1
2
3
4
5
6
5
هاي يا لذيذين💙💫
بارت جديد طويل وتقريبا هو بداية كلشي💙💃
بتمنى تكونوا بخير وانتوا عم تقراوا وتحبوا البارت 💙
لا تنسوا تحبوا الرواية عي كمان💆‍♀️💙
وهلئ انجوييي 💫💙💥

...

مشاعر مختلفة إجتاحتني وأنا أسير بشوارع لندن المكتظة
لفت إنتباهي السماء الملبدة بالغيوم، يبدو أنها ستمطر
حشرتُ يداي بأجياب معطفي محدقة بالناس، كلٌّ منهم منشغل بشيء ما..
دفعتُ للخلف عند إصتدام أحدهم بكتفي فجأة
"آسف آنستي، لم أنتبه"
إنحنى بإحترام ليكمل سيره مبتعداً، إلتففتُ له أعطيه إيماءة صغيرة محدقةً بجسده الذي بات يتلاشى إثر إبتعاده عن مرأى نظري
لا أعرف ولكن بطريقة ما وبعد مقابلتي له أفكاري مشتتة
عدةُ أفكار تحوم برأسي، لكني غير قادرة على التفكير بواحدة منهم فقط
حتى لا أعلم سبب إستيلائه على معظم أفكاري
تُرى أي نوع من الأشخاص يكون؟ لماذا هو بارد هكذا
كان يبدو متعب، أو مشتت..لا كان غاضباً

حركتُ رأسي نافضةً تلك الأفكار بعيداً لأنتشل هاتفي الذي على صوت رنينه من جيبي، نظرتُ لأسم المتصل لأدرك أنه مارك

"أهلا ماركي"
"ميا، عزيزتي أين أنتِ؟ أنا وكاتري نقفُ أمام منزلك منذ ربع ساعة هذه المرة الرابعة التي أتصل بك..لماذا لم تجيبي قد أقلقتنا"
كلامهُ إندفع فجأة غير تارك فرصة للرد عليه، تنهدتُ قبل أن أجيبه
"آسفة مارك، أنا حقاً لم أنتبه لهاتفي..على كلٍّ أنا أصبحتُ أمام المركز التجاري، عليّ شراء بعض الحاجيات للمطبخ ثلاجتي تكادُ تَفرُغْ"

"هل أنتِ بخير، وكأن صوتك كئيب؟؟، سآتي أنا وكات إليك نلقاقِ عند قسم التخفيضات"

وجدتُ نفسي فجأة أغير نبرة صوتي المحبطة من اللاشيء

"آه أنا بخير طبعاً، أظنُ أن برودة الجو قد أثرت على صوتي، حسنا سأنتظركم وداعا"

"أجل، لن نتأخر كوني بخير صغيرتي"

"ليس وكأن أحدهم سيخطفني ماركي وداعا"
رددتُ ساخرة قبل أن أغلق الخط، كيف قد إتصلوا بي أربع مرات ولم أنتبه؟ هل لهذه الدرجة شردتُ
وكأنني إمرأة حامل بشهرها التاسع تعاني من آلام المخاض وجوزها يخونها شاردة بحالها المزري؟؟

أقصد حقاً أنا لم أشعر به بلا شك قد إستولى على أفكاري كلها.. يومان وسأصبح مجنونة إذا بقيتُ أفكر به
ضربتُ وجنتي كف خفيف لأحرك رأسي لكلا الجانبين رافضةً التفكير أكثر..بالمناسبة يجب علي التخلص من عادة ضرب نفسي إنها محرجة حقاً ينظرون لي وكأنني مكوك فضائي

أخرجتُ إحدى عربات التسوق المرصوصة بجانب بعضها لأجرها أمامي متجهة لشراء حاجياتي
كاتري ومارك سيحتاجان عشرة دقائق للوصول تقريباً سأكون قد إنتهيت من معظم المشتريات
"لنرى إذا ماذا ينقص ثلاجتك ميا؟"
سألتُ نفسي لأبتسم عند تذكري لما أحتاج
"حسناً أولا اللحمة والحليب والشوكولا والمربى، سأختار مربى المشمش والفراولة، حليب مُنكّه سيكون جيد أيضاً أظن"
إنتهيتُ من وضعهم لأكمل البحث عن بعض الفواكه
"آيي.. آسف"
رفعتُ نظري للواقف أمامي عند نطقنا معا، لقد إصتدمنا ببعض
" أرجو المعذرة لم أنتبه"
"لالا بأس، أنا من إصتدمتُ بك أولاً"

