الطابق صفر
الطابق الأول و الثاني
الطابق الثالث
الطابق الرابع
الطابق الخامس
الطابق السادس
الطابق السابع
الطابق الأول و الثاني

ملاحظة: فالتطبيق دة جمعت البارت الاول و التاني مع بعضهم اما فالوات فمنفصلين عن بعضهم.


"أيها السيد، حان وقت الإغلاق."دحرج النادل حدقتيه بضجر، نطق بعد ذلك بملل بسبب تكريره للجملة ثلاث مرات.


غريق في فضاء أفكاره، مختنق على بعد وهلة من الإنفجار. تم إنقاذه من طرف النادل، فليس دائما الخيال مهربا لمن هو يتيم واقعه. كسحب تواكب جريان الحياة، بيضاء في النهار، رمادية عندما تودع الشمس البحر بقبلة.


وضع أوراقا نقدية على الطاولة ليستلمها النادل و يضعها في الصندوق. إستقام بترنح نحو المخرج، لم يكن في وعيه ليرى أن أمامه بابا زجاجيا فارتطم به. أطلق قهقهة سخرية ثم فتحه ليتوجه نحو منزله.

قطرات المطر صنعت منه إنسانا أكثر إثارة للشفقة، يسمع صوت خطواته مختلطا مع الهمار. سار ببطء
و جيوب سترته استقبلت يديه المتجمدتين
برحب فأدفأتهما، ليت أحدا يستقبل قلبه البارد فيذيبه.


يلجأ المرء أحيانا للهجرة عندما لا يجد في موطنه ما يحتاج، إلتجأ للخمر الذي يسرق منه وعيه، فالواقع لم يكن لطيفا و النسيان حتى لو لبعض الوقت فردوس.

فتح باب شقته فقابل الفراغ، أعطته الوحدة صفعات حارة معلنة عن اشتياقها لوجوده. فما معنى الوحدة بعدم وجوده؟ هو ما يجعلها موجودة بحضوره.

إنتزع ملابسه رغم قساوة الجو، بقي مرتديا سرواله ثم اندس تحت غطاءه الأبيض. إنها الخامسة صباحا، حيث يفتح الناس أعينهم لعيش الحياة أما هو فينام لعيشها. إنه رفيق الليل و الليل قرينه.

عند الساعة الثالثة عصرا أيقظه اتصال هاتفه. و كأن شخصا كان يحفر طوال الليل داخل رأسه، الصداع لم يترك له فرصة لرفعه حتى. قرأ اسم المتصل فتردد قبل أن يجيب، خفقان قلبه كان ينهيه عن الإجابة لكنه فعل. أردف بصوت أجش"مرحبا."


"مرحبا سيد بيكهيون، تجاوزا للرسميات سأخبرك مباشرة، يؤسفني قول أن لوحتك رُفضت..أتمنى لك حظا أوفر في المرة القادمة."

لا توجد مرة قادمة، فهذه الجملة حتى التكرار مل من إعادتها."تجاوزا للطرق الملتوية، من أخذ مكاني؟"

"إنه رينجون."قالت الموظفة بهدوء بعد تنهد.

لم يمنع نفسه من القهقهة، عدل خصلات شعره السوداء بإرجاعها للوراء. إستقام بصعوبة و شق طريقه عبر الأوراق البيضاء المكورة على الأرضية و فرشاته الملطخة بالأسود."ابن الاعمال اللقيط ذاك."

"سيدي، الرجاء التحسين من ألفاظك و كنصيحة صغيرة تدرب على تحسين لوحاتك أيضا."

"أشعر بالخزي."أردف و هو ينظر للعالم بحدقتيه عبر زجاج نافذته.

"يجب أن تعمل على تحسين رسوماتك."نطقت ببساطة و كأنها تفقه شيئا في الفن، إن مفهوم الفن له مفهوم آخر بالنسبة له، فمهومه بحد ذاته فن كما يعتقد.

"لا تفهمي خطأ يا آنستي، ليس هذا سبب شعوري بالعار. إنما حملت ذلك الشعور بدلا عنك، يجب عليك قبول المال لعرض لوحة أفضل مني و ليست أسوء، على الأقل لن أشعر كما أشعر الآن. لا يجدر بك محاسبتي على شتمي، حاسبي نفسك على كونك منافقة. فلتعملي على تحسين نظرتك للفن و كوني أكثر إخلاصا لعملك."

