الطابق صفر
الطابق الأول و الثاني
الطابق الثالث
الطابق الرابع
الطابق الخامس
الطابق السادس
الطابق السابع
الطابق الثالث
إحترس من أن تكون مدمن غضب، إنه كتدخين سيجارة، نمنع نفسنا عنها و نحاول السيطرة على أنفسنا، في اللحظة التالية نجدنا نشعلها لنسلك ذات الطريق.

عندما يشتعل غضبك، دس عليه حتى ينطفئ.

***
كمش ورقة الامتحان بين يديه و هو ينظر لها بحنق، عض على شفته حتى كادت تنزف، هز قدميه لفترة من الزمن دون وعي منه ليقضم ظفر إبهامه بعدها. من فرط التوتر و البغضاء، يقسم أنه سيركل أي شخص يثير غضبه.

فتح باب المنزل ليجد والده يستقبله بتحديقات ممتعضة."ما هذه العلامة المثيرة للشفقة؟"

ليست أكثر إثارة للشفقة من داخله الآن، دحرج عينيه لينظر للجانب متجنبا رؤية والده. إنه يرسب أحيانا عمدا حتى لا يحقق ما يريد والده.

"إنني أحادثك أيها العاق، كيف ستأمن مستقبلك، إنه يبدو مظلما!"من بين طيات حديثه إرتفعت نبرة صوته بسبب علاماته التي تستمر في الانحدار."إنك لا تبذل جهدا على الإطلاق!"

إنه لا يعلم شيئا، لا يعلم كم من الجهد الذي بذل حتى سقطت دموعه على أوراق كتبه، جاهل عن ما يشعر به من كره لنفس عندما يفشل رغم محاولاته المديدة، لا يكون رفقته عندما ينال التعب منه و مع ذلك يستمر، عندما ينزف أنفه، لا يكون حاضرا.

''أبي، أنت الآن تحاول نصحي أليس كذلك؟"حملق فيه لينطق بهدوء فهدء الآخر ظانا منه أن ابنه اهتدى.

"بالطبع أفعل، إنني أريد مصلحتك."

نكبت ما نشعر به و ندسه في صندوق رفقة أحاسيس أخرى، تأتي لحظة ما لا نستطيع فيها تخبئة المزيد، فنفرغه دفعة واعدة.

شد على يديه محاولا كبت ما يحرقه، غالبا ما يرمي سيجارة غضبه في غابة مشاعره، لا يدرك أنها ستشعل نارا لا تنطفىء، لهذا يجب أن تدوس على الغضب.

"قبل أن تسمعني موعظتك الحسنة لأتلقى بعدها صفعة موجعة لقولي الحق أو تدمير لوحاتي، فلتكن قدوة حسنة لي. أنت دائما ما تخبرني أن أكون الأفضل، أن أدرس حتى ينزف أنفي، إنني لا أشعر بالانتماء بين الكتب. لا أكون على قيد الحياة عندما أتقيد بما لا أريد."لم يشعر بصراخه بما تفوه به حتى انتهى.

إقترب منه عدة خطوات ليتراجع الآخر و ينظر بتردد."قد لا أكون قدوة حسنة، لكنني أعلم أين تكمن مصلحتك. يجب عليك أن تنظر لحالي و بعدها ستعرف لما أخبرك أن تدرس."

"أنت ترى مصلحتك في ذاتي و ما سأكون عليه، ترغب في أن أصبح ما لم تصبح. أنا لست أنت، إنني كيان مختلف عنك تمام الاختلاف، فلقد ولدت برغبة مختلفة."

ضرب جبهته بسبباته عدة مرات."الرسم ليست وظيفة ثابتة، و ما الذي يضمن لك النجاح؟"

أغمض بيكهيون جفنيه ليردف بتردد"النجاح ليس سهلا، مهما كان الطريق الذي تسلكه. لذا سأسلك ما أشعر به بالسعادة."

إنه يرغب في تلقي الدعم في الوقت الحالي أكثر من أي شيئ آخر، لأن هذا سيخفف عنه مشاعره السلبية التي تجعله يفكر في أن الجميع ضده. لا بأس باتجاه سلبي واحد يدفعنا، لكن عندما نجد ان جميع الجوانب تحاول نهشنا نتدمر و نغرق في عالم أسود، حيث أي مهرب يبدو جنة.