حدقتُ بعينيه العسلية وإبتسامته المعتذرة بشكل لطيف لأبتسم بدوري بشكل لا إرادي
"نايت"
مد يده مصافحاً لأمد يدي بالمقابل
"ميا"
"جميل"
"شكراً للطفك"

ووجدتُ نفسي أنخرط بالحديت مع نايت اللطيف هذا
"أظن أنك طالبة مدرسية، مالذي جاء بك للتسوق بعد الدوام مباشرة؟"
" كان ينقصني بعد الحاجيات وأتيت لأشتريها، وأنت؟"

"مثلك تقريبا، لكن الفرق هو أنني قد إستيقظت قبل قليل وأضطررتُ للنزول للشراء بسرعة لآكل شيء قبل ذهابي للمشفى"

"طبيب؟"
"أجل للأسف"

قالها ضاحكاً لأجد نفسي أسال بشكل لا إرادي
" ألا تحب كونك طبيباً!"
أبدى إستغرابه ليقهقه قليلاً
" بالطبع، فقط لأنه من المفترض أنه يوم عطلتي ولكن مريضي يحتاجني"

"أووه، أمر مؤسف"
"إنه حقاً كذلك، لكنه جميل"
"يبقى أفضل من الذهاب للمدرسة"
ضحكنا معاً قبل أن يقاطعنا رنين هاتفي لأجيب
"أجل كات، أنا قادمة..لن أتاخر دقيقتان فقط"

"إذاً يجب عليك الذهاب؟"
"أظن أصدقائي قد وصلوا"
"سعدتُ بالتعرف إليك، يا لطيفة"
"وأنا أيضا نايت"

صافحنا بعض مع إبتسامة لنفترق وأسمع صوت هاتفه معلنا عن وصول رسالة ليخرجه محدقاً به لثواني قبل أن يقطب حاجبيه، رفع رأسه لي مردفاً
"حسناً ميا، وداعاً قد طلبوني في المفشى علي الذهاب بدون فطور للأسف، سعدتُ بمقابلتك أتمنى أن يمنحنا القدر فرصة مقبلة أيضا"
أومئتُ له مبتسمة قبل أن ألوح له لأتجه لمارك وكات

....

لمحتُ ميا قادمة بإتجاهنا وهي تجر عربة التسوق
إبتسمت لنا بخفة، لكن بطريقة ما شعرت بها شاردة وكأنها مُغيبة عن العالم تماماً، لعدة أيام لم نجتمع مع ميا جيداً وهذا أمر غريب

أشعر وكأنها تخفي شيئاً عنا، حتى في المدرسة يومان متتاليان لم نخرج سوياً كنا عادةً ما نخرج ونذهب لمنزلها أو منزل مارك كون والديه يحباننا جداً، أما ميا فغالباً ما نقصدُ منزلها كونه خالي ولا يعيش به أحدٌ غيرها، لطالما كُنا سوياً نتشارك كُلَّ شيء لم نخفي شيء عن بعضنا يوماً.. وهذا ما يعزز علاقتنا ويقويها

لم أخف يوماً أن يشيا بأمر أخبرتهم به لأحد أو أن يخبرا والداي عن أي شيء، حتى شجاري مع فتيات المدرسة دوماً ما كانا ينقذانني من مشاكلي والمواقف السيئة التي أتعرض لها، ميا كانت أحد أهم الأسباب في تقوية علاقتي مع أخي إيثان أيضاً

كنا أنا وإيثان لا نتقبلُ بعضنا البتة خصوصاً أننا من أُم مختلفة.. فوالدي كان متزوج من روز والدة إيثان قبلا لكنها توفت عندما بلغ الثانية عشر من عمره عانى الكثير بعد وفاتها وحالته النفسية تدهورت كثيراً، كان متعلق بها جداً وهذا ما دفع والدي إلى الزواج من أمي ليعوض إيثان قليلاً عمَّ فقد

رغم هذا فإن إيثان لم يتقبل أمي يوماً، حتى بعد توطد علاقتها مع أبي وحبهما الذي نشئ تحت المشاكل العائلية
وعندما وُلدتُ أنا كرهنا إيثان أكثر وأصبح عدائياً أكثر معنا
لكن ميا إستطاعت إعادته كما كان

تعرفت عليه صدفة عند عودتها من المدرسة معي عندما كُنّا في نهاية المرحلة الإعدادية، يومها أمي طلبت مني دعوتها للغداء، كان إيثان يرفض تناول الطعام معنا وإنما يتناوله بمفرده بعد انتهائنا

عند نزول إيثان لتناول الطعام كنا انا وميا قد صعدنا لغرفتي ووالداي قد ذهبا للقاء بعض الأصدقاء، أذكر أن ميا قد شعرت بالعطش عند دخولي للمرحاض فقررت النزول بكل ثقة لشرب الماء وتعبئة الإبريق الموضوع في غرفتي

