1
2
3
4
5
6
6
دخول رايق بسبب حرايق كمان هون😂💙
لا تنسوا تقراوا البارت عالواتباد وتصوتولوا💙

عيلتي التانية وحبايب قلبي، بتأسف عنجد لأن التحديث بطيئ لدرجة لكن الفترة يلي غبت فيها كنت عم عاني من ضغوطات زائد مشاكل مع الواتباد وخصوصاً أنو ماعد حسنت سجل دخول على صفحتي بعد ما حذفتو بالغلط فهاد كان الو تاثير.

وهلئ انحلت كل هل المشاكل وبتمنى تضل الأمور هيك لأحسن حدث وأكتب بسرعة 💙

حاولت طول البارت قد ما بحسن لحتى يعجبكم لهيك لا تبخلوا علي بالتصويت وبتعليق لطيف مشجع منكم ليعطيني طاقة إيجابية عالية💙

وهلئ انجووي لُطفائي💫


....

تسمرتُ في مكاني محاولةً إستيعاب الإهانة التي تلقيتها منه ولكن قبل محاولتي لفتح فاهي حتى كان قد إنطلق بسيارته بسرعة غير تاركاً مجالاُ للرد عليه

نظرتُ لسيارته بغضب، أقصد حقاً هل يهينني ثم ينطلق بسهولة غير آبه بمشاعري التي قد تتأذى من كلامه؟
أم أنه وقح لهذه الدرجة؟

لا أقصد أن مشاعري قد أُهينت أو تأذت بالمعنى الحرفيّ، لكن هذه تعتبر قلة ذوق منه وكونه رجل ومصاص دماء أيضاً فهذا قد يُنقصُ من درجة إعجابي به

لكن هذا قد زاد من إعجابي به...


يبدوا وكأنه يأخذ دور الرجل السيء ومع عيونه الحمراء هذا يعطي طابعاً غير جيد وجميلاً له

عيوني أخذت شكل قلوب ولمعت بإعجاب قبل أن يصفعني عقلي مُخبراً إياي أنني مختلة ولا أستحقه مُجدداً

ولكن على من أكذب هذا الرجل يبدوا جميلاً ورائعا في جميع أحواله، وأنا مجرد فتاة في الثانوية تبني أحلاماً زائفة مع مصاص الدماء المجهول مجدداً التي كانت لا تصدق وجوده

عاودتُ النظر للآثار التي خلفتها عجلاتُ سيارته على الزفت قبل أن ألتف للعودة إلى منزلي وأضع في عقلي ضرورة الإتصال بكات ومارك للخروج معاً
فغداً هو الثلاثاء وسيكون من الجميل تناول وجبة صينيّة لذيذة في مطعم العم هيون وو

العم هيون وو لطيف جداً، هو كوريّ الأصل لكنه يحب الأكل الصينيّ وبعد تفكير وعناء إنتهى الأمر به بفتح مطعم متواضع للأكل الصيني في أحد أحياء لندن
وتقريباً الحظ قد كان حليفه فالجميع يحبُ طعامه والديكور الخاص بمطعمه والذي يشعرك وكأنك سائح تزور إحدى المطاعم المحليّة اللطيفة في الصين لطلب وجبة طعام خفيفة ولذيذة

كنتُ قد شكلتُ علاقة صداقة لطيفة معه، هو رجل مُحب للآخرين كريمٌ وعطوف جداً
تعرفتُ عليه في خامس يوم بعد إفتتاح محله وكان ذلك من أربعةِ سنين ونصف تقريبا أي قبل ذهابها

كان ذلك اليوم هو موعد ظهور نتائجي في مادة الرياضيات وقد وعدتني حينها بأخذي لتذوق طبق شهيّ غريب إن حصلتُ على علامةِ الإمتياز

إبتسمت مسترجعة تلكَ الذكرى الجميلة بينما أنتظرُ الإشارة الخضراء لأتمكن من قطع الشارع***

Flash back:

خرجتُ من المدرسة مسرعةً متجاهلة مارك وكاترين التي تناديني، فكان كلُّ همي هو الوصول إلى موقف الحافلات حيث تنتظرني للوفاءِ بوعدها عند حصولي على إمتياز في الرياضيات

توقفتُ لاهثة بقوة إثر ركضي لمسافة طويلة وأدرتُ عدستاي باحثةً عنها في الأرجاء
إبتسمتُ بقوة عند عثوري عليها لأصرخ
"ماماا، لقد حصلتُ على إمتياز"
إلتفتَ الكلُّ إلينا بمن فيهم هي لترسم إبتسامة واسعة على ثغرها وتفتح ذراعيها لي لأهم راكضة لإحتضانها وأنا أقهقه بسعادة

إستقبلتني رائحتها المحببة لي لأضحك أنا وهي سوياً سعيدين بحصولي على العلامةِ الكاملة

"صغيرتي، كنتُ أعلم أن أملي لن يخيب بكِ أحسنتِ يا حبيبةَ أُمك"
"رأيتي أخبرتكِ أنني سأحصل عليها كاملة"
"بالطبع فجهدكِ لن يذهب هباءً يا حُلوتي"
"سنذهب صحيح؟"
"أجل صغيرتي، قد حجزتُ موعداً بالفعل"
"أين؟؟، وهل الطعام لذيذ حقاً؟"
"هذه مفاجأة، أما الطعام فهو رائع وليس لذيذ وحسب"
شابكت يدي بيدها لنستقل الحافلة التي وصلت لتوها للذهاب إلى المعطم المجهول بالنسبة لي

