا لم يفعل شئ سوي جذب إنتباه مصاص الدماء .
الإبتسامة ذات طابع غريب للأطوار زينت شفتاه و عيناه لمعت بشر .
"لقد إستيقظت أميرتنا ."
"لا، بل أنا ملكة أيها اللعين ."
ضحك علي تعليقي الصريح و الغير متردد، و لكنني ظللت أنظر له بدون أي تعبير وجه .
"يبدو أنك شجاعة كفاية لتردي علي بكل تلك الجرأة.." أكتفيت بالصمت و الرد عليه بنظرتي الحادة لخاصته المتحمسة بشكل مختل .
فجأة إقترب مني و سحب كرسياً ليجلس بجانب السرير و يقرب وجهه مني بقوة ليتحدث الي بصوت منخفض و غاضب .
"إستخدمي هذه الشجاعة اذا في إخباري ما السر الذي يجعل حمضك النووي مختلفاً عن الكلب الآخر-آليك-."
"قل تلك الكلمة مرة أخري و أنا بدون الأصفاد و سأريك من الكلب هنا!" شدني من شعري بقوة و صاح:
"فقط ردي علي السؤال حتي أستطيع إختراع هذا الترياق اللعين!" لكنني إلتزمت الصمت و عقدت حاجباي..
"ترياق؟"
لا أعلم بالفعل ما هو السبب الذي يجعل حمضي النووي مختلف..و لكنني لن أجعله يعتقد بأني لا أعرف .
عندما فاض صبره فجأة صاح بصوتٍ عالي:
"يا حراس!"
دخلوا بسرعة ليصيح بصوت حاد مرة أخري .
"إعطوها معطفها هذا و خذوها إلي الزنزانة!"
________________________
فتحوا الأبواب و أدخلوني الحارسان الذان يمسكان بيذراعاي إلي حيث حجرات الزنازن .
و هنا رأيت آليك أخيراً .
"فالكايتري!"
"آليك!" إنتفضنا نحن الإثنان إلي بعضنا و لكن الحراس أرجعوني مكاني و هو لُسع من قضبان الزنزانة الفضية..
و ألقوني في الزنزانة التي بجانبه..
"آليك!" ذهبت للحائط بسرعة الذي بجانب زنزانته و سمعته يقترب هو ايضاً .
"ماذا فعلوا بك؟ و أين فالديمير؟!"
"لا أعرف! لقد إستيقظت و كنت في ذلك المعمل الذي كنتِ به.." ماذا؟
هو كان معي في الغرفة؟!
"لقد كنتِ تحت تأثير السم و لم تسمعي ندائي أبداً حتي طلب من الحراس أن يأخذوني للزنزانة ." أغمضت عيني و زفرت..
اذا كنا نحن الإثنان هنا؟
أين فالديمير الآن؟
_______________________
كان يجلس في تلك الغرفة الصامتة..
لا يوجد بها شيئاً سوي كرسياً و سريراً و نافذةً .
الشمس كانت شرُقت و مع ذلك كان يري مصاصين الدماء يتجولون في الساحة مرتديين خاتماً يحميهم من الإحتراق .
كانت هناك الكثير من الأشياء التي يمكنه فعلها في تلك اللحظة لكنه كان ساكناً .
ثم جلس علي الكرسي ينتظر..
ناظراً إلي الباب..
حتي سمع صوت خطوات أقدام تأتي مسرعة حتي فُتح الباب ليظهر الفتاة ذات شعرٍ أشقر و أعين حمراء .
دخلت الغرفة و إبتسامة واسعة علي ثغرها كإنها علي وشك أخذ أكبر جائزة كانت تحلم بها أو حتي أحسن وجبة ستحصل عليها طوال حياتها .
كان في يدها قنية طبية -كانيولا- و كيس طبي و تنظر له بأعين واسعة و كلها حماس و شهوة .
"أمستعد لتكون مشروب الملك المفضل؟"
كان تقصد دماؤه التي هي علي وشك سحبها و لكنه كان يحدق بها بدون أي تعبيرات..
فقط يحدق..
و لكن حماسها كان يزيد لححظة بلحظة حتي إختفي عندما حاولت الإقتراب منه..
و لم تستطع .
"ماذا-.."
كإن حواسها تم التحكم بها..يمكنها الذهاب إلي أي مكان إلا قُربه هو!
"كيف-..كيف تفعل ذلك؟!" صاحب به و لكنه صامت .
جسدها لا يريدها القرب منه..
أو هو من يتحكم بذلك!