حينها قابلت إيثان تحدثت معه بلطف غير عالمة بتصرفاته، فأنا لم أحدث ميا من قبل عن طبيعة علاقة أخي معنا
عند خروجي من الحمام لم أجدها بالغرفة وفقدتُ الإبريق لذلك خمنتُ كونها نزلت لتعبئته.. أذكر خوفي حينها وهلعي من مشاجرتها لإيثان لكنني صدمت عند رؤيتهما يتحدثان ويضحكان سويا وهذا دفعني لأفرغ فاهي بدهشة حتى إنتبه لي إيثان وإمتعض وجهه ليهب مغادراً، إستنكرت ميا الأمر كثيرا وقتها وسألتني عن السبب

هي لم تكف عن المحاولة حتى أعادت إيثان الطبيعي لنا وأصبحت صديقته بمدة قصيرة، لم أعلم للآن كيف حدث هذا وكيف إستطاعت حل الأمور لكنها أخبرتني في ذلك الوقت بجملة قد رُسخت بذاكرتي للآن

" بعضُ الأشخاص يحتاجون للمساعدة بإكتشاف مشاعرهم الحقيقية، وبعضهم يحتاجون للمساعدة في معرفة كيفية التعامل مع الضغوطات.. أخاكِ قد جمع الإثنان وأنا إستطعتُ مساعدته"

إيثان ومشاعر حقيقية؟؟، هل كانت تقصد أن إيثان كان وقتها يحبنا لكن لم يعلم كيفية التعامل معنا والإفصاح عن مشاعره ؟؟

بتر أفكاري صوت ميا وهي تقول
"كاتيي، خمس دقائق أحدثك أنا وماركي ولم تعي ذلك؟"
" أووه، أعتذر لم أنتبه كنتُ شاردة بأمر ما"
"أمر ما!، هل هناك خطب ما كات؟"
صوتهما إنطلق سوياً بقلق لأنفي برأسي

"فقط شردتً بطبيعة علاقتنا وكم أحبها"
إبتسما معاً ليقول مارك
"ونحن نحبك أيضا، ثم أعلم أن حبي لا يقاوم من الطبيعي أن تقعي بحبي بسرعة "

"أرجوك إرحمني من غطرستك هذه وثقتك الزائدة يا جلالتك"

"هيا، إصمتا أريد إكمال التبضع مازال ينقصني بعض الأشياء"
شدتنا لنمشي معها ونكمل التسوق

....

بعد إكمالنا للتسوق عاد معي مارك وكاترين للمنزل، بعد عدة أيام من شبه الإنقطاع الذي حدث بيننا قضينا وقتاً ممتعا لم يخلوا من ثقة مارك وغضب كاتري عليه وضحكي لجدالهما

حاولت كاتري إستعلام أي شيء من الذي شغلني عنهم هذه الفترة لكنني إستطعتُ تغيير القصة في كل مرة سألتني بها وقبل خروجهما عند الساعة الثامنة تقريباً أخبرتني

" تجيدين المراوغة جيداً وقلب الأمور لصالحك ميا، لكن هذا لن يعني عدم معرفتي بالأمر لاحقاً"
إبتمست لها لأجيبها
" صدقيني ستعرفين، ليس وكأنني سأخفي عنكِ شيئاً سأخبرك بالوقت المناسب أعدك"

" هيي، يا خائنان بماذا تتحدثان في غيابي"

" لا تقلق جلالتك ليس شيئا مهماً لتعرفه، أمور فتيات قفط"

أبرز شفتيه لينطق
"أولستُ صديقكما اللطيف الظريف الذي يحبكما بكل تواضعه ويقبلكُما.. أخبراني ما الأمر لن أحدّث أحد بشيء صدقاني"
أكمل كلامه هامساً لتضربه كاترين على رأسه بخفة

"هيا أيها المتواضع لنعد، قد تأخر الوقت ويجب عليك كتابة واجب الرياضيات لأني لن أساعدك به هذه المرة حتى لو توسلتني"

"ليس وكأنه بالشيء الجديد هو دائما ما يتوسلك كات"
علقتُ ليمتعض وجهه وهو ينظر لنا

"الحق علي، أهتم لكما دائما وأقابل بالنكران سأعود وحدي للمنزل أصلا ولن أهتم بكما مجدداً"

ضحكتُ بقوة ،وأنا أشاهده يتحرك مبتعداً لتلحقه كاترين بسرعة ممسكةً إياه من أذنه بقوة بينما إلتفت لتلوح لي، لوحتُ لها بالمقابل وأنا أسمع صوت تذمراته المتألمة من قوة يد كات على أذنه