شهقتُ بتفاجئ عند وقوفي أمام المطعم الشعبيّ الصغير واللطيف
"صينيّ!، أُمي أتمزحين؟"
"لا والآن هيا لندخل ونجلس فالجو بارد هنا"
دخلنا ولم تُخفى علامات الدهشة على محياي
وحينها كانت أول مرة لي ألقى فيها العم هيون وو
وعند جلوسنا إستعلمتُ من أُمي أنها قد تعرفت عليه منذ خمسةِ أيام عند إفتتاح محله

كان طابع المطعم جميل ودافئ على النفس
فالأرض كانت من البلاط الأبيض الذي يشوبه القليل من الخطوط السوداء لتقسمه على شكل مربعات
لم يكن هنالك كراسي فقط طاولات ذات ساق قصيرة و على جانبها يوجد وسائد مستطيلة الشكل لتمكنك من الجلوس على الأرض بإسترخاء، كان لون الوسائد أحمر بقماش من الحرير
كانت قد ماثلتها الطاولات باللون وقد وضع على سطحها بعض الشموع القصيرة البيضاء في المنتصف وعلى أطراف الطاولة ذات الشكل المستطيل

زُيّنَ السقف ببعض المصابيح المضاءة بالنيران والتي إتخذت ألوان وأشكال هندسية مختلفة  بينما الحوائط كانت مطلية بلون أحمر مريح للعينين يشوبه بعض الخطوط السوداء لتجعلها مشابهة للأرض بعض الشيء وموسيقى هادئة تخترق أذنيك بمجرد دخولك للمكان تجعلك ترتخي بشكل لا إراديّ

كان بسيطاً ملفتاً بشكل جميل منفرد عن غيره

إستقبلنا العم  هيون وو بإبتسامة دافئة ونظرة فخر قد إحتلت وجهه ذات الملامح اللطيفة

إمتلك عينان صغيرة مُبطنة لونُهما أسود حالك كلونِ عيناي
أنفٌ دقيق الرسم مناسب لشكلِ وجهه، مع وجنتانِ بارزتان بشكلٍ خفيف يظهرُ بروزها أكثر عندما يبتسم أو يضحك وتضيقُ عيناه متخذه شكل هلال كذلك
شعرٌ قد خفت كثافته تدريجياً حتى الوصول إلى منتصف رأسه، ليشوبه بعض الشعيرات القليلة المتخللة باللون الرمادي دليلاً على تقدمه بالسن

إرتدى الزيّ الرسمي لمطعمه وهو عبارة عن مئزر طويل باللون الأحمر وبمنتصفه قد أُحيكَ جيبٌ أسود اللون على شكلِ مربعٍ كبير الحجم

"إذن قد حصلتي على العلامةِ الكاملة أليس كذلك؟"
"ماذا!، أجل لكن.. أقصد كيف علمتَ ذلك؟"
"والدتك أخبرتني البارحة عن الأمر، كانت متحمسة لأطعامك وجبةً لذيذة من مطعمي الصينيّ الرائع"
قالها بتفاخر قبل أن يضيف
"حمداً لله أنك قد حصلتي عليها كاملة، كان أملُ أمكِ بك قد يخيب"
"طفلتي ناجحة، كنتُ أعلم أنها ستفعلها.. والآن هيا أيّها العجوز أحضر لنا أفضل طبق لديك"
ضحك بخفة قبل أن يبتسم لي
"أنا هيون وو، نادني عمي"

سعادتي حينها لم توصف، نظرتُ لها وقد شعرتُ بعيناي تحرقانني إثر إمتلائهم بالدموع
" أنا.. أنا فقط أُحبك"
حدقت بي بِحُنوها المعتاد قبل أن تنطق
"من لي غير حبيبتي الصغيرة لأسعدها ها؟"
قهقهت بخفة لأنظر للعم هيون وأنا أمسح دموعي
"آسفة عماه، قد سُعدت بلقائك حقاً، أنت لطيف جداً"
"صدقيني لا يوجد ألطف من ملامحك هذه الآن"
إحمرت وجنتاي بخفة وأخفضتُ رأسي تجنباً للنظر لهم وأنا أسمعهم يضحكون علي بقوة قبل أنا يذهب العم هيون ليعد وجبتنا.

"يمم، لذيذ جداً لا بل هو رائع المذاق ما إسمهُ عمي؟"
"إنه روبيان مقلي"
"هذه أول مرة أتذوقه بهذه الطريقة، أستطيع الشعور بطعم الزنجبيل والبصل فيهِ بوضوح"
"أضع ملعقة صغيرة من الزنجبيل فقط ونصف بصلة لكن تكون طعمتهم واضحة ولذيذة"
" جداً، أشكرك إنها لذيذة للغاية"
أومئ لي قبل  ذهابه لإستلام باقي الطلبات

End Flash back

أخرجني من شرودي أصوت الأبواق الخاصة  بالسيارات لأهم بقطع الشارع بسرعة

'هل حقاً كُلُّ شيءٍ قد ذهب ميا؟'
لطالما طُرح هذا السؤال بعقلي ولم أجد له إجابة واحدة للآن
هل كلُّ شيءٍ قد ولّى حقاً؟ ألن أعاود رؤيتها والذهاب معها إلى مطعم العم هيون وو؟
ألن أعاود إحتضانها مجدداً وإخبارها كم أحبُها ؟
أنني أُمضي أوقاتً صعبة بدونها؟.. أنِّي بحاجتها للغاية
وأنني أشتاقُها، أدفع عُمري كُلَّهُ للقياها وإحتضانها فقط؟
أم أن القدر قد كتب لي كُلَّ شيءٍ تعيس ؟
هززتُ رأسي مبعدةً أفكاري السلبية وأنا أديرُ مفتاح المنزل وأدخُله
.....

