نبذة
مقدمة
1: مريضة
2: الأرصاد تحذر من عواصف الذاكرة
3: القناع ينزلق بعيدًا
4: ليس كل مطرٍ خيرًا
5: النهاية: كفانا عبثًا!
2: الأرصاد تحذر من عواصف الذاكرة
" أنا ما كنت لآتي إلى هنا بعد ما حدث، لكنني أريد رؤية ابنتي يا فتى " قالت تلك السيدة في حدةٍ فتأفف رايان و قال بنبرةٍ حاول ألا ترتفع في غضبٍ كي لا يوقظ آيمي: " إنها نائمة "

" فلتوقظها إذًا، لدي ساعةٌ قبل أن تقلع طائرتي، أنا و والدها لدينا عملٌ خارج
البلاد "

" لا أستطيع، كان يوم أمس عصيبًا، سيكون عليكِ تحمل وقاحتها و عنادها وحدك سيدتي "

" لا يهم، فقط أحضرها إلي "

" هذا غير ممكنٍ سيدة هايسترمان، أطلب منكِ بكل أدبٍ الرحيل "

" أتطردني؟ قلت أريد ابنتي! "

" اخفضي صوتكِ رجاءً، مازال سكان الحي نائمين! ثم أي ابنةٍ تلك التي تجاهلتيها لأعوام؟ "

" غير صحيح، كنت أرسل لها، أنا الآن أراسلها مرةً في الشهر "

" بعد أن حطمتي قلبها، هي لم تعد تهتم، احتاجتكم و أنتم خذلتموها، و لا أظنها عادت تريدكم الآن "

" لا يمكنك إبقاؤها لنفسك كما تعلم، ستنتهي خطبتكما على يدي أنا، و ستعيش آيمي معنا بعيدًا عن قذرٍ مثلك "

" طاب يومكِ سيدتي " قال بابتسامةٍ مصطنعةٍ قبل أن يغلق الباب، هو ما كان ليسمح لها بالدخول.. و لا هي كانت لتدخل على أي حال، هذا جزاؤه لأنه لم يقم بـ" عمله " بعد عودتهم من عند الطبيب بالأمس، كانت فكرة قضاء الوقت مع راين تبدو مغريةً جدًا ليتركها، لكنه اليوم لن يستطيع تركها بمفردها، قد تقوم السيدة العصبية بفعل أمرٍ ما يفسد كل شيء، شعر بيدين خفيفتين على كتفيه ثم قبلةٍ سريعةٍ على وجنته مع همسةٍ بصوت عذب بـ" صباح الخير " ابتسم و هو يلتقط يدها ليقبلها، لكن ابتسامته تلاشت عندما سألته: " لمَ كانت أمي تصرخ؟ "

" عزيزتي، ما الذي سيأتي بوالدتكِ من لوس أنجلوس إلى أستوريا بنيويورك؟ "

" لا أعلم، حسبتني سمعت صراخها " ابتسمت ساخرةً و أردفت: " تعلم أنني أميز صوتها في أي مكان؟ " لكنه لم يضحك، في الواقع هو لم يبدِ أي رد فعلٍ لبعض الوقت و بدا أنه مستغرقٌ في شيءٍ ما قبل أن يقول في تردد: " إن كانت.. إن كانت هنا؟ هل.. هل كنتي تودين لقائها؟ " تعجبت من سؤاله لكنه بدا جادًا و متلهفًا لمعرفة الإجابة، فكرت للحظاتٍ ثم قالت: 

" نعم " تلك الكلمة المكونة من ثلاثة أحرف جعلت معدل نبض قلبه يرتفع للضعف، لكنه هدأ قليلًا عندما تابعت الكلام مفسرةً له: " إن رفضت فهذا من العتاب، و العتاب يشمل الاهتمام، و بالطبع أنا أهتم فهي أمي في النهاية، لكن ليس بما يكفي لأعاتبها بعد الآن "

حدق بها للحظاتٍ ليستوعب ما قالته قبل أن يتنفس في راحةٍ لتبتسم قائلةً بمرح:
" هاي، لقد اخترتك أنت، و يومًا ما سأكون آيمي راين ماكارتان لا محالة، و لا أسمح لأحدٍ بقول ما هو سيءٌ عن خاطبي "

" لقد فرشت أسناني بالفعل، هيا لنعد الفطور معًا " تجمد في مكانه للحظاتٍ ثم قال في توتر: " في الواقع، لقد لامني الطبيب بالأمس على البيض المقلي، أظن فطورنا هو بيضٌ مسلوقٌ لليوم "

" أكرهك! "

" غير صحيح، أنت تحبينني "

" و ما أدراك؟ "

" لأنكِ ملكتي سارقة القلوب " أرادت سؤاله عن والدتها، أهي في نيويورك أم لا؟ لكن شيئًا ما منعها، لذا قررت التركيز فقط على صباحهما الجميل.