قطع الخط قبل تلقيه لردها، لا يعتقد أن ثوانيه الثمينة تستحق إضاعة بعض منها من أجل رد لا يليق بمقام إجابته الأنيقة.


رغبة ملحة في كون المرء شيئا عظيما نزعة عظيمة بحد ذاتها. ربما تظنه حلما كبقية الأحلام، لكنه شخص ليس كبقية الأشخاص. تحطيمك لحلم قد يصنع التاريخ، عندما ينكسر كأس تتناثر شظاياه فتكون سبب في سيلان دمك. كان يريد أن يصبح رساما فكسرك للوحتك تجعلك واحدة من رسوماته الحمراء.

يبدو العالم كبيرا و واسعا بحدقتي ملائكة الأرض، أما هو فيبدو له كبكتيريا تتكاثر كل يوم.

الحياة صعبة، الناس تجعلها معبئة بالقهر، يعترف أن لاشيىء يأتي بطريقة سهلة، فالطريق الممهد ليس شيئا ممتعا. كل شيء مرحب به في الرصيف الوعر، إلا العتو فأبواب الترحيب به مقفولة. لما أصبحت الناس تفتح له الأبواب ليكون ضيفا و يتربع على كرسي الطموح؟

يقوم بهدنة مع نفسه و يعالج روحه باستنشاق ذلك السم؛ يعلم أنه يهلكه كما هو عارف أنه أحد مسكنات الروح و لكل مقابل ثمن.


الغرق بعد غدر البحر يفرق عن تقديم نفسك كأضحية. تعلم ما ينتظرك لكنك تتقدم دون أي نية للتراجع، لا وجود لخشاشة تيسطر عليك.


أنهى سيجارته الثانية ليستر جسده العاري من لسعات البرد بقميصه الأبيض الذي يغطي القليل من عنقه، إرتدى سترته السوداء و سرواله الذي يقتبس من الديجور لونه، حذاء من نفس اللون. وضع محفظته في جيبه دون إسعاف بطنه التي تغرغر من الجوع، لاشيء في الثلاجة على أي حال.

معظم أمواله تختفي بسبب شراء الخمر و السجائر، و ورقة يانصيب كل يوم. يندم لدقيقة و في الصباح التالي يعيد الكرة عندما تغرب الشمس.

الناس توزع نظرات للحلق الذي يزين أذنه اليسرى و السلسلة المرتبطة بالحلق الذي يزين أذنه الأخرى. ماذا عن ملاحظة رسمه بدل طريقة ظهوره هو بنفسه؟ "متى ستلاحظني الناس لكوني أنا، متى ستنظر الناس للوحاتي؟" تساءل للمرة الرابعة في هذا الأسبوع. هذه الملابس الجيدة الوحيدة التي يمتلكها على أي حال. يتمنى لو يمتلك المال لشراء المزيد من نوعه المفضل.

توجه للمعرض الذي يعرض اللوحات، من المفترض أن تكون هذه بدايته كمبتدئ، خطوة أولى كطفل رضيع مستعد لخوض غمار الفن. إلا أن البداية سرقت لشخص لا يستحقها، لقد تأكد بعد النظر لتلك اللوحة المعلقة في الجدار.

''أعجبتك اللوحة يا سيدي؟"قال رينجون ببراءة و ابتسامة تدل على فخره بما صنعت أنامله. الآخر لم يتردد في إطلاق كلمة تعبر عن رأيه."سيئة."

''عفوا؟"إستغرب الآخر و قطب حاجبيه، لا يجب أن يعترض بعد أن طلب رأي بيكهيون، فلسانه لاذع لا يعرف الكذب حين ما يتعلق الأمر بقول رأيه.

"سيئة بقدر طريقة أخدها."

"ما الذي تقصده؟ الناس تنظر لها بإعجاب.''لم يصدق الآخر ما قاله، ينظر له كشخص غار من بداية سلسلة إنجازاته.

"لا تسىء الفهم، الناس تنظر للقب والدك المحفور في نهايتها، النسبة الآخرون يفكرون في مدى بشاعتها، أنا من النوع الثالث، لي فكر يخصني، كيف أخدت لوحة سيئة كهذه مكان قطعتي الفنية؟"

نظر له بحنق و لم يرفع صوته كون الناس تحيط بهما."لا تمارس علي نرجسيتك رجاء."