"ماذا سنفعل هارولد؟ هاقد إختفى رجلٌ مسن آخر"
"ما عمره؟"
"سبعون يا رجل، ماذا يريدون برجل في السبعين من عمره"

مسحتُ وجهي بقوة وأنا أحادث ليام على الهاتف

"أنا آتي، سأحادثك لاحقاً"

أغلقتُ الهاتف دونَ سماعِ رده، إلهي لما المصائب تلاحقني؟
هل كتب لي القدر سوء الحظ أم ماذا؟
أسرعتُ بقيادتي لأصل للمقر بوقتٍ أقصر بينما أدعو أن أستطيع النوم بسكون بعد أحداث اليوم، ودون أن يغزو عقلي أي شيء حتى تِلك الحمقاء

بذكرها تُرى هل مازالت مصدومة للآن؟، أم أنها لم تستوعب الإهانة أيضاً؟
هل لازالت متسمّرة في مكانها تحدقُ بآثار عجلات سيارتي بتعجب؟
أستطيع توقع منها أي شيء فهي غبية حقاً
لكنها عفوية بطريقة غريبة وجميلةَ أيضاً

'وأعتقد أن هذا يروقني'

إخرس هل هذا وقتك؟، يروقك حقاً.. وكأنك قادر على أن' تُحب أو أن يروقك شيء من البشر'

وجدتُ عقلي يصرخ بي بدون سبب، مجرد تفكيري بالأمر يزعجه لا أستطيع أن أُعجب بها هي بشرية
إضافةً أنني لم ألتقي بالمقدرة لي للآن كيف لي أن أُعجب بها
ثُمَّ إنني متحجر، هذا القلب متحجر من آلاف السنين كيف سينبض مجدداً بحق الإله؟، حتى مع من ستُقدر لي لن ينبض
لا أؤمن بفكرة أن أحب شخص قد أُختير لي دون أن أعرفه مسبقاً والأتفه من هذا أن مشاعر غريبة ستجتاحني عند لُقياه وكأنني أعرفه منذ عشرة سنين

أيُّ حماقة هذه؟، ، وايُّ حياة بائسة هذه قُدرت لشعبٍ كامل؟...

دفعتُ أفكاري بعيداً لأركز على شيء أهم ألا وهو أيجاد حل لإختفاء أفراد شعبي بهذه الطريقة الغامضة

مُراهقون معظمهم وقليلهم راشدون لكن ببنية قوية والآن مُسن لا أعرف عنه أي معلومة لهذه اللحظة

ركنتُ سيارتي لأخرج منها متجهاً للمقر
كانَ أسفل الأرض بغابةٍ نائية محظورٌ على البشر دخولها لوجود أقاويل بإختفاءِ أُناسٍ بها، ولكن طبعاً كلُّ من إختفى قد قُتل حقيقةً لرؤيتهم مستذئبين أو مصاصي دماء
لطالما كرهتُ اللجوء إلى قتلِ بشريّ، لكن بمجرد رؤيةِ شخص لنا ستنتشر الإشاعات وسيدخل عددٌ أكبر للغابة للإكتشاف وإن حدث خطأ ورآنا أحدٌ منهم ونقل الخبر لغيره سيتعرض شعبٌ كامل للخطر وأنا بغنى عن هذا تماماً.

"آخرُ الأحداث ليام؟"
سألته عندما إنضم لي وسار بجانبي في الممر
" ميشيل ماكسون، العمر سبعون لا وجود لعائلة كُلهم قد توفوا منذ زمن بعيد، جيناتهُ تدلُ على أنه منحدر من سلالةٍ غير صافية بتاتاً.. منذُ الفيّ سنة كانت عائلته قد هاجرت من المناطق الإستوائية النائية طلباً لحياةٍ أفضل، وقد قرأتُ بالكتاب الواحد والعشرين عن كون جده الأكبر  كان قد تحول لمصاص دماء بعد عصيانه لإمرِ الآلهة بتسميم بئرِ ماء لقبيلة كانت منفية في ذلك الوقت لإسبابٍ لم تُذكر"

"هل بحثتَ عن المناطق التي كان يقصدها قبل إختطافه؟"
"آه في ذلك هو لم يزر الكثير من الأماكن في الواقع، لكنه كان يقصد دار العجزة كُل فترة وأخرى لتكوين بعض الصداقات وقَصد مخبز الحي الذي يقطن به عدة مرات لتناول الكُروسان بالجبن، أما غير ذلك فهو لم يذهب لأي مكان مشبوه"

"متأكد؟، هذا غير واضح هو بالتأكيد لن يُخطف من منزله"

"نعم أظن، لكن المريب بالأمر أن كاميرات المراقبة في الحي الخاص بسكنه قد ثبتت لمدة إحدى عشرةَ ثانية عند الساعة التاسعة تماماَ"

"كيف عرفت ذلك؟، أقصد أن إحدى عشرة ثانية لن تكون واضحة جداً"

" بلى ستكون يا ذكي، ثُم كان هنالك أمام سلة المهملات كلب نائم، هو لن يتحرك ويصبح فجأة أمام المنزل المواجه له ويختبئ إلا لسبب وجيه"

تغاضيتُ عن الإهانة التي وجهت لي لأنه ليام بالطبع

"هل قلت يختبئ؟، أرني ذلك"
"حسناً، هيا بنا"