" تذكري يا حبي بأنني صحفي "

" أكرهك يا رايان! " قال مازحًا لتصرخ في غيظٍ مسببةً انفجاره ضاحكًا، لكنها لم تكن بالمزحة الجيدة؛ هي حقًا نست بأنه يعمل من الأساس!
.
.
" ماذا كتبتي من أجلي يا راين؟ " سأل رايان و هو يدلك رقبته بعد يومٍ من العمل الشاق، وضعت الحاسوب على قدميه و أشارت له على ملفٍ ما، فتح أحد محتوياته و قد كانت قصةً قصيرة، راين أيضًا تعمل في الصحيفة لكن من المنزل، رايان يعرض قصصها على صاحب الصحيفة و إن أعجبته يقوم بنشرها لكن مع أول حرفين من اسمها فقط، و من دون أي صورٍ لها.

" ما رأيك؟ "

" إنها... " لاحظت التوتر في نبرة صوته فسألت في قلق: " أهي سيئة؟ "

" إنها ممتازة! سأريه إياها غدًا " قال بابتسامةٍ قبل أن يضحك على مظهرها المصدوم لتلكمه في كتفه و تنهض للجهة الأخرى من السرير.

" ما خطب ملكتي الليلة؟ " سأل بعدما توقف عن الضحك لكنها لم تجبه، و لم يتمكن من رؤية تعابيرها لأنها كانت تواجهه بظهرها، زحف على الفراش برفقٍ ثم كرر سؤاله بالقرب من أذنها لتقول في إنزعاجٍ:

" أزعجها أحد حمقى الملك اليوم، ما لم يكن ملك الحمقى شخصيًا! "

" يا له من وقح، سأعدم ذاك المذنب من أجلكِ يا حبيبتي "

" لا! لا بأس، لقد سامحته "

" بل سأطلب منه القدوم و تقبيلك
لأتأكد " رمقته بنظرةٍ حادةٍ و هي تضيق عينيها فابتسم و قبل جبينها معتذرًا، ابتسمت و استغلت قربه لتقبل وجنته و تهمس: " الملكة تعشقك سرًا يا سيد ماكارتان، لكن لا تخبر الملك "

تسللت أصابعه لتعبث بخصلات شعرها، لكن سرعان ما انتفض كلاهما عندما رن هاتف رايان، لعن رايان تحت أنفاسه قبل أن ينهض ليجيب وسط قهقهات آيمي المكتومة، رمقها بنظرةٍ متوعدةٍ قبل أن يخرج من الغرفة ليتمكن من التركيز على ما يقوله الطرف الآخر، و الذي هو بالتأكيد شخصٌ من الصحيفة.

لم تعلم كم مر من الوقت لكن بدا لها أن هذه المكالمة قد طالت عن حدها، لقد بدأت تشعر بالبرد لدرجة أن يديها صارتا ترتعشان، تحاول مناداته لكن شيئًا ما يمنعها، و أخيرًا بعد معاناةٍ استطاعت لفظ اسمه فعاد مسرعًا للحجرة، فجأةً كانت يداه تحيطان بخصرها.. و فقط هكذا، لا شيء آخر.. لقد ابتلع الظلام كل شيء.
.
.
كانت الغرفة ما تزال مظلمةً عندما استيقظت، لكن المنبه أشار لها بأنها حوالي الرابعة و النصف صباحًا، عادت لوضعيتها الأولى.. مقابلةً لرايان النائم بجوارها دون حتى أن يبدل ثياب الخروج من اليوم السابق، لم تستطع النهوض فقد كانت تشعر بأن أطرافها مخدرةٌ أو أصيبت بشللٍ مؤقت، مضى بعض الوقت قبل أن تستطيع التحرك و النهوض، وضعت الغطاء حول رايان ثم اتجهت لشرب بعض الماء، لم تأتها رغبةٌ بالعودة للنوم لكنها عادت للغرفة على أي حال، فاجأها كونه مستيقظٌ في مثل هذا الوقت لكنه بدا متفاجئًا بها أكثر.