"أسرد الحقائق، الوقائع تقع على فكرك المحدود بطريقة قاسية أوليس كذلك؟ ربما لا تدري عن أموال والدك أين ذهبت البارحة؟ من الأفضل أن يكون لك علم حتى لا تستمر برسمك الفاشل رفقة سلسلة إنجازاتك الوهمية."

تركه واقفا مدهوشا، انصرف و هو يفكر في ما جرى. أكانت طريقة جيدة لإيقاظ ضميره و جعله ينسحب؟ أسيتجاوز الأمر و كأن حقيقة لم تظهر؟ ربما أدى دور الغبي ببراعة و كان يعلم منذ البداية.

لا نستطيع معرفة ما في النفوس، فما هو ظاهر عظيم و لربما ماهو مختفي أشد عظمة. أجلّ بطريقة تجعلك تقف أنت و الحيرة بجانب واحد. أهو ذات الشخص؟ أم أنه في كل مرة ينتقي دورا يصعد به على خشبة المسرح.

هو يتساءل، لأنه لا يعلم، أهو هو؟ أم أنه كسائر الخلق يمتلك نفسا أخرى تكمن في داخله؟ ترتقب وقتا مناسبا للانبثاق.

السؤال عن الماهية، البحث عن الحقيقة، تفتح معزوفة التساؤلات اللانهائية. قد تسلك طريق إجابة جارم، ربما قد تدور في حلقة منذ البداية و كنت أنت أنت.


التكرار يجعلنا نطرح تساؤلات عن الفائدة من العيش، الجدوى من الاستيقاظ مجددا لخوض ما حدث في الأمس.

يبدو هادئا إلا أنه يحمل الشغف و الصخب في داخله. تثيره الأشياء الغامضة المبتكرة، يحب الخوض فيها و اكتشافها، إنه من محبي المفاجآت.

صادف العديد من المواقف هذا اليوم، كل موقف أشد قبحا. جعله هذا يتساءل بجدية، ماذا لو اختفت الناس الجريرة؟ أو ماذا لو كان هو السبب في اختفائهم؟

بداية الطابق التاني

قد نوهم أنفسنا بكذبة، كترهة أن الأمور ستكون بخير. مواجهة الحقيقة مرة، لهذا ترانا ننشئ تخيلات مفعمة بالسكر، فنكررها و نصدقها ثم نجعلها حقيقة.

في جوفه يعلم كم هو محطم، كم أنه غير قادر على الاستمرار، يرغب في يد تمد له يد المساعدة، لن تكون مجرد إغاثة، تلك اليد ستنقذه من غرق في بحر العتمة.

طريق العودة بدا له رحلة طويلة، كأنه يجر سلاسل  في نهايتها كرة حديدية مقترنة بها، إنه يجر خيباته معه. بين أمواج الحشود لم يشعر أنه يمتلك مكانا بينهم، الجميع مشغول بنفسه و لا يعرف أحد عن ألم الأخر، لكنهم يعرفون كيف يحدثونه.

إنه فارغ وسط زمرة الناس، كأنه نجم إنطفىء بينما الجميع يصبح أكثر بريقا. أم أنهم ممثلون أكثر براعة منه؟ عندما يفتحون باب منزلهم يعتبر ذلك نزولا من خشبة مسرح السعادة و التظاهر.

لا يمتلك المال الكافي ليستقل سيارة أجرة، لذا يحدق بعينين فارغتين في السيارات التي تمر ريثما تصل الحافلة.

يحتاج خطوة واحدة، خطوة لإنهاء الألم.
رغم يأسه، التردد يسيطر عليه في كل مرة يحاول فيها، إنها ثانية من الألم و بعدها سيندثر الثقل الذي سكن قلبه." إنها لحظة ضعف" كم من لحظة ضعف يحتاج حتى يصبح عمقه ستة أقدام؟

عاد للبيت محطما، بمجرد غلقه للباب تلاشى بروده، اندثرت قسوته و اختفى تظاهره، سادت ملامح الأسى و الضعف. كل الحقد و الشعور بالظلم انغرسو كأشواك في حلقه ليستقرو هناك.

بعد جلسة تأمل توجه نحو المطبخ، لم يجد ما يعده لنفسه. تعامى عن الجانب الذي يوسوس له على أن يتخلى عن الرسم. إنه على الحافة و عند تخليه عن السعادة المتبقية فسيبدو الأمر و كأنه يدفع بنفسه نحو القاع.