إبتسمت لأغلق الباب وأدخل.. هاقد أصبحت وحيدة مجددا
صحيح أنه ليس بالشيء الجديد ولكني مللت من كوني وحيدة دائماً، أقصد لولا زيارة أو قنوط كات ومارك عندي في بعض الأحيان لوجدتُ نفسي أكلم الحائط أو زجاج النافذة أو إحدى التحف الموضوعة على المدفأة

غيابهما مزعج جداً، أشتاق للأجواء العائلية البسيطة تلك
لا أريد شيئا غيرها الآن وليذهب كلُّ شيء للجحيم حتى ذلك الدّمويّ، حتى هنا لم يخرج من أفكاري

تُرى هل سأراه غداً عند الجسر؟ أم سيكون منزعج من تطفلي عليه اليوم وسيمتنع غداً عن الذهاب للجسر؟، أم سيتوقف عن الذهاب للأبد ويجد مكاناً مختلفاً؟

اللعنه أكره التفكير كثيراً دوماً ما يجلب لي الصداع، ورثتُ هذا عن أمي لطالما كان الصداع يلازمها عند التفكير في أمر ما بشدة أو عند الشجار مع أحدهم ولهذا ما أحاول دائما اللجوء إلى التفاهم مع الطرف الآخر بدلاً من الشجار

إبتسمتُ لمجرد تذكرها، ماذا تفعل يا ترى الآن
هل هي سعيدة؟ تقضي وقتا ممتع ودافئ بجانب من تحبهم؟، أم أنها تتناول العشاء وتتحدث بإبتسامتها المعتادة؟

أصعبُ شيء يمكن للمرء أن يمر به هو حرمانه من الأجواء العائلية اللطيفة، وحرمانه من متعة الجلوس مع والدته خاصةً..كوني فتاة فذلك يصعب علي

أنا حقاً أحتاجها بشدة الآن.. للجلوس معها ووضع رأسي على حجرها لتلعب بشعري ونتحدث سويا أو أن أخبرها بأسراري و مشاكلي عند تواجدنا بالمطبخ سوياً لإعداد الغداء منتظرين عودة والدي

ضربتُ وجنتي بخفة لإزاحة تلك الأفكار، فأنا أعلم أنها لن تعاود الحدوث أبداً بعد كل شيء

إتجهتُ للمطبخ لأصنع وجبة خفيقة عبارة عن شطيرة شوكولا من التي أحضرتها اليوم ثمَّ إتجهتُ لغرفتي بعد تأكدي من إغلاق الباب والنوافذ جيداً وإسدالِ الستائر

جلستُ على كرسي مكتبي الصغير وأنا أمسك الشطيرة بيدي اليمنى أما اليسرى فقد إستعملتها لإخراج كراستي وقلم أزرق لأبدأ الكتابة عن شيء لا يتعلق بواقعي أبداً ولا يناسب ما أمرُّ به

مجرد أفكارٌ تخطر لي فجأة لأشرع بتدوينها بإستمتاع حاجبةً عني كُلَّ شيء يمكن أن يلهيني عن هوايتي الوحيدة التي أتقنها أكثر من تناول الطعام والنوم

وجدتُ أناملي تمسك بالقلم لتبدأ التخطيط بتمهل على أوراق كراستي العتيقة، راسمةً كل ما يجول بخاطري من مشاعر وخوالج غريبة تجتاحني بهذه اللحظة بينما موسيقى ييروما إخترقت مسامعي بهدوء باثةً نوع من الطمأنينة المحبب بداخلي في لحظاتٍ كهذه

"هل تعلم أن بتلاتُنا قد ذبُلت؟، وأن قلبي قد ذوى؟
أتدري أن دموعي قد بلَلت مِعطفكَ الشتويّ وأنا أحتضنه!، ذاكَ الّذي يمثلُ ذكرى خمسةَ عشرَ آب من السنةٍ الماضية..يومَ إنفصالكَ عني وتركي هناكَ وحيدة ممتلئةَ الإغمام

أحدقُ بالنجومِ المطلةِ علي من نافذةِ غرفتي الكئيبة
واحد..أثنان..ثلاثة، أنتَ لستَ هنا
لا فائدة من عدها وأنت غير متواجد معي، تُرى ماذا تفعل الآن؟
هل تحتسي كوباً من القهوة بينما تحدقُ بهاتفكَ منتظراً رسالتي كعادتك؛ تطمئن بها بذهابي للنوم وتتمنى لي ليلةً سعيدة؟
أم تُمسكُ جريدة اليوم وتحلُّ الكلماتِ المتقاطعة قبلَ ذهابكَ للرُقاد، أتذكر! تلكَ كانت العادة الثانية لديك عندَ علمكَ بنومي