وضع ليام الفلاشة في المقبس الخاص بها قبل أن يدخل إلى الفيديو ويفتحه، ركزتُ نظري على العرض أمامي.
بدايةً كان كلُّ شيء هادئ، ولمحتُ الكلب  النائم بجانب سلةِ المهملات، بدى كل شيء طبيعيَّ حتى توقف فجأة التصوير وقُوطع.. نظرتُ إلى ساعةِ معصمي وعددتُ إحدى عشرة ثانية حتى عاد التسجيل كما كان والهدوء مخيم على الحي أيضاً لكن الكلب كان أمام المنزل المواجه للحاوية والذي يبعد عنها مسافة شارع، وقد إختبئ خلف السياج خائف بينما سمعتُ صوت نباحه على شيء لم انتبه له حتى

أطفئ ليام التسجيل ونظر لي منتظراً تعليقي لكنني لم أملك واحداً لذلك سألته
"هل هناك شيء آخر علي رؤيته؟"
"لا هذا فقط"
""هل فتشتم منزل العجوز؟"
"إنتظرتك حتى تأتي وتخبرنا بالخطة التالية، خِفت أن يثير وجودنا أو دخولنا لمنزله الريبة وتنتشر الأقاويل"
"تباً، ماذا لو كان هناك بصمات أو آثار؟ بالتأكيد سيحرصوا على محيها"
"وضعتُ عشرة رجالٍ متخفين بزيٍ مدني لمراقبةِ المنزل"

مسحتُ وجهي بكف يدي وزفرتُ بقوة قبل أن أخبره

"اليوم، الساعة الثالثة صباحاً  سندخل منزله بعد التأكد من نومِ الجميع، إحرصوا على الهدوء حتى لا يشعر أحد بشيء"

"أمرك أيها الشيطان اللطيف "

قرص خدي قبل أن يبتعد ضاحكاً لأنفخ من سذاجته
رغم كل شيء هو يحاول الضحك والمزاح لكي يخفف عن نفسه وعني، إضافةً أنه من الأشخاص القليلين جداً الذي يُسمح لهم بلمسي...
تحركتُ لأخرج من المكان وأتصل بفيوليت لأطمئن عليها وأسألها إن كانت قد قبلت مواعدة أحدهم

.....

أصدرتُ صوتاً متلذذاً وأنا أقضم من قطعةِ البيتزا الثانية..
كنتُ متعبة لذلك فضلتُ طلب البيتزا على إعداد الطعام وبما أنني طلبتُ الحجم العائلي  فسوف يزيدُ ما يكفي لتناوله على العشاء

أمسكت جهاز تحكم التلفاز بإصبعيَّ النظيفيّن قبل أن ألتقط منديل وأطويه  لأسطتيع إمساكه دون توسيخه، قلّبتُ بين القنوات بملل
حقاً؟؟ ألا يوجد شيء جميل لأشاهده، تنهدتُ بسخط قبل أن أتوقف عند كارتون نيتورك.. قفزتُ بسعادة عند رؤيتي لغامبول هذا حتماً أجمل شيء أراه اليوم غير العيون الحمراء الخاصة بذلك المخبول

"بيتزا بيتزا بيتزا، بيتزا بيتزا بيتزا"
غنيتُ ضاحكةً مع بانانا جو وأنا أقضم قضمةً أخرى من قطعتي التي أعلنت لتوها أنها قد إنتهت، وطبعاً لم أتردد بأخذِ قطعةٍ أُخرى ومتابعة غامبول راميةً كل أفكاري جانباً
ففي أوضاعي الحالية هذه الفترة  لم أحظى بأي فرصة للراحة والسعادة مثل الآن.

تمددتُ على فراشي عند العاشرة مساءً كنتُ قد إتصلت بكات لإخبارها عن فكرتي لقضاء يوم الثلاثاء وبالطبع لم ترفض والأمر كذلك مع مارك

ذاكرتي عادت بي لإحداث اليوم وعُلِقت في وقتي بعد المدرسة
"اللعنه عليه كم أنه وقح، لكنه جميل جداً"
وأخذ عقلي يرسم صورة كاملة له
"تُرى أي نوع من الأشخاص هو؟"

'من النوع الوقح'
أجابني عقلي لأقلب عيناي متأففة منه ثم جلبت كُراستي لأفتحها على آخر ورقة كنتُ قد دونت عليها

"ماذا أسميها؟ ما الإسم الذي قد يليق عليها ويكون عميق مثلَ شعوري حينَ كتابتها؟"
أغمضت عينيَّ وأرخيتُ نفسي مصفيةً عقلي للتفكير بعنوان مناسب لها، إبتسمت حين إيجادي له

"رُقادْ"

يبدو جميلاً فهمو يتناسبُ مع معناها، وزادت إبتسامتي حين خطرت فكرة لي بتدوين شيء جديد


"عَزِيز.."

تعالَ إِليّ، خُذ قَلبِي وإحتضنِي"
أ.َرشدنِي إليكَ، فَأنا أضعتُ طَريقِي يا عَزيز
فَرُوحِي تتطوقُ إِِليكَ، وجسدِي يُطالبُ  بِدفئِكَ
فهلا أَتيت؟ وحررتَنِي من محيطي العتيق!
وأَنّبتتَ زُهورَ قَلبِي الذَاويةَ؟، وأَمطرتَ نارَ عُيونِي بِقُبلاتكَ الرَّاويةَ؟
ومَلأتَ رُوحِي بِكلماتِكَ الحَانيةَ؟..
فتعالَ إليَّ، وإِنتَشلنِي من حَياتِي الخَاويةَ"

أرخيتُ أصابعي الممسكة بالقلم وعادوتُ قرائة ما كتبت
لا أعلم من أين تأتيني هذه الأفكار وكيفَ الكلماتُ تنبعُ من جوفي بِكُلِّ صِدق!
لكن وبطريقة ما أشعرُ أن كتاباتي تُعبرُ عن شعوري وخوالجي
لستُ تلكَ الفتاة التي تخبرُ شخصاً حتى لو كانَ مقرباً لها عن مشاعرها وما تعاني؛..