" ما بك؟ "

" لا شيء " أجاب بسرعةٍ ثم سألها: " أنتِ بخير؟ "

" نعم، لمَ هذا السؤال؟ " صمت للحظاتٍ لا يدري ماذا يخبرها ثم قال: " كنت تبدين مريضةً بعض الشيء بالأمس "

" حسنًا، أنا بخيرٍ الآن.. لمَ أنت مستيقظ؟ "

" أنا مستيقظ لأن القمر مستيقظ "

" لديك عملٌ بعد بضع ساعات، دع الغزل لما بعد شروق الشمس و استرح "

" لا أريد " قال بنبرةٍ طفوليةٍ مقلدًا إياها عندما تتذمر منه، كتمت تلك الضحكة بيدها ثم قالت في نبرةٍ حاولت أن تبدو تحذيريةً لولا أن ابتسامتها الواسعة أتلفتها كليًا: " أنا لا أتحدث هكذا "

" بالطبع لا " وافقها مبتسمًا و ساد الصمت للحظاتٍ فقالت: " إن كنت لن تنام فاذهب لغسل وجهك و أسنانك ثم قابلني على السطح، هيا "

" أمرك يا ملكتي، هل لي أن أسأل لمَ؟ " ابتسمت و قالت في حماس: " سنشاهد الشروق يا ملكي الحبيب " ثم سبقته لمرآة الحمام و هي تبحث عن فرشاة أسنانها و ابتسمت عندما سمعت ضحكاته خلفها.
.
.
" أخشى ترككِ وحدكِ اليوم أيضًا "

" إذًا؟ و أنا أخشى تركك لزميلاتك في العمل كل صباح "

" إنهن مقارنةً بكِ لسن نساءً حتى! لا تجوز مقارنتكِ بأي أحد "

" و لو.. المهم، أنا بخير و سأكون بخير و سأظل بخيرٍ عندما تعود، أيكفيك ذلك؟ "

" لست مرتاحًا، سأتصل لأطمئن.. و لأذكركِ بأدويتك "

" أحمق "

" هاي، أنا أحمقك و هذا كل ما يهمني
فعلًا "

" أحبك، و الآن اذهب قبل أن أحتجزك في المنزل لنفسي اليوم "

" يبدو ذلك مغريًا " همس مبتسمًا قبل أن يبتعد متجهًا نحو سيارته لكنه استدار على مناداتها باسمه بدلالٍ فوجدها تضحك و مفاتيحه بيدها تلوح له بها، راقبته يبتعد بالسيارة إلى أن اختفى عن ناظريها، عادت للمنزل و أغلقت الباب و قد انتباها شعورٌ غريبٌ بالخوف، ظلت تنتقل ببصرها في أرجاء المنزل إلى أن انتشلها من أفكارها الطرق على الباب.

" رايان ستتأخر على عملك، لا أريدك أن... تطرد؟ " قالت آخر كلمةٍ بنبرةٍ متسائلةٍ عندما لم تجد رايان أمامها، بل سيدةً ذات شعرٍ بنيٍّ، عينين باهتتين، و ملابس باهظةٍ، بالإضافة إلى أنها قد اكتسبت بعض الوزن و التجاعيد منذ أن رأتها آخر مرة.

" أمي! ماذا تفعلين هنا؟ "

" أهذه أصول الضيافة؟ "

" عذرًا، تفضلي بالدخول " بدا الارتباك عليها هذه المرة و قالت و هي تتفحص المنزل بنظرها: " أفضل ألا أفعل " راقبتها آيمي باستغرابٍ فانعقد حاجباها في إنزعاجٍ و قالت و هي تدفع آيمي جانبًا بخفة: " ربما سأدخل لبعض الوقت "

مازال التعجب مسيطرًا على آيمي فلم تعارض والدتها، لكنه تلاشى و حل محله الغضب عندما قالت والدتها و هي تتوقف أمام الأريكة: " كنت لأجلس لكنني لا أريد شيئًا من ذاك الوقح، منزله سيلوث لي ثيابي، إنها فاخرةٌ كما تعلمين "

" أمي! " قاطعتها آيمي بحدةٍ قبل أن تنظف حلقها و تقول بنبرةٍ أكثر ودية:
" ماذا تحبين أن تشربي؟ "

" أنا متفاجئةٌ أنه يملك أي شيء "

" أمي، نحن نتواعد منذ سنتين، مخطوبان منذ أشهر، و سأصبح زوجته قريبًا فما من داعٍ للتشكيك باختياري بعد الآن "