لكن أخبرني ما فائدةُ تفكيري بذلك بعدَ ابتعادك عني، أم أنني قيدتُ نفسي بأيامنا المنصرمة فقط

لا زالت ضحكاتك المزروعة بأماكننا المفضلة تلاحقني عند مروري بها، ونظراتُك حفرت بمخيلتي الهشة

لن تغادرني بسهولة أعرف، ولن تختفي إبتساماتك من عقلي حتى أختفي أنا..
لكني سأداوم شكري للقدر..أنه جمعني بك يوماً
وسأبقى منتظرة قدومي إليكَ بفارغ الصبر، مترقبة رقودي بجانبك لأستقبل نظراتك الحانية لي

لكن إلى ذلك سأحيا كما أردت أن نحيا معاً، مستقبلة أيامي القادمة بإبتسامة تذكرني بك دائما "
....
قهقهتُ بشكل لا إرادي بينما شعرتُ بدموعي تقطرُ على الورق، لماذا أبكي؟ أنا حقاً لم أعد أفهم نفسي
ليس هنالك داعي لبكائي حتى.. وكأنني تأثرت بالأجواء وبما دونت

أنا حقاً كذلك..

كفكفتُ دموعي لأرسم إبتسامة هادئة على ثغري وفجأة عادت تلك العيون بالظهور أمامي، حدتها وهدوءها الغريب
تحدقُ إليك بعمق وكأنها تحفظك أو تخترقُ روحك

أنا فقط أتمنى أن ألقاها مجدداً، هي فقط أجمل شيء رأيته حتى الآن وأتمنى أن أراه دوما وأكتشفه
.....

كونك تتمتع بقدرات خارقة لم يكن بالشيء الجميل دوما، مسؤوليتك في حماية نفسك والآخرين من قوتك شيء صعب.. عدم قدرتي على العيش آدمياً دائماً يؤلمني

حتى مشاعري متحجرة تماماً، أكره القيام بعلاقات أو حتى التعرف على أشخاص جدد.. أشياء تتمنى حدوثها لكنها مستحيلة

نحن حتى لا نحظا بعلاقات عاطفية أبداً إلا إذا قُدر لنا شخص، وهو أمرٌ عسير دوماً

وما يزيد الأمر سوء هو مكانتي بين أفراد جنسي
دماء صافية، سلالة صافية وهذا يعطي كوني من يلجؤون له عند حدوث أي شيء وأنا أكره هذا

أتمنى لو أن حياتنا كانت مثل أفلام البشر، بهذه البساطة والسخافة فقط

تنهدتُ بشكل لا إرادي لتقفز فجأة عيون ليليّة لمخيلتي وتلك النظرة الفضولية مازالت محفورة بذاكرتي، كانت تحدّق بي وكأنها تعرفني مُنذ دهر ليس وكأنها عالمة بحقيقتي لتخاف حتى

رغم أنها كانت ستبلل سروالها خوفاً أول دخولها للنفق...

حديث ليام معها وإعتيادها عليه بسرعة، حتى سخريتها كُلّها أثارت دهشتي فهي لم تلبث في خوفها لتلبس قناع السخرية والبرود وتحاور ليام وكأنه صديقها العزيز
أو خوفها مني في أول يوم وحديثها معي في اليوم التالي وكأنها لم تكن ترتجف من مجرد النظر لي أولاً

تُرى أي دماغ تحمل؟، هل هيَ مختلة..

إبتسامة رسمت على ثغري بشكل لا إرادي عند تذكري لغضبها اليوم كانت تنظر لي بعتب ولوم وكأنني كسرتُ دميتها المفضلة... لن أشك بذلك فهي طفلة على كُلِّ حال

بتر أفكاري صوت أختي فيوليت الساخر
"أخي العزيز يبتسم، إنها معجزة ياليتني صورتك .. أقسم أن الصورة ستخلد وتعلق بالمتاحف وعلى الطرقات
عاجل... حدث يثير الجدل بين السكان'هاري إدوارد ستايلز يضحك'"

" ظريفة يا روح أمك، أخبريني هل أنهيت دروسك وتناولت طعامك؟، لا تنسي الذهاب للمرحاض قبل النوم لكي لا تحدث كوارث ليلاً"

ثُمَّ أكملت بنبرة حزينة ساخرة
"لكي لا أضطر إلى وضع ملائة شميعة أسفلك"

إقتربت مني لتضرب كتفي بغضب وعيناها بدأت بإظهار شرارات الحرب

" هل تريد العراك؟؟ ها أخبرني سأوسعك ضرباً لا تقلق"
جذبتها من ذراعها نحوي لتأن بألم قبل أن أضرب جبينها بخفة