والآن أنا أحتاجُ شخصاً ألجأُ إليه لأشتكي له عن كلِّ شيء يحدثُ معي...

وهذا الشَّخص غير مَوجودْ.

لَطالما دفنتُ حزني بأعماقي وحررتهُ بكتابتي المتهالكة مثلي
إن طالعَ أحدٌ ما دونتُ هل سيشعر بما شعرتُ أثناءَ تدويني لما يقرأ؟، أم أنه سيمرُ عليه هكذا دون أن تدخل كلماتي لقلبه معبرةً عن حزني الدفين؟
أشكُ أنه سيشعر بالمأساة أو السعادة المدفونة في  رُوحي عند الإطلاع عليهم، في النهاية لا أحد سيشعر بشيء إلا أورواق كراستي التي شهدت كُلَّ ضحكةٍ ودمعةَ قد إِنسابت عليها...

وضعتُ الكُراسة على الطاولة الصغيرة بجانبي وإندسيتُ أسفل الغطاء لأحظى ببعضِ النوم المُريح للسابعة صباحاً
فحتماً غداً سيكون يوم طويل مليئ بالحركة مع كات ومارك، لكنني لن أنسى الذهاب إلى النفق بالطبع لملاقاةِ صاحبِ الدمويّتين والمحاولة في الحديث معه وسرقة بعض الكلمات من فمه مع عدم وضع نفسي بموقف محرج مُجدداً

..

فتحتُ عيناي متأففة بإنزعاج بعد سماعي لصوتِ منبه هاتفي
ألا يمكنني فقط رميهُ بعيداً ومعاودة النوم؟، لكني هببتُ معتدلةً بجلوسي عند تذكري بالأمور التي يجب علي القيام بها اليوم
إتجهتُ للمرحاض وقمتُ بروتيني اليومي، غير أنني إرتديت تنورة بيضاء مع قميصٍ ورديّ ذُو أكمام طويلةَ فوقها وحرصتُ على إدخال أطرافه بها مع حذاء رياضي تجمعُ ألوانه الأبيض والورديّ أيضاً وتركت شعري منسدلاً بحرية على ظهري.

أخذتُ حقيبتي وأدخلتُ كراستي بها بسرعة قبل إغلاقها ثمَّ أكملتُ متجهةً للمطبخ كي أصنع شطيرة شوكولا صغيرة أتناولها في طريقي..


" مرحباً ماركي، لالا لستُ أختنق أنا أتناول شطيرة فقط"
" تبدين كمن يغلق أنفه ويتكلم أو كمن يعاني من الزكام وأنفهُ قد سدَّ"
"إصمت الآن، أين أنتم؟"
"أمام باب المدرسة ننتظركُ حتى نتفق على موعدنا لليوم"
"خمسةُ دقائق وتراني أمامك"
"حسناً مياو، نحنُ ننتظركِ"
"وداعاً"
أنهيتُ المكالمة لأسرع بتناول شطيرتي وأزيدُ من سرعة خطواتي لأصل بوقتٍ أبكر لتتيح لي فرصة مناقشة كات وماركي جيداً

لن أقابلهم أمام المدرسة بالطبع فلن أفوت فرصة واحدة قد تتوفرُ لي لمقابلتهِ هذا إن كان سيأتي اليوم للجسر.. ولكن لا بأس بالذهاب على كُلِّ حال
سأحاول ملاقاتهم عند مطعم العم هيون وو ومراوغةَ كات وإخبارها بكذبة قد تصدقها أيضاً

'سأذهبُ للمنزل يجبُ علي تغيير قميصي؟؟'
لا هذا غبيٌّ وسيُكشف فوراً، أظن أنه من الأفضل إخبارها بأنه شيء خاص سأحدثها عنه لاحقاً حتى أجد كذبة مقنعة على الأقل، فكات ذكية وسريعة البديهة أكثر مني وهي تمتلك ذلك الأسلوب الذي يجعلك تكشفُ ما حاولتَ إخفاءه دون أن تشعر بذلك.. إنها تستدرجك حتى ينزلق لسانك وتُقِرَّ بالحقيقة دون أن تأخذ وقتاً أو تجهد نفسها بالحديث معك لوقتٍ طويل حتى

لهذا يجبُ علي تفادي أساليبها هذه والتفكير بأي شيء سيخلصني من إستجوابها لي.

إبتسمتُ لهما بصدق حين رأيتهم ينظرون تجاهي، جريتُ بإتجاههما لندخل بعناق جماعي دافئ

"إلهي، لقد إشتقتُ لكما حقاً"
"نحنُ أيضاً ميا، لكن يبدو أن هنالك شيء مهم يُشغلكِ عن صديقاكي المقربان"
أعرفُ أن نظرتها هذه لا تبشرُ بالخير، كما أعرف أنني قد تورطتُ مع كاترين أمام مارك وهذا سيزيد الأمورَ سوءاً فقط

حدقَ بي مارك بطريقة غريبة مثيرة للريبة بينما يضع يده على ذقنه ويحركها بطريقة تدلُ على تفكيره ثم تكلّم بثقة وبمنتهى الغباء