" إنه فقيرٌ يا ابنتي، بالكاد يجد قوت يومه، إنه فقط طامعٌ بثروتك "

" أظنني سمعت ما يكفي من هذا الكلام مسبقًا "

" كيف تحتملين هذه الحياة؟ ألم تشتاقي للفساتين الفاخرة، الطعام الجيد، و السفر، السيارات و الخروج مع صديقاتك "

" إنهن حمقاوات صادقنني لأجل مالي! أمي، أنا قضيت أعوامًا أحاول فقط الحصول على كلمةٍ منكِ و قد أبعدتني بكل أسوأ الطرق الممكنة، لا يمكنكِ العودة الآن فجأةً هكذا "

" ما زلت لا أفهم كيف تفضلين ذاك الحقير علينا "

" هو ليس كذلك! "

" كيف تعيشين في منزله؟ ألا يؤلمكِ ضميرك؟ ألا تدركين بأنه السبب فيمَ حدث؟ و أنه في هذا المنزل بالذات... "

لا إراديًا أسرعت آيمي بتغطية أذنيها عندما انفجرت والدتها بالكلمات، و بمجرد أن وصلت لتلك النقطة صاحت في حدةٍ و هي تغلق عينيها بقوةٍ:

" اصمتي! " راقبتها والدتها في صدمةٍ بينما تابعت الصراخ بنفس الوضعية: " ألا ترين أنكِ و أبي تفسدان حياتي؟ ابتعدا عني! "

و ركضت لغرفتها، أغلقت الباب بقوةٍ و اتكأت عليه تتنفس بسرعة، كانت خائفةً من شيءٍ ما، جلست على الأرض واضعةً رأسها بين يديها و هي تغلق عينيها لتكبح رغبتها المفاجئة في البكاء، لكنها سرعان ما فتحتهما عندما شعرت بيدٍ تعبث بشعرها لتجد كونر أمامها و قد انحنى لمستواها قائلًا:

" لقد رحلت، لا تخافي " ألقت بنفسها عليه في عناق و هي تهمس: " لماذا يحدث ذلك؟ "

" أنا لا أعلم، لكنني معكِ "

" شكرًا لذلك " ساد الصمت لبضع دقائق حاولت آيمي تجاهل الصراع الداخلي الذي من الواضح أن شقيقها يحظى به حاليًا، فقط بقيت تراقب تغير تعابير وجهه من اللين إلى الحدة ثم من الحدة إلى اللين و هكذا إلى أن فازت أخيرًا رغبته الملحة في السؤال:

" إن.. أنا رحلت، أنا أيضًا... هل كنتي لتسامحيني؟ "

" و لمَ قد ترحل و تتركني؟ " سألت في استنكارٍ فقال في إنزعاجٍ و قلقٍ من معرفة الجواب: " لا يهم الآن، فقط أجيبي! "

" لا أظنني كنت لأفعل، أنت وعدت بأنكِ ستساندني و تحميني دائمًا "

" و لكن... " توقف قبل أن ترتفع نبرته أكثر من اللازم فيتشاجرا، و لأن النظرة التي رمقته بها جعلت كل الكلمات تتبخر من عقله، انتظر قليلًا قبل أن يقطع الصمت السائد بينهما ظنًا منه بأن ذلك سيساعدها على الهدوء قائلًا:

" اسمعي، كلتاكما مخطئتان، ما كان يجدر بأيٍ منكما الصراخ، اعتذري منها عندما تكونين مستعدة "

" و لكن... "

" لقد كانت ستسافر بالأمس لكنها بقيت هنا لأجلك، إنها أمنا يا آيمي "

" حسنًا، سأحاول " تناولت حاسوبها المحمول و استلقت على السرير لتبدأ بالكتابة، الشيء الوحيد الذي يمكنه انتشالها من الواقع حاليًا، لطالما كانت الكتابة هي أفخر أنواع المخدرات، إنها تجعل العقل و الحواس يسافران لأبعادٍ أخرى، كانت الكلمات تتدفق من عقلها إلى أصابعها المتسابقة على لوحة المفاتيح إلى أن انتشلها رنين الهاتف من عالمها و ألقى بها في الواقع بقوة، عضت على لسانها بخفةٍ كي لا تلعن و التقطت الهاتف الذي وجدته يضيء باسم رايان.