" أنا لم أكد ألمسك وتألمتي، هل مازلتي تريدين العراك صغيرتي! لا مانع لدي حقا "
"هفف، إصمت فضلاً يا باتمان الكوكب"

ضحكتُ رغماً عني لتبتسم بخفة لي وتحتضني واضعة رأسها على صدري وهي تتنهد بخفة
أنا لا أبتسم إلا بأوقات نادرة ومعظم هذه الأوقات تكون مع فيوليت، كونها الوحيدة المهمة بالنسبة لي والوحيدة التي تستحق حناني

"هاري، أنا متعبة"
"لماذا صغيرتي؟"
"حقا لماذا لا أستطيع مواعدة الفتيان، بماذا أنقص عن بقية الفتيات البشريات ها؟ حتى أنّي أجمل منهم"

ثم أكملت بحزن
"أقصد أنظر لحالنا، لا نستطيع الحب إلا ليأتي شخصنا المقدّر أود العيش مثل الباقين ولو ليوم واحد.. أن أجرب كل شيء يفعلونه"

"فيو، أنتِ حقا تجربين كُل شيء يفعلونه"

"لكني لم أواعد أحد مسبقاً، سأتم التاسعة عشر وأنا لم أفعل ولم يكن لي صديقة قريبة جداً مني حتى الآن"

رفعتُ رأسها لتنظر لي وقبلت وجنتها
"أنت تعلمين أنني لن أستطيع فعل شيء حيال ذلك، لكن جربي أن تقبلي بمواعدة أحد الشبان الذين عرضوا عليك لن أمنعك رغم أنك لن تستفدي شيء من هذا"

"حقا؟؟؟ ستسمح لي، أخي أنا حقاً أحبك.. تصبح على خير"
قالتها بسعادة بعد طبعها لقبلة على وجنتي لتتجه راكضة لغرفتها

هي محقة، ومازالت صغيرة لا أظن أنه سيء أن تجرب المواعدة خصوصاً أنها وحيدة لا صديقات مقربات لها
معظم البشريات يغارون منها كونها أكثر جمالاً منهم وهذا يعود لطبيعتنا حيث أننا نتسم بالجاذبية دائماً...

أظن أنه علي أنا أيضا الإستراحة فغداً لدي كثير من الأمور المهمة منها إعادة إحصاء أعدادنا فقد شهدت نقصاً فيها الشهر الماضي ولم أعلم السبب وهذا شغلني كثيرا

تكتمنا على الأمر كي لا نقلق أحداً أو نثير الجدل حول الموضوع وتنتشر الإشاعات الفارغة

ثاني أكثر شيء يجيده مصاص الدماء بعد تناول طعام البشر ليستمد غذاءه الكامل عوضاً عن شرب الدماء بكميات كبيرة هو نشر الإشاعات

....

تقلبت بسريري محاولةً النوم، ولكن على من أكذب أنا حتى لا أستطيع إغلاق جفناي رغم شعوري بثقلهما من شدة النعاس

إستمررتُ بالتقلب حتى رسيت على ظهري وكأنني قارب في عرض المحيط.. لكنني في عرض سريري وأغطيته المتناثرة

عقلي لا يتوقف عن العمل والتفكير وهذا مزعج ومستفز بحق، أريد النوم أكثر من أي شيء الآن ولكن الأفكار تستحوذ على عقلي وجسدي حتى مانعةً إياهم من النوم

مازال السؤال عالقاً.. هل سيأتي غداً؟
أم أنني أزعجته بفضولي؟

ماذا لو أعجب بي وعاد غداً وحادثني؟

حسناً هناك خيارين
إما أنه سيختفي ولن يعود مجدداً
أو أنه سيعود وسيحدثني بلطف

ولكني أميل للخيار الأول...

رفعتُ الغطاء حتى أنفي لتظهر عيناي فقط من تحته
أشعر وكأنني أبدو كسلاحف النينجا..