تنهد بعمق و كرب كأن كقلادة الموت حول عنقه، سحب إنكساراته نحو غرفة نومه بخطوات ثقيلة.

أشعل التلفاز ليرفه عن نفسه قليلا، لم تمضي ساعة حتى سمع الجرس يرن دون توقف. كان سيتجاهل صوته و يكمل جلسته إلا أن الإزعاج كان كفيلا بجعله يستقيم بسرعة، شتم داخل نفسه ليترجل بغضب.

فتح الباب ليجد المرأة العجوز، أفسح لها المجال لتدخل دون إلقاء التحية، دائما ما كان يجدها وقحة.
اتجهت نحو الأريكة بخطى وئيدة، جلست لتطلق تنهدا."أن تكون كبيرا في السن شيىء قاس للغاية."

أراد أن يجاوبها إلا أنه سيكون قاسيا، فكلما كبرت اقترب موتك و ستتخلص من الحياة التعيسة.
"هل أحضر لك الشاي؟"

إبتسمت ليتأمل تجاعيد عينيها."أحب الشاي!''

ريثما يصنعه ترددت قليلا قبل أن تحادثه، هذه الأيام بدأ الفراغ يتسلل قلبها. علقت بسبب الصوت المرتفع الصادر من غرفته."أتشاهد دراما عائلية مجددا؟ أراها في المنزل أيضا."

"أجل"

"لماذا؟"

"ربما لأنني لا أملك واحدة دافئة."بعضنا دائما ما ينظر لما لا يملكه و يبحث عنه لدى الآخرين.

"أوافقك، إنها تغطي شعور الفراغ قليلا."

قدم لها كأس الشاي ليجلس بجانبها. نطق بهدوء بينما ينظر للأسفل."بالنسبة للإيجار، هل يمكنك أن تصبري قليلا؟ أعلم أنني متأخر، لكن طرأ شيىء ما."

''سأرجع غدا، ليس و كأنني أمتلك حقدا تجاهك، لكنني أعيش على الإيجار، أتمنى أن تتفهم هذا."
إحتست الشاي ببطء و بعدما انتهت غادرت بهدوء و كأنها لم تكن. غريبة، إنها تعطي ذلك الشعور حولها.

لم تكن له رغبة في اقتراف ذلك، إلا أنه لم يملك أي اختيار. غير ملابسه ثم غلف أحد لوحاته الثمينة ليتجه بها نحو أقرب متجر مقررا أن يترك جرحا سيترك ندبة تدوم.


على بعد عشرين دقيقة من المشي وصل لهناك متعبا، تنفس بوتيرة سريعة و قلبه يمكن سمع خفقاته.

وطأت قدمه المحل بتردد، خطى متأملا اللوحات المستعرضة بعيون تبرق بالشغف و بسمة رسمت على وجهه.

"كيف أخدمك؟" قال صاحب المحل ذو العقد الرابع بوقار.

"أرغب في بيع لوحتي."خرجت جملته بصعوبة بعد ملحمة من العزم و الارتباك.

حملق الرجل فيها لبضع ثوان."خمسمئة دولار."

شهق ثم قطب حاجبيه بعدما سمع الثمن."هذا قليل"

"إن لم يعجبك الثمن فلترحل."

نظر له بيكهيون بغضب بعدما تغيرت نبرته الرجل المحترمة للامتعاض. لكنها تستحق اكثر من ذلك، ستشتريها مني بثمن قليل ثم تخدع زبونا ساذجا ليشتريها منك بثمن مضاعف. هذا ما رغب في قوله لكنه سيثير حنقه ليخسر فرصته في دفع الإيجار و تلبية بعض من حاجياته.

"أنظر لها جيدا، تستحق على الأقل ألف دولار، أضمن لك أنك ستبيعها بأثمان مضاعفة، ستقبل لوحتي قريبا في المعرض و قد أصبح مشهورا."

"هل تحاول خداعي الآن؟"

"بالطبع لا، أنا أقول الحقيقة."

"يمكنك الرحيل الآن."أشار بيده نحو الخارج مرتين.

قضم شفتيه محاولا صنع حاجز بينه و بين الحنق."حسنا، خمسمئة."شعوره اليوم بالإهانة لن ينساه، لقد زاد من كرهه و سيحفر في قلبه كالبقية.