والده يرغب منه أيكون مثاليا، لكن والده أيضا أكثر شخص معيب. فلماذا يطلب منه أن يكون نموذجيا؟


***

"ما الذي فعلته؟ كيف فعلت ما فعلت؟"قال بنبرة مهتزة و عيون مصدومة، تراجع للخلف بخطوات غير مستقرة ليرتطم بعد ذلك بالأريكة الجلدية. تنفس هائج، يد تحمل أداة جريمة و جثة أمامه. تملكته رغبة قوية في أن ينفجر من البكاء إلا أن لا مجال لحضور أي عاطفة الآن.

لذا حاول تأجيل شعوره هذا قدر الإمكان، فكر قليلا و نظر ليده، يجب عليه أن يخفي أداة جريمته، سيكون أحمقا لو تركها هنا رفقة بصمات أصابعه. غلف التمثال بكيس من البلاستيك كان يحتفظ به في حقيبته فلقد نساه هناك بعد أن أفرغه من أدوات الرسم المشترية ليلة البارحة.

خفق قلبه بقسوة و بلع ريقه ليقترب منها، لمس معصمها بتردد و خوف ليرى إن كانت عروقها تنبض، لم يشعر بشيئ ليدرك عندها أن البشر قد يقتلون بسهولة.


هرب من ذلك المكان و تمنى لو يهرب مما اقترفه كذلك، آلمته معدته و شعر أن ركبتاه لن تحملاه بعد الآن. سارع نحو النهر ليرمي أداة الجريمة و لم يقدر آنذاك التفكير بشكل سليم، ذهنه مشوش
كشاشة تلفاز و همه الوحيد ألا يقبض عليه.

هل كل ما قاله والده كان حقيقيا؟ هل إن سمع كلامه كان ليكون الآن طبيبا أو مهندسا يمتلك وظيفة ثابتة؟ لكن السؤال الأهم، هل كان ليصبح شخصا سيئا بغض النظر عن الطريق الذي يسلكه؟

يحاول البحث عن إجابات كهذه، و حجج تُخرس ضميره الذي يصيح في وجهه، تمنى لو تغلب على حقده في تلك اللحظة و غادر المكان بهدوء.

طوال طريق عودته من الجحيم كما أسماه، لم يدرك أنه أصبح في الجحيم الآن بحد ذاته. تجنب الناس و النظر لهم، طأطأ رأسه و رفعه فقط عند إيقافه لسيارة أجرة، خجل مما اقترفه.

صفع الباب ليجلس على عتبته، غطى وجهه بيديه و شد شعره بعدها، و كأنه يخفي ما فعل بتلك الطريقة.

هذه العادة لم يتخلى عنها حتى بعد مرور الزمن، قضم أظافره بسبب القلق الذي سيكون رفيقه منذ اليوم.

نظر لقطرة من الدماء على قميصه و يبدو أنها تناثرت عندما ضربها بتلك القوة، نزعه ليتجه به نحو الحمام.
فرك تلك البقعة بالصابون حتى احمرت يديه، ذرف دموع المطر المتهاطل.

-ربما هي كانت تستحق ما حصل، فهي شخص سيئ. كنت غاضبا و لقد استفزتني ليحصل ما حصل.

ربما بعد الخجل و نهش ضميرنا لنا لا نستطيع تحمل ما يحصل دفعة واحدة لنلجئ بعد ذلك إلى محكمة التبرير.

عندما سمت أمنيته تبددت في السماء رفقة الغيوم.
إبتغى الوحشة، حيث يكون رفقة ذاته، حيث الهدوء مقترن بروحه، عندما تصبح أوراقه البيضاء ملونة بأحاسيسه، إبتغى الوحشة لا أن يكون وحشا.

يستلقي على الأرض الباردة كالميت و ينظر عبر النافذة الحديدية لضوء القمر، ما حدث في تلك الليلة يطرق باب ذكرياته، و كأنه حدث البارحة لا منذ ثمان سنوات مضت. يتذكر كل أفكاره، كل ما فكر فيه و يخالجه ذات الشعور، لقد عايش ما اقرتفه مجددا هذه الليلة التي تسبق خروجه من السجن.