"أوه، لماذا أشعر أنكِ قد رافقتِ غيرنا وتقومين بتناول البيتزا بمنزل صديق جديد تخونينا معه؟"
ضربت كاترين جبهتها بكفها لأنخرط بموجةِ ضِحك
"ماذا؟ لما تضحكان ها، هل أخبرتكم بدعابة مثلا!؟"
"حتى إن لففتُ الكرةَ الأرضية كلها لن أجد شخص بمثلِ غبائك، حقاً مارك؟ صديق جديد هذا الذي توصلتَ إليه بعد تفكيرك العميق.. أنتَ جاد"

"ها؟ أقصد أجل وماذا في ذلك هل تفكيري خاطئ!"
"لا عزيزي تفكيرك منطقي أنصحك أن تصبح محقق فهذا يليقُ بِكَ جداً"
تكلمت كاترين ساخرة منه بينما أمسكتُ بطني بألم من كثرةِ ضحكي لينظر لنا مارك بسخط ويخطو بحزن لرواقِ المدرسة بينما يتمتم
"لا يعجبكم شيء حتى عندما أُتعبُ عقلي الرائع لمساعدتكم لا يعجبكم، أشكُّ أنكم تحبوني حتى"
ركضتُ إليه لأضمه من الخلف وأنا أقهقه
"أنتَ تعلمُ أنك الأفضل، وأنك صاحب أطيب قلب في العالم صحيح؟"
"أغبى عزيزتي صححي ألفاظك"
نطقتها كات بينما تشابك ذراعها بذراعه وتبتسم بقوة مصحوبة بإستهزاء
"إصمتي أنتِ، كنتُ أعلم أنكِ شريرة منذُ البداية ولا تحبيني"
وَضعت قبلة على خده لتردف
"حسناً صغيري هيا على حصتك ستتأخر"
أعطاها نظرة جافة ثمَّ إلتفت لي ليقبل خدي
"كوني بخير ميا، مهما يحدثُ كوني بخير وتأكدي أننا هنا بجانبك حتى بجهلنا لما يحدث.. سنساندكِ ونحبكِ دائماً"
ضممتهُ بقوة لأشكره بحبْ قبل أن تنضم كات لنا وتقبل خدي أيضاً

أحبهما كثيراً...

....

لا أعلم ما طبيعةُ الذي يحصل مع ميا ولا أدري إن كانت كات تعرفُ شيئاً وقد أخفته عني
لكن الشيء الوحيد الذي أعلمهُ أنني سأساند ميا حتى آخر رمقٍ بروحي، لطالما كانت هي ذلك الشخص الذي ألجأ إليه كُلما شعرتُ بضيق
وآستني وأحبتني وعاملتني كأخٍ لها، أخٌ غبيّ لم يستطع معاونتها يوماً بأي أمرٍ بسيط أو ردَّ الجميل إليها أبداً

ميا تجسدُ ذلك النوع من الأشخاص المستمعين العقلانين والمتعاطفين
تستمع لك دون كلل وتساعدكَ بإيجادِ حلٍ لمشكلتك
تتعاطف معك وتشعرُ بِك، لكنها وفي الوقتِ نفسه لا تعطي لنفسها فرصةً للتعبير عمَّ يجولُ بخاطرها لأحد
دائما ما إنطوت على نفسها وإحتفظت بمشاكلها..لم تُتعب أحد معها يوماً بينما حتى الغريب قد أتعبها

لا أقصد أنها مثالية..

لا يوجد أحدٌ مثالي كُلنا مليؤون بالأخطاء بطريقة ما، لكن بعضُنا يلاحظ أخطاؤه ويصلحها وآخرٌ يتمسكُ بها رافضاً الإعتدال عنها وتَصِحيحها

أحدُ مساوئ ميا أنها تحتفظُ بآلامها وترفضُ الإفصاح لأحدٍ عنهم وأعلمُ جيداً أن بقدرِ ما هذا سيء أنهُ متعبٌ أكثر 
فكثيراً ما لاحظتُ وجهها الشاحب وغالباً ما زينت الهالات السوداء أسفل عينيها لتُخبرنا بمدى تَعبِها

لم أستطع الوصول إلى قلبها ومعرفةَ وَجعِها رغم علاقتنا الأخوية المتينة كما تسميها هي، إِِحتجّت وكثيراً بأمور أعلمُ جيداً أنها قد كذبت بها كي لا تخبرنا فقط عنها وهذا يدعوني للحزنِ عَليها كونها تكتمُ كُلَّ ألمٍ بقلبها  

الغبية؛ وكأنها لا تعلم أن أَلمها المدفون بين ثنايا رُوحها سيأكُلها في مرحلةٍ ما لتُصبحَ هشةً ضعيفة وتنكسرُ بسهولةٍ مطلقةَ

من أولِ يومٍ عرفنا بهِ مِيا لم تخبرنا شيء عن عائلتها، لا أمها ولا أباها حتى لا ندري إن كانت تمتلكُ أخوة
وبيتها الذي تسكنُ فيه لا نعلم لمن.. وعند تساؤلنا انا وكاترين عن أهلها إختصرت جوابها بأنها تعيش بمفردها تحتَ إشرافِ أباها الذي يقطن بأوروبا والذي لم نراه مطلقا

في معظم الأوقات فكرتُ في كون ميا قد وقعت ضحيةً لعائلةٍ متهدمة متفككة، ربما والداها مُطلقان ومن الممكن أن يكونا مقيميّن بدولةَ مختلفةَ
لكن مالذي يدفع بهما لتركِ طفلتهما لوحدها بلندن؟، ألا يخافان عليها وهي بعمرٍ صغير؟

ولو كان لديها سوء فهم معهما فأيُّ والديّن قد يتركان فلذةَ كبدهما لوحدها بمدينةٍ بعيدةٍ عنهما؟ هذا غيرُ منطقيّ
لكني وبطريقة ما تفهمتُ قرار ميا ولم أحرجها أنا وكات مجدداً بسؤالنا عنهما.