واجه المحل شامخا، متذكرا طرده في صغره عندما كان جائعا و لم يملك مالا. يقف متأملا هنا في كل مرة يرغب في أن يقسو على قلبه و يصبح أقوى، متذكرا أنه وحده من يستطيع إنقاذ نفسه، لا أحد سيتعامل معه على أنه هو عندما لا يملك شيئا.

قاده فكره نحو المتحف حيث يعلم أنها تعمل لوحدها في متل هذا الوقت، الجميع يرحل باكرا عداها. توقف عالما أنها سترفض رؤيته لذا قرر سؤالها مختصرا معاناته. أدرك غباءه بعد أن نسي هاتفه في المنزل لذا حدثها من هاتف عمومي عن مجيئه فوافقت بعد ترجيه المستمر لها.

وصل للمتحف بعد سير لربع ساعة، إنطلق نحو مكتبها، دق مرتين لتسمح له بالدخول. جلس على الأريكة السوداء بهدوء لتحدق فيه ببرود."شاي أم قهوة؟"جلست على الجهة المقابلة له.

"أتيت من أجل الحديث."

"ما الذي ترغب به؟"رسمت بسمة مبهمة على وجهها.

"أرغب في أن أستفسر عن ظلمك لي."

"لم أظلمك، رمقت لوحة أجمل فاستغليت الفرصة."

"كيف تكون تلك لوحة أجمل؟ لقد قضيت الساعات و أنا أرسم، إنها تعبر عن فتى بملامح كئيبة، المضحك و المحزن أنني كنت أرى في المرآة و أنا أرسم عيونه. تشرح لوحتي فكرة دائما ما تطرق باب أفكاري لأقفله في وجهها، لكنها ضيف وقح، تزورني رغما عني."

صمت للحظة و استرسل حديثه بعد ذلك.

''هل لملاك عاش في الجنة أن يصبح كبشر على الأرض؟ بعدما أرسل للأسفل و كان يعيش في النور. لم يفهم في البداية لما فعلو ما يفعلون، كلما حاول استكشافهم يجد كهفا دون مخرج.
تعرض للخداع و الظلم فأصبح كهفا  بدوره و حالكا، لقد لطخ لونه الأبيض بسهولة و لم يستطع بياضه أن يغطي الأسود، لقد كان أكبر مما يستطيع.

أدرك بعد ذلك أنهم لا يستحقون العيش ليبدأ في تنفيذ عدالته، ورغم ذلك هناك تساؤلات كثيرة لازال يطرحها. لوحتي أفضل من خربشات قام بها شخص ما."

''نرجسيتك مشكلة، تجعلك تعتقد أنك الأفضل."

"لقد اخترتيني و أعجبتك، قلت أنها الأفضل و أنك ستعرضينها. لما غيرت رأيك؟ هل لأن والده يمتلك مكانة بينما لا أمتلك شيئا سوى تعبي و فني؟"

"لم يخبرك أحد أن تولد مع اللاشيء، هكذا تسير الحياة الآن."

"أتساءل أيضا، لم أطلب ولادتي، لما خلقت؟"

"خلقنا جميعا في مكانات مختلفة، خلقت لتؤدي دورك في الأسفل."إستقامت متجهة نحو مكتبها مستعدة لإنهاء الحديث.

تلقى سخرية لاذعة للتو، حديثها كان كالنار التي أشعلت الفتيل، إنه يحترق داخلا. لم يتحكم في نفسه و لم يشعر بأي شيء حتى شاهدها واقعة و بركة صغيرة من الدماء تحوم حولها. نفسه السريع و يده المضطربة المرتجفة، جعل إدراكه يصعب حتى رأى التمثال الذي كان يزين الطاولة محتويا إياه بيده اليمنى، لم يدرك كيف انتقل لهناك.

إن التراكمات الصغيرة هي ما تكوننا، إنها جسيمة،
قد تصنع بحرا هائجا أو قد تنشىء أيضا قنبلة
موقوتة تنتظر أبسط اهتزاز لتنفجر.

إنتهى.


اتمنى يكون عجبكم البارت🥺💜💜
© valliana04 ,
книга «إنبثاق|مصعد الجحيم|».
الطابق الثالث
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
delbr asult
الطابق الأول و الثاني
كيف اضيفك ع الواتباد؟
Відповісти
2020-07-25 10:44:18
Подобається