فتحت الشرفة ليطل ضوء القمر مع النسيم البارد وجلست مقابلة له مع كوب قهوة بيضاء على طاولتي التي يزينها اناء من زهور الياسمين عطرة الرائحة كان الجو مثاليا مع هذا الهدوء المحبب وصوت الحان كاظم يصدح من المذياع ليضيف صوت لطيف على هذا الهدوء الساعة الثانية صباحا احب ان استغل الوقت مع نفسي بينما الجميع يهدره بالنوم

دخلت الى العالم البرتقالي ملاذي الوحيد تصفحته بحثا عن كتاب جديد ليجذبني اسمه المميز (غريب)
تصفحت كلماته العميقة الواحدة تلو الاخرى بلا ان أعلمه بوجودي احببت تفسير عمقها ومعناها كان بعضها سلبيا جدا ..
وصلت لأخرها

"تَأتِي ايّام كُل مَا تفْعَلهُ هُو أنْ تصْمُت وَ تشَاهِد ، تُشَاهِد الشَاي يبْرُد ببُطْء ، وَ السِيجَارة تحْتَرِق وَحِيدَة ، وَ حَافة الورَقة تَدعُو للرِثَاء ، وَ الجِدَار وَ هُو يشَاهِد رقّاص السَاعَة يبْحَثُ عَن شَيءٍ مَا ، بجُنُونٍ دائِم .. "

حركت اصابعي للرد

"لما تكتفي بالمشاهدة يمكنك تحريك يدك لأرتشاف الشاي والتمتع برائحته قبل ان يبرد  خُض كل شيئ  فهذا ما خُلِقنا لأجله  العالم ليس سينما لتشاهد "

تحركت لصفحته الشخصية بعد ان جذبني الاسم "غريب" هو بالفعل كذلك لم افكر مرتين قبل ان اضغط على زر المتابعة

تنبهت لاشعر جديد ولم اتوقع رده ..

-لقد خضتها سابقا .. وماذا كسبت .. هه لا شيء .. العالم ليس سينما صدقتي .. العالم اكبر من هذا .. العالم مسرح .. وجميعنا نمثل فيه ..لذالك افضل ان اكون مشاهد .. على ان اكون مهرج او ممثل للحياة"

اخذت رشفة من كوبي لأرد

"بالفعل الحياة مسرح لكن بدلا من ان تجلس بين المشاهدين تشاهد وتعلق و تصفق من الافضل ان تخوض في تلك المسرحية لتأخذ دورك في مسرحيتك الخاصة وهو البطولة لا المشاهدة "

"أخذت كفايتي من هذا المسرح .. ومن هذه الحياة البائسة .. ولم يعد يهمني شيء .. لا اريد ان اكون ممن يتفننون بوضع الاقنعة الزائفة في سبيل الحياة .. لا اريد ان اكون بطل في حياة احدهم ... انا لست نبيلا ... ماذا سأستفيد لاشيء غير هراء الحياة ونصائح .. تطالب بتغييرك وجعلك نسخة منهم الحياة ليست بتلك الجمالية "

عقدت حاجباي قبل ان أجيبه

"لست مضطرا لوضع قناع كن انت بذاتك ونفسك ولا تكن بطلا لاحد بل بطلا لقصتك ذاتها وليس كل الابطال نبلاء ياسيد مهما تعرضنا من الخيبات والهراء كما تقول فيمكنك اعتبارها دروس لتتم مسرحيتك على نحو رائع "

ركزت قليلا وشردت مع كلمات الاغنية مقطعي المفضل

علمني حبكِ أن ادخل مدن الاحزان
وانا من قبلكِ لم اعرف مدن الاحزان
لم اعرف ابدا ان الدمع هو الانسان
أن الانسان بلا حزنٍ ذكرى انسان

بالفعل الانسان بلا حزن هو مجرد قطعة بالي منسيه لكن الحزن له وقته وطقوسه ولا يدمر صاحبه

تنبهت على اشعار اخر
غريب

12 دقيقة مضت

"في هذا العالم الحقير، يوجد الكثير من الناس المستعدين للسرقه والنهب والقتل وأغتصاب الأرض قبل الحق دونما سبب، وآخرون يفعلون ذلك لسبب ما... توقفي عن العيش بالاحلام يالا قسوة وغرابة هذه الحياة.. عندما تخبر أحدهم الحقيقة، فإنه يكرهك وينظر لك بطريقة كما لو انه يتوعدك بالجحيم. وكلما تحدّثت عن الحبّ، ازدادت كراهيته لك."

اطلقت ضحكة سخرية من هذا الرد المستفز وشعرت بقليل من الغضب

"نعم بالفعل يوجد ما ذكرت لاننا بشر فينا السيئ والجيد وكل منا يحمل نسب من هاتين الصفتين على عكس ما تظن انا لا اعيش في الاحلام انا فقط احاول جعل الواقع افضل بمنظوري على الاقل شيئ اخر انا لا اكرهك ياسيد ولم احكم عليك حتى من خلال سلبيتك اؤمن ان بداخل كل منا حقيقة اخرى تخالف ما نظهره عادة "

"يوم ما سوف تفهمين ماقصدت ... لكن وقتها سيكون الاوان قد فات .. تجدين نفسك تجلسين على كرسي المشاهد دون اتعرفي متى حدث هذا حتى !! .. "

زفرت بضيق قليلا مغلقة هاتفي ولم ترد على هذا المستفز
هه العالم مليئ بمن يحكمون من اشياء بسيطة اعيش بالأحلام !!
ياليت
اغلقت الشرفة ونظرت للساعة التي قاربت على الثالثة صباحا أبعدت شعري عن وجهي لأذهب للنوم بعد ما تعكر مزاجي من "غريب " الغريب هذا لكن احببت عمق كلماته وغرابتِها
حتى اسمه يحمل اكثر من معنى احب تفسير الاشياء والتفكير بها حتى اصل لِحقيقتها و كلمات هذا الغريب أعطتني ما أنشده

اغمضت عيناي لبعض الراحة فأمامي يوم طويل اخر في مجتمع المضاهر المدعو ب الكلية

وجهة نضر غريب هنا تجدونها هنا
👇
just_blacklife