لا أبدوا مراهقة حمقاء علق تفكيرها بمصاص دماء وسيم تبني معه أحلامها المستحيلة تماما

تنهدت لأغطي عيناي أيضاً ويعم الظلام المكان
هذا أفضل أشعر بالإرتخاء أكثر

لم أكد أغمض عينيّ حتى قفز سؤال لبالي
"ماذا لو فتحت كاترين أمر ما أخفيه مجددا وأرادت معرفة الأمر، ماذا سأقول وكيف سأبرر وما هي كذبتي"

صفعت نفسي من أسفل الغطاء
"إخرسي ميا، حتما عندها ستجدين حلاً مناسباً أما الآن فنامي لتستطيعي الذهاب غداً للمدرسة ولا تنامي بحصة الفلسفة وتعاقبين لساعة بعد الدوام، عندها لن تريّ الدمويّ إن أتى حقا"

وبهكذا أنهيتُ أفكاري مغمضة لأغط بنوم عميق أفسده منبه هاتفي الكريه، مددتُ يدي لألتقطه وأسكته

أنا أكره الصباح، أكره الإستيقاظ، أكره المدرسة

دلكتُ عيناي لأعتدل جالسة أنظر حولي بضياع
أشعر أنني مختطفة ومهددة بالذهاب للمدرسة

لكن الأمر فقط أنها آخر سنة دراسية لي والإمتحانات إقتربت، دخلتُ المرحاض ثم غسلت وجهي وأسناني
مزاجي لا يسمح لي بحمام صباحي رغم أنه سيساعد بتنشيطي.. إرتديت بنطال جينز فاتح وقميص أبيض قصير دون أكمام، رفعتُ شعري بإهمال لتتساقط بعض الخصل الطائشة
"أظن أنه سَيُّفرد في الطريق"

ونهايةً تناولت حقيبتي من على الكرسي لأرتدي حذائي الرياضي وأخرج راكضة ناسيةً تناول فطوري أو أخذ تفاحة حتى

وصلتُ المدرسة ليستقبلاني كاتي ومارك تحدثنا قليلا قبل أن نتفرق ذاهبين لصفوفنا

"ميا، سننتظرك في الملعب عند الإستراحة"
"إذا سأتوجه لهناك حالاً، لا تنسوا إحضار حصتي من الطعام"
"حسناً إذاً ألقاكم رفاق"
قال مارك مستديراً للدخول الحصة لنفعل ذلك أيضاً

....

"إذاً ثلاث مفقودين لهذا الشهر غير معلوم مكانهم"
قلتها بصرامة ليجبني آدم

"ليس هذا فقط بل إن المفقودين إثنان منهم أعمارهم لم تتجاوز الثمانية عشر، أي إنهم مراهقون"
"ماذا لو كانوا قد هربوا مثلا؟"
سأل ليام لأجيبه

"من غير المعقول هروب ثلاثتهم من أماكن مختلفة من غير مبرر، حتى إنهم لا يعرفون بعضهم "

"وماذا سنفعل؟ الشائعات ستبدأ بالظهور إذا كَثُر العدد"

"إبقوا على إطلاع بأي شيء غريب قد يحدث، راقبوا صغار السن، وأهم شيء أسكتوا جميع معارف الذين فقدوا وأكملوا التحريات"

"حاضر سيدي"

"سننهي هذا لليوم، يمكنكم الإنصراف"

خرجوا جميعاً ليبقى ليام وباتريك ينظرون لي بصمت
"هاا؟ ماذا الآن"
"هل حقاً هاذا ما تريد فعله فقط؟"
"وماذا سأفعل برأيك باتريك، نحن لا نعلم عن هؤلاء الأشخاص شيئاً إضافةً أن سجلاتهم قد محيت من عندنا"
"لكن يجب أن نسأل الذين يعرفوهم، ماذا لو كان لديهم معلومات قد تفيدنا هاري"
"إذا سألناهم يا ليام فنحن سنجلب الشكوك لنا، الجميع يعرف أن الدولة لديها كامل المعلومات ونادراً ما أخذنا شهادة أحد"

"لكنها حالة مختلفة، كل شيء مبهم يجب علينا تجميع بعض الخيوط لنعلم القليل".
"بهذه الحالة أنت فقط ستفتح أبواب الجحيم والشائعات، والبلاد ستدخل بحالة من الذعر
شيء مثير.. مصاصو دماء أقوياء مفقودون والأهم معظمهم تحت السن القانونية"

ثم أكملت متابعا بعد أخذ رشفة من القهوة التي أمامي
"والشيء الأجمل أننا لم نتعرض لمثل هذه الحادثة قبلاً وهذا سيساعد الشائعات بالإنتشار وسأضطر لحبس كل من ينشر شائعة حتى لا يزيد الرعب والهلع"

تنهد باتريك ليقول
"إذا ماذا تنوي أن تفعل؟"
"سننتظر قليلاً، وسنشدد الحراسة على جميع الأماكن، سنراقب الصغار والمراهقون.. وسنمنع خروج أحد إلى مناطق نائية أو غير مكتظة، وأيضا سنمنع خروج أحد بعد الساعة الواحدة ليلا... طبقوا هذا وسنرى بعدها ماذا سنفعل إن فُقدَ المزيد"

"سنفعل، هيا باتريك علينا البدأ بالعمل"