أعلمُ أن طريقتها الوحيدة للإفصاحِ عن مشاعرها هي الكتابة
فمن بدايةِ المرحلةِ الإعدادية كانت قد إتخذت طريق الكتابةِ نهجاً لها وقدست الكلماتْ
ويُمكنكَ معرفةَ هذا عند التحدث معها
فهي دائما ما تختارُ ألطفَ الكلمات وتبتعدُ عن خدشِ مشاعرِ أحدهم بكلمةٍ أو لفظٍ قد يخرجُ منها حتى لو كان سهواً

أعتقدُ أنَّ كلَّ كاتبٍ هو شخصٌ حساس ومراعي كَ ميا
يفكرُ بكلمتهِ ويحسِبُها قبل خروجها من شفاهه، يهتمُ بمشاعرِ غيره ويقدسُها كما يقدسُ مشاعرهُ والكتابة

أذكرُ تعرضها للتنمر في السنة الأولى لنا بالإعدادية، كانت تمر بمرحلة عصيبة وتلتزم الصمت لها ونادراً ما تتكلم مع أحد
وهذه بالضبط كانت أول سنة لنا مع ميا، كان جدولنا مُشتركاً بنفس الحصص تماماً، أنا وكاترين كنا أصدقاء من قبل سنة واحدة وقد إنتقلنا سوياً لهذه المدرسة، لفتت ميا إنتباهنا  بكونها صامتة ذات ملامح ناعمة كئيبة وعينيها حزينة بشكل يكادُ يظهر ومع هذا كانت شخصيتها قوية

إنتشر لقبها بالخرساء وعانت من التنمر كونها كانت تتجنب أي شخص ينعتها بذلك، وفي منتصف السنة تحديداً تعرضت لها المتنمرة الأولى بمدرستنا سِيا.. رغم أنها تكبرُنا بعام، واحد لكنك لن ترى بوقاحتها أبداً

كانت متميزة بهذا..

كنا في منتصف الإستراحة حيث كانت ميا قد أخذت حصتها من الطعام متوجهة لأبعد طاولة حتى تختلي بنفسها مع سماعات أُذنيها وكتابها، لكن سِيا ومجموعتِها قد وجدوا تسليةً جديدة ولن يتركوها هكذا حتى يستمتعوا قليلاً..

Flash back:


"هيي، أنتِ يا خرساء الكتب"
إعترضت سِيا طريق ميا حين توجهُها لطاولتها في منتصف الكافتيريا الخاصة بالمدرسة
لكن ميا تجاهلتها ببساطة محاولةً العبور دون إحداث أي ضجة
"ماذا، صماء أيضاً"

،وكزتها صديقةُ سيا بذراعها وهي تناظرها بوقاحة وجفاء لكن ميا مصرة على التجاهل والعبور بسلام وهذا ما زاد من غيظ الفتيات الثلاث ودفع سِيا إلى التقدم منها ودفع صينية الطعامِ عليها

"أوه، آسفة لم أقصد أنظري قد إتسختي دعيني أُنظفك"
أنهت جملتها بأخذ أقرب مشروب غازي منها وسكبه فوق شعرِ ميا وإنخرطت ثلاثتهن بالضحك المصاحب للسخرية من ميا

عُلقت أنظارنا على ميا  مخفضة الرأس تنظر للأسفل وللحظة شعرتُ بالأسف تجاهها وظننتُ أنها تبكي بصمت
نظرتُ لكاترين لأراها غاضبة وعيناها تقذف شرارات الغضب تجاه سِيا ومجموعتها، أمسكتُ يدها محاولاً تهدئتها وهذا قد نفع قليلا حيث أعطتني نظرة حزينة وغاصبة لأبتسم بشفقة لها.


عاودتُ التحديق بالمشهد الذي أمامي وصُدمتُ بميا ترفع رأسها وتعطي إبتسامة صفراء للفتيات قبل محاولتها للتحرك مجدداً وهي تخلعُ سترة المدرسة المتسخةَ لتبقى بقميصها فقط..

لكن سيا إعترضت طريقها مجدداً دافعةً إياها لتقع أرضاً وهي تسكبُ مشروب غازي آخر على شعرها وقميصها
وهنا وَجدتُ كاترين تتدافع للأمام لألحقها متوجهين لهم

وأظنُ أن كاترين ستقحمنا بمشكلتهم الآن...


توقفنا وقبل أن نتكلم، وقفت ميا بسرعة رافعةَ شعرها للأعلى بطريقة عشوائية معطية إبتسامة مُستفزة أخرى لسِيا
وبهذه اللحظة  كانت المعنية قد بلغت ذروة غضبها لتندفع بسرعة لميا لكن بمجرد وقوفها أمامها
أمسكت ميا يدها ولوتها بسهولة مطلقة للخلف مثبتة جسدها أرضاً وشدت شعرها للأعلى ثم نطقت ببرود قاتل

"ما رأيك الآن، ها أنا أتكلم وأسمع هل تودين معرفة شيء آخر عني يا حمراء؟"
"أيتها اللعينة كيف تجرؤين!، إبتعدي قبل أن تندمي"