نظرات الهلع أصبحت تكسو وجهها و هي تراه يحدق بها .
الخوف إمتلكها و لم تفكر سوي بالهروب من الغرفة و لكن مع جملة واحدة ظلت تتردد في جميع أنحاء عقلها .
فالديمير ليس بشرياً
________________________
"أيمكنك جلب لي بعض الماء؟!" صحت في الحارس الذي علي زنزانة بتعبو لكنه رد بغضب علي بصوته الأجش:
"صمتاً أيتها الذئبة!" قلبت عيني بغضب .
الجو كان حاراً بالفعل ليستشيط دمي غضباً من هذا المكان الخانق .
أقسم أنه كان علي ترك فالديمير لمصاصين الدماء..
"أرجوك أعطيني فقط كوباً!" صحت مرة أخري و لكنه يرفض بشدة و يفزعني بصوته .
ما بال الجميع هنا مفزعين الصوت هكذا؟
بالفعل قد كُنت شُفيت من سم المستذئبين و لكن معدتي تؤلمني من الجوع .
حاولت بعض طاقتي و قمت بالتواصل العقلي مع آليك .
"علينا الخروج من هنا ." قلت .
"لدي خطة ." رد علي بسرعة قبل أن يُكمل .
"أنتي سوف تطلبين من الحارس المياة مرة أخري و لكن هذه المرة سأساعدك و عندما يأتيكي بالمياة، عليكي سحب المفتاح منه بأي طريقة ."
أنهي التواصل العقلي و لكن طرأ ذلك الشئ في عقلي لذلك تواصلت معه مرة أخري..
"آليك ."
"ماذا هناك؟"
"أنا آسفة علي كل شئ تمر به بسببي..و أيضاً أشكرك لأنك ظللت معي و لم تتركني ."
ظل صامتاً قليلاً حتي رد..
"هذا لأنك تستحقين ذلك فالكايتري..أنتي شخص يستحق المخاطرة لأجله ."
أنهينا التواصل بدون أن يلاحظ الحارسان و لكن كلامه جعل الدفئ يتسلل لقلبي و أبتسم لا شعورياً .
وقفت من مكاني بسرعة تقدمت قليلاً بدون أن ألمس القضبان و رأيت المفتاح يتدلي من جانبه .
حسناً..هذه فرصتي .
"أرجوك إجلب لي بعض المياة لم أعد أتحمل!" صحت بتذمر مرة أخري لأسمع صوت آليك يترجاه .
"اذا لم تعطيها بعض المياة فسوف يفسد دمها لأنه الذئاب تحتاج للمياة طوال الوقت لكي تبقي قوية و لكنك الآن ستتسب في مشكلة كبيرة جداً..جداً حقاً و ستفسد مشروع الملك الغريب ذلك و الآن أنت من ستتلقي العقاب!"
آليك عليه العمل كمؤلف من كثرة الكلام الذي ليس له أي معني حرفي .
كان ينقصه قول بأني مُرضعة و اللبن خاصتي سيجف .
لكنه نوعاً ما نجح و علامات الخوف ظهرت قليلاً علي وجه الحارس و نظر لمن يقف معه ثم هز كتفاه قليلاً بقلة حيلة و ذهب .
و لكن سرعان ما أتي و في يده كوباً من الماء و يتقدم نحو زنزانتي .
خطوات قدمه كانت تطأ في أذني كسنفونية الحرية التي علي وشك أن نحصل عليها بعد دقيقتين .
و عندما أمسكت بالكوب الذي لازال يمسك به..
و قبل أن يتركها، قمت بسحبه بقوة و يصتدم بالقضبان و أنهش المفاتيح منه!
لم أبالي بالفضة التي تعرض لها وجهي و لكني دفعته بقوة للزنزانة المقابلة لي و قمت بإخراج نفسي بسرعة قبل أن يأتي الحارس الآخر ليتعارك معي .
رميت المفتاح لزنزانة آليك و بقيت أنا و الحارس الآخر نضرب في بعضنا بينما الذي علي الأرض كان يصيح ب"السُجناء يهربوا ."
قلبي لم يدق بتلك السرعة من قبل و لكني شعرت بتلك الشجاعة التي يجب علي التحلي بها دوماً .
كانت طاقتي بالفعل منتهية و لكني حاربت بكل قوتي أنا و آليك الحارسين حتي قمنا بعضٌهم ثم خرجنا بسرعة لقرب الساحة و لكن..
كنا محاطين من الحراس من كل جهة .
