نبذة
مقدمة
1: مريضة
2: الأرصاد تحذر من عواصف الذاكرة
3: القناع ينزلق بعيدًا
4: ليس كل مطرٍ خيرًا
5: النهاية: كفانا عبثًا!
مقدمة
نور شمس الصباح المتسلل لغرفتها أيقظها من نومها، فتحت عينيها بإنزعاجٍ ليظهر ذاك اللون الأخضر الفاتح  بهما، تحسست الجانب الفارغ من السرير في شيءٍ من القلق قبل أن تخرج من الغرفة بخطى سريعة، تبعت صوت العبث بالملاعق الذي قادها للـ" مطبخ " كما كُتب على الورقة المعلقة على الجدار المجاور، كان يقف هناك مشغولًا بإعداد البيض للفطور، لم تستطع كبح تلك الابتسامة و هي تراه يعمل بتركيزٍ شديد و قد وضع زهرة بنفسجٍ على طاولة المطبخ.

" صباح الخير يا حلوة! " قال بسعادةٍ عندما انتبه لوجودها، قام بوضع الصحنين على الطاولة و هو يتجه إليها ليطبع قبلة الصباح على وجنتها و قد كان حريصًا ألا يمسها كي لا يلطخ ثوب نومها الأبيض القصير.

" صباح الخير حبيبي " قالت بعد لحظاتٍ من الصمت ليقول بفخر: " أرى أنكِ في مزاجٍ جيدٍ اليوم، لقد حضرت لك الفطور يا جلالة الملكة "

قهقهت بخفةٍ ثم قالت بتذمرٍ كالأطفال:
" لكنني لا أريد هذا الطعام "

" راين، تعلمين أن الطبيب يلوم نظامك الغذائي بشكلٍ أساسي " قال محذرًا قبل أن يعاود الابتسام، كادت تبادله الابتسامة لكنها تداركت الموقف و عبست قائلة:

" و ما أدراني أن هذه التفاحة ليست مسمومةً كتفاحة بياض الثلج؟ "

" و هل ترينني أشبه زوجة الأب
الشريرة؟ " قال باستنكارٍ مع حاجبٍ مرفوعٍ لتضحك بشدةٍ فأردف: " لا تقلقي، لست غبيًا لأقتل أجملهن على الإطلاق! "

ابتسمت بخجلٍ و هي تتخذ مكانها عند الطاولة، حاولت التركيز على جمال الوردة التي تحمل لونها المفضل بينما تجبر نفسها على تناول البيض و التفاحة فقط من أجله، لكن التظاهر بعدم ملاحظة تناوله طعامه ببطءٍ شديد ليتمكن من مواصلة تحديقه بها كان مستحيلًا، انعقد حاجبيها باستغرابٍ مما دفعه لترك ملعقته و هو يترقب رد فعلها.

" أوه، طبيبي ، صحيح " سمعها تهمس لنفسها فسأل في قلق: " أهناك أمر
خاطئ؟ "

" أظنني نسيت أن لي طبيب "

" اسمه كودي آرمان إن أردتي البحث
عنه " أومأت له فقال بنبرةٍ تحذيريةٍ ممازحًا: " لا أريدكِ أن تتركي لقمةً واحدةً متبقية "

منحته نظرة إنزعاجٍ قبل أن تعاود التقاط ملعقتها قائلة: " أنت ملكٌ متسلطٌ يا
رايان! "

ابتسم دون أن يجيبها إلى أن انتبه فجأةً أنه تأخر على عمله، تعجبت منه و هو يزيح عينيه عنها أخيرًا و هو يأكل بسرعةٍ قبل أن يخرج من المطبخ مسرعًا و يعود إليها مع حقيبة ظهرٍ سوداء معلقة بكتفه و قد أصلح شعره البني الذي كان بالقرب من عينه و أعاده للخلف.

" العمل؟ " قالت مستفسرةً ليومئ إليها في إنزعاجٍ قبل أن يقول: " أنا صحفي أتذكرين؟ "

" بالطبع أذكر! " أجابته في شيءٍ من الاستنكار عندما لاحظت جديته فوضع ابتسامة اعتذارٍ قبل أن يزيلها و يقول بجدية: " لا تنسي أخذ أدويتك، سأتصل لأؤكد لكِ ذلك فلا أريدكِ أن تنسي... تعلمين كم أكره ترككِ وحدك "

" رايان، أنت تتصل بي كل خمس دقائق تقريبًا، سأكون بخير " قالت بعفويةٍ ليشرد بها للحظاتٍ ثم يقول: " حاسوبكِ المحمول في الغرفة في حال شعرتي بالملل "

ركض خارجًا للسيارة بينما وقفت هي تراقبه و قد راق لها مظهره الحائر و هو يبحث عن مفاتيح السيارة بجنونٍ في جيوبه قبل أن تلوح له و هي تراه يتراجع بالسيارة ليرحل و تعود لداخل المنزل.