رفعت يديها بإستسلام وتراجعت مع ملامح هادئة تغطي وجهها، وهنا إندفعت صديقتيّ سِيا لتمسكانِها من يديها لتثبيتها بقوة وجعلها تنحني على ركبتيها، عدلت سيا من ملابسها وتقدمت منها بهدوء رافعةً وجهها للأعلى عن طريق إمساكِ فكها بقوة ثم وجهت ضربة قوية لها جعلت رأس الجالسة أرضاً يلتف للجهةِ الأخرى

أرادت توجيه ضربة ثانية  وهي تشتمها لكن تراجعت بشكل  لا إرادي حين تخلصت ميا من قبضتي الفتاتين على ساعديها  بقوة  ووجهت لكمة لكل واحدة لتتراجع الفتاتان بألم بعد أن إتخذتا من الأرض موقع لهما ثم توجهت ببطئ لسِيا

"ما رأيك سِيا؟ أو يا حمراء، ها أنا أستطيع تسديد اللكمات أيضا هل تودين التجربة"

إبتسامتها الهادئة ونبرتها المصاحبة لها مع إستمرار إقترابها من سِيا التي كانت تتراجع بدورها خائفة وملامح الذعر تجلّت على وجهها

" ماذا خائفة؟، المتنمرة خائفة يالَ العار"
"إياكِ والإقتراب ستندمين "
" هل تشعرين الآن؟ هكذا شعر كل شخص قد تنمرتِ عليه
هل يُعجبكِ كونَكِ الجانبْ الضعيف من اللعبة سِيا؟"
أمسكتها من ذراعها وثبتتها ثم دفعتها للخلف لتلامس الطاولة بشكل غير مؤذي حتى تستطيع الإمساك بها بإحكام أكثر..

"هل ترين أن الجانب الضعيف مسلي أيضاً أم أنهُ مؤلم ها؟
أتودين تجربة هذا الجانب بشكل أفضل أم يكفيكي ما حدث؟"
ثُمَّ أمسكت فكها كما فعلت قبلاً لتنبس بخفوت إستطاع الجميع سماعه بسبب الهدوء المخيم على القاعة

"آه نسيت، بالتأكيد لا تودين فقواعد لُعبتك هي أن تحظي بإستمتاع كبير وهذا لا يحصل الآن، تُرى هل تودين من اللعبة التَوقف سِيا؟"

"إبتعدي، أقسم أن داني سيجعلك تدفعين الثمن إن لمستني"
"آه ذلك المخنث صحيح، أتشوق لرؤية رد فعله لكن ليس بعد ضرب حبيبته وإنما بعد إرسالها للمدير"
"تمزحين، أنتِ لن تجرئي حتى"

وهنا شدتني كاترين راكضةً لتتوجه للمدير فتبعتها  مهرولاً
وحين وصولنا طرقت الباب عدة مرات حتى جاء صوت المدير الذي يدل على عمره الكبير  سامحاً لنا بالدخول

"مرحباً سيدي"
"أهلاً كاترين تفضلي"
"إنَّ سِيا قد تشاجرت مع الطالبة التي تدعى ميا وقد تسببت في إتساخ ملابسها بالطعام والمشروب الغازي"

"لقد وقعت بين يدي وأخيرا، لن أترك أحداً من عائلتها يمنعني عن فصلها هذه المرة إذا كان الأمر صحيح"

في أي مدرسة أخرى ومع أي طالبة أخرى هذا سيدعو للتعجب ولكن ليس مع سِيا لأنها معروفة بتنمرها وتستطيع النجاة في كل مرة بسبب أموال والدها وواسطتها
وعلى ما أظن أن المدير كان يحاولُ إقتناصَ فرصة كهذه للتخلص منها ومن عائلتها.

مشى المدير أمامنا في عجلة وتبعناه حتى وصولنا إلى قاعةِ الطعام، توقفنا أمام ميا التي كانت تحاول شد كاترين من يدها وهي تخبرها

"أتخافين الذهاب للمدير سِيا، ألا تودين الإعتراف بخطئك أم تخجلين؟"
"أيتها الحقيرة الخرساء إتركيني قبل أن أجعلك تندمين على يوم مولدك أيضاً"

"ماذا يحدثُ هنا"
صوت المدير إنتشر ليجذب نظر الجميع نحوه
"ماذا حصل لك ميا، ما هذا سِيا أأنتِ مسؤولة عن هذه الجَلبة؟"
إبتعدت ميا عن المعنية عندَ تحدُث المدير والتي قد تجمدت وإصفرَّ وجهها  غير مستوعبة أن المدير أمامها الآن
حولت بصرها نحونا انا وكات لتعطينا نظرة متوعدة فأخرجت كاترين لسانها مغيظةً إياها

وهكذا إنتهت المشكلة بذهاب ميا وسيا للمدير وأخذ عدة طلاب قد شهدوا على الشجار وكانت كاترين وأنا منهم
وبعد خروجنا من مكتب المدير قد إلتحقت بنا ميا بعد خمسةِ دقائق تماماً لتتوجه إلى حمام الفتيات لتنظيف نفسها
وأذكر حينها أن كاترين قد ساعدت ميا بالإغتسال والتنظيف ثم عرفتني عليها لتبدأ صداقتنا بذلك اليوم ذو الأحداث الغريبة...

وفي نهايةِ الدوام قد صدر قرار نقل سِيا إلى مدرسةٍ أخرى.

....

لا تنسوا التسفيق للبارت أحبائي🧚‍♀️

وترك تعليق لطيف منكم، مع إخباري برأيكم بهذا الفصل💙

دُمتم بخير، ولا تنسوا نشرَ اللُطفِ والحُب دائماً💫🧚‍♀️


© Bana Kanbar,
книга «أورواد H/S».
Коментарі