لم نعرف مالذي علينا التفكير به و لكننا علمنا أنه الآن أو أبداً .
لقد دخلت تلك المملكة لأجل رفيقي و سأخرج منها و الكل سالمين .
بقيت أضرب و أركل في كل من يقابلني، و كلما إنتهيت من واحد يظهر لي إثنان آخرين .
الطيور طارت من الأشجار بقوة، كنا نندفع بكل قوة لدينا و كانت مخالبنا حاضرة و أنيابنا تستقبل جلودهم الهشة .
نمزق هذا و نقطع هذا .
حتي زادوا بسرعة و أطاحونا علي الأرض!
و لكن قبل أن يقوموا بأي شئ حصلت حالة من الهرج و المرج في المكان .
أصبحوا فجأة يركضون في كل جانب .
كأن خبر نهاية العالم قد إنتشر و الكل يريد النجاة بحياته .
حاولنا الوقوف ننظر لكل مصاصين الدماء هؤلاء الذين يركضون للجهة المعاكسة لنا .
فنحن كنا ننظر لناحية القصر و هم يركضون مبتعدين عنه .
حتي ظهر من بعد آخر الأفراد..
هو .
صوت النسر علا بكل قوة في السماء و هو يطير فارداً لجناحيه عابراً بنفس الإتجاه اللي هو يمشي به بكل ثقة، عيناه لا تتحرك من علي و إبتسامته الجانبية مثبتة علي شفتاه و بينما الجميع يبتعد عنه من كل جانب كمن لديه هالة مغناطيسية قوية لا تسمح بأي أحد التواجد فيها .
فمي أنا و آليك كان مفتوحاً من المنظر الذي رأيناه الآن و لا أصدق بأن هذا يحصل من رفيقي. البشري!
ظل يمشي بإتجاهنا حتي وقف أمامي و أمسك بذراعي .
"ك- كيف..؟" تلعثمت في الكلام و لكنه نظر وراؤه ناحية القصر..
ناحية ملك مصاصين الدماء..
كان يقف عند عرشه في مقدمة السلالم .
و علامات الصدمة علي وجهه..
كإنه لا يستطيع فعل أي شئ!
"أراك لاحقاً اذاً ."وجهها للملك ثم نظر إلينا .
"هيا بنا؟" من تحت نظراتنا المصدومة و نظرات الجميع الغير مُصدقة..وضع يداه وراء ظهري أنا و آليك و من ثم تركنا المملكة .
_______________________
من بعد ما حصل، و لا واحداً منا يستطيع التفوه بأي شئ .
لازالت أفواهنا -أنا و آليك- مفتوحة..بينما فالديمير يتحرك بجانبا و كإنه لم يحصل أي شئ .
"مالذي.." حركت رأسي لأبعد صدمتي عني و بسرعة وقفت أمام فالديمير ليتوقفوا هما الإثنان .
"ما الأمر؟" رد ببساطة..
هل يمزح؟!
"ما الأمر؟! هل تعتقد أن هذا هو السؤال المناسب لهذا الموقف؟!" صوتي أصبح أعلي و آليك لازال ينظر له بصدمة .
"اذاً مالذي تريديني قول-.." قاطعته بإنفعال .
"أيمكنك أن تخبرني ماللعنة التي حصلت للتو؟! كيف هرب منك مصاصين الدماء؟! أعني..كيف مشيت تحت أنظار الملك و لم يفعل لك شيئاً؟!" هو كان واقفاً و صامتاً يستمع لكل ما أقوله و لا يرد .
"و أنت! أنت كيف علمت عن قوتي؟! ها! كيف عرفت بأنها لدي عندما واجهنا ذلك العجوز و أنا حتي لم أُخبر جين-آن! كيف يمكنك معرفة كل نلك الأشياء و حتي الأشياء التي لا أعرفها؟!"
أنا حرفياً كنت أفقد صوابي!
كنت أنظر لهم هما الإثنان و أصيح بهم بكل قوة حتي سكتت لآخذ أنفاسي..
لقد أصبحت ثقيلة بالفعل و رئتاي كانت تأخذ الأكسجين بصعوبة كإنها في غرفة و أصبحت ضيقة و لا تتسع لها .
"أنا لم أعد أعرف من الذي علي الوثوق به بعد الآن.."
دماغي كانت تتذكر كل شئ عن البارحة دون توقف و لا أجد أي تفسير لما يحصل..
لكني لم أعد أفهم شيئاً مطلقاً .
______________________________________
Коментарі