ضاع شبابه و فقد سنين من حياته، لكن هذا لن يمحو ما حدث أبدا. لازال يفكر كيف سيعيش عندما يخرج، كيف سينظر لضوء الشمس و يبتسم كالماضي؟ كيف سيتعامل الناس معه كون ملفه أسود الآن. هل من وظيفة ستقبله؟

تلك الزوبعة التي تعصف في داخله خرجت عبر تنهيدات، تنهيدات بالتقسيط، إنه إعصار هائل، إلا أنا الأضرار مترسخة في قلبه.

في كل لحظة، أثناء كل حركة، عند كل خفقة، إنه يشعر بثقل وجدانه، ثقل الألم.


فعندما يتعلق الأمر بالأخد و العطاء فالحياة سياسة فاسدة؛ قد تأخد أكثر مما تعطيك.

لهذا إحذر من أن يكون الغضب خريطتك، لأنه لا يؤدي إلا لهلاكك. عندما يقودنا فهو كسيارة بلا فرامل، و عندما نتبعه نكون بلا بصيرة، إنه الطريق المختصر للفناء.

إستقبل بلجة اليوم بشبح ابتسامة، لقد خطى خارج السجن لثاني مرة، الأولى عند قطع شرايينه، و الثانية هذا اليوم، عند إطلاق سراحه. لم يعلم إن كانت الحياة تعطيه فرصة أخرى أم أننها فقط تحب جعلها تحت رحمته.

لا يمتلك شيئا، لا منزل و لا أحد، لاشيئ ليخسره، قرر الذهاب للعاصمة حيث سيكمل حياته هناك.

لاحظ نظرات حادة من طرف كهل ما، اليوم نشرت الصحيفة عن موعد خروجه، العامة أرادو له سنوات أخرى، لقد قتل امرأة مؤثرة مثلها، تساءلو عن وحشيته لقتل ملاك مثلها، لا أحد يعلم عن ما في النفوس، لقد كانت سيئة و هو أدرك ذلك.

ركب الحافلة المتوجهة لسيؤول بعد بيعه لسلسلة فضية كان محتفظا بها طوال تلك المدة، بالإضافة إلى المال الذي جمعه أثناء مكوثه في السجن من القمار و غيره.

طوال الطريق لم يزحزح رأسه من زجاج النافذة، كل ما فعله هو التأمل، لم يرى العالم من مدة طويلة و يبدو أن عدة أشياء تغيرت.

رغم تلك اللذة الأولى عند بزوغه من السجن الآن حل عليه يأس، رغم أنه كان غارقا بالفعل.

وصل ليتوجه نحو حانته المفضل، فهو يشعر بالانتماء لها، لقد نشأ هنا حتى التاسعة عشر و لكن بعد ذلك انتقل هو و عائلته إلى أولسان.

"كأس فودكا رجاء."

سكبت له ليرتشف الكأس الأول، رغب بالمزيد، أراد نسيان نفسه حتى لو لوهلة. يرغب في أن يذهب لمكان لا يعلم أي حد فيه عنه، حيث يبدأ حياة جديدة رفقة نفسه.

"كأس آخر."إرتشف الخامس لتنطق الساقية أخيرا بعد صمت طويل."سيدي، من يثمل هكذا في النهار لا يكون سوى شخص بائس."


قهقه بسخرية لريفع رأسه و ينظر لها.

"ولا توجد من تحشر أنفها في حياة الآخرين سوى طفيلية."

حياة باهتة لا طعم لها كالماء، لكننا نرتويها.
تذيقنا الألم و رغم ذلك نبتلعها.

إنتهى.

يلي مفهم: بيك كان قرب يخرج من السجن و البارت الأول و التاني و النصف تبع التالت عبارة عن ذكريات بيك يعني القصة الحقيقية هتبتدي البارت الجاي و يلي بعده هنيك الاحداث هتصعد↗️↗️ بيك بيصيرر ساييكوو

عجبكم كيفية لقاء البطلين؟

السرد؟

الوصف؟

القصة؟

الاحداث؟

متحمسين؟

مهما كان رأيكم هتقبله بس يكون بلطف💜

© valliana04 ,
книга «إنبثاق|مصعد الجحيم|».
الطابق الرابع
Коментарі