انتابها شعورٌ غريبٌ بمجرد عودتها للداخل، و لم يكن شعورًا جيدًا أبدًا، كان المنزل فارغًا بشكلٍ لا يحتمل، لا يفترض أن يكون كذلك.. لكنها حاولت التأقلم مع الوضع، تكتم ذاك الشعور أثناء تجولها في المنزل، تقرأ الأوراق الملصقة على الجدران لتشير لمحتوي كل غرفة و الأوراق الملصقة على الأدراج و الخزائن لتخبرها بما قد تجده في كل درجٍ و خزانة، توقفت أمام ذاك الجدار الذي يجاور باب غرفتهما بالضبط و الذي كان به العديد من الصور و الملاحظات، صورة لرايان و قد كتب عليها اسمه بخطٍ متعرجٍ و غير منتظم.

عادت لغرفتها حيث ظنت أنها رأت درجًا به أغراض رايان الصحفية من آلة تصويرٍ و أقلامٍ و دفاتر و بعض الأوراق و القصاصات من الجرائد و المجلات، كتبت اسم رايان على إحدى الأوراق ثم توجهت بها لذاك الجدار، كان خطها بالورقة بين يديها واضحًا عنه بالورقة المثبتة على الجدار، لكنه كان خطها، أخذتها ذاكرتها لسريرٍ أبيض غريب حيث جلس رايان بجوارها و طلب منها كتابة اسمه قائلًا بأنه لا يحب ترك اسمها مكتوبًا وحده هكذا دون رفيق، لسببٍ ما واجهت في ذلك اليوم صعوبةً في استخدام القلم، لكن رايان كان سعيدًا بها خاصةً و قد رسمت قلبًا بجوار اسمه و ذات يومٍ أخبرها بأنه فخورٌ بها و هو يريها ذاك الجدار مشيرًا لاسمه المعلق على الجدار بذاك الخط السيء، لكنها عزت نفسها بتذكرها لمحاولاتها لإقناعه بتركها تعيد كتابة الاسم على الأقل، و لكنه في كل مرةٍ كان يرفض ضاحكًا بغموضٍ قائلًا بأن هذه هي نسخته المفضلة لأنها تحمل ذكرى مميزة.

كان بقية الجدار مغطى ببعض الصور لهما معًا و قد حرص رايان على ترك تعليقٍ تحتها يدل على مناسبة الصورة.. صورةٌ لها في طفولتها و هي ترتدي فستانًا كالأميرات، صورةٌ أخرى لها و هي أكبر قليلًا و شقيقها الذي هو أكبر منها بخمس سنواتٍ يحملها و الابتسامة تكاد تشق وجهيهما، صورة رايان و زملائه من الجامعة و قد أمكنها تذكر كم ألح عليها في ذاك اليوم لتظهر معهم في الصورة، صورتها مع رايان و هما يبتسمان في سعادةٍ بالغةٍ بينما يشبكان خنصريهما و يظهران يديهما للمصور و قد كتب أسفلها تاريخٌ منذ أكثر من عامٍ و نصف و قد كتبت كلمة " خِطبتنا " أسفلها عبارة
" أنتِ ملكتي " و قد خمنت بأنها بخط رايان نظرًا لأنه خطٌ أنيقٌ لا يمت لما كتبته قبل قليل بأي صلةٍ أبدًا، و قد تُركت مساحةٌ خاليةٌ بالجدار كتب فوقها " هذا عالمنا الصغير، و أنت عالمي كله، لنحكمه كملكٍ و ملكة، كزوجٍ و زوجة "

و قد كتبت عبارة " زوجٍ و زوجة " بخطٍ عريض و تحتها إطارٌ ترك فارغًا كتب أسفله " يوم زفافنا " قفزت مفزوعةً عندما سمعت صوتًا صادرًا من غرفتهما، و من دون أن تنتظر ثانيةً لتفكر تبعت الصوت للغرفة.
1
2
3
4
5
6
7
8

© Queen MG,
книга «شظايا حلم لم يكتمل».
Коментарі