وهكذا خرجوا للقبام بما أمليته عليهم

زفرت بقوة كاتماً غيظي من كل ما يحدث، سأخرج لأستنشق بعض الهواء أفضل من الجلوس بمكتبي

ركبتُ سيارتي لأنطلق بها مسرعاً، كنتُ أمرر نظري على الناس أثناء قيادتي هناك بالفعل الكثير من مصاصي الدماء
جيد أنهم لم يشعروا بما حدث وألا كان إساكتهم أصعب من القضاء على المشكلة وحلها

توقفتُ على الجسر لأهبط وأقف بمكاني المعتاد، تُرى هل ستأتي اليوم أيضاً والأهم هل سأستمع لهرائها مجدداً؟
البشر مزعجون أثناء الحديث وخاصةً عند كونهم ثرثارين مثلها

لم تمر عشر دقائق حتى شعرت بشخص يقترب وإستطعت تميز رائحة التوليب خاصتها

"أوه أنت هنا"
نطقتها بتفاجئ وشعرت بعينيها تستقران علي بفضول ممزوج بالدهشة، أعطيتها نظرة سريعة قبل إعادة نظري للأمام غير مهتم لها

"هيي، أقصد مرحبا أقصد أنا آسفة كنت فظة لكني فقط لم أكن أعتقد بأنني سأراك مجدداً هنا ظناً مني كوني أزعجتك البارحة"

"بالفعل فعلتي"
دُهشتُ من نفسي عندما أجبتها بشكل لا إرادي، اللعنة سأفتح أبواب الجحيم الآن

لا بل فتحتها وإنتهى الأمر..

" إلهي، لقد أجبتني"
عاودت التحدث بنبرة مندهشة، في الواقع معها حق بالتعجب لقد كنتُ فظاً وبارداً المرة الماضية بالتعامل معها

"أعتذر أقصد، أنا ميا لالا قد أخبرتك بهذا مسبقا
هل أخبرتك؟"

لم أجبها لتتابع بثقة
"ما إسمك؟ أنت مصاص دماء كنت أعلم
هل أنتم حقاً تمتصون دماء البشر كما الأفلام"

"إذا كنا كذلك فخافي مني وكفي عن الثرثرة"
"لست ثرثارة، ثم أنت لم تجيبني بعد فلماذا قد أخاف وربما يكون الجواب لا؟"

"بلا نحن نمتص دماء البشر والآن إبتعدي قبل أن أقتلك"

"كاذب، لو كنتم كذلك لفعلت هذا مع الجميع، وأنت لم تفعل لهذا تتمشى بيننا ولا تؤذينا"
نظرتي القاتلة وجهت نحوها لتجعلها تتوتر وتتلكأ بالحديث
"لست كاذب، أقصد أنتم لستم هكذا شيء ما بداخلي يخبرني بذلك"

"لا تصدقي هاذا الشيء وإبتعدي عن طريقي قد ثقل الهواء بوجودك ولم أعد قادر على التنفس"

"ياه، هل تتنفس؟"

"لا أعيش على الطاقة الشمسية"

نبرتي الساخرة إنطلقت وأنا أسير مبتعد عنها، أوقفني صوت صفعة إخترقت مسامعي لألتفت لها بدهشة، صحيح الصوت لم يكن قوي ولكني إستطعت سماعه
وها هو ذا ما رأيت كانت تضع يدها على خدها بألم وتتأوه بخفوت

"اللعنة"

همست بها بخفوت جعلني أرفع حاحباً لها غير فاهم لما يحدث معها
" الآن سأبدوا كالخرقاء أمامك، يا الهي"

"أنتِ بالفعل كذلك"

"إسمع لستُ مختلة عقلياً أو ما شابه لكنها عادة لدي وأنا أعمل جاهدة للتوقف عن فعلها"

"واضح جدا كم تعملين جاهدة"

كانت تلك آخر جملة قلتها قبل وخولي السيارة وإغلاق الباب بوجهها، وقبل أن أنطلق لاحظتُ كيف فرغت فاهها ثم قطبت حاجبيها وكأنها قد إستوعبت الإهانة التي وجهت لها للتو لتنظر للسيارة بغضب، وقبل أن تحاول قول أي شيء كنتُ قد إنطلقت تاركاً إياها واقفة

"خرقاء"

....
© Bana Kanbar,
книга «أورواد H/S».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (2)
جو ليآ
5
ناكست بوزيشن ناكست بوزيشن حالا 🏃🏃
Відповісти
2020-07-29 21:14:28
1
St8cpufvibovigviyb Ufxufciyvoubitc
5
❤❤❤❤
Відповісти
2020-07-30 00:22:36
1