" ماذا؟ " سألت باقتضابٍ فسألها مستغربًا نبرتها الجافة: " ما الخطب؟ "

" قاطعتني و أنا أكتب " أجابته بنبرةٍ هادئة لكن ذلك لم يقلل من شعوره بالذنب، هو يكتب أيضًا و يدرك جيدًا أن مقاطعته لها هي جريمةٌ لا تغتفر.

" أنا آسفٌ جدًا جدًا جدًا " عضت على شفتها السفلية كي لا تبتسم مع أنه لا يستطيع رؤيتها الآن، هي فقط لا تستطيع البقاء غاضبةً منه.

" لا بأس، لم تكن تعرف " زفر براحةٍ عندما جاءته نبرتها أكثر لطفًا من الأولى و قال: " أدويتكِ يا راين، ستجدين الدرج في غرفتك، بداخله ورقة تعليمات "

" أتعلم؟ غيرت رأيي، لم أسامحك بعد " قالت بنية إغاظته لكنه ابتسم بدلًا عن ذلك و قال بنبرةٍ متلاعبة: " سأعوضكِ لاحقًا يا حبيبتي "

أغلقت في وجهه دون وداعٍ حتى و تجولت في الغرفة بعينيها حتى رأت درج
" الأدوية " و قد كانت بداخله ورقةٌ تشير أيها عليها أخذه و مواعيدها كما ألصقت أوراقٌ أخرى صغيرة على كل علبةٍ بمواعيدها كنوعٍ من التوكيد، تأففت و لعنت تحت أنفاسها في كل خطوةٍ تقريبًا لكنها في النهاية أطاعت و تناولتها.

طرق أحدهم باب الغرفة، تفاجأت للحظاتٍ لكنها ظنت بأن كونر قد عاد، بمجرد فتحها للباب تفاجأت بفتاةٍ صغيرةٍ تعانقها، انحنت لمستواها في استغرابٍ و هي تمسح على شعر الفتاة الأشقر فوجدت كونر يقف أمامها يشاهدهما بابتسامة.

" من هذه؟ " حركت شفتيها دون إصدار أي صوتٍ فقام بمثل حركتها مشيرًا:
" ابنتي دارلين " أومأت له باستغرابٍ بينما همست الصغيرة: " اشتقت إليكِ، عمتي آيمي "

" أنا أيضًا يا حبيبتي " همست و هي تشد على عناق كتلة الظرافة بين يديها، كيف لها أن تنسى دارلين و من كثرة اهتمامها بها شعر كلٌ من كونر و رايان بالغيرة منها؟

" عمتي، أيمكننا اللعب بالخارج؟ "

" لدي عملٌ بسيطٌ سأنهيه ثم ألعب معكِ، اجعلي والدكِ يلعب معكِ حتى أنتهي، حسنًا؟ " أومأت الصغيرة و اتجهت نحو والدها تضع يدها في يده و تحاول جره معها بسرعةٍ للخارج بينما هو عيناه معلقتان على آيمي، عادت لحاسوبها تكتب نهاية ما بدأته، قصةٌ قصيرةٌ ذات عبارات غامضة قد تكون محظوظةً بنشرها مع رايان.

" آيمي! " انتفضت عندما سمعت صراخ كونر باسمها فتركت الحاسوب و هرعت للخارج، وجدته يحمل دارلين و يضعها برفقٍ على الأريكة.

" ما بها؟ "

" مريضةٌ جدًا على ما يبدو " عقدت حاجبيها في عدم فهمٍ و انحنت لدارلين تتفحص حرارتها فهي تبدي أعراض الحمى، لكنها انصدمت عندما وجدت يدها باردةً كالثلج، بدأت دارلين بالسعال بقوة.

" كونر، اتصل بطبيب " لكنه لم يبدِ أي رد فعل، كانت رغبته في مساعدتها واضحة، لكنه لسببٍ ما لم يتحرك، صرخت باسمه ثانيةً لتنبهه لما يحدث، رمقها بنظرةٍ غريبةٍ ثم أعاد تركيزه لابنته، كادت تصرخ عليه مجددًا لكن الدماء بدأت تخرج مع سعال دارلين بينما فستانها الأخضر يتلطخ بالدم.

" أبي، الرجل ذو المسدس المخيف يريد عمتي " همست الصغيرة قبل أن تسقط ميتةً بين ذراعي آيمي، و تلا ذلك سقوط جسد آيمي ساكنًا لولا أن كونر التقطه قبل سقوطها و وضعها على الأريكة!
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «شظايا حلم لم يكتمل».
3: القناع ينزلق بعيدًا
Коментарі